البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : نشرة الحديثي لديوان أمية بن أبي الصلت    كن أول من يقيّم
 زهير 
20 - نوفمبر - 2008
تحية طيبة أساتذتي الأكارم : هل فيكم من يعرف أبا زمعة جد أمية بن أبي الصلت ؟؟
فبين يدي كتاب (أمية بن أبي الصلت حياته وشعره) للدكتور بهجة عبد الغفور الحديثي، والكتاب يدل على سنوات مضنية من البحث الدؤوب بين خزائن المخطوطات، ودور الكتب والمكتبات، قضاها الحديثي في جمع وتنسيق مادة الكتاب، وهو رسالة تخرجه، بإشراف د. جميل سعيد، ومراجعة د. نوري القيسي، وملاحظات د. جلال خياط، (ولا أدري هل هي رسالة ماجستير أم دكتوراه)، وهي ناحية غير موضحة في الكتاب، والكتاب (منشورات وزارة الثقافة والإعلام، بغداد 1991، طبعة ثانية)
 ولكنه وللأسف يعج بالأغلاط المطبعية، حتى إني أحصيت زهاء (80) خطا مطبعيا حتى ص 130: واستوقفني  في هذه الصفحة خطأ طال عجبي منه، ولم أجد له تفسيرا غير أنه من عجائب الالتباس.
فقد نقل الحديثي عن مروج الذهب قول المسعودي، كما في نشرة المرحوم محمد محيي الدين عبد الحميد (2 / 83) وأبو زمعة جد أمية بن أبي الصلت. وتمام النص:
 (وأتت معد يكرب الوفود من العرب تهنيه بعَوْدِ الملك إليه وأشراف العرب وزعماؤها، وفيهم عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وخويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأبو زَمْعَة جَدُّ أمية بن أبي الصَّلْت الثقفي، وقيل: أبو الصلت أبوه، فدخلوا إليه وهو في أعلى قصره بمدينة صنعاء المعروف بغُمْدَان وهو مُضَمَّخ بالعنبر، وسواد المسك يلوح على مَفْرِقه، بين يديه، وعلى يمينه وشماله ......ثم قام أبو زَمْعَة جد أمية بن أبي الصلت الثقفي، فأنشأ يقول: ليطلب الوتر امثال بن ذي يزن ...إلخ)

قال الحديثي (ص 130): (وأمية من الشعراء المشهورين، فهو أشعر ثقيف كما يرى أبو عبيدة، وثقيف معروفة بفصاحتها. كما عرف عنه أنه من أسرة شعرية، فجده أبو زمعة شاعر، وأبوه أبو الصلت شاعر، ومن ولده القاسم وربيعة شاعران. وبشير يموت يضيف إخوته الثلاثة، قال: (وإخوته الثلاثة شعراء) وآراه واهما في هذا، وربما قصد أولاده، فالمصادر لا تذكر لنا ذلك ، ولم يذكر لنا بشير يموت أسماءهم، ولم يشر إلى المصادر التي تذكرهم، او تستشهد لهم بشعر/ كما أراه واهما في قوله: (وقد كان جده زمعة شاعرا) والصواب أنه أبو زمعة، فما تذكره لنا المصادر أيضا من شعر أسرته قليل جدا، وأكثره قد اختلط بشعر أمية نفسه)

وكان الأستاذ بشير يموت ناشر ديوان أمية بن أبي الصلت قد ذكر ذلك في مقدمة نشرته فقال: (وكان جده زمعة شاعرا) وعلق الحديثي على ذلك،  بقوله: والصواب (أبو زمعة).
قلت أنا زهير: ولم أقف في كتب الأنساب على من سمى جد أمية لا زمعة ولا أبا زمعة، ولكني بحثت مطولا فرأيت المحبي أيضا، ذكر ذلك في نفحة الريحانة، في ترجمة عمار بن بركات، وكرر ذلك في (خلاصة الأثر)، وسبقه إلى ذلك البونسي الشريشي (ت651هـ)  في كتابه (كنز الكتاب) ولعل عمدتهم في ذلك ما ورد في (مروج الذهب)
والعجب كل العجب من الحديثي أن يسكت عن هذا الالتباس ؟
ثم الصواب في القصيدة أنها ليست من شعر أبي ربيعة وإنما من شعر ابنه أبي الصلت، وفي كثير من المصادر تنسب إلى أمية نفسه. وشاركهم في أبياتها شعراء كثر يطول ذكرهم.  وانظر تخريج القصيدة في كتاب الحديثي، وفي كتاب (شعر بني ثقيف من العصر الجاهلي حتى العصر الاموي) رسالة ماجستير (قيد الطبع) للأستاذ إسلام ماهر فرج عمارة، ص 10 من الديوان، وقد ذكر كلام المسعودي ولم ينبه لما فيه من الشذوذ، وهو أيضا في كل رسالته جعل الدكتور بهجة الحديثي امرأة، فيقول قالت الدكتورة بهجة الحديثي، والصحيح أن الدكتور بهجة عبد الغفور الحديثي باحث قدير، وأستاذ كبير، يشغل اليوم منصب رئيس مؤسسة (بيت الشعر) في إمارة الشارقة.
 2  3  4  5  6 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أليهٌ وعليهٌ    كن أول من يقيّم
 
نقل الحديثي في القطعة (68) قول أمية:
أمـامها قائد إليه iiويحـ دوها حثيثا إليه سائقها
إلا أنه حرف (إليه) فجعلها (أليهٌ) وقال في شرحها:
(أليه: من أله يأله إذا تحير، يريد إذا وقع العبد في عظمة الله وجلاله، وهي صفة من صفات الربوبية) ولو كان هذا الشرح صحيحا لرأيناه في كتب اللغة مادة (أله).
والبيت ذكره ابن قتيبة ضمن القصيدة في (عيون الأخبار) وفيه (إليه) وليس (أليهٌ) ونقله العبشمي في ترتيب الأمالي الخميسية (نشرة الوراق ص 302) في نادرة يحسن ذكرها قال:
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم الهمداني من لفظه، قال حدثنا مظفر بن سهل المقري، يقول قال أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروزي: دخلت على أبي بكر بن مسلم صاحب قنطرة بردان يوم عيد فوجدته عليه قميص مرقوع نظيف منظف، وقدامه قليل خرنوب يقرضه، فقلت يا أبا بكر: اليوم عيد الفطر ما حل خرنوب، فقال لي: لا تنظر إلى هذا، لكن انظر إن سألتني من أين هو أيش أقول:
لأمية بن الصلت:
من لم يمت غبطة يمت هرماً لـلـموت  كأس لا بد iiذائقها
يقال اغتبط الرجل: إذا مات شاباً، واغتبطت البعير: نحرته من غير علة:
ما  ذلت النفس بالخلود وإن عاشت قليلاً والموت لاحقها
يـقـودهـا  قائد إليه iiويح دوهـا  حـثيثاً إليه iiسائقها
قلت أنا زهير:
قوله: (يقال اغتبط الرجل: إذا مات شابا واغتبطت البعير) تحريف والصواب (يقال اعتبط الرجل: إذا مات شابا واعتبطتُ البعير نحرته من غير علة) وهذا يعني أن البيت (من لم يمت عبطة) وليس غبطة. وقد أثبتها الحديثي في نشرته (عبطة) وهو الصواب.
وقوله في البيت الذي يليه  (ما ذلت النفس) كذا هو في الأصل وربما يكون (ما لذة النفس) وهو في (عيون الأخبار) لابن قتيبة:
ما رغبة النفس في البقاء وأن تـحـيا قليلا والموت iiلاحقها
وفي (الاستيعاب) و(الإصابة) و(أسد الغابة): (ما رغب النفس في الحياة) وفي (حياة الحيوان) (ما أرغب النفس)
وبقي أن أشير إلى أن هذه القصيدة من مشهور شعر أمية، وينسب الكثير من ابياتها إلى عمران بن حطان، وبعض أبياتها إلى ابن هرمة، وهي القصيدة التي روتها أخت أمية للنبي (ص) وذكرت أنه قالها على فراش الموت ، ومطلعها من أغاني العرب المائة المختارة قال أبو الفرج الأصبهاني:
باتت همومي تسري طوارقها أكـفّ عـيني والدمع سابقها
لـمـا أتـاها من اليقين iiولم تـكـن  تـراه يـلمّ طارقها
الشعر لأميّة بن أبي الصّلت، والغناء للهذليّ خفيف ثقيلٍ أوّل بالوسطى. وفيه لابن محرز لحنان: هزجٌ وثقيلٌ أوّل بالوسطى عن الهشاميّ وحبش. وذكر يونس: أنّ فيه لابن محرزلحناً واحداً مجنّساً.
 وقد انقطع سلك البيت الثاني فتناثرت كلماته وحرفت وصحفت، ورجعت بخفي حنين، فرواه ابن كثير في (البداية والنهاية: 2/ 225)
مما أتاني من اليقين ولم أوت براة يقص iiناطقها
وهو في التاريخ الكبير (3/ 125)
مما أتاني من اليقين ولم أود  يراه بعض iiناطقها
وفي مختصر تاريخ دمشق:
مما أتاني من اليقين ولم أوت براةً يقص iiناطقها
وفي (سر العالمين) للغزالي:
مما أتاني من اليقين iiولم أوت براءة يقض ناطقها
*زهير
21 - ديسمبر - 2008
القصيدة في ديوانين    كن أول من يقيّم
 
وهذه قصيدة أمية كاملة كما وردت في ديوانه، وهي نفسها باختلاف طفيف في ديوان عمران بن حطان (ت 84هـ)
القصيدة في ديوان أمية:
اِقتَرَبَ الوَعدُ وَالقُلوبُ إِلى iiال لـهـوِ وَحُـبٌّ الحَياةِ iiسائِقُها
باتَت هُمومي تَسري iiطَوارقُها اَكُـفَ عَـيني وَالدَمعُ iiسابِقُها
لَـمـا  أَتـاها مِنَ اليَقينَ iiوَلَم تَـكُـن  تَـراهُ يَـلُمُّ iiطارِقُها
ما رَغبَةُ النَفسِ في الحَياةِ وَإِن عاشَت  طَويلاً فَالمَوتُ iiلاحِقُها
قَـد  أُنـبـئَت أَنَهّا تَعودُ iiكَما كـانَـت  بَدِيّاً بِالأَمسِ iiخاَلِقُها
وَأَنَّ مـا جَـمَّـعَت iiوَأَعجَبَها مِـن  عَـيـشِها مَرَّةً iiمُفارِقُها
تَـعـاهَـدَت هَذِهِ القُلوبُ iiإِذا هَـمَّت  بِخَيرٍ عاقَت iiعَوائِقُها
وَصَـدَّهـا  لِلشَقاءِ عَن iiطَلَبِ ال جَـنَّـةِ دُنيا الآِلَهُ ما iiحِقُها
عَـبـدٌ دَعـا نَـفسَهُ iiفَعاتَبَها يَـعـلَـمُ أَنَ الـصَبرَ رامِقُها
مَن لَم يَمُت عَبطَةً يَمُت iiهَرِماً لَـلمَوتُ  كَأسٌ وَالمَرءُ iiذائِقُها
يـوشِـكُ مَـن فَرَّ مِن iiمَنيَتِهِ فـي بَـعـضِ غِرّاتِهِ يواقِفُها
لا يَستَوي المَنزِلانِ ثُمَّ وَلا iiال أَعـمـالُ لا تَستَوي iiطَرائِقُها
القصيدة في ديوان عمران:
اِقتَرَبَ الوَعدُ وَالقُلوبُ إِلى iiال لَـهـوِ وَحُـبُّ الحَياةِ iiسائِقُها
باتَت هُمومي تَسري iiطَوارِقُها أَكُـفُّ عَـيني وَالدَمعُ iiسابِقُها
مِـمّـا أَتـاني مِنَ اليَقينِ iiوَلَم أَود يـراهُ بـعـض نـاطقها
أَم مَـن تَلَظّى عَلَيهِ موقدَةُ iiال نـارِ  مُـحـيطٌ بِهِم iiسُرادِقُها
أَم أَسـكُنُ الجَنَّةَ الَّتي وُعِدَ iiال أبـرارُ  مَـصـفوفَةً iiنَمارِقُها
لا  يَـستَوي المنزِلانِ ثم وَلا iiال أعـمـالِ لا تَستَوي iiطَرائِقُها
هُـما  فريقانِ فِرقَةٌ تَدخُلُ iiال جـنَّـةَ حـفَّـت بِهِم حَدائِقُها
وَفِـرقَـةٌ  مِنهُمُ قَدِ اِدخلت ال نـارَ فَـشـانَـتـهُمُ iiمَرافِقُها
تَـعـاهَـدت هذِهِ القُلوب iiإِذا هَـمَّت  بِخَيرٍ عاقَت iiعَوائِقها
مَن لَم يَمُت عبطَةً يَمُت iiهَرماً لـلمَوتُ  كَأسٌ وَالمَرءُ iiذائِقُها
ما رَغبَةُ النَفسِ في الحَياةِ وَإِن عـاشَت قَليلاً فَالمَوتُ iiلاحِقُها
وَأَيـقَـنَـت أَنَّـها تَعودُ iiكَما كـانَ  بـراها بِالأَمسِ خالِقُها
وَأَنّ مـا جَـمَّـعَت iiوَأَعجَبَها مِـن  عَـيـشِها مَرَّةً iiمفارِقُها
وَصَدَّها  لِلشَقاءِ عَن طَلَبِ iiال جَـنَّـةِ  دُنـيـا الهَمُّ iiماحِقُها
عَـبـدٌ دَعـا نَـفسَهُ iiفَعاتَبَها يَـعـلَـمُ أَنَّ المَصيرَ iiرامِقُها
يـوشِـكُ مَـن فَرَّ مِن iiمَنيَّته فـي بَـعـضِ غرّاتِهِ يُوافِقُها
*زهير
21 - ديسمبر - 2008
من لم يمت عبطة    كن أول من يقيّم
 
وأشهر أبيات القصيدة قول أمية
مَن لم يَمُتْ عبطة يمت هرماً الـموتُ  كاسٌ والمرءُ ذائقها
وقد ضمنه ابن عبد ربه الأندلسي (ت 328هـ) قطعة غزلية يقول في آخرها:
دعْني  أَمُتْ في هوَى iiمُخدَّرةٍ تَـعـلـقُ نَفسي بها iiعلائِقُها
مَن لم يَمُتْ عبطة يمت هرماً الـموتُ  كاسٌ والمرءُ ذائقها
وأخذه ابن الرومي فقال من قصيدة 153 بيتا
أمـتَّ  وُديـك عَبطةً iiفمَهٍ دَعْهُ على رسله يمت هرما
*زهير
21 - ديسمبر - 2008
نسبة بيتين من القصيدة إلى ابن هرمة    كن أول من يقيّم
 
وفي (الآداب النافعة) لابن شمس الخلافة (ت 622هـ)
 فصل في الوعظيات
قال إبراهيم بن هرمة:

من لم يمت عبطة يمت هرما الـموت  كأس والمرء ذائقها
يـوشـك مـن فر من منيته فـي  بـعض غراته iiيوافقها

*زهير
21 - ديسمبر - 2008
منتزه البريم    كن أول من يقيّم
 
أورد الحديثي في القطعة 75 بيتا مفردا نسبه الخفاجي في (شفاء الغليل) إلى أمية،
لله يوم في البريم قطعته بمسرة  دارت به أفلاكه
انظر (شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل) للشهاب الخفاجي (ت 1069هـ) (الطبعة الميرية 1282هـ ص 54) و(طبعة محمد عبد المنعم خفاجي الطبعة الأولى: المطبعة المنيرية بالأزهر عام 1952 ص 77)  مادة (بريم)
قال الخفاجي: بريم منتزه بمصر قال أمية بن الصلت
لله يوم في البريم قطعته بمسرة  دارت به أفلاكه
وعلق الحديثي على الشرح بقوله: وأظن أنه ليس هو المقصود. والبريم موضع بنجد (معجم البلدان)
قلت أنا زهير: ولو كان هذا البيت لأمية لرأينا ذكرا له في معاجم البلدان، ولعل الخفاجي أراد أمية أبا الصلت الداني (ت 529هـ) فقد قضى في مصر زهاء عشرين عاما. والبيت أشبه ما يكون بشعره. وتعبير (لله يوم) لم يكن في عصر أمية بن أبي الصلت واردا.
قال الحديثي:
الأفلاك:  جمعٌ واحده فلك، وهو قطع الأرض المستديرة التي ترتفع عما حولها.
قلت: بل الصواب أن يقال: الأفلاك جمع فلك: مدار النجوم. وفي تورية بالفك بضم الفاء، السفينة، ولكن أئمة اللغة ذهبوا إلى أن الفلك يطلق على الجمع والمفرد،
والضمير في أفلاكه عائد إلى البريم، أي أفلاك البريم
وهذا المتنزه الذي ذكره الخفاجي هو المراد بموشح ابن سودون الذي أوله:
يا شُخَيتير إلى البريم روحي نـزّهـيني  ونهنهي روحي
*زهير
22 - ديسمبر - 2008
النياق والنياف    كن أول من يقيّم
 
أورد الحديثي في القطعة (76) قصيدة أمية التي يقول فيها:
لـيتني كنت قبل ما قد بدا iiلي في قلال الجبال أرعى الوعولا
وفيها البيت:
وبغاث  النياف واليعفر iiالنا فر والعوهج البرام الضئيلا

وقد صحف الحديثي النياف وجعلها (النياق) وقال في شرحها: النياق الجبال.
والقصيدة شرحها ابن كثير في أخبار أمية في (البداية والنهاية) وقال: النياف: الجبال.
وفي نشرة الحديثي (التوأم) مكان (البرام) قال: وهي في البداية والسيرة لابن كثير (والعوهج البرام) وأظنه تحريفا.
 
*زهير
22 - ديسمبر - 2008
من فرائد ابن عبد البر    كن أول من يقيّم
 
هذان بيتان من روائع أمية، أردت أن أنوه بهما لندرتهما، وقد تفرد بروايتهما ابن عبد البر القرطبي في (جامع بيان العلم وفضله) (1/ 106) والبيتان موجودان في النشرة القديمة لديوان أمية،وهما:
لا  يَـذهَبنَّ بكَ التَفريطُ iiمُنتَظِراً طولَ الأَناةِ وَلا يَطمَح بِكَ العَجَلُ
فَـقَد يَزيدُ السُؤالُ المَرءَ iiتَجرِبَة وَيَستريحُ  إِلى الأَخبارِ مَن iiيَسَلُ
وليس لأمية على هذا العروض سوى قوله:
كانَت لَهُم جَنَّةٌ إِذ ذاكَ ظاهِرَةٌ       فيها الفراديسُ وَالفومانُ وَالبَصَلُ
وبيت آخر رواه ابن عبد البر أيضا، (1/ 100) وهو:
إن الغلام مطيع من يؤدبه       ولا يطيعك كهلٌ حين يكتهلُ
وهو في نشرة بيروت للديوان (ص 18): (ولا يطيعك ذو شيب بتاديب)
توفي ابن عبد البر القرطبي عام ( 463هـ) وهو غير القرطبي صاحب التفسير المتوفى عام (671)
وكتابه (جامع بيان العلم وفضله) من ذخائر الأدب، وسوف ينشر قريبا على الوراق.
وقد استفدت تخريج الأبيات من نشرة الحديثي
*زهير
22 - ديسمبر - 2008
الحَمام والحِمام    كن أول من يقيّم
 
نشر الحديثي في القطعة (86) قطعة من قصيدة أمية في حمامة نوح التي سبق أن خصصناها بتعليق في هذا الموضوع.
القطعة كما أوردها الحديثي (7) أبيات، منها خمسة ابيات نقلها عن (نهاية الأرب للنويري) وستة ابيات عن الحيوان للجاحظ في موضعين منه (2/ 323 و7/ 209)
وقد انفرد النويري برواية البيت الثالث من القطعة:

سـمـع الله لابـن آدم نوحٍ ربّـنا ذو الجلال iiوالإفضال
حين أوفى بذي الحمامة والنا س جـميعاً في فلكه iiكالعيال
حـابـساً جوفه عليه رسولاً مـن  خفاف الحمام كالتّمثال
فـرشاها على الرّسالة iiطوقاً وخـضـاباً علامةً غير iiبال
فـأتـته بالصّدق لمّا iiرشاها وبـقـطـفٍ لمّا بدا iiعثكال
قال الحديثي معلقا على البيت الثالث:
في الأصل خوفه وليس لها معنى هنا والتصحيح من ديوانه (طبع أوربا ص 33 وبيروت ص 54)
قال: وجوفه: الأجوف الذي له جوف ولا يتمالك، أي لا يتماسك، وأراد به هنا البحر... خفاف الحمام: المنايا التي تأتي فجأة كالتمثال: أي على البحر رسولا كالتمثال يحفظ السفينة من الغرق. ا.هـ
قلت أنا زهير: وهذا تفسير مستبعد، ولما كان الحديث عن الحمامة فالأرجح أن يقال: خفاف الحمام المسرعات في طيرانها. والذي يظهر لي أن التصحيف لحق كلمة (جوفه) وأن المراد وصف الطوق الذي منحه نوح للحمامة  بأنه صار كالتمثال على جيدها تذكارا لها مدى الأيام
*زهير
23 - ديسمبر - 2008
الحجاج والقرآن    كن أول من يقيّم
 
ذكر البغدادي هذه الطرفة النادرة في شرح الشاهد (437) من شواهد سيبويه في الكتاب وهو البيت:
ربما تكره النفوس من الأم ر  لـه فرجةٌ كحل العقال
قال: والبيت الشاهد قد وجد في أشعار جماعةٍ، والمشهور أنه لأمية بن أبي الصلت، من قصيدة طويلة عدتها تسعةٌ وسبعةٌ وسبعون بيتاً ذكر فيها شيئاً من قصص الأنبياء: داود، وسليمان، ونوح، وموسى. وذكر قصة إبراهيم وإسحاق عليهما السلام، وزعم أنه هو الذبيح، وهو قولٌ مشهورٌ للعلماء.
أما الطرفة النادرة فقد رواها البغدادي ولم تسعفه ذاكرته في تذكر المصدر الذي ذكر هذا الرواية في سبب هروب أبي عمرو بن العلاء (1)
وقد عثرتُ على هذا المصدر وهو كتاب (سرح العيون في شرح رسالة ابن زيتون) لابن نباتة،  أثناء ترجمته للحجاج، قال:
( وقال أبو عمرو بن العلاء كنت أقرأ "إلا من اغترف غرفة" بالفتح وبلغ الحجاج وكان يقرأ بالضم فطلبني فهربت إلى واد صنعاء فأقمت زماناً فسمعت أعرابياً يقول لآخر
قد مات الحجاج فقال الأعرابي:
ربما تجزع النفوس من الأمر لـه فـرجـة كـحل iiالعقال
فلم أدر بأي شيء كنت أشد فرحاً أبموت الحجاج أم بسماع البيت أستشهد به على
القراءة).
وهناك رواية اكثر تفصيلا للقصة سأذكرها في ختام هذه البطاقة.
وأنقل هنا ما رواه البغدادي من مختلف الروايات في سبب هروب أبي عمرو، قال:
أخرج ابن عساكر من طريق الأصمعي، قال: قال أبو عمرو بن العلاء:
هربت من الحجاج فسمعت أعرابياً ينشد:
يا قليل العزاء في الأهوال وكـثير  الهموم والأوجال
إلى آخر الأبيات. فقلت: ما وراءك يا أعرابي؟فقال: مات الحجاج! فلم أدر بأيهما أفرح: أبموت الحجاج أم بقوله فرجة؟ لأني كنت أطلب شاهداً لاختياري القراءة في سورة البقرة: إلا من اغترف غرفة بالفتح. انتهى.
وقد رويت قصة أبي عمرو بن العلاء هذه على وجوهٍ مختلفة منها رواية الصاغاني في العباب، قال: قال الأصمعي: سمعت أبا عمرو بن العلاء وكان قد هرب من الحجاج إلى اليمن، يقول: كنت مختفياً لا أخرج بالنهار فطال علي ذلك، فبينا أنا قاعدٌ وقت السحر مفكراً سمعت رجلاً ينشد وهو مارٌّ:
ربما تكره النفوس من الأم ر  لـه فرجةٌ كحل العقال
ومر خلفه رجلٌ يقول: مات الحجاج! قال أبو عمرو: فما أدري بأيهما كنت أفرح، أبموت الحجاج، أم بقوله: فرجة بفتح الفاء، وكنا نقوله بضمها. اهـ.
ومنها ما رواه الدماميني في الحاشية الهندية، قال: يحكى عن أبي عمرو بن العلاء أنه كان له غلام ماهر في الشعر، فوشي به إلى الحجاج، فطلبه ليشتريه منه. قال: فلما دخلت عليه، وكلمني فيه، قلت: إنه مدبّر. فلما خرجت قال الواشي: كذب. فهربت إلى اليمن خوفاً من شره، فمكثت هناك وأنا إمامٌ يرجع إلي في المسائل، عشر سنين، فخرجت ذات يوم إلى ظاهر الصحراء فرأيت أعرابياً يقول لآخر: ألا أبشرك؟ قال: بلا. قال: مات الحجاج! فأنشده:
ربما تكره النفوس من الأم ر  فـرجـة كحل iiالعقال
وأنشده بفتح الفاء من فرجة. قال أبو عمرو: لا أدري بأي الشيئين أفرح، أبموت الحجاج أم بقوله فرجة بفتح الفاء، ونحن نقول فرجة بضمها، وهو خطأ. وتطلبت ذلك زماناً في استعمالاتهم. قال أبو عمرو: وكنت بقوله: فرجة أشد مني فرحاً بقوله: مات الحجاج. اهـ.
كذا ساق الحكاية. وفي قوله في آخرها: وهو خطأ نظرٌ لا يخفى. والمشهور أن سبب
هروب أبي عمرو إلى اليمن طلب الحجاج منه شاهداً من كلام العرب لقراءته: غرفة بالفتح، فلما تعذر عليه، هرب إلى اليمن. ولم تحضرني الآن هذه الرواية
).
قلت انا زهير: ومما فات البغدادي أن يذكره في سبب هروب أبي عمرو ما رواه القاضي التنوخي في كتابه (الفرج بعد الشدة) بسنده إلى أبي عمرو أنه قال:
كنت مستخفياً من الحجاج، وذلك أن عمي كان عاملاً له، فهرب، فهم بأخذي.
فبينا أنا على حال خوفي منه، إذ سمعت منشداً ينشد:
ربّما تجزع النفوس من الأم ر  لـها فرجة كحل iiالعقال
ومن الفوائد ما ذكره الرافعي في (التدوين في تاريخ قزوين) في ترجمة أحمد بن صالح الحداد، والد علي بن صالح المقرىء، قال: وسمع أحمد بن صالح أبا الطوسي في القراآت لأبي حاتم السجستاني "إلا من اغترف غرفة" وغرفة واخترنا الضم لان الغرفة ملء الكف والمغرفة والغرفة بالفتح يكون للقليل والكثير وقد تغرف السفينة مائة قربة وأكثر.
وفي (كنز العمال)
عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي داود وابن الأنباري في المصاحف.
عن عثمان أنه قرأ:" إلا من اغترف غرفة" بضم الغين.
وفي (المغني) لابن هشام : (اغترفَ غرفةً بيدهِ) إن فتحت الغين فمفعول مطلق، أو ضممتها فمفعول به، ومثلهما حسوتُ حَسوةً، وحُسوةً.
وأختم هذه البطاقة بما حكاه الشيخ عبد الرحمن  ابن درهم وهو من أهل هذا العصر، توفي عام 1943م قال في كتابه (نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار):
ويروى أن أبا عمرو بن العلاء، كان يقرأ قوله تعالى: (إلا من أغترف غرفة بيده) بالفتح فأحضره الحجاج، وقال: ما حجتك في قراءتها بالفتح؟ قال: أمهلني أيها الأمير. قال: أمهلتك شهراً، فإن لم تأتني بحجة ضربت عنقك، فوكل من به يسير معه في أحياء العرب فلم يجد
حجة إلا أن كمل الشهر، فرده الموكلون به على الحجاج، فلما كان في أثناء الطريق إذ إعرابي يسوق إبلاً له وينشد:
صـبـر النفس عند كل iiملم إن  في الصبر حيلة iiالمحتال
لا تضيقن بالأمور فقد iiتكشف غـمـاؤهـا  بـغير احتيال
ربما تجزع النفوس من الأمر لـه فـرجـة كـحل iiالعقال
فقال له أبو عمرو: ما وجه الفتح في فرجة؟ فقال: كلما أتى على وزن فعلة فلنا فيه ثلاث لغات، ففرح أبو عمرو بوجود الحجة لقراءته ثم قال للإعرابي: ما سبب إنشادك هذه الأبيات؟ قال: أنه قد بلغنا نعي الحجاج، وكنا متخوفين منه، فقال أبو عمرو: والله ما أدري بأيتهما أفرح، بموت الحجاج، أم بوجود الحجة على قراءتي ومذهبي؟!
________
(1) قال السيوطي في المزهر:
أبو عمرو بن العلاء: اختلف في اسمه على واحد وعشرين قولاً: أصحّها زَبّان بزاي معجمة والبقية: جَبْر، جُنَيْد جَزْء، حُمَيْد، رَبّان براء مهملة عُتَيْبَة، عُثمان، عُرْيان، عقبة، عمَّار، عَيَّار، عُيَيْنَة، فائد، قَبِيصة، مَحْبوب، محمد، يحيى، وقيل: اسمه كنيته، وسبب الاختلاف فيه أنه كان لجلالته لا يُسأل عن اسمه، قال أبو الطيب: أبو عمرو بن العلاء وأخوه أبو سُفْيان زعم النيسابوري أن اسميهما كنيتاهما
*زهير
23 - ديسمبر - 2008
المغالي والمعالي    كن أول من يقيّم
 
نشر الحديثي في القطعة (87) بيتا مفردا انفرد بذكره الزمخشري في (أساس البلاغة) وهو قوله في مادة (جسر):
فهي تجري بهم وتجسر البح ر  بـأقلاعها كقدح iiالمغالي.
قال الحديثي في شرح البيت:
القدح السهم، والمغالي طالب الثأر شبه به السفينة من جهة سرعته.
قلت انا زهير: الصواب (وتجتسر البحر) وأما تفسيره للمغالي فهو تفسير فاسد، قال ابن منظور في اللسان مادة (غلا) والمُغالي بالسِّهْمِ: الرافِعُ يدَه يريدُ به أَقصَى الغايةِ. ورجلٌ غَلاَّءٌ: بَعيدُ الغُلُوِّ بالسِّهْم
و في (أساس البلاغة) مادة (غلو) قال:
هو مني بغلوة سهم وبغلوتين وبثلاث غلوات، والفرسخ التام: خمس وعشرون غلوة. وقد غلا بسهمه وغالى به، وتغالينا بالسهام، وترامينا بالمغالي، جمع: مغلاة، وتقول: ما عنده من المعالي، إلا الرمي بالمغالي. ..
وفي الصحاح للجوهري مادة (نضا)
والنَضِيُّ على فَعيلٍ: القِدْحُ أوَّل ما يكون قبل أن يُعْمَلَ.
ونَضِيُّ السهمِ: ما بين الريش والنَصْل. وقال أبو عمرو: النَضِيُّ: نصلُ السهم؛
يقال: نَضِيٌّ مُقَلْقَلٌ. قال لبيد يصف الحمار وأُتُنَهُ:
وأَلْزَمَها النِجادَ وشايَعَتْهُ         هَواديها كأَنْضِيَةِ المَغالي
وفي (المحكم) مادة (نزع):
ونَزَع في القوس يَنزِع نَزْعا: مد. وقيل: جذب الوتر بالسهم. وفي مثل: "عاد السهم إلى النَّزَعَة": أي رجع الحق إلى أهله.
وانتَزَع للصيد سهما: رماه به. واسهم السهم: المِنْزَع.
والمِنْزَع أيضا: الذي يرمي به أبعد ما يقدر عليه لتقدر به الغلوة. قال الأعشى:
فهْوَ كالمِنْزَعِ المَرِيش مِن الشَّوْ         حَطِ غالَتْ به يمينُ المُغالِي
وقد تصحفت المغالي إلى (المعالي) في كثير من الكتب، ومنها (التحف والهدايا) للخالديين، وفيه:
وقريب من هذا ما يروى أن بعض من كان في جملة أبي دلف القاسم بن عيسى العجلي أهدى إليه سيفاً وكتب معه:
قد بعثنا إليك قدح المعالي         ورسول الآمال والآجال
وحرام على العبيد إذا ما         ملكوا ما تخيرته الموالى
*زهير
23 - ديسمبر - 2008
 2  3  4  5  6