البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الجغرافية و الرحلات

 موضوع النقاش : بريطانيا وإنكلترة في كتب التراث العربي    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 لمياء 
22 - سبتمبر - 2014
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
تحيةً طيبة، وبعد؛
قرأتُ الأسبوع الفائت مقالة أستاذنا الباحث الأديب زهير ظاظا:(بريطانيا وإنكلترة في كتب التراث العربي)، في موقع الموسوعة الشعرية (http://poetry.adach.ae/article?idGenericPage=304)، وأسفر بحثي في موضوعها (من يوم الأربعاء 17 سبتمبر 2014 إلى قبيل فجر الأحد 21 سبتمبر2014) عن البحث الذي أنشره بطلب من الأستاذ، وتفاصيله كما ذكرت في رسالتي إليه، ولتجنب تكرارها لا أطيل في التقديم، وأبتدئ بنقل المقالة، ومن ثمَّ الرسالة والبحثَ المرفق بها بإذن الله، وأرجو أن ينال موضوعي هذا رضاكم، كما أرحّبُ بكل ملاحظة أو إضافة، وآمل أن يفيدنا أصحاب الاختصاص، ومن يستطيع الوصول إلى المخطوطة الأصلية أو إلى نسخة أوضح من خرائط الإدريسي وابن سعيد التي سيأتي الكلام عنها لاحقًا بإذن الله.
وأغتنم الفرصة لأشكر راعي الوراق الأستاذ محمد السويدي والقائمين على الموقع، وقد كان لخدمة البحث في نصوص الكتب دور كبير في بحثي هذا، والشكر والامتنان موصولان لأستاذي زهير على ما يتحفنا به من مواضيع قيمة، بارك الله فيه وفي جهده ونفعنا بعلمه وبأساتذتنا الأفاضل جميعًا.
وكملاحظةٍ أخيرة؛ انتبهت إلى أن تعليقات بعض الأساتذة لا يظهر منها إلا العنوان، والمشكل يحصل معي أيضا عندما أنشر تعليقاتي باستعمال المتصفحات قوقل كروم (Google Chrome) وفاير فوكس (Firefox)، وأتفادى هذا المشكل باستخدام متصفح إنترنت إكسبلورر (Internet Explorer) لنشرها.
ولا أطيل عليكم كثيرا لندخل في صلب الموضوع.
 
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
مقالة الأستاذ زهير (1)    كن أول من يقيّم
 
 
بريطانيا وإنكلترة في كتب التراث العربي
 
بريطانيا كما كان متداولا في التاريخ العربي غير إنكلترة، وكانت عاصمتها برستول، وأما إنكلترة فعاصمتها "لندن" وقد وصفهما ابن سعيد (610 – 685هـ) في كتابه (الجغرافيا) وذكر أن الحرب بينهما تقع للسيطرة على ويلز التي يسميها (بلله) وهو يسمي لندن (لندرس) أي لندرة ومن أسمائها أيضا لندنبورغ، ولندنيوم. قال: (الجزء الثاني من المعمور خلف الأقاليم: أول ما يلقاك منه جزيرة بلله وهي صغيرة معمورة تقع الحرب عليها بين صاحب انكلترة وبريطانية، لأنها بين الحدين) وأما اسكتلندة فقد سماها باسم جبالها "جرمونية" واما "إيرلندة" فهو يسميها باسمها (إيرلندة) ويقول عن أهلها أنهم كانوا مجوسا قبل دخولهم في النصرانية، وللإدريسي أيضا كلام طويل في وصف إنكلترة واهم مدنها، وهو يسميها (إنقلطارة) و(انقلطرة) ويسمي لندن (لوندرس) ويسمي التيمز (رطانزة) ويسمي اسكتلندة "اسقوسية" وإيرلندة "إرلاندة"
وذكر القزويني (ت 682هـ) إيرلندة في كتابه (آثار البلاد) قال:
(ايرلاندة: جزيرة في شمالي الإقليم السادس وغربيه؛ قال العذري: ليس للمجوس قاعدة إلا هذه الجزيرة في جميع الدنيا، ودورها ألف ميل، وأهلها على رسم المجوس وزيهم، يلبسون برانس قيمة الواحد منها مائة دينار. وأما أشرافهم فيلبسون برانس مكللة باللآليء. وحكي أن في سواحلها يصيدون فراخ الأبلينة، وهو نون عظيم جداً، يصيدون أجراءها يأتدمون بها...إلخ)
وقال النويري في نهاية الأرب: ( وجزيرة أنقلطرة. فيها مدائن عامرة، وحبال شاهقة،وأودية، وأرض سهلة، والشتاء بها دائم، وبين هذه الجزيرة والبر مجاز سعته اثنا عشر ميلا)
وقال يوحنا أبكاريوس (ت 1889م) في أواخر القرن التاسع عشر في كتابه (قطف الزهور في تاريخ الدهور):
(أن المملكة الإنكليزية كائنة على جزيرتين منفصلتين فالأولى تدعى جزيرة بريتانيا الكبرى وتشتمل على إنكلترا وويلس واسكوتسيا المعروفة باسكتلندا. والثانية جزيرة أيرلندا ولذلك يسمي الإنكليز مملكتهم مملكة بريتانيا الكبرى وأيرلندا ... ومع أن هاتين الجزيرتين لا تعدان من البلاد المتسعة وبقعتهما تعتبر من الرتبة السابعة من ولايات أوروبا بالنظر إلى المساحة فأهاليها ليسوا بأقل من 32 مليونا ويتبعها أيضاً تملكات خارجية كثيرة في القارات الأربع بحيث أن ملكة بريتانيا تحكم على أكثر من 200 مليون تقريبا من الشعوب كما يظهر من الجدول الآتي... وقصبة بريتانيا الكبرى مدينة لندن وهي أعظم مدن العالم وعدد سكانها مع ضواحيها ينوف عن ثلاثة ملايين نسمة وأسواقها نحو عشرة آلاف سوق ... آما اسكتلندا فهي مقسومة إلى قسمين. أعلى وأسفل فالقسم الأعلى يشتمل على جبال عالية باردة وبعض سكانها يتكلمون الغاليكي الذي يعسر فهمه. أما القسم الأسفل فهو لجهة الجنوب يعادل إنكلترا في الجودة وأهله يعتنون جدافي العلوم ويرغبون في إشاعة المعرفة ... واشهر مدنها ادنبرج وفيها طبية لا نظير لها في كل بلاد الإنكليز. وكلاسكو وهي شهيرة في معاملها وأقمشتها. أما جزيرة أيرلندا فيفصلها عن جزيرة بريتانيا الكبرى خليج مار جرجس وبحر أيرلندا وهي جيدة التربة وهواؤها رطب معتدل وأهاليها فقراء بسبب عدم التفات الحكومة. فكثير منهم يهاجرون بلادهم ويستوطنون في أميركا. ولكن المأمول بأنه بواسطة التغيرات الجديدة التي أحدثتها الحكومة ستتحسن أحوال هؤلاء لشعوب الذين أكثرهم باباويون. ومن اشهر مدن هذه الجزيرة دوبلين وبلفاست. وكانت هذه الجزيرة مستقلة قديما لم يتغلب عليها الإنكليز إلا سنة 1172 مسيحية ولم تصر جزءا من المملكة إلا سنة 1801 حين قبلت في المعاهدة مع القسمين الآخرين).
وفيما يلي كلام ابن سعيد كاملا قال:
المعمور في شمالي الأقاليم السبعة، والعرض عند آخره من أول العمارة في الجنوب، ثمانون درجة، ومن خط الاستواء أربع وستون درجة، ووسعه ست عشرة درجة، ولا يمكن العمارة بعده في الشمال، لأن الشمس لا تطلع على تلك الجهة.
الجزء الأول من المعمور خلف الأقاليم:
أول ما يلقاك منه في البحر المحيط، بالمغرب، جزيرة بريطانية. وأولها من جهة الجنوب والمغرب، حيث الطول تسع درجات، من سمت الجزائر الخالدات، والعرض مع آخر الإقليم السابع، ثم يدخل البحر فيها نحو درجة وثلث، ثم يرجع إلى خط الإقليم السابع. ويقال لهذا البحر، الخارج من البحر المحيط، بحر بريطانية. وهو مكتنف لهذه الجزيرة من جنوبيها، والبحر المحيط من سائر جوانبها، وبقي لها مدخل إلى بلاد الأندلس من الجهة الشرقية الجنوبية في آخر هذا الجزء. ومسافة هذه الجزيرة في الطول، ثمانية عشر يوماً من الجانب الجنوبي، واتساعها نحو أحد عشر يوماً في الوسط، ولا مياه فيها، إلا من المطر، ولها ملك منفرد قاعدته مدينة بريستل = بريستول = حيث الطول ثلاث عشرة درجة، والعرض تسع وأربعون درجة واثنتان وأربعون دقيقة.
الجزء الثاني من المعمور خلف الأقاليم: أول ما يلقاك منه جزيرة بلله وهي صغيرة معمورة تقع الحرب عليها بين صاحب انكلترة وبريطانية، لأنها بين الحدين، وطولها من شمال إلى جنوب، بانحراف إلى المشرق، نحو مائة ميل. ويقال إن فيها شجراً تخرج منه طيور كالدجاج، وهذا مستفيض عند الفرنج، كاستفاضة الخرفان التي تخرج من القرع عند الترك.
وفي شرقي هذه الجزيرة، جزيرة انكلترة، وصاحبها الانكتار المذكور في تاريخ صلاح الدين في حروب عكا، وقاعدته مدينة "لندرس"، حيث الطول اثنتان وعشرون درجة وعشرون دقيقة، والعرض ثمان وأربعون درجة وخمس عشرة دقيقة. وبعض الجزيرة داخل في الإقليم السابع، وفيها مدن كبيرة وعمائر معجمة خاملة الذكر عندنا. وطول هذه الجزيرة من الجنوب إلى الشمال، بانحراف إلى المغرب والمشرق، نحو أربعمائة وثلاثين ميلاً، واتساعها في الوسط نحو مائتي ميل. وفي هذه الجزيرة الذهب والفضة والنحاس والقصدير، وليس فيها كروم لشدة الجمد، فأهلها يحملون جواهر هذه المعادن في البحر، ويدخلون بها فرنسا، ويتعوضون بذلك بالخمر.
وصاحب فرنسا إنما كثرة الذهب والفضة عنده من ذلك. وعندهم يصنع الاسكرلاط العالي. وفي هذه الجزيرة غنم لها صوف ناعم كالحرير فيجعلون عليها جلالاً يقيها من الأمطار والغبار. ومع غناء الانكتار ووسع مملكته، فإنه يقر بالسلطنة للفرنسيس، وإذا كان مجتمع حفل، خدمه بان يحط قدامه زبدية طعام، وهي عادة متوارثة.
وفي شمالي انكلترة وبعض شمالي بريطانية، جزيرة إيرلندة، وهي داخلة في الجزء الأول وفي الثاني. ومسافة طولها نحو اثني عشر يوماً، وعرضها في الوسط نحو أربعة أيام، وهي مشهورة بكثرة الفتن، وكان أهلها مجوساً، ثم تنصروا اتباعاً لجيرانهم. ويجلب منها أيضاً النحاس والقصدير الكثير. وفي الشمال من هذا الجزء الثاني جزيرة جرمونيه =وهي اسكتلندة اليوم= طولها اثنا عشر يوماً، وعرضها في الوسط نحو أربعة أيام، ومنها تجلب السناقر الجياد. وفي غربيها جزيرة السناقر البيض. طولها من غرب إلى شرق نحو سبعة أيام، وعرضها نحو أربعة أيام.
ومنها ومن الجزائر الصغار الشمالية، تجلب السناقر التي تحمل من هنالك إلى سلطان مصر. ورسم الخارج منها في خزانته ألف دينار، وإن أتوا به ميتاً دفع لهم خمسمائة دينار. وعندهم الدب الأبيض يدخل البحر ويصيد السمك ويخطف ما فضل أو ما غفلت عنه هذه السناقر، ومن ذلك عيشها، إذ لا تطير هناك من شدة الجمد. وجلود هذه الدببة ناعمة.
وأقدم ذكر لبريطانية في كتب العرب ما حكاه البتاني (ت 317 هـ 929م) في كتابه "الزيج الصابي" وهو قوله:
(ثم نظروا في العرض فوجدوا العمران من موضع خط الاستواء إلى ناحية الشمال ينتهي إلى جزيرة ثولي التي في بريطانية حيث يكون طول النهار الأطول عشرين ساعة) وقوله في مكان آخر من الكتاب : (فأما بحر أوقيانوس الغربي الذي يدعى المحيط فإنه لا يعرف منه إلا ناحية المغرب والشمال من أقصى أرض الحبش إلى بريطانية وهو بحر لا تجري فيه السفن)
وقال ابن خلدون في التاريخ أثناء كلامه عن الإقليم السادس: (
فالجزء الأول منه غمر البحر أكثر من نصفه واستدار شرقاً مع الناحية الشمالية، ثم ذهب مع الناحية الشرقية إلى الجنوب وانتهى قريباً من الناحية الجنوبية، فانكشفت قطعة من هذه الأرض في هذا الجزء داخلة بين الطرفين، وفي الزاوية الجنوبية الشرقية من البحر المحيط كالجون فيه، وينفسح طولاً وعرضاً، وهي كلها أرض بريطانية ... والجزء الثاني من هذا الإقليم دخل البحر المحيط من غربه وشماله، فمن غربه قطعة مستطيلة أكبر من نصفه الشمالي من شرق أرض بريطانية في الجزء الأول، واتصلت بها القطعة الأخرى في الشمال من غربه إلى شرقه، وانفسحت في النصف الغربي منه بعض الشيء وفيه هنالك قطعة من جزيرة إنكلترة، وهي جزيرة عظيمة متسعة مشتملة على مدن وبها ملك ضخم وبقيتها في الإقليم السابع).
 
*لمياء
22 - سبتمبر - 2014
مقالة الأستاذ زهير (2)    كن أول من يقيّم
 
 
وذكر القلقشندي إنكلترة وعرف بها أثناء حديثه عن جزائر بحر الروم (البحر البيض المتوسط) اليوم قال:
(العاشرة - جزيرة أنكلطرة بألف ونون ساكنة وكاف مفتوحة ولام مفتوحة وطاء مهملة ساكنة وراء مهملة مفتوحة وهاء في الآخر. قال ابن سعيد: ويقال أنكلترة بإبدال الطاء تاء مثناةً من فوق. قال: وطول هذه الجزيرة من الجنوب إلى الشمال بانحرافٍ قليل أربعمائة وثلاثون ميلاً، واتساعها في الوسط نحو مائتي ميل، وفيها معدن الذهب والفضة والنحاس والقصدير وليس فيها كرومٌ لشدة البرد بها، وأهلها يحملون الذهب إلى بلاد الفرنج، ويعتاضون عنه الخمر لعدمه عندهم.
وقاعدتها مدينة لندرس بلام ونون ودال وراء وسين مهملات. وصاحب هذه الجزيرة يسمى الأنكتار بنون وكاف وتاء مثناة فوقية وألف وراء مهملة في الآخر. وهو الذي عقد الهدنة بينه وبين الملك العادل أبي بكر بن أيوب في سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، والملك العادل على عسقلان. وكان من أمره أنه لم يحلف على الهدنة بل أخذت يده وعاهدوه، واحتج بأن الملوك لا يحلفون، وكانت الهدنة بينهما ثلاث سنين وثلاثة أشهر، أولها كانون الأول الموافق الحادي عشري شعبان من السنة المذكورة.
الحادية عشرة - جزيرة السناقر. (لعلها آيسلاندا اليوم) جمع سنقر وهو الجارح المعروف ذكره في الكلام على ما يحتاج الكاتب إلى وصفه في المقالة الأولى. وهي جزيرةٌ على القرب من جزيرة أنكلترة المقدمة الذكر. قال ابن سعيد: وامتدادها في الطول شرقاً بغربٍ سبعة أيام، ووفي العرض أربعة أيام. قال في تقويم البلدان: ومنها من الجزائر التي شماليها تجلب السناقر التي هي أشراف أنواع الجوارح. (اهـ)
 
تعريف الإدريسي (ت 560هـ) لإنكلترة وما جاورها في كتابه (اختراق الأفاق) وهو يسميها (إنقلطارة) قال في التعريف بالجزء الثاني من الإقليم السابع:
(إن في هذا الجزء الثاني من الإقليم السابع مضمناً قطعة من البحر المظلم فيها جزيرة إنقلطارة وهي جزيرة كبيرة تشبه رأس النعامة.وبها مدائن عامرة وجبال شاهقة وأودية جارية وأرض سهلة.
وفيها خصب زائد ولأهلها جلادة وعزم وحزم والشتاء بها دائم.
وأقرب بر إليها وادي شنت من أرض إفلاندرش
وبين هذه الجزيرة والبر الكبير مجاز سعته اثنا عشر ميلاً.
فمن مدنها التي في أقصى المغرب من هذه الجزيرة وعلى طرف من أضيق مكان فيها مدينة سهستار وبينها وبين البحر اثنا عشر ميلاً وهي مدينة حسنة عامرة على نهر كبير يأتيها من جهة الشمال فيصب في البحر بشرقيها ومن هذه المدينة إلى مدينة غرهم على الساحل ستون ميلاً وكذلك من مدينة سهستار إلى الطرف الغربي من الجزيرة ثلاث مائة ميل وثمانون ميلاً.
ومنها أيضاً إلى مرسى درته موده ثمانون ميلاً ثم إلى طرف الجزيرة المسمى قرنوالية ثلاث مائة ميل وهذا الطرف الرفيق منها شبيه بمنقار طائر.
ومن مدينة سهستار أيضاً إلى مدينة سلابرس في البر من جهة الشمال ستون ميلاً وهي مدينة جليلة على شرقي النهر الذي يصب في مدينة سهستار. ومن مدينة غرهم أيضاً إلى طرف هنتونة وهو قرطيل يدخل في البحر خمسة وعشرون ميلاً وعلى طرفه من ناحية المشرق مدينة هنتونة وهي مدينة عامرة ويصب بها من ناحية شرقيها نهر عونسترة. وعونسترة مدينة برية وبين هنتونة وعونسترة ثمانون ميلاً ومن عونسترة إلى سلابرس أربعون ميلاً في جهة الغرب ونهر عونسترة يخرج من جبل معترض في وسط الجزيرة.
ومن هنتونة إلى مدينة شرهام ستون ميلاً وهي على نحر البحر وهي مدينة جليلة متحضرة فيها إنشاء وعمارة.
ومنها مع الساحل إلى مدينة هستينكش خمسون ميلاً وهي مدينة مقدرة الكبر كثيرة البشر عامرة جليلة ذات أسواق وفعلة وتجار مياسير.
ومنها مع الساحل شرقاً إلى مدينة دبرس سبعون ميلاً وهي أيضاً مدينة كبيرة وهي على رأس المجاز الذي يجاز منها إلى البر المتصل بالأرض الكبيرة.
ومن مدينة دبرس إلى مدينة لوندرس في البر أربعون ميلاً وهي على نهر كبير يصب في البحر بين مدينة دبرس وبين مدينة جرنموده. ومدينة جرنموده مدينة حسنة على ضفة البحر. فمن مدينة دبرس إلى موقع نهر
لوندرس في البحر عشرون ميلاً ومن موقع هذا النهر إلى مدينة جرنموده المذكورة أربعون ميلاً فذلك من مدينة دبرس إلى جرنموده على البحر ستون ميلاً.
ونهر لوندرس اسمه رطانزة وهذا النهر كثير الجري حسير الماء وجريه من وسط الجزيرة فيصل إلى مدينة غركة فرت على مقدار خمسين ميلاً ويجتاز بجنوب مدينة غركة فرت فيمر منها إلى مدينة
لوندرس المذكورة أربعين ميلاً ثم يمر من لوندرس فيصب في البحر كما ذكرناه.
ومن مدينة جرنموده إلى مدينة نرغيق تسعون ميلاً
ومدينة نرغيق مرتفعة عن البحر مقدار عشرة أميال.
ومن مدينة نرغيق إلى مدينة أغريمس على البحر ثمانون ميلاً فذلك من مدينة جرنموده إلى أغريمس على البحر مائة ميل وخمسون ميلاً ومن مدينة جرتموده المذكورة ينعطف البحر آخذاً في جهة الشمال على استدارة ومن مدينة أغريمس المذكورة إلى مدينة أفرويك ثمانون ميلاً وهي على بعد البحر المظلم وعلى طرف جزيرة سقوسية المتصلة بجزيرة إنقلطارة وهي جزيرة ذات طول آخذة في شمال الجزيرة الكبيرة وليس بها عمارة ولا مدينة ولا قرية وطولها مائة وخمسون ميلاً. ومن مدينة إفرويك إلى موقع نهر بشكه مائة وأربعون ميلاً وبشكه حصن على هذا النهر مرتفع عن البحر اثنا عشر ميلاً.
ومن مدينة أغريمس المذكورة قبل إلى مدينة نقولس في البر مائة ميل والنهر يشق وسطها وينصب منها إلى مدينة أغريمس فيصب بجنوبها في البحر كا ذكرناه.
ومن نقولس البرية إلى مدينة إفرويك أيضاً تسعون ميلاً ثم إلى مدينة دونالمه ثمانون ميلاً شمالاً على بعد من البحر.
ومن طرف جزيرة سقوسية الخالية إلى طرف جزيرة إرلاندة مجريان في جهة الغرب.
وجزيرة إرلاندة كبيرة جداً بين طرفها الأعلى وبرطانية ثلاثة مجار ونصف وحكى صاحب كتاب العجائب أن بها ثلاث مدائن وبها قوم يسكنونها وكانت المراكب تجتاز بها وتحط عليها وتشتري منها العنبر والحجارة الملونة فوقعت بين أهلها شرور وطلب بعضهم أن يملك عليهم وحاربهم بأهله فحاربوه فوقعت العداوة لذلك بينهم فتفانوا وانتقل بعضهم إلى عدوة البحر من الأرض الكبيرة فخربت مدائنهم ولم يبق أحد منم.
ومن طرف جزيرة إنقلطرة إلى جزيرة دنس مجرى.
ومن طرف إسقوسية في جهة الشمال إلى جزيرة رسلاندة ثلثا مجرى وبين
طرف جزيرة رسلاندة وطرف جزيرة إرلاندة الكبيرة مجرى وكذلك من طرف جزيرة رسلاندة في جهة الشرق إلى جزيرة نرباغة اثنا عشر ميلاً وطول جزيرة رسلاندة أربع مائة ميل وعرضها مائة وخمسون ميلاً وسنذكر هذه الجزائر فيما بعد بعون الله تعالى وحسن توفيقه. نجز الجزء الثاني من الإقليم السابع والحمد لله ويتلوه الجزء الثالث منه إن شاء الله.
*لمياء
22 - سبتمبر - 2014
رسالتي إلى الأستاذ زهير بتاريخ 21 سبتمبر 2014    كن أول من يقيّم
 
 
تحيةً طيبة وبعد:
قرأت الأسبوع الفائت مقالكم (بريطانيا وإنكلترة في كتب التراث العربي)، وخطر على بالي أن أبحث في الموضوع، وقد تشعب البحث وصار من المستحيل أن أفصِّل جوانبه في رسالتي هذه، ففضلت أن أرسله إليكم في ملف مرفق بها، وأن أكتب لكم هنا ملخصًا لبعض الخطوط العريضة.
خلاصة ما توصلت إليه، هو :
- أن (بريطانية) التي يذكرها ابن سعيد في كتابه الجغرافيا هي (برطانية) كما يسميها الإدريسي، وهي بريطانيا المقاطعة الفرنسية المعروفة اليوم (Bretagne
فأما الإدريسي فيذكر مدنها بتسمياتها كما هي اليوم، وقد بينتُ هذا في الملف، وغمرني السرور وأنا أرفق كل مدينة باسمها الحالي كما لو حققت نصرا عظيما.
وأما ابن سعيد فيقول:
× (ثم يدخل البحر فيها نحو درجة وثلث، ثم يرجع إلى خط الإقليم السابع. ويقال لهذا البحر، الخارج من البحر المحيط، بحر بريطانية.) وهو بدخوله يشكل قناة المانش (القناة الإنجليزية) وكل هذا ضمن ما يسمى بحر بريطانيا الذي سماه القلقشندي بحر برديل، وكل هذا جزء من البحر المحيط وهو بحر الظلمات أي المحيط الأطلسي في يومنا هذا، وتفصيل كل هذا في الملف.
× (وبقي لها مدخل إلى بلاد الأندلس من الجهة الشرقية الجنوبية في آخر هذا الجزء.) أي أنها متصلة بالقارة في جهة الجنوب الشرقي، وهذا ما يسمى في الاصطلاح الجغرافي (شبه جزيرة) أي أنها تبقى متصلة بالقارة بجزء صغير، وكل هذا ينطبق على الإقليم الفرنسي.
× (ولها ملك منفرد قاعدته مدينة بريستل) لا يمكن أن يقصد بريستول الإنجليزية، وربما كان المقصود مدينة بريست (Brest)، وهو ثاني أكبر ميناء عسكري في فرنسا بعد تولون، ويقع في الساحل الغربي لبريطانيا (الفرنسية)، وفيه قلعة بريست الحصينة، وإن كان في الحديث عن عاصمة بريطانية (الفرنسية) تفصيل خلاصته ألا عاصمة ثابتة لها.
 
- (بلله) لا يمكن أن تكون (ويلز)
× يقول ابن سعيد (أول ما يلقاك منه جزيرة بلله وهي صغيرة معمورة تقع الحرب عليها بين صاحب انكلترة وبريطانية، لأنها بين الحدين)  و(ويلز) ليست بأي حال من الأحوال بين حدي بريطانيا وانجلترا، ولم يقع بينهما حرب عليها، وإنما الحرب بين النورمند بعد غزوهم إنجلترا مع سكان ويلز الكلتيين (السلتيين) في عملية توسعية لانجلترا النورمندية.
 
- ربما كانت (بلله) هذه شبه جزيرة كوتنتان (Cotentin) الفرنسية، وتنتمي إلى مقاطعة نورمندا التي حملت اسمها { Pagus Constantiensis (pays de Coutances)} وتقع فعلا بين حدي بريطانية وانجلترا. وربما ألحق بها الجزر الأنجلونورمندية التي تجاورها غربا وأكبرها جزيرة جيرزي (Jersey.)، وقد كانت محل صراع بين النورمندين والانجليز، وهي اليوم جزر مستقلة تابعة للتاج البريطاني (الإنجليزي).
 
- و من اللطائف أن (صاحبها الانكتار المذكور في تاريخ صلاح الدين في حروب عكا) الذي ذكره ابن سعيد أي ريتشارد الأول (قلب الأسد) ملك إنجلترا، هو الأخ الأكبر لــ جيوفري الثاني دوق بريطانيا (الفرنسية) لزواجه من وريثة الحكم كونستنس (Constance de Bretagne).
- ويقول ابن سعيد (ومع غناء الانكتار ووسع مملكته، فإنه يقر بالسلطنة للفرنسيس)  وهذا الوصف صحيح للعلاقة بين ملك انجلترا وملك فرنسا، فما يسمى بالإمبراطورية الأنجوية التي حكمها البلانتاجانت الأنجويون وضمت مناطق فرنسية إلى التاج الإنجليزي ومع اتساعها (ما يملكونه من أراضي يفوق ما يملكه ملك فرنسا) إلا أنها ضلت أهم تابع لمملكة فرنسا.
وقد ضمت هذه الإمبراطورية في زمن ما نورمندا وأنجو، وبهذا صارت على حدود دوقية بريطانيا (الفرنسية) من جهة سنت مجيال.
 
وبينما كنت أقوم بالبحث في نصوص الكتب عن ذكر (برطانية) بهذا اللفظ بعد أن وجدتها عند الإدريسي، انتبهت إلى وجود مدينة أندلسية تحمل هذه التسمية، وأوصلني البحث إلى كتاب الدرر السندسية لشكيب أرسلان، ووجدت أنه سبقني إلى ذكرها وذكر اختلافها عن (برطانية) شمال فرنسا، والحقيقة أني أحسست أن كل ما كنت أقوم به هو (إعادة اختراع العجلة)، وتمنيت أن يكون في بحثي هذا إضافة وأن تكون منه فائدة ترجى.
وفي الختام أشير إلى أصل التسميتين  (بريطانية) و(انجلترا) باختصار، وكلاهما مأخوذتان من اسم شعبين، والقضية هي أن بريطانيا هي التسمية اللاتينية لإنجلترا في العهد الروماني، نسبة إلى الشعب البريطاني وهو شعب كلتي (سلتي) كان يسكنها، وبسقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية، وبداية العصور الوسطى هاجر هذا الشعب إلى أرموريكا شمال فرنسا والتي أخذت تدريجيا اسمه إلى أن قامت فيها مملكة بريطانيا، وللتفرقة بينها وبين إنجلترا، سميت إنجلترا ببريطانيا الكبرى أو الجزيرة (جزيرة بريطانيا)، وسميت الفرنسية بريطانيا (من غير صفة) أو بريطانيا القارية، أو بريطانيا الصغرى.
في نفس الوقت، بسقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية، صارت الشعوب البريطانية في إنجلترا من غير حماية وغزاها شعب الأنجل (الانجليز) وهو شعب جرماني وأقام ممالك فيها، فسميت بريطانيا الكبرى نسبة إلى هذا الشعب الجديد إنجلترا.
 
والفترة التي كتب فيها ابن سعيد المغربي (610 - 685 هـ = 1214 - 1286 م)  كتابه الجغرافيا، وافقت قيام المملكة الإنجليزية النورمندية وهي مملكة بلانتاجانت وأول ملوكها هنري الثاني هو والد ريتشارد قلب الأسد. وفي فترة حياة ابن سعيد كان الملك هو هنري الثالث ومن بعده إدوارد الأول. ويقابله قيام دوقية بريطانيا (الفرنسية) وكان الدوق فيها بيار الأول ومن بعده جين الأول.
وقد حاولت قراءة ما كُتب على خريطة ابن سعيد (التي وجدتها على الشبكة) ولم أتمكن من قراءة أسماء الجزر المجاورة للجزيرة التي كتب عليها (مجوس)، وإن كانت هذه هي إيرلندة فقد وضعت تخمينا لبقية الجزر، ولعلكم تستطيعون اكتشاف ما كتب، أبعث إليكم الخريطة وخريطة الإدريسي مع الإشارة إلى أن الشمال فيها إلى الأسفل وانجلترا في الزاوية السفلى اليمنى (رأس النعامة).
أما المصادر التي اعتمدت عليها في بحثي فأغلبها باللغة الفرنسية –لأني لم أجد هذه المعلومات باللغة العربية على الشبكة- وقد ذكرتها في الملف بالتفصيل، وقد ترجمت منها كما ترون في الملف وأشرت إلى روابطها، وهي باختصار مقالات وخرائط موسوعة ويكيبيديا، وكتب منشورة في الوراق والمكتبة الشاملة وكتب وخرائط قوقل، وخرائط أخرى وكتب ومقالات متفرقة على الشبكة.
أتمنى أن ينال بحثي الصغير إعجابكم، وأترككم في رعاية الله.
 
*لمياء
22 - سبتمبر - 2014
1/ برطانية عند الإدريسي    كن أول من يقيّم
 
 
برطانية عند الإدريسي (493 - 560 هـ = 1100 - 1165 م)  (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق)
 
{ إن هذا الجزء الأول من الإقليم السادس تضمن في حصته أرض برطانية بأسرها وبعض أرض صايص وبلاد بيطو والذي وقع فيه من أسماء البلاد البرطانية منها نانطس ) Nantes) ورينش (Rennes) وشنت مجيال (Saint-Michel) ودول ودنام (Dinan) وشنت مهلو (Saint-Malo) وشنت مثاو(Saint-Mathieu) ولنيونش وكرنتين وكنبلرين (Quimperlé) وفينش (Vannes) وردون (Redon) وباتس (Île de Batz) ....... ونانطس (Nantes) مدينة على نحر البحر في قعر جون خارج من البحر وهي أول بلاد برطانية ونانطس مدينة كبيرة عامرة آهلة ذات حروث وأسفار ومراكب وداخل وخارج وهي مدينة حصينة رائقة ومنها يتجون البحر إلى جهة الشمال. ومن نانطس إلى مدينة شنت مجيال (Saint-Michel)  التي هي آخر بلاد برطانية مائة ميل وعشرة أميال في البر ومن مدينة نانطس إلى مدينة شنت مجيال في البحر ثماني مائة ميل وثلاثون ميلاً وذلك أن البحر يتجون هناك كثيراً ويتقعر وينضم من أعلى أرض برطانية حتى يعود البر كالكيس فمه ضيق ووسطه واسع. فمن أخذ من نانطس إلى مدينة شنت مجيال على البر صار إلى مدينة رينش (Rennes) ثمانين ميلاً ورينش مدينة كبيرة أقطارها عامرة وخيراتها وافرة ولها سور حصين وبها أسواق نافقة وصناعات دائمة قائمة. ومن مدينة رينش في البر إلى شنت مجيال أربعون ميلاً وشنت مجيال مدينة متحضرة على البحر الملح وهي حسنة القطر وافرة العمارة كثيرة الخيرات متصلة الحراثات. ومن أراد السفر في البحر سار من مدينة نانطس إلى مدينة باتس خمسين ميلاً مع تقعير الجون وباتس مدينة جليلة عامرة بهانشاء وإقلاع وحط وبها أسواق كثيرة وبيع وشراء. ومن مدينة باتس إلى ردون وهي على طرف الجون ستون ميلاً وردون مدينة متحضرة صغيرة القطر خصبة رفيهة المعايش حسنة المباني عامرة بالناس. ومنها إلى مدينة فينش وتروى بينش وهي على طرف داخل في البحر خمسون ميلاً وموضعها مطل على البحر وهي في ذاتها حسنة بهية كثيرة العامر وبها إنشاء وسفر. ومنها إلى مدينة كنبلرين وهي في وسط جون مائة ميل وعشرون ميلاً ومدينة كنبلرين مدينة صغيرة عامرة لها أسواق وبيع وشراء وصناعات كثيرة. ومن مدينة كنبلرين إلى مدينة شنت كرنتين خمسون ميلاً وهي على طرف داخل في البحر وهي كثيرة العامر جامعة للصادر والوارد وبها معايش ومتصرفات وبيع وشراء. ومنها إلى مدينة لنيونش مائة ميل وخمسة وعشرون ميلاً وهي مدينة حسنة متحضرة ذات ديار حسنة وأرزاق ممكنة ومعايش كثيرة وخير عام. ومنها إلى مدينة شنت مثاو مائة وخمسون ميلاً وهي مدينة متوسطة في قرطيل خارج في البحر وهناك يتصل بقعر أرض برطانية و بها إرساء وإقلاع وحط وأهلها مياسير وتجاراتها كثيرة. ومن مدينة شنت مثاو إلى مدينة شنت مهلو على البحر مائة ميل وهي مدينة كثيرة الخيرات وافرة العمارات بها تجار مياسير وصناعات قائمة نافقة ولها زراعات وعمارات متصلة. ومنها إلى مدينة دنام خمسون ميلاً ودنام مدينة متحضرة لها سور حجارة وبها أسواق وعمارات وافرة وإرساء وإقلاع وسفر دائم إلى جميع الجهات. ومن دنام إلى مدينة دون خمسون ميلاً وهي مدينة جليلة في وسط جون وبها أسواق عامرة وأحوال صالحة ومتاجر نافقة وخيرات دائرة وحبوب كثيرة وشربهم من الآبار ولهم عيون مياه وكروم وغراسات. ومن مدينة دول إلى مدينة شنت مجيال خمسون ميلاً ومدينة شنت مجيال مشهورة متحضرة متوسطة المقدار لها كروم وأشجار وبها كنيسة مقصودة ولها أموال وأحباس كثيرة. ومن مدينة شنت مجيال في البر جنوباً إلى مدينة صايس تسعون ميلاً وهي من أرض إفرنسية وهي مدينة كبيرة عامرة}
 
{وجزيرة إرلاندة كبيرة جداً بين طرفها الأعلى وبرطانية ثلاثة مجار ونصف}
 
{ وأيضاً فإن أرض إفلندريش وأرض إفرنسية وأرض برغونية الإفرنجيين وأرض نرمندية وأرض برطانية وأرض ماينة وأرض أنجو وأرض طرونية وأرض بري وأرض البرنية وأرض بيطو وغشكونية وبربنصة كل هذه الثلاث عشرة أرضاً هي تحت طاعة ملك الإفرنج }
 
{ وكذلك من مدينة صايس إلى مدينة جارطرش ثمانون ميلاً بين شرق وجنوب ومن مدينة صايس إلى رينش المتقدم ذكرها في أرض برطانية شمالاً سبعون ميلاً }
 
{ إن المد والجزر الذي رأيناه عياناً في بحر الظلمات وهو البحر المحيط بغربي الأندلس وبلاد برطانيه }
 
وقد أشرتُ إلى بعض المدن على الخريطتين:
 
 
الوثيقة (1)
 
 
الوثيقة (2)
 
*لمياء
23 - سبتمبر - 2014
2/ إنجلترا عند الإدريسي    كن أول من يقيّم
 
إنجلترا عند الإدريسي (نزهة المشتاق)
 
{ ويكتنفهم من جهة المغرب البحر المظلم وتأتيهم منه أنواء وأمطار ... وقليل ما يسلك هذا البحر إلا نادراً والقوم الذي يسلكونه لهم به معرفة وجسر على ركوبه وأيضاً فإنهم يسيرون فيه مساحلة لا يفارقون البر منه وأيام سفرهم فيه أيام قلائل وهي مدة شهر أسطريون وشهر أوسو وأكثر ما يركبه القوم المسمون بالإنكليسيين وأهل جزيرة إنكرطارة وهي جزيرة كبيرة عامرة بها مدن كثيرة وعمارات وحروث وأنهار جارية وسنأتي بذكرها ونستقصي صفاتها في موضعها بحول الله تعالى . }
{الإقليم السابع: إن في هذا الجزء الثاني من الإقليم السابع مضمناً قطعة من البحر المظلم فيها جزيرة إنقلطارة وهي جزيرة كبيرة تشبه رأس النعامة وبها مدائن عامرة وجبال شاهقة وأودية جارية وأرض سهلة وفيها خصب زائد ولأهلها جلادة وعزم وحزم والشتاء بها دائم وأقرب بر إليها وادي شنت من أرض إفلاندرش وبين هذه الجزيرة والبر الكبير مجاز سعته اثنا عشر ميلاً..... ونهر لوندرس اسمه رطانزة وهذا النهر كثير الجري حسير الماء وجريه من وسط الجزيرة فيصل إلى مدينة غركة فرت على مقدار خمسين ميلاً ويجتاز بجنوب مدينة غركة فرت فيمر منها إلى مدينة لوندرس المذكورة أربعين ميلاً ثم يمر من لوندرس فيصب في البحر كما ذكرناه.....}
وكنت أثناء قراءتي لنص الإدريسي أنظر إلى خريطته (وإن كانت بياناتها غير واضحة في الصورة) وتظهر فيها الجبال والأنهار ويمكن تتبعها، وشكل الجزيرة فعلا كرأس النعامة، وأنبه إلى أن الشمال إلى الأسفل، فالجزيرة في الوسط (النعامة) هي إنجلترا وعلى يمين المشاهد أي غربها إيرلاندة وهكذا.
 
*لمياء
23 - سبتمبر - 2014
3/ خريطة الإدريسي    كن أول من يقيّم
 
 
 
والحجم الأصلي للخريطة على الرابط:
وقد أخذته من منتدى جامعة الأزهر:
*لمياء
23 - سبتمبر - 2014
4/ بريطانية المقاطعة الفرنسية ج1    كن أول من يقيّم
 
 
بريطانية المقاطعة الفرنسية(1)
 
بريطانيا هي مقاطعة فرنسية قديمة، لا تزال إلى اليوم تشكل كيانا جغرافيا وثقافيا ذا هوية قوية، متأثرا خاصة بجذوره الكلتية (السلتية) وتاريخه (حيث قامت فيها مملكة ومن ثم دوقية مستقلة قبل الانضمام إلى مملكة فرنسا عام  1532م). وتسمى في بعض الأحيان "بريطانيا التاريخية" أو "بريطانيا الثقافية" لتمييزها عن منطقة بريطانيا الحالية  والتي لا تغطي كامل أراضيها (منطقة اللوار الأطلسي التي كانت تابعة لها هي الآن جزء من منطقة أراضي اللوار(la région des Pays de la Loire)).
وتشغل شبه جزيرة في أقصى غرب فرنسا، يحدها شمالا قناة المانش، وغربا البحر الكلتي وبحر إيرويز ( mer d'Iroise) {المحيط الأطلسي}، وخليج بسكاي جنوبا.
عرفت مع انهيار الإمبراطورية الرومانية في القرن الخامس ميلادي توافد البريطانيين (Bretons insulaires) _المهاجرين من جزيرة بريطانيا الكبرى وبالتحديد الجزيرة التي يحدها شمالا نهرا  كليد (Clyde) و فورث (Forth) وهي سكتلندا حاليا، وهم مجموعة من الشعوب والقبائل الكلتية التي سكت جزيرة بريطانيا الكبرى بما فيه جنوبها في الفترة التي سبقت الفتح الروماني مباشرة (2) _
إلى جزء من أرموريكا الغالية القديمة (l'ancienne Armorique gauloise) –وهو اسم غالي لاتيني أطلق في العصور القديمة الكلاسيكية على المنطقة الساحلية الغالية ابتداءً من بورنك (Pornic) جنوب مصب نهر اللوار إلى غاية (Dieppe).(3)-
 
File:Armorica.png
ويكيبيديا
 
وقد أدى هذا إلى قيام مملكة في القرن التاسع ميلادي، ومن ثم دوقية بريطانيا.
تاريخ التسمية:
كلمة بريطانيا هي كلمة لاتينية (Brittania) نادرا ما تكتب (Britannia)، وتعني بلاد البريطانيين (le pays des Bretons)، وقد استعملت هذه الكلمة في القرن الأول من طرف الرومان للدلالة على جزيرة بريطانيا الكبرى (انجلترا)، وبالتحديد على المقاطعة الرومانية الممتدة فيها من جنوب الجزيرة إلى الأسوار الرومانية؛ سور هادريان (Mur d'Hadrien) ، سور أغريكولا (mur d'Agricola)، سور اونتونين (mur d'Antonin){وهذه الأسوار مبنية على عرض إنجلترا ولا تزال آثارها إلى يومنا الحالي}(4)
ويكيبيديا
 
وهذا اللفظ اللاتيني مشتق من لفظ يوناني{ Πρεττανικη (Prettanike) ou Βρεττανίαι (Brettaniai).} استعمله الرحالة اليوناني بيثياس (Pythéas) ليصف مجموعة الجزر الشمالية التي زارها حوالي سنة ثلاثمئة وعشرين قبل الميلاد (320 ق م) والتي شملت على الأرجح آيسلندا (Islande).
في القرن الأول قبل الميلاد أدخل المؤرخ اليوناني ديودورس الصقلي (Diodore de Sicile ) شكل: { Πρεττανια (Prettania)}، واستخدم سترابو (Strabon) { Βρεττανία (Brettania)} ، وتكلم (Marcien d'Héraclée) في كتابه (رحلة البحر الخارجي) عن الجزر البريطانية {« îles prettaniques » (αἱ Πρεττανικαὶ νῆσοι)}
ولفظ (بريطاني) للدلالة على سكانها {Πρεττανοι, Pritteni ou Prettani} هو على الأرجح لفظ كلتي، وهو ربما المستعمل في اللغة الغالية للدلالة على (سكان الجزر).
وبهجرة هؤلاء السكان إلى أرموريكا (وتعني بالغالية :القريبة من البحر)، تم استبدال اسمها تدريجيا باسمهم (الدال على أصلهم)، إلى أن حل محله تماما نهاية القرن السادس ميلادي وربما حتى نهاية الخامس، وأصبحت هذه الأرض الخاضعة لهم تسمى بريطانيا الصغرى أو بريطانيا.
ولفظ أرموريكا يستعمل غالبا للدلالة على بريطانيا وإن كانت في الأصل أكثر اتساعا منها (أرموريكا أكثر اتساعا)، واستخدم لفظ ثالث للدلالة على بريطانية أيضا إلى غاية القرن الحادي والثاني عشر وهو لتافيا {Letauia (en français « Létavie »)} المشتق من جذر كلتي يعني (واسع ومسطح) وهو باللغة الغالية كلمة (Llydaw) وتدل على بريطانية القارية.
 
(يتبع)
*لمياء
23 - سبتمبر - 2014
4/ بريطانية المقاطعة الفرنسية ج2    كن أول من يقيّم
 
(تابع)
 
 
العاصمة:
لم يكن لبريطانية أبدا عاصمة دائمة. كان الدوقات وحاشيتهم يغيرون مكان إقامتهم باستمرار، بذهابهم للصيد في غابات مختلفة، قليلا ما كانوا يسكنون المناطق الحضرية إلا لدوافع استراتيجية أو سياسية، وكان هذا تقريبا دائما في مدينة شرقية أو جنوبية. وقد كانت أجهزة السلطة طوال تاريخ بريطانية مقسمة على عدة مدن، وكانت السلطتان التنفيذية والقضائية تمارسان من المدن فانس، نانتس و رين (Vannes-Nantes-Rennes) على هوى الحاكم وحسب النظام الإقطاعي.
وكان المجلس التشريعي يعقد في جميع المدن البريطانية تقريبا، بالرغم من العوائق، لأن على الدوق الحصول على موافقة أتباعه على سياسته خاصة المالية.
----
المراجع
(1) مقالة بريطانية http://fr.wikipedia.org/wiki/Bretagne
(2) مقالة الشعب البريطاني http://fr.wikipedia.org/wiki/Bretons_insulaires
(3) مقالة أرموريكا http://fr.wikipedia.org/wiki/Armorique
 
*لمياء
23 - سبتمبر - 2014
5/الدلالات المختلفة لبريطانية    كن أول من يقيّم
 
 
الدلالات المختلفة لبريطانيا(1)
 
بريطانيا (Bretagne) هي منطقة؛ شبه جزيرة غرب فرنسا وإقليم روماني قديم. وقد استمدت اسمها من جزيرة بريطانيا الكبرى التي أضيف لها صفة الكبرى لتمييزها عنها (أي عن شبه الجزيرة/ بريطانيا الفرنسية).(1)
 
شبه جزيرة بريطانيا / أرموريكا (Bretagne armoricaine)
·                  هي منطقة تاريخية فرنسية، وتنقسم إلى بريطانيا العليا وبريطانيا السفلى:
- بريطانيا السفلى: وتضم الجزء الغربي من بريتانيا، وتتحدث فيه اللغة التقليدية؛ اللغة البريتانية (Le breton) (2)، وهي لغة كلتية (أو سلتية) جلبت من بريطانيا العظمى بعد هجرة البريطانيين
(les bretons) إلى ارموريكا في القرن الخامس ميلادي بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية، قُدِّر عدد المتحدثين بها بـ (206000) سنة 2007 أي خمسة بالمئة (5 %) من مجموعة السكان، وصُنِّفت عرضة للخطر من طرف اليونيسكو (3). وصفة السفلى لا علاقة لها بالارتفاع حيث أنها أعلى من بريطانيا العليا.
- بريطانيا العليا: وتضم الجزء الشرقي من بريطانيا، وهو الجزء الذي نسي اللغة البريطانية، ويتحدث لغة رومانيّة هي لغة (gallo) (4).
 
·                  مملكة بريطانيا:
 
File:Carte royaume Bretagne.svg
 
 هي كيان عابر في تاريخ بريطانيا، قامت سنة851 مع مطالبات (Erispoë) ومن بعده (Salomon de Bretagne)، قبل أن تدخل في فترة من الاضطرابات الناجمة عن التنازع على السلطة بين قتلة هذا الأخير (Gurwant) و (Pascweten). شقيق (Pascweten) ؛ آلان الأول (Alain Ier)، المدعو الكبير، كان ثالث وآخر من حمل لقب ملك بريطانيا، وبدأت مع وفاته عام 907، على يد  ابنه الأصغر (Alain Barbetorte)؛ كونت بريطانيا، الفترة المعروفة باسم دوقية بريطانيا والتي استمرت إلى غاية ضمها إلى فرنسا عام 1532. (5)
 
 
·                  دوقية بريطانيا:
هي مقاطعة ثم دوقية إقطاعية، قامت من سنة 939 إلى 1547، وقد خضعت على مر القرون لنفوذ دوقية نورماندا، مملكة فرنسا ومملكة انكلترا. وقد حاول الدوقات مرارا الاستقلال. وتغطي أراضيها منطقة أرموريكا القديمة، وتوافق حاليا منطقة بريتانيا (Bretagne) ، إضافة إلى قسم كبير من إقليم لوار الأطلسي (département de la Loire-Atlantique) أين توجد مدينة نانت (Nantes) وريتز (l'ancien pays de Retz).
قامت الدوقية سنة 936، أثناء احتلال قوات القائد (Incon) الفايكينغ لبريتانيا. حرر(Alain Barbetorte) الملقب بالكبير -الابن الأصغر لـ (Alain Ier)- بريطانيا من احتلال النورمند
وأصبح أول دوق بريطاني.
 خلال ما يقارب ثلاثة قرون، من القرن العاشر إلى القرن الثاني عشر، تنافست أكبر المنازل الكونتية نانت (Nantes) رين (Rennes) وكورنواي (Cornouaille) {وهي غير كورنوال (أو قرنوالية الإنجليزية Cornouailles } حول الأراضي البريطانية، وانتهت بامتلاك الدوقية الواحدة تلو الأخرى.
في منتصف القرن الثاني عشر، أصبحت الدوقية قضية جيوستراتيجية لأكبر قوتين أوروبيتين؛ فرنسا وانجلترا. وضعت الأسرة الحاكمة الانجليزية بلانتاجينت (Plantagenets) والأسرة الحاكمة الفرنسية دوقاتها على رأس الدوقية للسيطرة عليها، غير أنهم لم ينفكوا يحاولون باستمرار الاستقلال عنهما، إلى أن نجح الدوق الفرنسي بذلك خلال حرب المئة سنة الممتدة من 1360إلى 1460، مؤكدا قوة دولة بريطانيا المستقلة.
وقد عرفت بريطانيا عدة مصاهرات بين فروع من الأسرة الحاكمة الفرنسية الكابيتية  (Capétiens) ودوقات بريطانيا، وبعد قرابة 60 عاما من الصراع  العسكري والدبلوماسي، نجحت مملكة فرنسا في تحقيق أول تقارب بزواج ثلاثة ملوك فرنسيين متتابعين من دوقات بريطانيا آن (Anne de Bretagne) وابنتها كلود (Claude). وفي عام 1532، أُعلِن اتحاد دوقية بريطانيا ومملكة فرنسا، وتم هذا فعليا عام 1547 بانضمام آخر دوق بريطاني؛ الدوق هنري إلى عرش فرنسا، ومع ذلك، فإن المقاطعة الفرنسية الجديدة احتفظت بقدر كبير من الحكم الذاتي وبامتيازاتها إلى غاية الثورة الفرنسية عام 1789. (6)
 
(يتبع)
*لمياء
23 - سبتمبر - 2014
5/الدلالات المختلفة لبريطانية ج2    كن أول من يقيّم
 
·                  منطقة بريطانيا الإدارية:
هي إحدى المناطق الإثنين والعشرين (22) من فرنسا الميتروبولية، تتكون من بلدية كوت درمور (Côtes-d'Armor)، فنستير (Finistère)، إيل وفيلان (Ille-et-Vilaine) وموربيهان (Morbihan)، محافظتها وأكبر مدنها هي رين (Rennes) (7). يحدها شمالا قناة المانش (القناة الإنجليزية؛ الرابطة بين المحيط الأطلسي وبحر الشمال،  كانت تعرف القناة باسم بريتانيكوس (أي البريطانية)(8)
 
المراجع
 
وقد تأكدت من هذا الكلام كما سيأتي
*لمياء
23 - سبتمبر - 2014
 1  2