229- الحسن بن وهب كن أول من يقيّم
الحسن بن وهب مائة ورقة (1). (جمع شعره مع شعر آل وهب الأستاذ يونس السامرائي ضمن كتابه: (آل وهب: من الأسر الأدبية في العصر العباسي) (بغداد/ مطبعة المعارف 1979م) وعدد أبيات الحسن (400) بيت، منها أبيات منسوبة. انظر (النجار 7/ 227) و(نشر الشعر/ ص14). وانظر في هذه القائمة ترجمة القاسم بن عبيد الله بن سليمان، وسليمان بن وهب، وأحمد بن سليمان بن وهب. وانظر تراجم هذه الأسرة في سوزكين (4/ 223 ? 224).). والحسن بن وهب من مشاهير رجالات عصره، له أخبار مفردة في كتاب (الأغاني) وهو المراد بالبيت السائر (أهدى إليها قميصا...إلخ) في قصة تولعه ببنان جارية محمد بن حماد.
قال أبو الفرج: ( أخبرني الصولي، وذكر ذلك عن جماعة من الكتاب: أن الحسن بن وهب كان أشد تمسكاً بالنسب إلى بني الحارث بن كعب من أخيه سليمان، وكان سليمان ينكر ذلك، ويعاتب عليه أخاه الحسن وابنه أحمد بن سليمان. وأصلهم من قرية من سواد واسط في جسر سابور يقال لها "سارقيقا" أخبرني عمي: قال: حدثني عمر بن نصر الكاتب، وكان من مشايخ الكتاب بسر من رأى، قال: كنا نتهادى ونحن في الديوان أشعار الحسن بن وهب، ونتباهى بحفظها).
هو الحسن بن وهب بن سعيد بن عمرو بن حصين بن قيس بن قنان بن متى الحارثي: وأسرته أعرق أسرة تولت عمل كتابة الإنشاء للملوك والخلفاء. قال المرزباني: (بنو وهب؛ أصلهم نصارى من حضر سابور، تعلقوا بنسبٍ في اليمن في بني الحارث بن كعب، وكان عبيد الله وابنه القاسم يدفعان ذلك. وكتب الحسن إلى أخيه سليمان وقد نكبه الواثق:
#اصبر أبا أيوب صبراً يرتضى = فإذا جزعت من الخطوب فمن لها
#الله يفرج بعد ضيقٍ كربها = ولعلها أن تنجلي ولعلها
وفيما يلي نبذة عن أعلام هذه الأسرة، وأول من نبغ منهم قنان بن متى.وهو جد الحسن الخامس، كان كاتب يزيد بن أبي سفيان لما ولاه عمر بن الخطاب (ر) الشام، ثم عمل كاتبا لمعاوية بعد موت أخيه يزيد، ووصله معاوية بابنه يزيد فمات في خلافته، فاستكتب يزيد ابنه قيسا واستمر قيس يتولى شؤون الكتابة لملوك بني امية حتى وفاته في أيام هشام، فاستكتب هشام ابنه الحصين ثم استكتبه مروان وبعد سقوط الدولة الأموية لجأ الحصين إلى ابن هبيرة فأخذ له الأمان من أبي جعفر المنصور وصار في جملة كتابه، وخدم من بعده ابنه المهدي وتوفي في مهمة انتبده لها وهو في طريق الري فاستكتب المهدي ابنه عمراً ثم ولما قويت شوكة البرامكة في عصر الرشيد انضم إليهم وصار من كتاب خالد بن برمك ولما توفي خلفه ابنه سعيد في خدمة آل برمك وعمل ابنه وهب بن سعيد فكتب بين يدي جعفر بن يحيى البرمكي فلما نكب البرامكة صار في خدمة ذي الرياستين وقال فيه ذو الرياستين: (عجبت لمن معه وهب كيف لا تهمه نفسه) ثم استكتبه الحسن بن سهل بعد وقلده كرمان وفارس فأصلحهما ثم وجه به إلى المأمون برسالة من فم الصلح فغرق في طريقه بين بغداد وفم الصلح، فكلف المأمون ابنه سليمان بمهامه الكتابية، وكان في الرابعة عشرة من عمره ولما توفي المامون كتب للوزراء الأتراك إيتاخ ثم لأشناس من بعده ثم ولي الوزارة للمعتمد وله ديوان رسائل، نقل منه الكثير من الأدباء وأخو الحسن بن وهب هو أشهر أعلام هذه الأسرة عمل كاتبا عند الوزير محمد بن عبد الملك الزيات وولاه ديوان الرسائل وولي بعض الأعمال بدمشق، وبها مات وهو يتولى البريد آخر أيام المتوكل، ومولده سنة (186هـ). وكان شاعراً بليغاً مترسلاً فصيحاً وأحد ظرفاء الكتاب وله كتاب ديوان رسائله.
|