البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : العلم و التكنولوجيا

 موضوع النقاش : { تربـيـة الـنـحـل قــديـمــا و حــديــثــا }    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :

 لحسن بنلفقيه 
11 - مايو - 2005

بسم الله الرحمن الرحيم : { و أوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا و من الشجر ومما يعرشون (68) ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون (69) } [ سورة النحل ] . صدق الله العظيم .

 2  3  4  5 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
1 ــ مـشـروع مـعـجــم    كن أول من يقيّم
 
    
مشروع معجم :
مصطلحات  نحلية  : Termes apicoles
 
تمهيد و تقديم :
 
هذه مجموعة مصطلحات عربية وجدت لها علاقة بالنحل و العسل و الرحيق في المعجم العربي الحديث " لاروس " ،و استخرجتها من هذا المرجع القيم [1] منذ حوالي  عقدين من الزمن ، لإستعمالي الشخصي ، و كانت النية وقتها اعتمادها كنواة  للعمل على إعداد معجم " نحلي " عربي  ـ معرب ، يجمع الألفاظ النحلية بغية اتحاد لغة الحوار و التواصل و الكتابة و التدوين في هذا الميدان الشيق ...
و ها أنا ذا أكرر المحاولة و أجدد العزم ، و أقترح على هذا الموقع الذى أتوخى في أعضائه النشطاء كل الحزم و الإرادة و التضحية و الجد لإخراج مثل هذا المعجم إلى الوجود ، و إغنائه و تحديثه و تحيينه ...
و أقترح أن يخصص ملفان لهذا العمل :
.        ـ الملف الأول : هو هذه النواة التي سهرت على استخراجها من المعجم المشار إليه كمرجع ...
  • ـ الملف الثاني : بعنوان  " على هامش المعجـم " ... و أبوابه هي الحروف الهجائية العربية ، و مواده المصطلحات النحلية التي يجود بها المهتمون من الزوار الكرام ، مع إرفاق المصطلح بمدلوله و تحديد المرجع الذي أخِـذ منه ...
  • المرجع هو : المعجم العربي الحديث " لاروس" ـ تأليف : الدكتور خليل الجر  ، الأستاذ في الجامعة اللبنانية و في معهد الآداب الشرقية ... و أسهم في تحقيق القسم اللغوي من المعجم : محمد خليل الباشا   و   هـاني أبو مصـلح ... و أعاد النظر فيه : مـحـمـد الـشايـب ، مبرّز في العربية ... مكتبة لاروس ـ باريس ـ ط.1973.
  • أرجو أن يكون هذا الملف  إنطلاقة موفقة  لتحقيق هذه الأمنية الغالية ...
                                       فهذه البداية و على الله الإتكال و منه نستمد العون

                                   فما رأي الإخوة في هذا الإقتراح ?

 
*لحسن بنلفقيه
1 - مايو - 2007
مشروع معجم : حرف الألف .    كن أول من يقيّم
 
     
 
مشروع معجم :
مصطلحات  نحلية  : Termes apicoles
 
 
 
أَرَى ـ يأري ـ أرياً النحـلُ  : عمل العسل .  الأريُ : العسـل ... و الأري ُ من الندى : ما وقع منه على الشجر و العشب فالتزق و كثر
يقال :" إن في صدرك عليَّ  لأَرْيـا " لـطـاخــة من حـقـد ...[ص ـ 68] .
 
الأرْيــان : نوع من النمل يجمع العسل في معدته حتى تغدو كالزق المنفوخ [ مُحْدَث ] ...[صـ68].
 
إستـعـسـلت النحـلة ـ  إستعـسالا : عمـلـت العسل ...[ص ـ 84] .
 
أسَّ  ، ـــُ  ، أسّــاً الدارَ  : أقام حدودَها و بنــى قواعـدها ...
أسّ  النحل : سلح المادة الصمغية التي تلصق الشهد [ ص ـ 93] .
 
اشتـارَ ، إشـتـيـاراً العسـلَ : استخرجـه من الخلية ، مثـل شـاره ...
شارت الإبـل : سمنت و حسنت [واوي] ...[ ص ـ 100] .
 
الإكـبـر  : حبيـص النحل ، ليس بشمع و لا عسل ، يستعمله النحل لسد الشقوق [ ص ـ 144] .
 
الأوْب  : جماعة النحل ...[ ص ـ 195] .
 
الإيــام  : الدخان ، و منهم من يخصها بدخان النحل ...يجمع على " أُيُــم " [ ص ـ 204] .
*لحسن بنلفقيه
1 - مايو - 2007
على هامش المعجم    كن أول من يقيّم
 
  
حــرف  الألــف :
 
الأساسات الشمعية : [ أوراق شمعية ، تركب على الإطارات الخشبية في الخلايا العصرية ، و يعتمدها النحل كأساس لبناء الشهد ] ....
 
ملاحظات  :
ــ  يمكن المشاركة في هذا الملف بروابط إلى مواقع متخصصة  في " النحالة " أو تربية النحل ... كمرجع لمصطلحات جديدة عربية أو غربية ...
ــ كما يمكن المشاركة بترجة فقرات علمية مع ذكر مراجعها الورقية أو الرقمية ...
*لحسن بنلفقيه
1 - مايو - 2007
2 ـ مشروع معجــم    كن أول من يقيّم
 
   
                                                     مشروع معجم :
                                     مصطلحات  نحلية  : Termes apicoles
 
                 
     
                                                       حــرف الـبــاء :
 
الـبـتع  : نبيذ العسل [ ص ـ 217] .
البـشـكـور : قضيب من حديد معقوف ، يجر به الرغيف من الفرن ... و بشكور العسل : المـشـوار ..[ ص ـ 236].
البعيم : الثمتال من الخشب ... الدمية من شمع أو غيره [ ص ـ 244] .
بوق النحل : حشرة من غمديات الأجنحة ، تفتك يرقاتها بيرقات النحل داخل الخلية [ ص ـ 255] .
 
                                     ..................................
 
                                           حــرف الـتـاء
 
تأرّى ـ تأرياً ـ النحـل  ـ أرى : أي عمـل العـسل ... و تأرى بالمكان : أقام به و لزمه ... [ص ـ 262].
تـثـوّلَ ـ تـثـوّلاً  النحــلُ  : تـجـمّـع ... و تـثـوّل عليه القوم قاموا عليه بالشتم و الضرب [ ص ـ 271].
تـعـقّـد العسل و نحوه : غــلُــظَ [ص ـ 311] .
تـلـعّــى ـ تـلـعـيـا العسـلُ  : تـعـقـّـدَ  [واوي] ...[ ص ـ 333] .
تـمـدّخَ ـ تـمـدّخــا : تمصـص " المـدخ " ، و هو العسل الموجود في زهر الرمــان البــري [ص ـ339] .
 
                                   .....................................
 
                                           حـرف الــثــاء
 
الثــواب  : العـســل ، يقال "  أحــلى من الـثــواب " [ ص ـ 369] ,
الـثــول   : الخـشـرم ،  جماعة النـحل المتراكية بعضها فوق بعض  ...
          و الثول ذكر النخل [ ص ـ 369].
*لحسن بنلفقيه
1 - مايو - 2007
3 ــ مشروع مـعـجــم    كن أول من يقيّم
 
   
                                
                                                     مشروع معجم :
                                         مصطلحات  نحلية  : Termes apicoles
                                                
 

                                         حرف الـجــيــم

 
الـجــوارس   : النحل [ ص397]
جـثّ ـ يـجُــث ـ جــثــاًُ  النحلُ  : رفــع دَوِيّــهُ .... و الـجـث : القطـع لشمع النحل [ ص 378]
الـجـثّ : الـخـرشـاء ، و هو كل قـذى خالط العسل من أجنحة النحل و غيره ... و ميت النحل و الجراد ...[ ص 378] .
الـجـحـل :  اليـعـسـوب العظيــم [ ص 380] .
جــزَ رَ الـعــسلَ  :  شــاره و استـخـرجـه من خـليــته [ص 391].
الجــزْرُ  :  شـَـوْرُ  العـســل من خليــته [ص 391].
الـجـِـزْع : خــليــة النـحـل [ص 392] .
جــلا  ـ  يـجْــلو  ـ  جَــلاءً   النحــلَ : دخـّـنَ عليه لـيـشـتـارَ العــســل [ص 399].
جَـلــوة  النـحــل : طـردُهــا بالدخــان لآشـتـيــار العـســل أو لغــرض آخــر [ص 403].
الـجُــمْــعُــلــة : قــدر جــوزة من العــســل أو الســمــن [ص 406].
الجــنــى  : مـا يُــجْــنــى من ذهــب أو عـســل [ ص 442] .
                            ..............................................
*لحسن بنلفقيه
1 - مايو - 2007
1 ـ الــنــحــل فــي كــتــب الــتــراث    كن أول من يقيّم
 
    
النحل في كتاب :" حياة الحيوان الكبرى " ، للعلامة الشيخ  كمال الدين محمد بن موسى الدميري المتوفى سنة 808 هجرية ...  نشأ في القاهرة  و كان يتكسب بالخياطة، ثم أقبل على العلم وبرع في التفسير والحديث والفقه، وأصول الفقه، والعربية والأدب وتصدى للإقراء والإفتاء   رحمه الله و نفعنا بعلمه ...
                            المكتبة التجارية الكبرى ... دار الفكر ـ بيروت ...
 
جاء في الجزء الأول من الكتاب [ ص : 352 ] ، و  في مادة { ذبــاب } ، ما نصــه :

" ... في مسند أبي يعلى الموصلي ، من حديث أنس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :" عمر الذباب أربعون ليلة ، و الذباب كله في النار إلا النـحـل "/هــ... و هو في الكامل ، في ترجمة عمر بن شقيق عن مجاهد عن إبن عمر رضي الله عنهما ، أنه قال :": قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ، " الذباب كله في النار إلا النحـل "/هــ ... قيل كونه في النار ليس بعذاب له ، و إنما ليعذب به أهل النار بوقوعه عليهم ...../ إنتهى ما نقل من الجزء الأول ...
*لحسن بنلفقيه
1 - مايو - 2007
2 ـ الــنــحــل فــي كــتــب الــتــراث    كن أول من يقيّم
 
    
النحل في كتاب :" حياة الحيوان الكبرى " ، للعلامة الشيخ  كمال الدين محمد بن موسى الدميري المتوفى سنة 808 هجرية .
 
و أهم فقرة في الكتاب هي مادة { النحل }  بالجزء الثاني ... [ صص 340 ـ 348] ... و منها هذه المقتطفات :
 
.        ـ  { النحل } : ذباب العســل . و قد  تقدم في باب " الذال المعجمة " في لفظ " الذباب " ، أن النبي صلى الله عليه و سلم قال في تفسير سورة النساء : " الذباب كله في النار إلا النحل " ...
.        ـ قال الزجاج :" سميت نحلا لأن الله نَـحَــلَ الناسَ العسلَ الذي يخرج منها ... إذ النحلة العطية ، و كفاها شرفا قوله { و أوحى ربك إلى النحل } ، فأوحى سبحانه إليها و أثنى عليها فعلمت مساقط الأنواء  من  وراء البيداء ، فتقع هناك على كل حرارة عبقة ، و زهرة أنقة ، ثم تصدر عنها بما تحفظه رضابا ، و تلفظه شرابا ...
.        ـ قال القزويني في ـ كتابه ـ " عجائب المخلوقات " :" يقال ليوم عيد الفطر " يوم الرحمة" ، إذ فيه أوحى الله إلى النحل صنعة العسل . فبين سبحانه أن في النحل أعظم اعتبار ، و هو حيوان فهيم ذو كيس و شجاعة و نظر في العواقب ، و معرفة بفصول السنة و أوقات المطر ، و تدبير المرتع و المطعم ، و الطاعة لكبيره ، و الإستكانة لأميره و قائده ... و بديع الصنعة و عجيب الفطرة .....
*لحسن بنلفقيه
1 - مايو - 2007
3 ـ الــنــحــل فــي كــتــب الــتــراث    كن أول من يقيّم
 
  

                                        النحل عند أرسطــو *

 
جاء في كتاب " حياة الحيوان الكبرى " للدميري ، ما نصه [ ص 341] :
" قال أرسطــو :" النحل تسعة أصناف . منها ستة يأوي بعضها إلى بعض ... قال :" و غذاؤها من الفضول الحلوة و الرطوبات التي يرشح بها الزهر و الورق [1] ، و يجمع ذلك كله و يدخره : و هو العسل  ...
و يجمع من ذلك رطوبات دسمة يتخذ منها بيوت العسل ، و هذه الدسومات هي الشمع [2] ، و هو يلقطها بخرطومه ، و يحملها على فخديه [3] ، و ينقلها من فخذيهع إلى صلبه ... هكذا قال ...[4].
..............................
[*] : تحتاج  مقولات القدماء عند اليونان و العرب ، فيما يخص معرفتهم لحياة النحل و سلوكه و طبائعه ، إلى  شروحات لبيان بعض النقط التي كانت غير مفهومة على حقيقتها عندهم ، و تلكم الشروحات بدورها تحتاج إلى مختصين في تربية النحل ... و هذه بعض الإشارات مما يسمح به المقام :
[1[ : الفضول الحلوة التي يرشح بها بعض الأوراق و الجذوع ، هي من نوع " المن = la manne  " ، و منه ما يعرف في اللغة الفرنسية باسم le miellat    ... أما الرطوبات التي يرشح بها الزهر فهي الرحيق ، و مصدرح الغدد الرحيقية ...
[2] : من المعتقدات الخاطئة عند الأقدمين أن النحل يجمع الشمع كما يجرس الرحيق ... و من المعروف الآن ان الشمع يفرز من الغدد الشمعية الموجودة بين حلقات بطن النحلة في الواجهة السفلية منه ...
[3] : هذا الوصف يخص حبوب اللقاح التي كان القدماء يحسبونها شمعا ...
[4] : يعني قاله أرسطو . و هنا إنتهى ما نقل عن أرسطو ..
*لحسن بنلفقيه
1 - مايو - 2007
نحال بير عجم (هدية للنويهي ولأستاذنا بنلفقيه)    كن أول من يقيّم
 

ذكرتني يا أيها النويهي الكبير بالدكاترة زكي مبارك في وصفه لعضلاته المفتولة لما كان يمسك الجاموسة ويقودها للحقل أمام الصبايا، وذكرتني أيضا بشيخنا وحبيبنا جودت سعيد الذي هو أيضا من كبار المعتنين بتربية النحل، ولما زرته في المرة الأولى، عام 1985م في قرية (بير عجم) في القنيطرة، في بلاد الشام، كنت قد رسمت في مخيلتي صورة عنه باءت بالفشل بكل معنى الكلمة، حيث ألقى صاحبي السلام على راع يقود أمامه خمس بقرات، فإذا بهذا الراعي بأريدته الرثة وحذائه الغارق في الطين، يرد السلام بأفصح ما سمعت تحية وترحيبا، لأتفاجأ أن هذا الراعي البسيط هو الفيلسوف جودت سعيد، ولما أخذنا إلي بستانه اعتذر منا بأنه سينشغل عنا بضع دقائق، يقول ذلك وهو ينزع ملابسه ويرتدي ملابس الحدّاد، ثم جر أمامه (الملحمة) وتقنع بقناع الحداد، وراح يلحم مصراع باب مكسور، ثم لما فرغ سارع إلى كيس وفتحه واستخرج منه لباسا لم تقع عيني من قبل على مثله، وكان ذلك (لباس النحال) ثم عاد بعد دقائق وبيده مائدة عليها ما لذ وطاب من العسل والقشطة والزبدة والبيض البلدي، وكلها إنتاج جودت سعيد. ولما حان موعد صلاة الجمعة طلب مني أن أخطب الجمعة فاعتذرت، فقام هو بالملابس التي استقبلنا بها وخطب الجمعة، فقلت له: يا شيخ أنت عندك ملابس راع وملابس حداد وملابس نحال، فلماذا لا تشتري ملابس خطيب، فقال لي. والله هذه فاتتنا، وبينما نحن في مجلسه إذا بالأطفال يصيحون طاش الطرش، فركض ليرى البقر يتجه نحو حقل الألغام المزروع على حدود (بير عجم) المتاخمة لإسرائيل، فطلب من إخوته وأقربائه أن يتفرقوا في الوقوف أمام البقر والتفت إلي وقال: هنا ينفع التفرق والاختلاف، وأما الاتفاق والوقوف في جبهة واحدة فيعني ضياع البقر.

*زهير
11 - يونيو - 2006
قصتى مع النحل ، مهداة لأستاذنا الجليل / لحسن بنلفقيه 0    كن أول من يقيّم
 

   

    

كنت أخاف النحل ولازال هذا الخوف يطاردنى ، ويا ويلى إذا ساقنى حظى ومررت على منحل لأحد الأصدقاء المدمنين تربية النحل ، وأراهم ينظرون إلى بدهشة واستغراب ، وكأنى أقترف معصية ، وحاول أحد أصدقائى أن يهدينى عسلا ويحضنى على أكله ، فنظرت إليه ، ولم تنقذنى من رفضى له سوى زوجته التى تعرف عنى أننى لا آكل عسل النحل ، وإن أكلته فرغما عنى ، وزوجتى وهى بنت المدينة الراقية (المنصورة / محافظة الدقهلية /مصر ) ومنزلهم  على بعد خطوات من بيت ابن لقمان (المتحف القومى ) هذا المنزل الذى أسر فيه لويس التاسع إبان الحروب الصليبية ، حباها الله قبول الأطعمة والإستمتاع بها ، وكان والدى يرحمه الله ، أسبق منها فى هذا المجال ، ولما تزوجتها ، وانتقلت للعيش معى بالريف ، التقت هى وأبى على حب الطعام ، ودائما يصفوننى أننى معرفش فى الأكل ، وألوذ بالصمت 0

ويحضرنى _ وأنا بصدد ما زادنى علما وخبرة هذا البحث الممتاز الذى قدمه أستاذنا الجليل / لحسن بنلفقيه ، عن تربية النحل _      قصة ربما سطعت الآن بذاكرتى وقد تكون سببا مع أسباب أخرى منسية طى الذاكرة 0

كنت وفى طفولتى الأولى أذهب إلى  الحقل أو الغيط كما هو معروف لدينا بالريف ، أمتطى ظهر الحمار ، وأسحب حبل الجاموسة التى تسير خلفى بتؤدة وتأن ، هذه الجاموسة أستريح لها عن با قى حيوانات الحظيرة،فالبقر لا أستريح له ولا أشرب لبنه ولا زبدته وسمنه ، والعجول الجاموسى شرسة ، لا تخضع بسهولة ليد طفل غض ، والجمل أسحبه فقط بالخزام (حلقة نحاسية تركب بعد خرم الشفةالعليا والقريبة من الأنف ) ولها حبل من نوع خاص مع الحكمة التى تحيط برأسه ، وأعتقد أن هذا الخزام كان من الشدة أن يخضع الجمل له كأنه أرنب ، وأذهب إلى الغيط وأربط الجاموسة بالوتد وأقوم بحش البرسيم وأجمعه أمامها ، وفى يوم ما كنت وحدى  ،  وأتت أسراب النحل ، ولا أدرى إلا وهى تكاد تحيط بى ، وأصرخ من اللدغات ، والتهب  الظاهر من جسمى وتورم ورما شديدا وعانيت من آثاره الكثير ، بل لم أذهب إلى المدرسة فى اليوم التالى ، وألقى الجميع الذنب على ولم يصدقنى أحد،أننى لم أتعرض للنحل مطلقا ،وقال أحد العالمين ببواطن لأبى يمكن يكون النحل هايج وابنك مالوش ذنب ، ولكن من يصدق شقاوة طفل يحاول أن ينقذ نفسه ???

وربما صرت أتحاشى مستقبلا التواجد فى مكان به نحل ، بل ربما وبعقلية الطفولة الساذجة حرمت على نفسى أكل عسل النحل ، وبرعت كل البراعة فى أكل العسل الأسود (قصب السكر ) وهذا عقاب للنحل الذى آذانى دون جريرة تذكر ، أو تعدى عليه ،ومضى قطار العمر ولم تحاول نفسى التراجع عن هذا التحريم الطفولى لعسل النحل ، ولكنى ونظير ذلك ،قدمت لأولادى عسل نحل شهى ، وأصبحت أحضره لهم من مناحل أصدقائى ، بل وأشترط من القطفة الأولى ، وأراهم وهم يأكلونه بمتعة وشهية ،فأحمد الله وأشكر فضله ،أن جعلهم يستمتعون بأكله ،وكم أكون سعيدا وهم يطلبون منى شرائه ، بل أخيرا طلب منى أحد الأقارب أن أتوسط له عند أكبر صاحب مناحل فى مصر وهو صديق عزيز،أن  يبيعه عسل نحل ومن القطفة الأولى وبأى سعر يرتضيه 0

 

*عبدالرؤوف النويهى
10 - يونيو - 2006
 2  3  4  5