البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : قصة المتحير السجستاني    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 زهير 
21 - يناير - 2011
بائية ابن الرومي في مدح أحمد بن ثوابة وتقع في 182 بيتا لها ذكر في معظم كتب الأدب أولها:
دعِ اللَّومَ إن اللَّومَ عونُ النوائِبِ       ولا تتجاوز فيه حدَّ المُعاتِبِ
وقد عثرت فيها على أبيات يبدو فيها واضحا أن أبا حيان التوحيدي استوحى منها ما سماه قصة المتحير السجستاني، وسأشير إلى الأبيات التي وردت صورها وكلماتها حرفيا في قصة المتحير السجستاني
يقول ابن الرومي في قصيدته البيت 7 وما بعده
ومـن يـلقَ ما لاقيتُ في كل iiمجتنىً مـن الشوك يزهدْ في الثمار iiالأَطايبِ
أذاقـتـنـيَ  الأسـفارُ ما كَرَّه iiالغِنَى إلـيَّ وأغـرانـي بـرفض المطالبِ
فـأصـبحتُ  في الإثراء أزهدَ iiزاهدٍ وإن كـنت في الإثراء أرغبَ iiراغبِ
حـريـصـاً جـباناً أشتهي ثم أنتهي بـلَحْظي جناب الرزق لحظَ iiالمراقبِ
ومـن راح ذا حـرص وجـبن iiفإنه فـقـيـر  أتـاه الفقر من كل iiجانبِ
أخـافُ  عـلى نفسي وأرجو iiمَفازَها وأسـتـارُ  غَـيْب اللّهِ دونَ العواقبِ
ألا  مـن يـريني غايتي قبل iiمذهبي ومـن أيـن والـغاياتُ بعد iiالمذاهبِ
ومِـنْ نـكـبـةٍ لاقـيـتُها بعد iiنكبةٍ رَهِبتُ اعتساف الأرضِ ذاتِ iiالمناكبِ
وصـبري على الإقتار أيسرُ iiمَحْملاً عـلـيَّ  مِـنَ التغرير بعد iiالتجاربِ
لـقِـيـتُ  مـن البَرِّ التّباريحَ iiبعدما لـقيتُ  من البحر ابيضاضَ iiالذوائبِ
إلـى  الـلَّه أشكو سخفَ دهري iiفإنه يُـعـابـثـني  مذ كنت غيرَ مُطائبِ
أبَى أن يُغيثَ الأرضَ حتى إذا ارتمتْ بـرحـلـي  أتاها بالغُيوثِ iiالسواكبِ
سقى الأرضَ من أجلي فأضحتْ iiمَزِلَّةً تَـمـايَـلُ صـاحـيها تمايُلَ iiشاربِ
لـتـعويقِ سيري أو دحوضِ iiمَطيَّتي وإخـصـابِ  مُزوَّرٍ عن المجد ناكبِ
فـمـلـتُ إلـى خـانٍ مُرثٍّ بناؤُه مـمـيـلَ غريقِ الثوب لهفانَ iiلاغِبِ
فـلـم ألـقَ فـيـه مُستراحاً iiلمُتعَبٍ ولا نُــزُلاً أيـانَ ذاك لـسـاغِـبِ
فـما  زلتُ في خوفٍ وجوعٍ iiووحشةٍ وفـي  سَـهَرٍ يستغرقُ الليلَ iiواصبِ
يـؤرِّقـنـي  سَـقْـفٌ كأّنيَ iiتحته من الوكفِ تحت المُدْجِنات iiالهواضبِ
تـراهُ إذا مـا الـطـيـنُ أثقلَ iiمتنَهُ تَـصِـرُّ نـواحـيه صريرَ iiالجنادبِ
وكـم  خَـانِ سَفْرٍ خَانَ فانقضَّ فوقهم كما  انقضَّ صقرُ الدجنِ فوق iiالأرانبِ
ولـم أنـسَ مـا لاقـيتُ أيامَ صحوِهِ مـن الـصّـرِّ فيه والثلوج iiالأشاهبِ
ومـا  زال ضاحِي البَرِّ يضربُ iiأهلَهُ بـسـوطَـيْ  عذابٍ جامدٍ بعد iiذائبِ
فـإن فـاتـه قَـطْـرٌ وثـلـج iiفإنه رَهـيـن بـسـافٍ تارةً أو iiبحاصبِ
فـذاك  بـلاءُ الـبـرِّ عـنديَ iiشاتياً وكـم  لـيَ من صيفٍ به ذي iiمثالبِ
ألا  رُبَّ نـارٍ بـالـفضاء iiاصطليتُها مـنَ  الشَّمسِ يودي لَفْحُهَا iiبالحواجبِ
وهذه قصة المتحير السجستاني كما حكاها أبو حيان في الإمتاع والمؤانسة قال:
(وحكى لنا أيضاً قال: سئل عندنا رجلٌ من المتحيرين بسجستان فقيل له: ما دليلك على صحة مقالتك؟ فقال لا دليل ولا حجة. فقيل له وما الذي أحوجك إلى هذا؟ قال: لأني رأيت الدليل لا يكون إلا من وجوه ثلاثة: إما من طريق النبوة والآيات، فإن كان إنما يثبت من هذه الجهة فلم أشاهد شيئاً من ذلك ثبتت عندي مقالته.
وإما أن يكون ينبت بالكلام والقياس فإن كان إنما يثبت بذلك فقد رأيتني مرةً أخصم ومرةً أخصم، ورأيتني أعجز عن الحجة فأجدها عند غيري، وأتنبه إليها من تلقاء نفسي بعد ذلك، فيصح عندي ما كان باطلاً، ويفسد عندي ما كان صحيحاً؛ فلما كان هذا الوصف على ما وصفت لم يكن لي أن أقضي لشيء بيصحةٍ من هذه الجهة، ولا أقضي على شيء بفسادٍ لعدم الحجة.
وإما أن تكون ثبتت بالأخبار عن الكتب فلم أجد أهل ملةٍ أولى بذلك من غيرهم، ولم أجد إلى تصديق كلهم سبيلاً. وكان تصديق الفرقة الواحدة دون ما سواها جوراً، لأن الفرق متساويةٌ في الدعوى والحجة والذب والنصرة. فقيل له: فلم تدين بدينك هذا الذي أنت على شعاره وحليته، وهديه وهيئته؟
فقال: لأن له حرمةً ليست لغيره، وذاك أني ولدت فيه، ونشأت عليه، وتشربت حلاوته، وألفت عادة أهله، فكان مثلي كمثل رجلٍ دخل خاناً يستظل فيه ساعةً من نهار والسماء مصحيةٌ، فأدخله صاحب الخان بيتاً من البيوت من غير تخبرٍ ولا معرفةٍ بصلاحه، فبينا هو كذلك إذ نشأت سحابةٌ فمطرت جوداً، ووكف البيت، فنظر إلى البيوت التي في الفندق فرآها أيضاً تكف، ورأى في صحن الدار ردغة، ففكر أن يقيم مكانه ولا ينتقل إلى بيتٍ آخر ويربح الراحة، ولا يلطخ رجليه بالردغة والوحل اللذين في الصحن؛ ومال إلى الصبر في بيته، والمقام على ما هو عليه، وكان هذا مثلي، ولدت ولا عقل لي، ثم أدخلني أبواي في هذا الدين من غير خبرةٍ مني، فلما فتشت عنه رأيت سبيله سبيل غيره، ورأيتني في صبري عليه أعز مني في تركه، إذ كنت لا أدعه وأميل إلى غيره إلا باختيار مني لذلك،
وأثرةٍ له عليه؛ ولست أجد له حجةً إلا وأجد لغيره عليه مثلها).
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لا يوجد تعليقات جدبدة