البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : المدية ، في مرآة التاريخ    قيّم
التقييم :
( من قبل 7 أعضاء )

رأي الوراق :

 لمياء 
27 - ديسمبر - 2007
 
احترت في أي المجالس أحط الرحال، فالمدية كانت التاريخ والجغرافيا لا جزئا منهما، وتجاوزت كونها الملهمة فهي الشاعر والأديب ، ومهما طال بي الوصف فإني لن أوفيها حقها مهما حاولت ، فلا يسعني الآن إلا أن أقول : أهلا بكم في مدينتكم !!
وقد فكرت طويلا في مقدمة مناسبة فلم أفلح ، وحاولت أن أبدأ بوصف بسيط فلم تطاوعني الكلمات، فإن كان علي تقديم لمحة بسيطة عنها كتمهيد ، فاسمحوا لي أن أنقل تعريفا موجزا لها من موسوعة وكيبيديا :
 
يقدر عمر المدية بألف عام أو يزيد، فالمدية عاصمة بايلك التيطري يعود تاريخها إلى عهد قديم أي حوالي 350هـ، بحيث قال أحد المؤرخين (المدية عتيقة قديمة،وأن المدية سبقت بني زيري وأنها أقدم من أشير…فقد تداولت عليها عدة حضارات وسكنتها الكثير من الشعوب، والمدية اليوم من بين ولايات الجزائر تتوفر على منتوج ثقافي، سياحي،وتاريخي وهي تقاطع مدينة تلمسان في عدة تقاليد لتشابه أنماط المعيشة لدى سكانها وطريقة عمرانهم، وأسلوب حياتهم، و من الشخصيات التى ولدت و ترعرعت بالمدينة الشيخ ابن شنب وفضيل اسكندر، كما أنها كانت عاصمة الولاية الرابعة في حرب التحرير ضد المستعمر الفرنسي.
 
وتقع ولاية المدية في الأطلس التلي، وتتربع على مساحة قدرها 8700 كلم2 وعلى ارتفاع 920 م من سطح البحر وتبعد عن العاصمة(الجزائر) 88 كلم2 شمالا.
إداريا: تضم الولاية 64 بلدية و 19 دائرة ،تحدها من الشمال ولاية البليدة و من الجنوب ولاية الجلفة و من الشرق ولايتي المسيلة و البويرة و غربا ولايتي ولاية عين الدفلى و تسمسيلت .
 
تعتبر الولاية بفضل موقعها الجغرافي همزة وصل بين الساحل والهضاب العليا ،بحيث تمتاز بشتاء بارد. و صيف حار ،و تسمى بوابة الأمطار بحيث تصل نسبة الأمطار فيها من 400 إلى 500 ملم سنويا. وهي تعرف بتساقط الثلوج .
وهي ذات طابع فلاحي رعوي إذ تقدر الأراضي الفلاحية بمساحة 341.000 هكتار ومساحة غابية تقدر ب161.885 هكتار، تتوفر على إمكانيات حقيقية للنشاطات الاقتصادية المتعددة وخاصة السياحية منها .
 
هذا وللحديث بقية  ...وإلى حين اللقاء ، تقبلوا مني سلامي        
 
 
 1  2  3  4 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
فيا سان خورخو - الحسيمـة -    كن أول من يقيّم
 
الحسيمة في ذاكرة أحد أبنائها الإسبان


ولد "بلاسيذو روبيرو ألفارو" في فيا سان خورخو-الحسيمة بالمغرب سنة1944، حيث عاش بها إلى غاية مارس 1968، ويعتبر أحد أبناء الحسيمة البارين، وهو"الإسباني الريفي" كما يقول عن نفسه في العديد من اللقاءات، شاهد على نشوء وتطور المدينة. ومن خلال اعتزازه القوي بالاٍنتماء للمدينة-الأم و اهتماماته المتزايدة بفيا سان خورخو-الحسيمة فقد استمر في زياراته المتواصلة لمسقط رأسه ليحكي ذكرياته وتجاربه و يقدم أبحاثه المنجزة حول الحسيمة والريف. و يأتي كتاب "الحسيمة تاريخها في صور" كوثيقة تاريخية معززة بالصور لتسلط الأضواء على الجوانب المتحولة في تطور المدينة. صدر الكتاب عن مطبعة "كاربخال. ش. ق".-إسبانيا-.الطبعة الاْولى 2002. ترجمه إلى العربية الأستاد محمد أزيرار.
يستهل الباحث في تاريخ الحسيمة حديثه بوصفه للنقطة الجغرافية-الحسيمة حيث وقعت الأحداث التي كانت وراء ذكرياته.
...إلى حدود سنة1925، في المنطقة حيث تقع الآن مدينة الحسيمة "فيا سان خورخو حتى1956" لم يكن يوجد سوى سهوب و كثبان رملية هائلة، قد أتعبتها رياح الوحدة، لا شجر فيها و لا عشب إلا من بعض نبات الحلفاء الضعيف ونخيلات متفرقة، و لا حيوانات إلا من سرطانات البحر في محاجرها، والنوارس المعشعشة في جحور صخور الخليج.
على هذه الكثبان الرملية القاحلة، نشأت المدينة السعيدة فيا سان خورخو/الحسيمة. المدينة التي نشأت بالصدفة في هذا الموقع الجغرافي و من غير أن يكون ذلك متوقعا. لم يكن نشوء المدينة منتظرا ولا متوقعا، لقد نشأت بفضل مواظبة و مثابرة حفنة من الأسر التي بنت على هذه الأرض اليابسة الجدبة منازل وشوارع ومدارس وحدائق وأشجارا وورودا وكنائس ومساجد...، والأكثر من هذا، تمكنت هذه الأسر من التآخي والتعايش واحترام سكان وأهالي هذه الأرض، فوفروا لهم العمل والصداقة والثقافة واحترموا عاداتهم وعقائدهم.
الحسيمة هي المدينة الوحيدة التي أنشئت، حسب الشكل الجديد للحماية الإسبانية في المغرب، على غرار أي بلدة إسبانية في الأندلس، بدون "مدينة قديمة"، و لا "ملاح"-حي يهودي-، ولا "قصبة"، وساكنة متداخلة. هذه التي تختلف تماما عن باقي المدن المغربية، مما أضفى عليها طابعا مزدوجا لميلادها المزاوج بين الثقافة الإسبانية والثقافة المغربية.
نعم، بالطبع كل شيء بدأ إثر نزاع حربي، أدى إلى انشقاق وتمزق بين الشعبين في إطار حدث من أهم الأحداث التاريخية في القرن العشرين. و على الرغم من ذلك، فإن المدينة، خلال نشوئها ألفت بين سكانها وثقافتهم بغَضّ النظر عن أصولهم أو انتماءاتهم الاجتماعية. لا أحد ينسى مروره من هذه البلدة الواقعة في منتصف الطريق بين مليلية و سبتة، حيث تتشابك التقاليد والأديان والثقافات. إن البلدة التي أصبحت مدينة لم تكن تماما إسبانية ولا مغربية. كانت بلدة "متميزة" عالمية، وحديثة، وسعيدة، وكريمة، وأثرا حيا لا يمحى في قلوبنا لا يمحي.
نشأت المدينة تحقيقا للآمال الكبيرة للسكان المدنيين الأوائل، الذين فكروا منذ البداية، أنه في المستقبل القريب، حينما ستتوفر المدينة على الميناء والطرق، ستصبح المدينة البوابة الطبيعية لصناعات مدينة فاس وخشب كتامة، و حينئذ ستصبح المركز التجاري والفلاحي للريف.
بحلول عام 1930 أصبحت المدينة تتوفر على كل المرافق الأساسية، بحيث تتوفر على إدارة مستقلة، وخدمات اجتماعية مدنية. كما عاشت المدينة ما بين 1944 و1955 سنوات من الازدهار والرخاء أنستها، نسبيا، جروح الحرب الأهلية وآلامها، وعادت المدينة إلى حياتها العادية، وعاد السكان إلى عاداتهم التي افتقدوها خلال ثلاث سنوات تقريبا. ومن مظاهر هذا الازدهار والرخاء:
_توفر المدينة على تسعة معامل لتصبير الأسماك مع وفرة اليد العاملة.
_استمرار أأعمال البناء والإنشاء في الميناء.
_تدشين الملعب البلدي.
_مشاركة ألمع فناني تلك الفترة في الأنشطة التي عرضت في السينما الكبير، و من بين هؤلاء المغني المشهور أنطونيو مولينا، و المغني الإسباني الكوبي أنطونيو ماشين المغني.
في فيا سان خورخو وفي المغرب، في الحقيقة، كنا حينئذ، نحن سكان فيا سان خورخو، عبارة عن قطع منفصلة من إسبانيا. قطع وأجزاء من وطننا الأم في المغرب.
بالنسبة لمصارعة الثيران، جلبت الثيران من مزرعة مشهورة لتربية الماشية في إشبيلية، واستقدم إلى المدينة مصارعون من الدرجة الأولى آنذاك. وكذلك الأمر فيما يخص حفلات "الفاياس"، فقد اتسمت بخيال واسع فيما يخص صنع الدمى الممثلة لأهم الشخصيات بالمدينة التي، بعد عرضها لعدة أيام أمام السكان وآرائهم و انتقاداتهم، أحرقت كما كان محددا ليلة 19 من مارس على فرقعة الألعاب النارية الجميلة. كل ذلك، أصبح ذكرى، خاصة بالنسبة لأولئك الذين هم مثلي، كان لنا الحظ الكبير لمعايشتها و تذكرها و إيصالها إلى الآخرين.
كانت فيا سان خورخو مدينة عالمية و بهيجة، تزدحم بالسكان الذين قدموا من مختلف الأقاليم الإسبانية. و قد تكاملت و تمازجت عاداتنا القديمة في هذ الجزء الجميل من الأرض الإفريقية.
كانت الحفلات والأعياد الإسبانية أو المغربية مناسبات لتباهي وافتخار سكان المدينة. ومن الحفلات المشهورة، الأعياد الميلاد الدينية، وملوك الشرق السحرة، ووالقديس يوسف، و العذراء كارمين، و الاحتفالات الشعبية لنهاية السنة، و كرنفالات 18 يوليوز. و يشارك في هذه الحفلات المغاربة و الجالية اليهودية، كما يشركوننا نحن "إروميين"-المسيحيين- في حفلاتهم خلال شهر رمضان وغيرها من الحفلات الإسلامية و اليهودية..

الكاتب هو أحد هؤلاء "الإسبان الريفيين" القلة، الذين شهدوا ثلاثة أجيال من عمر فيا سان خورخو-الحسيمة، فقد كان أجداده، من الأب والأم، من المدنيين الأوائل الذين وصلوا في أواسط ديسمبر1925 إلى هذه الأرض. و قد حملته خطوب الدهر، في مارس1968 إلى الضفة المقابلة حيث "مالقة" الموجودة جغرافيا على بعد بضع كيلومترات. وعلى الرغم من ذلك، فإن الكاتب لا تفصله عن الحسيمة، في الواقع، سوى حدوده النفسية.
كانت، تقريبا، ثلاث وأربعون سنة من التعايش المستمر، وثلاثة أجيال، و ثلاث ثقافات من الحب لأرضنا، ومدينتنا، وأهلنا.
جزء من هذه الروايات الملخصة لتاريخ مدينتي، وصلتني على لسان من هو أكبر مني، و أخرى لحسن الحظ، عشتها، و شاهدتها، و شاركت فيها،...لكي أتمكن من روايتها.

   عن موقع المرساة
*abdelhafid
2 - فبراير - 2008
من مدن الجزائر العريقة مدينة المدية    كن أول من يقيّم
 
المدية تاريخيا


إن الحديث عن تاريخ ولاية المدية العريقة يعود إلى تلك الفترات المتعاقبة التى مر بها الشمال الإفريقي من فينقيين ورومان ووندال وبيزنطيين ومن بعد ذلك الفتح الإسلامي والوجود العثماني، ولكل مرحلة من هذه المراحل آثارها التاريخية والمادية

وإن كان هناك من يحاول أن يربط تأسيس العديد من مدن الولاية بالفترة الرومانية مستدلين ببعض التسميات التى كانت تطلق على هذه المدن مثل لمبدية أو ( رابيدوم) (جواب)= وهو إسم لأحد بلديات الولاية حاليا أو ثناراموزاغاسترا (البرواقية)=بلدية في الولاية حاليا أو سونازا (سانق) =أحدى بلديات الولاية وغيرها فإن كثير من المؤرخين يؤكدون وجود المدية قبل الرومان وأن أصل " لمبدية" بربرية وتعني العلو والأرض المرتفعة وهناك أسطورة تقول بأن الملائكة هي التى حملت هذه المدينة من البلاد القديمة وو ضعتها على سفح الأطلس، ومن هنا قال عنها الشاعر أحمد بن يوسف الملياني:

أيتها المدية يامن حملتك الملائكة

لو كنت إمرأة لما تزوجت سواك

حين يحل الشر بأبوابك

تطردينه قبل أن يحل المساء

وقال عنها المؤرخ الإسباني مرمول: إن المدية عتيقة قديمة وقد سبقت بن زيري وأنها أقدم من أشير، أما إبن خلدون فقد قال عنها هو إسم بطن من بطون صنهاجة وقد إستولى عليها محمد إبن القوي أيام بني عبد الواد).

وفي القرن العاشر للميلاد ومع ظهور الفاطميين أسس زيري بن مناد دولة الزيريين ولما تسلم حكم تيهرت من يد الفاطميين أذن لأبنه بولغين بتأسيس ثلاث مدن بين 360-350 هـ وهي:

المدية ، الجزائر، ومليانة.

والحقيقة أن بولغين لم يؤسس هذه المدن وإنما وسعها وجعل منها مراكز إشعاع حضاري ، وبين القرنين السادسعشر والتاسع عشر عرفت المدية الحكم العثماني ونظرا لموقعها الإستراتجي فقد أختيرت لتكون عاصمة بايلك التيطري وتداول على حكم البايلك 18 بايا، ومع دخول المحتل الفرنسي تعرضت ولاية المدية على غرار كل المناطق الجزائرية إلى حملات ما بين 1830 إلى1840 وصارت المدية من اهم مراكز الجهاد حيث اتخذ منها الأمير عبد القادر وخليفته محمد بن عيسى البركاني المداني مركزا استراتيجيا حربيا وسياسيا، وسقطت بعد مقاومة باسلة اعترف بها قائد جيوش المحتل"كلوزيل"

ومع إندلاع الشرارة الاولى لثورة أول نوفمبر من سنة 1954م كانت ولاية المدية في الطلائع الأولى لتلبية النداء ،وقد جعل منها مؤتمر الصومام عاصمة للولاية الرابعة التاريخية، وقدمت كغيرها من ولايات الوطن قوافل من الشهداء والأبطال الذين مازالت الأجيال تتغنى ببطولاتهم وتصحياتهم الى اليوم، أمثال العقيد سي أمحمد بوقرة وسي الطيب الجغلالي وسي لخضر حمدان وإمام الياس وأحمد أرسلان وغيرهم من الشهداء الذين قارب عددهم الألفي شهيدا بعاصمة الولاية وحدها، وهاهي اليوم ولاية المدية تخوض معارك التنمية بخطى ثابتة وعلى جميع الجبهات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية.

والحديث عن أعلام المدية يطول لأنها أنجبت الكثير من العلماء منهم من يعرف ومنهم من هو في قائمة المنسيين

وأذكر من بينهم الدكتور العلامة محمد بن شنب الغني عن التعريف، والعالم الجليل الشيخ الفضيل أسكندر، والشيخ مصطفى فخار، والشيخ طبال بن علي وغيرهم كثير

وسوف أخصص بحول الله موضوعا عن أعلام الولاية البارزين ونبذة من سيرهم.

*من كتاب مدن وثقافة المدية كنوز ورموز بتصرف*
abdelkrim
28 - يناير - 2009
عذرا على التأخر    كن أول من يقيّم
 
 
شكرا لكم أستاذ عبد الكريم على المشاركة القيمة، وأعتذر عن تأخري في الرد إذ لم أنتبه لتعليقكم إلا بعد عودتي إلى الملف، وأتمنى أن نرى مشاركاتكم في المجالس قريبا .
*لمياء
15 - يونيو - 2009
معالم وآثار    كن أول من يقيّم
 
تزخر ولاية المدية بالعديد من الآثار التي جعلت منها متحفا متألقا بما خلفته العبقرية الإنسانية من روائع متناغمة مع ألحان الزمان الغابر، فمن رابديوم (الجوّاب) إلى أشير إلى دار الأمير عبد القادر وغيرها من المعالم الأثرية التي يضيع في عمق تاريخها وثقافتها كل متأمل، نجد أنفسنا تائهين في تاريخ الحضارات التي مرت بهذه الأرض الكريمة، منتشين بعبق أصالتها وشموخها.
في ما يلي بعض الأثار التي تفتخر بها ولاية المدية مأخوذة من كتاب "المدية ... مهد الحضارة وشذى الأصالة" مع الكثير من التصرف في الغالب.
 
ملاحظة: تجنبا لكثرة الهوامش لجأت إلى ربط ما يحتاج إلى تعريف من مصطلحات وغيرها من مدن وشخصات برابط إلى موسوعة الويكيبيديا فيكفي بذلك النقر عليها لمشاهدة التعريف. والله ولي التوفيق.
*لمياء
15 - يونيو - 2009
مدينة آشير    كن أول من يقيّم
 
آشير:
 
تقع مدينة آشير الأثرية في منطقة عين بوسيف على سفح جبل الكاف الأخضر شرق مدينة قصر البخاري، ويعود تاريخ تأسيسها إلى سنة 936 م على يد زيري بن مناد الصنهاجي، حيث شرع في بنائها بعد أن أذن له الخليفة الفاطمي أبو القاسم القائم بذلك إثر مؤازرته في الغارات ضد الرستميين وقبائل الزناتة في الغرب الجزائري، وهي أيضا مكافأة له على ولائه للفاطميين.
 
كان اختيار زيري لهذا الموقع لمدينته لكونه أعلى قمة في جبل الكاف الأخضر، على علو 1400م عن مستوى سطح البحر، ولوفرة المنابع العذبة التي هي أساس قيام الحضارات فيه، حيث يشكل موقع أشير حصنا منيعا يقيها الهجمات الخارجية كما يمنحها إمكانية مراقبة كل السهول المحيطة بها.
 
مر بناء المدينة بمراحل ثلاثة هي: اختيار الموقع، بناء الأسوار ثم تشييد القصور والحمامات وغيرها من متطلبات الحياة في مدينة أشعت بحضارتها خلال القرن العاشر وذاع صيتها في كل أقطار الدول والأمصار العربية. وقد أحضر زيري لبنائها أمهر الصناع والبنائين من سوق حمزة بالبويرة، مسيلة وطبنة، كما أمده أبو القاسم بأبرع مهندس معماري ليخطط له المدينة ومختلف قصورها الفخمة، ولم يكن لهذا المعماري كما أجمع ابن خلدون والبكري والوزاني وغيرهم من يضاهيه أو ينافسه مهارة في كل إفريقية، التي يقصد بها تونس وشمال المغرب الأوسط. أحضرت مواد البناء من بقايا المدينة الرومانية وهذا ما يتضح جليا عند مشاهدة آثار هذه المدينة التي ما تزال قائمة حتى اليوم. بعد الفراغ من بنائها أحضر من يعمرها من سكان طبنة والمسيلة، وبذلك دبت الحياة فيها.
 
وقد تميزت الحياة الاجتماعية والثقافية فيها بالازدهار والرقي في هذه المدينة التي كانت قبلة للعديد من الرحالة، المؤرخين والشعراء ، حيث زارها البكري فذهل بجمالها وقال: (أشير مدينة جد مهمة، وليس في تلك الأقطار ما هو أحصن منها ولا أبعد متنا ولا مراما ولا يوصل إلى شيء منها بقتال إلا في موضع يكفي لحمايته عشرة رجال وهو في شرقها ويؤدي إلى عين مسعود...هي محاطة بجبال عالية وداخل المدينة تجري المياه العذبة من عينين يجهل عمقهما..)
 
كانت الحياة الاقتصادية والمعاملات التجارية فيها تعتمد على المقايضة بالمواشي والإبل مقابل ما يحتاجه السكان، مما جعل زيري يفكر في طريقة أكثر تطورا، فأذن له الخليفة الفاطمي بصك عملة نقدية من ذهب وفضة باسمه، وجعل يوزعها بين سكان المدينة لتصبح أساس المبادلات التجارية التي تميزت هي الأخرى بالازدهار، لتزيد من رفاهية أشير التي باتت محل إعجاب ما جاورها من أقطار.
 
عرفت أشير عاصمة الصنهاجيين في عهد بلكين توسعا كبيرا بما شيده فيها من قصور وحمامات ومنازل امتدت إلى المناطق الغنية بالماء، خاصة بتزايد عدد سكانها، وبذلك أصبحت أشير تضم ثلاث مدن هي: المدينة الغربية التي تقع قرب عين بوسيف وتسمى منتزه بنت السلطان، والمدينتان الشرقيتان وهما يشير وبنية التي تضمنت مسجد المدينة.
 
اعتبرت أشير منذ نشأتها قلعة إستراتيجية في قلب بلاد المغرب، ونقطة مركزية في مسار القوافل التجارية، وقبلة ثقافية وعلمية، حيث أنها من أهم مدن المغرب الأوسط في القرن العاشر الميلادي. وما تزال إلى اليوم محتفظة بملامح هذه المدينة الحضارية التي ضاهت في نمط عمرانها وتفاصيل مبناها مدينة القيروان بتونس، والتي مثلت روح الحضارة الصنهاجية التي سكنت الكاف الأخضر.
*لمياء
15 - يونيو - 2009
رابيديوم (الجواب)    كن أول من يقيّم
 
رابيديوم:
تتواجد مدينة رابيديوم الرومانية ببلدية جوّاب على بعد 75كم عن مقر ولاية المدية، تتربع هذه المدينة على مساحة قدرها 10هكتار، وتتوسط سهول جوّاب بين عدة مراعي خصبة وأودية محصنة بالجبال من كل النواحي.ويعود تاريخ تشييدها إلى سنة 122م وقد كانت تمثل إحدى أهم مدن موريطانيا القيصرية، خاصة لوقوعها بمعبر يربط بين يول (شرشال) وقرطاج بتونس.
 
كانت رابيديوم في البداية مجرد مركز عسكري إلا أنها تحولت بعد ذلك إلى مدينة جمعت مختلف طبقات المجتمع الروماني، وعاشت بها الجاليات والتفت حولها العديد من القرى ذات الطابع الفلاحي، لخصوبة معظم أراضيها الفلاحية وقربها من مجاري المياه العذبة، وبذلك تشكلت تجمعات سكنية عند أسوارها وتعايش الرومان فيها مع البربر تحت النظام العسكري.
 
نشبت بـرابيديوم العديد من الثورات التي قادها "تَاكْفارِيناسْ" ضد الوجود الروماني ، إلى جانب ثورة "فاركس" سنة 260م، وثورة "فيرموس" سنة 372م ، التي امتدت إلى غاية يول عاصمة موريطانيا القيصرية، مما أدى بالرومان إلى ضم هذه المدينة ضمن خط الليمس الدفاعي توخيا لخطر البربر، وحماية لمصالحهم بهذه المنطقة.
 
كانت رابيديوم تشبه إلى حد بعيد مدينة روما في نظام الحياة بمختلف أوجهها، وقد تراوح عدد سكنها بين 6000 إلى 8000 نسمة، أما نظام حكمها فقد مثله مجلس بلدي يقوم مقام مجلس الشيوخ، وحاكمان بلديان ينتخبان لمدة عام، وهما بمثابة قناصل، ويسهر على شؤونها المالية وكيلان مكلفان بالأمور الاقتصادية ، أما الأسواق والطرقات فيسيرهما عضوان بلديان يرتديان حلة بيضاء ويجلسان فوق كرسيين من العاج. وقد احتوت الكتابات التاريخية التي عثر عليها في هذه المدينة أسماء فرق بالغة الأهمية سكنت رابيديوم، مثل فرقة الكومصارادوم، وفرقة الرتراكوم، وهذا ما يفسر أهمية مدن الليمس ودورها الدفاعي ضد الهجمات الخارجية على حدود نفوذ الامبراكورية الرومانية.
 
لا يختلف التصميم العام لمدينة رابيديوم في تفاصيله عن مدن خط الليمس الرومانية، فقد تضمنت خندقا تتخلله أسوار وأبراج وحصون مبنية بحجارة ضخمة سميكة، أما أحياؤها الداخلية فمتصلة ببعضها البعض بشبكة من الطرقات، أما المدينة ككل فهي محاطة بسور ضخم بني سنة 167م، ويتضمن ثلاثة أبواب أهمها الباب الشمالي، ويفصل بين الشوارع الداخلية جدران متوسطة العلو بكل منها باب وبروج رباعية الشكل تضمن حراسة المدينة وكل أحيائها.
تتزود رابيديوم بالمياه عن طريق قناة تشكل مجرا مائيا يبلغ عرضه 0.15م يصل المدينة بالنبع المائي الذي يبعد عنها بحوالي كيلومترين شرقا.
 
وما تزال آثار هذه المدينة الرومانية قائمة إلى اليوم بجُوّاب ، و تبين الزخارف والكتابات خلال الفسيفساء التي حملتها التوابيت وشواهد القبور وبعض القلال التي عثر عليها الباحثون مدى رقي الحياة الحضارية فيها.
*لمياء
15 - يونيو - 2009
خربة السيوف    كن أول من يقيّم
 
خربة السيوف:
 
قبل أن نتحدث عن المدينة الرومانية المتواجدة بأولاد هلال لابد من الإشارة إلى أن كلمة خربة تعني عند علماء الآثار الأطلال وبقايا المدن الرومانية.
 
كانت خربة السيوف في العهد الروماني عبارة عن حصن عسكري تحول فيما بعد إلى مدينة توحي آثارها إلى رقي وتطور الحياة فيها. كانت المدينة الممتازة بالموقع العسكري الدفاعي الاستراتيجي محمية بأسوار ضخمة مغروسة في باطن الأرض وبأعمدة سميكة تتواجد على طول محيطها أبراج رباعية الشكل لمراقبة الأنحاء المجاورة، كما تتضمن المدينة المتواجدة بها منابع مياه معدنية تفجرت من صخرة تظهر جلية بهذه المدينة التي تبلغ مساحتها 25 هكتارا.
 
امتهن أهل خربة السيوف الفلاحة كنشاط رئيسي لخصوبة أرضها بعد أن كانوا جنودا في ظل الحصن العسكري، فقد تحولت المدينة الرومانية بخربة السيوف التي كانت في أصل حصنا دفاعيا إلى مدينة عاشت بها عائلات الجنود وجاليات رومانية اختلطت بالبربر بعد سقوط قرطاج سنة 146م.
 
*لمياء
15 - يونيو - 2009
أوزيناديس    كن أول من يقيّم
 
أوزيناديس:
 
تتواجد المدينة الرومانية  أوزنياديس أو أوزينازيس ببلدية سانق ، وتتربع على مساحة قدرها 9 هكتار، يرجع تأسيسها إلى "سبتم سيفار" ، ويؤكد ذلك كتابة اكتشفت في بلاط على أرضية من طرف قائد للجيش الفرنسي، تفيد بأن سبتم سيفار وشخصين آخرين أسسا هذه المدينة سنة 205م.
 
بنيت أوزيناديس بشكل مستطيل، يحيط بها جدار سمكه مترين، أما بجانب سور المدينة المحاذي للوادي الذي قامت على ضفافه، فما تزال آثار بعض الأعمدة، ركائز أبواب المدينة، رحى من الطين، أحواض مائية وتوابيت منحوتة بأشكال متنوعة قائمة.
*لمياء
15 - يونيو - 2009
الحمامات الرومانية    كن أول من يقيّم
 
الحمامات الرومانية:
 
من أهم ما يميز الحضارة الرومانية عبر كل العصور هو تشييدها للحمامات العظيمة التي كانت تعتمد قبل بنائها على تقصي أماكن المنابع المعدنية والعيون الحموية بصفة طبيعية، ومن ثم الشروع في تشييد حمامات ضخمة متقنة الإنشاء، مدهشة في نظام تسيير الماء إلى قاعات الاستحمام والأحواض التي تحيط بها. ولكون الرومان عمروا لفترة طويلة بالمدية ومختلف أرجائها، فقد تركوا حمامات عديدة منها ما هو معروف وما هو في طور البحث والاكتشاف عن طريق الحفريات التي يقوم بها الباحثون الأثريون.
 
إن أهم موقع لهذه الحمامات يتمثل في منطقة متواجدة على بعد كيلومترين شمال شرق البرواقية على الطريق الرابط بينها وبين البويرة، وقد بني هذا الحمام الذي تبلغ مساحته خمسة (5) هكتارات على أنقاض حصن روماني، أما منابع المياه الساخنة التي تجري عبر أحواضه، فتأتي من عدة عيون متواجدة في المنطقة.
 
يمثل الحمام عادة في تصميم المدن الرومانية الحي المركزي كما هو الحال بالنسبة للحمام الروماني "لترينادي" بالبرواقية، إذ يتوسط ثلاثة أحياء يبعد كل منها عن الآخر بمسافة 100 متر، وقد عثر سنة 1853م في هذا الموقع على آثار لمنابع حموية وبيوت حجرية ولوحات تحتوي على كتابات لاتينية ونظام جريان المياه الساخنة في هذا المكان. وقد أكدت الحفريات في هذا الموقع  وجود أجزاء هامة من هذا الحمام تحت الأرض.
 
*لمياء
15 - يونيو - 2009
دار الأمير عبد القادر    كن أول من يقيّم
 
دار الأمير عبد القادر:
 
دار الأمير عبد القادر هي إحدى المعالم التاريخية الثقافية والتحف الهندسية الرائعة التي تزخر بها ولاية المدية. بنيت هذه الدار على يد آخر بايات بايلك التيطري مصطفى بومزراق بين 1819 و 1829، وتشبه إلى حد كبير القصور العثمانية بقصبة الجزائر. وهي اليوم موجودة بالمدينة العتيقة بالمدية جنوب باب الأقواس.
 
تم تشييد العديد من المرافق التابعة لإقامة الباي بومزراق مثل الجامع المالكي المحاذي لدار، والذي يصله به نفق يستعمله الباي وحاشيته من أجل الذهاب إلى المسجد لتأدية الصلاة.
في سنة 1815م استمل الأمير عبد القادر هذه البناية كمقر سياسي وقيادة لأركانه، كما احتضنت لقاءات بالغة الأهمية لتحضير معاهدة التافنة، واستخدمت أيضا كورشة لصناعة الأسلحة.
عند دخول الجيش الفرنسي إلى المدية استولى على دار الأمير عبد القادر وتحولت منذ ذلك الحين إلى مقر الحاكم الفرنسي. وقد أدخلت على هذه البناية خلال الفترة الاستعمارية تعديلات وتغييرات على الطابع الأصلي لها، ليمنح القسم الجنوبي منها طابع الهندسة الأوربية. تقدر مساحة دار الأمير بـ 880م2، وتضم ساحتين خارجيتين، الأولى شمالية وثانية شرقية، وطابقين : الأرضي ويحتوي على صحون داخلية محاطة من جوانبها الأربعة بأقواس متوسطة العلو، وأروقة تشرف عليها أبواب الأجنحة في الطابق العلوي والسفلي. وهي ذات طابع عربي تركي محض.
 
الهندسة المعمارية لدار الأمير عبد القادر أو بالأحرى دار مصطفى بومزراق مستوحاة من البنايات المتوسطية، خاصة في التفاصيل الداخلية التي تظهر في الفناء والغرف، وقد اعتمد فيها على جدران سميكة تتحمل ثقل سقوفها التي عادة ما تحمل قبابا، بنيت أساسا من الحجارة والآجر الصيني الممزوج بالجير والرمل. و تحتوي الدار على قطع وتحف نادرة منها الساعة الشمسية المعلقة بالجهة الجنوبية إلى جانب الأعمدة الخشبية .
 
في أعالي المدية يوجد حوش الباي الذي بني سنة 1820م، وهو أحد لواحق إقامة الباي مصطفى بومزراق، ويمثل ملاذا صيفيا للباي، ومنتزها خاصا به لكونه محاطا ببساتين خضراء سندسية، وحدائق فردوسية. ويتكون من قسمين، أحدهما خاص بالباي، وثانيهما من أجل العامة. وهو من مخلفات الفترة العثمانية بالمدية، ونموذج للحدائق الفاخرة التي تطلبتها رفاهية آخر بايات التيطري، وإن أوحى ذلك بشيء فإنما يوحي بزخم التراث المعماري بمختلف نماذجه في الفترة العثمانية بالمدية وثراء مؤهلاتها الثقافية والسياحية.
 
تنتشر المعالم التاريخية في مختلف أرجاء المدية، فبالإضافة إلى ما ذكرناه نجد باب الأقواس الذي يعتبر أحد معالم المدينة العتيقة، ويقع شمال شرق قصبة المدية، على سهل مرج شْكِيرْ وبَزِّيوَشْ، ويطلق اسم باب الأقواس على مجموعة القنوات المائية التي يعود تشييدها إلى الفترة الرومانية والتي هي بمثابة الشرايين التي توصل الماء إلى مختلف أنحاء المدينة، وقد استغلها زيري بن مناد عندما أعاد تشييدها، كما استفاد منها العثمانيون خلال فترة تواجدهم بها.
*لمياء
15 - يونيو - 2009
 1  2  3  4