بسم الله الرحمن الرحيم ( نظم الخصال القباح في المؤاكلة ) للغزي رسالة لطيفة في آداب الأكل منشورة في الوراق ذكر فيها واحد وثمانين خصلة من الخصال القبيح التي ينبغي للأكيل والمضيف اجتنابها ليكون متحلِّيًا بالمروءة التامة في آداب المؤاكلة . وهذا نظمٌ لمحتوى تلك الرسالة أنشره متتابعًا . وأقدم بين يديه ترجمة الغزي منقولة من إعداد الأستاذ / زهير ظاظا جزاه الله خيرًا لكتاب المراح في المزاح. محمد بن محمد بن محمد الغزي العامري الدمشقي أبو البركات بدر الدين بن رضي الدين . فقيه شافعي ، عالم بالأصول والتفسير والحديث ، مولده ووفاته بدمشق ، له مئة وبضعة عشر كتابًا ، منها ثلاثة تفاسير ، وحواش وشروح كثيرة ، ورسائل ، وهو أبو المؤرخ نجم الدين محمد ، وقد جمع ابنه محمد أسماء كتبه في كتاب أفرده لذلك ، ولزم بدر الدين العزلة في أواسط عمره ، فكان لا يزور أحدًا من الأعيان ولا الحكام بل يقصدونه ، وكان كريمًا محسنًا ؛ جعل لتلاميذه رواتب وأكسية وعطايا . ( فاتحة النظم ) إِلَى النَّشْءِ مِنْ أَبْنَائِنَا وَبَنَاتِنَا : - أَنِ اصْغُوا إِلَيَّ الْقَلْبَ وَاسْمَعُوا وَعُوا ، فَأَنتُمْ لَنَا الْفَجْرُ الْجَدِيدُ الَّذِي إِلَى - بُطُولاتِهِ الْكُبْرَى مُنًى نَّتَطَلَّعُ ، تَحَلَّوْا بِآدَابِ الرَّسُولِ فَإِنَّهَا الـ - ـشِّهَادُ الْمُصَفَّى وَالشَّذَا الْمُتَضَوِّعُ ، وَلا تَطْلُبُوا هَدْيًا سِوَى هَدْيِهِ وَهَلْ - طَرِيقٌ إِلَى اللهِ سِوَاهُ و سَيَنفَعُ ! ، دَعُوا ( الإِتِيكِيتَ ) وَالَّذِي يَأْتَسِي بِهِ - فَتِلْكَ إِذًا إِفْرِنجَةٌ تَتَنَطَّعُ ، أُولَئِكَ قَوْمٌ فِي الْحَيَاةِ نَعِيمُهُمْ - كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ أَوْ تَتَمَتَّعُ ، وَهَذِي خِصَالٌ لِلأَكِيلِ قَبِيحَةٌ - يُرَتِّبُهَا هَذَا الْقَصِيدُ الْمُرَصَّعُ ، فَدُونَكُمُوهُ و ذَا وَبِاللهِ أَتَّقِي - مَعَاذًا مِّنَ النَّفْسِ الَّتِي لَيْسَ تَشْبَعُ ، |