المفردة رقم 257 بجامع إبن البيطار : { بـردي } = Papyrus كن أول من يقيّم
قال إبن البيطار: " قال سليمان بن حسان : هو { الخوص } ، و تعرفه أهل مصر بــ{ الفافر }[1] . و هو نبات ينبت في الماء ، و له ورق كخوص { النخل } ، و له ساق طويلة خضراء إلى البياض عليه قيقلة كثيرة ، و يتخذ من هذا النبات كـاغــد أبيـض بمصر يقال له " القرطاس " ، فمتى قيل في الطب " قرطاس محرق " فإنما يراد به القرطاس الذي يكون من البردي . قال أبو العباس النباتي : هو معروف في كل البلاد ، و منه النوع المسمى بــ{ الفافر}[1] ، ذكره ديسقوريدس ، و هذا بصقلية موجود ، معروف بها ، أهل البلاد يسمونه { بـبـيـر } بباءين معجمتين في النطق بنقطة واحدة من أسفلها بعدها ياء بإثنتين من أسفل ثم راء . و من هذا النوع من " البردي " كانت تتخذ اقراطيس المستعملة في الطب بالديار المصرية ، و قد جُهلتْ الآن ، و هو عندهم في أماكن . و بصقلية في بركة أمام قصر السلطان ، و فيه شبه من " البردي " ، إلا أن ورقه و سوقه طوال مستديرة خضر في غلظ عصا الرمح الصغير ، نحو القامة أو أكثر ، و هي خوارة مفرقة تتشظى إذا رضت إلى شظايا دقيقة ، و ربما صلحت أن يصلح منها الأرشية . و فيها قوة و على أطرافها رؤوس مستديرة ضخمة كأنها رؤوس { الثوم الكراثي } إلا أنها أضخم ، عليها هدب ذهبي اللون مليح المنظر.
و صفة عمل القرطاس عند المصريين في الزمان الأول : كانوا يعمدون إلى سوق النوع ، يشقونها بنصفين من أولها إلى آخرها ، و يقطعونها قطعا قطعا و يوضع كل قطعة منها إلى لصق صاحبتها على لوح من خشب أملس ، و يأخذون ثمر { البشنين }[2] و يلزجونه بالماء ، و يضعون تلك اللزوجة على القطع و يتركونها حتى تجف جداً ، و يضربونها ضربا لطيفاً بقطعة خشب شبه الأرزية صغيرة حتى تستوي من الخشن فتصير في قوام الكاغد الصرف الممتلئ ، و يستعملونه في العلاج . قال ديسقوريدس في الأولى : { بابورس }[3] ، و هو { البردي } و منه تعمل القراطيس . قال جالينوس في السادسة : هذا النبات ليس يستعمل في الطب وحده ، لكنه متى نقع و أحرق صار نافعا . و ذلك أنه إذا نقع في الخل و الماء و الشراب أدمل الجراحات الطرية إذا لف عليها كما تدور ، إلا أنه في هذا الموضع إنما يقوم مقام مادة من المواد القابلة للأدوية الشافية ... و قال ديسقوريدس : و قد تستعمله الأطباء إذا أرادوا فتح أفواه النواصير [4]. فإذا أرادوا استعماله ، بلوه أولا بالماء ثم لفوا عليه و هو رطب كتانا و تركوه حتى يجف ، ثم أدخلوه في النواصير ، فإذا أدخل فيها و انتفخ يفتحها . و أصله يغذو غذاءً يسيرا ، و قد تمتصه أهل مصر و يطرحون ثفله ، و قد يستعملونه بدل { القصب }. و البردي إذا أحرق إلى أن يصير رمادا و استعمل منع القروح الخبيثة التي في الفم و في سائر الأعضاء من أن تسعى في البدن . و القرطاس امحرق أقوى فعلا من { البردي} المحرق . سليمان بن حسان : و القرطاس إذا أحرق و أدخل في السنونات [5] قبض اللثة قبضاجيدا و منع سيلان الدم منها . و إذا ذر على القروح و السحج المتولد عن الخف في العقب نفع من ذلك . كتاب المنهاج : رماد القرطاس يمنع نزف الدم ، و ينفع من السعفة[6] و الرعاف ، و ينقي القروح من المعدة إذا شرب منه درهم ، و ينفع من قروح الرئة مع ماء السرطانات النهرية [7] المطبوخة . قال إبن سينا : رماد القرطاس يمنع نزف الدم من الصدر . قال الغافقي : رماد القرطاس قد ينفع في الحقن النافعة لقرح الأمعاء فينتفع به. و إذا استنشق دخانه نفع من الزكام . قال ماسرجويه : و { البردي } إذا مضغه آكل الثوم و البصل أو شارب النبيذ قطععنه رائحته . قال مسيح : و { البردي } مبرد في الدرجة الثانية ، ميبس مقبض باعتدال . قال أحمد بن أبي خالد : و قد يدق ورقه الأخضر ويسقى عصيره للطحال فينتفع به أيضا "./هـ....إنتهى ما نقل من الجامع لإبن البيطار .
و علق لوكليرك على ترجمته لمادة هذه المفردة بقوله ـ النص فرنسي و الترجمة لي ـ :" يمكن الإطلاع على دراسة لكونت Caylus فيAcadémie des inscriptions ' Mémoires de l لعام 1771 . و يوجد { البردي } حتى الآن بصقلية ، بالقرب من Syracuse [ عن Knight's Normans in Sisily , p.140 :] .
....الهامش : [1] يكتب في النسخ المتداولة على شكل [ الغافر ] الغين ، و التصحيح عن لوكليرك . [2] البشنين = Nymphea . [3] تكتب في النسخ المتداولة من الجامع على شكل [ بانورس ] بالنون ، و الصحيح [ بابورس ] بالباء ، و هو تعريب papyrus ، عن لوكليرك . [4] = fistules ، عن لوكليرك .[5] معجون الأسنان. [6] السعفة = قروح تخرج على الوجه و الرأس ، تورث القرع و تسمى " داء الثعلب " . [7] Crabe de rivières =
و نجد في كتاب " تفسير كتاب ديسقوريدس " لإبن البيطار أيضا : { فافورس } = هو { الفافير } ، و هو { الـبـَرْدِيُّ } ، و منه كانتصنع القراطيس بمصر في قديم الزمان. و إذا قالت الأطباء " قـرطاس محرق " ، فإنما يشيرون به إلى القرطاس المتخذ من { البردي } . و ذكره جالينوس في الثامنة "./هـ...
و يعرف د. أحمد عيسى هذا النبات في معجمه بقوله : Cyperus papyrus L. = بـردي ـ بردية ـ حـفـارة ـ حـفـأ ـ لـوئـي ـ قِـرطـاس مصر [ سمي كذلك لأنه كان يعمل منه الكاغدالذي يكتب فيه قديما ] ـ حصير ـ خـوص ـ وقـيـد ـ كاغد هندي [ المغرب ] ـ الـغِـريَف ـ ورق حشيش ـ فـافـيـر ـ بـابـيـر ـ بـابـورس [ يونانية ] ـ السَّـقـِيّ [ لنباته في الماء أو قريبا منه ] ـ لـقِـنْـصِـف [ البردي إذا طال ] ـ الـخـَضَـد [ ما تكسر و تراكم من البردي ] ـ الـقِـنـَفـْخـَر [ أصل البردي ] ـ الـعـُـنـْـقـُـر [ ساقها ] ـ الـسـَّريـر [ شحمة البردي التي تؤكـل ] ـ خـُراط ، خـراطى ، خـريـطى [ واحدتها خـُراطـة ] . من فصيلة السعديات Cyperacées . من أسمائه المرادفة W. Papyrus antiquorum ، و Papyrus domesticus Poir. . من أسمائه الفرنسية Jonc du Nil ، و Papier du Nil ، و Papyrus ، و Souchet à papier . و من أسمائه الإنجليزية Papyrus ، و Nile papyrus ./هـ....
و قال عنه الأمير مصطفى الشهابي في معجمه الزراعي : بـَرْدي = Cyperus papyrus ، Souchet à papier [ { بـبِّيــر } في بعض أنحاء الشا . نوع مـائـي يوجد منه في مـناقـع الـحَـوْلـة ، كانوا يصنعون ورق البردي من لحائـه ]./هـ... |