تحية طيبة أستاذنا الغالي زهير، وأشكرك على انتقاء موضوع هذا الملف الهام ، وتحية كذلك لأستاذنا الفنان عبد الحفيظ ،
أما صعوبة الحصول على مواضيع تتعلق بعصر النبي(ص) ومصادرها غير عربية إسلامية، فأمر صعب كما قال أستاذنا. فغير المسلمين من العلماء والمؤرخين كثيرا ما اعتمدوا المصادر الإسلامية في كتاباتهم ، وذلك لندرة المخطوطات غير العربية، التي كتبت في عصر النبي (ص) على ما يظهر، وتتعلق بظهور الدعوة الإسلامية .
وأما ما ذكره أستاذنا زهير عن الأفلام السينمائية الهرقلية، فقد ذكرني هذا بتلك الأفلام، حيث كنت مغرما مثله بمشاهدتها أوائل الستينيات من القرن المنصرم ، وما أزال أذكر اسم (ستيف ريفز) ، أحد ذوي العضلات الضخمة المفتولة من الممثلين الذين قاموا بدور هرقل في تلك الأفلام. على أن هرقل الذي أذكره في السينما، إن كانت ذاكرتي تسعفني، كان هرقل الأساطير الرومانية أو الاغريقية، ولم يكن هرقل، عظيم الروم، الذي عاصر مبعث النبي (ص) ، وهزم أمام المسلمين في معركة اليرموك.
من أجل المشاركة في هذا الملف القيم أخذت بالبحث في الشبكة، فتيسر لي مقال في سيرة هرقل المذكور، ملك الدولة الرومية الشرقية . والمقال باللغة الانجليزية، وقد قمت بترجمة فقرات قليلة منه ، وبمساعدة من (غوغل) مع بعض التصرف السطحي الأثر،. وهذا رابط الموقع:
سيرة هرقل:
ولد هرقل ، الذي أصبح يعرف رسميا باسم فلافيوس هرقل أوغسطس ، في وقت ما حوالي 575 ميلادي.
كان هرقل رجلا يحظى باحترام كبير ، وهو من أصول أرمينية ، وأصبح حاكما للإمبراطورية الرومية الشرقية( الدولة البيزطية).
خلال فترة حكمه التي دامت ثلاثين سنة، نشر السلام والوئام في ربوع الإمبراطورية . وهو الذي قام بتغيير اللغة الرسمية للإمبراطورية من اللاتينية إلى اليونانية . وقام هرقل بتوسيع الامبراطورية من خلال حملات ناجحة ضد الفرس والعرب ، على أن أهم أعماله التي اشتهر بها القيام بإعادة واحد من أقدس الآثار في العالم المسيحي إلى بيت المقدس ،ألا وهو الصليب الحقيقي المقدس .
وبمجرد أن قام هرقل بتحقيق السلام بينه وبين الفرس بعد حروب متعددة، واجه تهديدا جديدا من قوة الإسلام الصاعدة . ففي عام 634 م اجتاحت قوات عربية سورية وفلسطين . وبحلول ذلك الوقت كان هرقل قد شاخ بعد ان بلغ من العمر تسعة وخمسين عاما ، ونقص ما لديه من عبقرية تكتيكية في ميدان الحروب . في عام 636م، عانت قوات الإمبراطورية الرومية الشرقية واحدة من أكثر الهزائم حسما في تاريخها العسكري في معركة اليرموك . فبعيد هذه المعركة لم تعد الامبراطورية أبدا تدير الأراضي الواقعة إلى الجنوب من أنطاكية.
لقد كان الذل الذي أوقعته معركة اليرموك قد أدى خلال السنوات التي تبعتها إلى الفتح العربي الإسلامي للهلال الخصيب . فقد فاز العرب في آسيا وتبع ذلك فوزهم في مصر. وعندما مات هرقل من الوذمة (الاستسقاء) في 11 فبراير 641م، كان معظم الأراضي المصرية قد سقطت بيد العرب . وفي السنوات التي أعقبت وفاة هرقل انسحبت الإمبراطورية الشرقية إلى قرطاج . وفي قرطاج هذه احتاجت الإمبراطورية لقضاء ستين عاما لإعادة بناء نفسها قبل أن تصبح قادرة مرة أخرى على مواجهة العرب.
وعلى العموم، فقد كان هرقل ملكا جيدا، وكانت انتصاراته ضد الفرس رائعة . لقد كانت انتصاراته في الأناضول هي التي حافظت على الحدود الشرقية الرومية ، وهي ما نعرفه بتركيا اليوم.
هرقل وابنه قسطنطين على وجه عملة بيزنطية ( من ويكيبيديا)