البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : نشرة الحديثي لديوان أمية بن أبي الصلت    كن أول من يقيّم
 زهير 
20 - نوفمبر - 2008
تحية طيبة أساتذتي الأكارم : هل فيكم من يعرف أبا زمعة جد أمية بن أبي الصلت ؟؟
فبين يدي كتاب (أمية بن أبي الصلت حياته وشعره) للدكتور بهجة عبد الغفور الحديثي، والكتاب يدل على سنوات مضنية من البحث الدؤوب بين خزائن المخطوطات، ودور الكتب والمكتبات، قضاها الحديثي في جمع وتنسيق مادة الكتاب، وهو رسالة تخرجه، بإشراف د. جميل سعيد، ومراجعة د. نوري القيسي، وملاحظات د. جلال خياط، (ولا أدري هل هي رسالة ماجستير أم دكتوراه)، وهي ناحية غير موضحة في الكتاب، والكتاب (منشورات وزارة الثقافة والإعلام، بغداد 1991، طبعة ثانية)
 ولكنه وللأسف يعج بالأغلاط المطبعية، حتى إني أحصيت زهاء (80) خطا مطبعيا حتى ص 130: واستوقفني  في هذه الصفحة خطأ طال عجبي منه، ولم أجد له تفسيرا غير أنه من عجائب الالتباس.
فقد نقل الحديثي عن مروج الذهب قول المسعودي، كما في نشرة المرحوم محمد محيي الدين عبد الحميد (2 / 83) وأبو زمعة جد أمية بن أبي الصلت. وتمام النص:
 (وأتت معد يكرب الوفود من العرب تهنيه بعَوْدِ الملك إليه وأشراف العرب وزعماؤها، وفيهم عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وخويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأبو زَمْعَة جَدُّ أمية بن أبي الصَّلْت الثقفي، وقيل: أبو الصلت أبوه، فدخلوا إليه وهو في أعلى قصره بمدينة صنعاء المعروف بغُمْدَان وهو مُضَمَّخ بالعنبر، وسواد المسك يلوح على مَفْرِقه، بين يديه، وعلى يمينه وشماله ......ثم قام أبو زَمْعَة جد أمية بن أبي الصلت الثقفي، فأنشأ يقول: ليطلب الوتر امثال بن ذي يزن ...إلخ)

قال الحديثي (ص 130): (وأمية من الشعراء المشهورين، فهو أشعر ثقيف كما يرى أبو عبيدة، وثقيف معروفة بفصاحتها. كما عرف عنه أنه من أسرة شعرية، فجده أبو زمعة شاعر، وأبوه أبو الصلت شاعر، ومن ولده القاسم وربيعة شاعران. وبشير يموت يضيف إخوته الثلاثة، قال: (وإخوته الثلاثة شعراء) وآراه واهما في هذا، وربما قصد أولاده، فالمصادر لا تذكر لنا ذلك ، ولم يذكر لنا بشير يموت أسماءهم، ولم يشر إلى المصادر التي تذكرهم، او تستشهد لهم بشعر/ كما أراه واهما في قوله: (وقد كان جده زمعة شاعرا) والصواب أنه أبو زمعة، فما تذكره لنا المصادر أيضا من شعر أسرته قليل جدا، وأكثره قد اختلط بشعر أمية نفسه)

وكان الأستاذ بشير يموت ناشر ديوان أمية بن أبي الصلت قد ذكر ذلك في مقدمة نشرته فقال: (وكان جده زمعة شاعرا) وعلق الحديثي على ذلك،  بقوله: والصواب (أبو زمعة).
قلت أنا زهير: ولم أقف في كتب الأنساب على من سمى جد أمية لا زمعة ولا أبا زمعة، ولكني بحثت مطولا فرأيت المحبي أيضا، ذكر ذلك في نفحة الريحانة، في ترجمة عمار بن بركات، وكرر ذلك في (خلاصة الأثر)، وسبقه إلى ذلك البونسي الشريشي (ت651هـ)  في كتابه (كنز الكتاب) ولعل عمدتهم في ذلك ما ورد في (مروج الذهب)
والعجب كل العجب من الحديثي أن يسكت عن هذا الالتباس ؟
ثم الصواب في القصيدة أنها ليست من شعر أبي ربيعة وإنما من شعر ابنه أبي الصلت، وفي كثير من المصادر تنسب إلى أمية نفسه. وشاركهم في أبياتها شعراء كثر يطول ذكرهم.  وانظر تخريج القصيدة في كتاب الحديثي، وفي كتاب (شعر بني ثقيف من العصر الجاهلي حتى العصر الاموي) رسالة ماجستير (قيد الطبع) للأستاذ إسلام ماهر فرج عمارة، ص 10 من الديوان، وقد ذكر كلام المسعودي ولم ينبه لما فيه من الشذوذ، وهو أيضا في كل رسالته جعل الدكتور بهجة الحديثي امرأة، فيقول قالت الدكتورة بهجة الحديثي، والصحيح أن الدكتور بهجة عبد الغفور الحديثي باحث قدير، وأستاذ كبير، يشغل اليوم منصب رئيس مؤسسة (بيت الشعر) في إمارة الشارقة.
 1  2  3  4 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الخطأ يجر الخطأ    كن أول من يقيّم
 
 تحياتي لك أستاذي ولصديقنا وأخينا ورفيق هذه المجالس الأستاذ ياسين الشيخ سليمان المجبول أبداً بالوداعة والكياسة التي تؤنس القلوب .
لا أشعر إلا بالحرج بالتطفل على هذه المواضيع ، وأنا لا أعلم ما تعلمون ، ولم أقرأ ما قرأتم . لا أظن أبداً أستاذي بأن البحث عن جد أمية بن أبي الصلت مضيعة للوقت ، بل أظن بأن الخوض في هذه التفاصيل واستجلاء الحقائق وإعادة ترتيبها في كل مرة بناء على ما أعيد اكتشافه ، يمكننا من الإمساك بتاريخنا ، الذي كلما ازددنا تعمقاً ودقة ومعرفة به ، كلما انقشع الضباب عن عقولنا واتضحت من أمامنا الرؤية . فالمعرفة التي لا ترتكز إلى حقائق ناصعة هي معرفة أسطورية . والعلم هو استجلاء هذه الحقائق وضبطها وتمكين العقل منها بغية توجيه ذواتنا وإدراكاتنا في الوجهة الصحيحة .
أما قصيدة الديك والغراب فأنا لا أرى فيها ما رآه الجاحظ ، وهي ليست بنظري حكاية " غنم وغرم " ، فالديك والغراب رغم اختلاف طبعيهما تشاركا في خطأ واحد ، وجمعتهما زمالة الشراب والتمادي في تعاطيه رغم معرفتهما الأكيدة بأن عاقبة هذا الأمر لا بد واقعة ، وطالما أنهما لا يمتلكان ثمن الخمرة التي استمتعا بشربها سوية . فالخطأ لا يمكن التملص منه إلا بخطأ أكبر منه ، هذا هو مغزى الحكاية ، والعاقبة ههنا كانت : الأسر أو الخيانة ، الأسر للديك لأنه الأقل دهاء والأنقى سريرة ، والخيانة للغراب لأنه الأوفر ذكاء والأكثر غدراً .
 
*ضياء
20 - نوفمبر - 2008
أضاءت دنياي وأزهرت    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :
 
لله هذه السيدة الكريمة ضياء ما أجمل خلقها ، وما أبدع فكرها الثاقب!! فهي الضياء حقا.. تهبنا المعنى الدقيق المناسب لكل ما نرجو التمعن فيه  بسهولة وسلاسة ، لينفذ إلى عقولنا وقلوبنا معا بعد أن تأتينا به من حيث لا نحتسب . وهبها الله نقاء السريرة ، وسلامة المخيلة ، ومتعها بحدة الذكاء وصفائه ، وحباها القدرة على موازنة العاطفة مع العقل، فغدا الخيال لديها كأنه واقع ، والتنبؤ بما سيكون كأنه محقق وشائع  ، مع استخلاص العبرة من التاريخ الذي مضى ، وسلامة النظرة إلى كيفية الاستفادة منه ، من أجل غد أفضل ، وحياة أهنأ وأجمل .
أنظر في قولها : "والعلم هو استجلاء هذه الحقائق وضبطها وتمكين العقل منها بغية توجيه ذواتنا وإدراكاتنا في الوجهة الصحيحة ." ، فأجد أن العلم ليس تسلية ولا ترفا ، ولا تفاخرا بسعة المعرفة أو بها شغفا ، ولا هو من أجل المراء والمماحكة والانتصار لشهوة التميز على الغير ، ولا هو من أجل اكتساب المال لذاته ، أو التغني بالمناصب الرفيعة ، فكل ذلك إلى زوال ، إلا أن يقدم الإنسان لأخيه الإنسان ما فيه خيره في دينه ودنياه .
وأنظر في فهم أستاذتي حكاية الديك والغراب ، فأغدو معجبا بما فهمت من تبيّنها الحكاية ، ثم أضيف ؛ مقتبسا من نير فكرها :
نعم ، ليست حكاية الديك والغراب حكاية " غنم وغرم " ، فرب غرم يعقبه غنم ، ورب غنم يعقبه غرم ؛ وإنما هي حكاية تستفاد منها عبرة وموعظة : لا يكن نقاء السريرة وحده كافيا لنغذ السير نحو ما نصبو إليه من خير دون استخدام سلاح الذكاء ، ولا يكن سلاح الذكاء وحده هو الموصل إلى تحقيق الأهداف السامية ، بل حسن الطوية مع الذكاء هما السلاح الحاسم ، فلا يطغى هذا على ذاك . وعلى هذا ، فلن تكون أستاذتنا الفاضلة ضياء ممن يفرط في واحد من السلاحين .
فالخطأ لا يمكن التملص منه إلا بخطأ أكبر منه ، :
نعم ، فهذا صحيح تماما . فالتملص من الخطأ غير السعي إلى إصلاحه . بوركت أستاذتنا ، ولا حرمنا طلتك البهية ، ودامت ديارك والأسرة الكريمة عامرة بالخير ، وحافلة بالود والهناء . ورحم الله والدك الفاضل ، فقد أبقى بعده ذكرا لن يؤول إلى الخمول بإذن الله .
 
ويا أستاذي الغالي زهير ، جعل الله حياتك وكل من تحب زاهرة مشرقة ، ومورقة بالسعادة على الدوام ،
 رأيتك في منامي الليلة البارحة وقد شرفت منزلي ، وكان سروري بزيارتك لا يوصف 
؛ وكان الوقت  بعد أذان الفجر بنصف ساعة .. وكنت ترتدي الزي الذي سبق لي وأن علقت على صورتك في ركن الصور وأنت ترتديه حين أهديت اللباس الجزائري ؛
وقد دخلت على عجل ، ومكثت قليلا ثم هببت من مقعدك على عجل .. ناشدتك أن تمكث وقتا أطول لكنك اعتذرت باقتضاب ، ثم خرجت مسرع الخطى كأنما تسعى إلى قضاء أمرهام في أقصر وقت ممكن .. كانت خطاك ثابتة متزنة ولكنها سريعة كأنك ابن عشرين ، منتصب القامة بادي الطول أكثر من طولك الحقيقي بقليل .. لوحتُ لك بيدي هنيهة ثم استيقظت ، فإذا ساعة استيقاظي تتفق تماما ومسيرة الحلم الذي رأيتك فيه .. وخرجت لبعض شأني بعد طلوع الشمس ، ثم عدت لأتقدم بمشاركتي السابقة.. وجاء منك الرد  صادقا نقيا وجميلا :"ووالله صورتكم لم تفارق خيالي طوال عملي في إعداد هذا الموضوع، " ، فشكرا لك أستاذي ، على كرمك ، وعلى مودتك التي لا تقدر بثمن ، وجعل الله ما رأيته في منامي خيرا عليك وعلى جميع محبيك .
أتابع ما تخطه يمينك بشغف .
 
 
 
*ياسين الشيخ سليمان
21 - نوفمبر - 2008
في ظلال الوراق    كن أول من يقيّم
 
ما شاء الله وجل من واهب وتبارك ما أعطى، وكل الشكر لك أستاذنا ومعلمنا وقدوتنا ياسين الشيخ سليمان، وما أحلى رؤياكم وأشجاها، أسأل الله أن يأتي يوم، أقول لك فيه (ذلك تأويل رؤياك يا شيخ قد جعلها الله حقا) وهي والله رؤيا عجيبة غريبة، فأنا هكذا كما رأيت، وهذه الرؤيا يمكن أن تكون خلاصة لعمري منذ طرقت أبواب العشرين، فيها الكثير من التردد، بين الأمكنة والتيارات، والكثير الكثير من النهم والعجلة والتشوف والحرقة، وفيها ... وفيها... وقد كنت خطيبا يوما ما، أقف على المنبر، فيقترح علي أستاذ الخطابة خطبة في موضوع يختاره هو، فما هو غير ان ينهي سؤاله حتى أهدر بالكلمات الرنانة والشعارت الملتهبة، ومضت السنون، وتغيرت صلتي بالكلمة، ولم أعد يعنيني لا ارتجال ولا حماس، ولا بلاغة ولا فصاحة.. لم يعد يعنيني إلا الكلمة أن تكون نقية من أوضار الآبائية والجمود، ولا شيء يقض مضجعي كالكلمة الرعناء، يقولها مسكون بالتعصب والطائفية، ولا شيء يسحرني كالكلمة النجلاء المكحولة بالصدق والوضوح ورحابة الصدروالإحساس بالآخر، وذلك كان أول عهدي بضياء خانم، واسمح لي أن أستعير كلماتك الرائعة وأكرر قولك للأستاذة:
لله هذه السيدة الكريمة ضياء ما أجمل خلقها ، وما أبدع فكرها الثاقب!! فهي الضياء حقا.. تهبنا المعنى الدقيق المناسب لكل ما نرجو التمعن فيه  بسهولة وسلاسة ، لينفذ إلى عقولنا وقلوبنا معا بعد أن تأتينا به من حيث لا نحتسب . وهبها الله نقاء السريرة ، وسلامة المخيلة ، ومتعها بحدة الذكاء وصفائه ، وحباها القدرة على موازنة العاطفة مع العقل، فغدا الخيال لديها كأنه واقع ، والتنبؤ بما سيكون كأنه محقق وشائع  ، مع استخلاص العبرة من التاريخ الذي مضى ، وسلامة النظرة إلى كيفية الاستفادة منه ، من أجل غد أفضل ، وحياة أهنأ وأجمل.
واسمح لي أن أشكر في ختام تحيتي هذه صانع الوراق، أستاذنا محمد السويدي، وشكري له ليس فقط على أننا نلتقي في ظلاله، ونجتمع في خيمته، وإنما على كلمة سمعتها منه مرات: (نريد أن نسمع الأحياء وليس الأموات، الأحياء الذين يعيشون واقعنا ويصيبهم ما يصيبنا، ويجرحهم ما يجرحنا، وإن كنا نهتم بالمتنبي فلأنه أقدر من مثل هذه الحقيقة في تخليده لشخصيات عرف قدرها فأجلها وأعطاها كل ما تستحقه من التقدير والإكبار)
*زهير
21 - نوفمبر - 2008
قصيدة (طوق الحمامة) من روائع امية    كن أول من يقيّم
 
قلنا في تعليق سابق إن لأمية بن أبي الصلت مجموعة قصائد لا تزال تفتقر للتنسيق والترتيب، يحكي فيها أخبار نوح (ع) في سفينته مع الحيوانات، لما كانت تنطق نطق البشر (بأية قام ينطق كل شيء)
ومن هذه القصائد قصيدة لامية، ومنها رائية، ومنها بائية وهي الأشهر، ومنها (يائية) وهي الأحلى، ولاسيما حديثه فيها عن (الغراب والديك).
فأما ما يتعلق بقصة الحمامة، فإن القطعة التي في البائية هي التي استحسنها النقاد، وعلق الآمدي في الموازنة عليها بقوله، (وما قال أحد في هذا المعنى أحسن ولا أبرع ولا احلى من قول أمية بن أبي الصلت) (الموازنة 2/ 156 – 157)
والقصيدة تحكي عن سبب وجود الطوق في عنق الحمام. وهو أن الحمامة التي بعث بها نوح (ع) لتتفقد الأرض بعد الطوفان، جاءته كما هو مشهور بغصن زيتون أخضر، وأراد أن يجزيها جزاء ما فعلت طوقا من ذهب، فرفضت الذهب وطلبت منه طوقا يكون ذكرى لأولادها إلى الأبد، وهو ما نرى في عنق المطوقات من الحمام، حتى اليوم. ومن ذلك اللامية التي يقول فيها:
سـمـع الله لابـنِ آدم نوحٍ ربُّـنا ذو الجلال iiوالإفضالِ
حين أوفى بذي الحمامة والنا س جـميعاً في فُلكِهِ iiكالعيال
فـأتـتهُ بالصدقِ لمّا iiرشاها وبـقِـطفٍ  لما غدا iiعِثكالِ
وقوله في البائية:
وأرسـلـتِ الـحمامةُ بعد iiسبعٍ تـدلُّ عـلـى المهالك لا iiتَهابُ
تلمّس هل ترى في الأرضِ عيناً وغـايـتـه مـن الماء iiالعُبابُ
فـجاءت  بعدما ركضت iiبقِطفٍ عـلـيـه الثَّأط والطين iiالكُبابُ
فـلـمـا فرَّسوا الآياتِ iiصاغوا لـهـا طـوقاً كما عُقِدَ iiالسِّخابُ
إذا  مـاتـت تـورِّثُـه iiبـنيها وإن  تُـقـتل فليس لها iiاستلاب
وأما اليائية، فيقول فيها:
ومـا كـان أصحاب الحمامة خيفة غـداة  غـدَت منهم تضم iiالخوافيا
رسـولاً لـهـم والله يُـحكِمُ iiأمرَه يـبين  لهم هل برنسُ الترب iiباديا
فـجـاءت بـقِـطفٍ آيةً iiمستبينةً فـأصبح منها موضع الطين iiجاديا
على  خطمِها واستوهبت ثمّ iiطوقها وقـالت  ألا لا تجعل الطوق iiحاليا
ولا ذهـبـاً، إنـي أخـافُ iiنبالهم يـخـالـونـه  مالي وليس iiبماليا
وزدني على طرقي من الحَليِ زينةً تـصيب إذا أتبعت طوقي iiخضابيا
وزدنـي  لطرف العينِ منك iiبنعمةٍ وأرِّث  إذا مـا متُّ طوقي iiحماميا
يـكـون  لأولادي جـمالاً iiوزينةً وعـنـوان  زيني زينة من iiترابيا
والجادي في البيت الثالث: الزعفران
*زهير
23 - نوفمبر - 2008
قنزعة الهدهد: قصيدة من نوادر أمية    كن أول من يقيّم
 
قال ابن قتيبة الدينوري في (الشعر والشعراء)
أثناء حديثه عما كان يحكي أمية في شعره من قصص الأنبياء وكتب الأولين: ومنها قوله:
غَـيْمٌ  وظَلْماءُ وفَضْلُ iiسَحَابَةٍ إِذْ كـانَ كَفَّنَ واسْتَرَادَ iiالهُدْهُدُ
يَـبْـغِى  القَرَارَ لأُمِّهِ iiليُجنَّهَا فـبَـنَى  عليها في قَفاهُ iiيَمْهَدُ
فَـيَزَالُ يَدْلَحُ ما مَشَى iiبجِنَازَةٍ منها وما اخْتَلَفَ الجَديدُ المُسْنَدُ
وكانوا يقولون: (إن الهدهد لما ماتت أمه أراد أن يبرها، فجعلها على رأسه يطلب موضعاً، فبقيت في رأسه، فالقنزعة التي في رأسه هو قبرها، وإنما أنتنت ريحه لذلك)
وقدم الجاحظ لهذه القطعة بقوله:
وأما القول في الهدهد، فإنَّ العرب والأعراب كانوا يزعمون أنَّ القنزعة التي على رأسه ثوابٌ من اللّه تعالى على ما كان من بِرِّه لأُمِّه لأنَّ أمَّه لما ماتتْ جعل قبرها على رأسه، فهذه القنزعة عوضٌ عن تلك الوَهْدة.
والهدهد طائرٌ مُنتن الريحِ والبدن، من جوهره وذاته، فربَّ شيءٍ يكونُ مُنتِناً من نفسه، من غيرِ عرَض يعرِضُ له، كالتيوس والحيّاتِ وغير ذلك من أجناس الحيوان.
فأمَّا الأعراب فيجعلون ذلك النَّتْنَ شيئاً خامره بسبب تلك الجيفةِِ التي كانت مدفونةً في
رأسه، وقد قال في ذلك أميَّة أوغيرُه من شعرائهم، فأمَّا أميَّة فهو الذي يقول:
تـعَـلـمْ بـأنَّ الـلّه ليس iiكصنُعْهِ صنيعٌ ولا يخفى على اللّه مُلحَدُ (1)
وبـكـلِّ  مـنـكـرةٍ لـهُ مَعْرُوفة أخـرى  عـلـى عـينٍ بما iiيتعمَّدُ
جُـددٌ وتـوشـيـم ورسـمُ iiعلامةٍ وخـزائـنٌ مـفـتـوحـة لا iiتنفدُ
عـمـن  أراد بـهـا وجاب iiعِيانَه لا يـسـتـقـيـم لـخـالق iiيتزيَّد
غـيـم  وظـلـماء وغيث iiسحابةٍ أزْمـانَ  كـفَّـنَ واسـترادَ iiالهدهُدُ
يـبـغـي الـقـرارَ لأمِّـه iiليُجنَّها فـبـنـى عـلـيـها في قفاهُ iiيُمْهدُ
مَـهـداً  وطـيـئـاً فاستقلَّ بحمْلهِ فـي  الـطَّـيـرِ يحملها ولا iiيتأوَّد
مـن  أمِّـهِ فـجُزي بصالحِ iiحملها ولـدًا، وكـلـف ظـهـره ما iiيعقد
فـتـراه  يـدْلـحُ ما مشى iiبجنازةٍ فـيـهـا وما اختلف الجديد iiالمسند
(1)            كذا ورد البيت في نشرة الحديثي، وضبط (مُلحَد) كما ترى،(ص 193) وعلق في الهامش بقوله: البيت من الطويل، والقصيدة من الكامل، ولم أجد غير رواية الحيوان للجاحظ (3/ 511) الذي يرويه مع هذه القصيدة، وأظنه من قصيدة أخرى، وقوله: ملحد، يعني به الميت الموضوع في اللحد.
قلت انا زهير: وقد ورد البيت في (جمهرة أشعار العرب) مفردا، منسوبا إلى عثمان بن عفان (ر). وذلك في أول أبواب الكتاب (باب اللفظ المختلف ومجاز المعاني) قال(:
وقال عثمان ابن عفان، رضي الله عنه:
وأعلَمُ أنّ اللَّهَ لَيسَ كصـنـعِـهِ
 
صَنيعٌ ولا يخفَى على اللَّهِ مُلْحِدُ
الملحد: المائل، قال الله عز وجل: "إن الذين يلحدون في آياتنا"، أي يميلون) ا. هـ. 
 
ويلاحظ هنا ان النويري نقل النص نفسه في (نهاية الأرب) ويبدو انه ينقل من نسخة للحيوان غير التي اعتمد عليها ناشرو كتاب الحيوان، فليس في ما نقله هذا الاضطراب.. قال (10/ 247):
والهدهد طائرٌ معروف. وقال الجاحظ فيه: والعرب كانوا يزعمون أن القنزعة التي على رأسه ثوبٌ من الله عزّ وجلّ على ما كان من برّه لأمّه، لمّا ماتت جعل قبرها في رأسه؛ فهذه القنزعة عوضٌ عن تلك الوهدة. وهو طائر منتن البدن من جوهره وذاته. والأعراب يجعلون ذلك النّتن شيئاً خامره بسبب تلك الجيفة التي كانت على رأسه. ويستدلّون على ذلك بقول أميّة بن أبي الصّلت حين يقول من أبيات:
غـيمٌ وظلماء وغيث iiسحابةٍ أزمـان كفّن واستراد الهدهد
يـبـغي القرار لأمّه iiليجنّها فـبـنى عليها في قفاه iiيمهد
مـهداً  وطيئاً فاستقلّ iiبحمله فـي الطير يحملها ولا يتأوّد
من أمّه فجزي بصالح iiحملها ولـداً  وكلّف ظهره ما iiيعقد
فـتـراه يدلح ماشياً iiبجنازةٍ بقفاه ما اختلف الجديد المسند
*زهير
23 - نوفمبر - 2008
نادرة تستحق القراءة    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :
 
قصيدة أمية اللامية، التي أوردتُ قطعة منها في خبر طوق الحمامة، قصيدة طويلة جدا، ولا تزال مبعثرة في كتب الأدب واللغة والتاريخ، وقد ذكر فيها أمية أخبار الأنبياء والرسل، فلابد ان تكون قد تجاوزت المائة بيت وربما المائتين.
وفيها قوله، أثناء حديثه عن داود:
ما أرى من يغيثني في حياتي غـير  نفسي إلا بني iiإسرال
وهذا البيت قد سقط من نشرة الحديثي في خطأ مطبعي (ص 257) ربما متعمّد.
فقد ذكر في مقدمة تخريج الأبيات ما يلي:
(الأبيات (1 – 3) في المعرب ص 14، والبيت (3) في الموشح ص 234 ونقد الشعر ص 214 والتاج (سرو) وعجز البيت في الأزمنة والأمكنة، 1 / 29:
قال ربي إني دعوتك في الفج ر  فأصلح على يدي iiاعتمالي
إنـني  زارد الحديد على iiالنا س دروعـا سـوابغ iiالأذيال
........
لم يرد البيت الثالث في نشرة الحديثي: وهو:
لا أرى من يغيثني في حياتي غـير  نفسي إلا بني iiإسرال

وأعتقد أن عامل المطبعة حذف البيت متقربا إلى الله، وأما الحديثي فلم يتعمد حذف البيت، لأنه موجود في أماكن أخرى من كتابه، ومنها ص 143 أثناء حديثه عن (الأوزان والقوافي)
وقول أمية (لا أرى من يغيثني) هو في نشرة الموسوعة (ما أرى من يعينني) وكذا في (الموشح) للمرزباني، نقلا عن (نقد الشعر) لقدامة بن جعفر، وهي في (إعراب القرآن) للزجاج، (يعيشني)
وهي في (الأزمنة والأمكنة) للمرزوقي (يعشنني) قال:
وذكر بعض أصحاب المعاني أن العيشة والعيش ليسا بالحياة، ولكن ما يستعان به على الحياة واستدل بقوله تعالى: (وجعلنا النهار معاشاً) قال: وهذا كما قال في الآية الأخرى: (ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله) وقال في موضع آخر: (جعل لكم الليل لباساً والنوم سباتاً) أي ما ألبسهم من ظلمته فلبسوه لباساً، والنوم سباتاً أي سكوناً وأنشد لأمية:
ما أرى من يعشني في حياتي غـير  نفسي إلا بني iiإسرال
قال: المراد بقوله: يعشني يعينني على أمر الحياة، والسكون إنما هو في الليل والابتغاء من فضله بالنهار، ولكن لما عطف أحدهما على الآخر خرجا مخرج الواحد الجامع للشيئين.
قلت أنا زهير:  الظاهر أن هذا التفسير خطأ، ففي قصة داود المشهورة وخروج بني إسرائيل عليه، ومحاربته لطالوت في الحرب التي قتل فيها ابن طالوت في صفوف داود  ضد أبيه، في ذلك كله، وفي معنى (يعشني) كما حكاه ابن منظور في (لسان العرب) ما يفسخ المعنى الذي اختاره المرزوقي إلى نقيضه، وأن المراد بالبيت لا أرى من يرغمني على ترك أخلاقي وتبديل نفسي بأخرى غير بني إسرائيل، قال في مادة عشش (وأَعَشَّه عن حاجته: أَعْجَله. وأَعَشّ القومَ وأَعَشَّ بهم: أَعْجَلَهم عن أَمرهم، وكذلك إذا نزل بهم على كُرْه حتى يتحوّلوا من أَجله، وكذلك أَعْشَشْت؛ قال الفرزدق يصف القطاة:
وصـادقـة  مـا خـبّـرَتْ قد iiبَعثتها طَرُوقاً، وباقي الليلِ في الأَرض مُسْدِف
ولـو تُـرِكَـتْ نـامتْ، ولكنْ iiأَعَشّها أَذىً  مـن قِـلاصٍ كـالحَنِيِّ المُعَطَّفِ
ويروى: كالحِنّي، بكسر الحاء. ويقال: أَعْشَشْت القومَ إذا نزَلْت منزلاً قد نزلوه قبلك
فآذَيْتهم حتى تحوّلوا من أَجْلِك.
*زهير
23 - نوفمبر - 2008
أبحث عن الخلاص    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :
 
صباح الخير وكل التحية لكم جميعاً : أعتذر من أستاذنا الغالي ياسين الشيخ سليمان ومن استاذنا الغالي زهير عن تأخري بكتابة هذا التعليق لأنني لم أتمكن من الوصول إلى الكومبيوتر للكتابة حتى هذه اللحظة رغم أنني كنت قد قرأت تعليقيهما ( على كومبيوتر لا يكتب بالعربي ) اللذين أصاباني بالدهشة . كلماتك يا أستاذ ياسين ، رحم الله والديك وأسكنهما فسيح جناته ، وكذلك كلمات الأستاذ زهير ، مستني في الصميم  : أشعر أستاذي بأنني ولدت في معتقل ، وبأنني عشت في معتقل ، وبأنني في تقلبات ظروف حياتي التي تنقلت فيها كثيراً كنت أنتقل من معتقل لآخر ، وأنني في كل ما أعمله ، صبحاً ومساء ، أسعى إلى الخلاص . اعتقلتني الظروف البائسة والمهينة التي عشت فيها أحياناً ، واعتـُقلت من قبل أشخاص أحببتهم وأحبوني في أحيان أخرى ، أهلي ، زوجي ، رفاقي ، أصدقائي ، واليوم أبنائي ، ... وفي الوقت الذي قمت به بدوري باعتقال أشخاص آخرين يتمنون الفكاك مني ، لا بد ، وفي كلتا الحالتين كنت رهينة . ليست الحرية التي أسعى إليها هي الحرية المادية ، أو حرية السلوك أو المعتقد أو إبداء الرأي فحسب ، بل هي حريتي في أن اكون " أنا " التي أشعرها في قرارة نفسي . أن أكون تلك البنت الضعيفة والودودة والمسكونة بالأحلام المستحيلة التي تضج في مخيلتها ودون أن تعرف كيف تلائم بينها ، التي عشت معها دائماً في داخلي ،والتي اخاف عليها وأداريها لأنها لا تعرف كيف تحمي نفسها . تلك البنت التي كان عليها أن تتحول عبر السنين والثقافة والتجربة والمعاناة لتصبح امرأة وأماً وصديقة ورفيقة درب ومربية ودون أن تفقد شكلها الحقيقي والذي هو جوهرها وحقيقة الإنسان الكامن فيها . هذه هي قصة حياتي التي عشتها بأشكال كثيرة وأعيشها اليوم معكم وبينكم بشكل من الأشكال ، لأنني لا زلت أبحث عن الخلاص ، وأنا أعلم بأنني سأبحث عنه حتى الرمق الأخير . ما أبحث عنه اليوم بالذات ، وفي هذه التجربة الفكرية والوجدانية التي أتاحتها لي ظروف لقائي بكم ، هو إعادة هيكلة وتنظيم أفكاري ، والبحث عن آلية جديدة للنظر تأخذ بعين الاعتبار ، وكما لاحظت أستاذ ياسين ، كل هذه الحاجات المادية والعاطفية ، والتي تهدف إلى تمكين العقل من التفكير الحر ، أي تمكينه من عدم الرضوخ لحاجات الساعة ، ومن عدم الاستسلام لحاجة الرغبة في الحماية والتفكير ضمن إطار المجموعة التي ننتمي إليها بالطبيعة ، بل الخروج نحو إطار أوسع يتضمن عدة مجموعات وأكثر من وجهة نظر ، هذا فيما يخصني . إن ما أشعر به في كل يوم هو تلك السياط التي تلسعني وتجبرني على المسير ، بل على الركض احياناً باتجاه مصير لا أعرف عنه شيئاً ، وكل ما أرجوه هو العتق والخلاص من أسر نتوارثه جيلاً بعد جيل يجعل منا أحياناً مخلوقات تافهة لا تفتأ تردد وتكرر وتعيد ارتكاب ذات الأخطاء في دورة أزلية لا تنتهي إلا بالموت  .
تحياتي لكم جميعاً ، ولأستاذي الكريم زهير ، ولراعي هذا الموقع الأستاذ السويدي ، ودمتم جميعاً بخير .
*ضياء
24 - نوفمبر - 2008
القطعة (21) من نشرة الحديثي    كن أول من يقيّم
 
أردت في هذا التعليق أن أدعو الأستاذ الحديثي إلى تعديل القطعة (21) من نشرته على ضوء هذه الملاحظات المدونة في هذه الصفحة. والقطعة (21)  تقع في نشرة الحديثي في ( 52) بيتا، منها (39) بيتا وردت في كتاب الزهرة، لابن داود الأصبهاني، هي الأبيات (1 ، 2 ، 4 – 14، 15 ، 17 ، 35 – 39 ، 42 ، 44 – 52) حسب نشرة الحديثي.
والقصيدة من البحر الطويل، وقد استوقفني فيها البيت (41) وهو
ولولا وثاق الله ضل ضلالنا ولـسـرنـا  أنا نُتَلُّ iiفنوأد
وحسب تخريج الحديثي للبيت، فهو نقله عن لسان العرب، مادة (ضلل). فرجعت إلى لسان العرب، فرأيت البيت:
لولا وثاق الله ضل ضلالنا ولـسـرنـا أنا نُتَلُّ iiفنوأد
وهو من الكامل، ثم رأيت أبا علي الفارسي ذكر القصيدة التي منها هذا البيت وشرحها، في كتابه (شرح الأبيات المشكلة الإعراب)
وهي القصيدة التي يقول فيها:
رجلٌ وثورٌ تحتَ رجل iiيمينه والنَّسرُ للأخرى وليثٌ مرصدُ
وهذا يقتضي أن يقوم الحديثي بتعديل التخريج وأرقام الأبيات وترتيبها وهوامشها . ويلاحظ أن البيت (41) يختلف في سياقه عن معنى البيتين (40) و(42)
وذكر أبو علي بعد البيت من هذه القصيدة بيتا ضمه الحديثي إلى القطعة (23) وهو البيت (19) منها.
ثم كانت المفاجاة المؤسفة أني عثرت على القصيدة كاملة في المنتظم لابن الجوزي وعدد أبياتها (57) بيتا، بينما هي في نشرة الحديثي (52) مع ما تضمنته من أبيات ليست من القصيدة، وهي الأبيات (40) و (41) و(43) من نشرته، ويلاحظ ان البيت (42) من نشرة الحديثي رقمه (36) في رواية ابن الجوزي.
 
وسوف انقل هنا رواية ابن الجوزي حسب النشرة المطبوعة بتحقيق الأستاذين محمد عبد القادر عطا، ومصطفى عبد القادر عطا (نشرة دار الكتب العلمية، ج 3 ص 151) وأختم كل بيت برقمه في نشرة الحديثي/  وألوّن الأبيات التي لم ترد في نشرة الحديثي باللون الأزرق وأنبه على الخلاف بين الروايتين، إلا ما ورد في هوامش الحديثي والمنتظم من روايات مختلفة للبيت، وأرمز للحديثي بحرف (ح)  وألفت النظر إلى أن ابن الجوزي ولويس شيخو نقلا القصيدة من مصدر واحد كما يبدو من اتفاقهما في كل ما رواه شيخو من الأبيات..
وقد ترجم ابن الجوزي لأمية في هذا الجزء من المنتظم (ص 142) في وفيات السنة الثانية للهجرة، تحت عنوان (وفي هذه السنة مات جماعة من رؤساء الكفار منهم: أمية بن أبي الصلت .... وقدم للقصيدة بما رواه عن أبي عبيدة معمر بن المثنى أنه قال: (إن أمية بن أبي الصلت قال هذه القصيدة في أول المبعث، يذكر فيها الإسلام ونبوة محمد (ص) وهي:
 
1- لك الحمد والنعماء والملك ربنا= ولا شيء أعلى منك جداً وأمجد 1 في (ح) ولا مجد، قال: وهي اكثر استقامة من حيث الوزن (!)
2- مليك على عرش السماء مهيمن = لعزته تضوي الوجوه وتسجد 2
3- عليه حجاب النور والنور حوله  = وأنهار نور فوقه تتوقد 3
4- فلا بصر يسمو إليه بطرفه= ودون حجاب النور خلق مؤيد 4
5- ملائكة أقدامهم تحت أرضه= وأعناقهم فوق السماوات تسجد 5 في (ح) صُعَّدُ
6- فمن حامل إحدى قوائم عرشه = بكفيه لولا الله كلّوا وبلّدوا 6
7- قيام على الأقدام عانون تحته= فرائصهم من شدة الخوف ترعد 7
8- وبسط صفوف ينظرون قضاءه =مصيخون بالأسماع للوحي رُكَّد 8
9- أميناه روح القدس جبريل فيهم = وميكال ذو الروح القوي المسدد 9
10- وحراس أبواب السموات دونهم  =قيام عليها بالمقاليد رصّدُ 15
11- فنعم العباد المصطفون لأمره = ومن دونهم جند كثيف مجند 16
12- ملائكة لا يفتروا عن عبادة =كروبية منهم ركوع وسجد 10
13- فساجدهم لا يرفع الدهر رأسه =يعظم رباً فوقه ويمجد 11
14- وراكعهم يحنو له الظهر خاشعاً = يردد آلاء الإله ويحمد 12
15- ومنهم ملف في جناحيه رأسه = يكاد بذكر ربه يتفصد 13 في (ح) لذكرى
16- من الخوف لا ذو سأمة من عبادة= ولا هو من طول التعبد يحمد 14 يحمد تصحيف وهو في (ح) يجهد، وهو الصواب.
17- وساكن أقطار بأرجاء مصعد= وذو الغيب والأرواح كل معبد
18- ودون كثيف الماء في غامض الهوا= ملائكة تنحط فيها وتقصد 17
19- وبين طباق الأرض تحت بطونها = ملائكة بالأمر فيها تردد 18
20- فسبحان من لا يقدر الخلق قدره= ومن هو فوق العرش فرد موحد 19
21- ومن لم ينازعه الخلائق ملكه = وإن لم يفرّده العباد يفرّد 20 وفي (ح) فمفرد
22- مليك السموات الشداد وأرضها = وليس بشيء عن هواه تأود 21 في (ح) وليس بشيء فوقنا يتأود
23- وسبحان ربي خالق النور لم يلد = ولم يك مولوداً بذلك أشهد
24- وسبحانه من كل إفك وباطل = ولا والد ذو العرش أم كيف يولد
25- هو الله باري الخلق والخلق كلهم = إماء له طوعاً جميعاً وأعبد 22
26- هو الصمد الحي الذي لم يكن له= من الخلق كفؤ قد يضاهيه مضدد
27- وأنى يكون الخلق كالخالق الذي= يدوم ويبقى والخليقة تنفد 23
28- وليس بمخلوق على الدهر جده = ومن ذا على مر الحوادث يخلد 24 وفي (ح) : وليس لمخلوق على الخلق جدة. قال: وفي شعراء النصرانية (وليس لمخلوق من الدهر جدة)
29- ويفني ولا يبقى سوى القاهر الذي = يميت ويحمي دائبا ليس يمهد 25 في (ح) دائما
30- تسبحه الطير الحوائج في الخفا= وإذ هي في جو السماء تصعّد 26 في (ح) الطير الكوامن (وفي رواية) الجوانح
31- ومن خوف ربي سبح الرعد فوقنا= وسبحه الأشجار والوحش أبَّد 27
32- وسبحه البنيان والبحر زاخر= وما ضم من شيء وما هو متلد 28 وفي (ح) وسبحه النينان، وهو الصواب، وفي رواية (الحيتان) وفي (ح) أيضا: (وما هو مُقلِد)
33- ألا أيها القلب المقيم على الهوى= إلى أي حين منك هذا التمرد 29 في (ح) إلى أي دهر منك هذا التصدد، قال: وفي شعراء النصرانية: إلى أي حين منك هذا التصدد
34- عن الحق كالأعمى المحيط عن الهوى= وقد جاءك النجد النبي محمد
35- بنور على نور من الحق واضح = دليل على طرق الهدى ليس يخمد
36- ترى فيه أبناء القرون التي خلت = وأخبار غيب في القيامة توجد 42
37- وحالات دنيا لا تدوم لأهلها = وفيها منون ريبها متردد
38- ألا إنما الدنيا بلاغ وبلغة= وبينا الفتى فيها مهيب مسود 30
39- إذ انقلبت عنه وزال نعيمها = فأصبح من ترب القبور يوسد 31
40- وفارق روحاً كان بين حياته = وجاور موتى ما لهم متبدد 32
41- فأي فتى قبلي رأيت مخلداً= له في قديم الدهر ما يتورد 33 في (ح) ما يتزود، قال: وفي الزهرة (ما يتودد)
42- ومن يبتليه الدهر منه بعثرة =  فيبكو لها والنائبات تردد 34
43- لمن تسلم الدنيا وإن ظن أهلها= نصيحتها والدهر قد يتجدد 35
44- ليوم وأقوام قد انكفأت بهم = دهور وأيام ترافد عُوَّد
45- ألست ترى فيما مضى لك عبرة =فمَهْ لا تكن يا قلب أعمى تلدد 36 في (ح) فمنه لا تكن، وهي خطأ مطبعي
46- وقد جاء ما لا شك فيه من الهدى= وليس يرد الحق إلا مفند 37
في شعراء النصرانية: عن الحق كالأعمى المميط على الهوى
47- وكن خائفاً للموت والبعث بعده= ولا تك ممن غره اليوم والغد 38 في (ح) أو غد) وبعده بيتان لا وجود لهما في رواية ابن الجوزي: وهما (وساكن أقطار الرقيع على الهوى = ومن دون علم الغيب كلٌّ مسهد) (ولولا وثاق الله ضل ضلالنا = ولسرنا أنا نُتَلُّ فنوأد) ورقمهما (40 و41) نقل الحديثي البيت (40) من الفائق للزمخشري، والبيت (41) من اللسان مادة (ضلل) كما مر معنا في المقدمة.
 ويليهما البيت (42) وهو البيت (36) من رواية ابن الجوزي.
ثم البيت (43) ولا وجود له في المنتظم، وهو خارج عن موضوع القصيدة، وظاهر انه من قصيدة يتكلم فيها عن اهل الكهف، وهو قوله:
وليس بها إلا الرقيم مجاورا = وصيدهمُ والقوم في الكهف هُمّدُ
وحسب تخريج القصيدة فقد نقل الحديثي هذا البيت، من الكشاف للزمخشري، والبحر المحيط، تفسير سورة الكهف، فلماذا أدرجه في هذه القصيدة لا ادري ؟؟
 
48- فإنك في الدنيا غرور لأهلها= وفيها عدو كاشح الصدر يوقد 39 في (ح) فإنك في دنيا (وهو الصواب)
49- من الحقد نيران العداوة بيننا = لئن قال ربي للملائكة اسجدوا 44
50- لآدم لما أكمل الله خلقه = فخروا له طوعاً سجوداً ورُكَّد 45 في (ح) وكددوا
51- فقال عدو الله للكبر والشقا = أطين على نار السموم يسود 46 وفي (ح) لطين على نار السموم فسودوا
52- فأخرجه العصيان من خير منزل = فذاك الذي في سالف الدهر يحقد 47
53- علينا ولا يألو خبالاً وحيلة= ليوردنا منها الذي يتورد 48 في (ح) علينا ولا نألوا وهو تحريف وفيه العجز: (لنوردها نارا عليها سيورد)
54- جحيماً تلظى لا تفتر ساعة = ولا الحر منها آخر الدهر يبرد 49
55- فما لك في الشيطان والناس أسوة = إذا ما صليت النار بل أنت أبعد 50
56- هو القائد الداعي إلى النار جاهداً= ليوردنا منها الذي يتورد 51
57- وما لك من عذر بطاعة فاسق = ولا بلظى نار عملت لها يد 52
 
*زهير
26 - نوفمبر - 2008
المناضح والمناصح    كن أول من يقيّم
 
حائية أمية في رثاء قتلى بدر من المشركين، وصلنا منها (31) بيتا عن طريق كتب السيرة، وهي في الأصل (33) بيتا، قال ابن هشام : (تركنا منها بيتين نال فيهما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم)  ا.هـ
وهي القصيدة التي نهى النبي (ص) عن روايتها كما حكى المرزباني في نور القبس (1) وقال الجاحظ في (البيان والتبين) فلما زالت العلة زال النهي (1 / 291).
 وفيها البيت (16) حسب نشرة الحديثي:
نـقل الجفان مع iiالجفا ن إلى جفان كالمناضح
قال الحديثي: (المناضح : الحياض شبه الجفان بها لعظمتها)
قلت أنا زهير: وهو الصواب، ولكن الحديثي علق في هامش التخريج ص 170:
وفي البصائر والذخائر = نشرة الكيلاني =: خف الخميس إلى حصان الكمناصح.
والمناصح: جمعٌ واحدُهُ منصح وهو المخيط).
فكيف تكون الجفان كالمخيط، وما وجه التشبيه هنا ؟؟ 
أما قوله: ( خف الخميس إلى حصان الكمناصح) فهو خطأ مطبعي في نشرة الحديثي ، وظاهر العبارة  توهم أن تفسير المناصح هو تفسير الكيلاني، والحقيقة فقد رجعت إلى نشرة الكيلاني، فلم أر هذا التفسير، والصواب في البيت كما ورد في نشرة الكيلاني:
خف الخميس إلى الخميس إلى جفان كالمناصح
ولم يشرح المناصح، ولا علق عليها، وهي خطأ مطبعي لا شك فيه. ورجعت إلى نشرة الدكتورة وداد (ج9 ص 77)، فرأيت الكلمة فيها على الوجه الصحيح، كالمناضح، وأشارت إلى رواية السيرة: (نقل الجفان إلى الجفان) ولكنها أخطأت إذ جعلت القصيدة من الرجز، بينما هي (مجزوء الكامل). وأما ترتيب القصيدة كما هو في نشرة الحديثي فهو الصواب حسب كتب السيرة.
____________________
(1) وانظر أيضا (خزانة الأدب) شرح الشاهد (235) قال نقلا عن السيوطي في (شرح شواهد المغني):
وقال وكيع، في الغرر، عن الزهري: قال: رخّص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأشعار كلها، إلا هاتين الكلمتين: التي قال أمية بن أبي الصلت في أهل بدر:
ماذا ببدر فالعقن         قل من مرازبة جحاجح
والتي قال الأعشى في علقمة بن علاثة: شاقك من قتلة أطلالها.
*زهير
27 - نوفمبر - 2008
جهود مضنية    كن أول من يقيّم
 
لكي لا يكون حديثنا عن الأغلاط والعثرات فقط، اخترت هذه الصفحة من تحقيقات الدكتور الحديثي، وهي واحدة من صفحات كثيرة، تدل على أنه بذل جهودا لا يستهان بها في تحقيق ديوان أمية،  وفي هذه الصفحة ما يجسد ظاهرة تفشي التصحيف في شعر أمية، والشعر الجاهلي بوجه عام.
والأبيات التي اخترتها هي الأبيات
 10 و11 و12 من قصيدة (طوق الحمامة) التي نشرتها في تعليق سابق:
 البيت 10:
تلمّس هل ترى في الأرض عيناً وغـبّـتـهـا من الماء iiالعبابُ

قال الحديثي:
في نهاية الأرب (وعاينهُ من الماء العبابُ)
وفي البدء والتاريخ: به تيبس او اضطراب، والرواية مختلة الوزن.
وفي الحيوان 2/ 321 وغايته من الماء العباب
وفيه 4/ 196: وغايته بها الماء العباب
وفي طبعة أوربا للديوان ص 35 : (وغايته من المينا العباب) قال: وعلق المحقق: المينا: مرفأ السفينة، وحذفت الهمزة من أجل الوزن.
البيت 11:
فجاءت بعدما ركضت بقِطْفٍ عـليه  الثأطُ والطين الكُبابُ
في كتاب الإكليل: بقطم، قال: والقطم اللحم
وفي البدء والتاريخ: الطين الكثاب، بالثاء
وفي لسان العرب: الطين الكبار، وهنا تختلف القافية، كما لم أجد للكلمة معنى.
البيت 12:
فلما فرّسوا الآيات صاغوا لها عقدا كما عقد iiالسِّخابُ
في البد والتاريخ: فرشوا
في ثمار القلوب: فتشوا
في مجلة المشرق (1904 ص 358) كما عقد السحاب، حسب رأي المحقق.
قلت انا زهير: وهذا يذكرنا بقول الصفدي في (تصحيح التصحيف وتحرير التحريف ):
ومن غرائب التصحيف ما حُكي أن بعض المؤدبينَ صحّف بيتاً لزياد النابغة وهو قوله:
أسـقـينَني  ريّي iiوغنّيَني بحبّ يحيى ختنِ بن الجُرَذِ
وإنما هو:
أشـقـيتني ربّي iiوعنيتني بُحتُ بحبّي حينَ بِنَّ الخُرَّدُ
فلم يدع فيه كلمة واحدة حتى صحّفها، كما تراه:
جعل أشقيتني من الشقاء أسقينني من السقي لجماعة الإناث.
وجعل ربّي من الرّب المضافِ الريَّ المضاف ضد العطش.
وجعل عنيتني من العناء وهو الأسر والذل غنينني من الغناء لجماعة الإناث المطربات.
وجعل بحت من البوح وهو إظهار السر، بحب؛ حرف جرّ دخلَ على حب وهو هوى النفس.
وجعل بحبي يحيى اسم يحيى بن زكرياء.
وجعل حين وهو الوقت ختن وهو زوج البنت.
وجعل بِنّ وهو من البين للإناث ابناً،، وتفقه فيه لأنه قال: ابن بعد علم فلم يثبت ألفه.
وجعل الخرد جمع خريدة الجرذ بالجيم والذال ذكر الفأر.
 
*زهير
27 - نوفمبر - 2008
 1  2  3  4