البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : يــارا - هذا الاسم الجديد على العربية    كن أول من يقيّم
 faruq 
2 - أكتوبر - 2007
يارا
                                            د . فاروق مواسي
 
وصل إلي أكثر من استفسار كتابةً ومخاطبةً عن اسم ( يارا ) وكيف وفد إلى الأسماء العربية ?
فإلى يارا تميم سعود الأسدي هذه  الجولة :
 
أقول ثمة أسماء كثيرة من أسامينا بحاجة إلى شرح المعنى ، وبداهة فمن الضروري أن يعرف الفرد منا معنى اسمه الذي يصاحبه ليل نهار وفي السراء والضراء ، بل هناك من يحب أن يعرف من سبقه إلى هذا الاسم _ إذا أمكن _ .
 
فإذا كان الاسم قديمًا ومن التراث وأعلامه فعلينا -  مثلاً - بكتاب الاشتقاق لابن دريد ، فثمة  شرح لمعانٍ مثل : هشام ، لؤي ، سفيان وعثمان ....إلخ
وهناك مصادر حديثة عربية  تتاول معاني الأسماء ، أذكر منها :
*موسوعة أسماء الناس ومعانيها ( جزءان ) ? إعداد جمال مشعل  .
* موسوعة الأسماء لحسين بركات .
* معجم أسماء العرب بإشراف جامعة سلطان قابوس ? 1991 ( جزءان ) ، وقد أعده محمد بن الزبير ، بالتعاون   مع الهيئة العلمية المؤلفة من : السيد محمد بدوي  ، فاروق شوشه ، محمود فهمي لحجازي وعلي الدين هلال .
 
لنأت إلى الاسم يارا :
 
ذكر حسين بركات أن الاسم مستحدث لا أصل له . لكن  " معجم  أسماء العرب ". فقد استقصى المعنى ، ورأى أن الاسم هو فارسي الأصل ? من كلمة ( يار ) - المادة الأصلية للمصدر الفارسي ( يارَستَــن ) : بمعنى قدرة واستطاعة وتمكُّن . وقد أُلحقت به اللاحقة الفارسية ( الألف ) التي تفيد اسم المعنى . وتبعًا لذلك فلفظة ( يارا ) محرفة عنها . ومعنى ( ياره )  في لغتهم :  سوار ، طوق ، جرأة .
وقد بحثت في معجم فرهنك فارسي ? عربي لمؤلفه محمد حسن بوذجمهر ( دار نوفل ، بيروت ? 2002 ) فوجدت أن ( يار ) تعني صديق رفيق مساعد محب  ، وأن ( يارا )  و
 و( يارئي ) و  (يارﮝــي yargi ) تعني كل منها  : العزم والجرأة .
 
وهناك  اللفظة التركية ( يارا ) بمعنى الجرح  ، وأنا أستبعد ذلك .
 
ومن يدري فقد تكون  التسمية  محرفة عن ( أيار ) ، وهو في الأصل لفظ سرياني سمي به شهر الربيع المعروف لنا ، بل المعروف لدى العرب قديمًا ، فهذا أبو العلاء المعري ينشد :
 
تشتاق أيار نفوس الورى                               وإنما الشق إلى وِرده
 
فهل تبغي فتاة أجمل من هذا المعنى ، ويرى من يدعوها أنها شهر الربيع ?!
 
                         *                             *                                     *
 
  غير أن الاسم ( يارا ) عرفناه اسمًا لديوان شعري أصدره الشاعر اللبناني سعيد عقل سنة 1960 ? دعا فيه إلى أولاً إلى الفينيقية ، وثانيًا إلى الكتابة بحرف لاتيني . وفعلاً صدر ديوانه بحرف لاتيني مع أن الكلمات عربية ? وقد يكون  ظنًا من الشاعر أننا نلحق بذلك العالم الغربي المتحضر ؛  وظنًا كذلك منه أن هناك ضرورة لتغيير الحرف العربي بسبب كثرة أشكال بعض الحروف ( نحو الهاء ) .
وخابت التجربـــــة غير مأسوف عليـــها !
 
( ملاحظة في هذا السياق : أبحث عن كتاب " يارا  " لضرورة  بحثية قصوى ، فليتني أحصل على تصوير له ، وليكن الثمن مهما يكن ! ) ، فأرجو ألا يضن به من يملكه .
 
 أما شهرة الاسم ( يارا )  فقد تأتــــت ? حسب تقديري ? مؤخرًا ، وذلك  بعد أن غنت فيروز أغنيتها الرائعة ( يارا ) ، وهي أغنية عذبة في كلماتها وفي غنائها .
 
 وإليكم الأغنية التي كتب كلماتها سعيد عقل ( وبحروف عربية ) :
 
يارا
يارا الجدايلـــها شقر
الفيهن بيتمرجح عمر
وكل نجمة تبوح بسرارا
 
يارا
الحلوي ، الغِفي عا زندها خيا الزغير
وضلت تغني والدني حدا تطيـــر
والرياح تدوزن أوتارا
 
يارا
الحلوي الحلوايي تعبو زنودها
ونتفي واصفروخدودها
وبإيدها نعست الاسواره
 
ولمتن أجت يارا
تحط خيا بالسرير
تصلي : " يا ألله صيّروا خيّــي كبير " !
وللسما ديها ، هاك الدين الحرير
انلمت الشمس وعبّت زوارا
 
                 *     *      *      *
 
 
 
 1  2  3  4 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
دَمْشَقَ ..    كن أول من يقيّم
 
* لست أدري أين قرأت أن فعل  "دَمْشَقَ" يعني : بنى على عجل
 وبهذا تكون دمشق هي المدينة التي بنيت على عجل !
 والله أعلم .
*abdelhafid
14 - أكتوبر - 2007
قريش والقرش واشتقاق أسماء البلدان    كن أول من يقيّم
 
حضرة الأخ الدكتور فاروق المحترم:
أولاً كل عام وأنتم بخير.. ويسرني أن أتعرف بحضرتك وبالأصدقاء الأكارم أسرة مجالس الورّاق.. وهذا تعارف طيب على أثير الإنترنت قد طال انتظاره، ولكن ها نحن أولاء نلتقي أجمل لقاء، على مباحث الأدب والفكر.
الواقع أنني في تعليقي السابقين كنت أكتب من الذاكرة من أوروبا، وليس بين يدي أي من كتبي ومراجعي. غير أنني البارحة عدت إلى بيروت.. والآن سيكون بوسعي المتابعة أفضل من ذي قبل (وكتبي بالشام). وسوف أقدّم ما كنت وعدت به حول اشتقاق اسم (دمشق) الذي أتمنى أن نتباحث به معاً.. ولم لا نتداول دورياً في كل فترة اسماً من أسماء مدننا العربيّة القديمة فنبحث في اشتقاقه?? أليس هذا ممتعاً?
حول تسمية قبيلة (قريش) ومعنى (القرش) أنا واثق أن البحث بحاجة إلى إعادة نظر.. فالقرش كعملة نقدية معدنية لم نسمع به أو نقرأه في مصادرنا القديمة، ولا أركن الآن إلى أن المصدر اللاتيني Grossus Denarius مصدره عربي أو حتى سامي.. بل علينا أن نقرّ أولاً أن تسميات العملات العربية بأسرها أتتنا من أوروبا (بأصول يونانية ولاتينية).. لنستعرض قليلاً:
فالدينار لاتينية: Denarius وترد في نصوص الإنجيل باليونانية، وأجزاؤه: Quadrans.
والريال من الإسبانية Real أي العملة الذهبية الملكية (وتسمية فريق ريال مدريد يعني فريق مدريد الملكي).
أما الدرهم فيونانية معروفة: دراخما.
الجنيه: من الإنكليزية، تسمية قديمة Guinea.
الليرة: من الفرنسية Livre (بصيغة المؤنث)، والإيطالية Lira.
ولنلاحظ أخي الكريم أن مفردة Grossus اللاتينية كمصطلح تجاري دخلت العربية العامية الدارجة عن طريق الإيطالية Grosso إذ يقال لدينا بدمشق: كروز (أي بضاعة جملة).. ونقيضها: مفرّق، أو فلت.
أما اشتقاق اسم قبيلة قريش الكنانية المضرية من اسم القرش (والجمع والكسب) فهذا لا يمكن أبداً.. أسماء القبائل كلها تشتق من أسماء أعلام أجدادها، قولاً واحداً لا خلاف فيه.. ولا يقعد الناس لينظروا في معنى يبتدعونه لاسم عشيرتهم. الآن أنا في مقهى إنترنت وليس بين يدي أية مراجع، لكنني أعد أن أبحث في اسم قبيلة قريش.. الذي لا بدّ أن يكون اسم جد قديم للغاية (كقولك: مضر، قيس، عدنان، قحطان، وائل، كنانة). حتى أسماء المدن في محيط مكّة لبست تخلو من أسماء الأعلام (والأغلب عادة الأوصاف الجغرافية)، فمن المدن التي سميت بأعلام: "حائل" كما في نقش نبطي قديم.. دعك مما يقولون ويفبركون، فعادة الناس قديماً الخجل من قول: "لا أدري"..
هذا كله أقوله هنا كبداية، ولم أدخل بعد لا في اشتقاق اسم (قريش) ولا (القرش)..
وللحديث صلة.. وهو ممتع ومفيد.
ولاحظ أن موضوعك (اسم يارا) قد استدعى تعليقات كثيرة ومفيدة.. فهلمّوا بنا إلى ميدان الكلمة وساحة الفكر نتابع ونستزيد.. ولي عودة قريبة جداً. ودمت.
*أحمد
14 - أكتوبر - 2007
حول اسم دمشق    كن أول من يقيّم
 
حضرة الأخ الدكتور عبد الحفيظ المحترم:
تحية طيبة واحتراماً..
تأكد سيدي أن دمشق لم تبن على عجل أبداً، فعمرها على أديم هذه الأرض أكثر من 10 آلاف سنة..
إلا أن هذا ما وقر في ظن لغويينا القدامى فقدموه على عجل وقالوا فيه ما قالوا بغير روية أو تبصّر.
وأسماء مدن بلاد الشام (سورية، لبنان، فلسطين، الأردن) في الأغلبية الساحقة منها كنعانية (وفينيقية) وآراميّة. إلا أن طائفة من لغويينا المعاصرين رأوا في ذلك افتئاتاً على العربيّة، فحاولوا قولبة الأسماء ومواءمتها لتوافق البيان العربي تحت عنوان (اليمن هي الأصل).. أقول: التمسّك بالعروبة أمر طيّب وأنا من أنصاره، ولكن في المنهج العلمي أرفع معيار وأسمى هدف هو الحقيقة المجردة قبل كل شيء.. وعلم الفيلولوجيا لا يعرف المحاباة.
أرجو أن تمهلني بضعة أيام لكي أنشر بحثي أمامكم حول اسم دمشق.. وكم سيلذ لي أن نتداوله معاً، ويكشف لي السادة سراة الوراق وقرّاؤه ما خفي عن علمي..
ولدي تشوق كبير لقراءة آراء الدكتور فاروق والدكتر عرفان شهيد (كما يحب أن يصوغ العبارة بمنطوقها الإنكليزي)، وطبعاً رأيكم الكريم أستاذي الفاضل.. وساعتها يكتمل سروري ورغبتي العلمية بالاستفادة من هؤلاء الأستاذة الكرام الأفاضل.
ودمتم سيدي..
أحمد إيبش
*أحمد
14 - أكتوبر - 2007
خاص بالأستاذ /الدكتور أحمد.    كن أول من يقيّم
 
* أشكرك أستاذي الجليل الدكتـورأحمد على حسن ظنكم بشخصي المتواضع جدا جدا..
 لست دكتورا !! وهيهات أن يكون لي رأي فيما تتفضـلون به علينا من غزير علمكم
وواسع معرفتكم وسديد آرائـكم..
 
* دمتم في حفظ الله ورعايته والسلام عليكم .
 
*abdelhafid
15 - أكتوبر - 2007
استدراك سريع على مصدر القرش    كن أول من يقيّم
 
أوردتم أخي الدكتور فاروق مقارنة من معجم (בן שושן بن شوشان) للغة العبرية، عبارة: גרוש بالعبرية (جروش Grosh)، فأرجو ملاحظة أنها تبدأ بحرف (ג جيمل) وليس (ק قوف).. مما يجعلها تنتمي إلى جذر آخر لا علاقة لاسم قريش به (ق ر ش)، بل هي مجرد عَبرَنة للعبارة الجرمانية Groschen المستقاة من اللاتينية Grossus، وما أكثر ما اقترضت العبريّة (وابنتاها اليديشية واللادينو) من المفردات الجرمانية والسلافية والقشتالية، ومؤخراً الفرنسية والإنكليزية (عدا عن كونها تفيض بالألفاظ الآرامية). هذا لا صلة له في الواقع ببحث اسم قريش، وشتّان بين قريش والقرش.
ولنلاحظ مثلاً أن الجذر قد يتشابه كثيراً بمبناه الشفوي في عدة لغات، فمثلاً في الآرامية: قرشا (بفتح القاف، وعذراً لعدم وجود حروف آرامية هنا حيث أرسل) تعني الشديد البرودة (تتقارض مع القارِس بالعربية، ومنها اسم: عين الكرش بدمشق = عين قرش، بفتح القاف)، لكن ما صلة ذلك بالمطلوب? هذه هي المزالق التي حذرت منها، وما أكثر ما تتشابه الجذور الثلاثية ويتشابك المعنى ويقع الالتباس.
ما زال علينا أن نستفتي كتب الأنساب والاشتقاق.. والبحث في اسم قريش لا أظنه أمراً صغيراً، بل فيه مساحة جيدة من البحث، ثم إن من شأن ذلك أن يبيّن لنا معطيات تاريخية جديدة ذات قيمة.
هذه مجرد ملحوظة سريعة، وللكلام صلة.
تحياتي للجميع وللأخ الأستاذ الكريم عبد الحفيظ.. كلنا طلاب علم، والألقاب ليست الأصل أبداً.
*أحمد
15 - أكتوبر - 2007
على هامش حافظ الشيرازي وسعيد عقل    كن أول من يقيّم
 
 
تحيتي للجميع وكل عام وانتم بخير :
 
ليس الخلاف أستاذ فاروق في معرفة ما إذا كان حافظ قد ناجى يار ، وكل شعراء الفارسية يناجون هذا الوليف ، فيار السعدي مثلاً كانت حبيبته ، ويار جلال الدين الرومي كان معبوده ، إنما الخلاف كان على تحديد طبيعة يار حافظ الذي كان يختلط فيه الإنساني بالإلهي . وقد اختلف دارسو حافظ في معرفة ما إذا كان يار يرمز في شعره إلى أنسان من لحم ودم أم إلى تجليات الذات الإلهية في الإنسان . وقد خلص هذا المستشرق الفرنسي المتخصص في هذا الموضوع Charles-Henri de Fouchécour إلى أنه : الإلهي الذي يتمظهر في شكله المحسوس . غير أننا لا نستطيع أن نجزم بأن سعيد عقل كان يريد رمز حافظ بالذات عندما سمَّى تلك البنت ب " يارا " لكنني أرى بأن هذا يشبه سعيد عقل جداً جداً .
 
أما البنت التي أحبها في صباه وتمنعت عنه وتسببت له بصدمة عاطفية قوية هي إحدى محن حياته فكانت تدعى : شاخ نبات . ويحوم حول هذا الموضوع أيضاً الكثير من الشكوك لأن حياة حافظ بقيت مجهولة في أكثر تفاصيلها .
 
أما شاعرنا سعيد عقل فلقد سأله يوماً أحد مقدمي البرامج التلفزيونية وكان باستضافته ( برنامج خليك بالبيت ) عن عدد النساء اللواتي قد أحبهن في حياته فأجاب : " أحبتني ثمان نساء " !
 
من غزليات حافظ الشيرازي :
 
ترجمة محمد علي شمس الدين

جوباد عزم سركوي يار خواهم كرد
نفس بياد خوشش مشكبار خواهم كرد'


أحطٌم نفسي
على ذكر عينيك

سريعا كريح الشمالْ
سأحمل قلبي إلى عتباتِ الحبيبْ
وأنثر ما كنت جّمعته
في العلم والدينِ في بابهِ
ليمشي عليه إذا وطئت قدماه التراب
أحطم نفسي على
ذكر عينيك لكنني
سأجعل هذا البناءّ القديمّ لنا محكما
فأين النسيم?
... فروحي دما أصبحت كالورودْ
وإنٌي أقدٌمها
مثلما قدمت في الأضاحي الذبيحةْ
فيا 'حافظ' اخلعْ رداءّ الرياءِ
الذي يجعل القلبّ هشٌا
والزمِ ألحان
من مغرب الشمسِ
حتى الصباحْ
 
*ضياء
16 - أكتوبر - 2007
عودة إلى القرش وقريش    كن أول من يقيّم
 
أخي الكريم الدكتور أحمد
 
تحيتي فيها سلام !
 
أما تسمية ( قريش ) فقد ذكرت لك ما ذكرت من معنى الكسب والجمع مستقيًا مواردي  من لسان العرب ومن تاج العروس ،ولا أظن أن من حقنا نفي ذلك بدون أدوات علمية وتوثيقية أخرى ؛ وقلت لك إن هذا الشرح هو  من بين شروح أخرى ، وعلى سبيل المثل أضيف هنا  شرحًا آخر  - أنهم سُموا قريشًا لأنهم يتقارشون حول الكعبة أي يتجمعــون حولها  .
 
وأما  عن ( القرش)  فإننا لا نستطيع أن نؤكد الربط بين العملة  ( قرش ) وبين ( قريش ) ، مع أن هناك ما يبرر ذلك ، واللغات تتقارض بشكل غريب . لكن - وكما أشرتَ -  لم تكن هذه عملة متداولة أسوة بما ذكرتَ من غيرها  ، فالعرب أصلاً استخدموا عملة غيرهم بلغات غيرهم .
 
إن لفظة  ( غروسوس )  التي تعني كبير وعظيم في اللاتينية كانت وصفًا للدينار ( ديناريوس ) ، فجاء الإنجليز على رأي ابن شوشان -  وهو باحث جاد - ، وجعلوا اللفظة  الوصفية  ( بصورها المختلفة )  في البلاد التي حكموها ، وقد استخدمها الأتراك كذلك بلفظ ( قــِرْش ) وهم الذين أشاعوها - في رأيي .....وبالطبع فإن اللفظة العبرية ( جروش - بالجيم المصرية )- هي من المصدر نفسه .
وقد نربط هذا مع لفظة ( مصاري ) التي هي جمع للفظة ( مصرية ) -  وهي الليرة المصرية في زمن الأتراك  ، فاستعملوا الوصف خاصة للتعميم  ، تاركين ( الليرة) للمفردة .
 
غير أن اللفظة الألمانية  ( غروشّـن ) بحاجة إلى استقصاء ، وأنا لست المؤهل في فحصها  مع أني أعرف الألمانية بصورة أولية ، فيجدر بالفاحص أن يعود إلى معجم  " إيتمولوجي " يبين كيف وردت الكلمة إلى الألمانية ....
وفي تقديري أن اللفظة كانت في النمسا أولاً  ، ودخلت بحكم العلاقات  التجارية مع الأتراك .
 
من هنا أصل إلى أننا بحاجة ماسة إلى معجم تاريخي يصحب اللفظة ودلالاتها في عصورها المختلفة ، وكيف تطورت أو اتسعت دلالتها أو ضاقت .
 
وتحيـــــــــة فاروقيـــــــــــــــــــة
 
 
faruq
17 - أكتوبر - 2007
على هامش حافظ الشيرازي    كن أول من يقيّم
 
 
من المعروف بأن الإيرانيين يستخيرون ديوان حافظ في كل الأمور ويلقبونه ب " لسان الغيب " ، فديوانه موجود في كل بيت ، وينادي عليه الباعة على الرصيف كما ينادي بائع الكعك أو السمسمية على بضاعته ، ويتهافت الناس على شرائه ، الشباب قبل الكهول ، والصبايا قبل الشبان . وقبره في شيراز مزار تحيط به حديقة رائعة لا تكاد تخلو أبداً من الزائرين من كل الفئات والأعمار ، يأتون إليه بحب ووقار ، تسكنهم عاطفة غريبة من الإجلال والتقدير ليس لها مثيل ، ولا أظن بأن شاعراً ، على مدى التاريخ ، قد حظي بهذه المنزلة السامية في عيون شعبه ، فهو بنظرهم كأنه " سيمورغ " الذي يمثل المعبر ما بين الأرض والسماء .
 
وهذه قصة طريفة قرأتها في إحدى المقالات التي تتحدث عن حافظ الشيرازي وتقول : بأن ست فتيات كن يتجولن في الحديقة المحيطة بقبره ، ولما بلغن مرقده سألت إحداهن : "  أيتنا كان سيختارها حافظ زوجة له لو كان حياً ? " ثم قررن استخارة الديوان ، وكان أن وقعن على هذه الأبيات :
 
شهري است بر كرشمه خوبان ز شش جهت
جيزيم نيست ورنه خريدار هر ششم
 
وترجمتها :

أي: مدينة?ٌ ملأى بدلال الحسناوات من ست جهات
لا مالَ لديّ والا لاشتريت الستة كلها

من غزليات حافظ الشيرازي :
ترجمة : إبراهيم أمين الشواربي
 
 ألم يأنِ للأحباب أن يترحموا
وللناقضين العهد أن يتندموا
ألم يأتهم أنباءُ من بات بعدهم
وفي قلبه نار الأسى تتضرمُ
فياليت قومي يعلمون بما جري
على مُرتج منهم فيعفوا ويرحموا
حكى الدمع مني ما الجوانح أضمرتْ
فيا عجباً من صامت يتكلمُ
أتى موسم النيروز واخضرت الربى
ورقّق خمرٌ والندامى ترنموا
بني عمنا جودوا علينا بجرعة
وللفضل اسباب?ٌ بها يُتوسّمُ
شهور بها الأوطار تقضى من الصبا
وفي شأننا عيشُ الربيع محرم
أيا من علا كلّ السلاطين سطوةً
ترحّم جزاك الله فالخيرُ مغنمُ
لكل من الخلان ذخرٌ ونعمةٌ
وللحافظ المسكينِ فقرٌ ومغرمُ




*ضياء
18 - أكتوبر - 2007
آخِرية الجواهري ، أولية سعيد عقل    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
هذا نص للأديب والشاعر سليم بركات مأخوذ من مؤلف له بعنوان " الأقراباذين " هو مجموعة مقالات صنفها على أنها ( مقالات في علوم النظر ) وأصدرها في العام 1999 في ستوكهولم ( السويد ) ، اخترت منها لهذا الملف مقالة بعنوان : " ذبح الزمن في المفردات " لما وجدته في قوله من إنصاف للشاعر سعيد عقل وتحديد دقيق لموقعه في خارطة الشعر الحديث :
 
تعطيل السيرورة :
 
" الآخِر " في اللغة ، يدل على نقيض الأول . وهو ، في الدورة الإقليدية للشكل المحيط ، نهاية البداية ومبتدأها ، بنازع الكمال الذي في الدائرة ، حيث كل اتصال في الخط المتواشج نقطة افتراض تتساوى فيها ، وتتطابق ، الأولية والآخِرية ، بالمقدار ذاته في حقيقتيهما . لكن الآخِرية ، في الحساب الزمني ، تعطيل للدورة ، وتثبيت للفراغ العدم . عودة اللاكون . ختام مطلق . لا احتمال . لا ممكن بعد . وقد شاءت الرسالات نفي هذه القطيعة بين الأولية والآخِرية في سياقهما الزمني ، فابتكرت وعد الخلود من الجلالة على تثبيت الآخِرية أولية مطلقة ، أي : إحداث كون ثان بعد القطيعة مع الزمن لا دورة فيه ، بل سراح بلا نهاية في أحوال على وجوه بلا نهاية .
 
وعد الخلود إنقاذ للآخِرية من فظاظة وحشة المعنى ، الذي مَرَّغ العقل في طحين المتاهة ، على عتبة نظره في الممكنات المستغلقة للكيانية بعد الموت . لكنها آخِرية لا ينتظم فيها أي من قوانين أوليتها . فما تكوَّن حياً ، وتحصَّل عنصراً ، في مبتدأ النشأة ، يأخذ سيرورة من قوام آخر ، علته ليست من الجوهر الحي لطبيعته في النماء والاستحالة بكيموسات الأرض غذاءاً ، وكيموسات الحركة الفلكية انتقالاً من طور إلى طور في المراقي الضرورية لصعود الجسوم ، العقول ، والطبائع صحة وسقماً ، إلى أفولها الحتمي ، إن سيرورة الآخِرية ، وعد الخلود ، ابتكار لنفي الزمني مع إبقاء خصائص المعاني تجسيماً وتجريداً . ففي التجسيم خلوص إلى البذل الحسي متعة ، أو عذاباً . وفي التجريد إقامة بالمعنى على سعادة من تماس النفس مع غيبها العذب ، أو إقامة بالمعنى على شقاء من تماس النفي مع غيبها المعذِّب .
 
أن كان هذان هما موقعا " الآخِرية " في الهندستين الزمنية ، والغيبية ، فما حالها موقعاً في كلمات الإنشاء العربي ، تلويناً للصفات المكانية بصفات الإطلاق ؟ . ففي كل حقبة ، أو عقد ، أو ربع قرن ، ينحو القول العربي بالأزمنية إلى الزمنية ، على دارج رحابته السهلة في قود الكلام إلى مصرعه استخفافاً به . ومن " مصكوكاته " هذه إن " فلاناً " هو آخر " عملاق " . آخر العظماء . آخر مفكر ، آخر عالم . إلى آخر آخر ما يسمَّى تفخيماً على قياس الخروج بالمعنيِّ من السيرورة الحافظة لنشآت الأنواع إلى قدسية الوثن ، من غير مطابقة لهذه اللازمنية مع وعد الغيب الحافظ للكيان الإنساني الحي في ديمومة التحقق . والواضح أن المتعاقدين على إطلاق الصفات السخية هذه هم خليط من المتدين حتى العدمي ، ومن المعطِّل إلى المشرك ، ومن العلماني إلى شقيقه السلفي ، ومن الأصولي إلى المحدث .
 
من الأكيد ، في التعاقبات المتنامية أو الارتجاعية للسيرورات ، ، أن كل " آخِر " إنما ينفيه " آخِر " لاحق ، يبذه في مقام مكنه علماً وأدباً ، أو ينسخه ويكرره . فالمجدد سيعقبه مجدد قطعاً ، والمقلد سيعقبه مقلد ، والمحافظ سيعقبه محافظ ، والطاغية سيعقبه طاغية ، والكريم سيعقبه كريم ، والعبقري سيعقبه عبقري ، على نحو لا تتفق ألفاظ " الآخِرية " في تدبير أي توافق لها مع المعنى . وفي أيامنا هذه ، كان لوفاة الشاعر التقليدي محمد مهدي الجواهري استدرار عَرِم من مخازن اللازمانية ( مع رجاء أن لا أثير حفيظة أحد ) . ولربما كان في مقدورنا فهم فخامة اللوعة في الرثاء العراقي ، من النفس المجرحة راهناً ، غربةً من جهة ، وحنيناً إلى تاريخية شعرية هي صلتها بالعراق المهدور ، من جهة أخرى . إنما توصيفات " الآخِرية " تستوجب ، بالرغم من افتقارها إلى الجواز منطقاً ، خلاء الظرف الموجب للآخِرية من غريم ، أو مزاحم . فماذا سنقول في عملاق مجدد مثل سعيد عقل ، أوصل البيت التقليدي للعمود إلى رفاهية يحسده عليها المتنبي حقاً ، ويتشهَّاها أبو تمام ؟ آخر ماذا ؟ آخِر من ؟
 
لقد افتتح أحمد شوقي مطلعاً للعمود الشعري على معطى العالم الجديد ، وساقه سعيد عقل الكبير . الذي توافق هو والعرب معاً في الجناية على مأثرته المدهشة . إلى غنائم المعاني . وبينهما ظل عدد آخر ، من بدوي الجبل ، وأبي شبكة ، إلى الجواهري ( باختلافهم ، رقة في الجبل ، وطرافة في أبي شبكة ، واتباعية صارمة في الجواهري ) أوفياء لرهافة التقليد . غير أن أكثر الشعراء وفاء للإرث لفظاً ونسقاً في الإنشاء ، من امرىء القيس حتى أبي فراس ، هو الجواهري ، الذي حدَّث العصر من منبر في الخط المواجه للعالم من خلف ستمائة عام ، في الأرجح ، ولم يقترب من هذا القرن إلا باسمه الشخصي ، وإقامته . فأين حظه من " الآخِرية " في ظل العمود الحي ببأس سعيد عقل ؟ وأين " آخِرية " أي قادم آخر في حمى السباق إلى اتباعية تبدو أشرس من أي وقت مضى ، في أحوال النثر ، والشعر ، والوعي ، والقتل أيضاً ؟
  
*ضياء
22 - أكتوبر - 2007
ألعينيك ؟ : سعيد عقل     كن أول من يقيّم
 
ألـعـيـنـيـكِ ؟
 
ألـعـيـنـيـكِ  تأنّى iiوخَطَرْ يفرش الضوءَ على التلّ القمرْ؟
ضـاحكاً  للغصن، مرتاحاً iiإلى ضـفّـة  النهرِ، رفيقاً iiبالحجر
عـلَّ  عـيـنـيـكِ إذا آنستا أثـراً مـنـه، عرا الليلَ iiخَدَر
ضـوؤه،  إمـا تـلـفّـتِّ iiدَدٌ وريـاحـيـنُ فُـرادى iiوزُمَر
يـغـلب النسرينُ والفلُّ iiعسى تـطـمـئـنّين إلى عطرٍ نَدَر
مـن  تُرى أنتِ، إذا بُحتِ iiبما خـبّأتْ  عيناكِ من سِرّ iiالقدر؟
حُـلْـمُ أيِّ الـجِـنّ؟ يا أغنيةً
عاش  من وعدٍ بها سِحرُ iiالوتر
  
نـسجُ أجفانكِ من خيط iiالسُّهى كـلُّ  جَـفنٍ ظلّ دهراً iiيُنتظَر
ولـكِ «الـنَّيْسانُ»، ما أنتِ iiلهُ هـو مَلهىً منكِ أو مرمى iiنظر
قـبـلَ مـا كُوِّنْتِ في iiأشواقنا سـكـرتْ مما سيعروها iiالفِكَر
قُـبـلةٌ في الظنّ، حُسنٌ iiمغلقٌ مُـشتَهىً ضُمَّ إلى الصدر iiوَفَر
وقـعُ  عـيـنيكِ على iiنجمتنا قـصّـةٌ  تُـحكَى وبثٌّ iiوسَمَر
قـالتا: «ننظُرُ» فاحلولى الندى
واستراح  الظلّ، والنورُ iiانهمر
 
مـفـردٌ  لـحظُكِ إن iiسرَّحتِهِ طـار بالأرض جناحٌ من زهر
وإذا  هُـدبُـكِ جـاراه iiالمدى

راحَ كَـونٌ تِـلـوَ كونٍ iiيُبتَكَر

 

*ضياء
22 - أكتوبر - 2007
 1  2  3  4