البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : العلوم عند العرب

 موضوع النقاش : هل يمكن للعرب أن يستعيدوا العلم    كن أول من يقيّم
 معتصم 
11 - نوفمبر - 2003
عُرف عن العرب والمسلمين أنهم أصحاب سؤال في العلم وبحث واكتشاف وإنجاز وضعهم في مقدمة بناة الحضارة في الطب والجبر والهندسة والفلك والكيمياء وغيرها من فروع العلم. لكن هذه الأمة عرفت وهدة من الظلام طالت، قروناً بفعل أحداث ووقائع ومنعطفات مدمرة شهدها عالمهم، وشهدتها أنفسهم. واليوم بينما نحن نرى إلى وهن العرب وتقصيرهم عن استيعاب علوم العصر وقعودهم عن الاستمرار في رفد الحضارة الإنسانية بالمنجزات نتساءل بألم ونتساءل بدهشة، ونتساءل برغبة في المعرفة، لا كيف ضيّع العرب مكانتهم بين الأمم، ولكن كيف يستعيدونها? هناك من يعتقد أن العلّة في الذات العربية فهي لم تعد مبدعة. لكن هذا الكلام مردود عليه مرتين، مرّة أن ماضي العرب يقول غير ذلك، ومرة أخرى أن بين الأدمغة العربية المهاجرة عباقرة ومبدعين يشغلون، أحياناً، مراكز عليا في شتى حقول المعرفة. والسؤال هو: لماذا يبدع العرب أفراداً في مجتمعات الغرب، ويلمعون كعلماء، ويبدون معطلي القوة وفقيري الإبداع في أوطانهم ومجتمعاتهم? وكيف يمكن للطاقة العلمية المبدعة في الإنسان أن تنهض من سباتها في المجتمعات العربية?ما نأمله في (مجلس العلوم) هو نقاش هادىء حول الموضوع قريباً من العلم، وبعيداً عن عقم الجدل السياسي، أو الاكتفاء بتقريع الذات.
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
هل يمكن للعرب أن يستعيدوا العلم ? !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!    كن أول من يقيّم
 
يمكن للعرب أن يطوروا العلم لكن أن يستعيدوا العلم !!!!!!! كيف ? العلم ليس ملكاً لأحدٍ بعينه ولو كان ملكاً لأحدٍ دون غيره _ لربما تضيق الدائرة حتى أن كل بيت يحتكر علمه لنفسه، وإذا كذلك نقول عن عائلة او بليدة او بلاد أو (اديلوجية ) !!! وهذا لايصح...... قال زهير بن ابي سلمى ومن يك ذا علم فيبخل بعلمه على قومه يستغن عنه ويذممِ وأنا اقول ان الحضارة البشرية هي تراكمات من المعارف تتداولها ايدي البشر شرقا وغربا فمن محتكر لبعضها ، ومن هو مطورها ومن هو مستفيد حافظ لها وهكذا قس . وفق الله الجميع لخير الجميع . والسلام
moana
2 - أكتوبر - 2004
المعرفة العربية -الرياضيات نموذجا    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
الرياضيات:د.إسماعيل نوري الربيعي- تورنتو - كندا_ أخذ العرب عن الهنود نظام الترقيم، بعد أن كانوا يعتمدون في الترقيم على حساب الجمل، ولم يكن النظام الهندي يقوم على شكل واحد، بل أن العديد من الأنواع كان يقوم عليه. لكن هذا الأمر لم يجعل من العرب يتوجّهون للأخذ بهذا النظام والأشكال المتفرعة عنه، دون أن تكون لهم لمساتهم الخاصة. فكان لهم الإسهام المباشر في تطوير استعمال الأرقام، حيث تم وضعها في رسمين، تم استخدام الأول في الأقطار المشرقية وصار يطلق عليها الأرقام الهندية، فيما عرفت الأرقام الغبارية في أقطار المغرب العربي والأندلس(1) ويعود الفضل الأول والرئيس إلى العرب في نقل الأرقام الغبارية إلى أوربا، عن طريق الاتصال وبحكم الجوار وانتقال العديد من طلبة العلم إلى الأندلس، حتى أنها صارت تعرف في أوربا بالأرقام العربية. والميزة الأهم في كل هذا أن الممارسة الأدق والأكثر كفاءة، قد تمثلت في التطوير الذي أدخله العرب على الأرقام، من خلال استخدام الأرقام العشرية وإدخال الصفر كقيمة واضحة في حساب الأرقام (2) . ولا يخفى أن الهنود كانوا يستخدمون الفراغ كدليل على الصفر، لكن العرب وبشكل علمي، استنبطوا البديل المناسب، وعن طريقهم عرف الأوربيون مدلول الصفر، والذي لا يخرج في لفظته المستخدمة عن الصفر العربي. وهكذا قيضّ للأوربيين استخدام الأرقام العربية التي اختصرت لهم الأشكال التي درجوا على استخدامها في الأرقام الرومانية، هذا بالإضافة إلى الإمكانية التي تتيحها الأرقام العربية في تركيب الأعداد (3) ومهما بلغت قيمتها، وتبرز قيمة الصفر في تسهيل العمليات الحسابية لاسيما في مجال تقسيم الأعداد وضربها، بعد أن كانت من أعقد العمليات في زمن اليونان. على الرغم من اكتشاف العرب للصفر، ونقلهم لهذه المعرفة إلى أوربا، إلا أن الاستخدام المباشر له، لم يبرز وبشكل واسع إلاّ خلال القرن السادس عشر. أما على صعيد الكسر العشري، فيرجع اكتشافه، وريادة استخدامه إلى العالم العربي المسلم "الكاشي". ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أن العرب اجتهدوا في وضع المؤلفات الخاصة بعلم الرياضيات، وبرعوا في تسهيل وتيسير العمليات الحسابية، وهذا دفع الأوربيين إلى ترجمة المؤلفات والنهل من علومها والأفكار(4) الواردة فيها. كان للعناية الفائقة التي أبداها العرب بعلم الرياضيات، أن وضعوا منهجاً خاصاً لتعليمها، لاسيما المبتدئين، آخذين بالاعتبار التيسير وشرح الخطوات اللازمة من أجل الوصول إلى النتائج . وكان لتطور هذا المنهج أثره البالغ على طرق تدريس الرياضيات في أوربا، حيث اجتهدوا في اقتباس البرامج التعليمية عن العرب وبشكلً يكاد يكون تفصيلياً(5) .وقد برع العرب في التعامل مع المسائل الرياضية، حتى غدت لدى طائفة كبيرة منهم كوسيلة إمتاع واختبار للقدرة الذهنية والذكاء، فيما توسعت أبحاثهم لتشمل العديد من المواضيع، كان من بينها المتواليات الهندسية والعددية وقوانين الجمع بينها. الأفق العلمي الذي ترك فيه العرب بصماتهم في علم الرياضيات، لم ينحصر في إطار الجغرافية المجاورة، إنما توسعوا إلى الحد الذي انفتحوا على ثقافات وحضارات لهاباعها ومركزها المميز في النشاط العلمي. وعليه فأن المعرفة الرياضية تراوحت ما بين الترجمة المباشرة أو المعلومات المنقولة عن طريق الحافظة، والتي يحملها المهاجرون بين الأقاليم الإسلامية الواسعة الأرجاء(6) هذا بالإضافة إلى حالة التداخل ما بين الأفكار العلمية الدقيقة والتي تقوم على الاستنتاج والاستنباط، والأفكار القديمة التي تشكو من الترّهل وانعدام القيمة. وكان هذا الأمر يبرز وبشكل ملحوظ عندما يتدخل أدعياء المعرفة في مجال لا يعرفون منه سوى القليل من المعلومات فيه، مما يؤدي إلى تداخل ما بين حالة التطوّر التي تفرضها عمليات الاستنتاج والنقلة التقليديين الذين يضعون تصوراتهم وفقاً للمعلومات الموروثة، وليس أدل من الخلط الذي يقع فيه بعض المشتغلين في العلوم الرياضية، حين يعتمدون في عملياتهم الرياضية على المنهج المصري القديم في حل مسائل الكسور(7) العشرية . بقي التأثير الهندي في علم الرياضيات العربي واضحاً، لاسيما وأن الأساس الذي قامت عليه الفرضيات التي قدمها البيروني ت 400 هـ قد استمدت أصولها من هذا المرجع، لكن علوم المثلثات كانت تقوم على الأصول اليونانية. وهناك عامل آخر كان قد تبدى على شكل وسيط في انتقال المعرفة إلى العرب، (8) والذي تمثل في المؤثرات الفارسية الواصلة ما بين الثقافتين الهندية والعربية. لعبت حركة الترجمة من اليونانية دوراً فاعلاً في رسم صورة مختلفة عن الواقع، إذ كان الكم الأكبر من الكتب الرياضية، قد تم ترجمتها عن اليونانية، مما أسبغ على الرياضيات طابعاً يونانياً، وقد ساهم توجّه المشتغلين في هذا المجال للتوسع في نشر واستنساخ الأصول اليونانية لكتب الرياضيات، في تعميق التأثير اليوناني. فعلى سبيل المثال أجتهد قسطا بن لوقا ت 300هـ في وضع كتاب المتوسطات بين الهندسة والهيئة، ليأتي من بعده نصير الدين الطوسي خلال (9) القرن السابع الهجري ليعيد ذات الكتاب . وكانت أسماء علماء اليونان في مجال الرياضيات الأكثر شهرة وحظوة، بحكم عامل الترجمة لأعمالهم إلى العربية، حيث عرف إقليدس، أبو لونيوس، البرغامي، ثيودووسوس الطرابلسي، نيقوماخوس الجرشي، مينيلاوس، وأرخميدس. ويبقى الأخير صاحب الشهرة الأوسع في الوسط الرياضي العربي، حيث نسبت إليه العديد من المؤلفات في هذا المجال. لكن الصعوبة الرئيسة(10) كانت تكمن في توّزع المعلومات والفرضيات على أكثر من كتاب مترجم، مما يخلّ بمصداقية هذه المصادر. لكن الإضافات التي درج عليها العلماء العرب كان لها الأثر البالغ في بروز هذه الظاهرة تتجلى بوضوح الجهود التي بذلها العالم الخوارزمي ت 232هـ في مجال الترقيم، حيث تعود إليه البواكير الأولى في تنظيم قواعد الأرقام، وإرسائها وفقاً للأسس العلمية، حيث عني بالأرقام ومنازلها في كتابه"الجمع والتفريق بحساب الهند" هذا بالإضافة إلى الجهود التي بذلها في مجال علم الجبر والذي يستند(11) إلى الأصول اليونانية والهندية والبابلية، حيث وضع كتاب "المختصر في حساب الجبر والمقابلة"، عامداً إلى اختصار العمليات الرياضية في ست معادلات رئيسة. فيما تقوم فروضه إلى تحويل الحدود السالبة إلى موجبة عن طريق نقلها إلى الجانب الآخر من المعادلة، والعمل على اختزال المتشابهات (12) من المعادلة. أجتهد العالم العربي المسلم في تنظيم وتعديل الفرضيات التي قدمها العلماء السابقون، حيث عملوا على التوصل إلى الحلول الضائعة. وكان من بينهم أبو كامل شجاع بن أسلم " القرن الرابع الهجري" الذي تمكن من إنهاء العمل الذي قدم له ديوفانتوس في مجال المعادلات ذات المجهولات الخمسة. فيما تمكن الماهاني ت 261هـ من التوصل إلى فرضية أرخميدس في موضوع الكرة والأسطوانة،(13) ليأتي من بعده أبو جعفر الخازن ت 361هـ واضعاً اللمسات النهائية عليها. أما أبو بكر الكرجي ت 430هـ فقد عمل على دراسة وتطوير فرضيات ديوفانتوس، وصنّف العديد من الكتب مثل؛ كتاب الفخري في الجبر والمقابلة، والكافي في الحساب، والربع في الحساب(14) وكان عمر الخيام ت 517هـ قد وضع كتاب مقالة في الجبر والمقابلة، والذي أثبت من خلاله إيجاد المقدار لحدين مرفوعين لأس أكثر من اثنين، كما عمل على حل المعادلات التكعيبية من الدرجة(15) الثالثة . تعددت حقول الاهتمامات المعرفية الرياضية لدى العلماء العرب، حيث أبدوا عناية بارزة في الاشتغال على المربعات السحرية التي عمل عليها طلاب المدرسة الفيثاغورية، حيث تقوم هذه المربعات على بقاء المجموع ثابتاً بالنسبة للأرقام المحيطة بالمربع، هذا مع الاختلاف في طريقة الجمع أن كان عمودياً أو أفقياً أو وترياً. وكان أخوان الصفا قد اشتغلوا على أربعة أصناف منها، فيما عمل البوني ت622هـ واضع كتاب الغايات في أسرار الرياضيات، على مضاعفة المربعات استناداً إلى الاعتماد على التوالي في الأرقام. أما بالنسبة للأعداد المتحابة، فأن أبحاثهم قادتهم إلى أن المقصد في هذا يعود إلى تساوي مجموع عوامــل العددين،(16) وكان أبرز من أهتم بدراسة هذا الموضوع، إخوان الصفا وثابت بن قرةت289هـ الذي توصل إلى إيجاد قاعدة ثابتة لهذا الموضوع. أما الخجندي ت391هـ فقد توصل إلى إثبات أن حاصل جمع عددين مكعبين (17) لا ينتج عنه عدداً مكعباً. توصل العلماء العرب إلى إيجاد الكثير من الحلول للمسائل الرياضية المعقدة، وتمكنوا من حل معادلات الدرجة الثانية بالطرق الهندسية، بل أنهم تعرضوا للعديد من المسائل المختلفة التركيب واضعين لها الحلول عن طريق الجبر والهندسة، فيما قسموا الزاوية إلى ثلاثة أقسام متساوية، مستخدمين في ذلك منحني نيكوميدس بكل براعة وفهم. هذا بالإضافة إلى استخدام الرموز بشكل دقيق وواضح لاسيما الأفكار التي وضعها أبوالحسن القلصادي بالنسبة للجذر والمجهول والمال والمكعب المجهول والمساواة والنسبة. والواقع أن استخدام الرموز كان له الأثر الفاعل في وضع الحلول لمعادلات الدرجة الثالثة عن طريق قطوع المخروط، كان لهذا العمل أثره الهائل في تقدم العلوم الرياضية، وكان ثابت بن قرة(18) من الرواد في هذا المجال، حتى أنه سبق أعظم علماء أوربا في العصور الحديثة. ولم يتوقف العلم العربي عند هذا الحد، بل أجتهد في وضع الحلول المبتكرة والرائدة لمعادلات الدرجة الرابعة. الحالة الأكثر بروزاً كانت قد تجلت في التوفيق الحاذق والدقيق بين علوم الجبر والهندسة، حتى أنهم كانوا السباقين إلى وضع الأسس التي قامت عليها قواعد الهندسة التحليلية، والتي كان لها الأثر في فسح المجال أمام علم التفاضل والتكامل. وعلى الرغم من جهود علماء اليونان في وضع الحلول للمقدار ذي الحدين، لاسيما إقليدس، إلا أن عمر الخيام كان قد برع في أيجاد المقدار الجبري ذي الحدين والمرفوع إلى قوة أسها أكثر من أثنين. وكانت الجهود قد انصبت على إيجاد مجموع مربعات الأعداد الطبيعية، مع الدراسة العميقة للجذور الصماء، فيما تمكنوا من الوصول إلى القيم التقريبية للأعداد التي لا يمكن التوصل إلى جذرها، وكانت الوسيلة في ذلك المعرفة الواسعة(19) في علوم الجبر. يشير الباحث قدري حافظ طوقان إلى الجهود المميزة التي بذلها ابن حمزة المغربي في تسهيل العمليات الرياضية التي مهدت لظهور اللوغاريتم، هذا علي الرغم من ادعاء مؤرخي العلوم في الغرب، بان هذا الاكتشاف يعود للعالم الرياضي "نابيير"، على اعتبار أنه عمل على تسهيل عمليات الضرب التي تحتوي على رفع في الجيوب، والفكرة تقوم على تحويل العمليات المعقدة إلى عمليات جمع في حساب المثلثات، والواقع أن ابن حمزة كان قد أجتهد في مجال دراسة المتواليات العددية والهندسية، ويعود(20) له الفضل في التهميد لا كتشاف اللوغاريتم. كان أبناء موسى بن شاكر قد برعوا في مجال الهندسة، حيث وضعوا كتاب معرفة مساحة الأشكال الذي ذاع صيته في القرن الثالث الهجري. وقد أسسوا فيه لوضع البرهان الخاص بقياس الدائرة، التي تميزت بسمات خاصة ومتفردة عن نظرية أرخميدس. واهتموا بقياس(21) مساحة المثلث عن طريق حساب أضلاعه، واجتهدوا بقياس حجم المخروط والكرة وحساب الوسيط بين مقدارين معلومين. وكان لهم فضل التعريف بتقسيم الزاوية إلى ثلاثة أقسام. بالإضافة إلى استخراج الجذور التكعيبية بوجود عدد تقريبي. وقد حرص أبناء موسى على التعاون مع العلماء العرب من أجل الوصول إلى أفضل النتائج(22)، حيث تجلى ذلك في تمكن ثابت بن قرة في دراسة الحجوم المكعبة والأشكال المربعة، والمخروطية وشبه الكروية، حتى أنه بدأ في وضع بعض القوانين الممهدة لحساب التكامل، بل أن قوانينه التي وضعها كانت أكثر شمولاً وتيسيراً من القوانين التي وضعها أرخميدس. وكان لهذه الدراسات أثرها في العديد من العلماء العرب، من أبرزهم أبراهيم بن سنان ت335هـ والكوهي ت378هـ الذي برز إبان الدولة البويهية(23) وواضع تصانيف "تثليث الزاوية وعمل المسبع المتساوي في الدائرة" وأحداث النقط على الخطوط وكتاب مراكز الدوائر. من بين المشتغلين على كتاب الكرة والأسطوانة لأرخميدس، يبرز الحسن بن الهيثم ت430هـ، حيث أهتم بدراسة (24) الدائرة وقياس الأضلاع المنتظمة التي يمكن أن ترسم فيها، والخروج بنتيجة مفادها أن المضلع ذو الأضلاع الأكثر، يكون أكبر مساحة من المضلع المرسوم في نفس محيط الدائرة ذي الأضلاع الأقل(25). فيما أجتهد العديد من العلماء العرب في دراسة نظرية إقليدس حول المستقيمات والزوايا، ومن أبرزهم الجوهري ت. 214هـ ونصير الدين الطوسي ت672هـ والسمر قندي (26) ت674هـ. لا يمكن إغفال أهمية الدور الذي لعبه اليونان، في إرساء دعائم علم الهندسة، والإضافات البارزة التي قدموها في هذا المجال. وكان إقليدس الاسم الأكثر حضوراً في علوم الهندسية، انطلاقاً من الأقسام الرئيسة التي وضعها والتي لم تتجاوز الخمسة. وكان العرب قد تعاملوا مع هذه الأقسام بكل فطنة وبراعة، حتى أنهم (27) وضعوا لمساتهم الخاصة على المسائل التي وضعها إقليدس في كتابه الموسوم "الكتاب" فيما أطلق عليه العلماء العرب "الأصول" أو "الأركان". وكانت الترجمة الأولي لهذا الكتاب قد وضعت إبان حكم "أبوجعفر المنصور" وبأكثر من ترجمه على يد أبرز العلماء العرب المسلمين من أمثال حنين بن أسحق وثابت بن قرة ويوسف بن الحجاج(28). فيما كانت المواضيع التي تناولها، قد تراوحت ما بين السطوح والأقدار المتناسبة وبين السطوح والعدد والمنطقات والجذور والمجسمات(29). وكان الأبرز من المشتغلين على هذا الكتاب واختصار مقولاته وأفكاره، ابن سينا وابن الصلت، فيما عمد ابن الهيثم إلى تأليف كتاب في الهندسة على منواله. أما محمد البغدادي فقد وضع فرضياته في المثلث والمربع والمخمس، انطلاقاً من روح الكتاب. ولم يكتف العالم العربي بأفكار إقليدس، بل استند إلى أفكار أبولونيوس في مجال استخدام المنطق وتطبيقه على الهندسة من أجل وضع البراهين على النظريات الهندسية، وتمكنوا في ذلك من بلوغ دراسة أشكال المخروط المكافئ والزائد والناقص. أما على صعيد المؤلفات، فإن العلماء العرب قدموا للمكتبة الهندسية العالمية، الكثير من النتاج العلمي الثر والذي شمل موضوعات المساحة والحجم والتحليل والتقدير العددي والتركيب وتقسيم الزاوية والمضلعات. ومن نافل القول تجب الإشارة إلى أن الأوربيين المحدثين لم يعرفوا إقليدس وأبو ولونيوس، بل وعلم الهندسة برمته، إلا عن طريق الترجمات العربية للتراث العلمي(30) اليوناني. كان للهنود معرفة واسعة في مجال علم المثلثات، لذا أتجه العرب نحو النهل من الأساسيات التي قدمها الهنود، لكنهم ارتقوا به من مجرد فرضيات بدائية، إلى نظريات شاملة لها من التأثير الكبير في مجال الهندسة والصناعة، حتى غدا المهتمون بتاريخ العلوم، يطلقون على علم المثلثات بالعلم العربي على اعتبار الجهد البارز الذي قدمه العلماء العرب في مجال الفصل بين علم المثلثات والفلك، لاسيما على يد نصير الدين الطوسي، وكان الاهتمام الأكثر بروزاً قد ظهر في مجال العناية بالنسب بين أضلاع المثلث. واستندت أبحاثهم إلى روح النقد العلمي الصارم، حيث درسوا نظريات(31) اليونان في مجال قياس جيب الزاوية، وأثبتوا خطأها من خلال تقديم البراهين الدقيقة، فيما عملوا على قياس مساحة المثلثات الكروية والمستوية، والعمل على استخدام المماسات والقواطع في (32) قياس الزاوية. من إعلام المشتغلين في العلوم الرياضية، يبرز أبناء موسى بن شاكر أو ما يطلق عليهم " بنو موسى"، الذين عاشوا في كنف الرعاية الخاصة من قبل المأمون ت 218هـ، الذي عهد بهم إلى أحد خاصته المقربين وهو أسحق المصعبي، وهذا بدوره جعلهم تحت إشراف يحيى بن أبي منصور لدراسة العلم في بيت الحكمة. وكان الأبناء الثلاثة "محمد، أحمد، الحسن" قد نهلوا من المصادر العلمية التي تزخر بها مكتبات بغداد، والاتصال المباشر بأبرز العلماء، حتى قيض لهم أن يصلوا إلى مكانة متميزة في مجال المعرفة، حتى كان لهم الباع الأهم في مجال دراسة الهندسة والفلك والميكانيك، فيما تمكن " الحسن" من وضع الشروح الضافية على مقالات إقليدس. وتتجلى المتابعة والأشراف المباشر من قبل المأمون، في مناقشاته المستمرة والمتصلة لأبناء موسى، وحثه إياهم لدراسة (33) الأصول، والتركيز على المصادر المهمة، التي تعينهم على بناء شخصيتهم العلمية. ما يميز أبناء موسى في مجال البحث العلمي، إغداقهم السخي للحصول على الكتب والمصادر والأصلية، حتى أنهم دفعوا مبالغ طائلة لترجمة كتب الأصول، وحرصوا على الاتصال بأبرز الأسماء العلمية من أمثال حنين بن أسحق وثابت بن قرة، وفي هذا يتضح أن أبناء موسى استثمروا عاملين توفرا لهم هما : المال والنفوذ السياسي، ليكونا في خدمة العلم وتطوير الأبحاث. لكن المنافسة وحب الذات لم يكن بعيداً عنهم، فعلى الرغم من انشغالهم في البحث والتقصي عن (34) المعرفة، إلاّ أنهم تورطوا في لعبة الدسائس وحوك المؤامرات، وكان من بين ضحاياهم الفيلسوف الأشهر " الكندي" ت 260هـ الذي تعرض للاتهام والإقصاء في بلاط المتوكل ت 247هـ ولم يتوقف أبناء موسى عند هذا الحد، بل انغمسوا في تقريب هذا الطرف على حساب الآخر، إذ عملوا على تقديم الفرغاني لوضع المخططات الخاصة بالقناة التي تجلب المياه إلى مدينة الجعفرية القريبة من سامراء، على حساب الإقصاء المتعّمد لسند بن على الذي بزغ نجمة وبدأت الأضواء تُسلّط عليه. والواقع أن هذا العمل كاد أن يودي بمكانة أبناء موسى ويعرضهم للأضطهاد، لولا مقتل المتوكل (35). لقد مثل أبناء موسى فريق عمل موّحد، حيث عملوا في موضوع الميزان الذي يهتم بدراسة الأشكال المستوية والكروية وتقسيم الزاوية إلى ثلاثة أجزاء، ووضع الدراسات حول مخروط أبو لونيوس، أما على الصعيد الشخصي فقد عمل محمد على موضوعات الفلك، وأهتم الحسن بدراسة الهندسية، فيما أنشغل أحمد بدراسة الميكانيكا. والواقع أن الأخوة الثلاثة كان لهم الفضل الأبرز في تقديم أفكار أرخميدس حول(36) مساحة الدائرة والكرة والأسطوانة إلى أوربا . يعتبر الكندي المولود في الكوفة عام 185هـ، من الأسماء العلمية التي تحظى بالاحترام والتقدير، نتيجة للجهود العلمية الموضوعية وفي مجالات مختلفة، وكان الرجل قد دأب على تحصيل علومه في الحواضر الإسلامية الكبرى مثل مدينته التي ولد فيها والبصرة وبغداد وقد تهيأت له فرصة التقرب من السلطة السياسية العليا، فحظي بالرعاية والتكريم من لدنها، لاسيما المأمون الذي بوأه أرفع المناصب العلمية، والمعتصم الذي عهد إليه بتأديب ولده. ولم تقتصر براعة الكندي على الدراسات والأبحاث، بل عرف عنه قدرته الكبيرة وعلمه الواسع في مجال المعرفة باللغة الإغريقية، حيث عمل في مجال الترجمة إلى اللغة العربية، بالإضافة إلى الجهود البارزة التي بذلها في تنقيح التراجم، حيث عني بتنقيح ترجمة كتاب أوثولوجيا لأرسطو طاليس، حتى عدّ من(37) الأربعة الأشهر في الترجمة وهم؛ حنين بن أسحق وثابت بن قرة وعمر بن فرخان الطبري، بالإضافة إلى الكندي. وعلى الرغم من سعيه الدؤوب في الترجمة، إلاّ أن آثاره فقدت، مما جعل البعض من الباحثين الأوربيين يشيرون إلى أنه أعتمد على ترجمة النصوص السريانية، التي مثلت دور الوسيط ما بين العلم اليوناني والعلم العربي. لقد وردت العديد من الإشارات إلى الجهود الهائلة التي بذلها الكندي في مجال التأليف، حتى كتب عنه بأنه قد خلّف مائتين وواحد وثمانين كتاباً في مختلف العلوم الطبية والفلسفية والرياضيات والبصريات والفلك والأخلاق والسياسة والموسيقى. ويشير المشتغلون في إحصاء العلوم إلى أنه وضع حوالي اثني عشر كتاباً في مجال الحساب، وثلاثة وعشرين رسالة في علوم الهندسة. ويؤكد الباحثون إلى أن الكندي قد عاش مرحلة التماس المباشر مع العلوم اليونانية والسريانية، وبهذا فأنه وزملاءه يعود لهم الفضل في وضع الأساس للمنهج العلمي (38) والمصطلحات التي تم تداولها لاحقاً في حقول العلوم. ومن المهم الإشارة هنا إلى أن الكندي كان له قصب السبق في دخول العنصر العربي لمجال علوم الأوائل، التي كانت منغلقة على فئة من المشتغلين الفرس والسريان والصابئة. تعود الأسباب المتعلقة بإغفال أهمية الكندي في مجال الرياضيات، فقدان أغلب آثارها العلمية، وظهور بعض الأجزاء الصغيرة في هذا المصّنف أو ذاك لكن عنايته بوضع التعاريف والمصطلحات، كانت بارزة وواضحة بدليل أنه كان المشتغلين الأوائل في الترجمة، وعليه فأنه اجتهد في وضع المصطلحات المتداولة في المجال الرياضي، مثل الجذر والضرب والقسمة والاتصال والانفصال وكانت له العديد من المساهمات الدقيقة في استخدام المصطلح العلمــي، لاسيما عنايته البارزة في موضوع الأبعــاد الثلاثــة المتعلقة بالطول والعرض والعمق(39). ويؤكد بعض الباحثين إلى أن كلمة رياضيات التي تصف العلم المهتم بالهندسة والحساب والجبر والمثلثات، إنما تعود إلى بنات أفكار الكندي، على اعتبار التقسيمات التي وضعها حول الحكمة النظرية التي تعني بدراسة " الربوبية، الرياضيات، الطبيعيات"، حيث أن بحثه على المحسوسات جعله يركزها في العلم الطبيعي، أما ما ينفرد بذاته ويتصل بالمحسوس فيتعلق بالعلم الرياضي، وبالنسبة للعلم الربوبي فأنه لا يتصل بالمحسوس. وقد أشار الكندي من خلال بحوثه الفلسفية، إلى بلوغ الدرس الفلسفي لا يمكن الانخراط في شؤونه وتفصيلاته، إلاّ عن طريق الرياضيات(40) . يسطع نجم العالم الرياضي الحسن بن الهيثم المولود في البصرة عام 354هـ، وكان بالإضافة إلى عنايته بالعلوم الرياضية قد برع في مجال الفلك والبصريات، وقد استطاع أن يضع حوالي ثلاث عشرة رسالة علمية في الرياضيات، مثل (41) مثل مساحة الجسم المتكافئ ومقدمة ضلع المسبع وتربيع الدائرة وأصول المساحة. ولعل السمة البارزة في المنهج الذي اخطته ابن الهيثم يتجلى في التركيز على الحق والعدل ورفض إتباع الهوى، فكان هذا طريقه لاستنباط الكثير من البراهين العقلية والمنطقية لاسيما في الهندسة والأرقام والمعادلات، وقد عمل بجهد واضح وسخي على الهندسة المستوية والفراغية، وكانت له اليد الطولي في تطور الهندسة التحليلية، وتمكن من وضع (42) القوانين لقياس مساحة الكرة والهرم والاسطوانة المائلة والدائرة. كان للسمعة العالية التي حصل عليها، قد جعلت من الخليفة الفاطمي الحاكم ت 412هـ، أن يًوجه إليه الدعوة للإقامة في بلاطه والاستفادة من علمه، لاسيما لضبط فيضان نهر النيل. لكنه عندما قام بدراسة موقع المكان، وجد أنه من العسير الوصول إلى حل عمليّ، مما جعله يتقدم باعتذاره إلى الخليفة الذي قبله منه (43). لكن الأجواء المشحونة التي كانت تملأ البلاط الفاطمي، حفزت ابن الهيثم لإدعاء الجنون كي يتمكن للتحرر من القيود المفروضة عليه، ليتجه إلى تعليم الرياضيات في الجامع الأزهر ونسخ الكتب الرياضية الخاصة بمؤلفات إقليدس وبطليموس حتى وفاته بالقاهرة 432هـ (44). تعود العلاقة الأولى لانتشار أسم ثابت بن قرة الحراني ت 289 هـ إلى اتصاله بمحمد بن موسى بن شاكر، الذي تعرف عليه في مدينة حران خلال عودته إلى بغداد، ونتيجة لنشأة ثابت في وسطه الديني الخاص "الصابئي" فقد كانت الفرصة أمامه لتعلم اللغة السريانية واليونانية، والتي أفادته في عمله، وساهمت في إطلاعه على أهم المخطوطات العلمية. وهكذا قيض له أن يتقرب من البلاط العباسي حتى صار من ندماء الخليفة المعتضد ت 289هـ والمقربين إليه، حتى أن خطوته شملت أبناء(45) طائفته الذين تمتعوا بالكثير من الحرية والآمان. أهتم ثابت بالعلوم الدينية، حيث كتب رسالة باللغة السريانية عن ديانة الصابئة ، والموسيقى بالإضافة إلى اشتغاله بالفلسفة الفلك، لكن العمل الأبرز كان قد تركز في ترجمة كتب أرخميدس الكرة والاسطوانة وحساب مساحة الدائرة وكتاب أبو لونيوس المخروطات،بالإضافة إلى العديد من الرسائل العلمية التي وضعها بطليموس. ولم يتوقف عن مهمة الترجمة بل أجتهد في وضع الشروح على كتب أرسطو وأقليدس وجالينوس وأبقراط. وكانت عائلته قد اكتسبت شهرة واسعة ومكانة أثيرة في العلم العربي، حيث برز أبنه سنان ت 332هـ الذي عمل طبيباً خاصاً في البلاط العباسي وإبراهيم أبن سنان ت 335هـ الذي(46) الذي برع في علوم الرياضيات وثابت بن سنان ت366هـ الذي عمل في الطب. عرف عن ثابت عنايته البالغة بالعلوم الهندسية، حتى أن جهوده التي بذلها في مجال إدخال الجبر على الهندسة، قد ساهمت في ترسيم أبعاد الهندسة التحليلية. بالإضافة إلى تمهيده لحساب التفاضل والتكامل، بل أن جهوده في دراسة الرياضيات أثمرت عن أثنين وعشرين كتاباً، وعمل على تقسيم الزاوية إلى ثلاثة أقسام متساوية، وتمكن من إيجاد حجم الجسم المتولد من دوران القطع المكافئ حول محوره وأسهم في دراسة المربعات السحرية والأعداد التامة(47) والناقصة والزائدة. ترقى أهمية الخوارزمي ت 232هـ إلى تأليفه لكتاب" الجبر والمقابلة الذي وضعه بناء على توجيهات الخليفة المأمون، ولا يخفى لما للجبر من أهمية عملية في وضع الحلول للعديد من المشاكل المتعلقة بالإرث والوصية وتنظيم المعاملات التجارية. وكان لإقامة الخوارزمي في بيت الحكمة إطلاعه على عيون الكتب،بالإضافة إلى الرعاية الخاصة التي نالها من قبل المأمون أثرها في بروز هذا العلم العربي الخاص. وقد حرص بشكل مباشر إلى معالجة العديد من القضايا عن طريق إبراز دور الرياضيات وجعلها في خدمة المجتمع، وهكذا يتبدى دور العالم العربي المسلم ومنهجيته، والفوائد المباشرة للعلم،(48) فعلم الجبر لم يقف عند موضوع المعاملات، بل تخطاه إلى جوانب أخرى مثل إصلاح الأراضي و الري وفنون الهندسة. وتبقى القيمة الأهم في استناد العلماء اللاحقين على النظريات التي وضعها الخوارزمي، بالنسبة للعلماء العرب أو العلماء الأوربيين المحدثين . بدليل أن إطلاق تسمية الجبر التي وضعها، قد أقتبسها الأوربيون عنه وبشــكل مباشر،(49) من خلال ترجمة النص العربي إلى اللاتينية. كان السعي الذي بذله الخوارزمي في مجال تنظيم الأرقام واضحاً، إلى الحد الذي انتشرت طريقته في مختلف أقاليم الدولة الإسلامية، وعن طريق الأندلس أقتبس الأوربيون هذه الأرقام، التي تدعى الغبارية والتي ينتشر استعمالها في أقطار المغرب العربي. وكان كتابه في الحساب والذي ترجم إلى اللاتينية بعنوان" الفورتمي"(50)، قد برز تأثيره في أوربا، لاسيما في المعاملات التجارية وتنظيمها، بالإضافة إلى الاستخدام الواسع من قبل المتخصصين في العلوم الرياضية. ويتبدى النشاط العلمي الذي بذله في المؤلفات الرياضية التسعة، التي شملت مواضيع الزيج والجمع والتفريق،(51) بالإضافة إلى بعض المؤلفات الفلكية. من الأسماء العلمية البارزة، كان أبوكامل شجاع بن أسلم المصري ت318هـ، الذي تمكن من وضع العديد من المؤلفات الرياضية، وكان له تلاميذ بارزون في هذا المجال. ويبرز واضحاً تأثره بمؤلفات الخوارزمي لاسيما في مجال علوم الجبر، حيث ركز جهده عليها حتى تحصل على لقب أستاذ علم الجبر. ولم يخرج عن أسلوب الخوارزمي في حل المسائل المعقدة، بل تمكن من تطبيق فرضياته بشكل حاذق ودقيق. وهذا مكنه من الوصول إلى إيجاد الجذرين الحقيقيين للمعادلة الجبرية ذات(52) الدرجة الثانية، مع جهده الواسع الذي بذله في مجال جمع وطرح الأعداد الصماء. ويعد أبوكامل شجاع نموذجاً للعالم العربي المسلم الصميم، من حيث تواضعه العلمي وإرجاع الفضل إلى أهله، فعلي الرغم من التطوير الذي وضعه على فرضيات الخوارزمي، إلا أنه بقي يشير وبكل صراحة إلى أسبقية الخوارزمي وأهميته المطلقة في علم الجبر(53). ويتبدى جهده العلمي الثر في وضعه لأثني عشر مؤلفاً في الرياضيات تناولت العديد من الموضوعات كالمساحة والهندسة والجبر والجمع والتعريف وطرائف في الحساب، فيما برزت محاولاته الخاصة في الأشكال الهندسية، وشرح المعادلة التي درجتها أعلى من الدرجة الثانية، والعناية بربط علم الجبر(54) بالفرائض الإسلامية. الميزة الأهم في العلم العربي، كانت قد ارتكزت إلى الارتباط والوثيق بين العلم والدين، على اعتبار أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، وهكذا كان سعي العالم العربي إلى استيعاب وأدراك خلق الله من أجل الوصول إلى الفكرة التي تؤكد على أن عبادة الله من دون علم، كعبادة الأوثان. ومن هنا سما العالم العربي بالدنيوي المادي إلى المقدس الروحي، ليصبح الدين والعلم كل يتم الأخر ويتكامل معه(55). وعلى اعتبار القيمة التي تفرضها علوم الرياضيات في تنظيم المعاملات والوصايا والتركات، التي تمثل جزءاً رئيساً من هيكلية العلاقات الإسلامية. وعلى هذا فانهم طوعوا المعارف التي اقتبسوها عن الأمم الأخرى، وجعلوا منها متوافقة مع حاجاتهم وغاياتهم التي فرضها الدين الإسلامي، كما أن هذا التطويع أسهم وبشكل واضح في ظهور النهضة(56) العلمية في أوربا. كانت الرياضيات، شأنها شأن العلوم الأخرى في خدمة الدين، حيث يسعي المسلم إلى تطبيق فروض دينه بشكل دقيق، وعليه كانت الدقة هي الأساس الذي استند عليه العلماء العرب المسلمون، لارتباطها بالمقدسات، وكانت الرياضيات قد حملت سمات التفكير الإسلامي الذي يرتبط بالله الخالق الأعظم "اللامتناهي" ، حيث تتمثل الأعداد بوظيفة زمانية ومكانية غير سكونية، انطلاقا من التعاليم الإسلامية التي تفرض إيفاء الحقوق إلى أهلها بشكل دقيق. وهكذا جاءت فكرة الأعداد بمنهج لا متناه يعتمد على الصيرورة الأزلية كما يشير في ذلك(57) روم لاندو.
*اسماعيل نوري
8 - أكتوبر - 2004
ممكن    كن أول من يقيّم
 
نعم يمكن للعرب إستعادة هذا العلم و ليس هناك شيء مستحيل ، و ليبدأ كل منا بنفسها ، صحيح أننا هنا لا نستطيع التعبير عن آرائنا بحرية و لكن نحاول بكل ما نستطيع أن نعيد هذا العلم رغماً عن المانعين . لا أعرف لماذا يمنعوننا من التعلم بالشكل الذي نريد و بالطريقة التي نريدها و الوقت الذي نريد ? لماذا كل هذا الخوف من العلم ? و لكن مع ذلك يمكننا أن نحقق إنجازاً و إن لم نلقى التشجيع المناسب كما أنجز العلماء السابقين في عصور لم تكن تعطي للعلم أهمية نحن نستطيع أن نكون مثلهم و لكن بالإرادة و التخطيط ســـحاب
زائر
6 - فبراير - 2005
العرب امةقامت على الحضارة العربية الأسلامية    كن أول من يقيّم
 
بسم الله ارحمن الرحيم .
ان امتنا العربية قادرة على استرجاع امجادها الحضارية والعلمية   فالغرب ما تقدم حضاريا الا بترجمة العلوم العربيةوبحثها وتطويرها  فكتاب الحضارة العربية لغستافلبون       زاخر بما لدى العرب والمسلمين من العلوم والمعارف الجليلة .
دالك ان الاسلام الدين الحنيف دعا الامة العربية وكل المسلمين الى طلب العلم  ولدلك نجد اهتمام المسلمين بمختلف العلوم شديدا  في متلف الول والعصور بدءا بالعصر الاسلامي ثم العصر الاموي ثم العصر العباسيالاو والثاني وكداك العصر العثماني المظلوم من قبل بعض دعاة الحرية  وكتاب شمس العرب تسطع على الغرب  لمؤلفته زغريد هنكه الالمانية  مليء باسماء العلماء واسماء العلماء العرب والمسلمين لايحصى عددهم .
وشروط النهضة العلمية ان وجدت سترقى الامة العربية كما كانت في السابق  .من هده الشروط ..الحرية  التشجيع المادي  العدل الديموقرطية بناء المختبرات  امدادها بما يحتاجه الباحثونتوظيف الطلبة المتخرجين واستقطابهم ليخدموا بلدهم لانه من العار ان نجد مئات الشباب حاملي الاجازة والدكتوراة عاطلين عن العمل  فهولاء الشباب الدين ضحت الدولة امالا طائلة لتعليمهم حتى وصلوا الى هدا المستوى نجدهم عاطلين عن اعمل  ادا ما فائدة العلم الدي تعلمه في الجامعات  وهده معظلة كبرى لدى الدول العربية والاسلامية كافة  فادا لمتجد الدول العربية حلا لهده المشكلة ام المشاكل  فاننا سنجد انفسنا في مستقبل قريبوقد عمنا الجهل من الرأس الى أخمص القدمبن  وهنا نهاية الامة العربية الاسلامية والتي امرها الله تعالى باقراءة وطلب العلم  قال تالى اقرأباسم ربك الدي خلق .وقال جل ثناؤه هل يستوي الدين يعلمون والدين لايعلمون .وقال نبينا عليه افضل الصلاة وازكى التسليم  العلماء ورثة الانبياء  وقال ايضا  مداد العلماء افضل عند الله من دماء الشهداء .  محد عبدلة المغرب مراكش
محمد
8 - أكتوبر - 2006
نعم يمكن للعرب أن يستعيدوا العلم بعد إزالة المعوقات أمام ذلك    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
الأخوة الكرام
أولاٌ أود أن أشكر الدكتور إسماعيل الربيعي على مقالته القيمة حول الرياضيات العربية فهي غنية وإن كان لدي بعض الملاحظات التي سوف أرسلها له بالبريد الالكتروني إن شاء الله.
وأقول بهذه المناسبة أن دليل تخلفنا هو قلة اهتمامنا بأهم العلوم وهو الرياضيات لأن مقياس تقدم أي علم -حسب رأي أحد الفلاسفة- هو بمدى استخدام الرياضيات وأضيف بأن مقياس تقدم أي شعب أو مجتمع بمدى استخدام الرياضيات. هذا من جهة.
أما من جهة أخرى فالعرب أثبتوا كما أشرت يا أخ معتصم بأنهم كانوا أهل حضارة نورت على العالم ولولاها لبدأت أوروبا نهضتها من الصفر أي أنهم احتاجوا لعدة قرون حتى يحققوا ما حققوه في عدة عقود. هذه حقائق تاريخية أقرها المستشرقون الأوربيون أنفسهم ومنهم الروسي يوشكيفيتش والأمريكي سارتون والألمان سوتر وبروكلمان وهونكة سيديو وكارا دي فو وسميث وكاجوري وغيرهم الكثير ولا مجال هنا لذكر أقوالهم حول دور العرب في تقدم الحضارة الإنسانية وخاصة الأوروبية منها(ولمن يرغب أنا على استعداد لتزويده بفقرات حول هذا الموضوع من كتابي: تاريخ الرياضيات وتطورها الفكري والفلسفي). 
ونعود للموضوع الرئيس المطروح للنقاش.
ما هي أسباب تدهور العلم العربي? وقد اقترحت موضوعاً للنقاش في مجالس العلوم بهذا العنوان. لأننا إذا أجبنا على هذا السؤال نكون قد وضعنا يدنا على الجرح وكما يقول الباحثون في الرياضيات إذا أعطينا صغنا المسألة الرياضية  صياغة صحيحة نكون قد حلينا نصف المسألة.
اعتقد أن العلة ليست في العلماء والباحثين وليست في الشعوب العربية لأن العرب كشعب أثبتوا أنهم قادرون على الابداع.
لنتذكر بيت الحكمة في بغداد لماذا أصبحت مركز اشعاع للعلم وفيها نوقشت أعظم النظريات العلمية في العالم في ذلك الزمن. يقال عن الخليفة المأمون أنه كان يعطي للمترجم زنة الكتاب المترجم من الذهب وهذا إن دل على شيء يدل على احترام العلم والعلماء. ويقال أنه مرة كان يتمشى في حديقة القصر مع ثابت بن قرة (الملقب بأبي الحسن) وقد سها الخليفة واتكئ على أبي الحسن فلما صحا فجأة قال أعذرني يا أبا الحسن فقال أبو الحسن (بما معناه) لا عليك يا أمير المؤمنين فقال المأمون (بما معناه) لا يجوز أن نتكأ على العلماء. والإسلام فعلاً شجع على طلب العلم وهذا أحد مصادر تشجيع الحضارة الإسلامية للعلم والعلماء. إذاً أين تكمن المشكلة?
بعض أسباب المشكلة برأيي هي:
1- غياب الترجمة عند العرب لأن الترجمة كانت يداية الحضارة الإسلامية. فيقال أن الاتحاد الأوروبي يصرف على الترجمة مئات الملايين من اليورو على الترجمة في السنة واسرائيل تصرف على البحث العلمي أكثر من كل الدول العربية مجتمعة بعدة مرات. وأورد مثلاً أن إيطاليا تترجم كل ما ينشر من نظريات في الرياضيات في روسيا  وهي غنية جداً بهذا العلم لأن هذا علم جاهز تستفيد منه.
2- فترة الاحتلال العثماني المتخلف حطمت العلم والمعرفة في العالم العربي ورجعتنا إلى الوراء عدة قرون.
3- طبيعة الأنظمة العربية التي يهمها البقاء في السلطة وما تحتاجه لذلك  ليس تطوير العلم وصرف مبالغ طائلة عليه بل تقوية وتثبيت وجودها في الحكم أي دعم الأجهزة والمؤسسات التي تمكنها من ذلك. هذه حقيقة مرة لا يمكن تجاهلها أو القفز فوقها.
 
وأخيراً سأورد لكم كلمات العالم العربي المصري الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء وهو أحمد زويل حيث قال لخلق نهضة علمية حقيقية لا بد من:
أ- “سياسة جديدة” تستند إلى دستور ديمقراطي يستند بدوره إلى حقوق الإنسان وحرية التعبير والانتخابات الحرة.
ب - سيادة القانون، في إطار التعايش بين القيم الدينية والقوانين العلمانية.
ت - “الانضباط” والعمل الجماعي والعلم والتعليم.
ث - الإعلام الثقافي والاجتماعي والتربوي.
 
أحمد زويل لخّص كل هذه المعاني بآية قرآنية واحدة: “إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيرّوا ما بأنفسهم”.
ومن هذه الخلاصة يجب أن نبدأ: من تغيير النفس أولاً ثم تغيير السياسة. وما لم نفعل، لن يغيّر الله لا مقاديرنا السياسية القاتمة، ولا مصائرنا الوجودية الأكثر قتامة.
كيف نفعل?
عبر أمر واحد: التذكّر بان كل ذاكرتنا الجماعية العربية وحضارتنا الإسلامية نشأت وكبرت وترعرت بهدف، ولهدف، يتيم: “إتمام مكارم الأخلاق”.
ومع تحياتي وأرجو المعذرة على الإطالة
د. محمود الحمزة - موسكو
 
* الدكتور محمود
30 - أكتوبر - 2006
اذا..    كن أول من يقيّم
 
هل يمكن للعرب أن يستعيدوا العلم    ?
 
لماذا لا نسأل هل يفكر العرب في ان يستعيدوا العلم اولا ! طبعا لا مستحيل تحت الشمس كما قالوا والعلم ليس امرا مستحيلا او من المعجزات ! فهو بحاجة الى جهد واجتهاد وبحث وتنقيب ..
ولكي تتوفر هذه الامور لا تكون الا اذا فكر العرب تفكيرا عمليا ومنطقيا في حزم واصرار على استعادة المجد الذي كانوا عليهم ..
 
طبعا هناك مسؤولية على الحكومات فيجب ان تستغل الموارد لتنمية المهارات والقدرات العقليه لدى ابناء الشعب ..
 
والسلام عليكم ورحمة الله ! 
احمد
28 - ديسمبر - 2006
تنويه فقط    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أستغرب مِن مَن يضع مصيرية ما توصل له العلم الحديث لم تكن لو لا جهودنا نحن العرب !!
أما أتخذوا العرب تلكم العلوم والمعرفة من فلاسفة وعلماء الأغريق من قبل , وقام البعض منهم بتطويرها
ولكنهم هوجموا وأتهموا بالزندقة !


حازم الصيفي
7 - يوليو - 2009
عرب أم مسلمون ؟؟    كن أول من يقيّم
 
العرب هم الناطقون باللسان العربي، وهم أهل الجزيرة العربية. والمسلمون هم الذين اتخذوا الإسلام دينا، أيا كان انتماؤهم الجغرافي، لا فرق بين عرب وعجم. العلوم التي ظهرت إلى الوجود بعد الحضارة الرومانية وقبل عصر النهضة، توصل إليها أفراد ومجتمعات، ليس بصفتهم عربا، بل بكونهم مسلمون، باسم الإسلام وفي ضل أنظمة إسلامية كانت مدركتا لأهمية العلم والمعرفة. جل هؤلاء العلماء وأبرزهم كانوا عجما مسلمين، ناطقين باللسان العربي وليس عربا، فدرسوا العلم ودونوه باللسان العربي لأنه لسان القرآن. فليس كل ناطق بالعربية عربي. لكن سواء عربا أم عجما، هذا غير مهم في الإسلام، بل التقوى هي أساس الإسلام. علماء المسلمين السابقون طلبوا العلم لأن الإسلام يوصي به، ولأنه بالعلم يكتمل الإسلام ويزداد قوة وكذلك المسلم، وهذا أساس أول للنهوض بالعلم، وتمكنوا من العلم لأن ظروفا بيئية مواتية ومناسبة للتطور العلمي أحاطت بهم، اجتماعية واقتصادية وسياسية، لولاها لما حققوا أبدا ما فعلوه، وهذا أساس ثاني.
Neonate
14 - يناير - 2011
 1  2