البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : محمد بن إبراهيم الأسدي وكتابه: ذيل الحماسة    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 زهير 
21 - يناير - 2011
محمد بن إبراهيم الأسدي: علم ضائع، جدير بأن يهتم سراة الوراق بالبحث عن أثاره وأخباره، استوقفني خبره أثناء بحثي عن مصير حركة الوزير المغربي.
لم تصلنا ترجمة للأسدي أوفى مما كتبه القفطي في (المحمدون) وأهم آثاره (الديوان المنصوري: ذيل الحماسة) وقد وصفه القفطي فقال: (وبلغ من وفور حفظه أنْ عمل "الديوان المنصوري" باسم العميد منصور بن سعيد في تذييل كتاب "الحماسة" لأبي تمام الطائيّ وتكميل تلك القطع، قصائد ساحبة الذيل حتى أَربى أبياتها على مئة ألف بيت)
والصواب في ولادته ما حكاه القفطي سنة (401) وأما ما ورد في الوافي للصفدي والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي من أن ولادته عام 441 فهو خطأ مطبعي لأن الباخرزي نص على أنه عاش مائة سنة وتوفي سنة (500هـ) وكل من ترجم له يذكر انه اتصل بخدمة الوزير المغربي، الذي توفي سنة 418هـ فلابد أنه اتصل بخدمته في فاتحة شبابه
قال القفطي في المحمدون:
 محمد بن إبراهيم الأسدي أبو عبد الله، من أهل مكة، نشأ بالحجاز وترعرع بها، وبرع بين أهلها، ولقي أبا الحسن التهامي في صباه، وقد كان نبغ في الشعر، فتصدى لمعارضته وحدث نفسه بمقارضته، ومما قاله من الشعر، وهو لم يفارق بعد مسقط رأسه، قوله:
قـف  بالمحصَّب واسأل أيها iiالرجل تـلك  الرسوم عن الأحباب ما iiفعلوا
هـمُ  أقـامـوا لـعهدي في ديارهمُ أم صرفتهم صروف الدهر فاحتملوا؟
فـمـا أُسـائـلُ عـن آثارِهم iiأحداً إلا  أجـاب غراب البين: قد iiرَحلوا
وخرج الأسدي هذا من مكة، وهو بعد لم تخلق نضارة شبابه، ودخل اليمن وأقام بها برهة من الزمان، يساير رفاق المنى في طرق الهوى، وعلق بها جارية تسمى رشادة، ولم تطل الأيام حتى ابتلى بفراقها وحملها بعض التجار إلى بغداد، فقال من قصيدة:
لـما  استقلَّتْ مطايا صاحبيَّ iiضحى تخدى من العدوة القصوى لدى اليمن
نـاديـتهم  وبنات الشوقِ في iiخَلدي رقـصن رقص المطايا الوُفَّد iiالبُدُنِ:
بالله  ربِّـكـمـا إن جـئـتما iiعدَنا فـحـيِّـيا منزلي بالسيف من iiعَدَن
ثم خرج من اليمن متوجهاً إلى العراق، وغصن شبابه بعد رطيب، وبُرْدُ آدابه كما عهد قشيب، واتصل بخدمة الوزير الكامل أبي القاسم المغربي وحظي عنده، وامتدحه بقصائد منها قصيدة مطلعها:
سلامي  وَداعٌ والوَداع iiسلام أما آن أن يقضى لديك ذِمامُ؟
أيا  ربَّة البيت المهان iiنزيله إذا  عزَّ عند الأكرمين iiكِرامُ
ثم اتفقت له فيئة نحو الحجاز، ولم تطل أيامه بها حتى أخذ في السفر، وصار خدعة الحضر، يُنجد ويُتهم، ويُعرق ويُشئم، ويُصحر و يُبحر، ويُدلج ويُسحر، وذكره يسير أمامه فيوري زناده، وفضله يطلع معه فيبسط له مهادَه، حتى نوّر غصن عمره، وعَلا غُبار وقائع دهره، فورد خراسان، وانحاز إلى الوزير علي بن شاذان، ولم تطب أيامه عنده، فامتد منها إلى غَزْنَة: وذلك في سنة ست وأربعين وأربعمئة، وأقام بها إلى حين وفاته.
كتب إليّ أبو الضياء الشذباني، أنبأنا السمعاني في كتابه قال: وذكر صديقنا أبو العلاء محمد بن محمود القاضي الغزنوي- رحمه الله- قال: قرأت بخطّ محمد بن إبراهيم الأسدي المكي أنه لما صار مع رفقائه إلى أبي سهل الجنبُذي، وهو إذ ذاك زمام الملك وإمام الديوان، تحفَّى به وتلطف له، وأخذ يسأله عن أهل البادية، ومن بلغ إلى قرض الشعر منهم، وكان يستنشده ملح أشعارهم، ويتعرفه لمح أخبارهم، حتى ذكر: أنه بلغني ذكر فتى من بني أسد يقال له محمد بن إبراهيم، ثم أنشدت قوله:
تقضَّى الصبى عني وولَّت iiشبيبتي وأنفضتُ والطاوي المراحل ينفضُ
ومـا  هـذه الأيـام إلاّ iiمـراحل ومـا الـنـاس إلا راحلٌ فمقوِّضُ
كـأنّ الـفـتـى يبني أوان شَبابِه ويـهدم  في حال المشيب iiوينقُضُ
فـلا  لـحـمَ إلاّ وهو منه iiمُرَهَّلُ ولا  عـظم إلا وهو منه iiمُرَضضُ
فتبسم في وجهه وقال: إنه وافدك المسلم ببابك، المنيخ في جنابك، وواجهه بقصيدته الفريدة التي مطلعها:
ديار الحيّ أبن هم iiقطون؟ أنعمانُ الأراك أم الحَجون؟
ثم سأله تعيين قصيدة يساجل قائلها في معارضتها، فقال أبو سهل: أتروي شعر الفرزدق؟
قال: نعم! قال: فأين أنت من قوله:
وماذا عسى الحَجاج يبلغ جهدُه إذا  نـحن جاوزنا حفير iiزيادِ
فاعتزل الأسديُّ القوم واحضر البياض، وأنشأ قصيدة في الحال أخذت بمجاميع قلبه وهي:
أيا ظبية الوعساء من جانب الحمى سـقى عهدك الماضي سِجال iiعهادِ
وجـاد مـغـانيك الخوالي iiوأهلَها روائـحُ مـن ركب الجياد iiغوادي
ولما أكمل القصيدة وناوله سوادها، أقبل عليه وارتبطه لنفسه واحتضنه بمجلسه، فاختصّه بمجلسه، ومع ذلك كان يستزيده، فلا تبلغ كثرة إحسانه ما يريده، حتى قال فيه:
كـفى  حَزناً أني خدمتك iiبرهة وأنفقتُ في مدحيك شرخ شبابي
فـلم  يُروَ لي شكرٌ بغير شكايةٍ ولـم يـر لي مَدحٌ بغير iiعتابِ
وبلغ من وفورحفظه أنْ عمل "الديوان المنصوري" باسم العميد منصور بن سعيد في تذييل كتاب "الحماسة" لأبي تمام الطائيّ وتكميل تلك القطع، قصائد ساحبة الذيل حتى أَربى أبياتها على مئة ألف بيت، ومن بديع شعره:
قـلـتُ:  ثقّلتُ إذ أتيت iiمراراً قـالـ:  ثقَّلتِ  كاهلي iiبالأيادي
قلتُ: طَوَّلتُ. قال: لا بل تطوَّل تَ وأبـرمتُ. قال: حبل iiالوداد
وذكر القاضي أبو العلاء النيسابوري أن أبا عبد الله محمد بن إبراهيم الأسدي ولد بمكة في المحرم سنة إحدى وأربعمئة وتوفي بغزنة مستهل محرم سنة خمسمئة.
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
ترجمته في النجوم الزاهرة    كن أول من يقيّم
 
وقال ابن تغري بردي في وفيات سنة 500:
وفيها توفي محمد بن إبراهيم، أبو عبد الله الأسدي. ولد بمكة سنة إحدى وأربعين وأربعمائة =والصواب سنة 401 كما ذكرنا في مقدمة الموضوع= وسافر البلاد ولقي العلماء. وكان إماماً فاضلا شاعراً. ومن شعره:
قـلـت  ثقلت إذ أتيت iiمراراً قـال  ثـقلت كاهلي iiبالأيادي
قـلـت طولت قال لا بل iiتطوّل ت وأبرمت قال حبل ودادي
ورأيت هذين البيتين في شرح البديعية لابن حجة في القول بالموجب، ونسبهما لابن حجاج. والله أعلم.
*زهير
21 - يناير - 2011
ترجمته في خريدة القصر     كن أول من يقيّم
 
وترجم له العماد الكاتب في الخريدة قال:
(أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الأسدي الحجازي: من أهل مكة
لقي أبا الحسن التهامي في صباه، وكان بمكة مولده وبالحجاز منشاه، وتوجه إلى العراق وغصن شبابه رطيب، وبرد آدابه قشيب، واتصل بخدمة الوزير المغربي ثم ورد خراسان وامتد إلى غزنة، واستدر بها من أدبه مزنة، وذلك في سنة ست وأربعين وأربعمائة، وعمرإلى حد المائة، ولقي القرن بعد القرن، والفئة بعد الفئة، وكان مولده بمكة سنة إحدى
وأربعمائة، وتوفي بغزنة سنة خمسمائة.
وله وقد خدم بعض الأكابر ومدحه بقصائد وكان يستزيده:
كـفَى  حَزَناً أَنّي خَدمْتك iiبُرْهَةً وأَنفْقَتُ في مَدْحِيكَ شَرْخَ شَبابي
فـلم  يُرْوَ لي شُكْرٌ بِغيْرِ شِكايةٍ ولـم يُـرَ لي مَدْحٌ بغيرِ iiعِتابِ
وله:
قـلـتُ  ثَقَّلْتُ إِذ أَتَيْتُ iiمِراراً قـال  ثَـقَّلتَ كاهلي iiبالأَيادي
قلت: طولت، قال لا بل تطول ت، وأبرمت، قال: حبل iiالوداد
وذكره السمعاني بمثل ما أوردته.
*زهير
21 - يناير - 2011
ترجمته في المنتظم والوافي وابن كثير    كن أول من يقيّم
 
وترجم له ابن الجوزي في وفيات سنة 500 قال:
محمد بن إبراهيم، أبوعبد اللّه الأسدي
ولد بمكة سنة احدى وأربعمائة، ونشأ بالحجاز ولقي أبا الحسن التهامي في صباه فتصدى لمعارضته، ثم خرج إلى اليمن ثم توجه إلى العراق واتصل بخدمة الوزير أبي القاسم المغربي، ثم عاد إلى الحجاز ثم سافر إلى خراسان. ومن بديع شعره.
قـلت ثقلت إذ أتيت iiمراراً قـال ثقلت كاهلي iiبالأيادي
قلت طولت قال بل iiتطولت قلت مزقت قال حبل ودادي
توفي بغزنة في عاشر محرم من هذه السنة 
@ وترجم له الصفدي في الوافي فقال:
محمد بن ابراهيم أبو عبد الله الأسدي، ولد بمكة سنة إحدى وأربعين وأربع مائة، =وهذا خطأ والصواب سنة 401= وتوفي سنة خمس مائة، سافر إلى البلاد ولقي العلماء وخدم الوزير أبا القسم المغربي، وقال العماد الكاتب: هو من أهل مكة لقي أبا الحسن التهامي في صباه مولده بمكة ومنشؤه بالحجاز وتوجه إلى العراق ثم ورد خراسان وعمر إلى أن بلغ حد المائة ولقي القرن بعد القرن والفئة بعد الفئة وتوفي بغزنة، ومن شعره:
كـفى  حزناً أني خدمتك iiبرهة وأنفقت في مدحيك شرخ شبابي
فـلـم ير لي شكر بغير iiشكاية ولـم يـر لي مدح بغير iiعتاب
قال سبط ابن الجوزي: ومن بديع شعره:
قـال  ثـقلت إذ أتيت iiمراراً قـلـت ثقلت كاهلي iiبالأيادي
قال طولت قلت لا بل تطولت وأبـرمـت  قلت حبل iiالوداد
قلت وهذا من أنواع البديع وهو الذي سمونه أرباب البلاغة القول بالموجب وله نظائر كثيرة ... إلخ
 
@ وترجم له ابن كثير ترجمة موجزة فقال:
محمد بن إبراهيم ابن عبيد الأسدي الشاعر، لقي التهامي، وكان مغرماً بما يعارض شعره، وقد أقام باليمن وبالعراق ثم بالحجاز ثم بخراسان، ومن شعره:
قـلت ثقلت إذ أتيت iiمراراً قـال ثقلت كاهلي iiبالأيادي
قلت طولت قال بل iiتطولت قلت مزقت قال حبل ودادي
*زهير
21 - يناير - 2011
ابن العديم ينسب البيتين للشاتاني    كن أول من يقيّم
 
وفي بغية الطلب:
أنشدني أبو محمد المعافي بن إسماعيل بن الحدوس الموصلي قال: أنشدنا علم الدين الحسن بن سعيد الشاتاني لنفسه:
قـلـت  ثقلت إذ أتيت iiمراراً قـال:  أثقلت كاهلي iiبالأيادي
قلت: طولت قال: أوليت طولاً قلت: أبرمت قال: حبل iiالوداد
*زهير
21 - يناير - 2011