دار الأمير عبد القادر كن أول من يقيّم
دار الأمير عبد القادر: دار الأمير عبد القادر هي إحدى المعالم التاريخية الثقافية والتحف الهندسية الرائعة التي تزخر بها ولاية المدية. بنيت هذه الدار على يد آخر بايات بايلك التيطري مصطفى بومزراق بين 1819 و 1829، وتشبه إلى حد كبير القصور العثمانية بقصبة الجزائر. وهي اليوم موجودة بالمدينة العتيقة بالمدية جنوب باب الأقواس. تم تشييد العديد من المرافق التابعة لإقامة الباي بومزراق مثل الجامع المالكي المحاذي لدار، والذي يصله به نفق يستعمله الباي وحاشيته من أجل الذهاب إلى المسجد لتأدية الصلاة. في سنة 1815م استمل الأمير عبد القادر هذه البناية كمقر سياسي وقيادة لأركانه، كما احتضنت لقاءات بالغة الأهمية لتحضير معاهدة التافنة، واستخدمت أيضا كورشة لصناعة الأسلحة. عند دخول الجيش الفرنسي إلى المدية استولى على دار الأمير عبد القادر وتحولت منذ ذلك الحين إلى مقر الحاكم الفرنسي. وقد أدخلت على هذه البناية خلال الفترة الاستعمارية تعديلات وتغييرات على الطابع الأصلي لها، ليمنح القسم الجنوبي منها طابع الهندسة الأوربية. تقدر مساحة دار الأمير بـ 880م2، وتضم ساحتين خارجيتين، الأولى شمالية وثانية شرقية، وطابقين : الأرضي ويحتوي على صحون داخلية محاطة من جوانبها الأربعة بأقواس متوسطة العلو، وأروقة تشرف عليها أبواب الأجنحة في الطابق العلوي والسفلي. وهي ذات طابع عربي تركي محض. الهندسة المعمارية لدار الأمير عبد القادر أو بالأحرى دار مصطفى بومزراق مستوحاة من البنايات المتوسطية، خاصة في التفاصيل الداخلية التي تظهر في الفناء والغرف، وقد اعتمد فيها على جدران سميكة تتحمل ثقل سقوفها التي عادة ما تحمل قبابا، بنيت أساسا من الحجارة والآجر الصيني الممزوج بالجير والرمل. و تحتوي الدار على قطع وتحف نادرة منها الساعة الشمسية المعلقة بالجهة الجنوبية إلى جانب الأعمدة الخشبية . في أعالي المدية يوجد حوش الباي الذي بني سنة 1820م، وهو أحد لواحق إقامة الباي مصطفى بومزراق، ويمثل ملاذا صيفيا للباي، ومنتزها خاصا به لكونه محاطا ببساتين خضراء سندسية، وحدائق فردوسية. ويتكون من قسمين، أحدهما خاص بالباي، وثانيهما من أجل العامة. وهو من مخلفات الفترة العثمانية بالمدية، ونموذج للحدائق الفاخرة التي تطلبتها رفاهية آخر بايات التيطري، وإن أوحى ذلك بشيء فإنما يوحي بزخم التراث المعماري بمختلف نماذجه في الفترة العثمانية بالمدية وثراء مؤهلاتها الثقافية والسياحية. تنتشر المعالم التاريخية في مختلف أرجاء المدية، فبالإضافة إلى ما ذكرناه نجد باب الأقواس الذي يعتبر أحد معالم المدينة العتيقة، ويقع شمال شرق قصبة المدية، على سهل مرج شْكِيرْ وبَزِّيوَشْ، ويطلق اسم باب الأقواس على مجموعة القنوات المائية التي يعود تشييدها إلى الفترة الرومانية والتي هي بمثابة الشرايين التي توصل الماء إلى مختلف أنحاء المدينة، وقد استغلها زيري بن مناد عندما أعاد تشييدها، كما استفاد منها العثمانيون خلال فترة تواجدهم بها. |