البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : يــارا - هذا الاسم الجديد على العربية    كن أول من يقيّم
 faruq 
2 - أكتوبر - 2007
يارا
                                            د . فاروق مواسي
 
وصل إلي أكثر من استفسار كتابةً ومخاطبةً عن اسم ( يارا ) وكيف وفد إلى الأسماء العربية ?
فإلى يارا تميم سعود الأسدي هذه  الجولة :
 
أقول ثمة أسماء كثيرة من أسامينا بحاجة إلى شرح المعنى ، وبداهة فمن الضروري أن يعرف الفرد منا معنى اسمه الذي يصاحبه ليل نهار وفي السراء والضراء ، بل هناك من يحب أن يعرف من سبقه إلى هذا الاسم _ إذا أمكن _ .
 
فإذا كان الاسم قديمًا ومن التراث وأعلامه فعلينا -  مثلاً - بكتاب الاشتقاق لابن دريد ، فثمة  شرح لمعانٍ مثل : هشام ، لؤي ، سفيان وعثمان ....إلخ
وهناك مصادر حديثة عربية  تتاول معاني الأسماء ، أذكر منها :
*موسوعة أسماء الناس ومعانيها ( جزءان ) ? إعداد جمال مشعل  .
* موسوعة الأسماء لحسين بركات .
* معجم أسماء العرب بإشراف جامعة سلطان قابوس ? 1991 ( جزءان ) ، وقد أعده محمد بن الزبير ، بالتعاون   مع الهيئة العلمية المؤلفة من : السيد محمد بدوي  ، فاروق شوشه ، محمود فهمي لحجازي وعلي الدين هلال .
 
لنأت إلى الاسم يارا :
 
ذكر حسين بركات أن الاسم مستحدث لا أصل له . لكن  " معجم  أسماء العرب ". فقد استقصى المعنى ، ورأى أن الاسم هو فارسي الأصل ? من كلمة ( يار ) - المادة الأصلية للمصدر الفارسي ( يارَستَــن ) : بمعنى قدرة واستطاعة وتمكُّن . وقد أُلحقت به اللاحقة الفارسية ( الألف ) التي تفيد اسم المعنى . وتبعًا لذلك فلفظة ( يارا ) محرفة عنها . ومعنى ( ياره )  في لغتهم :  سوار ، طوق ، جرأة .
وقد بحثت في معجم فرهنك فارسي ? عربي لمؤلفه محمد حسن بوذجمهر ( دار نوفل ، بيروت ? 2002 ) فوجدت أن ( يار ) تعني صديق رفيق مساعد محب  ، وأن ( يارا )  و
 و( يارئي ) و  (يارﮝــي yargi ) تعني كل منها  : العزم والجرأة .
 
وهناك  اللفظة التركية ( يارا ) بمعنى الجرح  ، وأنا أستبعد ذلك .
 
ومن يدري فقد تكون  التسمية  محرفة عن ( أيار ) ، وهو في الأصل لفظ سرياني سمي به شهر الربيع المعروف لنا ، بل المعروف لدى العرب قديمًا ، فهذا أبو العلاء المعري ينشد :
 
تشتاق أيار نفوس الورى                               وإنما الشق إلى وِرده
 
فهل تبغي فتاة أجمل من هذا المعنى ، ويرى من يدعوها أنها شهر الربيع ?!
 
                         *                             *                                     *
 
  غير أن الاسم ( يارا ) عرفناه اسمًا لديوان شعري أصدره الشاعر اللبناني سعيد عقل سنة 1960 ? دعا فيه إلى أولاً إلى الفينيقية ، وثانيًا إلى الكتابة بحرف لاتيني . وفعلاً صدر ديوانه بحرف لاتيني مع أن الكلمات عربية ? وقد يكون  ظنًا من الشاعر أننا نلحق بذلك العالم الغربي المتحضر ؛  وظنًا كذلك منه أن هناك ضرورة لتغيير الحرف العربي بسبب كثرة أشكال بعض الحروف ( نحو الهاء ) .
وخابت التجربـــــة غير مأسوف عليـــها !
 
( ملاحظة في هذا السياق : أبحث عن كتاب " يارا  " لضرورة  بحثية قصوى ، فليتني أحصل على تصوير له ، وليكن الثمن مهما يكن ! ) ، فأرجو ألا يضن به من يملكه .
 
 أما شهرة الاسم ( يارا )  فقد تأتــــت ? حسب تقديري ? مؤخرًا ، وذلك  بعد أن غنت فيروز أغنيتها الرائعة ( يارا ) ، وهي أغنية عذبة في كلماتها وفي غنائها .
 
 وإليكم الأغنية التي كتب كلماتها سعيد عقل ( وبحروف عربية ) :
 
يارا
يارا الجدايلـــها شقر
الفيهن بيتمرجح عمر
وكل نجمة تبوح بسرارا
 
يارا
الحلوي ، الغِفي عا زندها خيا الزغير
وضلت تغني والدني حدا تطيـــر
والرياح تدوزن أوتارا
 
يارا
الحلوي الحلوايي تعبو زنودها
ونتفي واصفروخدودها
وبإيدها نعست الاسواره
 
ولمتن أجت يارا
تحط خيا بالسرير
تصلي : " يا ألله صيّروا خيّــي كبير " !
وللسما ديها ، هاك الدين الحرير
انلمت الشمس وعبّت زوارا
 
                 *     *      *      *
 
 
 
 2  3  4 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
عزيزتي ضياء ، أحييك وأحيي ذوقك الرفيع !    كن أول من يقيّم
 
انتبهت لهذه القصيدة الرائعة منذ أن تعرفت إلى كتاب الشاعر سليمان العيسى في مختاراته : حب وبطولة  ، وهو كتاب ضم عيون الشعر في عصور مختلفة ، انتقاه بذوق الشاعر الأصيل .
 وبعض النقاد  رأوا أن ما اختاره الشاعر أبو تمام في حماسته  دل عليه أكثر مما  دل عليه  شعره . وقد أوافق هنا فيما يتعلق بسليمان العيسى الذي ما زال حيًا يرزق ، ويعيش في اليمن . مد الله له العافية وبقاء العطاء .
 
القصيدة "  العقلية "كنت أردد بعض أبياتها كلما أسكرتني عينان ، وكلما بحثت عن صور شعرية ، وكلما هوجم سعيد عقل لمواقف سياسية ، فألجأ إلى طاقته الشعرية في هذه القصيدة وفي " غنيت مكة"  ، و" سائليني " ....
 
سأعود إلى يارا :
 
الكتاب في مكتبة الكونغريس في واشنطن ، وقد وصل أحد أصدقائي إليها ، وتصفح الكتاب ، وظن أنني لا أريد هذا الذي بين يديه ، فحروفه لاتينية ، وهو لم يفهم أية كلمة .
 ذلك  لأن حضرته لم يقرأ رسالتي بالبريد الألكتروني كلها ، وقد  ذكرت له أن الأحرف لاتينية والكلمات عربية . وهيهات !
وهكذا كانت سفرته نحو مائتي كيلومتر هباء في هباء سبب لي بعدها أسفًا .
وما زلت أبحث عن يارا  ،
 ولكن أي يارا ؟
 
د . فاروق مواسي
faruq
7 - نوفمبر - 2007
كما الأعمدة ، سعيد عقل    كن أول من يقيّم
 
 
كل التحية والشكر لك استاذنا القدير . كنت على يقين بأنك لا تزال تبحث عن يارا ، وكنت أسلي هذا الملف الجميل أحياناً ببعض التعليقات التي تلامس موضوعه من قريب أو من بعيد . أما سعيد عقل فهو من جبالنا الشامخة ، تماماً كما الباروك وصنين وجبال الأربعين ، وهذا ما سيبقى منه للبنان وللشعر ، شموخ فكره وعبقريته ، لكن الحرب أفقدتنا الذاكرة وجعلتنا ننسى أحياناً بأنه إنسان ، وجعلته ينسى حقائق راسخة كهذه الحقيقة لأنه أيضاً إنسان . كنت قد كتبت تعليقاً في ملف الوطن والزمن المتحول ( صفحة 43 ) حول موضوع سعيد عقل وآرائه في السياسة بعنوان : " أصلي وأصل شكسبير " أنصحك بقراءته للفكاهة ، لكن سعيد عقل هو شاعر عظيم يتجاوز بكثير حدود الزمن الذي نعيشه ويحلق فوقه كنسر السماء :

                                                من شاعرُ ؟
 
 
 
لا مـذ بَـكـيـتُك، لكِنْ ، قَبلُ ، مُذ iسكَتَت
 
يَـراَعـةٌ  لـكَ ، قَـلَّ الـهَـمُّ في iiالغُصُنِ
غَـصَـصـتُ  بـالدَّمع ، هل فَرّتْ iiبَلابٍلُنا
 
طُـرّاً ، فـمـا مـن شَـجِيٍّ ، بعدُ ، أو iiلَسِنِ
أنـا  الَّـذي قـال : يـا شِعْرُ ، آُبكٍهِ iiوأجِدْ
 
مِـن  قَـبـلِ مـا كان لا ، يا شِعرُ لم iiتَكُنِ
 
مِـنَ الـيـنـابيعِ ، من عَينَيَّ صَوتُكَ ، iiمِن
 
ضَـوْع الـبَـنَـفـسجِ ، أضلاعٌ له iiوحِنِي
سِـرُّ  الـرَّنـيـنِ ، وهَـلْ إلاَّكَ iiيَفضَحُهُ ؟
 
يـا  نَـاقِـرَ الـعُودِ ، منه العُودُ في iiشَجَنِ !
والـكـونُ ،  قُـلْهُ رنِينَ الشِّعر ، قُلْهُ iiصَدىً
 
لِـكَـفِّ  رَبِّـكَ إذ طَـنَّـت عـلى الزَّمنِ
مـا  الـعُمرُ ؟ ما نَحنُ ؟ ما هذي التي iiكَتَبت
 
قَـوسَ الـغَـمـام ِ وغُـنجَ الزَّنبَقِ iiالغَرِنِ ؟
تَـشَـظَّـيـاتُ نُـجُـومٍ عـن يَدٍ iiفَجَرتْ
 
حُـبَـيْـبـةَ  الـشَّيءِ ، وَجهُ اللهِ منهُ iiدُنِي
فَـنَـحـنُ  هَـذونَ ، لـمـاَّ نبقَ في iiسَفرٍ
 
عـلـى  الـرَّنـيـنِ ، نُجُوماً رُحَّل iiالسُّفُنِ
 
حَـبَـبـتُ فـيـك الـبَلِيلَ البَثَّ ، لا iiيَبِساً
 
لِـلَّـيـل غَـنَّـى ، وغَنّوا للضُّحَى iiالخَشِنِ
مـن  لا يـضِـجَّ ، ويُـبـقِ الآهَ سـيِّـدةً
 
عـلـى الـكَـلامِ ، يُـؤَخ ِالطَّيرَ في iiالفَنَنِ
نَـسـجُ الـتَّـنَـهُّـد لكنْ لا يُهَلهِلُهُ
 
سهلٌ فـفـي خَـيـطِـهِ مـن شـمـخةِ iiالقُنَنِ
ضَـوءٌ خَصِصْتُ به ، بَعْضُ الَّذي iiاحتفظَت
 
بـبـعـضِـه  الشَّمسُ إذ هَلّت على iiعَدَنِ
 
مـن شـاعـرُ ؟ مَـن تَـظَلُّ الرِّيحُ iiدارَتَهُ
 
َتـرْمـي  بـأَبـراجـها في الأُفْقِ لم iiتُشَنِ
حِـجـارُهـا  شَـرَفٌ ! فـاسـمَعْ iiتَنَفُّسها
 
بـالـنُّـبـلِ ، قُـلتَ : بهِ قَبْلَ الجَمال iiعُني
أكـيـدةً مِـنْ هُـنـا ، مـن مـقلَعٍ وقَعَت
 
عـلـيـه  رَيّـا غُـصُـون الأرْزة iiاللُّدُنِ
اللهُ نَـحـنُ ! أمـا نَـحـيـا iiلأغـنـيـةٍ
 
نَـشـوَى بـهـا لَـفْتَةُ العِقبان من الوُكُنِ ؟
إن شَـدّنـا الـبَـحْـرُ ، لا ملآن، بَعْدُ ، iiبنا
 
نُـفـرِغـهُ  مِـنهُ أَنِ أسْكُنْ أو بنا أنسَكِنِ !
جِـبـالُـنـا هـيَ نَـحنُ: الرِّيحُ iiتَضرِبُها
 
نَـقْـوَى ومـا يُـعطِ قَصْفُ الرَّعدِ نَخَتزِنِ
عِـشـنـا هُـنـا لا نُـهَـمُّ ، الفَقرُ مَرَّ بِنا
 
ومَـرَّ مَـنْ شِـبـرُ أرضٍ غَـرَّهُ فَفَنِي …
لـلـفِـقـرِ  قُـلنا : أستَرِح، للمُستبدِّ : iiأشِحْ
 
غـداً عـلـى الـرَّملِ لا يَبقى سِوَى iiالدِّمَنِ
 
غَـنَّـيـنَ، غَـنّـيـن يا كاساتُ ، قُلُنَ iiلَهُ :
 
مـاتَـت  لـنـا الخَمرُ والعُنقُودُ في iiحَزَنِ
الـحُـبُّ  خَـمَّـشَ خَـدّاًً ، وأشتَكَى iiوبَكَى
 
وأسـتَـوحَـشَ  الـقَـمَرُ الرَّاني فلم iiيَرِنِ
تَــمُـرُّ بـالأذُنِ الآهـاتُ iiتَـسـأَلُـهـا
 
أنَـحـنُ مِـنْ بَـعـدِهِ الآهـاتُ iiلِـلأُذُنِ ؟
غـنِّـيـن غَـنـنـيِّن ، قُلنَ المجَدُ في iiيُتمٍُ
 
شِـعـرٌ بـلا الـمَـجُـدِ راياتٌ بلا iiوَطَنِ
مَـنْ لـلـعُـلَـى ؟ للصَّداراتِ العُلَى ؟ iiأبدا
 
تَـبْـقَـى  الـكَرامَةُ بين الناسِ في iiغَبَنِ ؟
غَـنيِّنَ غَنيِّنَ .. صَوتي ضاعَ .. باتَ iiصدًى
 
كـالـحِـصـنِ دُكَّ وظَلََّتْ هَيبَةُ iiالحُصُنِ !
 
إنِّـي  لأجـرَحُ ، يـا كـاسـاتُ ، يا iiدِيَمِي
 
أن يَـشـمَـتَ الـمَـوتُ بالباقِينَ كالزِّيَنِ !
حـقـاً ،  سَـيَـغـدُو كَـدُملُوجٍ iiبمِعصَمها
 
حَـسـنـاءُ لـولاهُ لـم تُـشـرِقْ ولم iiتَكنِ
عَـتَْـبـتُ ،  ربـي، عليكَ !.. الشَِعرُ iiسَيِدُهُ
 
مـاتَ ! اأمُـرِ الـمَـوتَ لا يَقهَرْ ولا iiيَجِنِ
أأبَـى  عـلـيـه انـا تُـبـلِـى iiأصابِعُه
 
ُ مَـنْ عـنْ أصـابِعهِ السِّحر أنَجنىَ iiفجُنِي
غَـنيِّنَ غَنيِِّنَ… يا كاساتُ ، يَذبُحُكُنْi
 
نَ الشوق غَـنـيّـنَ .. إنَّ الـشَّوقَ منه iiضُنِي
ألُـوذ بـالـقَـبـرِ ، مـا ادري iiأأعـرِفُهُ ؟
 
أمَـا  مَـحَـت نَـقـشَـتَيهِ دَمعَةُ iiالمُزُنِ ؟
أثـورُ ! آخُـذُ بـالـصُّـلـبانِ مِنْ غَضَبٍ
 
أرُدُّهُـنَّ واغـوَى أسْـيُـفـاً وقُـنِـي …
يـمُـرُ فـي خاطري رَهطُ الرِّجال iiمَضَوا
 
ومـا  مَـضَـوا ، تُـرَّكـاً لي إرثَ iiمُؤتَمِنِ
لِـهـهـنـالِـكِ هُـم سَـيـفٌ ، أنـا لِهُنا
 
أفِـي بـمـجـدٍ ، وبـي صَرحُ الوَفاءِ بُنِي
«رُدّي جَمالَكِ» ، يا دنيا ، أقُولُ مع 
 
الأبطال«غُـرِّي سِـوايَ» الـيـوم ، وأدَّهِني ii!..
هُـم  يَـدنَـقُـون ، وهَـمِّي النَّارُ iiأُشعِلُها
 
مِـنْ  كِسرِ عَظمي ، وإن يَنْفَد فَمِنْ iiكَفَني …
مـا الـمـالُ ؟… قَولَة «لا»… واللهُ iiألبَسُهُ
 
بـهِ غَـنِـيـتُ وغَـيْـري بالتُّرابِ iiغَنِى
 
سعيد عقل ، من ديوان : كما الأعمدة
 

*ضياء
8 - نوفمبر - 2007
أحييك على ذوقك في الاختيار     كن أول من يقيّم
 
مرة أخرى أحييك ، وقيل : دل على ذوق حسن الاختيار .
 
ضياء تشعين ضياء وأصالة !
 
وتحية فاروقيــــة
faruq
15 - نوفمبر - 2007
سعيد عقل يعرف الشعر    كن أول من يقيّم
 
وكل التحية للدكتور مواسي ، يسعدني أن تكون هذه القصائد قد نالت إعجابك ولا شك بأنك تعرفها لكننا أحياناً نشعر بالحاجة للعودة إلى نبش هذه الألواح كأنها مزامير مطمورة في عمق الذاكرة نسترجعها كلما اشتد بنا الحنين إلى الشعر .
 يعرف سعيد عقل الشعر في ملحمته " المجدلية " التي كتبها في العام 1937  على أنه :
 
الشعر قَبضْ ٌعلى الدنيا، مشعشعةً كـما  وراء قَميصٍ شعشعت نُجُمُ
فـأنت والكونُ تَيَّاهانِ كأس iiطِلىً دُقّـت بـكـأسٍ وحُلْمٌ لمّه حُلُمُ ii.
*ضياء
26 - نوفمبر - 2007
أجمل منك ؟ لا .....    كن أول من يقيّم
 
 
وهذه قصيدة أخرى من أجمل ما كتب سعيد عقل وهي من ديوان : " أجمل منك لا ... " الصادر عام 1960 :
 
نلارا تَلهُو

أخبرتُها أخبرتُها النُّجوم
انَّكَ لي،
طوَّقتَ خصري، بُحتَ للكِرومْ
بأنَّني كأسُك والهُمومْ
أقلَعتَ عَبْرَ الصَّحو والغُيوم
في هُدبيَ الحُلوِ المُزَلزِلِ !

* * *

ردَّدتُ من شِعرك ألفَ شيْء
انّي غِوىَ النَّظَر ،
نَبضُ الصِّبا ، بلَِّورةُ السَّحَرْ
أنَّ على يَديْ
يَلهْو القَدَرْ ،
وإن أنا أَسقطتُ من عَليّ ْ
ثوباً ، فما شَمسٌ وما قَمر ؟!

* * *

وكِدتُ كِدتُ من هَوًى أطيرْ
قَطَفتُ أُقحوانةً تَمُدّْ
عُنقاً ، ورُحتُ بيدٍ أعُدّْ :
«يُحِبُّني ، يُحبُّني كثيرْ ،
يُجَنّ بي ، يَصْدُقِني ، يَجُدّ ،
يَكْذِبُ… لا ؟... بلى » وأَستَجيرْ
بالوَرَق الأخيرْ …
وخَوفَ أنْ أُصَدّْ
وأقحُوانتي تقولْ
أنَّكَ لا تحبِنُّي ، للعُمرِ ، للأبَدْ
آخُذُها بيَدّْ
وبيَدٍ أنثُرها بَدَدْ
ويَحِي ! وتَطوِي سِرَّك الحُقُولْ !

* * *

وفي غَدٍ إن أنا لمَ
أكُنْ غرامَكَ الوحيدْ
أُضَمّْ
أُضَمُّ ، وحدي ، وأُشَمّْ
وكان نَيْسانٌ جديد …
لا لن تَرَى الزَّهَرْ
مجرَّحاً بَدِيد
قلبي غَفَرْ
قلبي الذي يَذْكر ألفَ شيْ
أَنّي غِوَى النَّظَرْ …
نَبْضُ الصِّبا .. بلَّورةُ السَّحَرْ …
أنَّ على يَدَي
يلهُو القدَر
وإن أنا أَسقطتُ مِن عَلَيّْ
ثوباً ، فما شمس وما قَمَرْ ؟
 
 
*ضياء
26 - نوفمبر - 2007
ضياء ونورك يشع !    كن أول من يقيّم
 
بعد تحيتي ومحبتي ،
فقد أحببت أن أفحص عجز البيت الثاني ، وهل اللفظة هي  ( دُقّـتْ ) حتى يستقيم الوزن ، فزرت " المجدلية"  ، فرحبت بي ، أو رحب ، ولم أجد البيتين في رحابها أو في رحابه  ، فحبذا فحص اللفظة ثانية وذكر المصدر ، وأنت من خير الباحثين .
 
تحية فاروقيـــة
faruq
27 - نوفمبر - 2007
بل هو كما الأعمدة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
مساء الخير دكتور مواسي وكل شكري وعرفاني لكلماتك الطيبة الودودة ولمراجعاتك الدقيقة والمفيدة :
 
عندك حق أستاذي ، فالأبيات التي ذكرتها قالها في الستينات بينما ملحمة المجدلية كانت قد صدرت في العام 1937 ، والأبيات إذن هي من ديوان " كما الأعمدة " ومن قصيدة : " من وردتين اثنتين الشمس " ( الكتاب بعنوان : سعيد عقل ، شعره والنثر ) كما تبين لي بعد أن أستوقفك الموضوع ، وكان الالتباس قد حصل بسبب أنني كنت قرأت البيتين مؤخراً في مقالة تتحدث عن ملحمته " المجدلية " وحسبت أنهما منها دون أدقق بالموضوع وأنا أعتذر عن هذا الخطأ . يقول مطلع القصيدة :
 
سيف على البُطل أم شيماتك الحرُمُ يـا شعرُ خلِّدْ ... وسيف ذلك iiالقلمُ
 
وهذا يذكرني بتعليق كتبه الأستاذ زهير في مجلس دوحة الشعر ، ملف : ما رأيك يا أستاذ زهير ؟ ، كان قد لاحظ فيه بأن سعيد عقل غالباً ما يأتي على ذكر السيف في قصائده " ويكاد السيف لا يفارقه في كل قصائده " كما يقول ، مدرجاً مجموعة من الأمثلة كبيرة أكثرها قصائد غنتها فيروز قيلت في الشام ( شام يا ذا السيف ) ، وفلسطين ( سيف فليشهر ) ... . والملاحظة المهمة التي وردت في ذلك التعليق كانت تسليط الضوء على تلك الناحية المهمة في شخصية سعيد عقل ( تقديس البطولة والفروسية واستخدام السيف كرمز ) وكيف يجمع بينها وبين إيمانه المسيحي المغرق في الروحانية مع العلم بأنه من المتعمقين بدراسة اللاهوت ؟ والأهم من هذا هو أن نفهم موقفه بالعمق بعد أن نزيل عنه إسقاطات الحرب ومخاوفها .
 
والملاحظة الأخيرة هي أن البيتين :  
 
الشعر قَبضْ ٌعلى الدنيا، مشعشعةً كـما  وراء قَميصٍ شعشعت نُجُمُ
فـأنت والكونُ تَيَّاهانِ كأس iiطِلىً دُقَّّـتْ بـكـأسٍ وحُلْمٌ لمّه حُلُمُ ii.
 
سليمان كما أظن ولا أرى فيهما أية مشكلة .
 
مع خالص المودة .
*ضياء
27 - نوفمبر - 2007
 2  3  4