بسم الله الرحمن الرحيم (( التَّرْبِيَـةُ النَّفْسِـيَّةُ )) - مشروعٌ هَيُولانِيٌّ - - أ - - قيمةُ الإنسانِ في المقدارِ الإيجابيِّ الفارقِ بين المعطى الجبريِّ والمكتسبِ التكليفيِّ ، وكُلَّما اطَّردَ هذا المقدارُ الفارقُ إيجابًا = كانت القيمة أسنى ، وكلما انعكس سلبًا = كانت القيمةُ أحطَّ ، مِنْ هُنَا نفهمُ : أنَّ التعويلَ في القيمةِ = على معيارِ هذا المقدارِ ، فليسَ المعطى الجبريُّ وحدَه بمانحٍ الإنسانَ سناءً أو حطيطةً ، ولا المكتسبُ التكليفيُّ وحدَه كذلك . - والمعطياتُ الجبريةُ كثيرةٌ لا تنضبط ، لكن نريدُ تقريبها كشبكةٍ من الإحداثياتِ المتقاطعةِ ، وفي نقاطِ التقاطعِ هذه توجدُ الأفرادُ الإنسانيةُ يَتَمَيَّزُ كُلٌّ مِنْهَا بقدرِه الَّذِي كانَ . - والمكتسباتُ التكليفيةُ كثيرةٌ لا تنضبط ، لكن نريدُ تقريبها كشبكةٍ من الإحداثياتِ المتقاطعةِ ، وفي نقاطِ التقاطعِ هذه توجدُ الأفرادُ الإنسانيةُ يَتَمَيَّزُ كُلٌّ منها بقدرِه الذي سيكونُ . - والإنسانُ بين التكليفِ والجبرِ هُوَ بينَ ما لا يمكنُ تفسيرُه وبينَ ما لا يمكنُ تبريرُه بطلاقةً ؛ ولكن في حدودٍ تنتمي إلى المجموعةِ الإيمانيةِ المستسلمةِ أكثرَ من انتمائها إلى المجموعةِ العقليةِ المجادِلةِ ، فسؤالُ : لم أُعْطِيتُ هذا ؟ وسؤالُ : لم كُلِّفْتُ هذا ؟= سؤالان من أسئلةٍ قد تبقى بلا إجابةٍ مُريحةٍ لِمُتَعَنِّتٍ راضٍ بقيمةٍ حاطَّةٍ لمقدارٍ فارقٍ سلبيٍّ . - والرحلةُ الأجلِيَّةُ بينَ ما كانَ وما سيكونُ هِيَ بين مجهولٍ ومجهولٍ في العِلَّةِ والغايةْ ، ولكنَّها بين معلومٍ ومعلومٍ في الحديثِ والآيةْ ، إذ بَعْدَ الرُّسُلِ : لا حُجَّةَ للنَّاسِ على اللهِ . - وما دُمْتَ تتكلَّمُ عن الإنسانِ ؛ فأنتَ تَتَكَلَّمُ عن أكثرِ الكائناتٍ قابليةً وصَلاحِيَةً للخطأ ، فحذاقةُ الملاحِ : أن يُعَدِّل سُكَّان السفينةِ إلى الإِسْكِلَةِ الأقلِّ خطأً لا الأكملِ صوابًا ؛ غيرَ قافٍ ما ليس له به يدانِ . - ولشَيْءٍ من الصواب في أشياءَ من الخطأ : نريد أن نكتب أوراقًا متواضعةً بين معطًى جبريٍّ لقلمٍ غضِّ الْمَكْسَرْ ، ومكتسبٍ تكليفِيٍّ لموضوعٍ شائكٍ مخاضُه يتعسَّرْ . - ( يتبعُ على أناةٍ وأَوْنٍ ) . |