البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : المدية ، في مرآة التاريخ    قيّم
التقييم :
( من قبل 7 أعضاء )

رأي الوراق :

 لمياء 
27 - ديسمبر - 2007
 
احترت في أي المجالس أحط الرحال، فالمدية كانت التاريخ والجغرافيا لا جزئا منهما، وتجاوزت كونها الملهمة فهي الشاعر والأديب ، ومهما طال بي الوصف فإني لن أوفيها حقها مهما حاولت ، فلا يسعني الآن إلا أن أقول : أهلا بكم في مدينتكم !!
وقد فكرت طويلا في مقدمة مناسبة فلم أفلح ، وحاولت أن أبدأ بوصف بسيط فلم تطاوعني الكلمات، فإن كان علي تقديم لمحة بسيطة عنها كتمهيد ، فاسمحوا لي أن أنقل تعريفا موجزا لها من موسوعة وكيبيديا :
 
يقدر عمر المدية بألف عام أو يزيد، فالمدية عاصمة بايلك التيطري يعود تاريخها إلى عهد قديم أي حوالي 350هـ، بحيث قال أحد المؤرخين (المدية عتيقة قديمة،وأن المدية سبقت بني زيري وأنها أقدم من أشير…فقد تداولت عليها عدة حضارات وسكنتها الكثير من الشعوب، والمدية اليوم من بين ولايات الجزائر تتوفر على منتوج ثقافي، سياحي،وتاريخي وهي تقاطع مدينة تلمسان في عدة تقاليد لتشابه أنماط المعيشة لدى سكانها وطريقة عمرانهم، وأسلوب حياتهم، و من الشخصيات التى ولدت و ترعرعت بالمدينة الشيخ ابن شنب وفضيل اسكندر، كما أنها كانت عاصمة الولاية الرابعة في حرب التحرير ضد المستعمر الفرنسي.
 
وتقع ولاية المدية في الأطلس التلي، وتتربع على مساحة قدرها 8700 كلم2 وعلى ارتفاع 920 م من سطح البحر وتبعد عن العاصمة(الجزائر) 88 كلم2 شمالا.
إداريا: تضم الولاية 64 بلدية و 19 دائرة ،تحدها من الشمال ولاية البليدة و من الجنوب ولاية الجلفة و من الشرق ولايتي المسيلة و البويرة و غربا ولايتي ولاية عين الدفلى و تسمسيلت .
 
تعتبر الولاية بفضل موقعها الجغرافي همزة وصل بين الساحل والهضاب العليا ،بحيث تمتاز بشتاء بارد. و صيف حار ،و تسمى بوابة الأمطار بحيث تصل نسبة الأمطار فيها من 400 إلى 500 ملم سنويا. وهي تعرف بتساقط الثلوج .
وهي ذات طابع فلاحي رعوي إذ تقدر الأراضي الفلاحية بمساحة 341.000 هكتار ومساحة غابية تقدر ب161.885 هكتار، تتوفر على إمكانيات حقيقية للنشاطات الاقتصادية المتعددة وخاصة السياحية منها .
 
هذا وللحديث بقية  ...وإلى حين اللقاء ، تقبلوا مني سلامي        
 
 
 1  2  3  4 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لا أدري كيف أفلتت مني هذه الأسطر     كن أول من يقيّم
 
ولابد من الرجوع لمناسبة عيدها الألفي بهاذين البيتين للشاعر اللمداني الزميل محمد الدراجي :
وتـهنئتي بهذا العيد iiنجوى إلـى شعب المدية iiكالمثاني
فعيشي في الحياة سجل فخر وتيهي  بالخلود على الزمان
 
                                  ودمتم طيبين والسلام عليكم
 
*لمياء
28 - ديسمبر - 2007
قصيدة في مناجاة المدية    كن أول من يقيّم
 
                       
هذه القصيدة من الشعر الحر ، بالعامية الجزائرية ، بعنوان حنين ومناجاة "المدية" وأهلها الأبرار ، للشاعر المناضل المرحوم محبوب اسطنبولي ، وهو مؤسس نادي الهلال ،جنب المسجد الحنفي الذي أسسه أبوه الشيخ محمود اسطنبولي بجوار الثكنة العسكرية .
            
حنين ومناجاة "المدية" وأهلها الأبرار
للشاعر المناضل المرحوم محبوب اسطنبولي
 
زُرْتْ بْـلادي مْـشـيـتْ فِيها نَصْ نْهارْ لاحَـدْ عْـرَفْـنـي مْـهـاجَـرْ أو iiزايَرْ
مـا  عْـرَفْـتْ غْـريـبْ وَلا أهْلْ iiالدار ولا  عْـرَفْـتْ خْـيـامْـهـا مَن iiالمقابر
عْـنـاصَـرْهـا نـاشْفة والصرْحْ iiانهارْ فـاضـتْ  الـعـبـرات عَ المجد iiالغابَرْ
الـمـسـاجـد  لا تجويدْ فيها ، لا iiتَكْرارْ والـمـؤذّنْ صـاحْ فَ الـبـوقْ iiالخاسَرْ
زادْ ولـع شْـبـابْـهـا بـحْـديثْ iiالعارْ فـرع الـشـرفـا عـادْ لـجـدودُه ناكَرْ
الـعْـداسـي  الـلِي كان يدبو فُوقْ حْمارْ عـادْ عـلـى الـفَـرْسـانْ يفْخَرْ iiالماكَرْ
كـانْ يْـجَـزْ لَـحْـميرْ في سوقْ iiالتجارْ راهْ  رْجَـعْ خـطـيـب فُـوقْ iiالـمنابرْ
جُـزْتْ  عـلـى الأحواش بدْموعي iiمدرارْ بـيـبـان  الأقـواس هـدَّمْـهُـمْ iiفاجَرْ
يـاجـوج  وْ مـاجـوج هـدْفوا يا iiستّارْ لا  مَـلَّـة لا ديـن بـالـعـرضْ iiيْتاجرْ
واصْـحـابْ  الـيقين تشْرَبْ في الامرارْ وإذا بْـقَـاشْ نْـزيـهْ راه حيّْ وْ iiصابرْ
الـفـارَسْ  حَـجْـبـانْ ما يسْرَحْ iiامْهارْ وإذا رْكَـبْ تـلْـقـاهْ بـجْـوادُه iiعـاثَرْ
بَـعْـضْ مـن الـشـبـابْ تَحْكيهمْ بْكَارْ والـبَـعْـضْ  عْـتـاريـسْ دِما iiتَتْناحَرْ
لَـوْجُـوهْ مْـسـالـيـخْ لا أدبْ iiيـذكارْ الـقـرونْ عْـلـى الَجْباهْ والسونْ iiشْوَاقَرْ
نَـسْـتَـثْـنِـي  شـبـاب هـمَّة iiووقارْ أدبْ وْ أخْــلاقْ والـوَجْـهْ iiالـنَّـايَـرْ
هـذا  طَـالَـبْ ذاك عَـامَـلْ ذَا iiتـجَّارْ وقـر  الـصْـغـيـرْ طـاعْ iiالأكـابـرْ
فـرعْ الـمـديّـة الـعـالْية عْلى الأقمارْ وارَثْ  بْـهـاهـا وْ بِـهـا يـتْـفـاخر
تِـيـتـري سْبل جْناحْ عن نسلْ iiالأحرارْ واوْلادْ الأصـولْ بـالـحـكـمـة iiظاهرْ
الَـحْـيـا والـدّيـنْ هـيْـبـة iiوافتخارْ أمـا ولْـد عْـداسْ مـنْ بَـكْـري iiماكَرْ
الـلِّـي  أَصْـلُه "ماسْ" غالي على iiالتّجارْ وحْـجَـرْ  الـوَاد مـا سـاوْمُـه iiتـاجـرْ
نَـتْـمَـشّـى  وَحْـدي نـخَمَّمْ وْ iiمُحتارْ أَتْـسـاءلْ  وْ أبْـحَثْ وِينْ أَهْلْ iiالضَّمايرْ
حـيّْ  بـاتـي مـا لْقيتْ فيها بَنْ iiصافارْ ولا  بـنْ مـحـمـود الـصّـيَادْ iiالماهرْ
لا  بَـنْ غـربـيّة ولا بَنْ هْتشي iiالمغوارْ جـبّـارْ  الـمـكـسورْ و وْنيسْ iiالخاطرْ
امْـحـمّـدْ الـمـستْغانْمي وأهْلُه iiالأخيارْ لـبـيـب وْأديـب ،ريـاضـي iiمـاهرْ
لا اوْلادْ الـتـامـي الأذكـيـا iiالأحـرارْ ولا  بـن عـلال الـفـقـيـر الـصابرْ
بَـلْـخَـرُّوبـي وبَـلْـحْـجَرْ و بَنْ قِيّارْ تُـرْكْـمـانْ  الـمـعروفْ بَالعزْمْ iiالقاهَرْ
لَـقْـطِـيـطَـنْ بْـرَمْـتْ وْأَنَايا iiمُحتارْ نَـمْـشـي  كْـسيفْ البالْ ،دَمْعي iiيَتْقاطرْ
بَـلْـحـاجْ  وغَـرْنوط ظنّي خَلّاوْا iiالدارْ مُـولايْ مَـصْـطْـفى راحْ مَ الدَّنيا iiسافرْ
عـايْـلـةْ  الـدْويـكْ وبَنْ دالي iiالأطهارْ أهـلـيّـيـن الـظـنْ بِـهُـمْ iiنـتْفاخَرْ
وْلادْ  بَـلْـكْـسـيـراتْ نُـجـبا iiأحرارْ الـمْـصـلّـى  مَـنْ زْمـانْ بِهُمْ iiتَتْفاخرْ
وَ الـدَّواجـي غـابْ عـنّـي يـا iiنظّارْ بَـنْ تُـركـيّـة راه م الـحـي iiمْـسافرْ
رْجَـعْـتْ  شـوار الـفـج وْأَنـا مَحْتارْ حَـوَّسْـتْ عْـلى المْلاحْ ما جْبرْت موايَرْ
تـاكـبـو  نْشَفْ مَنْ ماهْ ما باقي iiشرْشارْ والـظـمـآن بْـقـى عْـلى حرُّه iiصابَرْ
وْلادْ أحْـمَـد خُـوجـة الـنُّـجَبا iiأحرار والـجـامـع مـا فـيـهْ لُوحة iiوحْصايَرْ
اسْكندرْ ، بَلْوَكْريفْ ، مُولايْ مصْطْفى جارْ بَـنْ  كَـحْـلـة مـا لْـقيتشْ مَنْهم iiعابَرْ
عـقْـلـي  شوّرْ عينْ الذْهبْ فَرْفَرْ iiوْطَارْ وَتْـفـكَّـرْ بَـنْ إمـامْ مـحـمُودْ iiالنّايَرْ
هَـاتَـفْ كـلَّـمْـنـي وْ خـبّرْني iiبشّارْ قـالْ  جْـنـانُـه راهْ كِـالرّوضْ iiالعاطَرْ
عـنْـبَـرْ الإخـلاصْ ومْـسوكْ iiالأذكارْ أوفِـيـا عْـلـى الـعَـهْـدْ ما فيهم ناكَرْ
سـوَّلْـتْ  عْـلى العُلْجي قالوا فَرْفَرْ iiوْطارْ خـلـفْ  عـنـدلـيـب أديـبْ iiوْشاعَرْ
وَعْـلـى  بـوقَـلْقَالْ قالوا الصّرحْ iiانْهارْ وانْـقًـسْـمـوا أحْـزابْ والرابَحْ iiخاسَرْ
سْـألْـتْ عْـلـى الـجميعْ قالوا iiالأحرار أخْـفـاهُـمْ  جـيـلْ الـوقْـتْ الـغادَرْ
دُرْتْ عْـلـى الـكُـتّابْ نبحثْ دارْ iiبْدارْ بـاشَـنْ  قـالـوا راهْ مْ الـحـيّْ iiمْسافَرْ
الـمـتِّـيـجـي مـاريتْ في كوانهم نارْ بَـنْ  سـي بـراهـيـم ظـنـيتُه iiجايَرْ
حـوْشْ  قـاسـمْ خْـلا وْ مـا باقِي iiنعَّارْ حـوْشْ  اسـطـنـبـولي هْمُومُه iiتتْكاثرْ
بـوخـاتَـمْ  ظـنّـيتْ غايَبْ عْلى iiالدارْ بَـنْ  يَـخْـلَـفْ صَـهرُه بْقى منُّه iiحايرْ
وْمَـنْ الَـقْدُوعي خْلا الحوشْ وْمجْدُه iiسارْ وْ قْـدَنْـدَلْ مـا لْـقـيـتْ مـنهم iiمْوايَرْ
حـومـة بـيـرْ الزْروبْ ما باقبشْ iiأبيارْ وْبْـقـى بـن طـوبـالْ رمْـلُـه يَتْكاثرْ
حوْشْ  بنْ خلْفة في الصّرا مْقابَلْ iiالأحرارْ بـرمْـضـانْ  وْ كَـلاشْ ،فـلاّحْ وْتاجرْ
لَـلْـمْـوالْـديّـة هْـبـطْت وْ أَنَايا iiفكّارْ لا  بـو عـمْـرة الـحـاجْ ولا بنْ عامرْ
ولا بـوشـرْشـورْ فـارسْ iiالـمَـشْوارْ يـتْـأسّـفْ  والـغـيض جا حملُه iiجايرْ
 
ملاحظة :
الأسماء الملونة بالأزرق: أسماء أماكن
الأسماء الملونة بالبنفسجي : ألقاب
الأسماء المسطر تحتها سأشرحها بعد الانتهاء من الكتابة
*لمياء
28 - ديسمبر - 2007
تتمة القصيدة    كن أول من يقيّم
 
ولا دَمـارْجـي ظْهرْ لي شاوا iiنْهارْ واقـفْ كِي المدْهوشْ مالْقيت iiجبابرْ
لْـبَـزّيوَشْ  طْلَعْتْ وَدْموعي iiمدْرارْ مـقـامْ  الـمـحْـجوبْ نَلْقاهْ iiمقابرْ
مـا وْجدْتْ المحْبوبْ ولا بو iiالانوارْ لا  الـعرْبي مُولايْ ولا سّي iiالطّاهرْ
لـلـشـارَعْ  نْـزَلْتْ فُؤادي iiمَغْيارْ لا بـلْـغـيث يْغيثْ ذا العبدْ iiالحايَرْ
ولا بـن عَـصْـمـانْ ولا بَنْ iiقيّار بَنْ طيبة وطْسِيسْ غابوا على iiالناظَرْ
الـمَـرْجـاشْكيرْ طْلعتْ وْأنايا iiفكّارْ لا بـوشْـنـافة لْقيت ولا بَنْ iiطاهرْ
الـشـيخْ  الفَحْصْ اللِّي بَحْذاهُمْ جارْ ولا بـن يـزّة ولا عـسـلْ يَتْقاطرْ
فـي  الرجالْ العياد طَوّلْت iiالمشْوارْ وبْـكـيـتْ عْلى بلِحصيني iiبالجايرْ
شـيـخْ اسْطنبولي وَ مصطفى فخّارْ والـشيخْ  بلْجباسْ والعْزيزْ iiبالطّاهر
شـيخْ عْلي الصْغيرْ الطلبة iiالأحرارْ الـلِّـي كـان الـعصْرْ بِهم iiيتْفاخرْ
سْألْتْ  عْلى شَرْقي و عاشورْ iiالنجارْ وعْـلـى  بَـلْقاضي اللي هو iiتاجرْ
لْـويتْ  لْبابْ القرطْ وَدْموعي iiغْزارْ بـوشـنـافة الصنديد م الدنيا iiسافرْ
لا بـلْـقـايـدْ بان في وقتْ الهجّارْ مـاوْجَـدْتْ المديرْ بنْ عبْدي الماهرْ
جْـلَـسْتْ عْلى الطْريقْ ميَّار وْنظّارْ لا الـحاج بحجْ جازْ ولاسي iiالنّاصرْ
لا  الـصـحْراوي مرْ منّايا لا نظّارْ لا  الـحـاج سْـليمان سلْسانُه iiذاكرْ
لا بَـنْ حميدة عْلى حْصانُه لا صَفَارْ نـعـنـيـهْ الـحداد زيتون iiالماهرْ
لا  طـايْـلـة الملاّحْ لا قادي iiنحّارْ لا  الـشـيخ الحنّونْ للْبلادْ جا iiزايرْ
لا  بـابـا عـلي ، لا الزبير iiالبقّارْ لا الـسـقْـدي ولا الـقندوزْ iiالعابرْ
لا بـلْـحُـفْـري ، لا الرقّادْ iiالبهّارْ لا بَـنْ عيمَشْ جازْ ، لاخوهْ iiالطاهرْ
لا بَـنْ خـاوَة عـلي الشهيد iiالدَّرّارْ بـن قبايلْ عْلي حدْما وْجَدْتُه iiحاضرْ
وْ  لا أولادْ مَرْمُوزْ لا شيكو iiالأحرار مـشـيتْ  بْخوطى ثاقْلة ناوي iiزايرْ
قْـصَدْتْ البَرْكاني وْغًلْقوا باب iiالدّار لاحُـوا سـحْـبَه على الهْلال iiالنايرْ
نَـكْـروا  بُـرهانُه الأشقيا iiالأشرارْ وجْـهـادُه  نَكْروهْ في الزْمان iiالغاير
ياجوج وْماجوج هجْموا عْلى iiالأوكارْ مْـعـاهُـمْ الـمرَّادْ والجْرادْ iiالطايرْ
هـذِه  هـي قَـصْتي في نَصْ iiنْهارْ الـحقْ مْعايا يا كان مَ الوْطَنْ iiنْهاجرْ
اسطنبولي المحْبوبْ ماذا شْرَبْ مْرارْ راضـي  بَـالأقـدارْ وعْليها iiصابَرْ
الـصـلاة عْـلى أحمدْ خيرْ الأبْرارْ مـنْ صـلـى عْـلـيهْ حقاً iiيتْباشَرْ
وعْـلى  الأصحابْ والأهل iiالأطهارْ رْضـاهُـمْ  لـلمؤمنين زادْ iiالمسافرْ
وعْـلـى  الـتّـابْعين سنّة iiالمختارْ وعْـلى أهْلْ التوحيدْ غايبْ iiوْحاضَرْ
                                                             محمد المحبوب اسطنبولي
                                                              المدية في مارس 1994
*لمياء
28 - ديسمبر - 2007
حجلة الأطلس    كن أول من يقيّم
 
 
سلمت يداك لمياء على هذا العمل المتقن والجميل الذي يعبر عن روحك وثقافتك الأصيلة . أحسست فيه بعبق ريحانة ماء ، ورأيت حجلة تقفز وتتنقل في تلك الأحراج الصخرية الوعرة والمجللة بهذا الأخضر العميق ، الحي ، التي تشبه كثيراً صورة بلادي التي أعرفها . كم تمنيت لو تتيح لي الظروف زيارة منطقتكم الخلابة والتعرف بها وبكم عن قرب ، ولو توفرت لي تلك الظروف فلن أتردد مطلقاً . شكراً لك تعريفك الجميل والرصين بهذه القطعة من الجزائر الحبيب ، ودعوتك الكريمة ، ورجائي أن تبلغي سلامي إلى والديك الكريمين ودمت .
*ضياء
28 - ديسمبر - 2007
بل الشكر لكم...    كن أول من يقيّم
 
لا شكر على واجب أستاذتي ، يسعدني أن الموضوع نال إعجابك ، فالمدية لؤلؤة من لآلئ الجزائر وواحدة منها ، هذا ولا زال للحديث بقية ...
تقبلي سلامي سيدتي،  وتحيّات والديّ الحارة محمولة على بساط النسائم العليلة .
*لمياء
28 - ديسمبر - 2007
المعاني ..    كن أول من يقيّم
 
معاني التعابير المسطر تحتها :
نصْ: نصف
ناشْفة: جافة
الخاسر: هنا بمعنى المعطل والذي أصابه عطب
فرع الشرفا: أي ناحية الشرقاء
العْداسي: عديم الحياء
اللّي: الّذي
يدبو: يركب دابة
راه: إنه
جُزْتْ: مررت
الامرار : المرارة
إذا بقاش نزيه راه حي وصابر: إذا بقي نزيه فإنه حيّ وصابر
حجبان : مختفي
مساليخ: كناية عن التجرد من الحياء (من السلخ)
الناير: النيّر
ولد عداس : هو نفسه العداسي أي عديم الحياء
بكري : من زمان
وْنيس: أنيس
برمت: (قصدتها وذهبت إليها)
خلاّو : تركوا
*لمياء
28 - ديسمبر - 2007
تتمة المعاني    كن أول من يقيّم
 
حَوَّسْت : بحثت
مْوَايَر:إمارة بمعنى أثر
شَرْشَار :نبع أو شلاّل
فَرْفَر :رفرف وطار
سَوَّلْت :سألت
حُومَة :حي
شَوَا نْهَار :طول النهار
أنَايَا :أنـا
فَكَّار: أفكّر
الهَجَّار:(أو الهَجّارَة) بمعنى وقت الزوال
مِيَّار:مترقّب
مَنَّايَا :من هنا
خوطى:خطوات
الْحَقّ مْعَايَا يَا كَان مْ الْوَطَن نْهَاجَر :الحق عليّ ،ما كان عليَّ أن أهاجر من وطني.
*لمياء
28 - ديسمبر - 2007
غوص إلى أعماق التاريخ    كن أول من يقيّم
 
                
 
               
من نفس الكتاب (تاريخ المدن الثلاث) ، أنقل مقال لـ"مولاي بلحميش" بعنوان مدينة المدية عبر العصور
مولاي بلحميش
مدينة المدية عبر العصور
1-اسمها الحقيقي ومعناه :
 
اختلف المؤرخون في تسمية هذه المدينة ، وتعددت الروايات في صيغة الاسم وفي نسبه وفي تاريخه .
فهل المدية من LAMBDIA القرية الرومانية التي سبقت في نفس المكان ، مدينة المدية ؟
وهل هي كلمة بربرية كما زعم بعضهم وقال أن معناها "العلو" ، و"الأرض المرتفعة" ؟
وهل رواية بن خلدون (كتاب العبر ج 7) هي الصحيحة وقد قال في حديثه عن النعمان بن يغمراسن الزياني (681-703هـ) :
"نهض عثمان بن يغمراسن إلى المدينة و بها أولاد عزيز من توجين (وهم بربر من زْنَاتَة) فنازلها وقام بدعوته فيها قبائل يعرفون بـ"لَمْدِيَّة" وإليهم تنسب."
وفي موضع آخر يقول بن خلدون : "لَمْديَّة ..هو اسم بطن من بطون صنهاجة وقد استولى محمد بن عبد القوي (أيام بني عبد الوادي) على حصن هذا البطن المسمى بأهله ونطق بعضهم بلمدونة والنسبة إليها لَمْدَاني "
 
2-تأسيس المدية:
متى كان ؟ من المؤسس الحقيقي لها ؟
لا نعرف شيئا عن ذلك بالضبط.
وأما رواية من قال أن بُلُكِين بن زيري هو الذي أسسها حوالي 250 هـ فغير صحيحة ، فقد وجدت المدية قبل العهد الزيري بكثير.
فعندما قال الشيخ سيد أحمد بن يوسف (ولد بالقلعة بني راشد بين 1468 و1475  / توفي سنة 931 هـ -1524  م ودفن بمليانة) : " المدية ، المهدية ، يدخلها الشر ويخرج منها العشية ، لو كانت امرأة ما نأخذ إلا هي "  زعم البعض أن المهدية معناه أن البلدة قديمة عتيقة وأنها بنيت في مكان آخر ثم نقلتها الملائكة الى مكانها هذا . وقد أسس الرومان في عهد لا يذكرونه مدنا كثيرة بما كان يسمى Mauréranie Césarienne  مثل (الجزائر المدينة Rusguniae  ) و(تيبازا Tipassa ) و (تنس cartenae ) كما أسسوا مدنا أخرى بنوميديا شرق القطر ووسطه مثل (سور الغزلانThamarammaa   Auzia ) قرب البرواقية و لمدية Lambdia .
 
وقال أبو عبيد البكري الأندلسي (من رجال القرن -5هـ- 11 م) في كتاب المسالك والممالك ((المدية ...بلد جليل قديم ))
وقال الحسن بن محمد الوزاني الفاسي الأسد الغرناطي Léon l’africain : ((إن الأفارقة القدماء بنوا هذه المدينة في حدود ما كان يعرف بنوميديا Nomédie .))
وقال مرمول Marmol (مؤرخ اسباني من القرن 16 ، عاش مدة في المغرب الأوسط فو جيوش النصارى ) أن المدية عتيقة قديمة أسست في سهل خصب جميل .
فيؤكد كل ما ذكرناه أن المدية سبقت بني زيري وأنها أقدم من أشير .
 
3-المدية في القرون الوسطى الى بني زيان:
أجمع الكتاب على أن زيري بن مناد (في أيام الخليفة الفاطمي الثاني أبو القاسم القائم (322-324 هـ /934-936م ) أسس أشير قرب حصن عرف فيما بعد بـمنزه بنت السلطان على جبل تيطري (ولعله الكاف الأخضر اليوم)
وكان تأسيس أشير حوالي 324هـ-935م .
وبنو زيري من صنهاجة ومن أعوان الفاطميين على الخوارج وامتدت دولتهم في القرن العاشر الميلادي (الرابع الهجري) من تيارت غربا إلى زاب شرقا ،وضعت مراكز مثل الجزائر ومليانة والمدية ، وفضّلهم الفاطميون على غيرهم لأنهم أقدر الناس على محاربة بدو الزناتة جيرانهم في الناحية الغربية ،ولما تسلم زيري بن مناد سنة 349هـ-960م حكم تيارت من يد الفاطميين ، أذن لابنه بولوغين (بلوكين) بتأسيس ثلاثة مراكز ((الجزائر ، مليانة ، المدية ما بين 350 هـ و360 هـ ))
وفي الواقع فإن بولوغين (بلوكين) لم يؤسس هذه المدن التي كانت موجودة من قبل بل أدخل عليها تعديلات واصلاحات وبنى بها وشيد .
يقول ابن خلدون في حديثه عن المدية في ذلك العهد "وكان المختط لها بولوغين (بولوكين) بن زيري "(كتاب العبر  ج 7 )
حتى إذا كان القرن الخامس الهجر الحادي عشر الميلادي احتل الثعالبة (وهم بطن من المعقل ) الناحية بين التيطري والمدية كما حكم أبو الفتوح بن حنوش أمير سنجاس نواحي المدية في نفس القرن.
 
4- المدية في عهد بني زيان أصحاب تلمسان :
قال ابن خلدون في الخبر عن أبي يحيى يغمراسن بن زيان (مؤسس هذه الدولة بتلمسان) مع مغراوة وبني توجين ((وهم زناتة منتقلون دفعهم التيار نحو المغرب وأصبحوا في القرن السابع الهجير أي الثالث عشر الميلادي ما بين الونشريس والسرسو والمدية ولهم قلعة بني سلامة التي أوت ابن خلدون ))وعندما انتشر عهد الخلافة (خلافة الموحدين بمراكش حوالي 646 -1248م ) وكثر الثوار والخوارج بالجهات ..تغلب بنو عبد الواد على نواحي تلمسان الى وادي "صا" وتغلب بنو توجين على ما بين الصحراء والتل من بلدة المدية الى جبل الونشريس....))
وبادر ملوك تلمسان بالاستيلاء على المدية بما لها من أهمية استراتيجية –إذ هي في طريق الجنوب وفي طريق الشرق الجزائري - . فتغلب بنو عبد الواد على عامة أوطان بني توجين وكانت حالتهم مع هؤلاء تختلف بين الحرب والسلم ولما استولى محمد بن عبد القوي عل المدية وعلى ضواحيها أنزل بها أولاد عزيز بن يعقوب من حشمه وجعلها لهم موطنا وولاية . وجاء في خبر سعيد عثمان (681-703هـ/ 1282-1303 م ) مع مغراوة وبني توجين مايلي :
لما عقد عثمان بن يغمراسن السلم مع يعقوب بن عبد الحق المريني صرف وجهه إلى الأعمال الشرقية من بلاد بني توجين ومغراوة (من زناتة) فصارت بلاد بني توجين كلها من عمله ..ثم نهض بعدها الى المدية (سنة 688) وبها أولاد عزيز (من توجين) فنازلها وقام بدعوته فيها قبائل يعرفون بلمْدِيَّة وإليهم تنسب المدية غدروا-حسب قول ابن خلدون –بأولاد عزيز ومكنوا السلطان الزياني من البلدة ، فقام يحيى بن عطية كبير بني تغرين ومال الى السلطان المريني المناهظ لبني زيان وبايع يوسف بن عبد الحق ورغبه في ملك الونشريس ثم عاد الى بلاد بني توجين فشردهم عنها وانتهى الى المدية فافتتحها واختط قصبتها وبعد مدة بعث أهل المدية بطاعتهم للسلطان عثمان بن يغمراسن فتقبلها منهم وأوعز ببناء قصبتها .......ابن خلدون
ولما توفي أبو سعيد هذا خلفه ابنه أو زيان 703هـ- 1304م  فتغلب على المدية ، وانتهى الى جبل حصين بن زغبة في جبل التيطري ، ثم اجلبوا على المدية ، وملكها أبو زيان ، وعاد حصين وامتلك نواحيها وامتنع عليهم مصرها ، ولما هلك أبو زيان 1308م-707هـ ، قام أخوه أبو حمو وأراد أن يقسم أعماله بين أولاده فعين المنتصر على مليانة ونواحيها وأبا زيان على المدية وما إليها من بلاد حصين وعندما رجع السلطان المريني أبو الحسن من تونس ونزل بالجزائر وأراد أن يحارب بني زيان ، انظمت إليه قبائل من المغرب الأوسط مثل الثعالبة وصاحب الونشريس (وهو نصر بن عمر بن عثمان) وسويد وزناتة ، وانظم لأبي ثابت الزياني مغراوة .
فأخذ أبو ثابت على منداس وخرج على السرسو ولحق به مدد السلطان أبي عنان المريني (الخارج على أبيه) فشرد الزياني أثار الأعراب ولحق أحياء حصين بجبل التيطري ثم عطف على المدية ففتحها وعقد عليها لعمران بن موسى الجلولي وخلع السلطان المريني أبي عنان (أباه أبا الحسن ) وزحف الى تلمسان وحاصرها سنة 732-1332 فهزم ملكها وأباد بني عبد الواد ونزل المدية ثم أطل على بجاية (ابن خلدون)
ودب الضعف في دولة تلمسان وأصبح ملوكها في أواخر القرن 15 م لا يستطيعون قمع الفتن ولا منع الأعراب من غزو اعمالهم .فانفصلت المدية عنهم ومالت الى أمير تنس –وأمير تنس من الزيانيين استقر بعيدا عن تلمسان-
وكان أمير تنس أقدر من ملوك تلمسان على حماية المدية لأنه أقرب إليها وبيده ما ليس بيد ابن عمه هناك...
وهذه المدة مطلع السادس عشر ، زار المدية الرحالة الشهير "الحسن بن محمد الوزاني الفاسي " والمعروف عند الغربيين ب Léon l’africain فقد أعجب بالمدية وبموقعها وبأهلها : "فالمدية مبنية في سهل جميل خصب تسقيه أنهار كثيرة وأهلها أغنياء يسكنون دورا جميلة ، وقد استقبلوني بحفاوة وإكرام كأنني أمير المدينة ...وإذا زارهم أجنبي ذو علم ومعرفة فإنهم يعظمونه ويبجلونه ويبقونه عندهم لفصل ما بينهم من القضايا ويعلمون بقوله ويصوبون رأيه ...وأقمت عندهم شهرين..."
 
5-المدية في العهد التركي (1516 الى 1830):
ما هو سبب دخول الأتراك الى المغرب الأوسط ؟
في القرن السادس عشر ، عندما عمت الفوضى في المغرب ودب الضعف في الدول القائمة (بنو حفص في تونس، بنو عبد الواد في تلمسان ، وبنو مرين في فاس) عزم الاسبان على ضرب الاسلام في دياره بعد اخراجه من آخر مصر من الأندلس سنة 1492 بسقوط غرناطة ، فاحتل النصارى المرسى الكبير 1505 ووهران 1509 وبجاية 1510 فضاقت حالة المسلمين لا سيما بمدينة الجزائر فاستدعى شيخها "سالم التومي " وأعيانها الأخوين "عروج" و"خير الدين" لاعانتهم على الاسبان ، وقد اشتهر الأخوان في تونس بالحزم والاقدام والجرءة في البحر وانقاذ المسلمين .
فجاء عروج الى الجزائر وانتصب ملكا على المدينة وانطلق في بسط نفوذه داخل البلاد . واحتل عروج المدية بعد انهزام أمير تنس "حماد بن عبيد" بالمتيجة حوالي 1517 ، ثم ترك بالمدية حامية مؤلفة من الأتراك وبعض الأندلسيين وعاد الى الجزائر.
وخلفه أخوه 1518 وألحق الإيالة بالمملكة العثمانية فزوده السلطان العثماني بالمدد فعزز خير الدين المراكز الهامة في البلاد بتأسيس قواعد عسكرية تسمى (التوبة) وبعد ذلك فكر الأتراك في إدارة هذه البلاد فقسموها الى بايلكات :
1 دار السلطان (تقريبا عمالة الجزائر اليوم ودلس)
2 بايلك الغرب وعاصمته مازونة ثم معسكر ثم وهران
3 بايلك الشرق وعاصمته قسنطينة
4 بايلك الجنوب وعاصمته المدية
وكان هذا أصغر الثلاثة ، وقد أدخلت عليه تنظيمات عديدة ما بين 1518 و 1775
وقد نظمه للمرة الأولى حسن بن خير الدين (الذي عين على رأس الإيالة مرارا بين 1526 و1567 ) وأصبح هذا البايلك يسمى بايلك التطري ، متى ؟ فإننا لا نعرف التاريخ بالضبط .
ولكن بيّن مرسوم في سنة 1548م/955هـ بمقتضاه يعفى الباي رجب الشرفاء من دفع الغرامة والضرائب وكان باي التيطري ، في أول الأمر يقيم تارة بالمدية وتارة ببرج سِبَاو حيث توجد للقادة الأتراك مزارع وبساتين بوادي إيسير Isser .
وكانت قبائل وادي سيباوو الى 1775 تابعة لبايلك التطري .
وعين على رأس هذا البايلك – بين 1516 و1775- حوالي 18 بايا نذكر منهم :
 رجب: 1548
شعبان: 1633
فرحات: 1663
عصمان: 1763
سفطة: 1775
ولم يتركوا في ميدان من الميادين ما يذكرون به ، واشتهر من بين هؤلاء الباي عصمان الثاني والباي سفطة.
فأما عصمان فإنه عين على التيطري سنة 1763 واشترى مزارع عرفت فيما بعد ببلاد سيدون عند أولاد حسن بن علي كما عرفت بحَوْش  عصمان ، وبنى مخازن ومستودعات واصطبلات ومنه كانت تنطلق الغارات على النواحي الجنوبية.
وكان عصمان يغزو القبائل حتى وقع يوما في قبضة أولاد سيدي أحمد (وهم فرع من أولاد نايل) فقتلوه ، بجنوب زاغر توجد الى يومنا كدية تعرف بكدية الباي .
وامتنع من خلفه من غزو قبائل الجنوب الى أن عين الباي سفطة فحاول تجديد الغارات على أولاد نايل فلقي حتفه أثناء معركة . وحدث في سنة 1775 تعديل على إدارة بايلك التيطري فبعد 227 سنة من الحكم التركي بقيت مشاكل هامة بدون حل :
*خروج قبائل سيباو عن الطاعة بصفة مستمرة .
*ثورات قبائل الجنوب غير المنقطعة.
*فشل الغارات على الجنوب.
*انسحاب عدد من القبائل التي أعلنت استقلالها.
فأعاد الأتراك النظر في نظام البايلك الإداري وكونت بلاد القبائل بين أيسر وخنشلة قيادة caidat يحكمها آغا الجزائر ، بعد أعوام جرد بايلك التطري من ناحية طابلات و البويرة ، وأصبح مقر باي التطري واحدا هو المدية ، كما أصبح للبايلك حدود معينة :
1-           في الشمال قبيلة مزايا وبني صالح فوق البليدة وبني مسعود .
2-           وفي الشرق قبيلة بني سليمان وعريب .
3-           وفي الغرب قبيلة جندل وأولاد خليفة .
وقسم البايلك الى أوطان لحل القبيلة ...يحكم بعضها آغا العرب مثل( مزليبيا وعريب) وبعضها الآخر خوجة الخيل وهو عضو الديوان ومسؤول مالي (مثل زناخة وعبادلية) وأولاد سيدي عمر وأولاد سيدي موسى وتسمى هذه القبائل العزل تدفع جميع أنواع الضرائب وتقوم بجميع الخدمات لفائدة الباي أو الداي.
وكان على المدية حاكم تركي يعينه داي الجزائر (وكان هذا الأخير يخشى سلطة باي التطري (والمدية قريبة من الجزائر) .
وتمتد سلطة هذا الحاكم الى ضواحي المدينة .
وما بقي قسّم الى تل أعلى وتل أسفل أو تل جوبي ، وكان الأول يضم قبائل بني حسن :
حسن بن علي ، بني يعقوب ، وزرة ، عوامري ، ريغة ، هوارة .
وهذه القبائل مستقرة تتعاطى الفلاحة .
والثاني يضم قبائل الجنوب المتنقلة في بعض الفصول الخاضعة لشيوخها المحليين :
دواير ، تطري ، أولاد حمزة .
أما "قايدة ديرة" فهي منطقة خاصة بشرقي البايلك ، مركزها سور الغزلان حيث كانت توجد حامية تركية ويضم قايدة ديرة :
أولاد عبد الله ، أولاد بركة ، أولاد دْريس  .
وأخيرا كان جنوب البايلك يضم قبائل من الرحالة : زيانة ، عبادلية ، أولاد نايل ، أولاد سيدي عيسى .
وأسس الأتراك قايدة أولاد المختار في الجنوب حتي يكون حاجزا بيهم زبين البدو، ويمنع هؤلاء من غزو الشمال وعين الدو مصطفى بن سليمان أوزناجي (من 1775 إلى 1794) ومطماطة وجندل وبعض قبائل شلف .
وتقدمت نحو المدية لطرد الأتراك منها ، فتصدى لهم الباي بقومه وشرد جمعهم وجيء بزعمائهم فقتلوا وعلقت رؤوسهم على أسوار المدينة .
وبعد درقاوة تزعم التيجانية حركة محاربة الحكم التركي وحاول الباي حسن (1801) الاستيلاء على عين ماضي ، ولم يستطع وكرر الحملة على التيجانية سنة 1818 ، واقد انتصر دعاية التيجانية وكان آخر باي التطري هو مصطفى بومزراق 1819-1830 ، وكان قبل تعيينه خليفة للباي ، فغزا أولاد المختار بالجنوب وأولاد أفرج وأولاد شعيب . ويقال انه بنى جامع مزاري .
وكان ضابطا ماهرا وقد شارك في واقعة اسطاوالي staoueli ، وبعد الهزيمة عاد الى المدينة ، إلا أنه وجد الوضع قد تغير والأهالي قد ثاروا فنهبت البرواقية وبادرت وزرة بالإستيلاء على خيل الباي وبغال الموجودة بجنان الباي فانسحب بومزراق من المدية مدة ثم عاد إليها ثم غادرها والتحق بالاسكندرية وبها توفي .
 
 
*لمياء
28 - ديسمبر - 2007
تتمة المقال     كن أول من يقيّم
 
 
6-المدية بعد 1830 :
كانت المدن الجزائرية منذ القرن 18م في انحطاط مستمر ، فقدت نشاطها وحضارتها وخلت من عدد كبير من سكانها ، فالجزائر مثلا كانت من أعظم الأمصار في القرن 17  (100000) نسمة ولم يبق فيها إلا 30 ألف نسمة حوالي سنة 1830م ، وافتقرت وهران واقفرت من أهلها وأصبح هؤلاء 900 ن . وكذلك شأن تلمسان منذ استيلاء الأتراك عليها (155) ، أما المدية فإنها مع قلة عدد سكانها (يتراوحون بين 400 و500 ن) فقد حافظت على أهميتها وعلى دورها السياسي والإقتصادي ، فهي عاصمة بايلك التطري ، وهي قاعدة عدد كبير من الأتراك والكلغان ، وهي في طريق تجاري بين الجنوب والشمال .
 
الحملة الفرنسية الأولى على المدية :
من نتائج ثورة جوليت 1830 في فرنسا أن جيشها هنا أصبح يشعر بعدم مبالاة القادة والساسة بشؤونه وأصبح الجزائريون بعد سقوط شارل العاشر           (charles X) يتوقعون انسحاب الفرنسيين من أرضهم ، وتساءل الجنود ما فائدة احتلال الجزائر العاصمة وحدها .
وعين كلوزيل clauzel في سبتمبر 1830 إلى فيفري 1831م ، فكانت سياسته ترمي إلى أهداف ثلاثة :
*بقاء الفرنسيين في الجزائر العاصمة.
*إنشاء إدارة فرنسية للأماكن المحتلة.
*التوغل داخل البلاد حتى يكون للمعمرين قواعد ثابتة لا ينازعهم فيها أحد ، لاسيما وأن الرأي العام الجزائري بدأ يميل ألى المقاومة مثلا :
استمال بومزراق الأتراك ،وهاجم ابنه القوافل الفرنسية عدة مرات.
وهاهو بن مزمون قائد فليسة يعلن عن عدم رضوخه  للفرنسيين.
فقرر كلوزيل clauzel حملة على المدية (التي هي في نفس الوقت حملة استطلاع) ، لماذا ؟ ليتخلى المسلمون عن كل أمل في انسحاب فرنسا من الجزائر ولرفع معنوية الجيوش ولمعاقبة باي المدية الذي كان في نظرهم رمز المقاومة ، وأخيرا لأن المدية تحكم مع البرواقية طريق الجنوب ،فخرج الفرنسيس من الجزائر في 17/11/1830 في 10000 جندي ودخلوا البليدة ونهبوها نهبا وكانت المقاومة شديدة ، ثم استولوا على ثنية مُزايا Mouzai ثم دخلوا المدية في 22/11/1830 فعزلوا بومزراق وعينوا بايا آخر هو مصطفى بن الحاج عمر ، ثم عادوا إلى الجزائر .
وكان سلطان المغرب مولاي عبد الرحمان قد احتل تلمسان وجعل على رأسها مولاي علي ،إلا أن الأهالي ثاروا على السلطان وطردوا ممثله فبعث مولاي عبد الرحمان قائدين للدوائر كانا معتقلين بفاس فجمعا جيوشا ونصبا ممثلين للسلطان العلوي ، أحدهما في مليانة والآخر في المدية ، ولم يطل نفوذ السلطان هنا وعاد برتوزين Berthezene إلى المدية ودخلها في 29 جوان 1831م.
 
عهد الأمير عبد القادر:
كان الأمير بعد تأهبه للمعركة (بعد 1834) يفكر في ضرورة توسيع دولته من الناحية الشرقية بضم التطري والمدية وبالاستيلاء على مليانة حتى يتمكن من محاربة الأجانب .
ففي 1835 دخل مليانة ونصب أخاه الحاج محي الدين الصغير على رأسها ثم فكر في المدية وكان عالما بأهميتها الجغرافية والاستراتيجية (هي في طريق الجزائر والجنوب وهي قاعدة ستنطلق منها غارات على النواحي الشرقية ، وهي حصن يحمي الناحية الغربية) .وكانت نواحي المدية خاضعة لنفوذ ولي من أولياء درقاوة هو :
الحاج موسى الدرقاوي : الذي أعلن الجهاد على النصارى فقدم الى المدية في أفريل 1835 وطلب من سكانها أن يسلموا له يهود المدية وأباضييها فامتنع السكان ، ثم صالحوا هذا الشيخ وسمحوا له بدخول المدية ومنها انطلق على حماره لقتال الفرنسيس (فسمي "بوحمار") ولم يرض الأمير بغيره ليتزعم الجهاد ، ونزل عبد القادر من مليانة في 20 أفريل 1835م واصطدم بالحاج موسى في حوش عمورة على 12 كيلومتر من لربعة بني جندل ، وانهزم الحاج موسى فمكنه هذا النصر من فتح المدية وعين خليفة له بها :محمد بن عيسى البركاني ، وأعدم أنصار الحاج موسى ثم عاد إلى معسكر ، وقبل مغادرته المدية استقبل الأمير مبعوثا فرنسيا وهو القبطان Capitaine St Hippolyte الذي جاء ليهنئه ويسلمه بعض الهدايا .
وتعكر الجو بينه وبين الفرنسيس فكان الأمير يغزو القبائل المبايعة لفرنسا وكان كلوزيل clauzel يغزو القبائل المناصرة لعبد القادر وهكذا عاد كلوزيل مرة أخرى إلى المدية في مارس 1836 ليفرض على السكان الباي "محمد بن حسين" الذي عينته السلطة الفرنسية ، فكان رد فعل الأمي سريعا فهاجم أنصاره المدية واستولوا على المدينة وبعثوا الباي إلى وجدة حيث قتل ، لكن في 7 أفريل 1836 دخل دي ميشال Desmichelas المدية من جديد .
وتطور الوضع شيئا فشيئا وعاد الأمير إلى وادي شلف سنة 1837 ، ثم إلى المدية وألقى القبض على 80 من الكرغلان ، وبعث بهم إلى مليانة ، وفي أثناء إقامته بالمدية ، استقبل الأمير أعيان البليدة ثم نصب بعد ذلك أخاه "الحاج مصطفى" خليفة له على المدية .
ثم زحف أول ديسمبر 1837 إلى أولاد المختار جنوب المدية ، وكان يوجد بهم رجل يدعى "الحاج عبد الله " أتى من المغرب الأقصى وتنبأ وادعى أنه المهدي ، فوقع هذا في قبضة الأمير ، فبعثه إلى سلطان المغرب الذي كان في طلبه ، ولكن خصوم الأمير مثل الدواير والعبيد وناخة وأولاد نايل وأولاد المختار ، لا زالوا يتربصون الفرص واضطر الأمير إلى غزو زناجة جنوب بوغار مدو 3 أيام حتى النصر ، وفي المدية توجه الأمير لمحاربة الزواتنة وهم كرغلان نزلوا وادي الزيتون غرب يسر ثم عاد إلى المدية ، وبهذا استقبل مبعوث الوالي فالي  valée لمباحثة موضوع معاهدة تافنة ، كما استقبل بها "الحاج عيسى الأغواطي" فعينه خليفة على الأغواط ، وكان كلاهما ضد زاوية التيجانيّة عين ماضي ، قبل نهوضه لمحاربة الشيخ التيجاني ، بعث الأمير كرغلان المدية إلى تاقدمت  وكان بتوقع فيهم الميل إلى فرنسا ، وفي طريقه إلى عين ماضي ، اختط حصن تازا في الجنوب الغربي للمدية .
وعندما دخلت حكومة الامير في عصرها الذهبي وبلغت سلطته أقصى ما عرفه ، قرر أن تكون المدية مقر الخليفة ، وعين "البَرْكاني" فيها ، وأصبحت المدية مع تلمسان ومعسكر ومليانة ، عبارة عن جبهة تساير الساحل ، وتقف في وجه العدو . وفي نوفمبر 1839 رجع عبد القادر إلى المدية ليستأنف الحرب ، فكانت المدينة عاصمة دولته ، فتوجه إليها الأعيان والأنصار ، ونشبت الحرب ولعب خليفة مليانة (وهو بن علال ولد سيدي علي مبارك ) وخليفة المدية (وهو البَركاني) دورا هاما مثل تعطيل مواصلات العدو ، وقطع الماء على معسكر والبليدة .
 
الاحتلال الفرنسي للمدية :
قرر الوالي العام فالي valée احتلال المدية وليانة ، فدخل عاصمة التيطري في 17 ماي 1940 ، فوجدها خالية من أهلها الذين كانوا قد غادروها فعززها وحصنها ، وترك بها حامة بقيادة الجنرال "دو فيفي" Duvivier ، إلى أن قدم إليها "بوجو" Bugeaud في 1 أفريل 1841 ، ففر البَركاني إلى الجنوب بعد ما خانه أعوانه وفارقه جنوده (إلى ضواحي شرشال) وفي 1842 الدائرة العسكري بالمدية التي كلفت بالقبض على "زمالة الأمير " (تلك العاصمة المتنقلة في الجنوب) .
ثم كان دخول المعمرين إلى المدية وضواحيها ( في 1847  بلغ عددهم 2322 ن) وأصبحت المدية بعد 1850 تحت الحكم المدني ، فكان يتصرف بشؤونها مندوب مدني ، وبدأت الجاليات الزراعية تنزل بضواحي المدية كـ لودي lodi ودميات Damiette في جانفي 1853 ، وبسطت السلطات الفرنسية نفوذها شيئا فشيئا ، وهكذا قررت في جوان 1854 أن تكون المدية بلدية على رأسها شيخ منتخب ، كما قررت إحداث نيابة العمالة في 1858 ، واستمر عهد الاحتلال .
 
هذا هو تاريخ المدية إلى منتصف القرن 19م ، تاريخ ثغر ممتاز من ثغور المغرب ، لأنه في قلب المغرب الأوسط ، وفي الطريق بين الشمال والجنوب ، وفي الحدود بين أهل الحضر وأهل الوبر ، وفي ناحية خصبة فلا عجب إذا كان الصراع من أجل ضمها عنيفا ، وتاريخها كله من أجل هذا الغاية ....
 
                              
مصادر ومراجع :
العربية :
عبد الرحمان بن خلدون : كتاب العبر ج 7
يحيى بن خلدون : بغية الرواد
أبو عبد الله البكري: كتاب المسالك
 
Leon L’Africain :Description de l’afrique ..tome III
MARMOL : l’afrique tome II page 411
FOURNEL : la Conquête de l’Afrique par les Arabes tome II
REVUE AFRICAINE : Notice sur l’histoire et l’administration du Beylin du Titteri (par Federman et au Capitaine) 1865 et 1867 le Bey Mohamed Ad-Dabbah 1873
P.BOYER : Evolution de l’Algérie Mé-diane de 1830 à 1956 .(1960)
ISMAIL URBAIN : Notice sur l’ancienne province du Titterie
JOURNALE ASIATIQUE : XIII Série pp : 111-112
E.L : Art Médéa (G.Yver) Tome III page 449-500
H GUYON :Le département du Titterie ; son passé ; son histoire.
L.Cortès :Monographie de la Commune de Bédéa .Alger 1909
(brochure)
           
 
                   
*لمياء
28 - ديسمبر - 2007
المدية عبر العصور...    كن أول من يقيّم
 
 
أحببت أن يكون أول شيء أكتبه هو"المحاضرة التي ألقاها الأستاذ محمد المختار اسكندر في الملتقى السادس للتعرف على الفكر الإسلامي المنعقد بقصر الصنوبر بالعاصمة ، من 13 جمادى الثانية إلى رجب 1392هـ/24 يوليو إلى 10 أغسطس 1972م." وقد نقلتها لكم من كتاب "تاريخ المدن الثلاث :الجزائر ، مليانة والمدية" والذي هو من اعداد ودراسة وتعليق الشيخ "عبد الرحمان الجيلالي" ، لما وجدنا فيه من إلمام بتاريخ المدية من كل النواحي،
 
المحاضرة :
المدية عبر العصور
أو
المدية في عيدها الألفي
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، الحمد لله الذي هدانا لهذا ،وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على رسول الله ، المنزل عليه قوله:
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا))
وبعد ،
سيدي الوزير ، حضرات السادة والسيدات، أبائي ،أساتذتي الأجلاء، أبنائي الطلبة، يطيب لي أن أشكر بهذه المناسبة السعيدة، سيدي الوزير للتعليم الأصلي والشؤون الدينية حيث أتاح لي هذه الفرصة الثمينة للمشاركة في هذا الحفل الجليل ، ولا يسعني للتعبير عن هذا الموقف إلا أن أستعين وأستنجد بأستاذي وشيخي شاعر الجزائر الفذ ، ورائد النهضة الشعرية الحديثة : الشيخ محمد العيد آل خليفة ، حفظه الله ، وكانه كان ينظر إلى هذا الحفل الكبير البهيج من قصيدة رائعة صور فيها مثل هذه المناسبات بكل دقة وبراعة وصدق وعواطف وإحساس فياض ، حيث قال :
استوح  شعورك من حنايا iiالأضلع واستجل في القسمات حسن المطلع
وصـع  الـتـحـية نظرة iiرفافة كـالـورد، وارفـعها لهذا المجمع
مـن بـاحـث مـتفنن أو iiواعظ مـتـسـنـن،  أو قارئي iiمتخشع
مـا يـنـتـهي منهم بليغ iiمصقع ألا  يـحـيـل على البليغ iiمصقع
والـقـوم  كالأسد الروابض الجتم مـن حـولـهم أو كالنسور iiالوقع
والـمـهتدي  فيها بجنب iiالمهتدي والـلـوذعـي فيها بجنب iiاللوذع
دعـت الـبـلاد شـبابها iiفأجابها عـجلا  وحسبك بالشباب إذا دُعي
 
وقال كذلك في مثل هذه  المناسبة السعيدة ، وهو تأسيس جمعية العلماء المسلمين سنة 1931 :
على الرحب حلوا أجمعين على الرحب فـأنـتم ضيوف في حمى الله iiوالشعبِ
طـلـعـتم علينا كالكواكب في iiالدجى وسـرتـم  إلينا كالسحائب في iiالجدب
جـحـاجـحـة عرب الفرائح iiواللغى فـأهـلا  وسـهلا بالجحاجحة iiالعرب
بـسـاطـنـا  لـكم منا قلوب iiوأعينا فـدوسـوا عليها لا تدسوا على iiالترب
وقـد حـل هـذا الـعيد باليمن iiجامعا لـشـمـلـكم  فاستأصل البعد بالقرب
فـيـالـك مـن عـيـد تـجلى iiكأنه عـروس  تـجلت في مطارفها iiالقشب
عـلـى  صـدرهـا عـقد تألق مثلها تـألـق  هـذا الـحفل بالسادة iiالنجب
 
وهي كلها عيون وغرر ودرر ، واشكركم مرة أخرى حضرة وزيرنا ، وحكومتنا الثورية بإقامة وتنظيم هذا الملتقى السادس للتعريف بالفكر الإسلامي، وإحياء تراثنا ، وبعثا لمجدنا الذي كادت أن تطمسه قوى الشر فخرج شعبنا كالمارد يتحدى الطغيان، وهاهو يبرهن عن مقوماته الشخصية والمحافظة على كيانه ، وها نحن نقيم الدليل على وجودنا وأصالتنا وعروبتنا وإسلامنا.
ولعمري هذه كلها هي أركان مقوماتنا التي نادت بها شخصيتنا الوطنية في الماضي العصيب والرهيب وهي: الاسلام ديننا –العربية لغتنا-والجزائر وطننا ، وقد صاغها رائد النهضة الحديثة أمامنا : الشيخ عبد الحميد بن باديس نشيدا لشعب :
شـعـب الـجزائر iiمسلم وإلـى  الـعروبة ينتسب
مـن  قال حاد عن iiأصله أو قـال مـات فقد iiكذب
أو  رام إدمــاجـا iiلـه رام  الـمحال من iiالطلب
يـا  نـشـأ أنت iiرجاؤنا وبـك  الصباح قد اقترب
خـذ لـلـحـياة iiسلاحها وخض الخطوب ولا تهب
هـذا نـظـام iiحـيـاتنا بـالـنـور خط iiوباللهب
فـإذا  هـلكت iiفصيحتي تـحـيا الجزائر iiوالعرب
 
ومن ضمن هذا التراث والأصالة ، تحيي الجزائر ذكرى ثلاث مدن جزائرية في عيدها الألفي ...الجزائر ، مليانة والمدية ، أما المدية فقد عاشت في عيدها الألفي أوقاتا مشرقة حيث زارنا وزيرها وزيرنا للتعليم الأصلي ، الأخ مولود قاسم ، بمناسبة عيد الاستقلال، والعيد الألفي للمدية ، ودشن بها ساحة بولوكين إحياء لذكرى مؤسسها ...وبهذه المناسبة نحيي ذكراها فله كل تشكرانتا، فلبست المدية حلة قشيبة فسجل هذه الخواطر شاعر المدية ، زميلنا وصديقنا الشيخ محمد الدراجي ، قصيدة في عيدها الألفي ، نقتبس منها هذين البيتين:
ألا حـي الـمـديـة iiبـالتهاني فـعـام الألف من عمرها دعاني
فقد برزت للحفل ترفل في حلاها كـتـائهة  الجمال على iiالغواني
 
ونظم شاعرنا الشعبي للشعر الملحون : الصديق مصطفى بلجردي بهذه المناسبة :
ما أسعد بلدة iiالمدية بذكرى عيد iiالألفية
فرحتين في احتفال الألفية  والاستقلال
 
فبعد هذه المقدمة البسيطة ، أنتقل بكم في رحلة عبر التاريخ إلى المدية واتمنى أن تكون رحلة مريحة ميمونة . فلنسر على بركة الله وحسن توفيقه وعونه ، نستعرض عبر هذه الرحلة عصور المدية ، وأطوارها ، وما لعبته من أدوار رئيسة ، لما تمتاز به من موقع استراتيجي هام.
 
 ************
 
آن الأوان لكي نضيف النجمة الحمراء إلى اسمك اللامع بمشيئة الله . أهلاً ومرحباً بك يا لمياء في سراة الوراق مع
 تمنياتنا لك بدوام النجاح والتألق ( ضياء ) .
 
 
 
*لمياء
27 - ديسمبر - 2007
 1  2  3  4