البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : ما أصل اللغة? هل اللغة العربية أم لغة أخرى?    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 huda 
1 - مارس - 2004
هنا أود أن أعرف أصل اللغة وما هي لغة الانسان الأول ونعني به ( سيدنا آدم عليه السلام)?
 8  9  10  11  12 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
المسألة اختلافية وإليك شيء منه !    كن أول من يقيّم
 

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد و على آله وصحبه و سلم ، أما بعد .

 

يقول الله تعالى : ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾

{البقرة/31}

عند البحث عن هذه الآية الكريمة وجدت أنها وردت في العديد من كتب اللغة مثل : ( دلائل الإعجاز للجرجاني ، لسان العرب لابن منظور ، الخصائص لابن جني ، المزهر للسيوطي ، المخصص لابن سيده  .. إلخ ) و قد وردت في سياق الحديث عن اللغة و أصلها ، و أورد هنا ما قاله السيوطي في المزهر  على سبيل المثال :

" ..وقال ابنُ جني في الخصائص وكان هو وشيخه أبو عليّ الفارسي مُعْتَزِلِيَّيْن: باب القول على أصل اللغة، إلهام هي أم اصطلاح? هذا موضع مُحْوِج إلى فَضْل تأمُّل، غير أن أكثَر أهلِ النظر على أن أصلَ اللغةِ إنما هو تواضعٌ واصطلاح، لا وَحْيٌ ولا توقيفٌ، إلاّ أن أبا علي رحمه اللّه قال لي يوماً: هي من عند اللّه؛ واحتج بقوله تعالى: "وَعَلَّمَ آدَمَ الأسماءَ كُلَّها"؛ وهذا لا يتناول موضعَ الخلاف؛ وذلك أنه قد يجوز أن يكونَ تأويلُه: أَقدَرَ آدَمَ على أَنْ واضَعَ عليها، وهذا المعنى من عند اللّه سبحانه لا مَحالة؛ فإذا كان ذلك مُحْتَمَلاً غير مُسْتَنْكَر سقط الاسْتِدلال به، وقد كان أبو علي رحمه اللّه أيضاً قال به في بعض كلامه، وهذا أيضاً رأي أبي الحسن، على أنه لم يمنعْ قولَ مَنْ قال إنها تواضعٌ منه؛ وعلى أنه قد فُسِّر هذا بأن قيل: إنه تعالى علَّم آدمَ أسماء جميع المخلوقات بجميع اللَّغات: العربية، والفارسية، والسريانية، والعِبرانية، والرُّومية، وغير ذلك من سائر اللغات؛ فكان آدمُ وولدُه يتكلمون بها، ثم إن ولدَه تفرَّقوا في الدنيا، وعَلِق كلُّ واحد منهم بلغة من تلك اللغات، فغَلَبَتْ عليه، واضمحلَّ عنه ما سواها؛ لِبُعْدِ عَهْدهم بها وإذا كان الخبرُ الصحيحُ قد ورد بهذا وجب تَلقِّيه باعتقاده، والانطواء على القول به. فإن قيل: فاللغةُ فيها أسماءٌ وأفعالٌ وحروف، وليس يجوز أن يكون المُعلَّمُ من ذلك الأسماءَ وحدَها دونَ غيرها، مما ليس بأسماء؛ فكيف خَصَّ الأسماءَ وحدَها? قيل: اعتمد ذلك من حيث كانت الأسماءُ أقوى القُبُل الثلاثة، ولا بد لكل كلامٍ مفيدٍ منفرد منَ الاسم، وقد تستغني الجملةُ المستقلةُ عن كل واحد من الفعل والحرف؛ فلما كانت الأسماء من القوّة والأوليَّة في النفس والرتبةِ، على ما لا خفاءَ به، جاز أن يُكْتَفَى بها عَمَّا هو تالٍ لها ومحمول في الحاجة إليه عليها. قال: ثم لِنعد فَلْنقل في الاعتلال لمن قال بأنَّ اللغة لا تكون وحْياً؛ وذلك أنهم ذهبوا إلى أن أصلَ اللغة لا بدَّ فيه من المُوَاضعة، قالوا: وذلك بأن يَجْتَمِعَ حكيمان أو ثلاثةٌ فصاعداً، فيحتاجوا إلى الإبانةِ عن الأشياءِ المعلومات، فيضعوا لكل واحد منها سِمَةً ولفظاً، إذا ذُكِرَ عُرِفَ به ما مُسَمَّاه؛ ليمتاز عن غيره، وليُغْني بذِكْره عن إحْضَاره إلى مرآة العين؛ فيكون ذلك أقربَ وأخَفَّ وأسهلَ من تَكلُّف إحضاره لبلوغ الغرضِ في إبانة حاله؛ بل قد يُحْتاج في كثير من الأحوال إلى ذِكْر ما لا يمكن إحضارُه، ولا إدْنَاؤُه، كالفاني، وحال اجتماع الضدَّين على المحلِّ الواحد، وكيف يكون ذلك لو جاز، وغيرُ هذا مما هو جارٍ في الاستحالة والتَّعَذُّر مَجْراه؛ فكأنهم جاؤوا إلى واحد من بني آدم فأومؤوا إليه، وقالوا: إنسان، إنسان، إنسان؛ فأيّ وقتٍ سُمِع هذا اللفظ عُلِم أن المراد به هذا الضرْب من المخلوق، وإن أرادوا سِمَةَ عَيْنه أو يده أشاروا إلى ذلك، فقالوا: يد، عين، رأس، قدَم، أو نحو ذلك، فمتى سُمعت اللفظة من هذا عرف معْنِيُّهَا، وهلمَّ جرّاً فيما سوى ذلك من الأسماء والأفعال والحروف. ثم لك من بعد ذلك أن تنقلَ هذه المُواضعة إلى غيرها، فتقول: الذي اسمهُ إنسان فليجعل مكانه مَرْد، والذي اسمهُ رأس فليجعل مكانه سر، وعلى هذا بقيةُ الكلام "  (المزهر  السيوطي ، الصفحة : 2  )

و أما كتب التفسير فألخّص هنا ما أوردته بعض كتب التفسير عن هذه الآية :

 يقول ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره :

" قَالَ السُّدِّيّ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ اِبْن عَبَّاس " وَعَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا " قَالَ عَلَّمَهُ أَسْمَاء وَلَده إِنْسَانًا إِنْسَانًا وَالدَّوَابّ فَقِيلَ هَذَا الْحِمَار هَذَا الْجَمَل هَذَا الْفَرَس وَقَالَ الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس " وَعَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا " قَالَ هِيَ هَذِهِ الْأَسْمَاء الَّتِي يَتَعَارَف بِهَا النَّاس إِنْسَان وَدَوَابّ وَسَمَاء وَأَرْض وَسَهْل وَبَحْر وَخَيْل وَحِمَار وَأَشْبَاه ذَلِكَ مِنْ الْأُمَم وَغَيْرهَا وَرَوَى اِبْن أَبِي حَاتِم وَابْن جَرِير مِنْ حَدِيث عَاصِم بْن كُلَيْب عَنْ سَعِيد بْن مَعْبَد عَنْ اِبْن عَبَّاس " وَعَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا " قَالَ عَلَّمَهُ اِسْم الصَّحْفَة وَالْقِدْر قَالَ نَعَمْ حَتَّى الْفَسْوَة وَالْفُسَيَّة وَقَالَ مُجَاهِد " وَعَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا " قَالَ عَلَّمَهُ اِسْم كُلّ دَابَّة وَكُلّ طَيْر وَكُلّ شَيْء وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر وَقَتَادَة وَغَيْرهمْ مِنْ السَّلَف أَنَّهُ عَلَّمَهُ أَسْمَاء كُلّ شَيْء وَقَالَ الرَّبِيع فِي رِوَايَة عَنْهُ أَسْمَاء الْمَلَائِكَة . وَقَالَ حُمَيْد الشَّامِيّ أَسْمَاء النُّجُوم . وَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد عَلَّمَهُ أَسْمَاء ذُرِّيَّته كُلّهمْ . وَاخْتَارَ اِبْن جَرِير أَنَّهُ عَلَّمَهُ أَسْمَاء الْمَلَائِكَة وَأَسْمَاء الذُّرِّيَّة لِأَنَّهُ قَالَ " ثُمَّ عَرَضَهُمْ " عِبَارَة عَمَّا يَعْقِل . وَهَذَا الَّذِي رَجَّحَ بِهِ لَيْسَ بِلَازِمٍ فَإِنَّهُ لَا يَنْفِي أَنْ يُدْخِل مَعَهُمْ غَيْرهمْ وَيُعَبَّر عَنْ الْجَمِيع بِصِيغَةِ مَنْ يَعْقِل لِلتَّغْلِيبِ كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَاَللَّه خَلَقَ كُلّ دَابَّة مِنْ مَاء فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنه وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَع يَخْلُق اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّه عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير " وَقَدْ قَرَأَ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود ثُمَّ عَرَضَهُنَّ . وَقَرَأَ أُبَيّ بْن كَعْب ثُمَّ عَرَضَهَا أَيْ السَّمَاوَات . الصَّحِيح أَنَّهُ عَلَّمَهُ أَسْمَاء الْأَشْيَاء كُلّهَا ذَرَّاتهَا وَصِفَاتهَا وَأَفْعَالهَا كَمَا قَالَ اِبْن عَبَّاس حَتَّى الْفَسْوَة وَالْفُسَيَّة يَعْنِي ذَوَات الْأَسْمَاء وَالْأَفْعَال الْمُكَبَّر وَالْمُصَغَّر وَلِهَذَا قَالَ الْبُخَارِيّ فِي تَفْسِير هَذِهِ الْآيَة فِي كِتَاب التَّفْسِير مِنْ صَحِيحه : حَدَّثَنَا مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا هِشَام عَنْ قَتَادَة عَنْ أَنَس بْن مَالِك أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " يَجْتَمِع الْمُؤْمِنُونَ يَوْم الْقِيَامَة فَيَقُولُونَ لَوْ اِسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبّنَا فَيَأْتُونَ آدَم فَيَقُولُونَ أَنْتَ أَبُو النَّاس خَلَقَك اللَّه بِيَدِهِ وَأَسْجَدَ لَك مَلَائِكَته وَعَلَّمَك أَسْمَاء كُلّ شَيْء فَاشْفَعْ .. رَوَاهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيّ .. وَوَجْه إِيرَاده هَاهُنَا وَالْمَقْصُود مِنْهُ قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام . فَيَأْتُونَ آدَم فَيَقُولُونَ أَنْتَ أَبُو النَّاس خَلَقَك اللَّه بِيَدِهِ وَأَسْجَدَ لَك مَلَائِكَته وَعَلَّمَك أَسْمَاء كُلّ شَيْء . فَدَلَّ هَذَا عَلَى أَنَّهُ عَلَّمَهُ أَسْمَاء جَمِيع الْمَخْلُوقَات.

ويقول القرطبي - رحمه الله - في تفسيره لهذه الآية :

" عَلَّمَ " عَرَّفَ . وَتَعْلِيمه هُنَا إِلْهَام عِلْمه ضَرُورَة . وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون بِوَاسِطَةِ مَلَك وَهُوَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام عَلَى مَا يَأْتِي ..  " . قَوْله تَعَالَى " الْأَسْمَاء كُلّهَا " " الْأَسْمَاء " هُنَا بِمَعْنَى الْعِبَارَات , فَإِنَّ الِاسْم قَدْ يُطْلَق وَيُرَاد بِهِ الْمُسَمَّى , كَقَوْلِك : زَيْد قَائِم , وَالْأَسَد شُجَاع . وَقَدْ يُرَاد بِهِ التَّسْمِيَة ذَاتهَا , كَقَوْلِك : أَسَد ثَلَاثَة أَحْرُف , فَفِي الْأَوَّل يُقَال : الِاسْم هُوَ الْمُسَمَّى بِمَعْنَى يُرَاد بِهِ الْمُسَمَّى , وَفِي الثَّانِي لَا يُرَاد الْمُسَمَّى , وَقَدْ يُجْرَى اِسْم فِي اللُّغَة مَجْرَى ذَات الْعِبَارَة , وَهُوَ الْأَكْثَر مِنْ اِسْتِعْمَالهَا , وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى : " وَعَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا " [ الْبَقَرَة : 31 ] عَلَى أَشْهَر التَّأْوِيلَات , وَمِنْهُ قَوْل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَة وَتِسْعِينَ اِسْمًا ) . وَيَجْرِي مَجْرَى الذَّات , يُقَال : ذَات وَنَفْس وَعَيْن وَاسْم بِمَعْنًى , وَعَلَى هَذَا حَمَلَ أَكْثَر أَهْل الْعِلْم قَوْله تَعَالَى : " سَبِّحْ اِسْم رَبّك الْأَعْلَى " [ الْأَعْلَى : 1 ] " تَبَارَكَ اِسْم رَبّك " [ الرَّحْمَن : 78 ] " إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا " [ النَّجْم : 23 ] . وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى الْأَسْمَاء الَّتِي عَلَّمَهَا لِآدَم عَلَيْهِ السَّلَام , فَقَالَ اِبْن عَبَّاس وَعِكْرِمَة وَقَتَادَة وَمُجَاهِد وَابْن جُبَيْر : عَلَّمَهُ أَسْمَاء جَمِيع الْأَشْيَاء كُلّهَا جَلِيلهَا وَحَقِيرهَا . وَرَوَى عَاصِم بْن كُلَيْب عَنْ سَعْد مَوْلَى الْحَسَن بْن عَلِيّ قَالَ : كُنْت جَالِسًا عِنْد اِبْن عَبَّاس فَذَكَرُوا اِسْم الْآنِيَة وَاسْم السَّوْط , قَالَ اِبْن عَبَّاس : " وَعَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا " . قُلْت : وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْمَعْنَى مَرْفُوعًا عَلَى مَا يَأْتِي , وَهُوَ الَّذِي يَقْتَضِيه لَفْظ " كُلّهَا " إِذْ هُوَ اِسْم مَوْضُوع لِلْإِحَاطَةِ وَالْعُمُوم , وَفِي الْبُخَارِيّ مِنْ حَدِيث أَنَس عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( وَيَجْتَمِع الْمُؤْمِنُونَ يَوْم الْقِيَامَة فَيَقُولُونَ لَوْ اِسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبّنَا فَيَأْتُونَ آدَم فَيَقُولُونَ أَنْتَ أَبُو النَّاس خَلَقَك اللَّه بِيَدِهِ وَأَسْجَدَ لَك مَلَائِكَته وَعَلَّمَك أَسْمَاء كُلّ شَيْء) الْحَدِيث . قَالَ اِبْن خُوَيْز مَنْدَاد : فِي هَذِهِ الْآيَة دَلِيل عَلَى أَنَّ اللُّغَة مَأْخُوذَة تَوْقِيفًا , وَأَنَّ اللَّه تَعَالَى عَلَّمَهَا آدَم عَلَيْهِ السَّلَام جُمْلَة وَتَفْصِيلًا . وَكَذَلِكَ قَالَ اِبْن عَبَّاس : عَلَّمَهُ أَسْمَاء كُلّ شَيْء حَتَّى الْجَفْنَة وَالْمِحْلَب . وَرَوَى شَيْبَان عَنْ قَتَادَة قَالَ : عُلِّمَ آدَم مِنْ الْأَسْمَاء أَسْمَاء خَلْقه مَا لَمْ يُعَلَّم الْمَلَائِكَة , وَسَمَّى كُلّ شَيْء بِاسْمِهِ وَأَنْحَى مَنْفَعَة كُلّ شَيْء إِلَى جِنْسه . قَالَ النَّحَّاس : وَهَذَا أَحْسَن مَا رُوِيَ فِي هَذَا . وَالْمَعْنَى عَلَّمَهُ أَسْمَاء الْأَجْنَاس وَعَرَّفَهُ مَنَافِعهَا , هَذَا كَذَا , وَهُوَ يَصْلُح لِكَذَا . وَقَالَ الطَّبَرِيّ : عَلَّمَهُ أَسْمَاء الْمَلَائِكَة وَذُرِّيَّته , وَاخْتَارَ هَذَا وَرَجَّحَهُ .. : و الصَّحِيح أَنَّ أَوَّل مَنْ تَكَلَّمَ بِاللُّغَاتِ كُلّهَا مِنْ الْبَشَر آدَم عَلَيْهِ السَّلَام , وَالْقُرْآن يَشْهَد لَهُ قَالَ اللَّه تَعَالَى : " وَعَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا " [ الْبَقَرَة : 31 ] وَاللُّغَات كُلّهَا أَسْمَاء فَهِيَ دَاخِلَة تَحْته وَبِهَذَا جَاءَتْ السُّنَّة , قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَعَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا حَتَّى الْقَصْعَة وَالْقُصَيْعَة ) وَمَا ذَكَرُوهُ يَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِهِ أَوَّل مَنْ تَكَلَّمَ بِالْعَرَبِيَّةِ مِنْ وَلَد إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ السَّلَام . وَكَذَلِكَ إِنْ صَحَّ مَا سِوَاهُ فَإِنَّهُ يَكُون مَحْمُولًا عَلَى أَنَّ الْمَذْكُور أَوَّل مَنْ تَكَلَّمَ مِنْ قَبِيلَته بِالْعَرَبِيَّةِ بِدَلِيلِ مَا ذَكَرْنَا وَاَللَّه أَعْلَم . وَكَذَلِكَ جِبْرِيل أَوَّل مَنْ تَكَلَّمَ بِهَا مِنْ الْمَلَائِكَة وَأَلْقَاهَا عَلَى لِسَان نُوح بَعْد أَنْ عَلَّمَهَا اللَّه آدَم أَوْ جِبْرِيل , عَلَى مَا تَقَدَّمَ , وَاَللَّه أَعْلَم .

وفي تفسير الجلالين لم يكن هنالك إسهاب في تفسير الآية حيث ورد :

"وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ" أَيْ أَسَمَاء الْمُسَمَّيَات "كُلّهَا" بِأَنْ أَلْقَى فِي قَلْبه عِلْمهَا .."

و يقول الطبري - رحمه الله- في تفسيره :

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { الْأَسْمَاء كُلّهَا } قَالَ أَبُو جَعْفَر : اخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الْأَسْمَاء الَّتِي عَلِمَهَا آدَم ثُمَّ عَرَضَهَا عَلَى الْمَلَائِكَة . فَقَالَ ابْن عَبَّاس مَا : حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو كُرَيْبٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن سَعِيد , قَالَ حَدَّثَنَا بِشْر بْن عُمَارَة , عَنْ أَبِي رَوْق , عَنْ الضَّحَّاك , عَنْ ابْن عَبَّاس , قَالَ : عَلَّمَ اللَّه آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا , وَهِيَ هَذِهِ الْأَسْمَاء الَّتِي يَتَعَارَف بِهَا النَّاس : إنْسَان وَدَابَّة , وَأَرْض , وَسَهْل , وَبَحْر , وَجَبَل , وَحِمَار , وَأَشْبَاه ذَلِكَ مِنْ الْأُمَم وَغَيْرهَا ..  , وَحَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَة , قَالَ : حَدَّثَنَا شِبْل , عَنْ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْل اللَّه : { وَعَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا } قَالَ : عَلَّمَهُ اسْم كُلّ شَيْء . وَحَدَّثَنَا ابْن وَكِيع , قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي , عَنْ سُفْيَان , عَنْ خَصِيف , عَنْ مُجَاهِد : { وَعَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا } قَالَ : عَلَّمَهُ اسْم كُلّ شَيْء ... و عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : عَلَّمَهُ اسْم الْغُرَاب وَالْحَمَامَة , وَاسْم كُلّ شَيْء ... و قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَبِي جَعْفَر , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ الرَّبِيع قَوْله : { وَعَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا } قَالَ : أَسَمَاء الْمَلَائِكَة . وَقَالَ آخَرُونَ : إنَّمَا عَلَّمَهُ أَسَمَاء ذُرِّيَّته كُلّهَا . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 549 - حَدَّثَنِي يُونُس بْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب , قَالَ : قَالَ ابْن زَيْد فِي قَوْله : { وَعَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا } قَالَ : أَسَمَاء ذُرِّيَّته أَجْمَعِينَ . وَأَوْلَى هَذِهِ الْأَقْوَال بِالصَّوَابِ وَأَشْبَهَهَا بِمَا دَلَّ عَلَى صِحَّته ظَاهِر التِّلَاوَة قَوْل مَنْ قَالَ فِي قَوْله : { وَعَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا } إنَّهَا أَسَمَاء ذُرِّيَّته وَأَسْمَاء الْمَلَائِكَة , دُون أَسَمَاء سَائِر أَجْنَاس الْخَلْق . ( ثم أورد الآثار التي سبق ذكر الكثير منها في تفسير القرطبي ) .

فالمسألة بين عدّة أقوال .. توقيف أو اصطلاح و تواضع ..

أخوكم / أبو عبدالله الشريف

mah@islamway.net

محمود بن عبدالله الم
13 - يناير - 2006
إسماعيل والعربية    كن أول من يقيّم
 
لما أسكن إبراهيم عليه السلام ذريته إسماعيل وأمه هاجر عليهما السلام في مكة وجاء القوم من اليمن وسكنوا عندهم، تعلم إسماعيل العربية منهم وأصبحوا يسمون بالعرب المستعربة منهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فمن هنا نستنتج أن العربية كانت قبل إبراهيم أنها معروفة في الجزيرة العربيو واليمن تحديدا والله أعلم.
محمد
15 - يناير - 2006
i think    كن أول من يقيّم
 
 ,forget how is it written but if you hear any other language you can repeat it using the arabic letters and the arabic but to learn how to speak arabic takes a long time and will not be pronounciated like its own native speakers i think that the origin of languages spoken nowadays is arabic
firas
18 - يناير - 2006
ما اصل اللغة    كن أول من يقيّم
 
يرجى مراجعة كتاب الفصحى لغة القران للكاتب الاديب فتحي يكن لعله يشفي الغليل 0                                                                                وشكرا
عرفان
20 - يناير - 2006
طويل الذيل قليل النيل    كن أول من يقيّم
 

 

    ان البحث في هذا الموضوع طويل الذيل قليل النيل وهذه مقولة مشهورة للعلماء في

 هذا الموضوع .

هنيدة
11 - فبراير - 2006
حديث موضوع في إحدى المشاركات    كن أول من يقيّم
 

الحديث الذي جاء في إحدى المشاركات وهو حديث الذي معناه : أحبوا العرب لثلاث لأنني عربي و لأن القرآن عربي و لأن لغة أهل الجنة العربية ، هو حديث موضوع لا يصح .

فالرجاء التحري عند ذكر حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

ودمتم بخير .

محمد
14 - فبراير - 2006
من الصعب معرفة أصل اللغة    كن أول من يقيّم
 

من الصعب معرفة أصل اللغة لأن كل نوع من البشر له طريقة خاصة للتفاهم، على سبيل المثال قد ابتكر المصريون القدماء طريقة للتفاهم عن طريق اللغة المصرية القديمة التي لم يكن لها أصل أو أساس قبل وجودهم، ثم تطورت هذه اللغة بعد ذلك وظهر لها عدة طرق للكتابة وهكذا.

 ومن بين العلماء العرب الذين شغلتهم تلك المسألة العالم اللغوي الكبير أبو الفتح عثمان بن جني صاحب كتاب "الخصائص" الذي كتب في هذا الموضوع مقالا بعنوان "القول على أصل اللغة.. إلهام هي أم اصطلاح?"، كان من أهم ما قاله فيه: "هذا موضع محوج إلى فضل تأمل، غير أن أكثر أهل النظر على أصل اللغة إنما هو تواضع واصطلاح لا وحي وتوقيف". بعبارة أخرى: يرى ابن جني أن موضوع أصل اللغة موضوع شائك وملغز، ولا يمكن الفصل فيه بمقال حاسم، بل يحتاج إلى مزيد من البحث والتأمل، لكنه يستدرك قائلا: معظم العلماء يرون أن اللغة ابتكار إنساني.

وهنا نجد تاريخ الأبجدية عموما وليس أبجدية اللغة العربية:

Proto-Canaanite 14th c. BC

Ugaritic 13th c. BC

Phoenician 11th c. BC

Samaritan 6th c. BC

Aramaic 9th c. BC

Brāhmī 4th c. BC

Hebrew 3rd c. BC

Syriac 2nd c. BC

Avestan 3th c.

Arabic 4th c.

Greek 8th c. BC

Old Italic 8th c. BC

Latin 7th c. BC

Runes 2nd c.

Gothic 4th c.

Armenian 405

Glagolitic 862

Cyrillic 10th c.

Iberian

Celtiberian

South Arabian 9th c. B.C.

 

و أيضا يقال أن الأبجدية العربية أصلها أبجدية آرمية والتي تطورت إلى الأبجدية العربية المعروفة الآن منذ القرن الرابع قبل الميلاد.

Shaimaa
19 - فبراير - 2006
الكتابة العربية قبل الاسلام    كن أول من يقيّم
 

Zabad ( 512 ap J.C ) région d?Alep ;

 Hurran ( 568 ap J.C) 

; Umm al- jimâl ( VI e ap J.C) 

; Jabal Usays (528 ap.J.C) 

; Al Némara (328 ap J.C)

ali
3 - مارس - 2006
لنحافظ عليها    كن أول من يقيّم
 

  موضوع أصل اللغات موضوع شيق كثيرا لكنه متشعب كثيرا, وهنا أحب أن أنوه أن الحديث عن الابجديات اللغوية وأصلها يختلف تماما عن الحديث عن اللغة المحكية وأصلها, فالابجديات المكتوبة يمكن أن تكتب بها أكثر من لغة محكية بل ومئات اللغات كما نشاهد أمامنا اليوم من اتساع استعمال الابجدية اللاتينية في كتابة كافة اللغات الاوروبية القديمة والحديثة على اختلاف منابعها وأصولها, واستعمال الابجدية العربية الحديثة في كتابة اللغات العربية والفارسية والاردية والافغانية رغم الفروق الشاسعة في اصول وقواعد تلك اللغات. ويحدثنا التاريخ القديم والحديث عن شعوب غيرت أبجدية كتابة لغاتها أكثر من مرة كاللغات الكنعانية(من الابجدية المسمارية الى الاوغاريتية) والفارسية(من الابجدية السنسكريتية الى الابجدية العربية)والتركية(من الابجدية العربية الى اللاتينية) والكرواتية( من الابجدية السيريلكية الى اللاتينية).
 بالنسبة للغةالعربية المحكية الحديثة ( وهي بيت القصيد في معرضنا هذا) فالاعتقاد السائد بين علماء اللغويات هو وحدة أصلها مع مايسمى "باللغات السامية" الاخرى الحية وهي : الامهرية, العبريةو السريانية وهذا واضح لاي دارس عابر لقليل من تلك اللغات المذكورة ومقارنتها مع بعضها بعضا ألفاظا وتعابيرا وقواعدا , ويشترك مع تلك اللغات بعضا من اللغات البائدة كالآشورية والكنعانية والآرامية والنبطية. وهنالك رأيان سائدان في تفرع تلك الغات من اللغة الام المفترضة, فالاول يقول بالمنشأ الاصلي للغة الام تلك في شبه الجزيرة العربية ثم تعممت الى بلاد الشام والرافدين مع موجات الهجرة البشرية المتكررة عبر التاريخ من شبه الجزيرة العربية لتلك المناطق, أما الرأي الثاني فيعكس الهجرات البشرية ويفترض أن اللغة الام وجدت في بلاد الرافدين أو الشام أصلا ثم تفرعت الى اللغات السامية المتعددة التي ذكرنا ومنها وصلت الى شبه الجزيرة العربية على شكل اللغة العربية الحديثة بواسطة الهجرات البشرية.
  في رأيي, وأيا كانت الغلبة لاحدى هاتين النظريتين, فانه من الثابت أن اللغة العربية الحديثة هي واحدة من مجموعة للغات السامية القديمة والحديثة وقد عكست بقواعدها وغناها الجمالي واللفظي والاسلوبي الانتاج الحضاري العظيم لتلك المنطقة الواسعة من العالم(الجزيرة والشام والعراق) منذ فجر التاريخ المكتوب ولغاية اليوم مرورا بالمحطة التاريخية العظيمة المتمثلة بظهور الاسلام ونزول القرآن الكريم باالغة العربية المعروفة في شبه الجزيرة العربية آنذاك, ولاننسى كذلك أن الانبياء العظام بدأ بالمسيح عليه السلام رجوعا الى نوح عليه السلام قد استعملوا اللغات الآرامية والبابلبة والآشورية وغيرها.
  بالنسبة لاصل الكتابة العربية فهنالك أيضا نظريتان: الاولى تقول أن "الكتابة السينائية"(نسبة الى شبه جزيرة سيناء) هي أصل الكتابة العربية وأخواتها النبطية والعبرية والسريانية والآرامية وغيرها معتمدين في ذلك على بعض النقوش المشاهدة في "أم الجمال"(شرق الاردن) و"مدائن صالح"(شمال السعودية) تعود الى القرن الرابع الميلادي والتي تشابه تماما الكتابة العربية الحديثة بدون تنقيط وتشابه كذلك الكتابات السينائية القديمة والكنعانية الاوغاريتية, أما النظرية الثانية فتعتقد "بالاصل الكنعاني" للأبجدية العربية المكتوبة انطلاقا من تشابه أشكال الاحرف من جهة وتطابق ترتيبها الابجدي من جهة أخرى في كلتا اللغتين. 
 المهم جدا, وعند البحث في أصل اللغة - أي لغة كانت - مراعاة مايلي:
1- عدم التعصب لاي عرق أو دين أو لون في البحث اللغوي وعرض المعطيات الموجودة امامنا بكل تجرد وموضوعية للوصول مايمكن الى الحقيقة. فكوني مسلم عربي لايعني بالضرورة اعتبار اللغة العربية هي أم اللغات وأصلها في العالم أجمع, وكوني مسلم غير عربي لايعني أن لغتي الفارسية أو التركية أو الاوردية هي الاقدم والاكثر تفوقا وغنى, وكوني مسيحي عربي لايعني بالضرورة أن اللغة الآرامية أو السريانية هي السباقة الى الوجود, أما كوني غير مسلم وغير عربي يجب الاّ سببا على الاطلاق في تحجيم مكانة ودور اللغات الشرقية القديمة والحديثة في مسير الحضارة الانسانية.
2- اتخذت بعض الحركات والاحزاب السياسية في الوطن العربي تاريخ وأصل اللغة تشريعا فكريا ومسوغا نظريا لقيامها, ففي حين اعتبر"دعاة الفرعونية" في مصر أن اللغة العربية الفصحى لهي دخيلة عليهم ويجب تعلمها للأغراض الدينية فقط, كان "القوميون السوريون" في بلاد الشام يقولون "بالاصل الآرامي" لسكان بلاد الشام اعتمادا على أن اللغة الآرامية هي الاقدم وهي أم اللغة السريانية واللغة العربية. أما "القوميون اللبنانيون" فقد رأوا أن الفينيقيين الذين سكنوا لبنان الحالي (بحدوده الحالية التي رسمها الفرنسيون....!!)حصرا هم أساتذة الحضارة في بلاد الشام والعالم أجمع بأبجديتهم الفينيقية ولغتها الاقدم في التاريخ المكتوب آنذاك.
 اللغة, عند أي شعب وعبر أي زمان, هي الوعاء الثقافي والحضاري له, وهي التي تحمل أفكاره وتترجم آماله وآلامه, وتنشر ابداعاته الى الشعوب الاخرى. فلنحافظ على لغتنا العربية الجميلة والعملاقة أينما كنا ومن منا, ولنتذكر هبة الله لنا عندما حفظ القرآن العظيم تلك اللغة حتى الآن من غوائل التحريف وزواريب الضياع.

فواز
3 - مارس - 2006
الجواب في ديننا    كن أول من يقيّم
 
باسم الله الرحمن الرحمن الرحيم اما بعد  اقول للاخ السائل عن اصل اللغة العربية انها من عند الله  عز وجل  وهي ليست من وضع العرب وليست  كما يقول بعضهم انها  مجرد اصطلاحات  قال  تعالى(  وعلم ادم الاسماء كلها)  قال بن عباس في تفسيرها  حتى علمه  الشجرة والشجيرة  او كما قال  رضي الله  عنه  وراجع  تفسير اية البقرة  هذه  في ابن  كثير
أحمد بن يحي الجزائري
19 - مارس - 2006
 8  9  10  11  12