البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التجارة و الاقتصاد

 موضوع النقاش : الآيات القرآنية على المسكوكات الإسلامية    قيّم
التقييم :
( من قبل 16 أعضاء )
 زهير 
27 - أغسطس - 2008

الآيات القرآنية على المسكوكات الإسلامية : دراسة مقارنة، تأليف د. فرج الله أحمد يوسف ، وقد نال به رسالة الدكتوراه من قسم الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة سنة 1418هـ 1997م بإشراف المرحوم د. حسن باشا، ود. رافت النبراوي. صدر الكتاب عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية (الطبعة الأولى 1423هـ 2003م)
وأقتبس من مقدمة المؤلف قوله: (وقد قمت بدراسة الآيات القرآنية على المسكوكات الإسلامية منذ تعريبها سنة 77هـ في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، متتبعا كل آية على حدة منذ ظهورها على المسكوكات الإسلامية، مع دراسة وتحليل أسباب تسجيلها على المسكوكات، وربط ذلك بالظروف السياسية والمذهبية والاقتصادية لكل عصر، وبلغ عدد الآيات التي شملتها الدراسة 72 آية، وقمت بدراسة ونشر 76 قطعة نقدية ما بين دينار ودرهم وفلس لم يسبق نشرها من قبل)
               د. فرج الله أحمد يوسف (الرياض في 19/ 7/ 1422 هـ 6/ 10/ 201م

__________________

وفيما يلي فصول مختارة من الكتاب:

 1  2  3  4  5 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم     كن أول من يقيّم
 
وتمت كلمتُ ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم (الآية 115 من سورة الأنعام)
نقشت هذه الآية على نقود الخليفة الفاطمي القائم بامر الله (322 – 334هـ) ومنها دينار ضرب بالمهدية سنة 323 هـ) نصوص كتابته كما يلي:
الوجه المركز: (محمد – أبو القسم – لا إله إلا الله – وحده لا شريك له – المهدي بالله)
هامش: (محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله)
الطهر: المركز (الإمام – القائم بأمر الله – محمد – رسول الله – أمير المؤمنين)
هامش داخلي: (بسم الله ضرب هذا الدينر بالمهدية سنة ثلث وعشرين وثلثماية)
هامش خارجي: (وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم)
ونقشت الآية على دينار آخر ضرب القيروان سنة 325هـ
توفي الخليفة الفاطمي عبيد الله المهدي سنة 322هـ فأخفى ابنه القائم بامر الله خبر وفاته حتى استطاع القضاء على منافسيه، ومنهم طالوت القرشي الذي خرج في طرابلس، وزعم أنه ابن عبيد الله المهدي، بعد ذلك أعلن القائم وفاة أبيه، ونقش هذه الآية على نقوده (ابن الأثير 6/ 238) ثم ظهرت الآية على نقود كل من الخليفة الفاطمي المنصور بالله (334 – 341هـ) والخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله (386 – 411هـ)
*زهير
28 - أغسطس - 2008
الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور    كن أول من يقيّم
 
(الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور) الآية 34 من سورة فاطر:
ظهرت على النقود الإسلامية لأول مرة على درهم ضرب سنة 325هـ يعود لعهد الخليفة العباسي الراضي بالله (322 – 329هـ) بمناسبة تولي محمد بن رائق منصب أمير الأمراء، وكان منصب الوزارة قد تدهور نتيجة عدم الاستقرار فقد تقلد المنصب أثناء خلافة الراضي كل من : ابن مقلة في جمادى الأولى 322هـ وعبد الرحمن بن عيسى بن داود في جمادى الأولى 324 وأبي جعفر محمد بن القاسم الكرخي في جمادى الآخرة سنة 324 وأبي الفتح ابن الفرات في ذي الحجة 324 فاستدعى الراضي بالله محمد بن رائق والي البصرة وقلده إمارة الجيش وكلفه بكل أمور الحكم ولقبه أمير الأمراء وذكر اسمه في الخطبة مع اسم الخليفة ونقش هذه الآية على النقود تعبيرا عن رغبته في النهوض بالخلافة العباسية واستعادة أمجاد الخلفاء العظام، لكن منصب أمير الأمرار صار وبالا على الخلافة العباسية، وكان من أسباب التدهور والانهيار تنافس كبار القادة ورجال الدولة على الفوز به
*زهير
28 - أغسطس - 2008
نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين    كن أول من يقيّم
 
(نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين)جزء من الآية 13 من سورة الصف:
 كانت بداية ظهور هذه الآية على دينار ضرب المحمدية سنة 329هـ يرجع لعهد الملك الساماني نصر الثاني بن أحمد (301 – 331هـ) وقد ضرب هذا الدينار بمناسبة إعادة مدينة الري (والمحمدية من أسماء مدينة الري) إلى سلطنته سنة 329هـ فقد ضمت الري إلى حكم نصر بموجب قرار الخليفة العباسي المقتدر بالله سنة 314هـ بعد عزل واليها يوسف بن أبي الساج، فدخلها نصر في جمادى الآخرة سنة 314هـ أغسطس 926م وولى عليها سيمحور الدواتي، وما لبث أن عزله وولى محمد بن علي صعلوك بدلا منه، فبادر محمد بتسليم المدينة إلى "ماكان بن كالي" لكن نصرا استطاع إعادتها إلى سلطنته في المحرم من سنة 329 وضرب هذا الدرهم تخليدا لانتصاره.
ثم ظهرت الآية على نقود الدولة السامانية مرة أخرى، حيث نقشت على فلس ضرب فروان سنة 365هـ يعود لعهد الملك منصور بن نوح (350 – 366هـ). كما نقش هذا الجزء من الآية على مسكوكات الدول التالية:
1- بنو غانية في الأندلس: وقد نسب بنو غانية إلى أمهم، وهي امرأة من غانا، زوّجها يوسف بن تاشفين لأحد رجاله يدعى علي المسوفي، فولدت له ولدين: يحيى ومحمدا، وتولى يحيى حكم قرطبة في عهد علي بن يوسف بن تاشفين، وتولى محمد حكم ميورقة، واستقل بها بعد سقوط دولة المرابطين، وظل بنو غانية في الأندلس حتى سنة 601هـ عندما انضمت البلاد التي كانت تحت حكمهم إلى الموحدين. ومن نقودهم التي نقشت عليها هذه الآية دينار ضرب الأندلس سنة 545هـ
2- الخليفة العباسي المستنصر بالله (623 – 640هـ) ومن نقوده التي سجلت عليها هذه الآية درهم ضرب مدينة السلام سنة 635هـ وآخر سنة 640هـ وفلس ضرب سنة 636هـ ...... وكانت سنة 629 قد شهدت إعادة الدعوة للعباسيين في الأندلس على يد المتوكل على الله محمد بن يوسف بن هود فبعث المستنصر له بالخلع والمراسم سنة 360 فقرئ المرسوم على الناس ولبس المتوكل شعار العباسيين
3-  الخليفة العباسي المستعصم (640 – 656هـ) وقد استمر في نقش الآية على نقوده في محاولات مستميتة لنزع الخوف من قلوب رعاياه وحثهم على الوقوف في وجه التتار، ولكن شاءت إرادة الله أن يدخل التتار بغداد سنة 656هـ ومن نقوده التي نقشت عليها الآية دراهم ضرب مدينة السلام سنوات 641 و642 و645هـ
4- بدر الدين لؤلؤ الأرمني الأتابكي : وهو مملوك نور الدين أرسلان شاه بن عز الدين مسعود أتابك الموصل (631 – 657هـ) وبعد وفاة الملك القاهر ناصر الدين محمود ابن نور الدين سنة 615 أقام بدر الدين لؤلؤ الناصر يوسف بن القاهر حاكما وظل هو ممسكا بزمام السلطة إلى أن استقل بالحكم سنة 631 ونقش هذه الآية على نقوده في محاولة لإشاعة جو من الثقة في نفوس الناس أمام انتصارات التتار المتلاحقة، ولكن ما إن دخلوا بغداد حتى بادر للدخول في طاعتهم حتى وفاته سنة 657هـ ومن نقوده التي نقش عليها هذه الآية فلسان ضرب الجزيرة أحدهما سنة 647 والآخر سنة 649هـ  ... ونقش عليهما اسم الملك الناصر يوسف واسم بدر الدين لؤلؤ، ولم يرد اسم الملك الناصر يوسف في المصادر التاريخية (راجع ما حكاه المؤلف بالتفصيل ص 125 ؟؟)
5- دولة بني مرين بالمغرب الأقصى: سجلت الآية على نقود عدد من سلاطين بني مرين، ومنهم مؤسس الدولة أبو بكر عبد الحق (642 – 656هـ) ومنها نصف دينار ضرب سجلماسة لم يرد عليه تاريخ الضرب .. واستطاع أن يضم إلى ملكه مدن مكانسة سنة 643 وفاس وتازا سنة 646 ويرد جيوش يغمراسن بن زيان عن سجلماسة سنة 655 فكانت هذه الآية أفضل نص يسجله على نقوده. ثم كتبت الآية على نقود السلطان أبي عنان فارس بن علي (752 – 759هـ) بمناسبة انتصاره على أخيه أبي الفضل الذي خرج عليه في السوس سنة 755 ونقشت الآية على نقود السلطان أحمد بن أبي سالم (776 – 786 هـ) والسلطان عبد الرحمن بن أبي يفلوسن (766 – 784هـ) وكان الاثنان قد تحالفا ضد السلطان السعيد بالله محمد بن أبي فارس عبد العزيز، وتمكنا من عزله في المحرم سنة 776هـ وتولى أحمد الحكم وعين عبد الرحمن واليا على مراكش مكافأة له، ولكن عبد الرحمن لم يقتنع بذلك وأخذ البيعة لنفسه سلطانا على بني مرين واتخذ من مراكش عاصمة له، فسار إليه أحمد وتمكن من دخول مراكش وقتل عبد الرحمن سنة 784هـ ولكنه بالرغم من ذلك ومن إلحاقه الهزيمة ببني زيان ودخوله عاصمتهم سجلماسة لم يقدر له النصر ضد أبي فارس موسى بن أبي عنان الذي استطاع عزله والجلوس على عرش بني مرين سنة 786هـ واستمرت هذه الآية على نقود بني مرين فنجدها على نقود فارس المتوكل على الله (796 – 811هـ)
6-  مملكة بني هود بمرسية: نقشت الآية على نقود محمد بن هود بهاء الدولة (638 -659هـ) ومنها نقد ضرب مرسية سنة 646 نصوص كتابته كما يلي:
الوجه: مركز (لا إله إلا الله – محمد رسول الله – الأمر لله – لا قوة إلا بالله)
هامش (بسم الله صلى الله على محمد وآله وسلم تسليماً)
الظهر: مركز (القائم بدعوة الله – الخليفة العباسي – أمير المؤمنين – إمام الأمة )
هامش داخلي (نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين)
هامش خارجي: (ضرب مرسية عام ستة وأربعين وستماية)
ولا تتفق هذه الآية مع الأحداث السياسية في عهد بهاء الدولة، فقد سقطت في عهده معظم مدن شرق الأندلس في يد النصارى فاستولى الأرجونيون على جزيرة شقر، ومدن البيضاء ولقنت وبلنسية وحتى مدينة مرسية مقر حكمه سلمها للنصارى عندما أرسل ابنه أحمد إلى فرناندو الثالث ملك قشتالة سنة 639هـ 1241م يعرض عليه الاعتراف به ملكا على مرسية ويكون بهاء الدولة عاملا عليها يؤدي الجزية للملك القشتالي. ولما كان الملك مريضا في ذلك الوقت في مدينة برغش توجه أحمد إلى طليطلة لمقابلة ولي العهد القشتالي الإنفانت الفونسو الذي وافق على العرض وتوجه بنفسه إلى مرسية فدخلها في العاشر من شوال سنة 640هـ الثاني من أبريل 1243م ووضع القشتاليون حامية من الجند في المدينة التي خضعت لحكمهم. والغريب أن يقوم بهاء الدولة بضرب النقود في السنة نفسها التي سلم فيها بلده للنصارى ويسجل عليها هذه الآية ....
7- مملكة بني نصر بغرناطة: تأسست هذه المملكة على يد محمد الأول بن نصر: وهو أبو عبد الله محمد بن يوسف بن نصر بن قيس الخزرجي، ويتصل نسبه بسعد بن عبادة (ر) وقد ظهر في المناطق الوسطى من الأندلس واستولى على جيان وبسطة ووادي آش، وفي رمضان سنة 635هـ أبريل 1238 دخل غرناطة مؤسسا مملكة غرناطة، مما تبقى من المدن الإسلامية بعد حركة الاسترداد التي شنها النصارى في أعقاب سقوط  دولة الموحدين بالأندلس. ودعا في البداية لأبي زكريا يحيى بن عبد الواحد بن حفص لكنه ما لبث أن وقع معاهدة مع ملك قشتالة فرناندو الثالث سنة 643هـ 1245م مدتها عشرون عاما تعهد فيها أن يحكم غرناطة تحت سيطرة فرناندو الثالث وأن يدفع له جزية سنوية قدرها مائة وخمسون ألف قطعة من الذهب ... كما تعهد بحضور جلسات مجلس قشتالة النيابي (الكورتيس) بوصفه أحد الأمراء التابعين للعرش القشتالي، ورغم ذلك فقد سجل على نقوده هذه الآية... ثم ظهرت الآية على نقود بني نصر مرة أخرى، فنجدها على نقود محمد الثاني عشر (890 – 892هـ) الذي اشتبك مع النصارى في عدة معارك حتى وقع في أيديهم أسيرا في جمادى الأولى سنة 892هـ أبريل 1487م فانتهز محمد الحادي عشر الفرصة وعاد إلى عرش غرناطة .. وفي النهاية تمكن ملكا قشتالة وأرجون من إرغام محمد الحادي عشر على تسليم غرناطة لهما في الثاني من ربيع الأول سنة 897هـ الثاني من يناير 1492م وعندما غادر المدينة التي ترعرع في جنباته وشهدت أيام عزه اجهش بالبكاء فصاحت به أمه قائلة قولتها المشهورة: (ابك مثل النساء ملكا مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال)
8-  أتابكة السلغار:
وكتبت الآية أيضا على نقود أبيش بنت سعد (663 – 685هـ)
9- دولة بني زيان:
وكتبت على نقود السلطان أبي عبد الله محمد (910 – 923هـ)

 
*زهير
28 - أغسطس - 2008
فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه     كن أول من يقيّم
 
(فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون) جزء من الآية 157 من سورة الأعراف:
كان أول ظهور لهذا الجزء من الآية على السكة الإسلامية على نقود أبي يزيد مخلد بن كيداد (316 – 336هـ) الذي خرج على الخلافة الفاطمية، ومن نقوده دينار ضرب القيروان، نصوص كتابته كما يلي:
الوجه: مركز (ربنا الله – لا حكم إلا لله – لا إله إلا الله – وحده لا شريك له – الحق المبين)
هامش: (بسم الله الرحمن الرحيم ضرب هذا الدينر بالقيروان سنة ثلث وثلثين وثلثماية)
الظهر: مركز (العزة لله – محمد – رسول – الله – خاتم النبيين)
هامش داخلي : (فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون)
هامش خارجي: (محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)
كان أبو يزيد خارجيا، نقش على نقوده شعارات الخوارج، مثل "لا حكم إلا لله " وسجل هذه الآية على نقوده بعد ان استولى على القيروان من الفاطميين لرفضها المذهب الشيعي الذي هو المذهب الرسمي للخلافة الفاطمية، ولأن الفاطميين اعتمدوا على قبيلة صنهاجة أكثر من قبيلة زناتة، وكانت القبيلتان في حروب متواصلة قبل قيام الخلافة الفاطمية ... واستطاع أبو يزيد أن يجتاح المغرب الأوسط "الجزائر" وإفريقية "تونس" في غضون ثلاث سنوات (330 – 333هـ) ولكن قلة تدبيره وضعف حنكته السياسية أديا إلى تراجع انتصاراته، حيث تمكن الخليفة الفاطمي المنصور من طرد قواته من إفريقية في المحرم سنة 335 وفي السنة التالية انتهت ثورة أبي يزيد بالقبض عليه من قبل قوات المنصور الفاطمي.
*زهير
29 - أغسطس - 2008
ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون    كن أول من يقيّم
 
(ومن يوقَ شحَّ نفسه فأولئك هم المفلحون) جزء من الآية 9 من سورة الحشر وهي أيضا جزء من الآية 16 من سورة التغابن:
كتب هذا الجزء من الآية على نقود الحسن بن طاهر عامل السامانيين بعد استيلائه على مدينة سجستان سنة 367هـ  بعد أن هزم خلف بن أحمد الصفاري
*زهير
29 - أغسطس - 2008
والذين يكنزون الذهب والفضة    كن أول من يقيّم
 
(والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم. يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون)
جزء من الآيتين 34 , 35 من سورة التوبة
نقش هذا الجزء من الآيتين على درهم ضرب الطايقان سنة 376 للملك الساماني نوح بن منصور (366 – 387هـ) كتبت عليه الآية كما يلي: (الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله)
كما نقش على نقود السلطان الفيلالي محمد بن عبد الله (1171 -1204هـ)
ومن نقوده درهم ضرب تطوان سنة 1195هـ نصوص كتاباته كما يلي:
الوجه (والذين - يكنزون الذهب -  والفضة)
الظهر: ( فذوقوا-  ما كنتم تكنزون – ضرب تطوان – 1195)
ويتوافق معنى الآية مع الأحوال الاقتصادية التي كانت سائدة في عهده فقد تولى الحكم بعد فترة عمت فيها الحروب والفتن الداخلية حيث تنازع سلفه عبد الله بن إسماعيل (1154 – 1171هـ) مع أخيه المستضيء وحدثت بينهما حروب كثيرة أدت إلى خراب البلاد.
وأما الأشراف الفيلاليون فنسبتهم إلى إقليم تافيلات بالمغرب وتولوا الحكم بعد الأشراف السعديين، ويجتمعون معهم في النسب، فكلهم من نسل محمد النفس الزكية، وأول ملوك الفيلاليين بالمغرب محمد بن محمد الشريف الذي بويع بسجلماسة سنة 1050هـ
*زهير
29 - أغسطس - 2008
أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله    كن أول من يقيّم
 
(أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحمة وآتيناهم ملكا عظيما ): الآية 54 من سورة النساء.
كتبت الآية لأول مرة على دينار للخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله (386 – 411هـ) ضرب المهدية سنة 387، نصوص كتاباته كما يلي:
الوجه: مركز (لا إله إلا الله – وحده لا شريك – له محمد رسول – الله علي ولي الله)
هامش داخلي: (محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)
هامش خارجي: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحمة وآتيناهم ملكا عظيما)
الظهر : مركز (المنصور – أبو علي الإمام – الحاكم بأمر الله – أمير المؤمنين)
هامش داخلي: (بسم الله ضرب هذا الدينر بالمهدية سنة سبع وثمانين وثلثمائة)
هامش خارجي (تمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم)
وكان الحاكم بأمر الله قد تولى الحكم سنة 386هـ وكان يبلغ من العمر أحد عشر عاما ونصفا، فقام بالوصاية عليه برجوان الصقلي، وآلت أمور الحكم إلى شيخ قبيلة كتامة أبي محمد الحسن بن عمار، وبدأ الصراع على السلطة بين ابن عمار وبرجوان، فتحالف الأخير مع منجوتكين والي الشام للقضاء على نفوذ ابن عمار، فبادر ابن عمار بإرسال جيش إلى الشام بقيادة سليمان بن جعفر الكتامي الذي تمكن من هزيمة منجوتكين فعينه ابن عمار واليا على الشام، ولكن برجوان كان قد تمكن من السيطرة على ابن عمار وعزله عن أمور الحكم. جرت هذه الأحداث سنة 387هـ وهي السنة التي ضرب فيها هذا الدينار، في مدينة المهدية حيث توجد قبيلة كتامة التي حاول زعيمها السيطرة على الخلافة الفاطمية فكتابة الآية على الدينار لا تخلو من دلالة لكل من تسول له نفسه محاولة إقصاء الفاطميين أن يئد حلمه ولا يفكر به مطلقا، لأن إمامة آل البيت منصوص عليها في القرآن الكريم.
*زهير
29 - أغسطس - 2008
ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه     كن أول من يقيّم
 
(ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) الآية 85 من سورة آل عمران:
كتبت هذه الآية لأول مرة على نقود المعز بن باديس (407 – 453هـ) وهو من حكام دولة بني زيري في أريقية "تونس" (362 – 543هـ) التابعة للخلافة الفاطمية، وتولى المعز الحكم بعد وفاة والده (باديس بن المنصور) وكان يبلغ من العمر ثماني سنوات، وتتلمذ علة يد الفقيه المالكي أبي الحسن ابن أبي الرجال ،فنشأ على محبة أهل السنة والجماعة، وفي سنة 440هـ قطع الخطبة للفاطميين وحظر المذهب الشيعي، وسجل على نقوده هذه الآية، ومنها دينار ضرب مدينة عز الإسلام والقيروان سنة 441 نصوص كتاباته كما يلي:
الوجه: مركز _لا إله إلا الله – وحده لا شريك له – محمد رسول الله)
هامش: (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله)
الظهر: مركز (ومن يبتغ غير - الإسلام دينا - فلن يقبل منه)
هامش: (بسم الله ضرب بمدينة عز الإسلام والقيروان سنة إحدى وأربعين وأربعماية)
وفي سنة 449هـ عاد المعز لطاعة الفاطميين وتوقف عن نقش هذه الآية على نقوده.
وظهرت هذه الآية على مسكوكات العديد من الدول الإسلامية مثل:
1- منصور البرغواطي حاكم سفاقس/ ومن نقود التي نقشت عليه الآية دينار ضرب سفاقس سنة 449هـ
2- حمو بن ومليل البرغواطي حاكم سفاقس: ومن نقوده التي سجلت عليه الآية ديناران ضرب سفاقس سنة 449 و454هـ
3- المرابطون: وهم من قبيلة لمتونة التي كانت تسكن الصحراء جنوب المغرب، وانتشر بينهم الإسلام في القرن الثاني الهجري، وكان من أمرائهم الأمير يحيى بن إبراهيم الجدالي الذي أدرك ما عليه قومه من جهل بأمور دينهم وأصوله فاستقدم معه عند عودته من الحج سنة 427هـ فقيها اسمه "عبد الله بن ياسين" ليساعده على نشر تعاليم الإسلام الصحيحة، فأخذهم ابن ياسين بالشدة فنفروا منه فاعتزلهم هو والأمير يحيى الجدالي والأمير يحيى بن عمر بن تلاكاكين فأقاموا في رباط يقع عند مصب نهر السنغال في المحيط الأطلنطي، وعرفوا بالمرابطين نسبة إلى ذلك الرباط... وبدأ ابن ياسين الجهاد ضد كل من لم يدخل في طاعته مؤسسا بذلك دولة الموحدين، وفي سنة 445هـ أرسل إليه أهل درعة وسجلماسة يطلبون منه إنقاذهم من ظلم أميرهم مسعود بن وانودين فتوجه بمن معه من المرابطين إلى مدينة درعة ففتحها وقتل مسعود بن وانودين، وواصل السير إلى سجلماسة فدخلها وكانت هذه بداية الفتح المرابطي للمغرب، وتواصلت الفتوحات المرابطية لنشر الإسلام حتى وصلت إلى بلاد غانا في الجنوب، عندما فتح المرابطون مدينة أودفست سنة 446هـ ثم توجه المرابطون للقضاء على اتباع مذهب الرافضة الموجودين في مدينة تارودنت عاصمة السوس الأقصى ... وواصلوا فتوحاتهم التي شملت مدن وردة وشفشاوة وأغمات وتادلا عاصمة بلاد بني يفرن. وتمثل التحدي الأكبر الذي واجه المرابطين في قبائل برغواطة التي كانت تسكن في منطقة "تامسنا" وشاطئ المحيط الأطلنطي في المنطقة الممتدة من أزمور جنوبا إلى آسفي شمالا، ونحن هنا لسنا أمام ردة عن الإسلام فحسب، بل أمام دين جديد جاء به يهودي اسمه صالح بن طريف البرناطي، قدم من الأندلس في القرن الثاني الهجري واستغل ما عليه الناس من بداوة وجهل فزعم أني نبي نزل عليه قرىن جديد مكون من ثمانين سورة.. وجعل الصلوات خمسا في النهار وخمسا في الليل، وجعل الصوم في شهر رجب، ومن تعاليمه: إباحة الزواج بأي عدد من النساء، وقتل السارق وتحريم أكل الدجاج، وكثر أتباعه بمرور الزمن، وتوارث أبناؤه الحكم في تلك المنطقة، فتوجه المرابطون بقيادة ابن ياسين إلى برغواطة لمحاربة كفارها المارقين، وكان أمير برغواطة يومئذ (أبو حفص عبد الله بن أُبَيّ بن أبي عبيد بن مقلد بن إليسع بن صالح بن طريف البرناطي ... واستشهد بن ياسين في حروبه مع البرغواطيين في جمادى الأولى سنة 451هـ ودفن في كريفلة بمنطقة تامسنا، فاجتمعت كلمة المرابطين على اختيار أبي بكر بن عمر بن تلاكاكين بن ورتانطق اللمتوني (448 – 480)  لخلافة ابن ياسين، فاجتمعت له السلطتان الدينية والسياسية، وواصل الحرب ضد قبائل برغواطة حتى أذعنت له بالطاعة واعتنقت الإسلام من جديد، وعاد إلى أغمات، وواصل فتوحاته فضم إلى ملكه فازاز ومكناسة ولواتة في سنة 452 ... ومن نقوده التي  نقشت عليها هذه الأية على دينار ضرب سجلماسة سنوات 450 و452 و457 و478هـ
ثم وردت الأخبار إليه باختلاف قبيلتي لمتونة ومسوفة فخشي سوء العاقبة وقرر العودة للصحراء، وأوكل شؤون الحكم في المغرب لابن عمه يوسف بن تاشفين بن إبراهيم بن ترقوت بن ورتانطق اللمتوني وذلك في ذي القعدة من عام 453هـ ... واستشهد في غزواته سنة 480 وبوفاته انفرد يوسف بن تاشفين بالحكم.. وعبر إلى الأندلس لما استنجد به ملوك الطوائف وعلى رأسهم ابن عباد (ملك إشبيلية) ليتصدى للنصارى الذين كانوا قد استولوا على طليطلة في صفر 478هـ وأوقع بهم هزيمة نكراء في موقعة الزلاقة بالقرب من بطليوس في رجب 479هـ ثم ضم الأندلس إلى ملكه، وأسس مراكش وجعلها عاصمة لدولته سنة 454هـ، ونقشت هذه الآية على نقوده، ومنها دنانير ضرب سجلماسة سنوات (480، 480، 485، 494) و(أغمات سنوات 482 ، 486، 489، 490) و(سبتة سنة 484) و(مراكش سنة 491) و(قرطبة سنتي 492، 496) و(دانية سنتي 495 ، 489) وكانت هذه الآية خير رد على النقود التي ضربها الفونسو بن شنجة في طليطلة بعد الاستيلاء عليها سنة 478هـ ونقش عليها (بسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد من آمن واعتمد يكن سالما) ووصلتنا ثلاثة دنانير تعود إلى  عهد الأمير إبراهيم بن أبي بكر بن عمر، ضرب سجلماسة : اثنان سنة 462 والثالث سنة 464هـ  نصوص كتاباته كما يلي:
الوجه: مركز (لا إله إلا الله – محمد رسول الله – الأمير إبراهيم – بن أبي بكر)
هامش: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)
الظهر: مركز (الإمام – عبد الله – أمير المؤمنين)
هامش : (بسم الله ضرب هذا الدينر بسجلماسة سنة أربع وستين وأربعماية)
والملاحظ من نقوش هذا الدينار اعتراف المرابطين بالخلافة العباسية من خلال الإشارة للخليفة العباسي (عبد الله أمير المؤمنين) دون تحديد الاسم، ولم تشر المصادر التاريخية لصلة المرابطين بالخلافة العباسية إلا في عهد يوسف بن تاشفين.
قلت أنا زهير: وقد توسع المؤلف في الحديث عن دولة المرابطين واستقصى كل مسكوكاتهم التي نقشت عليها هذه الآية، وسوف أكتفي هنا بتسمية الأمراء الذين ذكرهم ودنانيرهم  تاركا تفسيراته التاريخية المتشعبة والتي تدل على إحاطة وخبرة كبيرين في تاريخ الإسلام. ولكنها مع ذلك وتقضي الأمانة العلمية أن أقول أنها في معظمها مستقاة من مصادر غير مكتملة، بل هي في الأغلب مصادر من طرف واحد، لا نعرف حقيقة كيف ستكون الحالة لو قدر لنا أن نسمع للطرف الآخر... فممن نقشت الآية على نقودهم أيضا: الأمير علي بن يوسف بن تاشفين (500 – 537) ومنها ثلاثة دنانير: الأول ضرب فاس 516 والثاني ضرب ألمرية سنة 5222 والثالث ضرب مراكش سنة 525هـ وله العديد من النقود التي ضربت عليها هذه الآية في عدة مدن بالمغرب مثل أغمات وتلمسان وسبتة وفاس ومراكش أما في الأندلس فقد ضربت في كل من أشبيلية وألمرية وبلنسية ودانية وغرناطة ومرسية ونولمطة.... والأمير تاشفين بن علي (537 – 540) ومن نقوده دينار ضرب ألمرية سنة 539 وله أيضا الكثير من النقود التي نقشت عليها هذه الآية منها في تلمسان 540هـ وفاس 537 و538هـ ومراكش 538هـ وأشبيلية 537 و540هـ وألمرية 537هـ وجيان وقرطبة ومرسية سنة 540هـ ونولمطة سنة 538هـ وقتل تاشفين سنة 540 أثناء حروبه ضد الموحدين فتولى الحكم ابنه إبراهيم، إلا أن عمه إسحق بن علي خرج عليه وضرب النقود ومنها دينار ضرب غرناطة سنة 540 وقد سجلت عليه هذا الآية.
4- بنوغانية بالأندلس: وظهرت الأية على دينار ضرب قرطبة سنة 542هـ ليحي بن غانية، واستمر بنوا غانية في حكم بعض المدن ولم يعترفوا بسلطة الموحدين. ومن نقودهم التي نقشت عليه هذه الآية دنانير ضرب بلنسية سنة 544هـ وبياسة وأشبيلية 545 وشلب 544 وميورقة 565
5- القاضي عياض: وضرب القاضي عياض أبو الفضل  النقود في سبتة، ومنها دينار ضرب سنة 542هـ ونصوص كتابته:
الوجه مركز (لا إله إلا الله – محمد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المهدي القائم – بأمر الله)
هامش : (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)
الظهر: مركز (الإمام – عبد – الله – أمير المؤمنين العبا – سي)
هامش: (بسم الله ضرب هذا الدينار بسبتة سنة اثنين وأربعين وخمسمائة)
وهذا الدينار تظهر فيه شعارات المرابطين والموحدين جنبا إلى جنب ! ففي مركز الوجه نجد الإشارة إلى إمام الموحدين المهدي ابن تومرت "المهدي القائم بأمر الله" وعلى هامش الوجه نقشت الآية (ومن يبتغ غير الإسلام ..) وهي شعار المرابطين ولم تظهر على نقود الموحدين، وفي مركز الظهر الإشارة إلى الخليفة العباسي (انظر تفسير المؤلف لهذه التداخلات ص 149 من الكتاب) وخلاصتها أن القاضي عياض بايع الموحدين في بداية ثورتهم على المرابطين ثم قاد الثورة ضد واليهم في سبتة واتصل بان غانية وطلب من أن يعين على سبتة أحد رجالاته فسار عبد المؤمن بنفسه إلى سبتة سنة 542هـ (وهي السنة نفسها التي ضرب فيها القاضي عياض ديناره) إلا أن عبد المؤمن عفا عنه وأبعده عن سبتة وولاه قضاء تادلا.
6- إمارة بني جامع الهلاليين في قابس: بعد غزو بني هلال للمغرب انحسرت سلطة المعز بن باديس فتمكن بنو جامع من الاستقلال بحكم مدينة قابس فيما بعد سنة 489هـ وسجلوا على نقودهم هذه الآية كما سجلوا أسماء الخلفاء العباسيين على غرار المرابطين: (الإمام عبد الله أمير المؤمنين) ومنهم الرشيد بن رافع، ومن نقوده ديناران ضرب قابس سنة 542 و544هـ والرشيد بن الرشيد، ومن نقوده ديناران ضرب قابس سنة 551هـ
7- مملكة مرسية بالأندلس:
نقشت هذه الآية أيضا على نقود ملوك مرسية، وكان عبد الملك بن أحمد بن هود لما سقطت سرقسطة في يد النصارى في الثالث من رمضان سنة 512 خرج إلى مدينة روطة فاستقر بها وضم إليها مدينة مرسية، فلما مات سنة (524هـ) وخلفه ابنه أحمد (سيف الدولة المستنصر بالله) تنازل عن روطة لملك قشتالة الفونسو ريموندس في سنة 534هـ واكتفى بحكم مرسية، ورغم الحروب التي خاضها في صفوف النصارى ضد المرابطين فقد نقش على نقوده هذه الآية أيضا. ومنها نقد ضرب مرسية سنة 540هـ وقتل خطأ على يد بعض جند النصارى الذين لم يعرفوه في موقعة البسيط في شعبان سنة 540هـ وأسف الفونسو ريموندس على مقتله كل الأسف. وتولى حكم مرسية من بعده عبد الرحمن بن عياض (540 – 542) ونقشت هذه الآية على ديناره المضروب في مرسية سنة 540 وكان على النقيض من المستنصر فظل في جهاد النصارى حتى استشهد سنة 542هـ وخلفه في الحكم محمد بن سعد بن مردنيش، وكان أبوه سعد واليا على "إفراغة" أيام المرابطين، ومردنيش هو تحريف للاسم الأسباني مرتنيز، وقد نقش الآية على نقوده ومنها دينار ضرب سنة 542 وآخر سنة 543 ونصف دينار سنة 565 وأشار في نقوده إلى الخليفة العباسي بصيغة المرابطين نفسها (الإمام عبد الله أمير المؤمنين) كما جاء على دينار ضرب مرسية سنة 546 لكنه سجل أيضا اسم الخليفة العباسي المقتفي لأمر الله صراحة على بعض نقوده محاولا إضفاء الشرعية على حكمه في مواجهة الموحدين الذين لم يعترفوا بالخلافة العباسية، ومن نقوده هذه دينار ضرب مرسية سنة 553 نصوص كتاباته كما يلي:
الوجه : مركز (لا إله إلا الله – محمد رسول الله – يعتصم بحبل الله – الأمير أبو عبد الله – محمد بن سعد أيده – الله)
هامش: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)
الظهر : مركز (أبو عبد الله – محمد المقتفي – لأمر الله أمير – المؤمنين العباسي)
هامش (بسم الله الرحمن الرحيم ضرب هذا الدينار بمرسية سنة ثلاث وخمسين وخمسماية)
وكان ابن مردنيش مقلدا للنصارى في مظهره وملبسه، يجيد اللغة القشتالية، ويفضل التحدث بها، وضم إلى جيشه الكثير من النصارى الذين أطلقوا عليه لقب الملك لوبي "الذئب" وعقد سلسلة من الاتفاقات مع ملوك النصارى مثل اتفاقيته مع ألفونو ريموندس التي تعهد فيها بدفع جزية سنوية قدرها خمسون ألف مثقال من الذهب، ووقعت الاتفاقية سنة 543هـ وشهدت السنة نفسها عقد اتفاقية بينه وبين جمهورية بيزا، تلتها اتفاقية أخرى مع جمهورية جنوة تعهد بموجبها بدفع إتاوة قدرها عشرة آلاف دينار من الدنانير المرابطية وبناء فندق لرعايا جنوة المقيمين في بلنسية ودانية وكان يتبادل الهدايا مع هنري الثامن ملك إنجلترا، ولم يحرك ساكنا عندما توالى سقوط المدن الإسلامية في أيدي النصارى، مثل ألمرية في جمادى الأولى 543هـ وطرطوشة وإفراغة ومكناسة سنة 544هـ  بل على العكس فقد كان يحتفظ في بلنسية بحامية كبيرة من الجند القشتاليين حتى غصت بهم المدينة، وضاق أهلها المسلمون  فخرج أغلبهم منها وهم ساخطون على أميرهم المسلم الذي مكن أعداءهم من أموالهم وديارهم، وفي سنة 555 استولت قواته بقيادة صهره إبراهيم بن همشك على غرناطة ولما جاءت جيوش الموحدين لإنقاذ المدينة استعان بالنصارى لكنه لقي هزيمة منكرة في موقعة السبيكة، وطردت قواته من غرناطة ودخلها الموحدون يوم الجمعة 28 رجب 557 الموافق 13 يوليو 1162 وهكذا ظل محمد بن مردنيش يقاتل ضد المسلمين على كل الجبهات مناقضا ما تحض عليه الآية الكريمة التي نقشها على نقوده.
وتدهورت أحواله بعد طلاقه من زوجته ابنة قائده إبراهيم بن همشك الذي سارع بالانضمام إلى الموحدين في رمضان سنة 564هـ ثم حلت الطامة الكبرى بابن مردينش بوفاة الملك رامون برنيجير الرابع ملك قطلونية وآراجون الذي كان من أوثق حلفائه، وفي سنة 566هـ آب إلى رشده وعاد إلى كنف المسلمين وبايع الموحدين.
*زهير
29 - أغسطس - 2008
يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله    كن أول من يقيّم
 
(يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله) الآية 45 وجزء من الآية 46 من سورة الأحزاب:
وهي من الآيات التي استخدمها المعز بن باديس ضد الفاطميين أثناء خروجه عليهم (440 – 449هـ) في محاولة لإثبات انهم كذبوا ما جاء به الرسول (ص) عندما أمروا بسب الصحابة (ر) فنقشها على دينار ضرب مدينة عز الإسلام والقيروان سنة 441هـ
*زهير
31 - أغسطس - 2008
ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون    كن أول من يقيّم
 
(ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) الآية 105 من سورة الأنبياء:
نقشت هذه الآية على نقود المعز بن باديس أثناء خروجه على الخلافة الفاطمية (440 – 449هـ) ومنها دينار ضرب مدينة عز الإسلام والقيروان سنة 442هـ نصوص كتاباته كما يلي:
الوجه: مركز (لا إله إلا الله – وحده لا شريك له - محمد رسول الله)
هامش: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)
الظهر: مركز (ومن يبتغ غير - الإسلام دينا - فلن يقبل منه)
هامش: (بسم الله ضرب بمدينة عز الإسلام والقيروان سنة اثنين وأربعين وأربعماية)
وبذلك يؤكد المعز مروق الفاطميين من الإسلام وأن الله قد أورثه الأرض التي قامت عليها دولتهم، وكان قد أمر بلعن الفاطميين في سنة 440 على المنابر، (انظر نص الخطبة التي أمر أن يخطب بها في عيد الأضحى من تلك السنة، في "البيان المغرب" نشرة الوراق ص 121 المطبوع: ج1 ص 277) (قال بن شرف: وأمر المعز بلعنهم في الخطب وخلعهم، ولما كان عيد الأضحى أمر الخطيب أن يسب بني عبيد، فقال: اللهم! والعن الفسقة الكبار المارقين الفجار أعداء الدين وأنصار الشيطان، المخالفين لأمرك والناقضين لعهدك، المتبعين غير سبيلك، المبدلين لكتابك! اللهم! والعنهم لعنا وبيلا، واخزهم خزيا عريضا طويلا! اللهم وإن سيدنا أبا تميم المعز ابن باديس بن المنصور القائم لدينك، والناصر لسنة نبيك، والرافع للواء أوليائك، يقول مصدقا لكتابك، وتابعا لأمرك، مدافعا لمن غير الدين وسلك غير سبيل الراشدين المؤمنين: يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون:! هكذا ذكر بإسقاط (قل) وآخرها. قال: وأمر أمير أبو تميم المعز بن باديس للخطيب أن يسبهم على منبر القيروان بأشنع من هذا السب)
وبعدما أعيت الحيل الفاطميين في عودة إفريقية إلى طاعتهم والقضاء على ثورة المعز بن باديس استقر رأي أبي الحسن علي اليازوردي "وزير الخليفة الفاطمي المستنصر بالله" على تهجير قبائل بني هلال وبني سليم من مصر إلى إفريقية "تونس" وإقطاعهم إياها، فبدأت القبائل زحفها سنة 442هـ وبحلول سنة 449 كانت قبائل بني هلال قد اجتاحت كل أملاك المعز بن باديس مما أجبره على الاعتراف بالخلافة الفاطمية مرة أخرى، واستمر في الحكم حتى وفاته سنة 453هـ ولم يسجل على نقوده خلال الفترة من 449 – 453هـ إلا الاقتباس القرآني من الآية 33 من سورة التوبة (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) وعادت أسماء الخلفاء الفاطميين للظهور على نقوده مرة أخرى.
*زهير
31 - أغسطس - 2008
 1  2  3  4  5