البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : هولاكو وبنوه    قيّم
التقييم :
( من قبل 4 أعضاء )
 زهير 
24 - ديسمبر - 2010
 
كان هولاكو عامل القان الأعظم على خراسان وفارس وأذربيجان وعراق العجم وعراق العرب والشام والجزيرة والروم وديار بكر وفيما يلي ترجمته وترجمة من حكم العراق من بعده من بنيه:
 قال الصفدي في (الوافي):
هولاكو بن تُولى قان بن جنكزخان ملك التتار ومقدمهم، كان طاغيةً من أعظم ملوك التتار وكان شجاعاً مِقداماً حازماً مدبراً ذا همةٍ عاليةٍ وسطوة ومهابةٍ وخبرة بالحروب ومحبَّة في العلوم العقلية من غيرِ أن يتعقل منها شيئاً، اجتمع له جماعة من فضلاءِ العالم وجمع
حكماء مملكته وأمرهم أن يرصدوا الكواكب، وكان يطلِق الكثير من الأموال والبلاد وهو على قاعدة المغل في عَدَم التقييد بدينٍ، لكنّ زوجته تنصرت، وكان سعيداً في حروبه، طوى البلاد واستولى على الممالك في أيسرِ مدةٍ، فتح بلاد خراسان وفارس وأذربيجان وعراق العجم وعراق العرب والشام والجزيرة والروم وديار بكر كذا قال قطب الدين، وقال الشيخ شمس الدين: الذي فتح خراسان وعراق العجم جنكزخان، وهولاكو أباد الملوك وقتل الخليفة المستعصم وأمراء العراق وصاحب الشام ميّافارقين، وقال الظهير الكازروني: حكى النجم أحمد بن البّواب النقّاش نزيل مراغة قال: عزم هولاكو على زواج بنت ملك الكرج فأبت حتى يُسِلمَ، فقال: عرِّفوني ما أقول، فعرضوا عليه الشهادتين، فأقَرَّ بهما، وشهد عليه بذلك خواجا نصير الدين الطوسي وفخر الدين المنجم، فلما بلغها ذلك أجابت، فحضر القاضي فخر الدين الخلاطي وتوكَّل لها النصير، ولهولاكو الفخر المنجم، وعقدوا العقد باسم تامار خاتون بنت الملك داود إيواني على ثلاثين ألف دينارٍ، قال ابن البواب:
وأنا كتبتُ الكتاب في ثوب أطلس أبيض، وتوفي هولاكو بعلّة الصَّرع وأخفَوا موتَه وصبّروه وجعلوه في تابوتٍ، وكان ابنه أبغا غائباً فطلبه المغل وملّكوه، وهلك هولاكو وله ستون سنة
او نحوها في سنة أربع وستين وستمائة، وخلّف من الأولاد سبعةَ عشرَ ولداً سِوى البنات وهو أبغا و واشموط و تمشين و تكشى، وكان جباراً، واجاي ويَستِز ومنكوتمر، الذي التقى هو والمنصور قلاوون على حمص وانهزم جريحاً، وباكُودَر وارغون ونغاي دَمُر والملك أحمد، وقد جمع صاحب الديوان كتاباً في أخبارهم في مجلدين، وكان القان الأعظم في أيّام هولاكو مونكوقا بن تولى بن جنكزخان، فلما هلك جلس بعده على التخت أخوهما قبلاي
وامتدّت أيّامه وطالت دولته، ومات قبلاي في خان بالِق سنة خمس وتسعين وستمائة، وكانت مملكته نحواً من أربعين سنة وقد تقدم ذكر قبلاي في مكانه من حرف القاف.
 
 1  2  3  4  5 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
يعقوب شاه    كن أول من يقيّم
 
قال السخاوي في الضوء اللامع:
يعقوب شاه بن أسطا علي الأرزنجاني ثم التبريزي ثم القاهري المهمندار. ولد سنة عشروثمانمائة تقريباً بأرزنجان وتحول منها مع عمته إلى تبريز فنشأ بها وقرأ بها القرآن وكان زوجها أبو يزيد صاحب ديوان السلطان قرا يوسف متملك بغداد وتبريز وما والاها فتدرب به بحيث أنه لما انتقل الأمر لولده إسكندر صار المرجوع في ضبط أمور الزوج إليه مدة ثم لما قارب العشرين انتقل مع عمته إلى الديار المصرية فوصلها ثاني سني الأشرف
فنزل في طبقة القاعة ثم في طبقة المقدم سنة ثلاث وثلاثين مع خشقدم اليشبكي إذ صار مقدم المماليك وحج معه حين كان أمير الأول ثم مع قانم التاجر حين تأمر على المحمل بل كان في الركاب سنة آمد فوردت مطالعة من إسكندر بن قرا يوسف فلم ينهض أحد لقراءتها فأرشد الكمالي بن البارزي إليه لعلمه بتقدمه في قراءة المطالعات الواردة من الروم والتتر والعجم والهند ومعرفته بألسنتها وبالتركي والعربي فقرأها واستقر من ثم في قراءة المطالعات الواردة عنهم بل رام أن يقرره أحد الدوادارية لأجل القراءة فلم يتهيأ، ثم بعد .... إلخ
 
*زهير
24 - ديسمبر - 2010
اسكندر بن قرا يوسف    كن أول من يقيّم
 
قال السخاوي:
اسكندر بن قرا يوسف بن قرا محمد بن بيرم خجا التركمان متملك تبريز وما والاها وأخو جهانشاه الآتي ملك البلاد بعد موت أبيه سنة (823) كما سيأتي فدام مدة وخربت البلاد في أيامه من كثرة حروبه وشروره إلى أن مات ذبحاً على يد ابنه قوماط شاه في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وهو إذ ذاك محاصر بقلعة النجباء من أخيه جهانشاه وكان شجاعاً مقداماً أهوج فاسقاً لا يتدين بدين. ذكره المقريزي في عقوده مطولاً.
وقال في ترجمة أحمد بن شاروخ:

أحمد بن شاه روخ بن تيمورلنك كوركان المعروف بأحمد جوكي. كان من أعيان أولاد أبيه وممن له سطوة وإقدام وشجاعة فكان لذلك يرسله في العساكر إلى الأقطار وفتح عدة بلاد وقلاع ووقع بينه وبين اسكندر بن قرا يوسف متملك تبريز حروب ووقائع آخرها في

سنة وفاته، ومات بعد ذلك في شعبان سنة تسع وثلاثين فاشتد حزن أبيه عليه. ذكره شيخنا في أنبائه باختصار قال واتفق أن والده مات له في هذه السنة ثلاثة أولاد كانوا ملوك الشرق بشيراز وكرمان وهذا كان من أشدهم.

@ ومن أخباره ما حكاه الحافظ ابن حجر في إنباء الغمر في حوادث سنة 836 قال:

(وفيها حاصر إسكندر بن قرا يوسف قلعة ساهي وكان صاحبها من نوابه، فلما رجع إسكندر من محاربته مع شاه رخ أرسل إليه النائب ولده ليهنئه بالسلامة، وكان شاباً جميلاً فحبسه عنده يرتكب منه الفاحشة فيما قيل، ثم أرسله لأبيه، فلما أخبر أباه بما جرى له عصى على إسكندر فتوجه إليه وحاصره فلم يظفر منه بشيء، وكان للإسكندر في تلك القلعة عدة من النساء فخشي عليهن من أيدي أعاديه لحصانتها، فنفذ الأمير إلى النسوة المذكورات  فقسمهن بين ولده الذي أفحش فيه الإسكندر وبين ابن عمه وجعلوهن بمنزلة السراري لهم، فبلغ ذلك الإسكندر فزاد في حنقه).

 

*زهير
24 - ديسمبر - 2010
أويس بن شاه ولد بن شاه زاده بن أويس    كن أول من يقيّم
 
قال السخاوي:
أويس بن شاه ولد بن شاه زاده بن أويس صاحب بغداد، قتل في حرب بينه وبين محمد شاه بن قرا يوسف واستولى محمد شاه على بغداد مرة أخرى؛ قاله شيخنا في أنبائه وأرخه سنة ثلاثين.
*زهير
24 - ديسمبر - 2010
جاهنشاه بن قرا يوسف    كن أول من يقيّم
 

قال السخاوي:

جهانشاه بن قرا يوسف بن قرا محمد التركماني الاصل صاحب العراقين وملك الشرق، إلى شيراز وممالك اذربيجان. مات قتلاً فيما قيل بيد أعوان حسن بك بن قرا يلك بالقرب من ديار بكر أو موتاً سنة اثنتين وسبعين، وقد زاد على الستين ونهبت أمواله وأرسل حسن بك برأسه إلى القاهرة فعلقت، وكان من أجلاء الملوك وعظمائها لا يتقيد بدين كأقاربه واخوته مع التعاظم والجبروت وسفك الدماء بحيث انه قتل ابنه بيرشاه بضع بداق صاحب بغداد وربما احتجب عن رعيته الشهر في انهماكه. وينسب مع قبائحه إلى فضل في العقليات وغيرها وعلى كل حال فمستراح منه، وكان مولده في اوائل القرن تقريباً بماردين.

ولذا قيل انه كان سمي ماردين شاه وأن اباه لما ذكر له ذلك غضب وقال هذا اسم للنسوة وسماه جهانشاه. ونشأ في كنف أبيه ثم أخيه اسكندر ثم لما ترعرع فر منه إلى جهة شاه رخ ابن تيمور فأرسل إليه من قبض عليه وجيء به إليه فأراد قتله فكفته أمه ثم بعد يسير فر ثانياً ولحق بشاه رخ فأكرمه وأنعم عليه بعدد ومدد عوناً له على قتال أخيه إلى أن انكسر ثم قتله ابن نفسه شاه فوماطفي ذي القعدة سنة احدى واربعين وبعث لعمه صاحب الترجمة بذلك، ورسخت قدمه حينئذ في مملكة تبريز وما والاها على انه نائب شاه رخ، وعظم واستمر في تزايد إلى أن عد في ملوك الأقطار ثم ملك بغداد بعد موت أخيه أصبهان؛ وكثرت عساكره وعظمت جنوده وأخذ في مخالفة شاه رخ باطناً، وحج الناس في أيامه بالمحمل العراقي من بغداد في سني نيف وخمسين، ولا زال كذلك حتى مات شاه رخ وتفرقت كلمة أولاده؛ واستفحل أمره لذلك جداً بحيث جمع عساكره ومشى على ديار بكر في سنة أربع وخمسين لقتال جهان كير المذكور بعده وأخذ منه أرزنكان بعد قتال عظيم والرها بقلعتها وأرسل قطعة من عساكره لحصار جهان كير بآمد ووصلت عساكره إلى أراضي ملطية ودوركي ثم أرسل قصاده في سنة خمس وخمسين إلى الظاهر بأنه باق على المودة وأنه ما مشى على جهان كير الا حمية له ورماه بعظائم فأكرم قصاده وأحسن اليهم وأرسل صحبتهم قانم التاجر معه جملة من الهدايا والتحف.

@@

وقال في ترجمة جهان كير:

جهان كير بن علي بك بن عثمان المدعو قرا يلك بن قطلو بك صاحب آمد وماردين وأرزنكان وغيرها. ولد بديار بكر في حدود العشرين وثمانمائة تقريباً ونشأ تحت كنف أبيه وجده وقدم مع والده إلى الديار المصرية، وأنعم عليه بامرة حلب فتوجه اليها وأقام بها مدة إلى أن ولاه الظاهر جقمق الرها، وعظم وكثرت جنوده؛ ثم ملك آمد بعد موت عمه حمزة بعد حروب ثم أرزنكان ثم ماردين وغيرها إلى أن صار حاكم ديار بكر وأميرها وحينئذ أظهر الخلاف على الظاهر وضرب بعض بلاده وانضم إليه بيغوت الأعرج نائب حماة ومن شاء الله وبينما هو كذلك طرقه جها نشاه الماضي قبله فشتت شمله ومزق عساكره، فلما ضاق الامر على صاحب الترجمة أرسل بأمه إلى البلاد الحلبية تستأذن نواب البلاد الشامية وهم بأجمعهم بحلب إذ ذاك في قدومها إلى الديار المصرية لاسترضاء السلطان على ولدها وكان قد أرسل قبل ذلك بولده يسأل الدخول تحت الطاعة فمنعوها فرجعت إلى آمد وفي غضون ذلك أرسل بأخيه حسن في شرذمة من عساكره إلى عمه حسن بن قرا يلوك وهو في عسكر كثيف من عسكر جهانشاه فظفر عمه به فقتله وبعث

برأسه إلى أخيه صاحب الترجمة بعد أن قتل حسن المقتول جماعة من عسكر جهانشاه الذين كانوا مع عمه ولما بلغ ذلك جهانشاه غضب واشتد حنقه وقدم إلى آمد فحاصرها وجهان كير بها.

 

*زهير
24 - ديسمبر - 2010
بداق    كن أول من يقيّم
 
بداق بن جهانشاه بن قرا يوسف، ناب عن أبيه في شيراز ثم خالف عليه فقصده أبوه ففر لبغداد فتملكها وحاصره أبوه دون السنتين حتى ملكها وقتله مع خلق كثيرين جداً وغلت الاسعار بسبب الحصار حتى حكى لي بعض من كان في العسكر أن رأس الغنم بيع بما يوازي مائة دينار مصرية والرطل البغدادي من الثوم بنحو خمسة عشر ديناراً قال وأكلت لحوم البغال والحمر الاهلية ونحوها وكان شجاعاً كريماً ظهر له كنز كبير قيل انه اثنا عشرخابية ففرقه على العسكر ولم ينظر إليه بل قال إن أصحابه لم ينتفعوا به فنحن أولى، هذا مع شيعيته وفساد عقيدته وتجاهره بالمعاصي بحيث يأكل في رمضان نهاراً على السماط مع كثيرين.
*زهير
24 - ديسمبر - 2010
بير بضع    كن أول من يقيّم
 
بير بضع بن جهانشاه بن قرا يوسف بن قرا محمد التركماني صاحب بغداد حاصره أبوه فيها زيادة على سنتين إلى أن عجز وسلمها فيما قيل له مع تقادم كثيرة؛ فأقره أبوه عليها ورجع إلى بلاده فحسن له بعض أتباعه الاستمرار على مشاققته وانه إنما أذعن له عجزاً وغلبة فندب إليه ولده الآخر محمد شقيق هذا وتصادما فقتل صاحب الترجمة وجهز برأسه إلى أبيه وذلك في ثاني ذي القعدة سنة سبعين وهو في الكهولة وقتل معه من عساكره نحو أربعة آلاف نفس صبراً.
*زهير
24 - ديسمبر - 2010
قوماط شاه    كن أول من يقيّم
 
قوماط شاه بن إسكندر بن قرا يوسف بن قرا محمد الماضي أبوه. قتل أباه في سنة إحدى وأربعين وهو محاصر بقلعة النجا وراسل عمه جاهنشاه بذلك.
*زهير
24 - ديسمبر - 2010
المغول يعيثون فسادا في بغداد ..    كن أول من يقيّم
 

ويغتالون الخليفة العباسي

الأيوبيون أوقفوا مؤقتا انهيار الخلافة خلال الحرب الصليبية
كتاب «صدام الأصوليات» للمفكر البريطاني المعاصر ذي الأصل الباكستاني طارق علي، هو عبارة عن رحلة تاريخية تحليلية مادية تنقلنا إلى أعماق العلاقة بين الشرق والغرب، وتتوقف
عند أسباب نشأة الإمبراطوريات الحديثة واستراتيجياتها الإيديولوجية والاقتصادية. ينظر صاحبه في وجود الديانات السماوية ودورها في تعبئة الناس، وفي ظهور الطوائف والأصوليات والجهاد والحملات الصليبية، ينظر في الوهابية والأندلس والاستشراق والإمبراطوريات الغربية قبل أن يتطرق  للإمبراطورية الأمريكية والثورة الشيوعية و«الحرب الباردة» والحداثة والكيان الصهيوني ونكبة الفلسطينيين و«العدوان الثلاثي» والثورة الإيرانية وحروب الخليج وأحداث 11 شتنبر 2001.
مزقت الحروب الصليبية عالماً كان ينهار شيئاً فشيئاً. وجاءت انتصارات صلاح الدين الأيوبي لإيقاف هذا الانهيار بشكل مؤقت، لكن البنيات الداخلية للخلافة كانت قد دُمّرت إلى الأبد وغزوات جديدة كانت في الطريق. فرض الجيش المغولي بقيادة هُولاكو خانْ  الحصار على بغداد في 1258م. دعا الزعيم المَغولي الخليفة للاستسلام متعهداً بعدم إلحاق أي ضرر بالمدينة، غير أنّ الخليفة تمادى في حُمقه وسخافته حتى النهاية ورفض، فنفذت الجيوش المغولية تهديدها حيث نهبت المدينة واغتالت الخليفة العباسي (المستعصم بالله). كما أن المكتبات أُحرقت فاندثرت معها ثقافة بأكملها. وقد جرت العادة أن يُعبّر المغول عن حقدهم إزاء الحضارات التي تفوقهم تقدماً بتدمير كنوزها المعرفية. أما بغداد فلن تسترجع قط مجدها بصفتها عاصمة الحضارة الإسلامية.
في أماكن أخرى من المنطقة، تنوّعت السلطة مع استرجاع  بعض الحكام الإقليميين لمناصبهم، إلا أن مركز الإسلام كان ينتقل في اتجاه البُوسْفور. وفي أواسط القرن الميلادي الخامس عشر، كان الإسلام قد انتشر عبر ثلاث قارات. تحرّكت القوة العسكرية والتجارة على شكل كُلابة، دون أن يخضع الأمر لتخطيط مُسبق مُحكم. ولكن النتائج تحققت بالرغم من ذلك. قبل ذلك، أي خلال القرنين الثامن والتاسع للميلاد، كانت جيوش المسلمين قد بدأت الدخول إلى الهند عبر أفغانستان وهندوستان، بينما بدأ أهالي الساحل الجنوبي من شبه القارة يتحركون على وتيرة القدوم والغدو التي فرضها التجار العرب. كما أن جموعاً كبيرة منهم اعتنقت الإسلام. ولا شك في أن الاستياء من الديانات المحلية وبساطة الإسلام كان لهما دوران مماثلان في ذلك. لقد شكلَ توفيق النبي محمّد بين كونيةٍ توحيديةٍ ومساواة المؤمنين أمام الله وصْفة جذابة بالنسبة للذين أثقلت كاهلهم أنظمة التمييز السلالي والتراتبية العقدية.
في القرون التي تلتْ، حصل نفس الشيء عند ملتقى الطرق التجارية الكبرى الثلاثة في منطقة شِنْجْيانْغْ، شمال غرب الصين، فيما بلغت أساطيل المسلمين التجارية الأرخبيلَ الأندونيسي وجنوب الصين وكذا السواحل الغربية والشرقية من القارة الأفريقية. ومع حلول القرن الميلادي الرابع عشر، كان مركز قوة الإسلام ينتقل في اتجاه البُوسفور. نجت روما وسقطتِ القسطنطينية. قبلئذ، كانت جيوش الخليفة بدمشق وبغداد قد فرضت الحصار في أربع مناسبات على عاصمة المسيحية الشرقية، لكن المدينة نجت بنفسها في المرات الأربع. وابتداءً من العام 1300م، اتسعتْ حدود إمارة الأناضول شيئاً فشيئاً وهي تقضم الأراضي البيزنطية بشكل مستمر. وفي 1453م، تحققت أحلام قديمة وحصلت مدينة بيزنطة العتيقة، التي عُرفت لاحقاً بالقسطنطينية، على اسم جديدٍ هو إسطنبول، وعلى حاكم جديدٍ هو محمّد الثاني (الفاتح)، الذي قام سلفه، عُثمان، بتأسيس السلالة الحاكمة التي حملتْ إسمه لأكثر من مائة عام.
عشية الانهيار الكامل للحضارة الإسلامية في شبه الجزيرة الإيبيرية، دشنتِ السلالة العثمانية حكمها بفتح جبهة جديدة في جنوب شرق أوروبا. وخلال القرن الموالي، استولى العثمانيون على المجر وابتلعوا البلقان وحاولوا القضم من أوكرانيا وبولونيا وهددوا باحتلال ڨيينا. كان الكاثوليكيون الإسبان يخشون ومسلمُو الأندلس يتمنّون أن يقوم العثمانيون المنتصرون بإرسال سفنهم الحربية إلى الموانئ الأندلسية لنجدة إخوانهم في الدّين. لكن الجهاد القارّي لم يكن ضمن مشاريع العثمانيين أكثر مما كان ضمن مشاريع صلاح الدين الأيوبي، ولو أن هذا الأخير قام ذات مرة في عِزّ الحروب الصليبية بزيارة ساحل الأبيض المتوسط وأقرّ لأحد المستشارين بأن السبيل الوحيد للتغلب على الوباء الإفرنجي يمر بالتأكيد عبر غزْو أراضيهم وإدخال الحضارة إلى أوطانهم. في الأخير، سيكتفي صلاح الدين بالقدس بينما سيقنع محمد الثاني بالقسطنطينية.
طِوال القرنيْن الخامس عشر والسادس عشر للميلاد، عاشت أغلبية مسلمة تحت حكم إمبراطوريات العثمانيين والصفويين (بلاد فارس) والمُوغال (الهند). كان جُل المسلمين  يعترفون بالسلطان العثماني خليفة عليهم وخادماً للحرميْن الشريفين، مكة والمدينة. لقد صارت إسطنبول هي المركز الجديد لهذا العالم، وصار أغلب العرب من رعايا السلطان. وبينما بقيت العربية لغة العبادة، أصبحت التركية هي لسان البلاط، تستعمله العائلة الحاكمة والنخبة الإدارية والعسكرية في كل أرجاء الإمبراطورية، ولو أنّ المعجم الديني والعلمي والأدبي والقانوني تمّ نقله في مجمله عن الفارسية والعربية. أمّا الإسهام التركي الأصيل فنجده في الشِعر وإدارة الدولة والفن المعماري.
كانت الدولة العثمانية، التي استمرت لخمسة قرون من الزمن، مشروعاً متميزاً على عدة مستويات. فقد كانت دولة متعددة الأديان تعترف بحقوق المسيحيين واليهود وتحميها. وقد مُنح كثير من اليهود الذين طُردوا من إسبانيا والبرتغال حق اللجوء في البلاد العثمانية، وبهاته الطريقة، التي لا تخلو من سخرية، رجع عددٌ كبير منهم إلى العالم العربي، حيث إنهم لم يستقروا في إسطنبول فقط، بل منهم من قدّموا خدمات للإمبراطورية ببغداد والقاهرة ودمشق.
لم يتمتع اللاجئون اليهود وحدهم بهذا الامتياز، لأن البروتستانتيين الألمان والفرنسيين والتشيك الهاربين من فِرق الثأر الكاثوليكية خلال معارك «عصر الإصلاح» استفادوا بدورهم من حماية السلاطين العثمانيين. وفي حال البروتستانتيين تحديداً، كان من وراء توفير الحماية لهم دافع سياسي كذلك. فقد كانت الدولة العثمانية تتابع عن كثب التطورات الحاصلة في باقي أوروبا، وتدافع عن مصالحها بحزم عبر سلسلة من التحالفات الدبلوماسية والتجارية والثقافية مع بعض الدول الأوروبية العظمى. في المقابل، لم يكنِ الباب العالي يَعتبر البابا مراقِباً محايداً، فكان ينظر إلى الثورات ضد الكاثوليكية بعين الرضى. أصبح السلطان العثماني بدوره شخصية بارزة في الفولكلور الأوروبي، حيث كثيراً ما كان يشبَّه بالشيطان أو بالرجل الفظّ. إلا أن المعنيَّ بالأمر كان على وعي دائم بمكانته في الجغرافيا والتاريخ.
 
 
د. إسماعيل العثماني
 
*abdelhafid
24 - ديسمبر - 2010
حسن بن علاء الدين    كن أول من يقيّم
 
قال السخاوي:
حسين بن علاء الدين بن أحمد بن أويس. قال شيخنا في أنبائه آخر ملوك العراق من ذرية أويس كان اللنك أسره وأخاه حسناً وحملهما إلى سمرقند ثم أطلقا فساحا في الأرض فقيرين مجردين فأما حسن فاتصل بالناصر فرج وصار في خدمته؛ ومات
عنده قديماً وأما هذا فتنقل في البلاد إلى أن دخل العراق فوجد شاه محمد بن شاه ولد بن أحمد بن أويس وكان أبوه صاحب البصرة فمات فملك ولده شاه محمد فصادفه حسين وقد حضره الموت فعهد إليه بالمملكة فاستولى على البصرة وواسط وغيرهما ثم حاربه أصبهان شاه بن قرا يوسف فانتمى حسين إلى شاه رخ بن اللنك فتقوى بالانتماء إليه وملك الموصل واربل وتكريت؛ وكانت مع قرا يوسف فقوى أصبهان شاه يوسف واستنقذ البلاد، وكان يخرب كل بلد ويحرقه إلى أن حاصرها حسيناً بالحلة منذ سبعة أشهر ثم ظفر به بعد أن أعطاه الأمان فقتله خنقاً في ثالث صفر سنة خمس وثلاثين؛ وهو في عقود المقريزي
*زهير
24 - ديسمبر - 2010
اتفاقية آمد (ذو القعدة: 836هـ)    كن أول من يقيّم
 
كنت قد نشرت في موضوع بعنوان (يوم أحرقت دمشق) ما حكاه ابن حجة الحموي من قصة فتوح دياربكر في رجب عام (816) أيام الملك المؤيد شيخ المحمودي وكما كلف ابن حجة الحموي بكتابة وقائع تلك الحرب الشعواء، فقد صدر الأمر بتكليف الحافظ ابن حجر العسقلاني بقراءة نص هذه الرحلة في الجامع الأزهر وجامع السلطان المؤيد شيخ، ويستوقفنا في النص التالي أن الحافظ ابن حجر كان أيضا في صحبة الملك برسباي في هذه حملته على آمد، كما يذكر في (إنباء الغمر) تحت عنوان (السفرة الشمالية) وسأنشرها في التعليق اللاحق، وقد صارت هذه الوقعة تاريخا يؤرخ به، فترى السخاوي في (الضوء اللامع) يقول غير مرة: (سنة آمد)
قال المقريزي (ت 845) في حوادث (836)
وفي ثامن عشرينه (أي ذي الحجة): برز السلطان من دمشق يريد القاهرة. وكان من خبره أنه سار من حلب في حادي عشرين رمضان، ونزل البيرة في خامس عشرينه، وقد ترك الأثقال والقضاة ونحوهم بحلب، فعدى الفرات بالمقاتلة في يومين، ودخل الرها في سلخه، وسار من الغد، فنزل على آمد في ثامن شوال، ومعه من المماليك السلطانية والأمراء ومماليكهم ونواب البلاد الشامية بأتباعهم، ومن انضم إليهم من التركمان، ومن عرب كلاب، ما يقارب عددهم عشرة آلاف، والمجازف يقول ما لا يعلم، فأناخ عليها، وقد خرج قرا يلك منها إلى أرقنين وترك بآمد ولده، فترامى الفريقان بالنشاب، ثم زحف السلطان بمن معه في يوم السبت عاشره من بكرة النهار إلى ضحاه وعاد فلم يقع زحف بعد ذلك، وقتل في هذا الزحف مراد بك بن قرا يلك بسهم، وقتل حمزة الخازندار نائب آمد وجماعة، وجرح من أهل آمد ومن العسكر كثير، وقبض على جماعة من أهل آمد، فقتل بعضهم وترك بعضهم في الحديد، ونزل محمود بن قرا يلك في عسكر على جبل مشرف على العسكر، وصار يقتل من خرج من الغلمان ونحوهم لأخذ القمح ونحوه، ومنع الميرة عن العسكر. فقدم في يوم الاثنين ثاني عشره صاحب أكل - واسمه دولات شاه- فخلع عليه، وأنزل في العسكر، ثم قدم الملك الأشرف أحمد بن سليمان ابن غازي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله، صاحب حصن كيفا، باستدعاء، حتى قارب العسكر، فخرج عليه عدة من العسكر قرا يلك، فقتلوه وقتلوا معه قاصد السلطان المتوجه إليه، فاشتد ذلك على السلطان وبعث في إحضار قاتليه جماعه من العربان والتركمان، فأحضروا من جماعة قرا يلك عشرين رجلاً، ثم توجهوا ثانية فأحضروا ثلاثين رجلاً وسطوا تجاه قلعة آمد ثم توجهوا ثالثاً فأحضروا واحداً وعشرين رجلاً، منهم قرا محمد أحد أمراء قرا يلك، ومنهم صاحب ماردين فوسط قرا محمد ومعه عشرون رجلاً. فاتفق أن واحداً منهم انفلت من وثاقه، فمر يعدو والعسكر تنظره، فما أحد رماه بسهم، ولا قام في طلبه حتى نجا، وطلع القلعة. وفي أثناء ذلك سار الأمير شار قطلوا نائب الشام، ومعه عدة من التركمان والعرب وغيرهم لقتال قرا يلك، فكانت بينهم وقعة، قتل وجرح فيها من التركمان والعرب وأصحاب قرا يلك جماعة، وتأخر شار قطلو عن لقائه، فبعث قرا يلك بقرا أحمد بن عمه، وبكاتب سره بكتبه يترامى على نواب الشام في الصلح، فما زالوا بالسلطان حتى أجاب إلى ذلك، وبعث إليه شرف الدين أبا بكر الأشقر نائب كاتب السر، حتى عقد الصلح معه، وحلفه على الطاعة، وجهز إليه كاملية حرير مخمل بفرو سمور، وقباء حرير بوجهين وعليه طراز عرض ذراع ونصف وربع، وثلاثون قطعة قماش سكندري، وسيف بسقط ذهب، وفرس بقماش ذهب، وخلع على قصاده. فقدم قاصداً اسكندر بن قرا يوسف صاحب توريز وعراق العجم بأنه قادم إلى الخدمة السلطانية، فأجيب بالشكر، وأنه قد وقع الصلح مع قرا يلك.
وكان الذي وقع الصلح عليه أن قرا يلك لا يتعرض إلى شيء من أطراف المملكة من الرحبة، وإلى دوركي، وأن يسهل طرق الحجاج والتجار ونحوهم من المسافرين، ولا يتعرض لحصن كيفا ولا لرعيتها وحكامها، ولا لدولات شاه حاكم أكل وقلاعه، وأن يضرب السكة، ويقيم الخطبة للسلطان بديار بكر، وأن يمتثل ما يرد عليه من مراسيم السلطان.
ثم قدم الملك شرف الدين يحيى بن الأشرف صاحب كيفا - وقد استقر في سلطنة الحصن أخوه الملك الصالح صلاح الدين خليل بن الملك الأشرف - بتقدمة أخيه، فخلع عليه، وجهز للصالح خلعة وسيف.
ثم رحل السلطان ومن معه عن آمد، بعد الإقامة عليها خمسة وثلاثين يوماً، في ثالث عشر ذي القعدة، وقد غلت عندهم الأسعار، فبلغ الأردب الشعير نحو دينارين ونصف، وأنه كان يعطي فيه اثنان وسبعون درهماً مؤيدية، عن كل مؤيدي سبعة دراهم ونصف من الفلوس، نقد القاهرة، ويصرف دينار بثلاثين مؤيدياً فضة، وبلغ القمح كل أربعة أقداح بدرهمين فضة، وبلغ القدح الواحد من الملح خمسة عشر درهماً فضة، وبلغ الرطل من الزيت ومن السرج بثلاثين درهماً فضة، ونهب من ضواحي آمد غلال لا تحصى، منها زيادة على مائتي ألف أردب بمقتضى المحاسبة، سوى ما انتهبه العسكر، وخرب ما هنالك من الضياع، وأخذت أخشابها، وقطعت أشجارها، ونهب ما فيها، وفعل بأهلها ما لا يمكن وصفه، فلما وصل السلطان من آمد إلى الرها أقر الأمير أينال الأجرود نائب غزة بالرها، وقواه بنحو خمسة آلاف دينار وشعير وبشماط وأرز وزيت وصابون وسلاح كثير، وولي عوضه نيابة غزة الأمير جانبك الحمزاوي، وقدمه إليها، ثم رحل، فقدم حلب في خامس عشرينه، وسار منها في خامس ذي الحجة، ودخل دمشق في تاسع عشره.
وكانت سفرة مشقة زائدة الضرر، عديمة النفع، أنفق السلطان فيها من المال الناض خمسمائة ألف دينار، وتلف له من سلاح والخيل والجمال وغير ذلك. وأنفق الأمراء والعساكر بمصر والشام، وتلف لهم من الآلات والدواب والقماش ما تبلغ قيمته مئات قناطير
من ذهب، وتلف لأهل آمد وذهب مال عظيم جداً وقتل خلق كثير، ونفق من دواب العسكر زياده على عشرة آلاف، ما بين جمل وفرس، ولم يبلغ أحد غرضاً من الأغراض،
ولا سكنت فتنه. وإني لأخشى أن يكون الأمر في هذه الكائنة كما قيل:
لا تحقرن سُبَيباً         كم جر شراً سُبَيْبُ
و لله عاقبة الأمور.
*زهير
24 - ديسمبر - 2010
 1  2  3  4  5