البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : المدية ، في مرآة التاريخ    قيّم
التقييم :
( من قبل 7 أعضاء )

رأي الوراق :

 لمياء 
27 - ديسمبر - 2007
 
احترت في أي المجالس أحط الرحال، فالمدية كانت التاريخ والجغرافيا لا جزئا منهما، وتجاوزت كونها الملهمة فهي الشاعر والأديب ، ومهما طال بي الوصف فإني لن أوفيها حقها مهما حاولت ، فلا يسعني الآن إلا أن أقول : أهلا بكم في مدينتكم !!
وقد فكرت طويلا في مقدمة مناسبة فلم أفلح ، وحاولت أن أبدأ بوصف بسيط فلم تطاوعني الكلمات، فإن كان علي تقديم لمحة بسيطة عنها كتمهيد ، فاسمحوا لي أن أنقل تعريفا موجزا لها من موسوعة وكيبيديا :
 
يقدر عمر المدية بألف عام أو يزيد، فالمدية عاصمة بايلك التيطري يعود تاريخها إلى عهد قديم أي حوالي 350هـ، بحيث قال أحد المؤرخين (المدية عتيقة قديمة،وأن المدية سبقت بني زيري وأنها أقدم من أشير…فقد تداولت عليها عدة حضارات وسكنتها الكثير من الشعوب، والمدية اليوم من بين ولايات الجزائر تتوفر على منتوج ثقافي، سياحي،وتاريخي وهي تقاطع مدينة تلمسان في عدة تقاليد لتشابه أنماط المعيشة لدى سكانها وطريقة عمرانهم، وأسلوب حياتهم، و من الشخصيات التى ولدت و ترعرعت بالمدينة الشيخ ابن شنب وفضيل اسكندر، كما أنها كانت عاصمة الولاية الرابعة في حرب التحرير ضد المستعمر الفرنسي.
 
وتقع ولاية المدية في الأطلس التلي، وتتربع على مساحة قدرها 8700 كلم2 وعلى ارتفاع 920 م من سطح البحر وتبعد عن العاصمة(الجزائر) 88 كلم2 شمالا.
إداريا: تضم الولاية 64 بلدية و 19 دائرة ،تحدها من الشمال ولاية البليدة و من الجنوب ولاية الجلفة و من الشرق ولايتي المسيلة و البويرة و غربا ولايتي ولاية عين الدفلى و تسمسيلت .
 
تعتبر الولاية بفضل موقعها الجغرافي همزة وصل بين الساحل والهضاب العليا ،بحيث تمتاز بشتاء بارد. و صيف حار ،و تسمى بوابة الأمطار بحيث تصل نسبة الأمطار فيها من 400 إلى 500 ملم سنويا. وهي تعرف بتساقط الثلوج .
وهي ذات طابع فلاحي رعوي إذ تقدر الأراضي الفلاحية بمساحة 341.000 هكتار ومساحة غابية تقدر ب161.885 هكتار، تتوفر على إمكانيات حقيقية للنشاطات الاقتصادية المتعددة وخاصة السياحية منها .
 
هذا وللحديث بقية  ...وإلى حين اللقاء ، تقبلوا مني سلامي        
 
 
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
العْجَارْ    كن أول من يقيّم
 
العجار وتأصله بالمنطقة
 
عرف (العْجَارْ) بمفهومه العامي في المجتمع اللمداني تطورا عبر التاريخ الثقافي للمنطقة التي تعاقبت عليها حضارات مختلفة تركت بصماتها على هذا الموروث الثقافي المادي، فالعائد إلى فجر التاريخ وتحديدا إلى الحقبة البربرية يجد أن المرأة الأمازيغية والتي معناها "المرأة الحرة" لم تتلثم ولم تعرف ما يسمى بـ "العجار" باعتبارها الفلاحة التي تشارك الرجل في حرث الأرض وبذرها وجني الزيتون، كما كانت تخوض المعارك الطاحنة سافرة الوجه، وخاضت غمار الحياة الاجتماعية والسياسية محافظة على زيها التقليدي المعروف إلى يومنا هذا.
ولما دخل الإسلام هذه الديار حث المرأة على ارتداء الحجاب الشرعي الذي يخفي مفاتنها، فالفاتحون العرب تزوجوا بالبربريات المعتنقات الدين الإسلامي أثناء تواجدهم بالمنطقة، وهكذا تحجبت المرأة وأطلق عليها أم البنين وصاحبة الخدر، لمكوثها في البيت، ولم تكن ترتدي العجار سوى المرأة الفائقة الجمال غيرة من الرجل عليها، وفي الغالب كان الخمار يستعمل كنقاب عند مرور المرأة بالرجال في الأزقة والأماكن العامة.
وجاءت الحضارة البربرية الإسلامية في عهد زيري بن مناد وتأسست المملكة الزيرية، فاحتشدت قصورها بالجواري اللاتي جيء بهن من المسيلة وتلمسان، وحدث امتزاج بين الحضارة العربية والبربرية والأندلسية في هذه المملكة المترامية الأطراف، ترك بصماته وأضفى على العجار لمسات جديدة وأشكالا متنوعة. وقد كانت نساء وجواري الأسرة الزيرية يجبن القصر واضعات النقاب الذي كان عبارة عن ستار شفاف ينزل من فوق قبعة الرأس الملفوفة بقماش ينزل مع الكتفين، ويقمن بتغطية وجوههن عند المرور برجال البلاط والحاشية بالقبض على طرفه بأصابعهن وإمالته جانبا عند أعلى الأذن.
ولم تعرف المرأة اللمدانية الستار، وهو عبارة عن قطعة قماش ملساء تغطي الرأس وتنسدل على الوجه، إلا بعد دخول المذهب الشيعي إلى المنطقة وانتشاره فيها قرابة نصف قرن، وهو الشكل الذي ترتديه المرأة الإيرانية الحالية (الشكل1)، ولم يكن الستار مع هذا عاما، فالمرأة البربرية في الجبال بقيت سافرة الوجه، لم تأثر فيها الثقافات الدخيلة.
 
 
والجدير بالذكر أن النزوح الهلالي إلى المنطقة هو الذي رسخ شكل العجار ليصبح عرفا من الأعراف السائدة، فقد فرض الرجل العربي الهلالي على المرأة ارتداءه، ومنذ ذلك العهد تأصل في المنطقة وشاع في المدن والأرياف، ولا زالت آثاره إلى يومنا هذا بالتيتري قبل التقسيم الإداري الحديث، أي في كل من قصر البخاري، أولاد عنتر، أولاد هلال، عين بوسيف (أشير قديما).
وقد لعب العربي الهلالي دورا كبيرا في نشر الإسلام وتعاليمه إلى جانب تعريب المنطقة.
وبمجيء الخلافة العثمانية، دخلت موضة جديدة إلى التيتري حملت معها الثقافة التركية، وهكذا يتأثر المغلوب مرة أخرى بثقافة الغالب، وتعرف المرأة اللمدانية (عجارا) دخيلا أطلق عليه اسم "العَبْرُوقْ" (1)، وهو عبارة عن ستار شفاف مرصع بالنجوم حسب التعبير العامي، تضعه المرأة عند زيارة الأهل والأحباب، وهو يختلف عن الذي تضعه العروس، بكونه ستارا يوضع على الرأس وينزل بقطعة قماش عمودية تبدأ من مؤخرة الجبهة، لتستقر فوق الأنف وتبقى العينان بارزتان، وينسدل على الطبقة السفلى من الوجه ليغطي الصدر (الشكل2).
 
 
ومن الملاحظ أن هذا النوع من العجار ظل سائدا في المجتمع الحضري لتمركز الحاميات التركية بالمدن، أما الأرياف فظلت محافظة على العجار بشكله الهلالي، وبالرغم من سقوط الخلافة العثمانية سياسيا إلا أن بصماتها الثقافية بقيت راسخة في المجتمع اللمداني.
وجاء العصر الحديث ليحمل معه زخما ثقافيا نتيجة تعاقب الحضارات على هذه المنطقة ظهر جليا في اللباس، وها هو العجار يتسم بالتنوع في الأشكال والأنواع والخصوصيات، إذ أن العجار اللمداني الحديث ينقسم إلى أربعة أنوع:
 
الأول هو ما يطلق عليه "عْجَارْ الشْبِيكَة"،(الشكل3)، ويتميّز بـغُرْزَة أي طرز دقيق يتطلب العمل عليه وقتا طويلا وإتقانا، تتفنن فيه اللمدانيات ولا تزال العائلات إلى اليوم محافظة على هذه الصنعة، وهو مخصص للأعراس والمناسبات العائلية، تضعه المرأة الحضرية الشابة والمسنة على حد سواء، وقد كانت العجوز في القديم تضع "بُو عْوِينَة"(2).
 
 
 
أما الثاني فهو "عْجَارْ لبْرُودِي"، نسبة إلى الطرز الذي ينجز عليه (broderie) ، وهو على شكل هرم، حجمه قصير -إلى غاية الذقن-، ولونه أزرق فاتح (3)، وترتديه الشابة (الشكل4)، أما الوردي، فهو مخصص للعروس (الشكل 5) إضافة إلى عجار البرودي المثقوب الذي تمتاز به المرأة الريفية التي لم تطوره أو تحد عنه.
 
 
 
والثالث هو "عْجارْ الشَّعْرَة والكنْتير"، فأما الشعرة فهي عبارة عن خيط ذهبي اللون، وأما الكنتير فهي حبات عدس ذهبية يرصع بها، ولا تملكه (العجار) إلا العروس الثرية، وهو جميل ونادر، وتحفة فنية أتقنتها أياد عبقرية (الشكل 6).
 
 
أما العجار الأكثر استعمالا فهو النوع الرابع والمسمى بـعْجارْ لَكْرُوشي (crochet) (4)، فهو عبارة عن قطعة قماش شفافة مبطنة تسمى بالعامية (لوقاندي) ، تلتصق بها دوائر (الكروشي)، وهو ينسب إلى الأداة التي يتم بها إنجازه (crochet) وتتنوع أشكاله حسب الرغبة، وترتديه المرأة في الأيام العادية (الشكل7).
 
 
أما النقاب الحالي فلا ترتديه إلا فئة تعد على الأصابع(5) ويبقى العجار بأشكاله المختلفة ميزة المرأة اللمدانية، التي لم تطمس هويتها مكائد الاستعمار ولا نكبات الدهر (6). 
 
فاطمة يونسي
مجلة أشير الفصلية/ ديسمبر 2007.      
                                                       بالتصرف
 
قلت:
 (1)  تقول أمي أن العبروق في العاصمة ليس عجارا، وإنما خمار شفاف مطرز بخيوط حريرية ومرصع بالذهب، يوضع فوق "البنيقة" التي تضعها المرأة عند الخروج من الحمام وهي الموضحة في الشكل أسفله. ويضرب بالعبروق المثل في الرقة (رقة القماش) فيقال: رْقِيقْ عَبْرُوقْ.
 
 
(2)  و "بُوعْوِينَة" هو أن تغطى المرأة وجهها بالحَايَكْ الذي تلتحف به بحيث لا يظهر من وجهاها إلا عين واحدة للرؤية، وهذا الأخير (الحايَك) هو قطعة قماش بيضاء كبيرة كانت تلتحف بها المرأة الجزائرية قبل خروجها من البيت والحديث عنه يتطلب تخصيص تعليق له .
 
 
 (3)  تقول أمي أنها لم تر يوما من تضع عجار برودي مطرز بالأزرق وكذلك لا أذكر أني فعلت. ويبقى الوردي خاصا بالعروس كما تقول.
(4)  العجار الأكثر انتشارا هو عجار الشبيكة وليس الكروشي.
(5) والملاحظ في الفترة الأخيرة الانتشار السريع للجلباب والنقاب الشرقي في المدية.
(6)  والنساء اللاتي يضعن العجار اليوم في تناقص مستمر، وهكذا يبدأ هذا التقليد بالتلاشي شيئا فشيئا كما هو الحال بالنسبة لباقي الموروثات بفعل العولمة وعوامل أخرى متعلقة بمواكبة الركب الحضاري وما إلى ذلك، والمحافظات على العجار في يومنا هذا هن في الغالب من جيل الثمانينات وما قبلها، ولا عجب إن اختفى معهن يوما. ويجدر التنبيه إلى أن العجار ليس خاصا بالمدية فقط فهو منتشر في الشمال الجزائري، غير أنه يميز اللباس النسوي اللمداني إلى جانب القَشَّابَة النسوية (وهي عباءة طويلة).
 
*لمياء
28 - يونيو - 2010
الفن المطبخي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
الفن المطبخي هو أحد مؤشرات العادات والتقاليد العريقة لمدينة المدية، بحيث يعبر عن اللَّمْدانيِّين وشخصيتهم المشبعة بالروافد الثقافية، بحكم تواجدهم في منطقة جمعت بين العديد من الشعوب والحضارات، من بربر، عرب، أندلسيين ، أتراك وغيرهم، إضافة إلى وفرة مختلف المنتجات الفلاحية مما جعل المطبخ اللمداني يتميز بتنوع أطباقه وثراء قيمتها الغذائية، ولذتها التي تفتح شهية كل مقيم وسائح، فما إن يتذوقها حتى يحس بطعم العراقة والأصالة فيها.
 
يترأس قائمة الأطباق اللمدانية طبق "العصْبَانْ" الذي يتوج الموائد في المناسبات والأفراح وفي الأيام العادية للأسر، ويسمى في بعض المناطق "الدُوَّارَة" أو "البَكًبُوكَة"، يستهلك في فصل الشتاء كما يحضر خصيصا في العيد الأضحى، وهو الطبق المفضل في المدية، فإن كنت سائحا فسوف تدلك المطاعم التي تختص في طبخه وتقديمه عليه.
 
( قلت: والدوَّارَة هو الاسم الجامع لكل من "العصبان" و"البكبوكة"، إذ يكمن الاختلاف بينهما كما تقول أمي في أن العصبان يعد من مزيج الكبد والرئة والقلب والأمعاء الدقيقة بعد تنظيفها جيدا بالطبع وتقطيعها إضافة إلى الثوم والتوابل والأرز أو البرغل والبازلاء والحمص ...، ويوضع داخل الكرش التي تملط لتنظف جيدا وتقطع وتخاط على شكل أكياس تكون بحجم حبة البرتقال، بينما يوضع هذا المزيج في البكبوكة في المرق مباشرة وتقطع الكرش معه إلى قطع صغيرة، وتعد الدوارة مع اللفت أو اليقطين أو الباذنجان، الفاصولياء مع البصل، أو البصل والطماطم في مرقها وهي أكلة دسمة ... )
 
العصبان قبل طبخه
 
العصبان بعد الطبخ
                           
 
 
"البَلْبُولْ" هو أيضا من أشهر المأكولات التي تختص بها المدية دون غيرها من الولايات، ويحضر من الخبز اليابس الذي يهرس ثم يفتل بنفس الطريقة التي يحضر بها "الكسكس"، ويضاف إليه الزعتر كما يحلى عند تقديمه بالسكر. وطبق "البلبول" من الأطباق التي يقبل عليها الحضر وهو ذو أصول تركية.
 
إلى جانب هذين الطبقين نجد "الكُسْكُسْ" بأنواعه المختلفة، وهناك ما يحضر بالمرق الأبيض أو الأحمر ، ويضاف إليه أحسن العنب المجفف، ومنه ما يحضر مع البازلاء والفول ، ويقدم مع اللبن أو الحليب الرائب.
 
( قلت : للكسكس عدة أنواع حيث أن منه الأبيض الذي يعتمد في إعداده على الدقيق، والأسمر المعد بدقيق الشعير أو القمح والأول هو الأكثر اسمرارا، كما يضاف إليه أحيانا أحد أنواع نبتة الخزامى البرية المسمات "الحَلْحَالْ"، ويقدم بالمرق الأبيض أو الأحمر باللحم والخضار أو بالتمر والعسل، ويسمى ما يحضر مع البازلاء والفول بـ"المَسْفُوفْ" )
 
هناك أطباق أخرى تحضر في المواسم وأشهرها "الرْوِينَة" المعدة أساسا من القمح المحمص، حيث يطحن ويغربل ثم يضاف إليه السكر ويعجن بالماء، ثم يشكل في كريات كبيرة الحجم توزع في الوعدات والاحتفالات المحلية التي تسمى (المَعْرُوفْ) ، والهدف من توزيعها على الزوار وخاصة تلاميذ الكتاتيب القرآنية هو درء السوء عن مقدميها حسب المعتقد الشعبي السائد في المنطقة.
 
المدية هي من أكثر المدن الجزائرية إنتاجا للعنب بمختلف أنواعه ( حْمَرْ بُو عْمَرْ ، الدّاتِي ، المُقْرَانِي ، السَّانْسُو ) ، وبذلك يكون أساسا في إعداد الكثير من الحلويات التي تدخل في الاستهلاك اليومي أو في المناسبات كرأس السنة الهجرية، يَنَّايَرْ ومختلف الأعياد، كما يحضر منه أيضا الروب وهو مربى العنب المركز.
 
( قلت: أما الحلويات المعدة من العنب فلا نراها إلا في أيام الاحتفال بعيد الدْرَازْ كما سيأتي )
 
كما يستطيع الزائر تذوق أطباق أخرى منها "الكعبوش" و"السموم" بجنوبها، وأخرى مشتركة مع بقية الولايات الجزائرية كـ"البَغْرِيرْ" ، "الصَّامْصَة، المَقْرُوطْ ....وغيرها
 
 
*لمياء
4 - يوليو - 2009
وعدات ، مواسم وأعياد    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
التنوع الطبيعي والغنى الحضاري والثقافي للمدية جعل أيامها تبتهج بمجموعة من الأعياد والوعدات التي تقدم لوحة متألقة بقيم المجتمع اللمداني وعمق تراثه.
 
وعدة حَنَّاشَة:
هي إحدى الاحتفالات الشعبية المحلية التي تحييها ولاية المدية، ويطلق عليها أيضا تسمية "طعم حناشة".
تقام هذه الوعدة مرتين في السنة، الأولى عند بداية موسم الحصاد في شهر ماي، أما الثانية فتقام عند بداية موسم الحرث والبذر في نهاية شهر سبتمبر. ويتم الاحتفال بهذه الوعدة عن طريق تحضير قصاع كبيرة من الكسكس واللحم، تقدم لكل الزائرين مهما كانت مكانتهم الاجتماعية، طمعا من أهل منطقة حنّاشة وأملا في موسم فلاحي سخي بالخيرات.
 
إلى جانب الإطعام وإخراج الصدقات تقام منافسات الفروسية الشيقة، حيث يتباهى كل فارس بلباسه التقليدي ومهارته في التحكم بجواده وإظهار شهامته بطلقات بارود بندقيته التي تدوي في الأرجاء، إلى جانب أنغام فرق الفلكلور والشعر الملحون الذي يقصدون المدية من مختلف الولايات، كتيسمسيلت وتيارت وغيرهما، تقام أيضا ألعاب شعبية مثل: لعبة الكرة بالعصى، الفلكلور والفانتازيا
 
هذا ليس كل ما يميز وعدة "حنّاشة" فهي أيضا فضاء للتجارة بحيث يقصدها العديد من التجار من أجل بيع منتجات مختلفة، أما المترددون عليها فيجدون ذروة رضاهم في التمتع بالاحتفال واقتناء حاجيات متعدد كتذكار عن "حنّاشة".
 
تحيي ولاية المدية أيضا وعدات أخرى منها: وعدة سيدي بَنْ عيسى، وعدة سيدي منصور، وعدة سيدي الشيخ ووعدة سيدي بلعباس، التي لها نفس الطابع.
 
عيد الربيع:
الاحتفال بعيد الربيع هو تظاهرة ثقافية ، فنية، رياضية واقتصادية، يتم إحياؤها عند دخول فصل الربيع من كل سنة، ويعتبر "ربيع المدية" فضاء يبرز فيه الغنى الثقافي لهذه المدينة وعمق تراثها الشعبي، بحيث تتخلله معارض للصناعات التقليدية الخزفية ولوحات متقنة الإنجاز من الخط العربي والزخرفة، وتنظيم مسابقات في فن المطبخ والحلويات التقليدية، بالإضافة إلى المنافسات الرياضية وإحياء حفلات فنية تطرب الزائرين بالنوبات الأندلسية الشدية والغناء الشعبي الأصيل والفلكلور المحلي والغناء العصري.
 
عيد العنب:
للاحتفال بعيد العنب في المدية تاريخ طويل نظرا لغنى المنطقة بهذه الفاكهة التي تتصدر قائمة المنتجات الفلاحية بها. تحيي المدية هذه العيد كل سنة بعد موسم جني العنب عن طريق لإقامة احتفالات فلكلورية والعاب شعبية تضمن المتعة والفرجة في وسط المدينة، ومسابقات في مختلف المجالات، إلى جانب عرض مختلف أصناف هذه الفاكهة من داتي، موسكة، أحمر بو عمر، فرانة وغيرها.
ما تزال المدية إلى اليوم تحتفل بهذا العيد ضمن معرض الفلاحة للولاية نظرا لطابعها الفلاحي .
 
المولد النبوي الشريف:
عند حلول موعد الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسله، تبدأ العائلات اللمدانية بالتحضير بأحسن طريقة تأهبا لاستقبال هذه الذكرى الشريفة، يتم تحضير طبق تقليدي يتمثل في الكسكس بلحم الخروف والخضر أو الرَّشْتَة، بعد أن تزين البيوت بأفضل طريقة وبأجمل أثاث وأفرشة وأواني، كما يتم إيقاد الشموع بعد تناول العشاء.
يخرج الأطفال للاستمتاع بالألعاب المختلفة التي تعبر عن فرحتهم بإحياء هذه المناسبة، أما البيت فيشهد طقوسا احتفالية عريقة، إذ تقوم الأمهات بتحضير الحناء بماء الزهر، والسكر وتلتف كل العائلة وسط الغناء الشعبي وبعض الأغاني الخاصة بهذه المناسبة ومنها: (( هذا مولد النبي صلى الله عليه وسلم، يحيا من شاف النبي أو را لي صفات عينو كحلة مغنجة والشوشة وتاتو)) ، يتم تخضيب أيدي جميع الحضور من أجل الفال الحسن في هذه الليلة المباركة، أما في اليوم الموالي فيتم إعداد "الطَمِّينَة" وهي عبارة عن دقيق محمص محلى بخليط من العسل والزبدة ويقدم مع مجموعة من الحلويات التقليدية في فطور الصباح، أما بالنسبة للرجال فيقصدون المساجد حيث تتعالى أصواتهم بالمدائح الدينية والتسبيح ويتم أيضا توزيع جوائز تقديرية على حفظة القرآن الكريم.
 
(قلت: ولا تزال العائلات اللمدانية تحتفل بالمولد النبوي بنفس الطريقة)
 
شهر رمضان الكريم:
يتميز شهر رمضان في المدية بجوه العائلي الخاص، فبعد يوم كامل من الصيام تفطر العائلات على أطباق تقليدية خاصة بالمنطقة، أما الطفل الذي يصوم لأول مرة فيلبس أحلى حلة وتقد له الشاربات لتحلية كل أيام صيامه.
السهرات الرمضانية هي تعبير حي عن معاني صلة الرحم وتبادل الزيارات بين العائلات والجيران، حيث تحضر العائلات المضيفة حلويات متنوعة مثل: المْحَنْشَة، الصَّامْصَة، خبز تونس والقطايف والزلابية وكذا مختلف المشروبات، أما الأروع في كل هذا فهي الأحاديث والقصص المتبادلة بين النسوة ، كما يلعبن لعبة "البوقالة" الشهيرة. أما الفتيات فيخرجن إلى الفناء "وَسْطْ الدَّارْ" حاملات الدربوكات ويغنين أجمل الأغاني الشعبية بالمنطقة، فيما تفضل بعضهن الطرز والخياطة والقيام بالأشغال اليدوية ، أم الأمهات والجدات وخاصة في الأرياف فينهمكن في تحضير "المقطفة" أو نسج السجادات والحنابل ومنهن من يفتلن الكسكس من أجل السحور.
تعرف ليلة السابع والعشرون من رمضان احتفالا خاصا بحيث يختم القرآن الكريم في المساجد، وتوزع الجوائز على حفظته، بالإضافة إلى قيام بعض العائلات باختتان أبنائهم في هذه الليلة الباركة.
تحضر الجدات قارورات القطران، وهي عادة في المنطقة، بحيث يتم وضعه في أرجل وأيدي الأطفال خوفا عليهم من مس الجن حسب المعتقدات والتقاليد الشعبية في المدية، هذا إلى جانب تحضير الحلويات التقليدية الخاصة بعيد الفطر المبارك مثل المقروط، الفَنِيدْ، الغْرِيبِيَّة ...الخ
 
( قلت: يعرف أهل المدية بحرصهم على صلاة التراويح في المسجد في شهر رمضان رجالا ونساءً، لذا لم نعد نسمع عن السهرات الرمضانية إلا بعض الزيارات القليلة بين العائلات بعد الصلاة وتناول مختلف الحلويات التقليدية، لا غناء شعبي ولا قصص أو بوقالات. ) 
 
الاحتفال بعيد الدْرازْ "ينّاير":
تحتفل المدية بعيد الدراز ذو الأصول البربرية، بحيث تظهر ملامح الاحتفال بهذا العيد في الأسواق التي تعرض أنواعا من الحلويات في قفف الدوم، والتي لا تجدها في سائر أيام السنة مثل حلوة العنب.
يقوم رب العائلة بشراء الدجاج أو الديك الرومي الذي يذبح في البيت لتحضر به الأطباق المفضلة لدى العائلات، أما في السهرة فتحضر المكلفة بالبيت القصعة أو الجفنة أو صينية كبيرة من النحاس توضع وسط الدار ويوضع المولود الجديد أو أصغر فرد من العائلة فيها، وتفرغ فوق رأسه الحلويات والفواكه، وبعد الفراغ من هذه العادة توزع تلك الحلويات والفواكه على أفراد العائلة تحت وقع الأغاني والطبول المحلية.
 
بالإضافة إلى هذه الأعياد والاحتفالات الشيقة، تحتفل المدية أيضا برأس السنة الهجرية ، وعيد عاشوراء وعيد الأضحى وتحييهم المنطقة كسائر المدن الأخرى من الوطن لتبقى من المدن المحافظة على عاداتها وتقاليدها العريقة.
 
*لمياء
4 - يوليو - 2009
العيون والحمامات    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
العيون:
 
اعتبرت المدية منذ القدم أرضا اختزن باطنها ثروة مائية معتبرة، كانت سببا في استقرار العديد من الأجناس بأرجائها، كما استغل البربر (السكان الأصليون للمدية) هذه المنابع الطبيعية وأطلقوا عليها تسميات ما تزال إلى اليوم مثل : تَلاعِشْت و تِبْحِيرْينْ .
كانت الحمامات الطبيعية قديما في الهواء الطلق حيث يقصدها الناس للتزود بالمياه أو لاغتسال في فصل الصيف، بينما كان البعض يعتقدونها أماكن مباركة وطاهرة تحرسها أرواح طيبة فيقصدونها من أجل التبرك أو بنية الشفاء من بعض الأمراض عن طريق القيام بطقوس معينة كإشعال الشموع أو وضع الحناء.
 
الحمّامات:
 
مثلت الحمامات أيضا قبلة للوسيطات أو الخاطبات اللاتي يتخذن منها وجهة لاختيار العرائس المناسبة أو التعرف على العائلات من أجل قصدهن لخطبة بناتهن، خاصة لكونه ملتقى لمختلف الطبقات الاجتماعية. أما العروس التي بلغت أربعة عشرة يوما بعد زواجها فترافق أهلها وأهل زوجها إلى حمام "الاربعطاش".
أما عائلات المدية فعندما تستقبل ضيوفا من نواحي بعيدة نوعا ما، فتصطحبهم إلى الحمام كرمز من رموز إكرام الضيف وتقديره.
ومن أشهر الحمامات في المدية حمام سيدي سليمان الذي يعتبر الأقدم بالمنطقة، حمام بن قيار وحمام بن تركية وحمام السور.
وعلى العموم فإن عراقة هذه المدينة تسكن كل ركن من أركانها وتعيش كروح غير مفارقة لسكانها مهما تغيرت الأزمان وتطورت جوانب الحياة بأسرها.
 
*لمياء
4 - يوليو - 2009
عادات وتقاليد    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
عادات وتقاليد المدية
 
فكرت في تخصيص ملف للتحدث عن تقاليد أهل المدية وعاداتهم غير أني عدلت عن ذلك حين وجدت أن كثيرا من التقاليد قد صار جزءا من تاريخ منسي، فاسمحوا لي أن أعرض في هذه البطاقات لمحات سريعة عن بعض التقاليد عندنا في المدية مأخوذة عن كتاب "المدية: مهد الحضارة وشذى الأصالة" مع قليل من التصرف، على أن أعود للحديث عن بعضها بمزيد من التفصيل.
وقد ميزت تعليقاتي بلون مختلف من أجل الأمانة العلمية.
*لمياء
3 - يوليو - 2009
منارة الجامع الأحمر (مئذنة الجامع الأحمر)    كن أول من يقيّم
 
منارة الجامع الأحمر:
 
تعد منارة الجامع الأحمر الذي بناه الباشا مراد - وهي كل ما تبقى منه- من معالم الفترة العثمانية بالمدية. وهي منارة اسطوانية الشكل ذات أصول شرقية تركية تمثل المذهب الحنفي، يبلغ طولها 18 مترا، ومساحتها حوالي 10م مربع وتتواجد عند مدخل باب السيد صحراوي القديم جنوب المدينة العتيقة.
*لمياء
16 - يونيو - 2009
خان الخيول    كن أول من يقيّم
 
خان الخيول:
 
على بعد 25كم جنوب مدينة المدية تتواجد بن شيكاو على الطريق الوطني رقم 1، أين يوجد أحد المعالم التاريخية الذي يرجع بناؤه إلى سنة 1858م، وهو خان الخيول الذي يمثل مركزا لراحة المسافرين، ومربطا لجياد القادمين من العاصمة نحو الجنوب، وهو بمثابة الخان عند المشارقة لاتساعه وتوفره على المواصفات التي تؤمن الراحة للنازلين به.
*لمياء
16 - يونيو - 2009
القصر العتيق    كن أول من يقيّم
 
القصر العتيق:
 
يقع القصر العتيق بمدينة قصر البخاري بوابة الصحراء، وقد شيده محمد البخاري الذي تحمل المدينة اسمه، ويعود تاريخ بنائه إلى فترة إنشاء مدينة أشير الصنهاجية أي في  القرن العاشر الميلادي. ويتميز بإستراتيجية موقعه المتميز بحصانة دفاعية ضد الغزوات الخارجية وبوفرة منابع المياه العذبة ومختلف المنتجات الفلاحية إلى جانب تربية المواشي التي كانت مصدرا للتجارة والمبادلات الاقتصادية في القصر، مما جعله في غنا عن النواحي الخارجية محققا بذلك أمن واستقرار أهله.
لقد مثل القصر العتيق قديما ملتقى للتجار، إذا أن تواجده في منطقة التقاء الشمال بالجنوب، جعلهم يلجؤون إليه من مختلف النواحي ويستقرون فيه، كالمغربي سي أحمد التاجر الذي بنا أول مسجد بالقصر وهو اليوم معروف باسم المسجد العتيق، كما استقر به العديد من التجار الميزابيين، وعاش اليهود فيه وشيدوا معبدا لا يزال قائما إلى اليوم.
إن استقطاب القصر للتجار من كل حدب وصوب جعلهم بنقلون إليه بالإضافة إلى سلعهم عادات وتقاليد مجتمعاتهم، مما جعله ملتقى لثقافات وشعوب مختلفة .
خلال العهد العثماني استقر الأتراك بالقصر، فبنوا به إقامات عديدة فاقت أربعين منزلا، وبذلك أصبحت ملامح العمران العربي العثماني جزءا من طراز هندسته إلى جانب اللمسات الأندلسية بعدما كان يميل إلى القصور الصحراوية كونه في منطقة تعتبر شرفة الجنوب الكبير.
من بين الشخصيات الدينية التي برزت في القصر العتيق، شخصية الجليل والعالم القدير محمد الموسوم مقدم الطريقة الشاذولية التي عرفت انتشارا واسعا في شمال إفريقيا على يد هذا الشيخ الفاضل، وصار له العديد من مريدي هذه الطريقة عند دخول الاحتلال الفرنسي إلى المدية سنة 1840م.
شهدت نواحي القصر العتيق ظهور بنايات إدارية وأخرى لإقامة المعمرين ذات طابع أوروبي، كما سلبت الأراضي من أهله ومنحت للكولون، خلال هذه الفترة طرأت عليه العديد من  التغييرات إلا أنها لم تمح ملامح وخصائص هندسته الأصيلة النابعة من تاريخه التليد، كما احتفظت أيضا بتسميات أزقته القديمة، كـزْنِيقة القصورية حاضنة الحركة الوطنية منذ سنة 1840م.
إن عراقة القصر وتنوع الأجناس التي عاشت في أحضانه جعلته يجمع العديد من الفنون المعمارية التي منحته سمات مميزة، حملتها أبواب المنازل ذات الشكل المقوس، ونوافذها الدقيقة التزيين، إلى جانب سقوفها القرميدية الحمراء ذات الأصول الشرقية العربية، وتطل شرفات المنازل على ممرات منعرجة تعكس أشعة الشمس ملطفة في انعراجاتها الهواء في الأزقة الداخلية. مما جعله معلما على قدر من الأهمية في تاريخ مدينة قصر البخاري بوجه خاص والمدية بوجه عام.
*لمياء
16 - يونيو - 2009
عذرا على التأخر    كن أول من يقيّم
 
 
شكرا لكم أستاذ عبد الكريم على المشاركة القيمة، وأعتذر عن تأخري في الرد إذ لم أنتبه لتعليقكم إلا بعد عودتي إلى الملف، وأتمنى أن نرى مشاركاتكم في المجالس قريبا .
*لمياء
15 - يونيو - 2009
معالم وآثار    كن أول من يقيّم
 
تزخر ولاية المدية بالعديد من الآثار التي جعلت منها متحفا متألقا بما خلفته العبقرية الإنسانية من روائع متناغمة مع ألحان الزمان الغابر، فمن رابديوم (الجوّاب) إلى أشير إلى دار الأمير عبد القادر وغيرها من المعالم الأثرية التي يضيع في عمق تاريخها وثقافتها كل متأمل، نجد أنفسنا تائهين في تاريخ الحضارات التي مرت بهذه الأرض الكريمة، منتشين بعبق أصالتها وشموخها.
في ما يلي بعض الأثار التي تفتخر بها ولاية المدية مأخوذة من كتاب "المدية ... مهد الحضارة وشذى الأصالة" مع الكثير من التصرف في الغالب.
 
ملاحظة: تجنبا لكثرة الهوامش لجأت إلى ربط ما يحتاج إلى تعريف من مصطلحات وغيرها من مدن وشخصات برابط إلى موسوعة الويكيبيديا فيكفي بذلك النقر عليها لمشاهدة التعريف. والله ولي التوفيق.
*لمياء
15 - يونيو - 2009
 1  2  3