البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : نشرة الحديثي لديوان أمية بن أبي الصلت    كن أول من يقيّم
 زهير 
20 - نوفمبر - 2008
تحية طيبة أساتذتي الأكارم : هل فيكم من يعرف أبا زمعة جد أمية بن أبي الصلت ؟؟
فبين يدي كتاب (أمية بن أبي الصلت حياته وشعره) للدكتور بهجة عبد الغفور الحديثي، والكتاب يدل على سنوات مضنية من البحث الدؤوب بين خزائن المخطوطات، ودور الكتب والمكتبات، قضاها الحديثي في جمع وتنسيق مادة الكتاب، وهو رسالة تخرجه، بإشراف د. جميل سعيد، ومراجعة د. نوري القيسي، وملاحظات د. جلال خياط، (ولا أدري هل هي رسالة ماجستير أم دكتوراه)، وهي ناحية غير موضحة في الكتاب، والكتاب (منشورات وزارة الثقافة والإعلام، بغداد 1991، طبعة ثانية)
 ولكنه وللأسف يعج بالأغلاط المطبعية، حتى إني أحصيت زهاء (80) خطا مطبعيا حتى ص 130: واستوقفني  في هذه الصفحة خطأ طال عجبي منه، ولم أجد له تفسيرا غير أنه من عجائب الالتباس.
فقد نقل الحديثي عن مروج الذهب قول المسعودي، كما في نشرة المرحوم محمد محيي الدين عبد الحميد (2 / 83) وأبو زمعة جد أمية بن أبي الصلت. وتمام النص:
 (وأتت معد يكرب الوفود من العرب تهنيه بعَوْدِ الملك إليه وأشراف العرب وزعماؤها، وفيهم عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وخويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأبو زَمْعَة جَدُّ أمية بن أبي الصَّلْت الثقفي، وقيل: أبو الصلت أبوه، فدخلوا إليه وهو في أعلى قصره بمدينة صنعاء المعروف بغُمْدَان وهو مُضَمَّخ بالعنبر، وسواد المسك يلوح على مَفْرِقه، بين يديه، وعلى يمينه وشماله ......ثم قام أبو زَمْعَة جد أمية بن أبي الصلت الثقفي، فأنشأ يقول: ليطلب الوتر امثال بن ذي يزن ...إلخ)

قال الحديثي (ص 130): (وأمية من الشعراء المشهورين، فهو أشعر ثقيف كما يرى أبو عبيدة، وثقيف معروفة بفصاحتها. كما عرف عنه أنه من أسرة شعرية، فجده أبو زمعة شاعر، وأبوه أبو الصلت شاعر، ومن ولده القاسم وربيعة شاعران. وبشير يموت يضيف إخوته الثلاثة، قال: (وإخوته الثلاثة شعراء) وآراه واهما في هذا، وربما قصد أولاده، فالمصادر لا تذكر لنا ذلك ، ولم يذكر لنا بشير يموت أسماءهم، ولم يشر إلى المصادر التي تذكرهم، او تستشهد لهم بشعر/ كما أراه واهما في قوله: (وقد كان جده زمعة شاعرا) والصواب أنه أبو زمعة، فما تذكره لنا المصادر أيضا من شعر أسرته قليل جدا، وأكثره قد اختلط بشعر أمية نفسه)

وكان الأستاذ بشير يموت ناشر ديوان أمية بن أبي الصلت قد ذكر ذلك في مقدمة نشرته فقال: (وكان جده زمعة شاعرا) وعلق الحديثي على ذلك،  بقوله: والصواب (أبو زمعة).
قلت أنا زهير: ولم أقف في كتب الأنساب على من سمى جد أمية لا زمعة ولا أبا زمعة، ولكني بحثت مطولا فرأيت المحبي أيضا، ذكر ذلك في نفحة الريحانة، في ترجمة عمار بن بركات، وكرر ذلك في (خلاصة الأثر)، وسبقه إلى ذلك البونسي الشريشي (ت651هـ)  في كتابه (كنز الكتاب) ولعل عمدتهم في ذلك ما ورد في (مروج الذهب)
والعجب كل العجب من الحديثي أن يسكت عن هذا الالتباس ؟
ثم الصواب في القصيدة أنها ليست من شعر أبي ربيعة وإنما من شعر ابنه أبي الصلت، وفي كثير من المصادر تنسب إلى أمية نفسه. وشاركهم في أبياتها شعراء كثر يطول ذكرهم.  وانظر تخريج القصيدة في كتاب الحديثي، وفي كتاب (شعر بني ثقيف من العصر الجاهلي حتى العصر الاموي) رسالة ماجستير (قيد الطبع) للأستاذ إسلام ماهر فرج عمارة، ص 10 من الديوان، وقد ذكر كلام المسعودي ولم ينبه لما فيه من الشذوذ، وهو أيضا في كل رسالته جعل الدكتور بهجة الحديثي امرأة، فيقول قالت الدكتورة بهجة الحديثي، والصحيح أن الدكتور بهجة عبد الغفور الحديثي باحث قدير، وأستاذ كبير، يشغل اليوم منصب رئيس مؤسسة (بيت الشعر) في إمارة الشارقة.
 3  4  5  6 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
محمد والمسيحية: رائعة أمية الضائعة    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :
 
قصيدة أمية في نصحه للنصارى بالوقوف إلى جوار محمد (ص) من عجائب الدهر.
وللأستاذ بهجت الحديثي شرف اكتشاف قطعة منها في كتاب (الزهرة) قبل أن يطبع، وليس ذلك بقليل، فهي لم تنشر قبل نشرته في أي كتاب، وما لها ذكر في كل الطبعات السابقة لديوان أمية، وبالتالي ليس لها ذكر في الموسوعة الشعرية أيضا، ولا في إصدارها الرابع الذي سيصدر عام 2009م
وقد استبعد لويس شيخو القصيدة برمتها من نشرته لشعر امية، في كتابه (شعراء النصرانية) واهملها المسلمون أيضا لما ترسخ عندهم من ارتداد امية وموته كافرا، واستمرت صورة أمية ترتسم في مخيال الأدب الإسلامي من خلال قصائده في رثاء قتلى بدر من المشركين، وبقيت هذه القصيدة دفينة في ديوان أمية، لم ينوه بها سوى ابن داود الظاهري في كتابه (الزهرة) وهو من رجالات القرن الثالث الهجري، توفي عام (298هـ)  كهلا في الثانية والأربعين من العمر، حيث أورد منها قطعة في (9) أبيات فقط ولكنها أهم قطعة في القصيدة، ولم يقدر لهذه القصيدة كاملة أن ترى طريقها إلى كتاب أبدا قبل نشرة الحديثي. (بغداد 1991م) 
وفي الربع الأخير من القرن (11) الهجري نشر البغدادي ( ت1093هـ) في كتابه (خزانة الأدب)  قطعة أخرى منها تقع في (16) بيتا، وأهمل ما ذكره ابن داود في الزهرة، وهو لباب القصيدة، وموضوعها الذي كتبت من أجله.
وكان هذا الإهمال سببا لغموض بعض ألفظ القصيدة بما نالها من تصحيف النساخ جيلا بعد جيل، وتحريف الناشرين والمحققين، كما رأينا في البطاقات السابقة وكما سنرى في التعليق على بعض كلمات هذه القصيدة في بطاقة لاحق
ة.
وحسب تخريج الحديثي لأبيات القصيدة فقد ورد في معاجم اللغة وكتب التفسير بيتان منها، الأول: في مادة (خلل) في اللسان، والثاني في مادة (زعم) في اللسان وتهذيب اللغة والاقتضاب (ص 539) وتفسير الرازي (10/ 153)
وأجمل لوحة رسمتها ريشة أمية في هذه القصيدة الآبدة الخالدة القطعة التي يصف فيها أجواء الكنائس، ويسجل ملاحظاته فيها على رجالات الدين المسيحي في عصره، ويذكرهم بأمجاد آبائهم الأحرار وكنائسهم التي صنعت للحكمة كما صنع لها لقمان، تطاول الثريا بمنائرها، لا مطمح في النيل من ذوائب مجدها لأحد، هؤلاء الذين كانوا جمال الوجود، وكان العبيد منهم بمنزلة الملوك في عيون ناظريهم، وكانت رواهبهم كالظباء بين البان والسلم، بدلهم الزمان كما ترى، وكم تمنيت لو يحتذون بآبائهم، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه. وهذا هو قول أمية:
مـصـانع لقمان قد iiنالها لـها ثلب طامحات iiالمجم
إذا  مـا دخلت iiمحاريبهم رأيـت  نصاراهمُ iiكالنَعَم
خـلاء وقـد كان iiأربابها عتاق الوجوه حسان اللحَم
مـلـوكا على أنهم iiسوقة ولايـدُهـم  كظباء iiالسلم
فـغـير ذلك ريب iiالمنو ن والمرء ليس له ما حكم
ولما لم يذكر البغدادي هذه القطعة، لم يعد مفهوما قوله في القطعة التي ذكرها:
أطيعوا الرسول عباد الإله تـنجون  من شر يوم iiألِم
وانقل هنا رواية البغدادي كاملة لنعرف سياق القطعة،، قال:
ورأيت في ديوانه قصيدة مدح بها النبي صلى الله عليه وسلم أولها: "المتقارب"
لك الحمد والمن رب العبا د أنت المليك وأنت الحكم
إلى أن قال:
ودن  ديـن ربك حتى iiالتقى واجـتـنبن الهوى iiوالضجم
مـحـمـد  أرسـله iiبالهدى فـعـاش غـنياً ولم iiيهتضم
عـطـاء  مـن الله iiأعطيته وخـص بـه الله أهل الحرم
وقـد  عـلـموا أنه iiخيرهم وفي  بيتهم ذي الندى iiوالكرم
يـعـيـبون  ما قال لما دعا وقـد فـرج الله إحدى iiالبهم
به وهو يدعو بصدق الحديث إلـى  الله من قبل زيغ iiالقدم
أطـيعوا  الرسول عباد iiالإله تـنـجـون من شر يوم iiألم
تـنجون  من ظلمات iiالعذاب ومـن حر نار على من iiظلم
دعـانـا  الـنـبي به iiخاتم فـمـن لـم يجبه أسر iiالندم
نـبـي هـدى صادق iiطيب رحيم  رؤوف يوصل iiالرحم
بـه خـتـم الله مـن قـبله ومـن بـعـده من نبي iiختم
يموت كما مات من قد iiمضى يـرد  إلـى الله باري iiالنسم
مـع الأنبيا في جنان iiالخلود هـم  أهـلها غير حل iiالقسم
وقـدس  فـينا بحب الصلاة جـمـيـعـاً وعلم خط القلم
كـتـابـاً  مـن الله نقرا به فـمـن يـعـتديه فقدْ ما أثم
"ما" زائدة، و"أثم" فعل ماض). ا.هـ
وهذه رواية ابن داود للقصيدة في (الزهرة) بلا تدخل مني في تصحيح كلماتها:
لكَ الحمدُ والمنّ ربّ العباد وأنت  المليك وأنتَ iiالحكمْ
أمرت  بالإنسان من iiنُطفةٍ تُخلق في البطنِ بعدَ iiالرّحمْ
وإنِّـي  أديـنُ لـكم iiإنكم سـيصدقكم  ربُّكم ما iiزعمْ
ولـستم بأحسن صنعاً iiولا أشـدَّ  قوى صُلُبٍ من iiأَدَمْ
مـصـانع  لقمان قد iiنالها لـها  ثلب طامحاتُ iiالمجمْ
إذا مـا دخـلت iiمحاريبهم رأيـتَ نـصاراهم iiكالنّعمْ
خـلا وقـد كـانَ iiأربابها عتاق  الوجوه حسان iiاللّحَمْ
مـلـوكاً  علَى أنَّهم iiسُوقةٌ ولايـدهـم كظباء iiالسَّلمْ
فَـغـيّر ذلك ريبُ iiالمَنون والمرء ليسَ له مال iiيحتكمْ
*زهير
24 - ديسمبر - 2008
شرح الحديثي لمفردات القصيدة    كن أول من يقيّم
 
لم أطمئن لبعض شروحات الحديثي لمفردات القصيدة، وسأكتفي هنا بذكر هذه الشروحات كيلا أطيل:
قال في شرح (أدم) في البيت (أشد قوى صلب من أدم): أدم هو آدم عليه السلام، والمعنى أن الناس ليسوا أحسن من آدم في الخلق ولا أشد قوى منه.
وقال البيت (لها ثلب طامحات المجم) ثلب: يقال للبعير إذا لم يلقح، والمجم المملوء من كل شيء ويقال للمكيال إذا امتلأ فهو مجم، ولعله يريد أن يقول إن محمدا (ص) قد نال فضائل لقمان وهي كثيرة تشبه حولة هذا البعير المملوءة.
وقال في شرح البيت (خلا وقد كان أربابها = عتاق الوجوه حسان اللحم) خلا: كذا وردت، ولعلها خلت كي يستقيم الوزن لأن الحديث عن المحاريب، وقوله: حسان اللحم: يعني بذلك جمال أجسامهم، لأن الجمال يكون مع استقامة الجسم.
وقال في البيت: (والمرء ليس له مال يحتكم) البيت غير مستقيم الوزن في قوله (مال يحتكم) ولعل صوابها ما احتكم. أي الأمر الذي يجوز فيه حكمه، ويقال احتكم فلان في مال فلان إذا جاز فيه حكمه.
وقال في تخريج البيت (ودن دين ربك حتى التقى) هو في نشرة أوربا وبيروت (حتى اليقين) قلت أنا زهير: وهو الصواب، وإلا كان البيت مختلا.
أما البيتان اللذان أضافهما الحديثي من معاجم اللغة فهما:
البيت 19 وأقحمه بعد البيت (نبي الهدى صادق طيب)
ودفع الضعيف وأكل اليتيم ونـهك  الحدود فكلٌّ iiحَرِم
والبيت 25 وهو خاتمة القصيدة
وإنـي أذيـنٌ لكم iiأنه سيجزيكم ربكم ما زعم
*زهير
24 - ديسمبر - 2008
سلام المحبة    كن أول من يقيّم
 
سلام المحبة والسلام بمناسبة الاعياد المباركة والمجيدة متمنيا لحضرتكم جميعا ان تكونوا بصحة جيدة وعافية اعتذر بداية عن غياباتي المستمرة والسبب يعود للانشغالات التي مهما كبرت لا تبعدني عن المكان الذي احب وعن الناس الذي اقدر واقصد الوراق وكتابه....
اتمنى لكم الخير جميعا وعذرا للغياب وسلامي للجميع
*جميل
26 - ديسمبر - 2008
لامية    كن أول من يقيّم
 
أوضح الحديثي في القطعة (195) أن البيت النسوب إلى أمية في نشرة شولتس هو للفرزدق، وهو قوله :
أنا  الذائد الحامي الذمار iiوإنما يدافع عن أحسابهم انا او مثلي
وقد رجع شولتس في اعتماده على نسبة البيت إلى أمية إلى كتاب (المقاصد النحوية 1 / 277) وفيه عبارة (من قصيدة لامية) أي (قافيتها لام).
قال الحديثي: (وقد وهم شولتس وظن أن لاميّة تعني لأمية فأثبت البيت في ديوان أمية ص 48 ونقله عنه بشير يموت، وأورده في نشرته لديوان أمية ص 46 أيضا، والبيت في ديوان الفرزدق 2/ 153)
قلت أنا زهير: ولا يزال البيت منسوبا إلى أمية في الموسوعة الشعرية،  وهو في ديوان الفرزدق المنشور في الموسوعة:
أَنا الضامِنُ الراعي عَلَيهِم وَإِنَّما يُدافِعُ  عَن أَحسابِهِم أَنا أو iiمِثلي
من قصيدة في (26) أولها:
أَلا اِستَهزَأَت مِنّي هُنَيدَةُ أَن رَأَت أَسيراً  يُداني خَطوَهُ حَلَقُ iiالحِجلِ
قال العباسي في (معاهد التنصيص):
أنَا  الذّائدُ الحامي الذِّمارَ iiوإنما يدافع عن أحسابهم أنَا أو مثلي
البيت للفرزدق، من قصيدة من الطويل، وسببها أن نساء بني مجاشع بلغهن فحش جرير بهن، فأتين الفرزدق وهو مقيد، وقد تقدم في ترجمته أنه قيد نفسه لحفظ القرآن، فقلن: قبح الله قيدك، وقد هتك جرير عورات نسائك فلحيت شاعر قومٍ، فأحفظنه، ففك القيد، وقال:
ألا استهزأت مني سُوَيدة إذ رأتْ أسيراً  يداني خطوه حلُق iiالحجل
.. إلخ.
أما (المقاصد النحوية) فمن أشهر آثار بدر الدين العيني (ت 855هـ) وقد طبع على هامش الخزانة
*زهير
8 - فبراير - 2009
عشاري    كن أول من يقيّم
 
ص 372 البيت (18):
مُبَتَّلَةٌ يَضيقُ المِرطُ عَنها عُشاريٌ بِأَيديَ iiالدارِعينا
 قال الحديثي:
العشاري: أي متفرقة بين ايدي الفرسان.
 والصواب( عشاري: ما كان طوله عشرة أذرع) وهو صفة للمرط، والمرط كساء الصوف والخز
*زهير
8 - فبراير - 2009
قاصرين    كن أول من يقيّم
 
وحول البيت 30: من القصيدة نفسها:
وَكـأسٍ قَد شُرِبَت بِماءِ ثَلجٍ وأُخرى قَد شُرِبَت بِقاصِرينا
قال الحديثي: (قاصرين: في اللسان (قصر) اسم بلد، ولم أهتد إلى كانه)
قلت أنا زهير: وقد ذكر أبو العلاء البيت في (الصاهل والشاحج) على أنه من معلقة عمرو بن كلثوم، وفيه (ببعلبك) مكان (بماء ثلج) ؟؟ قال:
وبالقرب من "الأندرين وقاصرين" موضع دامر يقال له "بعل بك" ويجب أن يكون "عمرو بن كلثوم" عنى هذا الموضع بقوله:
وكـأسٍ قد شربتُ ببعلَ بَكٍ وأخرى قد شَربتُ بقاصرينا
*زهير
8 - فبراير - 2009
الدسفان والدسقان    كن أول من يقيّم
 
 الدسفان: من مفردات أمية بن أبي الصلت، وقد اختلف المؤرخون وأئمة الأدب في المراد بها، كما اختلف أئمة اللغة في ضبطها، بالقاف (دسقان) أم بالفاء (دسفان) قال المطهر بن طاهر: في (البدء والتاريخ) : وكان أمية بن أبي الصلت قد قرأ الكتب واتبع أهل الكتاب وهو يقول:
والناسُ راثَ عليهم أمرُ ساعتهم فـكـلّـهـم قـائلٌ للدين iiأيّانا
أيّـام يـلقى نصاراهم iiمسيحهمُ والـكـائـنين  لهُ ودّاً iiوقربانا
هـم  سـاعدوهُ كما قالوا iiإلههمُ وأرسـلـوهُ يريد الغيث iiدسفانا
 وقال لويس شيخو في كتابه (النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية): ولأميّة أبيات ذكر فيها انتظار البشر ليوم الدينونة وظهور المسيح ليدين العالم:
والناسُ راثَ عليهم أمرُ ساعتهم فـكـلّـهـم قـائلٌ للدين iiأيّانا
أيّـام يـلقى نصاراهم iiمسيحهمُ والـكـائـنين  لهُ ودّاً iiوقربانا
هـم  سـاعدوهُ كما قالوا iiإلههمُ وأرسـلـوهُ يريد الغيث iiدسفانا
ومعلوم في معتقد المسلمين أنّ السيد المسيح (عيسى) هو الذي ينزل في آخر العالم ليدين العالمين.  وقد شرح الأبيات في مجلة المشرق السنة 7 ص 568 وذهب إلى أن الصواب في (الكائنين) (الكانتين) قال: وهم نوع من الملائكة. نقل ذلك الحديثي في شرحه للبيت وعلق على شرح شيخو بقوله: (ولم اجد لها هذا المعنى، وفي (التاج) (كنت): الكنت الخضوع والطاعة، ولعل منها الكانتين وهي اقرب للمعنى) والبيت في مجلة المشرق:
هـم سـاعدوهُ كما قالوا iiإلههمُ وأرسلوهُ يسوف الأرض دسفانا
واختار الحديثي رواية (يسوف الغيب) وشرح السوف بقوله: (ساف الشيء يسوفه إذا شمه، ومنه المسافة: بعد المفازة والطريق، وهو أن الدليل إذا ضل في فلاة أخذ التراب فشمه فعلم أنه على هديه، والدسفان: شبيه بالرسول وهو الذي يبغي شيئا.
قال: وهو في البدء والتاريخ (كسوف القبب) وهو تحريف، وفي اللسان والتاج (يسوف الغيث، ويريد الغيث) وفي مجلة المشرق سنة 7 ص 568 يسوف الأرض، والتصحيح من ديوانه طبع أوربا ص 47)
 وقال أبو عمرو الشيباني في (الجيم)
والدسفان: السر (؟؟) قال أمية:
هُـم ساعَدوه كما قالُوا iiإلههمُ وأَرسلوه يَسُوق الغَيْث َدُسْفانا
 وفي لسان العرب:
ابن الأَعرابي: أَدْسَفَ الرجلُ إذا صار مَعاشه من الدُّسْفَة، وهي القيادة وهو الدُّسْفانُ، والدُّسفان شبيه الرَّسول كأَنه يَبْغِي شيئاً؛ وقال أُمية:
فأَرْسَلُوه يَسُوفُ الغَيْثَ دُسفانَا
ورواه الفارسي: دُسْقانا، وهو مذكور في موضعه. وأَقْبَلُوا في دسفانهم أَي خمرهم؛ عن ثعلب.
 وفي (العباب الزاخر)
قال الليث: الدسفان -مثال عثمان-: شبه الرسول يطلب الشيء، وقيل: هو رسول سوء بين الرجل والمرأة، والجمع: دسافى -مثال حيارى-. ويقال: الدسفان -بالكسر- والجمع: دسافين، قال أمية بن أبي الصلت:
هم  ساعدوهُ كما قالوا إلههمُ وارسلوهُ يريد الغيث دسفانا
وقال ابن الاعرابي: الدسفة -بالضم-: القيادة؛ وهو الدسفان. وادسف الرجل: إذا صار معاشه من الدسفة.
 وفي (تاج العروس)
(د س ف) الدُّسْفَانُ، كعُثْمَانُ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقال اللَّيْثُ: هو شِبْهُ الرَّسُولِ، كأَنَّهُ يَطْلُبُ الشَّيءَ ويَبْغِيهِ، أَو رَسُولُ سُوءٍ بَيْنَ الرَّجُلِ والْمَرْأَةِ،ج: دُسَافَي، كَسُكَارَى، وقيل: هو الدُّسْفَانُ، ويُكْسَرُ، وحينئذٍ ج: دَسَافِينُ، كدِهْقَان، ودَهَاقِينُ، قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي الصَّلْتِ:
هم  ساعدوهُ كما قالوا إلههمُ وارسلوهُ يريد الغيث دسفانا
 وقال ابن سيده في (المحيط المحكم) د س ق: دسق الحوض دسقاً: امتلأ، وأدسقه هو. والديسق: الملآن. وغدير ديسق: ابيض مطرد. والديسق: البياض، والحسن، والنور. والديسق: الخبز الأبيض، قال:
له درمك في رأسه ومشارب وقدر  وطباخ وكأس وديسق
والديسق: ترقرق السراب، والماء المتضحضح. وسراب ديسق: جارٍ. والديسق: الطست. والديسق: الخوان. وقيل: هو من الفضة خاصة. والديسق: مكيال أو إناء. والديسق: الشيخ. وديسق: موضع. وابن ديسق: رجل. وبيت دوسق، على مثال "فوعل": بين الكبير والصغير، عن كراع.
والدسقان: الرسول، حكاه الفارسي.
*زهير
8 - فبراير - 2009
دقطان ودقظان    كن أول من يقيّم
 
قال ابن منظور في مادة (دقط): الدَّقِطُ والدَّقْطانُ: الغَضْبانُ؛ قال أُمَيَّةُ ابنُ أَبي الصلْت:
مـن  كان مُكْتَئِباً من سَيّءٍ iiدَقَطاً فزاد في صَدْرِه، ما عاشَ، دَقْطانا
ونقل بعدها مباشرة في مادة (دقظ) عن ابن بري قوله: الدَّقِظُ الغَضْبان، وكذلك الدَّقْظان؛ قال أُمية:
مَـن كـان مُكْتَئباً من سُنَّتي iiدَقِظاً فَرابَ في صَدْرِه، ما عاشَ، دَقْظانا
قال: قوله فراب أَي لا زالَ في ريْب وشكّ.
*زهير
8 - فبراير - 2009
تأمل صنع ربك    كن أول من يقيّم
 
قال أمية:
تَأَمَّل  صُنعَ رَبِّكَ غَيرَ iiشَكٍ بِعينِكَ كَيفَ تَختَلِفُ iiالنُجومُ
فَما تَجري سَوابِقُ iiمُلجَماتٌ كَما  تَجري وَلا طَيرٌ iiيَحومُ
دوائب في النَهارِ فَما تراها وَيـمشي مَشيَ لَيلَتِها iiتَعومُ
قال الحديثي: ويمشي مشي تصحيف والصواب: وتَمسي مَسي
قلت انا زهير: وهذه الأبيات أشبه ما يكون بقول أبي نواس: 
تأمل في نبات الأرض وانظر إلـى  آثـار ما صنع iiالمليكُ
عـيون  من لجين iiشاخصات بـأحداق  كما الذهب iiالسبيكُ
على قضب الزبرجد iiشاهداتٌ بـأن  الله لـيـس له iiشريكُ
*زهير
8 - فبراير - 2009
تجري الأمور    كن أول من يقيّم
 
نشر الحديثي في القطعة (139) بيتين هما
تَجري الأُمور على حُكم القَضاء وفي طـيِّ الـحـوادِثِ مَحبوبٌ iiومكروهُ
فـربَّـمـا سَـرَّنـي ما بِتُّ iiأحذرُهُ وربَّـمـا  سـاءنـي ما بِتُّ iiأرجوهُ
ونقل ذلك عن كتاب (تفريج المهج: ص 20)
قلت انا زهير: والبيتان من شعر أبي الصلت أمية بن عبد العزيز الداني، (ت 529هـ) وهما في ديوانه وفي (تحفة القادم) المنشور على الوراق. وقال أبو الصلت:
تَجري الأُمور على حُكم القَضاء وفي طـيِّ الـحـوادِثِ مَحبوبٌ iiومكروهُ
فـربَّـمـا سَـرَّنـي ما بِتُّ iiأحذرُهُ وربَّـمـا  سـاءنـي ما بِتُّ iiأرجوهُ
*زهير
8 - فبراير - 2009
 3  4  5  6