البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : ميمية ابن الرومي في مدح أبي سهل ابن نوبخت    كن أول من يقيّم
 زهير 
21 - يناير - 2011
ميمية ابن الرومي في مدح أبي سهل إسماعيل ابن علي النوبختي المولود سنة (235) وتقع في (191) بيتا، لها ذكر في عدة مصادر منها: الرسالة الموضحة والمنصف لابن وكيع وثمار القلوب. ولابن الرومي قصائد كثيرة في مدحه منها قصيدة في 10 أبيات يفهم منها أن أبا سهل استنقذ من الأسر وسلم من القتل، أولها :
أبْـلـغ  أبـا سـهلٍ فتى العَجَم الذي أضـحـتْ تَـمنَّى كونَهُ منها iiالعَرَبْ
يـا  مـن غَـدا وعـزيـمُهُ iiولسانُهُ سيفان شتّى في الخُطوب وفي الخُطَبْ
الـحـمـدُ  لـلّـه الـذي من iiفضلِهِ أنَّـا رُزِقْـنـا فـيـك حُسْنَ iiالمنقلبْ
والـحـمـدُ  للّه الذي صَرف iiالردى والـحـمـد لـلّه الذي كشف iiالكُرَبْ
أما الميمية موضوع هذا الملف فهي أجمل ما مدح به أبا سهل ويفهم منها أن أبا سهل كان عامل بني العباس على النعمانية، وقد اخترت من القصيدة هذه الأبيات وهو يخاطب بها أمه ويستسمح منها فراقها في طلب لقمة العيش:
أعاذِلُ  غُضِّي بَعْضَ هَذي الملاوِمِ وكُـفِّـي شآبيبَ الدموعِ iiالسواجِمِ
فـما  أنا بالغاوي فأُلْحى ولا iiالذي يُـقـادُ إلـى مـكروهِه iiبالخزائمِ
إلـيك فإني لا صدوفٌ عن iiالهدى ولا  مُمْكِنٌ من مخطمي كلَّ iiخاطمِ
على أن هذا الدهرَ قد ضام iiجانبي ولـسـتُ  حـقيقاً أن أقرَّ iiلضائمِ
وعند ابنِ كِسْرى لابنِ قَيصَر مقْعَدٌ إذا سامَهُ العصران إحدى iiالهضائمِ
ويريد بابن قيصر نفسه
دعـيني أزرْ بالود والمدحِ iiمعشراً هُـمُ  الساهمونَ المجدَ كُلَّ iiمُساهِمِ
إذا  امتدحُوا لم يُنْحَلوا مجدَ غيرهِم وهل تُنحلُ الأطواقَ وُرقُ iiالحمائمِ
ويَـفْـتَـنُّ فـيهم مادح بعدَ مادحٍ ولـيـس  لـصدقٍ مستتبٍّ iiبعادمِ
أولـئـك قـوْمٌ قـائلُ المدحِ فيهمُ حَـظِـيٌّ  بحظَّيْ سالمِ الدين iiغانمِ
كـرام لآبـاءٍ كـرام تـنـازعوا تُـراثَ  فـيـاريـزٍ لَهُم iiوبهارِمِ
تـدلّوا على هامِ المعالي إذا ارتقى إلـيـهـا أُنـاسٌ غيرهم بالسلالمِ
ذوُو  الأوجُه البيضِ الفداعم زُيِّنت وزيـدتْ كـمالاً بالرؤوس iiالغيالمِ
رؤوس  مـرائـيسٌ قديماً تعمَّمتْ لـعـمْـرُكَ  بالتيجانِ لا iiبالعمائمِ
تُـسـاقُ  إلـيـهم كُلَّ يومٍ iiلطائمٌ مـن  الحمد فيها مثلُ نشرِ iiاللطائمِ
وقد جرَّبَ المنصورُ منهم iiنصيحةً وجـدّاً  سـعيداً نِعْم ركنُ المُزاحِمِ
بـه صـدموا الأعداء دُونَ iiمُناهُمُ قـديـمـاً فهدُّوا ركن كُلِّ iiمُصادِمِ
ولـمَّا اجتباهم ذو الغناءَيْنِ iiصاعِدٌ غـدا وهْو مسرورٌ بهم غيرُ iiسادمِ
ومِـنْ يُـمـنهِم إذ قُلِّدوا ما iiتقلّدوا بـوارُ  الأعادي وانقضاءُ iiالملاحِمِ
رمى الحائنَ المشؤومَ يُمْنُ جُدودِهم بـداهـيـةٍ  تَـمحو سوادَ المقادمِ
فـقُـلْ  لبني العباسِ إذ iiحركوهُمُ يـدي لـكـمُ رهْـنٌ بمُلكِ iiالأقالمِ
لـتَـلْـقَ  بني نوبختَ يوماً iiبأُمَّة هواك  وقد هانت صِعابُ iiالمجاسمِ
وقـد  غُـفِرتْ للدهرِ كلُّ iiجريمةٍ تُـعـدُّ لـه مـن سيِّئات iiالجرائمِ
ثم قال يصف لأمه سوء حاله
أسـرَّكَ أنـي قـد أقمْتُ وأنَّني على  صير أمرٍ ليس لي بمُلاومِ
أروح  وأغدو واجما بين iiمعشرٍ شـماتَى بحالي كلُّهم غيْرُ iiواجمِ
رأيـتُ من الآراء ما ليْسَ iiحقُّه وجـدِّكَ  أنْ يُثْنَى له عزْمُ عازِمِ
فجئني  برأيٍ يمْنَعُ الفُلْكَ iiجَرْيَها ويمْلكُ غربَ اليعْمُلاتِ iiالرواسمِ
وإلّا  فـإنـي مـسـتقِلٌّ iiفرائمٌ بِـهِـمَّتي  العلياءِ عُليا iiالمراوِمِ
ولستُ إذا ما الدهرُ أصبحَ جاثِماً عـلـيّ  بمُلْقٍ تحته بركَ iiجاثمِ
ومهما  أخِمْ عنه فلست عن التي تُـبـلِّـغني  آمالَ نفسي iiبخائمِ
ثم قال يستعطف أمه ويذكر ما عزم عليه من السفر إلى النعمانية
يدي  سائلي الأمَّ الرؤومَ التي iiغدتْ تـسـومـك حرمانَ الغِنى بالملاومِ
أألـبـسـطَ بالتسآلِ تستحسنين iiلي أمِ الـقـبضَ في غُلٍّ من الفقرِ iiآزِمِ
هـمـا خُـطتا خَسْفٍ ولا بُدَّ iiمنهما أو  الـسِّـيـرُ لا شيءٌ سواه iiلرائمِ
سـألـقـى بـنعمانيةِ الخير iiمُنْعِماً أعـيـشُ بـها في ظلِّهِ عيشَ ناعِمِ
يُـعاشرني  في غربتي خيرَ iiعِشْرةٍ ويـقـلـبـني  من سُربتي iiبمغانمِ
فـلا  تنظري جري الأيامِنِ iiوأْمني بـيُـمنِ  الذي يمَّمْتُ جَرْيَ iiالأشائمِ
ولا تُشْفقي من حَدِّ نحْسٍ على امرئٍ يـسـيـرُ إلـى سـعدٍ لغُنْمِ iiغنائمِ
ثم قال يصف ما بينه وبين ابن سهل من الصداقة والإخوة الإسلامية التي عاشاها تحت راية الدفاع عن الإسلام وتفنيد شبه المارقين
 
أخٌ  لـي فـي حُكم التفضّلِ iiسيدٌ بـحُـكْم صميمِ الحقّ غيرُ iiمُوائمِ
يرى أنَّني من خيرِ حظ iiلصاحبٍ وأعْـتَـدُّهُ مـن خيرِ حظٍّ iiلخادمِ
ويـدمُـجُ  أسـبابَ المودةِ iiبيننا مـودتُـنا  الأبرارَ من آلِ iiهاشمِ
وإخـلاصُـنا  التوحيدَ للَّهِ iiوحدَه وتـذبـيبنا  عن دينه في iiالمقاوِمِ
بـمـعـرفةٍ لا يَقْرعُ الشكُّ iiبابها ولا  طعْنُ ذي طعنٍ عليها iiبهاجمِ
وإعـمـالُنا التفكير في كُلِّ شُبْهةٍ بـهـا عُجْمَةٌ تُعيي دُهاةَ iiالتراجِمِ
يبيت كِلانا في رضى الله ماخِضاً لـحِـجَّـتِه صدراً كثيرَ iiالهماهِمِ
جـدعْنا أنوفَ الإفْكِ بالحقِ عنْوةً فـلـم نَـتَّرِكْ منهُنَّ غير iiشراذِمِ
يتبع:
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
تتمة القصيدة    كن أول من يقيّم
 
ثم يعود لاستعطاف أمه في السماح له بالسفر فيقول
أعـنْ مـثـل ذاك الحرِّ تَستَلْفتينني إلـى  كُـلِّ عبد الخيمِ وغدِ iiالشكائمِ
أخي ما أخي لا مُرْتجي الخير خائبٌ عـلـيـه  ولا ذو الـمدح فيه iiبآثمِ
وهَـلْ  مأثَمٌ في مدحِ من كان iiمدحُه يـوازِنُ عـنـدَ الـلَّهِ تسبيحَ صائمِ
فـتـىً تـركَ الأشعارَ طُرّاً iiمدائِحاً وكـانـت  زمـاناً جُلُّها في iiالشتائمِ
إلى أن قال يفخر بجدوده اليونان:
أبى الله وُردي حَوْضَ ذاك وأن أُرى تـحـومُ رجـائي حَوْلهُ في الحوائمِ
ولـي مـثـلُ إسماعيلَ عنه iiمُراغمٌ وهـل كـأبـي سـهْلٍ لحُرٍّ iiمُراغمِ
ونـحـن بـنو اليونانِ قوم لنا iiحجاً ومـجـدٌ وعـيدانٌ صلابُ iiالمعاجِمِ
وحـلـمٌ  كـأركـانِ الجبالِ iiرزانةً وجـهـل تـفادى منه جنُّ الصرائمِ
إذا نـحـنُ أصـبحْنا فخاماً iiشؤونُنا فـلـسْـنـا نُبالي بالوجوهِ iiالسواهِمِ
ولـسـنـا  كـأقوام تكونُ iiهمومُهم بـيـاضُ الـمعاري وامتهادُ iiالمآكمِ
لـحـا  الـلَّـهُ هاتيكَ الهمومَ iiفإنها هـمـومُ ربـيباتِ الحجالِ iiالنواعِمِ
ومـا  تـتراءى في المرايا iiوُجوهُنا بلى  في صِفاح المرهفاتِ iiالصوارمِ
ثم قال يذكر سلف بني نوبخت في خدمة المنصور العباسي وتبشيره بالظفر على الطالبيين بعد هزيمته ؟:
وطِـئـتم بني نوبختَ أثبت iiوطْأةٍ وأثـقـلـها  ثِقلاً على أنْفِ iiراغمِ
وجـدتُـكمُ  مثلَ الدنانيرِ iiأُخلِصتْ وسـائـرَ  هذا الخلق مثلَ iiالدراهمِ
ورثْـتـم  بيوت النار والنور iiكلّها ذوي الـعلم قِدماً والشؤونِ iiالأعاظمِ
بـيـوتُ ضـياء لا تبوخُ iiوحكمةٍ نُـجـومـيِّـةٍ منهاجُها غيرُ طاسمِ
تـرون بـها ما في غدٍ رأْيَ iiناظرٍ بـعـين من البرهان لا وهمَ iiواهمِ
عـلـومُ نـجـومٍ في قلوب iiكأنها نـجـومٌ  أُجـنَّتْ في نجومٍ iiنواجمِ
أريـتُـم  بها المنصور فوزةَ قدْحِهِ وقـد ظنها إحدى الدواهي iiالصيالمِ
وأحـسـنـتُمُ البشرى بفتحٍ iiمغيَّبٍ تراءى له في شخصِ إحدى الهزائمِ
وقـد كـان ردَّى بـالرحال iiركابه وودَّعَ  دنـيـاه وداعَ الـمُـصارمِ
رأى أن أمـر الـطـالبيِّين iiظاهرٌ فـعـاد  بـأكوارِ القِلاص iiالعياهمِ
فـطـأمـنـتُمُ  من جأشه iiووهبتُمُ لـه نـفـسـاً مِ الكاذباتِ iiالكواظمِ
*زهير
21 - يناير - 2011
ابن الرومي    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :
 
( طول النفس في قصائد ابن الرومي )
قال حافظ إبراهيم :
مَحَوتَ ما كَتَبوا عَنّا بِقاطِعَةٍ       مِنَ البَراهينِ فَلَّت قَولَ رينانِ
أَنحى عَلى الأَدَبِ الشَرقِيِّ مُفتَرِياً       عَلَيهِ ما شاءَ مِن زورٍ وَبُهتانِ
ظَنَّ الحَقيقَةَ في الأَشعارِ تَنقُصُنا       وَاللَفظَ وَالقَصدَ وَالتَصويرَ في آنِ
وَأَنَّنا لَم نَصِل فيها إِلى مِئَةٍ       عَدّاً وَذاكَ لِعَيٍّ أَو لِنُقصانِ
وَلَو رَأى اِبنَ جُرَيجٍ في قَصائِدِهِ       لَقالَ آمَنتُ في سِرّي وَإِعلاني
( القصة في الشعر العربي )
هذه القصة التي أدخلها ابن الرومي في السياق الشعري بسلاسةٍ فائقةٍ ذكرتني برائية الأعشى التي حكى فيها قصة وفاء السموأل ، وقد ألمع إلى إجادته فيها ابن طباطبا في عيار الشعر ؛ قال : (( وعلى الشاعر إذا اضطر إلى اقتصاص خبر في شعر دبره تدبيرًا يسلس له معه القول ويطرد فيه المعنى فيبني فيه شعره على وزن يحتمل أن يحشى بما يحتاج إلى اقتصاصه بزيادة من الكلام يخلط به أو نقص يحذف منه وتكون الزيادة والنقصان يسيرين غير مخدجين لما يستعان فيه بهما وتكون الألفاظ المزيدة غير خارجة من جنس ما يقتضيه بل تكون مؤيدة له وزائدة في رونقه وحسنه كقول الأعشى فيما اقتصه من خبر السموأل ... )) ص 73.
*محمود العسكري
22 - يناير - 2011