البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : العلوم عند العرب

 موضوع النقاش : النبات الطبي عند العرب    قيّم
التقييم :
( من قبل 4 أعضاء )

رأي الوراق :

 لحسن بنلفقيه 
11 - أكتوبر - 2004

بسم الله و الحمد لله ، و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه : إن العزم معقود إن شاء الله ، على تعريف الزوار الكرام لموقع الوراق - ذاكرة العرب - بمفردات كتاب " الجامع " لإبن البيطار ، و ذلك بذكر أسمائها العلمية اللاتينية ،و العربية ، و الإنجليزية ، و الفرنسية ، و كذا الأسماء الشائعة المتداولة . و تحديد الإسم الصحيح للنبات ، هو الشرط الأول لنجاح البحث عنه و فيه ، و الإطلاع على خصائصه و استعمالاته ، و الإستفادة منه . فبتحديد الإسم الصحيح للنبات موضوع البحث ، و باستعمال محركات البحث المتوفرة في شبكة الإنترنيت و باللغات المختلفة ، و المراجع المتخصصة و أمهات الكتب ، يستطيع الباحث المهتم من الزوا ر الكرام الوقوف و الإطلاع على الإستعمالات المختلفة للنبات ، و منها استعمالاته في العلاج بالطرق القديمة و الحديثة ، و طرق تحضيره ، والكميات المأخوذة منه ، و فيما يستعمل له ، و كذا المسموم منه و خطورة استعماله. والله أسأل أن يعين على إنجازه و يجعله عملا مقبولا عنده و ينفع به عباده ، إنه ولي التوفيق عليه

 26  27  28  29  30 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
المفردة رقم 224 بجامع ابن البيطار : { باقلا } = Fève = Faba    كن أول من يقيّم
 

{ الباقلا } هو { الفول } ، و قد أطال ابن البيطار القول فيه ، و نقل عنه أقوال كل من جالينوس و ديسقوريدس و الرازي و ابن ماسويه و ابن سينا و بولس و يونيوس  و قسطس و كتاب التجربيين و أخيرا أقوال طبيب مجهول . و أنصح بالإطلاع على هذه المادة بكتاب الجامع بمكتبة موقع الوراق هذا ، لأن الفول هنا هو أول مفردة مهمة من مفردات الأغدية بكتاب الجامع ، كما أنها من أهم البقول التي اشتهرت بها بلاد مصر الحبيبة منذ أقدم العصورو إلى أيامنا هذه . و نبات الفول مشهور معروف عند الجميع ، تتكلم عنه و تعرف به مصادر كثيرة ، و نظرا لكثرة ما أورد ابن لبيطار عن هذا النبات ، أكتفي بذكر أسمائه العلمية والشائعة .

            علق لوكليرك ، بعد ترجمته لمادة هذه المفردة بالجامع بقوله ـ الأصل فرنسي و الترجمة لي ـ :" { باقلا } العرب هو kuamos ellénicos    ديسقوريدس و جالينس ، وهو Faba vulgaris عند المعاصرين . أما إسم العَلـَم اليوناني " يـونـيـوس " المذكور كثيرا من طرف إبن العوام فمن الراجح أنه يعني Columelle  . و أما " قسطس = Costhus " فهو مؤلف كتاب في الفلاحة ترجمه قسطا بن لوقا و ذكره d'Herbelot  تحت عنوان " كتاب الفلاحة لرومية " . و سبق أن ترجم إلى الفارسية . [ انظر حجي خليفة رقم 10377] . و نظن أنه وقع لـُبْـس ما بين " يونيوس " و " قسطس " . / انتهى تعليق لوكليرك .

            يقول د.أحمد عيسى :"Faba vulgaris Monch.   =  Vicia Faba  L. =  فول ـ باقلى ـ باقلاء ـ واحدته باقلاء على لفظ الجمع ـ باقلاة ـ باقلاءة ـ الجُـمَّـى ـ جـِـرْجـِـر ـ الباقلى الأخضر .

من فصيلة القرنيات Légumineuses ، من أسمائه الفرنسية  Féve ، و Féve des marais . و من أسمائه الإنجليزية Garden-bean ، و Bean "./هـ...

            و يعرفه الشهابي في معجمه الزراعي بقوله :" Fève = [Faba vulgaris  أو  Vicia Faba ] = فول ـ باقلى ـ باقلاء ـ جـَرجـَر ـ جُـمَّـى . نبات عشبي زراعي مشهور ، من الفصيلة القرنية ، و القبيلة الفراشية ، تؤكل قرونه الخضر مطبوخة و كذلك حبوبه "./هـ...

            و الجدير بالذكر هنا أن القبيلة الفراشية سابقا تعد الآن فصيلة نباتية مستقلة و كانت تسمى Papilionacées إلماعا إلى شكل أزهارنباتاتها ، ثم طبقت عليها القاعدة العلمية في تسمية الفصائل كما سبق شرحها ، واختير جنس الفول كأهم جنس فيها فسميت Fabacées بمعنى فوليات ، و هي التسمية المعتمدة حاليا في اصطلاح  التصنيف النباتي . و قد بدأ استعمال التسمية الجديدة في عهد الشهابي نفسه فقال في معجمه :" Papilionacées  : فصيلة أوقبيلة من الفصيلة القرنية "./هـ ... و سيأتي تفصيل هذا في التعريف بالقرنيات ـ إن شاء الله ـ .

 

*لحسن بنلفقيه
21 - أكتوبر - 2005
المفردة رقم 225 بجامع ابن البيطار : { باقلا نبطي } = Nymphaea nelumbo    كن أول من يقيّم
 

 

قال ابن البيطار :" و أهل مصر تعرفه بـ[ الجامسـة } بالجيم و السين المهملة . و غلط من قال هو { الترمس = Lupin} . قال ديسقوريدس : { فاشرا قبطي ] هو ينبت كثيرا بمصر ... و يوجد بالمياه القائمة ... و له أصل أغلظ من أصل { القصب } يؤكل مطبوخا و نيأ ، و قد يؤكل هذا " الباقلا " طريا ، و إذا جف اسودّ . و هذا أصغر من الباقلا المعروف ، و قوته قابضة جيدة للمعدة . و دقيقه إذا شرب مع السويق وعمل منه حسو وافق من به إسهال مزمن و قرحة الأمعاء . و قشره أقوى فعلا إذا طبخ بالشراب المسمى { أنومالي } و سقي منه مقدار ثلاث " قواثوسات " [1] .../هـ . وقال ابن البيطار في كتابه " تفسير كتاب ديسقوريدس " ما نصه :" { فابش القبطي } : هو نبات ليس من نبات بلاد المغرب ، و إنما خـُصّت به ديار مصر، و خاصة بموضع منها يُعْرف بشرمساح . و يسمونه عامة أهل مصر { الجامسة } ـ بالجيم ـ ، و لم يذكره جالينوس فيما علمت ./هـ . و قال ابراهيم بن مراد ، محقق هذا الكتاب الأخير : { قابش القبطي = Kuamos Aiguptios } .

الهامش : [1] : ثلاثة كؤوس ، عن لوكليرك .

*لحسن بنلفقيه
21 - أكتوبر - 2005
كلمة لابد منها بالنسبة لكل مفردة بالجامع لإبن البيطار:    كن أول من يقيّم
 

إن مفردات الجامع ، هي مواد غنية جدا بالوصفات الطبية لأشهر أطباء اليونان و العرب و الفرس و الهنود و غيرهم ، و هي وصفات لا يتردد أطباء العصر الحديث من ذكرها كمراجع و كتجارب ناجعة في صراع الإنسان في حفظه للصحة و العمل على استرجاعها متى ضعفت أو أصابها خلل . و لو حاولت ذكر هذه الوصفات لنفعها و قيمتها لأصبحت العملية مجرد نسخ لكتاب متنه على بعد نقرة أصبع بمكتبة الوراق . بيد أن الهدف من هذه المساهمات  المتواضعة هو تعريف الزوار ـ قدر المستطاع و بكل أمانة علمية ـ بأشخاص الأدوية النباتية و أسمائها العلمية الصحيحة عند أشهرالمحققين المهتمين بهذا العلم .

         و من الملفت للنظر و الباعث على التساؤل ، ما لاحظته من كثرة الكتب في التداوي بالأعشاب ، الجديدة و المتجددة ، المطروحة بالأسواق في هذه الأيام على رفوف المكتبات . رأيت منها وفيها العجب العجاب . جلها كتب قديمة اهتم ناشروها أساسا ببريق أغلفتها و بياض أوراقها و زركشة رسوماتها الخارجية و الداخلية ، و التفنن في وضع عناوينها . ووصفت جل هذه الكتب على أنها محققة ، و تم إسناد تحقيق أسماء مفرداتها ـ في الغالب ـ  إلى لغويين ، فيعَرّفُ الإسم الواحد بعدة أسماء أخرى عربية أو معربة ، كل اسم منها في حاجة إلى تعريف ، و يبقى شخص النبات مجهولا عند القارئ الغير المختص ،  بعد كل هذه التعاريف ..... وجدت كتاب المفردات من قانون ابن سينا ، و مفردات الجامع لإبن البيطار[ أسماء المفردات خاصة ] ، و التذكرة للأنطاكي ، و كشف الرموز للجزائري ، و الطب النبوي و عناوين أخرى كثيرة . و تصفحت الكثير منها فوجدتها كما سبق وصفها ، هي عبارة عن كتب محققة في حاجة إلى تحقيق .

         كما أن من المعروض على رفوف المكتبات عندنا في هذه الشهور كتاب نفيس في المادة ، أتمنى أن أطالعه لأستفيد منه ، لأني أسمع لمؤلفه عبر القوات الفضائية علما غزيرا و حكما صائبة ، و الكتاب معروض داخل حجاب شفاف لا يسمح بتصفحه قبل شرائه ، و بثمن مرتفع نسبيا . و إني لآسف لعدم قدرتي على شرائه وقتها ، و العزم معقود على اقتنائه رغما عن غلائه .

         خلاصة القول ان الهدف هنا هو تحقيق أسماء النبات الطبي لا عرض الوصفات . و ما الوصفات المعروضة أحيانا  سوى أمثلة و نمادج لا تغني المهتم بالعلاج عن الوقوف على المتن في الكتاب بمكتبة موقع الوراق هذا. و هذا ما أشرت إليه مرارا و تكرارا تنبيها للقارئ ، و تقية من أي مساس لقيمة الجامع من حيث هو كتاب نبات و طب ، لا كتاب نبات فحسب . و به وجب الإعلام و السلام .

 

*لحسن بنلفقيه
22 - أكتوبر - 2005
الله يباركلك يارب يأخ حسن    كن أول من يقيّم
 

الله يباركلك يارب يأخ حسن والله العمل ده عظيم جدا وشكرا لك

 

أحمد
22 - أكتوبر - 2005
سؤال    كن أول من يقيّم
 
بداياشكر لك هذا الجهد الذي تبذله لفك طلاسم ولغة الأعشاب وأود أن تخبرني عن اسم هذا الكتاب الذي اعجبك بسوق حيث أني صيدلاني مهتم باقتناء كل كتب الأعشاب كما أو أن تعرفنا على نفسك حيث يتضح من خلال بعض الوصفات التي سقتها علمك الغزير بالأعشاب فأتمنى أن تفيدنا بخبرتك أيضا وجزاك الله خيرا 
yousef
22 - أكتوبر - 2005
المفردة 226 بجامع ابن البيطار : { بــان } = Ben = Guilandina Moringa    كن أول من يقيّم
 

 

يقول ابن البيطار :" قال أبو حنيفة : هو شجر يسمو و يطول في استواء مثل نبات { الأثل }. و ورقه هدب كهدب { الأثل }. و خشبه خوار و رخو خفيف ، و قضبانه سمجة خضر ، و هدبه ينب في القصب ، و هو طويل أخضر شديد الخضرة  و ثمرته تشبه قرون { اللوبياء } إلا أن خضرتها شديدة ، و فيها حبه ، و إذا انتهى  انفتق و انتثر ، حبه أبيض أغبر مثل { الفستق } و منه يستخرج { دهن البان } ، و يقال لثمره { الشوع } ، و هو مربع ، و يكثر على الجدب . و إذا أرادوا طبخه رُضَّ على الصلاية و غربل حتى ينعزل قشره ، ثم يطحن و يعتصر ، و هو كثير الدهن جدا . و قال ديسقوريدس : { حب البان } هو ثمر شجرة شبية بـ{ الطرفاء } ، و هذه الثمرة تشبه { البندق } ، و قد يعتصر ما بداخلها مثل ما يعتصر { اللوز } فتخرج منه رطوبة تستعمل في الطيوب المرتفعة مكان الدهن . و قد تنبت هذه الشجرة ببلاد الحبش و مصر و بلاد المغرب و بالموضع من فلسطين المسمى بطيرا . و أجود هذا الثمر ما ان حديثا ممتلئا أبيض سهل التقشير" ../هـ...

 هذا نص ما قيل في وصف ومنابت هذه الشجرة . أما عن الخصائص و الإسعمالات الطبية فهذه مقتطفات من أقوال الأطباء في هذه المادة . فمما قاله جلينوس : هذا دواء يجلب إلينا من بلاد العرب [1] . والعطارون يستعملون عصارة لبنه و جوفه ... ينفع من الكلف و البرش و النمش الكائن في الوجه ، و من الجرب و الحكة و العلة التي يتقشر منها الجلد . و يلطف صلابة الكبد و الطحال . و إن شرب إنسان من عصارته وزن مثقال بالعسل و الماء وحده كان دواء يهيج القيء كثيرا و يسهل  من أسفل أيضا إسهالا كثيرا ... و متى استعملناه و نحن نريد تنقية بعض الأحشاء و خاصة الكبد و الطحال سقيناه مع خل و ماء . و إذا استعملناه من خارج خلطناه بخل ، فإنه إذا صار مع الخل كان أكثر لجلائه حتى يجلو الجرب و العلة التي يتقشر معها الجلد ، و يجلو أيضا أكثر من جلائه هذا الكلف و البهق و السعفة و البرش و النمش و البثور المتقرحة ، و جميع الأدواء المتولدة عن الأخلاط الغليظة ، و يقلع آثار القروح . فأما القشر الخارج من حب البان فقبضه أكثر جدا "../هـ..

         و قد أورد ابن البيطار بالإضافة إلى ما ذكر أعلاه استعمالات كثيرة لديسقوريدس و الرازي و بديغورس و ابن سينا ...

         و يعلق لوكليرك على ترجمته لهذه المادة بقوله ـ الأصل فرنسي و الترجمة لي ـ :" تنتمي الشجرة المنتجة للبان إلى الفصيلة القرنية [ Légumineuses]  ، و قد صنفت تباعا في الأجناس التالية : Guilandina ،  و Moringa ، و Hyperanthera . و تسمى هذه الثمرة عند ديسقوريدس باسم : balanos murepsiké ، و هذا ما يوافق العبارة اللاتينية  glans unguentaria . كما كان جالينوس يستعمل عبارة مشابهة هي myrobalanon ، و هي عبارة أطلقت على أدوية مختلفة  تحتفظ بهذه التسمية ، فتسبب هذا في ملابسات كثيرة .

         و نجد عن { البان } ـ يقول لوكليرك ـ ملحوظة غريبة عند M. Garcin de Tassy  في ترجمته للكتاب المعروف باسم " الطيور و الأزهار " ، مفادها أن إسم" البان " يطلق على شجرتين مختلفتين هما :1 ـ Guilandina Moringa  و هو موضوع حديثنا هنا . 2 ـ شجرة { الخلاف } و هي نفسها المعروفة باسم Salix aegyptiaca L.   ، ذات الأغصان اللينة الطويلة الملهمة لأوصاف الشعراء . "  من الممكن أن سبب اختلاف تسمية البان ، يقول M.Garcin de Tassy ، بإطلاق اسمه على شجرتين مختلفتين ، هو استعمال زيت البان في تتبيث العطور في دهن البان ". و كيفما كان الحال فإننا نقرأ لِـForskal  [ ص 170] ، بمادة Salix aegyptiaca : بان . " E floribus masculis destillatur aqua in Aegypto usitatissima nomine Mouya khalef " ./ انتهى تعليق لوكليرك .

         و يعرف المعجم العربي " لاروس" ،[ تأليف د. خليل الجر ، و بمساهمة محمد خليل الباشا و هاني أبو مصلح و مراجعة محمد الشايب ] ، شجرة { البان } بما نصه :" جنس شجر من فصيلة البانيات ، ينمو و يطول في استواء مثل { الأثل } ، ليِّـن القوام يشبَّـه به القد الرشيق . و ورقه كورق { الصفصاف } و خشبه غير ذي صلابة ، له ثمر كقرون اللوبياء يؤخذ من حبِّـه دهن طيب الرائحة ، الواحدة " بانة " ، و من أسمائه { اليسر } ،و { اليسار } ، و { الشوع } ، و { السياع } "./ـ

         و يعرف الشهابي هذه الشجرة بما نصه :" { يسر } ـ { بان } ـ  { شوع } : نبات يستخرج منه الدهن المسمى " عطر منشم "  = Ben oléifère = Moringa pterygosperma  . و تطلق البان على نوع آخر . انظر Moringa ".  و يعرف الشهابي نفسه { البان } على انه Moringa aptera ، إسمه الفرنسي  Ben blanc  ، ويقول فيه :" الفرنسية من العربية . شجر البان من الفصيلة البانية ، سماه أحمد ندى  " شجر اليسار " ./هـ .و يعرف الشهابي فصيلة البانيات بقوله :" Moringacées = بانيات : فصيلة شجر البان ، و ليس فيها غير هذا الجنس ، و يجعلها بعضهم قبيلة من القرنيات ، و يجعلها آخرون من الكبريات ".

          و نجد في  كتاب "الفرائد الدرية " عربي ـ فرنسي ، للأب بيلو اليسوعي ، المطبعة الكاثوليكية بيروت ، الطبعة 17  ، ما نصه :

بان و بانة = Arbre qui donne la noix muscade . Saule d'Egypte ../ انتهى تعريف الفرائد الدرية لشجرة البان و فيه نظر ، لأنه بكل بساطة تعريف غير صحيح . ذلك أن هذا التعريف يقول بأن شجرة البان هي الشجرة التي تنتج { جوزة الطيب = Noix de muscade } ، و هذا غير صحيح لأن الشجرة التي تنتج جوزة الطيب هي { شجرة جوز الطيب = Myristica fragrans } من فصيلة جوز الطيب = Myristicacées  . و اما شجرة البان ، فتنتج كما قال الشهابي " عطر منشم " ، و شتان ما بين المنتوجين . ذاك ثمرة صلبة مشهورة تباع عند العطارين في كل البلاد العربية  . و أما " عطر منشم " فهو شبه مجهول عندنا لو لم تـُعَـرّفـْنـا به القصص العربية الخالدة  بصوت الشاعر محمد أحمد السويدي راعي  موقع الوراق هذا .

         و تعريف الفرائد الدرية ، و هو القاموس اللغوي العربي ـ الفرنسي ، و من المراجع المعتمدة عند كثير من " اللغويين " الذين يتعاطون لحرفة تحقيق كتب التداوي بالأعشاب ، نظرا لرواجها في سوق الكتاب ، لخير دليل على ما أشرت إليه في المقالة الأخيرة لي في هذا المجلس ، في موضوع الكتب المحققة التي تحتاج إلى تحقيق . و الأمثلة كثيرة في هذا الباب .

الهامش : [1] يكتب في النسخ المتداولة من الجامع ، و منها نسخة الوراق ، على شكل :" بلاد الغرب " ، بالغين المنقوطة . و التصحيح عن لوكليرك الذي ترجمها إلى pays arabe .

 

*لحسن بنلفقيه
23 - أكتوبر - 2005
المفردة 227 بجامع ابن البيطار : { بادنجان } = Solanum melongena= Aubergine    كن أول من يقيّم
 

 

قال ابن البيطار :" { باذنجان } اسم فارسي معرب ، يسمى بالعربية { الأنب } و { المغد } و { الوغد }"./هـ...

 و لإبن البيطار كلام كثير في هذه المفردة ، و هذه بعض الإشارات إلى ما جاء فيها . فمما قاله الرازي في كتابه " دفع مضار الأغذية " أن { الباذنجان } جيد للمعدة التي تقيء الطعام ، رديء للرأس و العين ، يولد دما أسود يسير المقدار ، و يتولد عنه كثير القوابي و البواسير و الرمد و الأمراض السوداوية ، و يفتح سدد الكبد و الطحال ... و مما قاله ابن ماسويه : و الأحمد في اتخاذه أن يقشر و يشق و يحشى ملحا و يترك وقتا طويلا في الماء البارد ثم يصب ذلك الماء عنه ثم يعاود و يجدد مرارا كذلك ثم يسلق و يطبخ مع لحم الحملان و الجداء و الدجاج ....و مما قاله ابن سينا : العتيق منه رديء و الحديث أسلم ... يولد السدد و السوداء و يفسد اللون و يسود البشرة و يصفر اللون . و ما كان من الباذنجان صغيرا فكله قشر يؤكل و يورث الكلف و يولد السرطانات و الصلابات و الجذام و الصداع و السدر ويبثر الفم و يولد سدد الكبد و الطحال إلا المطبوخ منه بالخل ، فإنه ربما فتح سدد الكبد والطحال ، و يولد البواسير ، لكن سحيق أقماعه المجففة في الظل طلاء نافع للبواسير . و ليس للباذنجان نسبة إلى عقل أو إطلاق ، لكنه إذا طبخ بالدهن أطلق و في الخل عَـقـَلَ [ البطن] "/... و في المادة الكثير الكثير من وصفات التحضير و الإستعمالات لإزالة التآليل ، و علاج وجع الآذان و شقاق الكعبين و بين الأصابع ... و مما جاء فيها أيضا للشريف الإدريسي : " و أقماع الباذنجان إذا خلطت مع مثله من لب اللوز المر و دُقـّا و عُجِـنا بدهن {بنفسج } و طليت بها البواسير أبرأت منها ، مجرب . و أقماعه المجففة في الظل إذا سحقت و طلي بها على البواسير بعد أن يدهن بدهن مسخن نفع منها نفعا بينا . فإن أراد مريد أن يتخذه لطبخه لطول السنة ، فليأخذ منه صغيره ، و يثقب في كل واحدة ثقبين في العرض ، و يسلق الكل في الماء و الملح ، و يُـتْرَك في الماء الذي قد طُبِخَ فيه ، فإنه يبقى كذلك السنة كلها "./ انتهى ما نقل عن ابن البيطار .

            و يعلق لوكليرك على ترجمته لمادة هذه المفردة بقوله ـ الأصل فرنسي و الترجمة لي ـ  :"  إن Solanum melongena ، المسمى أيضا S. aesculentum ، هو المعروف باسم l'aubergine  في اللغة الفرنسية . و يسمى أيضا في العربية بـ{ البادنجال } [ باللام في آخره]. و منه  اشتق الإسبانيون اسم berengena أوalberengena  . و يقول الكاطاليون albarginiera . و اعتبر M.Clément Muller  في ترجمته لإبن العوام ،[ II ـ 236 ] ، أن الباذنجان هو Strychnos edÔdimos عند ديسقوريدس ، و هذا خطأ منه . أولا لأن الكُتاب العرب لا يذكرون و لا ينقلون عن اليوننيين في مادة الباذنجان ، و يعتبرون Strychnos ديسقوريدس من { عنب الثعلب = Morelle  } . و نجد في الترجمة العربية لكتاب ديسقوريدس :" { سطرخنن البستاني ، و هو عنب الثعلب } " . و ذهب Fraas إلى أن Strychnos      képaios عند ديسقوريدس هو Solanum nigrum . و نقرأ عند  Mérat و Delens ، بالسبة لعنب الثعلب :" تعتبر من النباتات المأكولة منذ أقدم العصور ، و قد أشار ديسقوريدس إلى هذا الإستعمال ، ونجده عند [ les créoles] في [ l'Ile de France] و في جامايكا و في [ Saint Domingue] منذ أقدم عصور ما قبل التأريخ  ، و كانوا يأكلونه بكثرة تحت إسم brèdes كما يؤكل { السبانخ = Epinard } ، بل و يفضلونه عنه . كما يمكن معارضة مقولة :Mullet  M. Cl. بما قاله M. Decandolle في كتابه " جغرافية النبات = Géographie botanique " :" أدخلت إلى أوروبا من قبل الرومانيين "./ انتهت ترجمة تعليق لوكليرك .

 

            ويعرف د.أحمد عيسى هذه المفردة بقوله : أنـْب ـ مَـغـْد ـ باذنجان ـ كاكم ـ كهكم ـ كهبرك [ فارسية ] ـ من فصيلة الباذنجانيات Solanacées . من أسمائه المرادفة Sol. Esculentum Dun. . و من أسمائه الفرنسية Aubergine  ، و Mélongène . و من أسمائه الإنجليزية Brinjal ، وEgg-plant  ، و Aubergine .

*لحسن بنلفقيه
24 - أكتوبر - 2005
المفردة 228 بجامع ابن البيطار : { باخـروجي } [1] = Légumineuse ?    كن أول من يقيّم
 

            قال ابن البيطار في جامعه :" عن كتاب الفلاحة : هي شجرة ترتفع مقدار ثلاثة أذرع في الأرض اليابسة الصلبة ، ورقها كورق { الكاكنج } ، و توَرِّدُ وردا أحمر خفيف الحمرة ، و إذا سقط عقد حبا في قدر الحمص و أصغر ، أسود لينا ، ..." /هـ ... و ذكر لها من الإستعمالات من الخارج ، قلع الثآليل و السلع ، و يوصي بعدم الإكثار من أكل ثمرها لأنه يغثي و يقيء و يضر بقبضه الرئة .

... انتهى ما نقل عن الجامع . و يبقى شخص هذا النبات مجهولا حتى الآن . و قد علق لوكلير على ترجمته لمادة هذه المفردة بقوله  ـ الأصل فرنسي و الترجمة لي ـ :" صرح " مايير Meyer " في كتابه " تاريخ علم النبات Histoire de la botanique " بان هذا النبات هو من ضمن ما نجده مذكورا بـ"كتاب الفلاحة النبطية " ، و وصفه بأنه نبات فراشي papilionacée . كما نجد عند Meninski  وصفا مختصرا أصله مشارك و مشابه لنفس الوصف المذكورأعلاه ". انتهى تعليق لوكليرك . و لم أعثر على تعريف لهذا النبات في مراجعي .

..........الهامش : [1] تكتب على شكل { باجروجي } في النسخ المتداولة من الجامع . و التصحيح عن لوكليرك .

..........................................
*لحسن بنلفقيه
1 - نوفمبر - 2005
المفردة 229 بجامع ابن البيطار : { بامية } = Hibiscus esculentus *    كن أول من يقيّم
 

نقل ابن البيطار عن أستاذه أبي العباس النباتي وصفا بديعا لهذه النبتة هذا نصه :" قال أبو النباس النباتي : هي بمصر ثمرة سوداء صلبة ، على قدر { الكرسنة = Orobe } ، طعمها حلو ، و فيها يسير لزوجة . تحويها أوعية مخمسة الشكل ، كأنها متوسطة من أوعية النوع من { السوسن = Lis } المسمى عندنا بالأندلس { الأشبطانة } ، إلا أن أطرافها دقاق يعلوها زغب يشبه زغب { لسان الثور = Buglosse } ، و كذا شجرتها كلها . و هي على هيئة شجرة { الخطمي = Guimauve } في طولها و تشعب أغصانها و هيئتها في اللحاء التي على الأغصان ، إلا أن في هذه الشجرة حمرة تعلوها . ورقها مثل ورق { الدلاع  = Pastèque } في أول نباثه ، ثلاثة ثلاثة في كل عِـذق [= pousse ] . و لها زهرة مثل زهرة شجرة { أبي مالك الكبير } في الشكل و القدر، و في لون  زهر { سيكران الحوت = Cocculus } من خارجها و داخلها . و أهل مصر يأكلونها مع اللحم ، أعني هذه الثمرة بغلفه إذا كانت ناعمة ، فإذا عست [1] ، فرطت [2] و طبخت ...."/هـ . تم ما نقل عن ابن البيطار ... عرف د.أحمد عيسى هذا النبات بقوله : بامية ـ ويـكة [ السودان ] Hibiscus esculentus L.  ، من فصيلة الخبازيات Malvacées . من أسمائه المرادفة Abelmoschus esculentus L. . من أسمائه الفرنسية Gombo ، و Bamie okra . و من أسمائه الإنجليزية Gombo okra ./هـ....

            ... الهامش : * = تعرف ثمار ه الخضراء الطرية المخمسة الشكل و المحتوية على البزر، باسم { الملوخية } بمراكش ، و هي من ألذ الخضر المحببة عند المراكشيين في فصل الصيف ، و تحضر بلحم الضأن ، و لا تؤكل في مناطق أخرى من المغرب . [1] عسا  ــُ  عَـساءً و عُـسُـوّ اً النباتُ و غيرُه : غـَلـُـظَ و صَـلـُـبَ . من " المعجم العربي الحديث لاروس " . [2] بمعنى قـُطِّعـَت ، عن لوكليرك .

*لحسن بنلفقيه
4 - نوفمبر - 2005
المفردة 230 بجامع ابن البيطار : { بـادزهـر } = Bézoard *    كن أول من يقيّم
 

قال ابن البيطار :" قال بعض أطيائنا : { البادزهر } يقال على معنيين :

ـ يقال على كل شيء ينفع من شيء آخر ، و يقاوم قوته و يدفع ضرره لخاصية فيه ،

ـ و يقال على حجر معلوم ، ذي عين قائمة ، ينفع بجملة جوهره من السموم الحارة و الباردة ، إذا شُـرِبَ و إذا عُـلِـّـق .

قال " أرسوطاليس " : ألوان { حجر البادزهر } كثيرة ، فمنه الأصفر  و  الأغبر و المنكت و المشرب بخضرة و المشرب ببياض . و أجوده الأصفر ثم الأغبر و ما أوتي به من خراسان ، و هناك يسمى بــ{ البادزهر } و تفسيره " حجر السم " ، و معادنه بلاد الصين و بلاد الهند و بالمشرق . و له في شبهه أحجار كثيرة ، ليست لها خصوصيته ولا تدانيه في شيء من فعله ، من ذلك " القبوري "[1]، و " المرمري " ، و حجر لا يخطئ منه شيئا ، و قد يغالط به كثيرا . و هو نفيس شريف لين المجسة لينا غير مفرط ، و حرارته غير مفرطة ، دقيق المذاهب ، خاصته النفع من السموم الحيوانية و النباتية و من عض الهوام و لدغها و نهشها ، إذا شرب منه مسحوقا و منخولا وزن اثنتي عشرة شعيرة خلص من الموت و أخرج السم بالعرق و الوسخ ، و إن تقلد منه إنسان أو تختم به ثم وضع ذلك الخاتم في فم شاربِ السم و مصّـه نفعه . و إن وُضِع ذلك الخاتم على موضع لدغ العقرب و الهوام  الطيارات ذوات السموم مثل الدراريح [2] ، و الزنابير[3] ، نفع منها نفعا بليغا بيِّـنا . و إن سحق و نثر على موضع لسع الهوام الأرضية حين تلسع أو تنهش ، اجتذب السم بالرشح . و إن عفن الموضع قبل أن يتدارك بالدواء ثم نثر عليه من هذا الحجر و هو مسحوق أبرأه . و إن وضع هذا الحجر على حمة العقرب بطل لسعها . و إن سحق منه وزن شعيرتين و ديف بالماء و صب على أفواه الأفاعي و الحيات خنقها و ماتت . قال الرازي : { البادزهر } حجر أصفر رخو لا طعم له ، ينفع من السموم . و قد رأيت منه مقاومة عجيبة لدفع ضرر { البيش }[4] . و كان هذا الحجر قد رأيته إلى الصفرة و البياض ، و كان مع ذلك رخوا متشظيا كتشظي " الشب اليماني " . و إني رأيت من هذا الحجر في قوته و مقاومته للــ{ بيش } [4] ما لم أر مثله من الأدوية المفردة و لا الترياقات المركبة أصلا ... و قال عطارد بن محمد الحاسب : { حجر البادزهر } إذا وُضِعَ قبالة الشمس عرق و سال منه الماء ، و هو نافع من تلهب الحمى الشديدة و الرمد إذا متص عرقه ... و قال ابن جميع : و الحيواني منه ، و هو الموجود في قلوب " الأيايل [5] أفضل من جميع هذه الأوصاف حتى أنه إذا حك بالماء على مِـسَـن ، و سقي منه كل يوم وزن نصف دانق للصحيح ، عى سبيل الإستعداد و التقدم بالحوطة ، يقاوم السموم القتالة و حَـصّـنَ من مضارها ، و لم يخش منها غائلة و لا أثارة و خـَلـْطٍ خام كما يخشى من " المثروديطوس [6] ، و لا يضر المحرورين و لا المنحفين ، و يفعل ذلك لخاصية جوهره "./هـ انتهى ما نقل من الجامع ...

            و علق لوكليرك على ترجمته لهذه المادة بقوله ـ الأصل فرنسي و الترجمة لي ـ :" بعد المدخل لإبن البيطار ، كما هو ظاهر ، نجد هنا استشهادً يرد منسوبا إلى " أرسطو " في المخطوطات ، كما نجده مختصرا عند " القزويني " [éd.W?stenftld, I,231]  بفقرة " أرسطو" مع ذكر الصين و الهند و خراسان كبلدان مصدرة . كما أن في هذه الفقرة أسماء جغرافية و اسم فارسي تجعلنا نستبعد هذه المقالة لأرسطو .أضِفْ إلى ذلك أن اسم " بادزهر " لا يعني  " حجر السم " ، بل معناه هو " دافع للسم " . و يرى " البيروني " أن " البادزهر الحيواني " لايوجد إلا في كبد " الوعـل "[7] ./هـ انتهى تعليق لوكليرك .

.........الهامش : * Bézoard :  [ لفظة عربية من أصل فارسي ]، هو تكثف وتصلب حجري يتكون في معدة بعض الحيوانات ، ينسب إليه قديما خاصية مقاومة السموم [ ـ عن معجم لاروس الفرنسي 1948، و ترجمة التعريف لي ـ ] [1] : يكتب في النسخ المتداولة على شكل " البنوري " ، و التصحيح عن لوكليرك . [2] : = Cantharides . [3] : = Guêpes . [4] = يكتب على شكل " اليبس " في لنسخ المتداولة ، و منها نسخة مكتبة الوراق ، و هو تحريف ، و التصحيح عن لوكليرك . و { البيش } = Napel ، نبات سام قاتل اسمه العمي هو Aconitum napellus، عن د. احمد عيسى . [5] = Cerfs . [6] كتب على شكل :" المثروديطرش" و التصحيح عن لوكليرك . [6] = Mithridate  ، عن لوكليرك . و جاء بقاموس المنهل : Mithridatisme  أوMithridatisation = مَـثـْرَدَة : مناعة سمية ، مناعة تكتسب بأخذ جرعات من السم متزايدة تدريجيا . و الفعل متعلق بالملك " مثريدات ".[7] =  Foie de chamois .

............................................
*لحسن بنلفقيه
4 - نوفمبر - 2005
 26  27  28  29  30