البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : عصر محمد في المصادر غير العربية    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 زهير 
1 - يونيو - 2010
عصر النبي محمد (ص) لا يزال يفتقر للبحث والتنقيب، وليس في وسع إنسان بمفرده أن ينجز هذا العمل مهما أوتي من قوة، ولو عملنا معا على إرساء أسس هذا المشروع فنكون قد ساهمنا بتأليف أهم كتاب يؤلف في تاريخ الإسلام، وللتعريف بالموضوع أقول:
نحن في حاجة ماسة لمعرفة تاريخ الشعوب وأشهر رجالاتها في عصر محمد (ص)  والوقوف على أهم الحوادث التي زامنت مولده (ص) سنة 570م حتى وفاته صيف 632م  بشرط أن لا يكون التاريخ العربي هو مصدر المعلومة وإلا صح فينا قول الشاعر:
وفسر الماء بعد الجهد بالماء

سنرى من خلال التعليقات القادمة أن فرنسا وإنكلترا كانتا في عصر محمد (ص) أقوى مملكتين في أوربا، بينما لم تكن ألمانيا وروسيا والنمسا والمجر قد وجدت بعد.
كنا في طفولتنا (نحن الدمشقيين) نعشق (هرقل) ولا يفوتنا حضور أي فيلم من أفلامه، نتزاحم ونتدافع على شبابيك التذاكر وتتقطع ألبستنا وتتبلل من عرقنا ودمائنا، بينما كانت صور هرقل المعروضة على بوابة السينما أحلى شيء نراه في العيد، ولكننا لم نكن نعلم أن هرقل هذا الذي نحبه هو رمز العداء للإسلام، وكان قد نصب قيصرا على الروم في السنة التي بعث فيها محمد نبيا، وتوفي بعد وفاة النبي (ص) بتسع سنوات (641م) ولما طرق اسمه سمعنا لدى دراستنا للسيرة النبوية فيما بعد، عاجلنا الأستاذ بالجواب بأن هرقل هذا غير هرقل الذي كنتم ترون أفلامه وأنتم أطفال، ولكنهما في المحصلة واحد.
وقد قمت كمحاولة اليوم في البحث في الشبكة عن طريق البحث عن السنوات (596 و597 و599 و600) فاستخرجت هذه المقتطفات من مواقع مختلفة وأتمنى ممن يقع في يده كتاب يفيدنا في موضوعنا هذا أن يتكرم به علينا وله منا كل الشكر والامتنان.
ولابد من التذكير مرة أخرى أن كل ما أنشره في هذا الموضوع من تعليقات منقول حرفيا وليس لي فيه غير النقل والاختيار.
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الإسلام كما رآه الآخرون    كن أول من يقيّم
 
تحية طيبة،
خلال بحثي على الشبكة، عثرت على كتاب  باللغة الإنجليزية  عنوانه Seeing Islam As Others Saw It يحتوي ترجمة  للعديد من نصوص المخطوطات  المسيحية، واليهودية، والزرادشتية، وبعض هذه المخطوطات يعود تاريخها إلى  زمن قريب جدا من عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فمن يرغب في مطالعة  بعض نصوص الكتاب ، عليه بهذا الرابط:
 
http://www.christianorigins.com/islamrefs.html
*ياسين الشيخ سليمان
10 - يونيو - 2010
ومنكم نستفيد    كن أول من يقيّم
 
وكل الشكر لكم أستاذنا ياسين الشيخ سليمان على هذه المشاركات الطيبة، أما أفلام هرقل فلا أتذكر منها سوى صور البطولة، وكنت لم أبلغ الخامسة بعد لما كنت أحضر أفلام هرقل صحبة إخوتي الكبار، ثم صرت أحضرها ومعي إخوتي الصغار وأنا لم أبلغ العاشرة، وهذه أول مرة أعرف أن ستيف ريفز هو اسم الممثل، فأنا كنت أحب ستيف ريفز بقدر ما كنت أحب هرقل وأحسب أنهما بطلان أسطوريان، ولم يخطر ببالي أن أراجع ذاكرة الطفولة، وقد دفعني إلى فتح هذا الموضوع أني أرى بين الفينة والأخرى أفلاما وثائقية عن عصور موغلة في القدم يحدثنا معدوها وكأنهم أبناء تلك العصور،  وفي كثير من المرات يكون الحديث عن عصر قريب من عصر النبي (ص)، ولكن لم أر حتى الآن مستشرقا أو آثاريا أو باحثا أكادميا تناول عصر النبي محمد (ص) بالدراسة والبحث، فكيف يكون عند هؤلاء علم بتفاصيل حياة ملوك ماتوا قبل خمسة آلاف سنة ويقفون عاجزين عند الحديث عن عصر محمد. كانت حمامات دمشق القديمة والتي تعود إلى العهد الروماني مزينة بالكثير من تماثيل الرجال والنساء، في أوضاع الاستحمام المختلفة، ولكن هذه التماثيل معروضة اليوم في متاحف دمشق على أنها آلهة رومانية ولكل واحدة قصة، وأشهر هذه التماثيل التمثال الذي يجسد قصيدة النابغة الذبياني (سقط النصيف ولم ترد إسقاطه = فتناولته واتقتنا باليد)
*زهير
10 - يونيو - 2010
الشكر لكم انتم    كن أول من يقيّم
 
 وكل الشكر لكم أنتم أستاذنا، على ما نستفيده من علمكم باستمرار ، وسأظل أفخر بكوني تلميذا من تلاميذكم الأوفياء،
ولقد فاتني( بما يخص أفلام السينما) فارق السن بيني وبين أستاذنا زهير حين تحدثت عن أفلام هرقل . فقد كنت في الثالثة أو الرابعة عشرة حين بدأت أشاهد تلك الأفلام وأتابع قصصها . على أية حال، فقد كسبت معلومة جديدة من أستاذنا حفظه الله ، عن التمثال الذي يجسد قصيدة النابغة . أما الأفلام الوثائقية التي تتحدث عن النبي (ص) وعن دين الإسلام ، إن كان هناك أكثر من فلم، فقد شاهدت واحدا منها على الشبكة على موقع اليوتيوب ، واسمه : امبراطورية الإيمانEmpire of Faith، قامت على إنجازه، من بضعة أعوام، محطة تلفاز أمريكية . وهو فلم يتتبع مسيرة الإسلام والمسلمين والحضارة الإسلامية  لأكثر من ألف عام.
*ياسين الشيخ سليمان
12 - يونيو - 2010
أقدم المصادر اليونانية والسريانية....    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 

                                             مصادر غير عربية

أقدم المصادر اليونانية حول سيرة محمد هو الكاتب ثيوفانس في القرن التاسع الميلادي. وأقدم المصادر السريانية هو كاتب القرن السابع جون بار بينكاي[23] مع وجود خمسة كتبة آخرين لاتزيد فترة ذكرهم للنبي عن ثلاثين عاماً من وفاته[24].

خلفية تاريخية

مواقع أهم القبائل والممالك في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام (حوالي 600 م / 50 ق. هـ)
كانت شبه الجزيرة العربية في تلك الفترة في حال لا مركزية في السلطة؛ فقبيل الإسلام انهارت ثلاث ممالك عربية قديمة هي مملكة حمير (525م) ومملكة الغساسنة (583م) ومملكة المناذرة (609م). وكانت كل واحدة منهم فيما سبق تؤلف دولة تحكم أراضيها وتمد سيطرتها على مناطق أخرى بواسطة قبائل تحكمها بشكل مباشر. ويهدف استتباع هذه القبائل تأمين طرق شبكة التجارة العربية -والتي كانت الشريان الأساسي لاقتصاد الجزيرة العربية- من قطاع الطرق أو إغارة القبائل الأخرى، والتي لم تكن تنظر لهذا للإغارة على غيرها من القبائل والقوافل بأنه جريمة،[25][26] بل فخر لهم حيث يحصل قاطع الطريق على المال لأهله وعشيرته من قوم لاتربطه بهم صلة دم أو دين.[بحاجة لمصدر] وتشترك القبائل المحكومة من قبل تلك الدول مع هذه الدول في حروبها وفي المقابل توفر هذه الدولة الحماية للقبائل. فكان سقوط هذه الدول القوية قبيل قبيل البعثة إيذانا بحالة من عدم الاستقرار والحروب.[27] طبيعة الحكم داخل مجتمعات زمن البعثة كمكة هو النظام العشائري، حيث يتشارك أعيان تلك العشائر القوية في تلك المدينة بالحكم عبر النقاش، وفي حالة مكة فإن هناك مجلس هو دار الندوة يلتقي فيه الأعيان ويناقشون الأمور الداخلية، مثل فض المنازعات بين الأفراد، والأمور الخارجية مثل الحروب، وعقد الأحلاف، وتنظيم التجارة.
كان النسب هو العامل الفصل في مكانة الفرد فمن ولد في عشيرة كثيرة الأنفس، ومنها أعيان المدينة فهو "عزيز" و"منيع" في تعبير ذلك الزمن. أما من كان من عشيرة صغيرة وليس لها أعيان متبعون وفيهم المشورة فهو "حر" ولكنه ليس عزيزا. وهناك الأحلاف وهم بتعبير اليوم "الوافدون"، فكانت مكانتهم أقل من الأحرار؛ فهم إما خلعاء من عشائرهم الأصلية، أو قدموا للإقامة لأسباب أخرى، ويعرفون كذلك بالموالي. أما العبيد فمكانتهم منحطة لا حقوق لهم ويتم استغلالهم للعمل في الأمور التي يأنف منها اصحاب النسب.[28]
اعتمد اقتصاد شبه الجزيرة العربية في ذلك الوقت على شبكة التجارة العربية القديمة، وبالإضافة لذلك فهناك نشاطات اقتصادية متعددة، منها الزراعة التي ازدهرت في بعض المناطق بالرغم من عدم وجود أنهار دائمة في الجزيرة العربية، فاستعمل العرب قديما أنظمة السدود وقنوات الري خصوصا في اليمن وشرق الجزيرة العربية ووادي القرى شمال الحجاز والطائف. وتلك المناطق انتجت اصنافا من الحبوب والفاكهة. أما الزراعة في الأقسام الأخرى من الجزيرة العربية اعتمدت على زراعة نخيل التمر بشكل أساسي. اقتصاد مكة كان متينا؛ حيث كانت مركزاً تجارياً ودينياً هاماً نظراً لمرور القوافل التجارية القادمة من الشمال والجنوب بها، وترجع أهميتها الدينية لوجود الكعبة المقدسة فيها، والتي يفد إليها الحجاج كل عام مما كان يساعد على الازدهار الاقتصادي كذلك.[29].
ومن الناحية الدينية كانت الوثنية منتشرة في جزيرة العرب، حيث كانوا يعبدون آلهة يمثلونها في أصنام وأحيانا بالأشجار والحجارة والينابيع والآبار.[30] وفضلاً عن كونها مقصد رحلة الحج السنوية، كانت الكعبة في مكة مصفوف حولها 360 من تماثيل الآلهة المعبودة من قبل القبائل العربية المختلفة. وإلى جانب هذة الآلهة، كان العرب يشتركون في الاعتقاد بالألوهية العليا لله،[بحاجة لمصدر] لكنهم لا يتوجهون إليه بالعبادة أو الطقوس الدينية اليومية[بحاجة لمصدر]. ثلاثة آلهة اعتبرها العرب بنات الله وهن: اللات والعزى ومناة، اعتبرها العرب الوثنيون أعظم الآلهة، وتوجهوا إليهم بالصلوات والعبادات والقرابين. تواجدت أيضا الديانات التوحيدية في المجتمعات العربية بما في ذلك المسيحية واليهودية، وتركز تواجدها عند عرب العراق والشام، وتواجدت كذلك أسقفيات في شرق الجزيرة العربية، مع وجود للمسيحية في وسط الجزيرة العربية؛ إلا أنه لم يكن يضاهي الوثنية المتأصلة هناك. أما في غرب الجزيرة العربية فنجران كانت مركزا مشهوراللمسيحية.[31] الحنفية -وهم جماعة من العرب الموحدين قبل الإسلام على ملة إبراهيم- يصنفوا كذلك إلى جانب اليهود والمسيحيين كموحدين في الجزيرة العربية قبل الإسلام، على الرغم من الخلاف حول وجودهم التاريخي بين بعض الباحثين.[32][33] ووفقاً للتراث الإسلامي، محمد نفسه كان حنيفياً ويرجع نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم.[34]
( الموسوعة)
*د يحيى
14 - يونيو - 2010
مغارة هرقل ... اعجوبة البحر المتوسط     ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
l




موقع المغارة وصفاتها

تعتبر مغارة "هرقل" قرب مدينة طنجة أكبر مغارات إفريقيا، حيث توجد فيها سراديب تمتد إلى مسافة 30 كيلو متراً في باطن الأرض ، وتستقطب المغارة السياح وهواة الاستغوار منذ اكتشافها عام 1906، والمغارة التي نحتتها الطبيعة في بطن مرتفع صخري تشرف على المحيط الأطلسي غير بعيد عن بوغاز جبل طارق، حيث تتعانق مياه البحر الأبيض المتوسط بمياه المحيط الأطلسي، وتنتمي إلى مجموعة مغارات منطقة أشقار التي يعود تاريخ استيطانها إلى خمسة آلاف عام قبل الميلاد ، ومن خلال شرفة المقهى العلوي يمكن للسائح مشاهدة خليج طنجة ومضيق جبل طارق وسواحل الأندلس بالعين المجردة حين يكون الجو صحوا.

ومغارة هرقل عبارة عن كهف عميق تتكسر عليها أمواج البحر عند كل مدّ، وينفذ إليه الزوار في عتمة ما تلبث حتى تنجلي عن فتحة النور وهي نافذة تحت الجبل تطل على مياه الأطلسي ، وترسم خريطة أشبه ما تكون بخريطة إفريقيا .





الأسطورة القديمة

ويشكل الدخول إلى المغارة عالما من الغموض تغذيه الأسطورة القديمة عن تاريخ المغارة ، والتي تقول إن إفريقيا كانت متصلة بأوروبا، وتفصل هذه المنطقة المتوسطة بحر الروم (البحر المتوسط) عن بحر الظلمات (المحيط الأطلسي) ، ولما كان لأطلس ابن نبتون ثلاث بنات يعشن في بستان يطرح تفاحا ذهبيا ويحرسهن وحش، قاتله هرقل (ابن جوبيتر) وهزمه، لكن هرقل في غضبة من غضبات الصراع ضرب الجبل فانشق لتختلط مياه المتوسط الزرقاء بمياه الأطلسي الخضراء ، وتنفصل أوروبا عن إفريقيا، ثم يزوج هرقل ابنه سوفاكيس لإحدى بنات نبتون ليثمر زواجهما بنتا جميلة أسموها طانجيس، ومنها جاء اسم مدينة طنجة.





موقعها الإستراتيجي

وقد جعل موقع مدينة طنجة وهي بوابة المغرب الشمالية عند مجمع البحرين الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي منها جنة السياح وقبلتهم من شتى بقاع العالم، فهي تجمع بين السهل والجبل، إلى جانب شاطئ رملي من أجمل شواطئ العالم ، أقيمت عليه أحدث المنشآت السياحية المجهزة بكل الأدوات الترفيهية والرياضية.






تاريخها القديم

وتشير بقايا عمائر ومباني طنجة القديمة، بأشكالها الرومانية والأندلسية والأوروبية ، إلى تاريخ المنطقة التي ترك الفينيقيون والقرطاجيون والرومان والوندال والعرب حوافر خيولهم عليها، ففي عام 707م فتحها موسى بن نصير وولّى عليها القائد طارق بن زياد الذي انطلق منها عابرا المضيق الذي أخذ اسمه ليفتح الأندلس عام 711م ، فعظم شأن المدينة وأصبح اسمها يطلق على المغرب الأقصى كله بعد أن تحولت إلى مركز وجسر تعبر منه قوافل الجيوش والعلماء والأدباء ، وكل من يود التوجه إلى الأندلس التي كانت لا تفصلها عن طنجة سوى 14 كيلومتراً عبر البحر.
وبعد خروج العرب من الأندلس احتضنت طنجة المهاجرين الأندلسيين ، فأقاموا فيها وصبغوا حياتها بالصبغة الأندلسية المرهفة، ثم دخلت طنجة حلبة الصراع العالمي فسقطت في قبضة البرتغاليين الذين قدموها عام 1662 هدية زواج الملك شارل الثاني ملك إنجلترا من كاترين أميرة البرتغال .





تراثها العربي الأصيل

ورغم تعاقب خطوات الغزاة والمغامرين فوق ترابها، بقيت طنجة، كما هي ، محافظة على انتمائها العربي ، واحتفظت بسجلها كمنتدى لتلاقح الأفكار والتيارات ، حيث لجأ الكثير من مبدعي ومشاهير العالم، وأقاموا بها واتخذوها مكانا ملائما لإبداعاتهم، من بين هؤلاء أوجين دولاكروا ، وماتيس، ومارك توين، وتينسى ويليامز، وبول بولز، وصموئيل بيكيت، وجان جيني، وأنطوني كوين، وآخرون.

وكان ابن بطوطة أشهر رحالة العرب وهو من مواليد طنجة عام 1304م خير داعية لمدينته خلال رحلاته في مختلف أرجاء العالم








*abdelhafid
14 - يونيو - 2010
أوربة والإسلام    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

أوروبا والإسلام في العصور الوسطى: قضايا المجابهة والعلاقات السياسية والإنسانية

حاتم الطحاوي     الحياة     2004/07/3

 

بعد نجاح الامبراطور البيزنطي هرقل (610 - 641م) في هزيمة الفرس, ودخول عاصمتهم المدائن عام 628م, جرى الاعتقاد بأن المواجهة الثنائية الكبرى, التي امتدت لعدة قرون خلت, بين الروم المسيحيين, والفرس الوثنيين قد انتهت لمصلحة المسيحية.
غير أن أخبار وكتابات المسيحيين الشرقيين, التابعين للنفوذ السياسي البيزنطي, كانت أول من رصدت بزوغ دين جديد في جزيرة العرب. ولم تكتف بهذا, بل سوقت لفكرة مؤداها ان هذا الدين الجديد, ما هو إلا دين مزيف, تم انتحال شعائره من كتابات العهدين القديم والجديد. ويعبر عن هرطقة مسيحية جديدة.
وتشير أقدم إشارة بيزنطية الى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في العام 634م, بوصفه نبياً مزيفاً, تدعو تعاليمه الى إراقة دماء البشر, ومهاجمة المسيحيين, ملمحةً إلى أنه لم يسبق أن أُرسل نبي من قبل "... في يده سيف, ويعتلي عجلة حربية".
وعندما قام المسلمون بفتح بلاد الشام في الأعوام (636 - 637م), بدأ رجال الدين والمؤرخون البيزنطيون بصياغة فكرة سلبية عن الإسلام, وصورة ذهنية وحشية عن المسلمين. فزعم المؤرخ ثيوفانس (760م - 817م) بأن "المسلم هو شخص يمجد عمليات القتل التي أمر بها نبيه المزيف, الذي سوغ فكرة أن من يقتل عدوه المسيحي أو الوثني يدخل الجنة".
وهكذا, فبعد الفشل العسكري أمام زحف المسلمين على بلاد الشام ومصر وشمال أفريقيا, ساهم رجال الفكر في بيزنطة وأوروبا في تشويه صورة الإسلام والمسلمين. وصمهم بالبربرية والوحشية. بل زعموا أن نجاح المسلمين ما هو إلا تعبير عن غضب الرب, وهو ما يظهر في كتابات البطريرك صفرونيوس, وثيوفانس, والمؤرخ الغالي الكاثوليكي فريديجاريوس. وعلى أية حال, نجح الخطاب السياسي والديني البيزنطي في انتاج صورة سلبية عن عدو وثني وبربري, ذو قسمات صارمة وحادة ومدببة, لرجال شعثُ غُبر, يمتهنون إراقة الدماء. كما نجح أيضاً في تصدير هذه الصورة الى الغرب, لتسكن في الوعي والوجدان الأوروبي.
وجاء الفتح الإسلامي للأندلس 711م, ليزيد من عمق الأخدود بين أوروبا المسيحية والإسلام. ودُبجت كتابات عدة في الغرب عن أولئك الأعداء المتصفين بالقسوة المفرطة. ومن أهم تلك الكتابات, ما سطره المؤرخ الانكليزي بيديه (673 - 735م) إذ ساهم في تكريس وصف المسلمين بالأعداء الوثنيين, الذين يجب محاربتهم لأنهم يكنون كراهية عميقة للرب المسيحي.
على أنه من اللافت للنظر أن القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين, قد شهدا تنامي النظرة العدائية للمسلمين في أوروبا. بفضل ما اصطلح على تسميته بالحركة الصليبية التي دعا اليها البابا أربان الثاني في مجمع كليرمونت بفرنسا 1095م, إذ امتلأت خطبه ورسائلة بالحض على كراهية المسلمين, ذلك "الجنس الوثني الشرير", "ذرية قابيل, أبناء العاهرات" الذي يتمتع بقسوة وبربرية لا مثيل لها, ويقوم بتدنيس مدينة الرب (القدس). ومن الواجب قتلهم والنيل منهم, واغتصاب أرضهم مقابل الحصول على مكافأة سماوية من الرب.
وعلى رغم استقرار المسلمين بالشام لقرنين من الزمان, مع ما تبع ذلك من اتصال اجتماعي بالسكان المسلمين, والمحيط الإسلامي, فإن كتابات الحجاج المسيحيين ورجال الكنيسة الذين زاروا المناطق الصليبية, ساهمت في تكريس نفس النظرة العدائية للإسلام, ونقلها لأوروبا, بحيث ازدهرت ثقافة عدوانية تجاه المسلمين المتوحشين والبرابرة الوثنيين.
وكان من الطبيعي أن يعيد الرهبان الأوروبيون ورجال الكنيسة الكاثوليكية انتاج فكرة "الخوف من المسلمين", وخير من فعل ذلك هو الراهب الشهير يواقيم الفلوري (1145 - 1202م), الذي كان يكثر من التأمل في الكتاب المقدس, ليخرج بنتيجة مؤداها أن "المسلمين الهراطقة", قد ورد ذكرهم في الإصحاح الثالث لرؤيا يوحنا, حول طلوع وحش من البحر له سبعة رؤوس تشير إلى أعداء المسيحية, حيث يشير الرأس الرابع الى الرسول (صلى الله عليه وسلم) بعد زعم اضطهاده للمسيحيين, على حين يشير الرأسين الخامس والسادس الى السلاطين المسلمين عبدالمؤمن الموحدي في المغرب, وصلاح الدين الأيوبي في مصر والشام.
حدث هذا قبل أن يقوم دانتي في الكوميديا الإلهية بوضع نبي المسلمين في الدرك الأسفل من الجحيم, مفضلاً عليه فروسية صلاح الدين.
ولا غرو أن تكريس تلك الأفكار التي تدعو الى كراهية المسلمين, فضلاً عن الخوف منهم, دفعت العديد من الرهبان والمفكرين العلمانيين الأوروبيين الى انتهاج سياسة هجومية ضد الإسلام.
وعلى رغم الاعتراف الأوروبي على المستويين الفكري والكنسي, بالمنتج الثقافي والعلمي للحضارة الإسلامية, إلا أن النظرة الأوروبية للمسلم امتلأت بالخوف والتوجس إزاء ذلك المجهول, الذي يرفع سيفه بغية قتل المسيحي.
واستعرت الكراهية العميقة للإسلام والمسلمين في أوروبا في القرون من 14- 16م, على أثر المد الإسلامي الجديد تحت راية العثمانيين, الذين زحفوا نحو البلقان, قبل أن تستدير آلتهم العسكرية لتطبق بعنف على عاصمة المسيحية الشرقية الأرثوذكسية, وينجح السلطان محمد الفاتح في فتح القسطنطينية العام 1453م.
وهو ما أحدث صدمة كبرى لدى أوروبا المسيحية, فضلاً عن إحداث حالة من الذعر لدى البابوية وحكام أوروبا بعد سماعهم عن رغبة السلطان فاتح الذي تم وصفه "بالشيطان, الثعبان, الوثني, الشبقي... في الهجوم على ايطاليا حيث الكرسي البابوي في روما.
وربما ساهمت قسوة الأتراك العثمانيين, فضلاً عن استخدامهم نظام الدوشرمة بالبلقان في تعميق الجرح المسيحي. ولا بد من أن المؤرخين البيزنطيين المتأخرين قد شحذوا الذاكرة الأوروبية من أجل تكريس نظرية الخوف من المسلمين, فضلاً عن كراهيتهم العميقة. إذ تحدث المؤرخون المسيحيون المعاصرون لسقوط القسطنطينية, عما أسموه قسوة العثمانيين ووحشيتهم, فضلاً عن عمليات اغتصاب الراهبات وسبي الرهبان والسكان وبيعهم في أسواق الرقيق. بحيث كتب الأب ليونارد الخيوسي رسالة الى البابا نيقولا الخامس (1447 - 1455م) يصف فيها أولاً ما أحدثه العثمانيون من دمار ووحشية, ثم يحثه على ضرورة استعادة تلك العاصمة/ الرمز المسيحي, قبل أن يقوم العثمانيون بمهاجمة أوروبا الكاثوليكية.
وعلى رغم سقوط غرناطة 1491م, فإن ذلك لم يسهم في كسر حدة الخوف من المسلمين وكراهيهم, حتى اننا لنجد الملاح الشهير كريستوفر كولمبس يرسل الى الملكين فرديناند وايزابيلا في العام 1501م رسالة يحضهم فيها على مهاجمة المسلمين في عقر دارهم, واحتلال القدس, معتمداً في ذلك على التنبؤات المزعومة للأب يواقيم الفلوري, وتابعه الراهب أرنو الفيلانوفي
(1250 - 1312م) اللذان ذكرا بأن هناك بطلاً مسيحياً سوف يخرج من اسبانيا ليقوم بهزيمة المسلمين, ثم إعادة بناء قبر الرب في جبل صهيون بالقدس.
* كلية الآداب - جامعة الزقازيق - مصر
*د يحيى
15 - يونيو - 2010
بلالة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=39d36013a9a908c6&table=%2Fejabat%2Fuser%3Fuserid%3D01994645577179789363&clk=wttpcts
*د يحيى
15 - يونيو - 2010
 1  2  3