الدسفان والدسقان كن أول من يقيّم
الدسفان: من مفردات أمية بن أبي الصلت، وقد اختلف المؤرخون وأئمة الأدب في المراد بها، كما اختلف أئمة اللغة في ضبطها، بالقاف (دسقان) أم بالفاء (دسفان) قال المطهر بن طاهر: في (البدء والتاريخ) : وكان أمية بن أبي الصلت قد قرأ الكتب واتبع أهل الكتاب وهو يقول: والناسُ راثَ عليهم أمرُ ساعتهم | | فـكـلّـهـم قـائلٌ للدين iiأيّانا | أيّـام يـلقى نصاراهم iiمسيحهمُ | | والـكـائـنين لهُ ودّاً iiوقربانا | هـم سـاعدوهُ كما قالوا iiإلههمُ | | وأرسـلـوهُ يريد الغيث iiدسفانا | وقال لويس شيخو في كتابه (النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية): ولأميّة أبيات ذكر فيها انتظار البشر ليوم الدينونة وظهور المسيح ليدين العالم: والناسُ راثَ عليهم أمرُ ساعتهم | | فـكـلّـهـم قـائلٌ للدين iiأيّانا | أيّـام يـلقى نصاراهم iiمسيحهمُ | | والـكـائـنين لهُ ودّاً iiوقربانا | هـم سـاعدوهُ كما قالوا iiإلههمُ | | وأرسـلـوهُ يريد الغيث iiدسفانا | ومعلوم في معتقد المسلمين أنّ السيد المسيح (عيسى) هو الذي ينزل في آخر العالم ليدين العالمين. وقد شرح الأبيات في مجلة المشرق السنة 7 ص 568 وذهب إلى أن الصواب في (الكائنين) (الكانتين) قال: وهم نوع من الملائكة. نقل ذلك الحديثي في شرحه للبيت وعلق على شرح شيخو بقوله: (ولم اجد لها هذا المعنى، وفي (التاج) (كنت): الكنت الخضوع والطاعة، ولعل منها الكانتين وهي اقرب للمعنى) والبيت في مجلة المشرق: هـم سـاعدوهُ كما قالوا iiإلههمُ | | وأرسلوهُ يسوف الأرض دسفانا | واختار الحديثي رواية (يسوف الغيب) وشرح السوف بقوله: (ساف الشيء يسوفه إذا شمه، ومنه المسافة: بعد المفازة والطريق، وهو أن الدليل إذا ضل في فلاة أخذ التراب فشمه فعلم أنه على هديه، والدسفان: شبيه بالرسول وهو الذي يبغي شيئا. قال: وهو في البدء والتاريخ (كسوف القبب) وهو تحريف، وفي اللسان والتاج (يسوف الغيث، ويريد الغيث) وفي مجلة المشرق سنة 7 ص 568 يسوف الأرض، والتصحيح من ديوانه طبع أوربا ص 47) وقال أبو عمرو الشيباني في (الجيم) والدسفان: السر (؟؟) قال أمية: هُـم ساعَدوه كما قالُوا iiإلههمُ | | وأَرسلوه يَسُوق الغَيْث َدُسْفانا | وفي لسان العرب: ابن الأَعرابي: أَدْسَفَ الرجلُ إذا صار مَعاشه من الدُّسْفَة، وهي القيادة وهو الدُّسْفانُ، والدُّسفان شبيه الرَّسول كأَنه يَبْغِي شيئاً؛ وقال أُمية: فأَرْسَلُوه يَسُوفُ الغَيْثَ دُسفانَا ورواه الفارسي: دُسْقانا، وهو مذكور في موضعه. وأَقْبَلُوا في دسفانهم أَي خمرهم؛ عن ثعلب. وفي (العباب الزاخر) قال الليث: الدسفان -مثال عثمان-: شبه الرسول يطلب الشيء، وقيل: هو رسول سوء بين الرجل والمرأة، والجمع: دسافى -مثال حيارى-. ويقال: الدسفان -بالكسر- والجمع: دسافين، قال أمية بن أبي الصلت: هم ساعدوهُ كما قالوا إلههمُ | | وارسلوهُ يريد الغيث دسفانا | وقال ابن الاعرابي: الدسفة -بالضم-: القيادة؛ وهو الدسفان. وادسف الرجل: إذا صار معاشه من الدسفة. وفي (تاج العروس) (د س ف) الدُّسْفَانُ، كعُثْمَانُ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقال اللَّيْثُ: هو شِبْهُ الرَّسُولِ، كأَنَّهُ يَطْلُبُ الشَّيءَ ويَبْغِيهِ، أَو رَسُولُ سُوءٍ بَيْنَ الرَّجُلِ والْمَرْأَةِ،ج: دُسَافَي، كَسُكَارَى، وقيل: هو الدُّسْفَانُ، ويُكْسَرُ، وحينئذٍ ج: دَسَافِينُ، كدِهْقَان، ودَهَاقِينُ، قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي الصَّلْتِ: هم ساعدوهُ كما قالوا إلههمُ | | وارسلوهُ يريد الغيث دسفانا | وقال ابن سيده في (المحيط المحكم) د س ق: دسق الحوض دسقاً: امتلأ، وأدسقه هو. والديسق: الملآن. وغدير ديسق: ابيض مطرد. والديسق: البياض، والحسن، والنور. والديسق: الخبز الأبيض، قال: له درمك في رأسه ومشارب | | وقدر وطباخ وكأس وديسق | والديسق: ترقرق السراب، والماء المتضحضح. وسراب ديسق: جارٍ. والديسق: الطست. والديسق: الخوان. وقيل: هو من الفضة خاصة. والديسق: مكيال أو إناء. والديسق: الشيخ. وديسق: موضع. وابن ديسق: رجل. وبيت دوسق، على مثال "فوعل": بين الكبير والصغير، عن كراع. والدسقان: الرسول، حكاه الفارسي.
|