| كيفَ باللهِ تُكتَبُ الأقدارُ | | ولِمَنْ تُكْشَفُ الهُمومُ الكِبارُ |
| ولماذا الصَّمتُ الرَّهيبُ يُدَوِّي | وعلامَ الإغضاءُ والإنكارُ |
| غَزَّةُ اليومَ في امتحانٍ رَهيبٍ | غابَ عنها الرَّجا وطالَ الحصارُ |
| سادرٌ ليلها بظُلمَةِ خوفٍ | تحتويها الحتوفُ والأخطارُ |
| أهلُها تَحْتَ رحمةِ الموتِ والقَهرِ | قلوبٌ مجروحَةٌ واحتيارُ |
| وثَباتٌ مثلُ الجبالِ الرَّواسي | وصُمودٌ وعِزَّةٌ وانتظارُ |
| وعليهمْ منَ الحِصارِ سياجُ | أحكَمَتهُ بكيدها الأشرارُ |
| يا شعوبَ الدنيا أصيخي إليهمْ | وانصريهمْ فأهلُ صِهيونَ جاروا |
| أيُّ ذنبٍ جَنَتهُ غَزَّةُ حتَّى | تُضْربَ اليومَ حَوْلَها الأسوارُ |
| ولماذا يقضونَ ظُلماً وحَرقاً | ثُمَّ تُنفَى وتُكتَمُ الأخبارُ |
| حرَّكَ الظُّلمُ أَهلَ صهيونَ لَمَّا | جَنَّدوا جُنْدَهمْ وحَلَّ البوارُ |
| وأحالوا سَفينَةَ الغَوثِ ناراً | وعَلَى عُزَّلٍ بِغَدرٍ أغاروا |
| لَيْسَ للحَقِّ عِنْدَهُمْ منْ صَريخٍ | لا ولا للحَياةِ ثَمَّ اعْتِبارُ |
| وبلا حُجَّةٍ يُدَمَّرُ شعبٌ | دونَ ذنبٍ وتُستَباحُ الدِّيارُ |
| أينَ منهمْ يا مَجلسَ الأمنِ أمنٌ | أيَّدتهُ الأعرافُ والأحرارُ |
| أيْنَ منهمْ يا أمَّةَ العُرْبِ أهلٌ | أيْنَ مِنهمْ مَعَدُّ أينَ نزارُ |
| كَمْ تَمُرُّ الأيَّامُ تَزحَفُ زحفاً | والحصارُ الطَّويلُ لا ينهارُ |
| بَلْ يزيدونهُ وبالاً وفَتكاً | بجِدارٍ يتلو مَداهُ جدارُ |
| مَجلِسَ الأمنِ ما برَبِّكَ يَجري | ولماذا السُّكوتُ والانكسارُ |
| أينَ منَّا القانونُ والعَدلُ شرعاً | ثُمَّ هلْ جازَ بالدِّماءِ اتِّجارُ |
| إنَّ دَعوى السَّلامِ منْ غيرِ فِعْلٍ | هيَ أكذوبَةٌ وكَيدٌ وعارُ |
| كَدُموعِ التِّمساحِ يَبطِشُ بَطْشاً | بالضَّحايا وللدُّموعِ انهمارُ |
| لا يجوزُ السكوتُ عمَّا يعاني | أهلنا عيشُهمْ لهيبٌ ونارُ |
| أيُّ عُذرٍ وحجَّةٍ يدَّعيها | قومنا إنْ يكنْ أفادَ اعتذارُ |
| ُسيقولُ التَّاريخُ إنَّا خذلنا | عَرباً مثلنا غداةَ استجاروا |
| وأنا لمْ أزَلْ أسائلُ نفسي | كيفَ باللهِ تُكتَبُ الأقدارُ |