36- أبو عباد النميري كن أول من يقيّم
مروان بن بشر أبو عباد النميري البصري، شاعر مغمور، من ظرفاء البصرة، ترجم له المرزباني في معجم الشعراء، فقال (أبو عباد النميري اسمه مروان بن بشر بصري. كان يصحب المتكلمين والشعراء بالبصرة في أيامي الرشيد وله مع أبي نواس أخبار).
ويفهم مما سيأتي من كلام الجاحظ عنه أنه كان من شيوخه ?. وذكر خبرا له مع معشوقته (قلبان) وخبرا له مع صديقه أبي بكر: حمدان الغفاري، وآخر مع معاصره أحمد بن الخاركي.
وترجم له ابن الجراح في الورقة قبل ترجمة القراطيسي وبعد ترجمة عباد الممزق. وساق في ترجمته سندا له قال: (
حدث أبو عباد النميري، عن الفضل بن سليمان النميري، عن يحيى بن عبد الرحمن ابن أبي لبيبة الحجة، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله"ما شرقَ أحد بلبنٍ" وذلك قول الله غز وجل "سائغاً للشاربين"
) وهو صاحب المقالة المشهورة في (شرط شرب الخمر) التي ذكرها الجاحظ في الحيوان (2/ 337) انظرها آخر هذه الترجمة، وترد نسبته (النمري) بدلا من النميري في بعض المصادر، ومنها =الحيوان في هذه الصفحة= وهو في قطب السرور (أبو عبادة النمري) وكل ذلك تصحيف، وقد ذكر الجاحظ أبا عباد هذا في كتابه (البرصان والعرجان) فقال: ومثله ما خبرني به أبو عباد النميري واسم أبي عباد مروان، قال: كنت وأنا غلام أشتهي الصعترية والمواثبة والتكاتف والنشال، وتعقيف الأصابع إذا تكلمت، فصرت والله كأني أفرغت في ذلك القالب إفراغاً، فلما عقلت احتجت إلى أن أستوى فما أجابتني الطبيعة ولا أجابتني تلك الجوارح إلا بشدة الاستكراه، وبقيت والله خمصر أصابعي ما تنبسط إلا بأن أمدها، ومتى تركتها عادت معقفة، وأبو عباد هو الذي يقول لما وجهه بعض العمال في السعاية وحفظ البيدر وما فيه، فقال: (كنت بازاً أضرب الكـركي والطير العظـامـا) (فتقنصت بي الصـعـو فأوهنت الـقـدامـى) (وإذا ما أرسـل الـبـازي على الصعو تعامى) ..إلخ
* كلمة أبي عباد في شرط شربه الخمر، قال:
(لو وجدتُ خمراً زيتيّة ذهبية، أصفى من عين الديك، وعَين الغراب، ولعابِ الجُندب وماء المفاصل، وأحسنَ حمرةً من النّار، ومن نَجِيع غزال، ومن فُوَّةِ الصَّباغ - لَما شربتها حتَّى أعلمَ أنَّها من عصير الأرجل، وأنَّها من نبات القرى؛ وما لم تكدر في الزِّقاق، وأنَّ العنكبوت قد نسَجَت عليها، وأنَّها لم تصر كذلك إلاَّ وسطَ دَسكرةٍ، وفي قرية سَوادِيَّة وحولَها دَجاجٌ وفراريج. وإن لم تكن رقطاءَ أو فيها رُقط فإِنَّها لم تتمَّ كما أريد. وأعجَب من هذا أنِّي لا أنتفع بشُربها حتَّى يكون بائُعها على غير الإسلام، ويكونَ شيخاً لا يُفصح بالعربيَّة، ويكونَ قميصُهُ متقطِّعاً بالقار. وأعجب من هذا أنّ الذي لا بدَّ منه أن يكون اسمه إن كان مجُوسيّاً شهريار، ومازيار، ومَا أشبه ذلك، مثل أدير، واردان، ويازان. فإن كان يهوديّاً فاسمه مانشا، وأشلوما، وأشباه ذلك. وإن كان نصرانيّاً فاسمه يُوشع وشمعون وأشباه ذلك)
وفي قطب السرور: لو وجدت حمراء ياقوتية ذهبية أصفى من عين الغراب وعين الديك وماء المفاصل ولعاب الجندب، وأحسن حمرة من النار ومن نجيع غزالٍ وقوة الصباغ لما استطبتها حتى أعلم أنها من عصير الأرجل وأنها من نبات القرى وأن العنكبوت قد نسج عليها وفي قرية سوادية وحولها دجاج وفراريج وإن لم تكن رقطاء ولم تتم كما أُريد، وأعجب من هذا أني لا أنتفع بشربها حتى يكون صاحبها على غير الإسلام ويكون شيخاً لا يفصح بالعربية، ويكون قميصه منقعاً بالقار، فإن كان مجوسياً كان اسمه شهريار، ومازيار، وما أشبه ذلك، وإن كان يهودياً فاسمه مانشا وشكوما، وإن كان نصرانياً فاسمه يوشع وشمويل وما أشبه ذلك.
|