البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : شهية طيبة    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 محمود العسكري 
26 - نوفمبر - 2011
بسم الله الرحمن الرحيم
( شَهِيَّةٌ طَيِّبَةٌ )
-   ( شهية طيبة ) ؛: اسم كتابٍ وضعته لمياء الجابري في فنِّ الطهي ، وقد قَدَّم للكتاب زوجها العماد / مصطفى طلاس - بمقدِّمةٍ ظريفةٍ ، ذكر فيها : أن زوجته في بُدَاءة حياتهما الزوجية كانت فتاةً مُدَلَّلَةً لا تعرف شيئًا عن المطبخ أو الطَّبْخِ ، وبعد أن اجتهدَتْ وثابرَتْ بإصرارٍ على تعلُّم فنون الطبخ ؛ مُدَاوِمَةً على محاولاتها وتجاربها بين الإخفاق والنجاح ؛= بلغت إلى غايةٍ جِدِّ مُرْضِيَةٍ ، بل وانتهت إلى مهارةٍ فائقةٍ وذَوْقٍ رفيعٍ ، حتى أصدرت كتابها هذا عن استحقاقٍ وجدارةٍ .
-   أمَّا عن علاقتي بالكتاب : فهي أنِّي شارَكْتُ مُؤَلِّفَتَهُ طَلِيعَةَ القِصَّةِ ، لأنَّ الأمهاتِ الغالياتِ من رَبَّاتِ البُيُوتِ المصرية يصْنَعْن السُّفْرَةَ بكاملها من الجفنة العظيمةِ إلى الكوب الصغيرِ ، ولا يُبْقِينَ مجالاً للمشاركة ، فناهَزْتُ الْحُلُمَ وأنا لا أُحْسِنُ إِعْدادَ الشَّايِ .
-   ثم قدَّر الله لي : أن أبدأ في ارتياد هذا العالمِ المجهولِ ، لأصنع الطعام لنفسي ، ولِجَدَّاتٍ كبيراتٍ كُنَّ مقيماتٍ معي في المنـزل ، ولمن يعتادنا بالزيارة من الأقارب والأصدقاء .
-   فتعلَّمْتُ أطباقًا ، وطبخت أكلاتٍ ، وأعددت ولائمَ ، نالت بتوفيق الله الْحُظْوَةَ لدى طاعميها ، وشهدوا لي في ما طَهَيْتُ بنَفَس الطاهي ولَمْسَةِ الفنِّ .
-   أما عن هذه المعارف الطبخية التي تلقيتها وقتذاك ، فكانت شفاهًا من جداتي العزيزات وخبراتِهِنَّ التي لا تبارى ، وطِلاعًا في كتاب ( شهية طيبة ) ؛ مقتصِرًا على الأكلات اللائقة بما في الجيب من دراهمَ معدودةٍ ، وبما في الأسواق من سِلَعٍ موجودةٍ ، وبما في المطبخ من أدواتٍ وأوانٍ محدودةٍ .
-   والحقيقة : أنَّ الطعامَ والشرابَ بعد إِطْفَاءِ نائِرَةِ الْجُوعِ والعَطَشِ = يضربان بجذورٍ عميقةٍ في قديمِ الذِّكْرى ، وفي قيمةِ الانتماءِ ، وفي معانٍ كبيرةٍ وكثيرةٍ من غذاءِ القَلْبِ والرُّوحِ .
-   وبَعْدُ ؛: فهذه مقالاتٌ مرقومةٌ بيراعةٍ أدبيَّةٍ ، تصف أكلاتٍ شهيَّةٍ ، وأشربةٍ لذيذةٍ ، أردتُّ بها فيما أردتُّ : تحبيبَ التلميذاتِ في مادَّةِ الإنشاءِ ، وتقريب مفاريدَ لغويَّةٍ غيرَ معهودةٍ في الاصطلاحِ المطبخيِّ .
-   وعلى المعهودُ من عادتِي في خُلْفِ الْمَوْعِد ؛ وأَقْبِحْ بِهَا من آفةٍ لِمُرُوءَةٍ ! ؛= فإنَّ الغيثَ لن يَكِفَ إلا شُؤْبوبًا من وَرَاءِ شُؤْبوبٍ ، كذلِكَ ما أَسْتَطِيعُ .
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لا يوجد تعليقات جدبدة