البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : نشرة الحديثي لديوان أمية بن أبي الصلت    كن أول من يقيّم
 زهير 
20 - نوفمبر - 2008
تحية طيبة أساتذتي الأكارم : هل فيكم من يعرف أبا زمعة جد أمية بن أبي الصلت ؟؟
فبين يدي كتاب (أمية بن أبي الصلت حياته وشعره) للدكتور بهجة عبد الغفور الحديثي، والكتاب يدل على سنوات مضنية من البحث الدؤوب بين خزائن المخطوطات، ودور الكتب والمكتبات، قضاها الحديثي في جمع وتنسيق مادة الكتاب، وهو رسالة تخرجه، بإشراف د. جميل سعيد، ومراجعة د. نوري القيسي، وملاحظات د. جلال خياط، (ولا أدري هل هي رسالة ماجستير أم دكتوراه)، وهي ناحية غير موضحة في الكتاب، والكتاب (منشورات وزارة الثقافة والإعلام، بغداد 1991، طبعة ثانية)
 ولكنه وللأسف يعج بالأغلاط المطبعية، حتى إني أحصيت زهاء (80) خطا مطبعيا حتى ص 130: واستوقفني  في هذه الصفحة خطأ طال عجبي منه، ولم أجد له تفسيرا غير أنه من عجائب الالتباس.
فقد نقل الحديثي عن مروج الذهب قول المسعودي، كما في نشرة المرحوم محمد محيي الدين عبد الحميد (2 / 83) وأبو زمعة جد أمية بن أبي الصلت. وتمام النص:
 (وأتت معد يكرب الوفود من العرب تهنيه بعَوْدِ الملك إليه وأشراف العرب وزعماؤها، وفيهم عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وخويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأبو زَمْعَة جَدُّ أمية بن أبي الصَّلْت الثقفي، وقيل: أبو الصلت أبوه، فدخلوا إليه وهو في أعلى قصره بمدينة صنعاء المعروف بغُمْدَان وهو مُضَمَّخ بالعنبر، وسواد المسك يلوح على مَفْرِقه، بين يديه، وعلى يمينه وشماله ......ثم قام أبو زَمْعَة جد أمية بن أبي الصلت الثقفي، فأنشأ يقول: ليطلب الوتر امثال بن ذي يزن ...إلخ)

قال الحديثي (ص 130): (وأمية من الشعراء المشهورين، فهو أشعر ثقيف كما يرى أبو عبيدة، وثقيف معروفة بفصاحتها. كما عرف عنه أنه من أسرة شعرية، فجده أبو زمعة شاعر، وأبوه أبو الصلت شاعر، ومن ولده القاسم وربيعة شاعران. وبشير يموت يضيف إخوته الثلاثة، قال: (وإخوته الثلاثة شعراء) وآراه واهما في هذا، وربما قصد أولاده، فالمصادر لا تذكر لنا ذلك ، ولم يذكر لنا بشير يموت أسماءهم، ولم يشر إلى المصادر التي تذكرهم، او تستشهد لهم بشعر/ كما أراه واهما في قوله: (وقد كان جده زمعة شاعرا) والصواب أنه أبو زمعة، فما تذكره لنا المصادر أيضا من شعر أسرته قليل جدا، وأكثره قد اختلط بشعر أمية نفسه)

وكان الأستاذ بشير يموت ناشر ديوان أمية بن أبي الصلت قد ذكر ذلك في مقدمة نشرته فقال: (وكان جده زمعة شاعرا) وعلق الحديثي على ذلك،  بقوله: والصواب (أبو زمعة).
قلت أنا زهير: ولم أقف في كتب الأنساب على من سمى جد أمية لا زمعة ولا أبا زمعة، ولكني بحثت مطولا فرأيت المحبي أيضا، ذكر ذلك في نفحة الريحانة، في ترجمة عمار بن بركات، وكرر ذلك في (خلاصة الأثر)، وسبقه إلى ذلك البونسي الشريشي (ت651هـ)  في كتابه (كنز الكتاب) ولعل عمدتهم في ذلك ما ورد في (مروج الذهب)
والعجب كل العجب من الحديثي أن يسكت عن هذا الالتباس ؟
ثم الصواب في القصيدة أنها ليست من شعر أبي ربيعة وإنما من شعر ابنه أبي الصلت، وفي كثير من المصادر تنسب إلى أمية نفسه. وشاركهم في أبياتها شعراء كثر يطول ذكرهم.  وانظر تخريج القصيدة في كتاب الحديثي، وفي كتاب (شعر بني ثقيف من العصر الجاهلي حتى العصر الاموي) رسالة ماجستير (قيد الطبع) للأستاذ إسلام ماهر فرج عمارة، ص 10 من الديوان، وقد ذكر كلام المسعودي ولم ينبه لما فيه من الشذوذ، وهو أيضا في كل رسالته جعل الدكتور بهجة الحديثي امرأة، فيقول قالت الدكتورة بهجة الحديثي، والصحيح أن الدكتور بهجة عبد الغفور الحديثي باحث قدير، وأستاذ كبير، يشغل اليوم منصب رئيس مؤسسة (بيت الشعر) في إمارة الشارقة.
 1  2  3  4  5 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
يوسف وزليخة    كن أول من يقيّم
 
أشار الحديثي إلى أن القرطبي أورد هذا البيت في تفسير الآية (31) من سورة يوسف (فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأ) قال: قال وهب بن منبه: إنهن كن أربعين امرأة فجئن على كره منهن، وقد قال فيهن أمية بن أبي الصلت:
حتى إذا جئنها قسرا    ومهدت لهن أنضادا وكبابا (1)
(1)            قال الحديثي ص 155 كذا ورد البيت وهو مختل الوزن، ولم يرد في الطبعات السابقة للديوان. والنضد متاع البيت المتراكم بعضه فوق بعض، وقصد به الفراش. والكباب: المائدة إذا قلبت، يقال لها كباب (اللسان: كبب)
قلت أنا زهير: لم أجد هذا المعنى في لسان العرب ؟ والظاهر أن البيت الذي أورده القرطبي (على ما فيه من التصحيف) من نفس القصيدة التي حكى فيها أمية قصص الأنبياء وأخبارهم، ولم أعثر على البيت في مصدر آخر غير تفسير القرطبي
*زهير
27 - نوفمبر - 2008
أمية وابن المقفع    كن أول من يقيّم
 
هذه مجموعة طريفة من شعر أمية، أوردها أبو عبد الله النحوي اليمني (ت 400هـ)  في كتابه (مضاهاة كليلة ودمنة) المنشور في الوراق، وقد وضعه يتهم فيه ابن المقفع بسرقة (كليلة ودمنة) من الشعر العربي، ويردّ معظم ما ورد فيه إلى أصوله العربية، ولو صحت كل هذه الأشعار التي ذكرها اليمني كما قلنا في (قصة الكتاب) لكانت نهاية وبيلة لابن المقفع. 
والمراد بقول اليمني (قال صاحب الكتاب) أي ابن المقفع:
قال صاحب الكتاب: ويقال صاحب الدنيا يطلب ثلاثة أمور لن يدركها إلا بأربعة أشياء. أما الثلاثة فالسعة في المعيشة والمنزلة في التاس والزاد للآخرة. وأما الأربعة فاكتساب المال من أحسن وجوهه وحسن القيام على ما اكتسب منه التثمير له ثم انفاقه في ما يصلح المعيشة ويرضي ذوي الحق ويعود في الآخرة في نفعه. لأن من لم يكتسب لم يكن له مال ومن كان ذا مال واكتساب فلم يحسن القيام على ما اكتسب أوشك أن يفني وإن هو أنفق وقتّر لم تمنعه قلة الانفاق من سرعة النفاد، كالكحل الذي لا يؤخذ منه إلا مثل الغبار، ثم هو مع ذلك سريع النفاد. وإن هو أكتسب وثمر وأصلح وأمسك عن الانفاق كان ممن يعد فقيراً.
قال امية بن أبي الصلت في مثل الثلاثة الاشياء التي يطلب بها الأربعة من الأمور:
خصال إذا لم يحوها المرء لم iiينل مـنـالا مـن الدنيا ينال به iiحمدا
يـكـون  لـه عـز وجاه iiوثروة وحسن فعال حيث أحضر أو أبدى
وتـقـوى فإن الفوز يدرك iiبالتقى ويورث  في الدارين صاحبه مجدا
وقال أمية أيضاً في مثل الأربعة من الأمور التي بها تدرك الأشياء الثلاثة:
إذا اكتسبت المال الفتى من iiوجوهه وأحـسـن تـدبيراً له حين iiيجمع
ومـيّـز فـي انـفاقه بين iiمصلح مـعـيـشـتـه فيما يضر iiوينفع
وأرضى بها أهل الحقوق ولم يضع بـه  الـذخـر زاداً للتي هي أنفع
فـذاك  الفتى لا جامع الوفر iiذاخرا لأولاد سـوء حيث حلّوا iiوأوضعوا
قال صاحب الكتاب: ويقال كثير من المودة ربما تحولت بغضاء وكثير من البغضاء ربما تحول مودة عن حوادث العلل والامور، وذو الرأي يحدث لما يحدث من ذلك رأياً. فمنه ترك الطمع في ما عند العدو واليأس مما عند الصديق.
 قال أمية بن أبي الصلت الثقفي"
أفرطت في الحُب حتَّى عاد مبغضة وربـمـا عـاد حُباً بُغضك الرجُلا
والـجـزل  يحدث للأشياء مُحدثها مـن ذلك الدهرُ إن ريثاً وإن iiعجلا
تـركـا لـمطمع ما عند العدوِّ إلى يـأس بـمـا عند ذي ود وإن بذلا
قال صاحب الكتاب: ويقال افضل البر الرحمة وأفضل المودة الاسترسال وأفضل العقل ما يكون مما لا يكون وأفضل السرور طيب النفس وأفضل القنوع حسن الانصراف عما لا سبيل إليه.
قال أمية بن أبي الصلت:
وأفـضـل  بـرٍّ انت راجٍ iiثوابه مـبـرة ذي قـربـى برأفة iiآيب
وخير سُرورٍ طيب نفسٍ وإن ثَوت قـلـيـلة  وفرٍ في نُفوسٍ iiجنائبِ
كفى فضل عقل المرء معرفةُ iiالذي يـكـونُ ومـا لا يستتبُّ iiلراغبِ
وفضلُ قنوعِ المرءِ حُسنُ انصرافه عـنِ الـشيء لا سُبلٌ إليه لطالبِ
قال صاحب الكتاب: ويقال يصيب الملك الظفر بالحزم والحزم باجالة الرأي والرأي بتحصين الأسرار.
قال أمية بن أبي الصلت:
بالحزمِ  تظفرُ قبل البأس iiوالجلد والحزم  بالرأي تجنيهِ مدى الأبدِ
والرأي تحصينُ أسرار ترومُ بها إدراك  حاجك في قربٍ وفي بُعدِ
ويضاف إلى ذلك ما نسبه اليمني إلى (عبد الحجر ابن أمية بن أبي الصلت) ولم يذكر الحديثي (عبد الحجر) في أسرة أمية، ولم أجد له ذكرا في كل الكتب المنشور على الوراق.
قال اليمني: 
قال صاحب الكتاب: ويقال كثرة العمال إذا لم يكونوا مجزين مضرة بالعمل فان العمل ليس رجاؤه بالكثير منهم ولكن بالقليل من صالحيهم، كالرجل الذي يحمل حجراً ثقيلاً فيجهد نفسه ولا يصيب به ثمناً، وآخر يحمل الياقوت فلا يثقله ولا يجهد نفسه ويصيب به أكثر من امله
. .....
وقال عبد الحجر بن أمية بن أبي الصلت:
 
إذا حمل الصخر امرؤٌ كان حملهُ ثـقـيـلاً غـيرَ ما طائلِ الرِّفدِ
فـإن  حَـمَلَ التبر العزيز iiفإنه كـثـيرٌ  خفيفٌ مُبلغٌ أسعد الجدِّ
*زهير
27 - نوفمبر - 2008
كتاب المضاهاة في مهب الريح    كن أول من يقيّم
 
منذ أن نشرت التعليق السابق وحتى الآن وأنا أتحقق مما ورد في كتاب (مضاهاة كليلة ودمنة) أردت فقط أن أسجل اعترافي بأني كنت مخدوعا بهذا الكتاب، وقد تبين لي أن معظم الشعر الوراد في الكتاب هو من صنع اليمني نفسه، باستثناء أبيات قليلة ليس في ذكرها فائدة.
والكلام نفسه ينسحب على الشعراء الذين انفرد بذكرهم ، وما هم سوى أسماء في كتابه، كعبد الحجر بن أمية الذي ورد ذكره في التعليق السابق. 
وقد تحققت من أن كل ما ورد في دواوين الموسوعة الشعرية من أبيات توافق ما ورد في (مضاهاة كليلة ودمنة) مصدرها الوحيد هو (مضاهاة كليلة ودمنة) نفسه.
وجدير بالذكر أن معظم النصوص التي ينسبها إلى (كليلة ودمنة) غير موجودة في (كليلة ودمنة) ومنها ما هو موجود في كتاب (الأدب الكبير) لابن المقفع وهذه أيضا مشكلة ؟.
فكيف حدث كل هذا ولم يتصد أحد للرد على الكتاب ؟
وقد أسفت كل الأسف لمشاركة قديمة تقدمت بها الأستاذة هالة مهدي، ولم تأخذ حقها من تجاوب سراة الوراق. وهي تقول: (أريد معلومات عن كتاب مضاهاة أمثال كليلة ودمنة بما أشبهها من أشعار العرب لأبي عبد اللّه محمّد بن الحسين بن عمر اليمني ، معلومات تخصّ الكاتب و الكتاب ، من اعتمده قديما و حديثا ، هل هناك صدى لهذا الكتاب قديما و حديثا أيضا ، هل درسه الدارسون من قبل عدا محقّق الكتاب ...علما و أني قد سألت هذا السؤال مرتين لكن الإجابات عنه لم تتعدّ حدود التقديم الموجز له انطلاقا ممّا ورد في مقدّمة الكتاب نفسه، و ما أريده تحديدا هو هل هناك من درس الكتاب دراسة تحليليّة تامّة، لأن هذا الكتاب هو موضوع رسالتي في الماجستير، و أجدد الشكر لموقع الوراق ولكل من ساهم في تشكيله لأنه فعلا موقع عظيم ومهم لكل الدارسين في شتى الاختصاصات ، وشكرا والسلام عليكم)
*زهير
30 - نوفمبر - 2008
ثعيط ونغيط    كن أول من يقيّم
 
استوقفني اليوم تفسير السيد الحديثي لقطعة من شعر أمية وصلتنا عن طريق واحد هو كتاب (الزهرة) لابن داود الظاهري (ت 297هـ). والقطعة في وصف النار، وفيها البيت:
لا يسمعنَّ حسيسها يا ربّنا         يوماً ثعيطٌ شهقة وزفيرا
والحديثي ينقل عن مخطوطة الزهرة قبل طبعها، وقد رجعت إلى نشرة المرحوم د. إبراهيم السامرائي ود. نوري حمودي القيسي، (ص 499) فرأيتهما قد ضبطا الكلمة على أنها فعل مضارع :(نُغيِّط) بالغين المعجمة، وأهملا شرحها.
قال الحديثي في شرح (ثعيط):
الثعيط: دقاق رمل سيال تنقله الريح: أي إنه في مثل ذلك اليوم تكون الرياح سريعة، وتحمل معها مثل هذه الرمال.
قلت أنا زهير: وكيف يصح هذا المعنى حسب سياق البيت،  وما علاقة الريح والرمال الناعمة بجهنم.
كان الأولى أن يعلق الحديثي على الكلمة بأنها غير مفهومة.
ويظهر لي أن الكلمة هي فعل (تغيّظ) مستعارا من فعل (تميّز) الوارد في الآية 8 من سورة الملك في وصف النار (إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ 7 تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ)
وفعل تغيظ بالياء المشددة قد استعمله ابن الرومي في شعره فقال:
وذي وُدٍّ تَغيَّظ إذ جفاني أبو حفصٍ فقلت له iiفداهُ
وأبو العلاء في اللزوميات، إذ قال في ذم الدنيا:
لَقَد أَصبَحَت دُنياكَ مِن فَرطِ حُبِّها تُـريـنا كَثيراً مِن نَوائِبِها iiنَزرا
وَلَـو  ظَـهَرَت أَحداثُها لَسَمِعَتها تَـغَـيَّظُ أَو عايَنتَ أَعيُنَها خُزرا
*زهير
15 - ديسمبر - 2008
فضائل الوراق    كن أول من يقيّم
 
أورد الحديثي في القطعة (60) من كتابه (ص230) بيتين لأمية بن ابي الصلت نقلا عن كتاب (نثار الأزهار) (ص35) وهما:
يـا  لـيلة لم تبن من iiالقصر كـأنـهـا  قـبلة على iiحذر
لم تك إلا ك(لا) و(لا) ومضت تـدفع  في صدرها يد السحر
وتشكك في نسبتهما إلى أمية قال: وهما لا يشبهان شعر أمية والمرجح أنهما لغيره وقد أثبتهما ضمن شعره لعدم وجود مصدر آخر ينازع هذا المصدر في النسبة إلى غيره ولعدم توفر الدليل الكافي لإثبات انتحالهما.
قلت أنا زهير: ومن فضائل الوراق أني عثرت على البيتين بنقرة زر، في (نفح الطيب) منسوبين إلى أبي الصلت أمية بن عبد العزيز الداني المتوفى عام 529 وذلك أثناء حديث المقري عن مشاهير الأندلس. فما أجل ما انعم الله به علينا من نعمة النشر الألكتروني وتكنلوجيا محركات البحث. وهذا ذكرني بقولي في قصيدة (قصر الشعر) المعلقة في المجمع:
أين السيوطي الكبير يرى أعاجيب الأثيرِ
ويرى جميع تراثه جمعوه في شروى نقيرِ
كم ذا تمثّل لي يقلب مقلة الحنق الحسيرِ
ويعض من ندم أصابعه على جور الدهورِ
أيام يسهر للكتاب على الشموع وفي البكورِ
ويتيه في بيد الحياة يغوص في لجج البحورِ
ولى عناء البحث في ظلماتِ ما بينَ السطورِ
ولى وأبدلنا عناء الانسلاخ من القشورِ
ولى وأبدلنا السطوع ولذة الحق المريرِ
وأمانة الأجيال في عنق المثقف والأميرِ
حدث إذا فكرت فيه رأيت أكبر من خطيرِ
جربت كل لذائذ الدنيا فبارت في الأخيرِ
لم ألق أعمق متعةً فيها من البحث اليسيرِ
*زهير
17 - ديسمبر - 2008
الوراق جامعة افتراضية    كن أول من يقيّم
 
أستاذنا الخطير والشاعر النحرير زهير ظاظا
 
بارك الله فيك
وأحسن الله لراعي الوراق وسنده، الأستاذ محمد السويدي، ولكل القائمين عليه.
 
ولا ينكر فضل الله علينا فيما يسره للناس من فضائل النشر والبحث (الإلكتروني) إلا أعمى جاحد، لا يُقدّر النعم، ولا يشكر المنعم.
 
ولكننا نتطلع إلى مواقع منتشرة في أثير الشبكة، يمكن الاعتماد على ما تحتويه، والوثوق حقيقة بما تقدمه، من معلومات وأبحاث وكتب منشورة.
ولا يتم ذلك إلا باعتماد الكتاب المنشور من قبل باحث محقق، يمهره باسمه، ويسمه بميسمه..
 
فكما تعلمون ويعلم الأساتذة المحققون، فإن الأخطاء أكثر من أن تحصى.
 
فهل نبلغ اليوم الذي يكون (الوراق) فيه أول وأعظم جامعة افتراضية أثيرية، تقصده قوافل الباحثين، لتنهل من نمير علمه، وعذب أدبه؟..
 
لعل ذلك قريب
 
 
 
*عمر خلوف
17 - ديسمبر - 2008
ماذا تعني الجامعة    كن أول من يقيّم
 
مساء الخير أستاذنا الأغر أمير العروض عمر خلوف وأتمنى أن تتحقق يوما هذه الأمنية:
وأعتقد أنك على اطلاع أكثر مني بواقع الجامعات العربية والإسلامية المتدهور إلى درجة تدعو للأسف، وخاصة فيما يتعلق بالفروع الأدبية، وفي ذاكرتي طوفان من الأمثلة والنماذج التي لا تصدق، وفي اصدقائي عدد لا بأس به من عمداء الجامعات وأمناء سرها، وفي كل مرة ألتقي واحدا منهم أسمع منه قصصا وحكايا يندى لها الجبين. وأعرف ناسا مصدر رزقهم في الحياة، ومهنتم التي يعتاشون منها كتابة رسائل الدكتوراه لأناس لا تسمح لهم مشاغلهم بمطالعة كتاب واحد في السنة. ولكن في نفس الوقت أعرف ناسا من أصدقائي حصلوا على عدة شهادات دكتوراه من جامعات مختلفة، بجهود لا تكاد تصدق أيضا من التفاني في الدراسة وإعطاء العلم كل ما يملكون، وأنظر إلى شهاداتهم فأراها لا تليق بقدرهم، ومن هؤلاء صديقنا الدكتور أحمد إيبش، وصديقنا الدكتور حازم محيي الدين. عرفت الدكتور أحمد وكان في العشرين من العمر، وكانت مكتبته صالونا كبيرا قد امتلأت جدارنه بخزائن الكتب ورفوفها، وعرفت الدكتور حازم وهو دون العشرين، وكان إذ ذاك يعجب أن يطرق سمعه اسم كتاب لا يعرفه. وكانت مكتبة رفين صغيرين ربما لا تتجاوز مائة كتاب. وآخر مرة ودعته في دمشق عام 1998 كان كل بيته كتبا. وهو الصفدي الجريح. واسمحوا لي أن أحدثكم هنا عن صديقنا وأستاذنا محمد السويدي صانع الوراق، وأنا كما هو معلوم لديكم لا أعمل في الوراق وإنما أحب السويدي،  وقد آليت على نفسي أن أخدمه مجانا لوجه الله تعالى لقاء ما يقدمه هو من خدمات لأمته، ولأنه رجل جدير بكل ما أمتلك من الاحترام والتقدير، ولا مجال للمقارنة بين ثقافتي المتواضعة وبين تبحره في آداب الأمم والشعوب، واطلاعه على سير أعلامهم ورجالاتهم وجامعاتهم وفنونهم قديمها وحديثها، وباديها وخافيها، وليس في العالم جامعة إلا وله فيها أصدقاء يزورهم ويزورونه، ويعرفون قدره ويخرجون لاستقباله في مطارات بلدانهم، وفيهم الوزراء والسفراء وعمداء الجامعات، ولا أزال كلما وجد الضعف والوهن إلى نفسي سبيلا أتذكر حديثه الذي نشرنا قطعة منه في الوراق، وختمه متمثلا بقول المتنبي:
من يمت يسهل الهوان عليه مـا  لـجـرح بميت إيلامُ
*زهير
18 - ديسمبر - 2008
يا فتاح يا عليم    كن أول من يقيّم
 
افتتحت صباح اليوم بهذه الطرفة (من الوزن الثقيل) وهي بلا شك من عثرات الحديثي التي لا تغتفر.
فقد نقل في الصفحة (231) القطعة (61) رثاء أمية قتلى بدر من بني أسد عن خمسة مصادر، منها (نسب قريش) (ص236) لمصعب، وعلق على البيت:
قتلى بني مُسلِمٍ لهم خرت الجو زاء  لا خـانـة ولا iiخـدعة
بقوله: بنو مسلم بطن من عقيل بن ابي طالب من العدنانية (نهاية الأرب: 2/ 360) !!!!!!!
فإنا لله وإنا إليه راجعون، مع أن مصعبا قدم للقصيدة بقوله:
وولد عبد العزى بن قصي: أسداً؛ وكان يقال لأسد مسلم؛ فقال أمية بن أبي الصلت، يرثي من قتل من بني أسد ببدر
*زهير
18 - ديسمبر - 2008
يا رزاق يا كريم    كن أول من يقيّم
 
وهذه طرفة ثانية لا تقل في وزنها عن سابقتها، فقد نقل الحديثي عن(شرح المفضليات للأنباري) (نشرة كارلوس لايل) (ص 301) قول أمية:
أحلام  صبيان إذا ما iiقلّدوا سُخبا فهم يتعلقون بمضغها
وعلق الحديثي على البيت بقوله:
سخب جمع سخاب وهي القلادة يقول: اقتدوا بي في الفعل والقول يستقم أمركم (شرح اختيارات المفضل) للتبريزي
قلت أنا زهير: عجبتُ من هذا الشرح البعيد المستهجن، فرجعت إلى الأصل الذي أحال إليه فرأيت بيت أمية جاء في صدد شرح قصيدة لعبدة بن الطبيب في ثلاثين بيتا، أولها:
أبني إني قد كبرت ورابني         بصري وفي لمصلح مستمتع
يوصي فيها  أبناءه بمكارم الأخلاق ويذكر لهم أيامه، وهي مراد التبريزي بقوله: ومراد الشاعر أن يقول لهم: اقتدوا بي في الفعل والقول يستقم أمركم.
وأما بيت أمية فقد أورده الأنباري وغيره من الشراح في شرح قول عبدة:
فَـرَجَـعتُم  شَتّى كَأَنَّ iiعَميدَهُم في المَهدِ يَمرُثُ وَدعَتيهِ مُرضَعُ
قال الأنباري: (ويمرث يمص، يقول: تركتهم كأن سيدهم صبي في المهد، يريد أنه أبر عليهم وغلبهم، وأنشد لأمية بن أبي الصلت:
أحلام  صبيان إذا ما iiقلّدوا سُخبا فهم يتعلقون بمضغها
ويروى : فهم يتعللون بمضغها، والسخب جمع سخاب، وهي القلادة).
قلت أنا زهير: والمفضليات منشورة على الوراق، وأما شرح الأنباري (ت 305هـ) وشرح المرزوقي (ت 421هـ)  وشرح الخطيب التبريزي (ت 502هـ)  فغير منشورة على الوراق حتى الآن، لذلك لا وجود لبيت أمية في كل الكتب المنشورة على الوراق، وهو فيما أحسب من فرائد أبي محمد الأنباري القاسم بن محمد بن بشار والد أبي بكرالأنباري محمد بن القاسم المتوفى عام (328هـ)
 وأنبه هنا إلى أن (شرح الأنباري) نشر بعناون (ديوان المفضليات) بتحقيق كارلوس يعقوب لايل (مطبعة الآباء اليسوعية، بيروت 1920م) في (892) صفحة من الحجم الكبير. وأما شرح الخطيب التبريزي فقد صدر بعنوان (شرح اختيارات المفضل) بتحقيق العلامة الكبير الدكتور فخر الدين قباوة، (مجمع اللغة العربية بدمشق 1391هـ 1971م) واستدرك على نشرته هذه أمورا كثيرة تجدها في نشرته الثانية التي صدرت عن دار الكتب العلمية بيروت 1407هـ  1987م. في (أربعة مجلدات) والرابع منها خاص بالفهارس.
وقد أجحفنا بحق  الخطيب التبريزي إذ لم ننشر له في الوراق أثرا يذكر حتى الآن، وهذه غصة في الحلق، لا دواء لها غير فراته
*زهير
18 - ديسمبر - 2008
الفوم والثوم    كن أول من يقيّم
 
أورد الحديثي في القطعة (67) البيت:
أنـفى الدياس من القوم الصحيح iiكما أنفى من الأرض صوب الوابل البرقا
نقلا عن سؤالات نافع بن الأزرق (ص 14) وقال في شرح البيت:
(أنفى: تساقط، والدياس : جمع ديس وهو الشجاع، والوابل المطر الشديد المصحوب بالبرق. والبيت بهذا الشكل غير مفهوم)
قلت أنا زهير:  بل الدياس درس الحنطة، ويطلق على البقر التي تستخدم في درسها، والدوس والدرس بمعنى واحد، ويقال لهذه البقر الدوائس أيضا.
وأما (القوم) فالصواب أنها (الفوم) بالفاء وليس بالقاف، وهي الحنطة. وكذا (البرقا) الصواب (البرد) وأما أنفى في الشطرين فالأرجح أنها (أنقى) ول(أنفى) وجه أيضا.
وبذلك يكون البيت:
أنـقى الدياس من الفوم الصحيح كما أنقى من الأرض صوب الوابل البرد

وقد رواه السيوطي في (الدر المنثور) (أنفى) بالفاء ورجحت أنها (أنقى) لما أورده ابن هشام في السيرة في تفسير الآية (وفومها وعدسها وبصلها): قال: الفوم الحنطة، قال أمية بن أبي الصلت الثقفي:
فوق شيزى مثل الجوابي عليها قـطـع  كالوذيل في نقي iiفوم
قال السيوطي في (الدر المنثور) في تفسير (وفومها وعدسها وبصلها) :
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله ‏(‏وفومها‏)‏ قال‏:‏ الخبز‏.‏ وفي لفظ‏:‏ البر‏.‏ وفي لفظ‏:‏ الحنطة بلسان بني هاشم‏.‏
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني في الكبير من طرق عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له‏:‏ أخبرني عن قوله تعالى ‏(وفومها‏)‏ قال‏:‏ الحنطة‏.‏ قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم، أما سمعت أحيحة بن الجلاح وهو يقول‏:‏
قد كنت أغنى الناس شخصا واحدا ورد الـمـديـنة عن زراعة iiفوم
وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وعطاء في قوله :‏(وفومها‏)‏ ‏ قالا‏:‏ الخبز‏.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن وأبي مالك في قوله ‏(وفومها‏)‏ قالا‏:‏ الحنطة‏.
وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس قال‏:‏ الفوم الثوم‏.
وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس قال‏:‏ الفوم الثوم - وفي بعض القراءة وثومها‏.‏
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي داود في المصاحف وابن المنذر عن ابن مسعود‏:‏ أنه قرأ وثومها‏.
وأخرج ابن أبي داود عن ابن عباس قال‏:‏ قرائتي قراءة زيد، وأنا آخذ ببضعة عشر حرفا من قراءة ابن مسعود هذا أحدها ‏(من بقلها وقثائها وثومها‏)‏‏.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له‏:‏ أخبرني عن قوله عز وجل ‏‏(وفومها‏)‏ قال‏:‏ الفوم الحنطة‏.‏ قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم، أما سمعت أبا محجن الثقفي وهو يقول‏:‏
قد كنت أحسبني كأغنى واحد قـدم المدينة عن زراعة iiفوم
قال‏:‏ يا ابن الأزرق ومن قرأها على قراءة ابن مسعود فهو المنتن (1) قال أمية ابن أبي الصلت‏:
كـانـت منازلهم إذ ذاك iiظاهرة فيها الفراديس والفومات والبصل
وقال أمية ابن الصلت أيضا‏:
أنـفى الدياس من الفوم الصحيح كما أنفى من الأرض صوب الوابل البرد
___________________________
 
(1) قلت انا زهير، رجعت إلى الأصل المطبوع (1/ 72) فرأيت الكلمة نفسها، وأراد بالمنتن الثوم، وهو ما ذكره في قراءة ابن مسعود آنفا، ويقتضي سياق النص أن يكون قوله فهو المنتن آخر كلام ابن عباس في تفسير هذه الكلمة، وما تلاه زيادة من السيوطي، والله أعلم
*زهير
21 - ديسمبر - 2008
 1  2  3  4  5