البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : عالم الكتب

 موضوع النقاش : تاريخ ابن شيران أو (ابن بشران)    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 زهير 
28 - ديسمبر - 2011
لم أتوصل إلى جواب شاف حول اسم الشهرة الذي اشتهر به هذا المؤرخ الفذ، فقد سماه ياقوت في (معجم الأدباء) ابن بشران وسماه في معجم البلدان (ابن سبران) وسماه الصفدي ابن شيران وترجم له ترجمة موجزة قال:
أبو محمد عبيد الله بن عبد المجيد بن شيران بن إبراهيم بن العباس بن محمد ابن العباس بن محمد بن جعفر. أبو محمد ابن أبي القاسم من أهل خوزستان، كاتب، أديب، عالم، زكي النفس. له تاريخ يدل على غزارة علمه أجاد في جمعه؛ وكان شيعياً. وكان أبوه أبو القاسم من أهل العلم أيضاً
ويتضح جليا  أن الصفدي اطلع على تاريخ ابن شيران ونقل منه تراجم لم ينقلها ياقوت وقد وصلتنا حصرا عن طريق كتابه (الوافي) 
منها ترجمة ابن خاقان أخي الوزير قال:
أحمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان أبو بكر أخو محمد بن عبيد الله الوزير كان أديباً فاضلاً يرشح نفسه للوزارة. أورد أبو محمد ابن شيران في "تاريخه" هذين البيتين وذكر أنهما من قوله:
إن  لـلـعنكبوت بيتاً وما لي برضى  الجود والمكارم iiبيت
كيف  يبني بشطّ دجلة من iiلي س له في السراج بالليل زيت
توفي سنة سبع وثلاث مائة.
ومنها ترجمة ابن شيخ صاحب ثعلب الأسدي قال:
أحمد بن محمد بن عبد الله بن صالح بن شيخ بن عمير أبو الحسن، أحد أصحاب ثعلب. ذكره المرزباني في كتاب المقتبس. وقال ابن شيران في تاريخه: في سنة عشرين وثلاثمائة مات أبو بكر ابن أبي شيخ وكان محدثاً إخبارياً. وله مصنفات. وقال ياقوت: لا أدري أهو هذا أم غيره فإن الزمان واحد وكلاهما إخباري والله أعلم، ولعلّ ابن شيران غلط في جعله ابن أبي شيخ وجعله أبا بكر والله اعلم
.
ومنها ترجمة أبي دلف الخزاعي قال: مات فجأة في جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، وله مصنفات، قال ابن شيران: تزيد على مائة مصنف، وله شعر، ورثاه ابن دُرَيد بقصيدة منها:
ولـولم  تُعَلِّ المكرُمات iiسريره إذا  مـا أقـلته فروع iiالمناكب
يـغـضُّـون عنه وهو iiمُدرَجٌ كغضّهم عن وجهه في الكواكب
وكان أحد القواد وأدخله بدر المعتضدي في ندمائه.
كما أن القفطي (646هـ) وكان يعتبر بمثابة السيد والراعي لياقوت قد اطلع على الكتاب ونقل عنه ترجمة أغفلها ياقوت بالمرة وهي ترجمة أبي بكر الحريري غلام ابن دريد ولكنه في هذا النقل سماه (عبد الله بن شيران الأهوازي) ولكنه كما يظهر نقل ترجمة المفجع البصري عن طريق ياقوت فهو يسمي فيها مؤلف التاريخ (ابن بشران) 
وقد شاءت سخرية القدر أن لا يترجم المرحوم محسن الأمين لابن شيران هذا في أعيان الشيعة بالرغم من مكانته السامية التي احتلها في أوساط المؤرخين ... ؟!. وقد بحثت في (اعيان الشيعة) بمجلداته العشر = وهو منشور على الشبكة بصيغة (وورد) = فلم أر له ذكرا مع أنه نقل عن ياقوت ما نقله ياقوت عن كتاب ابن بشران في ترجمتي المفجع البصري ونفطويه، وغني عن القول أن عدم وجود ترجمة له في (أعيان الشيعة) يعني أن كل مؤرخي الشيعة لم يعرفوه ؟.
وحتى أختصر الطريق على أصدقائي الباحثين فإني ألفت الانتباه إلى وجود طائفة من المحدثين والوعاظ اشتهروا بلقب (ابن بشران) ولا علاقة لهم بكل تأكيد بابن شيران صاحب التاريخ.
وبناء على ذلك فلا وجود لابن شيران هذا في كتب تراجم المحدثين لا في مادة شيران ولا في مادة بشران، وقد جاءا على التوالي كما هو واضح في (توضيح المشتبه) لابن ناصر الدين قال:
(شيران، عدة.
قلت: هو بكسر أوله، ثم مثناة تحت ساكنة، ثم راء مفتوحة، وبعد الألف نون؛ شيران: لقب أبي عمرو سهل بن موسى بن البختري الرامهرمزي، حدث عن محمد بن عبد الأعلى، وعمرو بن علي الفلاس، وطائفة، وعنه الطبراني وغيره. ومحمد بن شيران بن محمد بن عبد الكريم البصري، حدث عن الكديمي وغيره. والحسين بن أحمد الذارع الأهوازي شيران، ذكره أبو بكر الشيرازي في "الألقاب"، توفي سنة ست وثمانين ومائتين.
قال: وبشران.
قلت: بموحدة مكسورة، ثم شين معجمة ساكنة، تليها الراء واللف والنون.
قال: ابن فورك، عن سليمان الشاذكوني.
قلت: فورك لقب والد بشران المذكور، واسمه يحيى.
قال: وعمر ابن بشران الحافظ، عن ابن زيدان البجلي وطبقته، وهو أخو جد عبد الملك ابن بشران.
قلت: هو عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران المذكور، وهو بشران بن محمد بن محمد بن بشر بن مهران.
وأخوه أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، سمعا من أبي بكر الشافعي، ودعلج، وآخرين، توفي أبو القاسم سنة ثلاثين وأربع مائة بعد وفاة أخيه أبي الحسين بخمس عشرة سنة.
قال: ونسيبه الحسن بن محمد بن بشران، عن المحاملي.
قلت: ذكره الخطيب في" تاريخه"، وقال: حدثنا عنه أحمد بن محمد العتيقي، وسألته عنه، فقال: هو قرابة بني بشران، وكان ثقة. انتهى).
وتبين لي أن (أبا القاسم ابن بشران) الذي ذكره ابن الجوزي في ترجمة مكي ابن أبي طالب لا علاقة له بصاحب الترجمة.
أما نقول ابن ماكولا في الإكمال فالأرجح أنها من تاريخ ابن شيران. وذلك في مادة بسر قال:
وبسر بن بجير بن ربيعة بن عبس بن جعدة؛ وهو صبينة وفي كتاب ابن بشران: ضبينة بن غنى، شاعر
وفي مادة خمير قال: (وأما خمير مثل الذي قبله إلا أنه بتشديد الياء وكسرها فهو القحيف ابن خمير بن سليم الندى بن عبد الله بن عوف بن حزن بن معاوية ابن خفاجة ابن عمرو بن عقيل، شاعر مشهور، وقال ابن بشران عن ابن دينار عن الآمدي: خمير - بغير تشديد - والله أعلم بالصواب).

وينبغي أخيرا أن يتحقق من شخصية أبي القاسم ابن شيران الذي ينقل عنه أبو هلال في (جمهرة الأمثال) وهو ينعته بالفقيه: وذلك في المثل (من قل ذل ومن أمر فل) قال حدثنا أبو القاسم بن شيران .. والمثل (بدل أعور) والمثل (جاء يفري ويقد) والمثل (عودي إلى مباركك) والمثل (قدح ابن مقبل)

وسأنشر في تعليقات لاحقة نقول ياقوت عن ابن بشران أو كما سماه في معجم البلدان ابن سبران
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
في معجم البلدان مادة سينيز    كن أول من يقيّم
 
وفي معجم البلدان ينقل ياقوت في مادة سِينيز عن ابن بشران وسماه (ابن سبران) بالسين والباء ويفهم من النص أن سينيز مسقط رأس ابن شيران وبلدة اهله وعشيرته. قال:
سِينيز: بكسر أوله وسكون ثانيه ثم نون مكسورة وياء. أخرى ثم زاي وهي في الإقليم الثالث طولها ست وسبعون درجة ونصف وربع وعرضها ثلاثون درجة ة بلد على ساحل بحر فارس أقرب إلى البصرة من سيراف وتقرب من جنابة رأيتُ به آثاراً قديمة تدلُ على عمارته وهو الآن خراب ليس به إلا قوم صعاليك، قرأتُ في تاريخ أبي محمد عبد الله بن عبد المجيد بن سبران الأهوازي قال: في سنة 321 عبر القرامطة إلى سينيز من سيف البحر وهم زهاءُ ألف رجل في جماعتهم نحو ثلاثين فارساً فأغاروا على أهلي فقتلوهم وخربوها فكان عدد من قُتل بها ألفاً ومائتين وثمانين رجلاً ولم يفلت من الناس إلا اليسير.)
وقد وقفت على ذكر لهذه المجزرة التي ذكرها ابن شيران، قال النويري في أخبار القرامطة بعد عام 319: (وأنفذ أبوطاهر سرية إلى جنابة وسينيز ومهروبان في البحر، فيها وجوه أصحابه في نحو أربعين مركباً، فوافت ساحل سينيز فصعدوا من المراكب، فحملوا على أهلها حملة واحدة فانكشف الناس عنهم، فوضعوا فيهم السيف فما لقوا أحداً إلا قتلوه من رجل وامرأة، فما نجا إلا من لحق بالجبال وسبوا النساء، فترك الناس الديار وخرجوا يريدون الهرب، فنادى أبو بكر الطرازي في الناس: لا يهرب أحد، فإنا نقاتل من ورد إلينا، وضرب بالبوق ووجه
من حبس الناس عن سلوك الطرقات وردهم إلى البلد، وجمع الناس بالمسجد الجامع ورغبهم في الجهاد وأسعفهم بماله، ورغبت المتطوعة في الاجتماع فقويت قلوب الناس، وأنفذ أبو بكر سرية من وقته من خاصة غلمانه في نحو ثلاثمائة رجل في البحر، ووجه سرية أخرى في البر، وأنفذ إلى مهروبان يخبر أنه على لقاء العدو، وسألهم الإنجاد في المراكب لمعاونة أهل جنابة على قتال القرامطة، فساروا والتقى الفريقان في البر والبحر من أهل جنابة وسينيز، ووافت قوارب مهروبان فأشعلوا النيران في القوارب، فأحرقوا بعضها وتخلص منهم نحو عشرين قارباً، وانتشبت الحرب فقتل الله منهم خلقاً كثيراً، وأسر جماعة ولحق بعضهم بالجبال، وورد على أبي بكر الطرازي من أخبره بذلك، فجمع الناس وغدا نحو الجبال، وأرسل فارساً إلى من بسينيز من أصحابه أن يلحقوا به، وأنفذ إلى جنابه ألا يتخلف عنه من فيه حراك، لتكون الوقعة بهم من كل وجه، فوافوا المنهزمين من القرامطة في بعض كهوف الجبال، وذلك في يوم الأربعاء فلما رأوا الناس قد أقبلوا نحوهم كسروا جفون
سيوفهم، وحملوا عليهم فثبتوا لهم، ولم نزل الحرب قائمة بينهم يوم الأربعاء والخميس إلى نصف النهار، ثم نادى أبو بكر الطرازى، من جاء برأس فله خمسون درهماً، فتنادى الناس بالشهادة وجدوا ونشطوا، وقتلوا خلقاً كثيراً وأخذوا جميع من بقي أسرى، وحملوا مشهرين والناس يكثرون حمد الله عز وجل والثناء عليه، ولم يفلت منهم أحد.
وكتب الناس محضراً أنفذوه إلى بغداد، وحملت الأسرى والرؤوس معه، قال الشريف:
ونسخه المحضر: "بسم الله الرحمن الرحيم" - حضر من وقع بخطه وشهادته آخر هذا الكتاب المحضر، وقد حضر عندهم ثلاثة من القرامطة - لعنهم الله - ذكر أحدهم أنه يقال له - سيار بن عمر بن سيار، والآخر ذكر أنه يقال له - علي بن محمد بن عمر، والآخر ذكر أنه يعرف
بأحمد ابن غالب بن جعفر الأحساوى، فذكروا أنهم متى نفذ رسولهم إلى صاحبهم سليمان بن الحسن القرمطي رد الحجر والشمسة وكسوة البيت وأطلق الأسارى الذين في قبضته، وهادن السلطان وارتدع عن السعي بالفساد والقطع على الحاج، ولم يحفزهم ولم يعترض عليهم، ويقول هؤلاء النفر من جملة الأسرى الذين في يد محمد بن علي الطرازى -
وهم الذين ظفر الله بهم - فمتى ما وفي سليمان بن الحسن القرمطي بما بذلوه عنه أفرج السلطان عنهم وردهم إليه، وذلك في يوم الجمعة لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وأسفل ذلك خطوط أهل البلد بالشهادة).
وجدير بالذكر ان المقدسي (ت 380هـ) وهو معاصر لابن شيران وصف سينيز في كتابه (أحسن التقاسيم) بقوله: (سينيز: على نصف فرسخ من البحر فوق مهروبان لها سوق طويل يدخل إليها خور تجري فيه المراكب والجامع ناء عن السوق ودار الامارة متقابلة كثيرة القصور).
*زهير
28 - ديسمبر - 2011
ترجمة المفجع البصري في تاريخ ابن بشران    كن أول من يقيّم
 
قال ياقوت:
وقال أبو محمد عبد الله بن أبي القاسم عبد المجيد بن بشران بن إبراهيم بن العباس بن محمد بن العباس بن محمد ابن جعفر في تاريخه قال: وفيها يعني في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة توفي أبو عبد الله محمد بن عبد الله المفجع الكاتب الشاعر، وكان شاعر البصرة وأديبها، وكان يجلس في الجامع بالبصرة فيكتب عنه ويقرأ عليه الشعر واللغة والمصنفات، وامتنع من الجلوس مدة لسبب لحقه من بعض من حضره فخوطب في ذلك فقال: لو استطعت أن أنسيهم أسماءهم لفعلت. وشعره مشهور، فمنه دامت الأمطار وقطعت عن الحركة:
يـا  خالق الخلق iiأجمعينا وواهـب الـمال iiوالبنينا
ورافـع  السبع فوق سبع لـم  يـستعن فيهما معينا
ومـن  إذا قال كن iiلشيء لـم تـقع النون أو iiيكونا
لا تسقنا العم صوب غيث أكـثـر من ذا فقد iiروينا
وله يخاطب أبا عبد الله البريدي وقد أعاد عليه ذكر سبب:
قل  لمن كان قد iiعفا عـن ذنوب iiالمفجع
لا تعد ذكر ما مضى مـن عـفا لم iiيقرع
وله وقد سأل بعض أصدقائه أيضاً رقعة وشعراً له يهنئه في مهرجان إلى بعضهم فقصر حتى مضى المهرجان:
إن  الـكـتاب وإن تضمن iiطيه كـنه  البلاغة كالفصح iiالأخرس
فـإذا  أعـانـتـه عناية iiحامل فـجـوابـه يـأتي بنجح منفس
وإذا  الرسول ونى وقصر iiعامداً كـان الـكتاب صحيفة iiالمتلمس
قـد فـات يوم المهرجان iiفذكره في الشعر أبرد من سخاء المفلس
فسئل عن سخاء المفلس فقال: يعد في إفلاسه بما لا يفي به عند إمكانه. قال: دخل المفجع يوماً إلى القاضي أبي القاسم علي بن محمد التنوخي فوجده يقرأ معاني الشعر على العبيسي فأنشد:
قد  قدم العجب على iiالرويس وشـارف  الـوهد أبا iiقبيس
وطـاول  البقل فروع الميس وهـبـت العنز لقرع iiالتيس
وادعـت  الروم أباً في iiقيس واختلط الناس اختلاط الحيس
إذ  قرأ القاضي حليف iiالكيس مـعاني الشعر على iiالعبيسي
وألقى ذلك إلى التنوخي وانصرف. وكان أبو عبد الله الأكفاني راويته وكتب لي بخطه من مليح شعره شيئاً كثيراً قال: ومدح أبا القاسم التنوخي فرأى منه جفاء فكتب إليه:
لـو  أعرض الناس كلهم وأبوا لـم  ينقصوا رزقي الذي iiقسما
كـان وداد فـزال iiوانـصرما وكـان عـهـد فـبان iiوانهدما
وقـد  صحبنا في عصرنا iiأمماً وقـد فـقـدنـا من قبلهم iiأمما
فما  هلكنا هزلاً ولا ساخت iiال أرض ولـم تـقطر السماء دما
فـي  الله مـن كل هالك iiخلف لا يرهب الدهر من به اعتصما
حـر  ظـنـنـا به جميل iiفما حـقـق  ظنا ولا رعى iiالذمما
فـكـان مـاذا مـا كل iiمعتمد عـلـيه يرعى الوفاء iiوالكرما
غـلطت والناس يغلطون iiوهل تـعرف  خلقاً من غلطه iiسلما؟
مـن ذا إذا أعـطى السداد iiفلم يـعـرف  بذنب ولم يزل قدما
شـلت  يدي لم جلست عن تفه أكـتب شجوى وأمتطي iiالقلما؟
يـا لـيـتني قبلها خرست iiفلم أعـمـل  لساناً ولا فتحت iiفما
يـا زلـة مـا أقـلت iiعثرتها أبـقيت على القلب والحشا ألما
مـن  راعـه بالهوان iiصاحبه فـعـاد  فـيـه فـنفسه iiظلما
وله:
أظهرت للرئم بعض وجدي وإنـمـا  الوجد ما iiسترته
وقـلـت  حبيك قد iiبراني فـقـال دعـه بـذا أمرته
وله قصيدته ذا الأشباه، وسميت بذات الأشباه لقصده فيما ذكره من الخبر الذي رواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في محفل من أصحابه: (إن تنظروا إلى آدم في علمه، ونوح في همه، وإبراهيم في خلقه، وموسى في مناجاته، وعيسى في سنه، ومحمد في هديه وحلمه، فانظر إلى هذا المقبل). فتطاول الناس فإذا هو علي بن أبي طالب عليه السلام، فأورد المفجع ذلك في قصيدته وفيها مناقب كثيرة وأولها:
أيـهـا  الـلائـمي لحبي iiعليا قـم ذمـيـماً إلى الجحيم iiخزيا
أبـخـير الأنام عرضت لا زل ت  مـذوداً عـن الهدى iiمزويا
أشـبـه  الأنـبياء كهلاً iiوزولاً وفـطـيـمـاً  وراضعاً iiوغذيا
كـان فـي عـلمه كآدم إذ iiعل م  شـرح الأسـمـاء iiوالمكنيا
وكـنوح نجى من الهلك من iiس يـر فـي الفلك إذ علا iiالجوديا
وجـفـا فـي رضـا الإله iiأباه واجـتـواه  وعـده iiأجـنـبيا
كـاعـتزال الخليل آزر في iiال لـه  وهـجـرانـه أبـاه iiمليا
ودعـا  قـومـه فـآمـن لوط أقـرب الـناس منه رحماً وريا
وعــلـي لـم دعـاه iiأخـوه سـبـق  الـحاضرين iiوالبدويا
ولـه  مـن أبيه ذي الأيد iiإسما عـيـل شبه ما كان عني iiخفيا
إنـه  عـاون الخليل على الكع بـة  إذ شـاد ركـنـها iiالمبنيا
ولـقد  عاون الوصي حبيب ال لـه إذ يـغـسلان منها iiالصفيا
رام حمل النبي كي يقطع الأص نـام  من سطحها المثول iiالحبيا
فـحـنـاه ثـقـل النبوة iiحتى كـاد  يـنـآد تـحـتـه iiمثنيا
فـارتـقـى  منكب النبي iiعلى صـنـوه  مـا أجل ذا المرتقيا
فـأماط الأوثان عن ظاهر iiالكع بـة  يـنفي الرجاس عنها iiنفيا
ولـو أن الوصي حاول مس ال نـجـم  بـالكف لم تجده قصيا
أفـهـل تـعـرفون غير iiعلي وابـنـه اسـترحل النبي iiمطيا
وشعر أبي عبد الله المفجع كثير حسن. وكان يوماً بالأهواز جالساً مع جماعة فاجتاز به غلام لموسى بن الطيب نديم أبي عبد الله البريدي يقال له طريف وهو أمرد مليح فسأل المفجع عنه فقيل: هذا غلام نديم البريدي فقال:
اجتاز بي اليوم في الطريق فتى يـخـتال  في مورق من iiالبان
فـقـلت  من ذا؟ فقال لي iiخبر بـالأمـر  هـذا غلام iiصفعان
ولأبي عبد الله في جماعة من كبار أهل الأهواز مدائح كثيرة وأهاج، وله قصيدة في أبي عبد الله بن درستوريه يرثيه فيها وهو حي يقول فيها ويلقبه بدهن الآجر:
مات دهن الآجر فاخضرت الأر ض وكـادت جـبالها لا iiتزول
ويصف أشياء كثيرة فيها.
قال: وكان المفجع يكثر عند والدي ويطيل المقام عنده، وكنت أراه عنده وأنا صبي بالأهواز، وله إليه مراسلات وله فيه مدح كثيرة كنت جمعتها فضاعت أيام دخول ابن أبي ليلى الأهواز ونهب رزناماتها، وكان منها قصيدة بخطه عندي يقول فيها:
لو قيل للجود من مولاك قال نعم؟ عـبد المجيد المغيريّ بن iiبشران
وأذكر له من قصيدة أخرى:
يا  من أطال يدي إذ هاضني iiزمني وصرت في المصر مجفوا ومطرحا
أنـقـذتـنـي من أناس عند iiدينهم قـتـل الأديب إذا ما علمه iiاتضحا
قال: وكانت وفاته قبل وفاة والدي بأيام يسيرة، ومات والدي في يوم السبت لعشرة خلون من شعبان سنة سبع وعشرين وثلاثمائة وفيها مات الخروري الشاعر. ومن ملحه المشهورة قوله لإنسان أهدى إليه طبقاً فيه قصب السكر والأترنج والنارنج وأراه أبا سعد غلامه:
إن شيطانك في الظر ف لـشـيطان مريد
فـلـهـذا  أنت iiفيه تـبـتـدي  ثم iiتعيد
قـد أتـتنا تحفة iiمن ك على الحسن iiتزيد
طـبـق فـيه iiقدود ونـهـود  iiوخـدود
*زهير
28 - ديسمبر - 2011
قطعة من ترجمة نفطويه    كن أول من يقيّم
 
قال ياقوت:
وقال ابن بشران أبو محمد عبيد الله في تاريخه.
ومن شعر نفطويه:
الـجـد  أنفع من عقل iiوتأديب إن الـزمـان ليأتي iiبالأعاجيب
كم من أديب يزال الدهر يقصده بالنائبات  ذوات الكره iiوالحوب
وامرئ  غير ذي دين ولا iiأدب مـعـمر  بين تأهيل iiوترحيب
ما الرزق من حيلة يحتالها فطن لـكنه من عطاء غير iiمحسوب
قال: وكان كثير النوادر، ومن نوادره، قيل لبهلول في كم يوسوس الإنسان، فقال: ذاك إلى صبيان المحلة، قال: وقيل لبعض الشيعة، معاوية خالك، فقال لا أدري، أمي نصرانية، والأمر إليه.
*زهير
28 - ديسمبر - 2011
ترجمة الجويمي    كن أول من يقيّم
 
قال ياقوت
وقرأت في التاريخ الذي ألفه أبو محمد عبد الله بن أبي القاسم عبد المجيد بن بشران الأهوازي قال: وفي سنة أربع وعشرين وثلاثمائة مات أبو أحمد حجر بن أحمد الجويمي وكان من أهل الفضل بجويم بنواحي فارس، وقد خلف القراء بها فمدحه جماعة من الشعراء وقصده من انتفع به، ولأبي بكر بن دريد فيه مدائح منها:
نـهـنـه  بوادر دمعك iiالمهراق أي ائـتـلاف لـم ير ع بفراق؟
حجر بن أحمد فارع الشرف الذي خـضـعت  لعزته طلى الأعناق
قـبـل  أنـامـلـه فلسن iiأناملاً لـكـنـهـن مـفـاتح iiالأرزاق
وانـظـر إلى النور الذي لو iiأنه لـلـبـدر  لم يطبع برين iiمحاق
*زهير
28 - ديسمبر - 2011
ترجمة الرامهرمزي    كن أول من يقيّم
 
 قال ياقوت
وقال أبو محمدٍ عبيد الله بن أبي القاسم عبد المجيد ابن بشران الخوزستاني: وفي سنة اثنتي عشرة وثلاثمائةٍ مات أبو الحسن علي بن عيسى الصائغ الرامهرمزي الشاعر، وقد كان شخص إلى ابراهيم المسمعي، ثم عدل إلى دركٍ بسيراف، فخرج مع دركٍ في هيجٍ كان من العامة بها، وقد رموه بالمقاليع فأصاب علي بن عيسى حجر فهلك، وكان شاعراً عالماً. فمن شعره:
سـهادى  غير iiمفقود ونـومي غير iiموجود
وجريُ الدمع في الخد كـنظم الدر في الجيد
لـفعل الشيب في اللم مـة لا لـلخرد iiالغيد
لـقد صار بي الشيب إلـى  لـومٍ iiوتـفنيد
ومـا المرء إذا iiشاب لـديـهـن iiبـمودود
وهي طويلة مدح فيها أهل البيت وكان لهم مداحاً.
*زهير
28 - ديسمبر - 2011
قطعة من ترجمة جعفر ابن قدامة    كن أول من يقيّم
 
قال ياقوت:
وقال أبو محمد عبيد الله بن أبي القاسم، عبد المجيد ابن بشران الأهوازي في تاريخه: مات أبو القاسم جعفر ابن قدامة، بن زياد يوم الثلاثاء، لثمان بقين من جمادى الآخرة، سنة تسع عشرة وثلاثمائة. قال ابن بشران: وفي سنة عشرة وثلاثمائة، أخرج علي بن عيسى الوزير إلى اليمن منفياً، فقال أبو القاسم، جعفر بن قدامة الكاتب في ذلك:
أصـبح  الملك واهي الأرجاء وأمـور  الورى بغير iiاستواء
منذ نادت نوى علي بن عيسى واسـتـمرت  به إلى iiصنعاء
فـوحـق  الذي يميت ويحيي وهـو الله مـالـك iiالأشـياء
لـقـد اخـتـل بعده كل iiأمر واسـتـبـانت  كآبة iiالأعداء
ثـم  صاروا بعد العداوة iiوالل ه  جـميعاً في صورة iiالأولياء
يـتـألـون  كـلهم في iiعلي إنـه  قـد خـلا من iiالنظراء
ومن شعره أيضاً:
تسمّع مت قبلك بعض iiقولي ولا  تـتـسـللن مني iiلواذا
إذا أسقمت بالهجران جسمي ومت  بغصتي فيكون iiماذا؟
*زهير
28 - ديسمبر - 2011