القطعة (21) من نشرة الحديثي كن أول من يقيّم
أردت في هذا التعليق أن أدعو الأستاذ الحديثي إلى تعديل القطعة (21) من نشرته على ضوء هذه الملاحظات المدونة في هذه الصفحة. والقطعة (21) تقع في نشرة الحديثي في ( 52) بيتا، منها (39) بيتا وردت في كتاب الزهرة، لابن داود الأصبهاني، هي الأبيات (1 ، 2 ، 4 – 14، 15 ، 17 ، 35 – 39 ، 42 ، 44 – 52) حسب نشرة الحديثي. والقصيدة من البحر الطويل، وقد استوقفني فيها البيت (41) وهو ولولا وثاق الله ضل ضلالنا | | ولـسـرنـا أنا نُتَلُّ iiفنوأد | وحسب تخريج الحديثي للبيت، فهو نقله عن لسان العرب، مادة (ضلل). فرجعت إلى لسان العرب، فرأيت البيت: لولا وثاق الله ضل ضلالنا | | ولـسـرنـا أنا نُتَلُّ iiفنوأد | وهو من الكامل، ثم رأيت أبا علي الفارسي ذكر القصيدة التي منها هذا البيت وشرحها، في كتابه (شرح الأبيات المشكلة الإعراب) وهي القصيدة التي يقول فيها: رجلٌ وثورٌ تحتَ رجل iiيمينه | | والنَّسرُ للأخرى وليثٌ مرصدُ | وهذا يقتضي أن يقوم الحديثي بتعديل التخريج وأرقام الأبيات وترتيبها وهوامشها . ويلاحظ أن البيت (41) يختلف في سياقه عن معنى البيتين (40) و(42) وذكر أبو علي بعد البيت من هذه القصيدة بيتا ضمه الحديثي إلى القطعة (23) وهو البيت (19) منها. ثم كانت المفاجاة المؤسفة أني عثرت على القصيدة كاملة في المنتظم لابن الجوزي وعدد أبياتها (57) بيتا، بينما هي في نشرة الحديثي (52) مع ما تضمنته من أبيات ليست من القصيدة، وهي الأبيات (40) و (41) و(43) من نشرته، ويلاحظ ان البيت (42) من نشرة الحديثي رقمه (36) في رواية ابن الجوزي. وسوف انقل هنا رواية ابن الجوزي حسب النشرة المطبوعة بتحقيق الأستاذين محمد عبد القادر عطا، ومصطفى عبد القادر عطا (نشرة دار الكتب العلمية، ج 3 ص 151) وأختم كل بيت برقمه في نشرة الحديثي/ وألوّن الأبيات التي لم ترد في نشرة الحديثي باللون الأزرق وأنبه على الخلاف بين الروايتين، إلا ما ورد في هوامش الحديثي والمنتظم من روايات مختلفة للبيت، وأرمز للحديثي بحرف (ح) وألفت النظر إلى أن ابن الجوزي ولويس شيخو نقلا القصيدة من مصدر واحد كما يبدو من اتفاقهما في كل ما رواه شيخو من الأبيات.. وقد ترجم ابن الجوزي لأمية في هذا الجزء من المنتظم (ص 142) في وفيات السنة الثانية للهجرة، تحت عنوان (وفي هذه السنة مات جماعة من رؤساء الكفار منهم: أمية بن أبي الصلت .... وقدم للقصيدة بما رواه عن أبي عبيدة معمر بن المثنى أنه قال: (إن أمية بن أبي الصلت قال هذه القصيدة في أول المبعث، يذكر فيها الإسلام ونبوة محمد (ص) وهي: 1- لك الحمد والنعماء والملك ربنا= ولا شيء أعلى منك جداً وأمجد 1 في (ح) ولا مجد، قال: وهي اكثر استقامة من حيث الوزن (!) 2- مليك على عرش السماء مهيمن = لعزته تضوي الوجوه وتسجد 2 3- عليه حجاب النور والنور حوله = وأنهار نور فوقه تتوقد 3 4- فلا بصر يسمو إليه بطرفه= ودون حجاب النور خلق مؤيد 4 5- ملائكة أقدامهم تحت أرضه= وأعناقهم فوق السماوات تسجد 5 في (ح) صُعَّدُ 6- فمن حامل إحدى قوائم عرشه = بكفيه لولا الله كلّوا وبلّدوا 6 7- قيام على الأقدام عانون تحته= فرائصهم من شدة الخوف ترعد 7 8- وبسط صفوف ينظرون قضاءه =مصيخون بالأسماع للوحي رُكَّد 8 9- أميناه روح القدس جبريل فيهم = وميكال ذو الروح القوي المسدد 9 10- وحراس أبواب السموات دونهم =قيام عليها بالمقاليد رصّدُ 15 11- فنعم العباد المصطفون لأمره = ومن دونهم جند كثيف مجند 16 12- ملائكة لا يفتروا عن عبادة =كروبية منهم ركوع وسجد 10 13- فساجدهم لا يرفع الدهر رأسه =يعظم رباً فوقه ويمجد 11 14- وراكعهم يحنو له الظهر خاشعاً = يردد آلاء الإله ويحمد 12 15- ومنهم ملف في جناحيه رأسه = يكاد بذكر ربه يتفصد 13 في (ح) لذكرى 16- من الخوف لا ذو سأمة من عبادة= ولا هو من طول التعبد يحمد 14 يحمد تصحيف وهو في (ح) يجهد، وهو الصواب. 17- وساكن أقطار بأرجاء مصعد= وذو الغيب والأرواح كل معبد 18- ودون كثيف الماء في غامض الهوا= ملائكة تنحط فيها وتقصد 17 19- وبين طباق الأرض تحت بطونها = ملائكة بالأمر فيها تردد 18 20- فسبحان من لا يقدر الخلق قدره= ومن هو فوق العرش فرد موحد 19 21- ومن لم ينازعه الخلائق ملكه = وإن لم يفرّده العباد يفرّد 20 وفي (ح) فمفرد 22- مليك السموات الشداد وأرضها = وليس بشيء عن هواه تأود 21 في (ح) وليس بشيء فوقنا يتأود 23- وسبحان ربي خالق النور لم يلد = ولم يك مولوداً بذلك أشهد 24- وسبحانه من كل إفك وباطل = ولا والد ذو العرش أم كيف يولد 25- هو الله باري الخلق والخلق كلهم = إماء له طوعاً جميعاً وأعبد 22 26- هو الصمد الحي الذي لم يكن له= من الخلق كفؤ قد يضاهيه مضدد 27- وأنى يكون الخلق كالخالق الذي= يدوم ويبقى والخليقة تنفد 23 28- وليس بمخلوق على الدهر جده = ومن ذا على مر الحوادث يخلد 24 وفي (ح) : وليس لمخلوق على الخلق جدة. قال: وفي شعراء النصرانية (وليس لمخلوق من الدهر جدة) 29- ويفني ولا يبقى سوى القاهر الذي = يميت ويحمي دائبا ليس يمهد 25 في (ح) دائما 30- تسبحه الطير الحوائج في الخفا= وإذ هي في جو السماء تصعّد 26 في (ح) الطير الكوامن (وفي رواية) الجوانح 31- ومن خوف ربي سبح الرعد فوقنا= وسبحه الأشجار والوحش أبَّد 27 32- وسبحه البنيان والبحر زاخر= وما ضم من شيء وما هو متلد 28 وفي (ح) وسبحه النينان، وهو الصواب، وفي رواية (الحيتان) وفي (ح) أيضا: (وما هو مُقلِد) 33- ألا أيها القلب المقيم على الهوى= إلى أي حين منك هذا التمرد 29 في (ح) إلى أي دهر منك هذا التصدد، قال: وفي شعراء النصرانية: إلى أي حين منك هذا التصدد 34- عن الحق كالأعمى المحيط عن الهوى= وقد جاءك النجد النبي محمد 35- بنور على نور من الحق واضح = دليل على طرق الهدى ليس يخمد 36- ترى فيه أبناء القرون التي خلت = وأخبار غيب في القيامة توجد 42 37- وحالات دنيا لا تدوم لأهلها = وفيها منون ريبها متردد 38- ألا إنما الدنيا بلاغ وبلغة= وبينا الفتى فيها مهيب مسود 30 39- إذ انقلبت عنه وزال نعيمها = فأصبح من ترب القبور يوسد 31 40- وفارق روحاً كان بين حياته = وجاور موتى ما لهم متبدد 32 41- فأي فتى قبلي رأيت مخلداً= له في قديم الدهر ما يتورد 33 في (ح) ما يتزود، قال: وفي الزهرة (ما يتودد) 42- ومن يبتليه الدهر منه بعثرة = فيبكو لها والنائبات تردد 34 43- لمن تسلم الدنيا وإن ظن أهلها= نصيحتها والدهر قد يتجدد 35 44- ليوم وأقوام قد انكفأت بهم = دهور وأيام ترافد عُوَّد 45- ألست ترى فيما مضى لك عبرة =فمَهْ لا تكن يا قلب أعمى تلدد 36 في (ح) فمنه لا تكن، وهي خطأ مطبعي 46- وقد جاء ما لا شك فيه من الهدى= وليس يرد الحق إلا مفند 37 في شعراء النصرانية: عن الحق كالأعمى المميط على الهوى 47- وكن خائفاً للموت والبعث بعده= ولا تك ممن غره اليوم والغد 38 في (ح) أو غد) وبعده بيتان لا وجود لهما في رواية ابن الجوزي: وهما (وساكن أقطار الرقيع على الهوى = ومن دون علم الغيب كلٌّ مسهد) (ولولا وثاق الله ضل ضلالنا = ولسرنا أنا نُتَلُّ فنوأد) ورقمهما (40 و41) نقل الحديثي البيت (40) من الفائق للزمخشري، والبيت (41) من اللسان مادة (ضلل) كما مر معنا في المقدمة. ويليهما البيت (42) وهو البيت (36) من رواية ابن الجوزي. ثم البيت (43) ولا وجود له في المنتظم، وهو خارج عن موضوع القصيدة، وظاهر انه من قصيدة يتكلم فيها عن اهل الكهف، وهو قوله: وليس بها إلا الرقيم مجاورا = وصيدهمُ والقوم في الكهف هُمّدُ وحسب تخريج القصيدة فقد نقل الحديثي هذا البيت، من الكشاف للزمخشري، والبحر المحيط، تفسير سورة الكهف، فلماذا أدرجه في هذه القصيدة لا ادري ؟؟ 48- فإنك في الدنيا غرور لأهلها= وفيها عدو كاشح الصدر يوقد 39 في (ح) فإنك في دنيا (وهو الصواب) 49- من الحقد نيران العداوة بيننا = لئن قال ربي للملائكة اسجدوا 44 50- لآدم لما أكمل الله خلقه = فخروا له طوعاً سجوداً ورُكَّد 45 في (ح) وكددوا 51- فقال عدو الله للكبر والشقا = أطين على نار السموم يسود 46 وفي (ح) لطين على نار السموم فسودوا 52- فأخرجه العصيان من خير منزل = فذاك الذي في سالف الدهر يحقد 47 53- علينا ولا يألو خبالاً وحيلة= ليوردنا منها الذي يتورد 48 في (ح) علينا ولا نألوا وهو تحريف وفيه العجز: (لنوردها نارا عليها سيورد) 54- جحيماً تلظى لا تفتر ساعة = ولا الحر منها آخر الدهر يبرد 49 55- فما لك في الشيطان والناس أسوة = إذا ما صليت النار بل أنت أبعد 50 56- هو القائد الداعي إلى النار جاهداً= ليوردنا منها الذي يتورد 51 57- وما لك من عذر بطاعة فاسق = ولا بلظى نار عملت لها يد 52 |