البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : هل الحضارة ... إسلامية أم عربية أم ماذا ?    قيّم
التقييم :
( من قبل 8 أعضاء )
 زياد  
1 - فبراير - 2007
 
السلام عليكم ...
 
تساؤل يحيرني منذ فترة طويلة، ماذا نسمي الحضارة التي بناها أجدادنا ووصلت إلى ذروة مجدها في القرن الرابع الهجري? هل نسميها حضارة عربية? أم حضارة إسلامية? أم حضارة عربية إسلامية?
 
لو قلنا حضارة عربية، سنجد أن الكثير من أعمدة هذه الحضارة ليسوا من العرب، مثل ابن سينا وسيبويه.
 
ولو قلنا أنها حضارة عربية كون اللغة التي دُوَّنت بها هذه العلوم هي اللغة العربية، لوجدنا أن الكثير من العلماء قد أفرغوا بنات أفكارهم بلغاتهم الأصلية دون العربية، مثل الفارسية والتركية.
 
ولو قلنا حضارة إسلامية، سنجد الكثير من العلماء غير المسلمين، مثل ثابت بن قرة الصابئ و ابن ميمون.
 
ولو قلنا ... هي حضارة عربية إسلامية ... فيحق لي أن أتساءل: لماذا قدّمنا العروبة على الإسلام، مع أن الكثير العلماء هم مسلمون وليسوا عرباً?
 
وانتهى بي الرأي لتسمية الحضارة بـ ... الحضارة الإسلامية العربية ...
 
فالإسلام يشمل العرب وغير العرب، والمسلمون هم الأغلبية بين علماء ذلك العصر، وأصلاً الإسلام هو محرك قيام هذه الحضارة كلها. ونسمي الحضارة عربية بعد كلمة إسلامية لأن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للعلم وهي الأكثر رواجاً بين مختلف العلماء، هذا فضلاً عن شرف اللغة العربية على غيرها كونها اللغة التي اختارها الله في رسالته إلى عباده.
 
أفيدونا ... أفادكم الله
 
 
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الحضارة عربية    كن أول من يقيّم
 
ولهذا كان المسلمون المتقدمون لما سكنوا أرض الشام ومصر ولغة أهلهما رومية وارض العراق وخراسان ولغة أهلهما فارسية وأهل المغرب ولغة أهلها بربرية عودوا أهل هذه البلاد العربية حتى غلبت على أهل هذه الأمصار مسلمهم وكافرهم وهكذا كانت خراسان قديما ثم إنهم تساهلوا في أمر اللغة واعتادوا الخطاب بالفارسية حتى غلبت عليهم وصارت العربية مهجورة عند كثير منهم ولا ريب أن هذا مكروه وإنما الطريق الحسن اعتياد الخطاب بالعربية
 
من اقتضاء الصراط لإبن تيمية
 
لقد اعتاد أهل الشام ومصر والعراق والمغرب العربية فأصبحوا عربا وترك أهل خراسان العربية فعادوا فرسا كما كانوا ومعهم من يساكنهم من الأصول العربية. لكن رغم مرور الزمن وتغير اللغات وتبدلها لا زالت العربية على حالها فقد حفظها الله بالقرآن، في حين تغيرت اللاتينية وتفرعت عنها عدة لغات رغم جهود الكنيسة من أجل الحفاظ عليها فلم يعد لرجال الدين أنفسهم دراية بها، ولازالت اللغات تتبدل وتتغير رغم اختراع المطابع التي حدت شيئا ما من هذا التغير، فتجد للفرنسية مثلا معاجم للقرن 14 ومعاجم للقرن 15 ... وبالأمس القريب كانت الأنجليزية لكن اليوم هناك أنجليزية وأمريكية. ورغم جمالية اللغة العربية وبنائها المنطقي تجد حاليا أبناءها معرضون عنها وظهرت حركات هنا وهناك مدعومة بالصهيونية تدعو إلى نبذ العربية وتبني بعض اللهجات كلغات رسمية، لأنها لغة الآباء والأجداد، فإن كانت اللاتينية لم تصمد فمن يضمن أن هذه اللهجات هي نفسها التي استعملها الأجداد? ومن يضمن أن العربية كانت لتصمد بدون القرآن? فأين هم الشعراء من عامة أعراب الجزيرة العربية وعربها?
لذلك فالعربية هي لغة الدين الإسلامي والحضارة الإسلامية هي حضارة عربية.
 
*عبد الحي
18 - مايو - 2007
ان الحضارة هي حضارة اسلامية بحتة    كن أول من يقيّم
 
انا ارى الحضارة الاسلامية كنسيج انسجته شعوب وامم ولم تكن لأحدهم دون الاخر الفضل فيه او ان ينسب الحضارة اليه وحتى العرب لأن لولا الاسلام لما تمكن تلك الشعوب ان تتجانس كوحدة متماثلة واستطاع ان ينسج ذاك البساط الواصل العطاء.
اما عن كونه قد تعرب أو دون بالعربية فإن هذا لايعني ان ينسب اليهم الحضارة ولو انها لو نسبت لم تقم الدنيا
وانا ارى إنه الارجح والاصلح للجميع ان يسمونه (الحضارة الاسلامية) وكفانا شعوبية فالاسلام جاء رحمة للعالمين ونهانا عن التعصب القبلي الذي اصبح بمصطلح اليوم التعصب القومي الذي لم يصب المسلمين من النقم الا بدعوته
kurdw
25 - نوفمبر - 2007
أراء العلماء فى تسمية الحضاره.... وحجة كل واحد منهم    كن أول من يقيّم
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أستاذى الفاضل:. زياد أنا ممن يتفق معك فى تسميه الحضار بالحضاره الإسلامية العربية وهذا بعد دراستى للموضوع وإشكليات التسمية التى واجهها العلماء تأعرض لك نبذه عن كل إسم لماذى سمى به وما الحجة عليه
أولا أختلف الباحثون حول تسمة الحضاره التى أقامها المسلمون، فقد وصفها بعضهم بأنها " الحضارة العربية" ووصفها أخر " بالحضارة الإسلامية" وبعضهم الثالث سلك طريقا وسط، وسمها " الحضارة العربية الإسلامية" بينما سماها بعضهم الرابع " الحضارة الإسلامية العربية".
أولا : الحضارة العربية:.
يرى أصحاب هذه التسمية أن المنطقة العربية هى التى تمتد من المحيط الأطلنطى غربا إلى الخليج العربى شرقا، وهضاب الأناضول وأرمنيا شمالاً، وأواسط إفريقيا والمحيط الهادى جنوبا- وسكنت تلك الأقاليم أمم عريقة فى حضارتها التي بدأت قبل الإسلام بفترة طويلة تمتد إلى فجر التاريخ. ويشير أصحاب هذه النظرية إلي أن المنطقة العربية تعد من المناطق النادرة التى تمتاز بشخصية إقليمية منفردة لدرجة عجيبة.
وقد أشار الدكتور/ جمال حميدانٍ فى كتابةٍ " دراسات فى العالم العربي" إلى ذلك بقولة:.{ أن هناك نغمة أساسية وإتقانا مشتركاً يتكرر بإلحاح فى جميع نواحى الوجود الطبيعى والحياه البشرية فى الماضى والحاضر}.
ولا تقتصر هذه الصفه الأولية على محتويات الإقليم الداخلية الطبيعية والبشرية بل تتعداه إلى الواقع الخارجى. وأثبتت الدراسات أن الحضارات التى ظهرت فى هذه المنطقة قبل الإسلام كانت متشابهة فى أمورها الإقتصادية والسياسية والثقافية والدينية، وأن الأمر إختلف بعد ظهور الإسلام، وذلك أن اللغة العربية هى اللغة التى نزل بها القرآن، وبها دونت السنة النبوية الشريفة، وهى اللغة التى تكلم بها كل من اعتنق الإسلام، وانضوى تحت لواء هذه الحضارة، وأن النبي محمد صلى الله علية وسلم جاء بهذه الرسالة الحضارية إلى كل العالم، فهم القادة الذين فتحوا، والجنود الذين حاربوا، وهم الساسة الذين خططوا، وهم الفقهاء وأهل الفكر لفتره طويلة من الزمان.
وهكذا نرى أن المتحمسين لوصف هذه الحضارة " بالحضارة العربية " قد بنوا حجتهم على أساس أن " اللغة العربية" هى اللغة الأساسية لهذه الحضارة، التى ساهمت فى توحيد فكر أهلها، ويرى أصحاب هذا الرأي أيضا أن شعوباً أخرى، مثل الفرس، والترك، والهنود، قد أسهموا فى بناء الحضارة الإسلامية، وبرز من بينهم علماء، مثل إبن سيناء، والفرابي، والطبري. إلا أن هؤلاء إستعربوا، أى كانت ثقافتهم هى العربية، وإرتفعت مكانتهم نتيجة لرعاية حكام المسلمين من العرب لهم.
ثانيا: الحضارة الإسلامية:.
يرى اصحاب هذا الرأى أن كل الشعوب التى احتضنها الإسلام قد إندمجت فيما يمكن تسميتة بأمة محمد صلى الله علية وسلم، وأن هذه الشعوب قد إتخذت من القرآن منهجاً ودستوراً، وسارت على سنة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم حتى أصبح من الصعب وصف ملامح الحضارة عند هذه الشعوب بصفات أخرى غير " إسلامية" وتلك الصفات التى يمكن النظر إليها على أنها صفة دينية فحسب ولكنها صفة حضارية.
ويرى أصحاب هذا الرأى أن شعوباً كثيرة غير عربية قد أسهمت بنصيب كبير فى بناء هذه الحضارة، وإطلاق إسم العربية عليها يثير حفيظة غير العرب، ويحرك فيهم نعرة العصبية القومية والشعوبية العنصرية التى حاربها الإسلام، وعمل على القضاء عليها. ويرى هؤلاء أيضاً أن الدين الإسلامى هو دين الأغلبية العظمى للسكان، والذين يعيشون فى إطار هذه الحضارة، وهذه فى نظرهم رابطة أقوى من اية نزعة عنصرية أو شعوبية، كما يرى أصحبا هذه النظرية.
وأن ما يربط الشعوب فى كنف الدولة الإسلامية فى قارات آسيا وإفريقية وأروبا إنما هى الشرية الإسلامية، وعلى الرغم من إنقسام الدولة الإسلامية سياسيا إلى دول مستقلة، إلا أن ذلك لم يمنع المسلم أن يشعر أينما ذهب أنه يعيش فى وطنه، كما أن قضية إستشعار الأخوة والإحساس بها سادت الدولة الإسلامية، وهذا ما أدى إلى زيادة إرتباط المسلمين، كما أن قضية إستشعار الشعوبية والعنصرية والإقليمية لم تكن من القضايا الملحة، مث قضايا إزدهار العلم والفكر والأدب، وهو ما إنعكس على نوعية الإنتاج العلمي والفكرى الذى قدمه المسلمون، وارتباط المسلمون على هذا النحو من المشرق إلى المغرب نتيجة الفتوحات الإسلامية التى أدت إلى تفاعل حضارى بين الشعوب.
ومما سبق يتضح أن أصحاب هذا الرأى يرون فى الدين الإسلامي والشريعة الإسلامية رابطة وحدت شعوب العالم الإسلامي، وذلك أن الإسلام فى رأى هؤلاء لا يمثل عقيدة وشعائر تؤدى فقط وإنما هو فكر وسلوك ودستور للإنسانية فى أجل صورها ونتيجة لذلك وحد الإسلام عقل الأمة، أى " أصبح فكر هذه الأمة واحداً، وكانت وحدة الفكر سبباً فى وجود وحدة أخرى هى وحدة التعبير الحضارى... فَعَبَّرتْ شعوبُ الأقاليم الإسلام عن حياتها منٍ جوانبها كافة وتعبيراً متجانساً، على أن بعضهم يرى أن هذه التسمية قذ أغفلت تماماً دور أهل الذمة فى الحضارة الإسلامية، فبعضهم كانوا علماء وبعضهم الآخر كانوا أطباء، ولكن الرد على ذلك ميسور، وهو أن هؤلاء إستظلوا بمظلة الإسلام، وعاشوا فى كنف سماحتة، فإطمأنوا، وأمنوا على أنفسهم، مما أدى إلى إبداعاتهم المختلفة.
ثالثا:الحضارة الإسلامية العربية:.
يرى أصحاب هذا الرأى أن هذه الحضارة قد قامت على قاعديتين أساسيتين هما: الإسلام، والعروبة.
وتسمية الحضارة، بالحضارة الإسلامية العربية فية نوع من التوازن بين دور الإسلام وإسهام العرب. ولذلك فإن تقديم الإسلام على العروبة، أمر منطقى، فلولا رسالة الدين الإسلامى ما نزل القرآن بلغتة العربية. والرسول صلى الله علية وسلم من أصل عربى صريح، ولكن لولا نزول الوحى عليه بالإسلام ما ظهر صلى الله علية وسلم، ولكان مثل غيره من العرب المعاصرين له، لكن نزول الإسلام عليه هو الذى جعل منه نبيا وشاهدا ونذيراُ.
ومن المسلم به أن العرب هم الذين فتحوا، وقادوا الجيوش شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، لينشروا الإسلام بلغتهم العربية، ولكن لولا رسالة الإسلام ما كان للعرب أو لغتهم أي إنتشار أو حضور فى العالم، ولضل العرب ولغتهم نسياُ منسياً فى ركن شبه مجهول من اركان العالم المعروف فى ذلك الوقت. وهكذا كان الإسلام سببا أساسياً فى رفعة العرب ولغتهم التي أصبحت لغة الحضارة، التي نشأت في كنف دلوتهم المترامية الأطراف من حدود الصين حتى حدود الأندلس مع فرنسا.
أما العروبة من دون الإسلام فتمثل زذائل الجاهلية، والعروبة بالإسلام هى قوة حضارية أخلاقية. فالأصل هو الإسلام، والفرع هو العروبة... وعلية فإن تسمية الحضارة بالإسلامية العربية، وتقدم صفة الإسلام على العروبة هو أمر منطقى مع منظق الأشاء.
رابعاً: الحضارة العربية الإسلامية:.
يرى أصحاب هذا الرأى أن تقديم كلمة العروبة على الإسلام يتفق مع المنطق التاريخي للإشياء، فالعرب كانوا قائمين فى جزيرتهم، ثم جاء الإسلام، ونزلت الرسالة على فرد منهم، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودخل العرب فى دين الله أفواجاً. ولم يكتفوا بذلك، بل صاروا رسل هذا الدين إلى العالم الخارجي، وعندما خرجوا كانوا محملين بثقافتهم الموروثة والسابقة على الإسلام، ومن هنا فعند أصحاب هذه النظرية العلم العربى الفن العربي... ومن ثم فإن تقدم صفة العروبة على صفة الإسلام فى تسمية الحضارة عند هؤلاء يتفق مع طبيعة الحضارة التى إشترك في تأسيسها شعوب تكلمت بالعربية، وتثقفت بثقافتها وعاشت فى ديار الإسلام. وكذلك أصحاب أديان سماوية أخرى، ولكنهم جميعاً كانوا يتحركون فى الإطار العام للثقافة العربية، وتحت رعاية رعاة الحضارة من العرب الذين حكموا هذه الدولة فتره طويلة من الزمن.
 
أتمنى أن أكون وفيت فيما كتبت ونفعك الله به ونفع الأمة الإسلامية
 وللأمانه العلمية مقتبس من كتاب " الحضاره العربية الإسلامية"مقررGR111
 
دعاء
25 - أبريل - 2008
شكرا لكم    كن أول من يقيّم
 
أحببت أن أتوجه بالشكر الجزيل لكل من شارك في إغناء هذا الموضوع، وقد أفدت من معظم الآراء المطروحة، وأغتنم هذه الفرصة لأشكر أستاذي الدكتور محمود، والأخ عبد الحي والآنسة دعاء
 
*زياد
28 - أبريل - 2008
حصارة اسلامية عربية بفكر غربي    كن أول من يقيّم
 
الممتبع لحركة التاريخ  يجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم بني أو مكن لقيام حضارة اسلامية تقوم بروح اسلامية الا أن احتكاك المسلين بثقافات بالأمبرطوريات التي فتحت جعل هدا االاحتكاك يمتزج روح الاسلام با لفكر الأغريقي اليوناني و المتتبع لما يسمى فكر أو فلفسفة اسلامية لاوجدها روح اسلامية بفكر يوناني  
djouher
13 - ديسمبر - 2009
إنها حضارة المسلمين جميعهم .    كن أول من يقيّم
 
هناك من يصر على أن الحضارة التي بلغها العالم الإسلامي أيام زمان ، كانت حضارة عربية خالصة ، وأن العرب أسبق من الإسلام وجودا ، فلهذا كان لزاما علينا أن نقدم العرب على الإسلام …؟ فنقول الحضارة العربية الإسلامية . أي بمعني حضارة العرب المسلمين …..؟ وتعميقا للفهم أن كل الإبداعات التي قام بها المسلمون بشتى نحلهم وأعراقهم هي إبداعات وانجازات عربية بحكم اللغة والدين ، إذا يمكن القول بأن الإسلام لا تقوم له قائمة ٍ إلا بالعرب لأن النبي محمد منهم واللغة العربية لغتهم .. هذه اللغة التي تحولت في نظر البعض اٍلى سلالة ، بالرغم من كونها لسان من الألسن ، تعلمتها الأقوام لفهم الإسلام . وتعدد الألسن على مستوى الفرد أو المجتمع له مزايا ، مثل ما أورده الشاعر العراقي صفي الدين الحلي الذي كان كثير الترحال والذي قال :
بِقَدْر لُغَاتِ الْمَرْءِ يَكْثُرُ نَفْـعُه ===== =وَتِلْكَ له عِنْدَ الشَّدِائِدِ أَعْوَان
فَبَادِرْ إِلَىٰ حِفْظِ اللُّغَاتِ وَفَهْمِهَا ا===== فَكُلُّ لِسَانٍ فِي الْحَقِيْقَةِ إِنْسَان
في البداية كان كفار قريش ، وبانتشار الإسلام واتساعه داخل شبه الجزيرة في عهد الرسول وخلفائه كان التطابق واضحا بين الإسلام والعرب ، (المسلم = العربي) أي أن الإسلام في البداية كان دينا قوميا في مقابل قوميات الفرس والرومان …، ثم تراجع بعدها المد العربي باتساع رقعة الإسلام ، وتحولت الهوية العربية إلى هوية ثقافية بفعل لغة الضاد ، ، ثم اتضح فيما بعد أن اللغة وحدها ليست كافية لتحديد ملامح الهوية ، وأصبح التمايز جليا بين العرق ، والدين واللغة ، وغدت المفاهيم أكثر وضوحا ودقة في الأذهان ، فالعربي يقابله التركي والفارسي والقبطي والأمازيغي ، والمسلم يقابله اليهودي والمسيحي والملحد ، ، واللغة العربية تقابلها الانجليزية والفرنسية والصينية …… القاسم المشترك الواحد الموحد هو الإسلام الذي هو مصدر اعتزازنا وفخرنا .
الأمر ياسادة فيه إجحاف …؟
لأن العروبة تحمل في طياتها مفاهيم عدة أولها ، الاثنية ( العرقية ) وثانيها اللغة ، وثالثها البعد الهوياتي بأبعاده ومشمولاته المتفرعة .
العرب واٍ ن تحملوا عبء الجهاد في الأول ، وكونوا دولة عربية خالصة استندت على ركيزة العصبية ، والجهاد ، والاحتفاظ بالسلطة أيام الأمويين ، اٍلآ أن زمام الأمر أفلت من أيديهم بعد نشوء الدولة العباسية التي قامت على ركائز مغايرة تماما ، إذ أصبح الحكم في أيدي الموالي ، والإبداعات في شتى المجالات كانت لهم ، بعدما حرموا من الوصول إلى السلطة في عهد بني أمية ، فبرع من هؤلاء الموالي العديد في المجال الديني والسياسي والأدبي والعلمي ، ………
 أي بعبارة أدق كان منهم البخاري ومسلم ، و ابن سينا ، والخوارزمي ، والإمام مالك، وابو حنيفة النعمان ، و صلاح الدين الأيوبي ، و الظاهر بيبرس ، وابن طولون ، ويوسف بن تاشفين ، وطارق بن زياد وأسد بن الفرات و محمد الفاتح …..الخ……. الخ. ولو أعددتهم جميعا لما سمحت الذاكرة على تخزين أسمائهم ، فما بالك مجهوداتهم التى بذلوها في خدمة الإسلام وبلغة الإسلام .
اٍذا قلنا الحضارة العربية الإسلامية فإننا هضمنا حقوقهم في الانتماء إلى أصولهم ، وفتحنا المجال من( حيث ندري أو لا ندري) للعصبيات الأخرى في البروز والظهور ، فمن قائل يقول بأن الحضارة إسلامية فارسية ، وآخر يقول بأنها حضارة إسلامية هندوسية ، وثالث حضارة إسلامية قبطية ، ورابع حضارة إسلامية تركية ، وخامس حضارة إسلامية أمازيغية ، بدعوى أن هذه العصبيات جميعها شاركت بنصيب وافر في بناء صرح هذه الحضارة .
والإسلام بمعانيه السمحة سوى (بتشديد الواو) بين الجميع ، ووضع التقوى والإيمان أساس التفاضل بين البشر، فأين لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى؟ ، وأين إن أكرمكم عند الله أتقاكم؟ ، وأين إن العربية ليست لأحدكم بأب ولا أم؟…. ، أين… ؟ أين ..؟
التعقل يفرض علينا أن نعطي للمفاهيم معناها ، وأن نزن الحقوق بمعاييرها الدينية الإسلامية ، وأتذكر في هذا المقام كتاب المستشرقة الألمانية زيغريد هونكة الذي عنونته أساسا ( شمس العرب تسطع على الغرب ) وبعد إفهامها وتفهمها للأمر تحول العنوان إلى (شمس الإسلام تستطع على الغرب ) وشتان من ذا وذاك .
المنطق يرجح القول بأن الحضارة التي بلغناها بالأمس( وليس اليوم) هي حضارة بنيت بجهد جميع المسلمين، فارسيهم وعربيهم ، قبطيهم وأمازيغيهم ، تركيهم وزنجيهم ، هنديهم وبنغاليهم ……
فالقول أن الحضارة عربية إسلامية قول مردود ….
الحقيقة الساطعة أن الحضارة  إسلامية  والعرب جزء من الأمة الإسلامية ، وليست كل الأمة الإسلامية …. وبدلا من الوقوف على الأطلال والتغني بأمجاد الماضي ، فلنعمل ونكد لاسترجاع ما فاتنا من سبق حضاري ، تداركه يستدعي شد الحزام ، وشحذ الهمم ،وترويض العقل ، لضمان نوع من المواكبة النسبية لعالم متهيج ومتسرع في جميع مناحي الحياة .


الطيب آيت حمودة
15 - أبريل - 2011
 1  2  3