البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : حوادث جمادى الثانية 701هـ    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 زهير 
23 - ديسمبر - 2010
تحية طيبة أساتذتي الكرام:
قضيت هذا المساء في البحث عن حوادث جمادى الثانية من عام (701) في كتب التاريخ، وهو شهر يستحق أن تفرد أخباره في كتاب، ففي هذا اليوم 4/ جمادى الثانية/ 701 انطلقت جيوش الناصر ابن قلاوون للقضاء على المتمردين العرب في أسيوط ومنفلوط، ووصف (المقريزي: 766 – 845)  تفاصيل هذه الحملة مع أنه لم يعاصرها، فقد ولد بعد وقوعها ب(65) سنة، وسكت معظم المؤرخين الذين عاصروا الحملة أذكر منهم الذهبي (673 – 748) وأبا الفداء(672 -732) وأما ابن كثير فقد ولد أثناء وقوع هذه البطشة فمولده عام (701) ووفاته (774) وأما  ابن تغري بردي (813 – 874) فقد نقل في (النجوم الزاهرة) كل ما حكاه المقريزي ولم يزد عليه شيئا. وسأنقل هنا كلام المقريزي في كتابه (السلوك) قال بعدما وصف وفاة الخليفة العباسي بمصر (الحاكم بأمر الله أبي العباس أحمد بن علي) ليلة الجمعة 18/ جمادى الأولى/ 701 وجنازته الفخمة التي أقيمت له ومراسم أخذ البيعة لابنه أبي الربيع سليمان ولقب بالمستكفي يوم الخميس 24/ جمادى الأولى/ :
وكان السلطان قبل ذلك أمر بخروج تجريدة إلى الوجه القبلي لكثرة فساد العربان وتعدى شرهم في قطع الطريق إلى أن فرضوا على التجار وأرباب المعايش بأسيوط ومنفلوط فرائض جبوها شبه الجالية، واستخفوا بالولاة ومنعوا الخراج وتسموا بأسماء الأمراء،
وجعلوا لهم كبيرين:  أحدهما سموه سلار، والآخر بيبرس، ولبسوا الأسلحة وأخرجوا أهل السجون بأيديهم؛
 
 فأحضر السلطان الأمراء والقضاة واستفتوهم في قتالهم، فأفتوهم بجواز ذلك؛ فاتفق الأمراء على الخروج لقتالهم، وأخذت الطرق عليهم لئلا يمتنعوا بالجبال والمنافذ، فيفوت الغرض فيهم؛
 
واستدعوا الأمير ناصر الدين ناصر الدين محمد بن الشيخي متولي الجيزة وندبوه لمنع الناس بأسرهم من السفر إلى الصعيد في البر والبحر، ومن ظهر أنه  سافر كانت أرواح الولاة قبالة ذلك وما ملك 
وأشاع الأمراء أنهم يريدون السفر إلى الشام وتجهزوا، وكتبت أوراق الأمراء المسافرين وهم عشرون مقدماً بمضافيهم، وعينوا أربعة أقسام:  قسم يتوجه في البر الغربي، وقسم يتوجه في البر الشرقي، وقسم يركب النيل، وقسم يمضي في الطريق السالكة. وتوجه الأمير شمس الدين سنقر الأعسر، وكان قد قدم من الشام، إلى الواح في خمسة أمراء، وقرروا أن يتأخر مع السلطان أربعة أمراء من المقدمين، ورسم إلى كل من تعين من الأمراء لجهة أن يضع السيف في الكبير والصغير والجليل
والحقير، ولا يبقوا شيخاً ولا صبياً ويحتاطوا على سائر الأموال. وسار الأمير سلار نائب السلطنة في رابع جمادى الآخرة ومعه جماعة من الأمراء في البر الغربي، وسار الأمير بيبرس الجاشنكير بمن معه من الحاجر في البر الغربي أيضاً من طريق الواحات، وسار الأمير بكتاش أمير سلاح بمن معه في البر الشرقي، وسار الأمير قتال السبع وبيبرس الدوادار وبلبان الغلمشي وغيره من الشرقية إلى السويس والطور، وسار الأمير قبجق المنصوري نائب الشام بمن كان معه إلى عقبة السيل، وسار طقصبا والي قوص بعرب الطاعة، وأخذ عليهم المفازات؛ وقد عميت أخبار الديار المصرية على أهل الصعيد لمنع المسافرين إليها فطرقوا الأمراء البلاد على حين غفلة من أهلها، ووضعوا السيف من الجيزة
بالبر الغربي والإطفيحية من الشرقي، فلم يتركوا أحداً إلا قتلوه، ووسطوا نحو عشرة آلاف رجل، =والتوسيط: ان تضرب الرجل بالسيف في خصره فتقطعه نصفين=
 وما منهم إلا من أخذوا ماله وسبوا حريمه؛ فكان إذا ادعى أحد منهم أنه حضري، قيل له:  قل "دقيق "، فإن قال:  دقيق- بالكاف لغات العرب- قتل وإن قال: بالقاف المعهودة أطلق.
ووقع الرعب في قلوب العربان حتى طبق عليهم الأمراء وأخذوهم من كل جهة فروا إليها، وأخرجوهم من مخابئهم حتى قتلوا من بجانبي النيل إلى قوص؛ وجافت الأرض بالقتلى؛ واختفى كثير منهم بمغاور الجبال فأوقدت عليهم النيران حتى هلكوا بأجمعهم، وأسر منهم نحو ألف وستمائة لهم فلاحات وزروع، وحصل من أموالهم شيء عظيم جداً تفرقته الأيدي؛ وأحضر منه إلى الديوان السلطاني ستة عشرة ألف رأس من الغنم، وذلك من جملة ثمانين ألف رأس ما بين ضأن وماعز، ومن السلاح نحو مائتين وستين حملاً من السيوف والسلاح والرماح، ومن الأموال على بغال محملة مائتين وثمانين بغلاً،
ونحو أربعة آلاف فرس، واثنين وثلاثين ألف جمل، وثمانية آلاف رأس من البقر، غير ما أرصد في المعاصر؛ وصار لكثرة ما حصل للأجناد والغلمان والفقراء الذين آتبعوا العسكر يباع الكبش السمين من ثلاثة دراهم إلى درهم، والمعز بدرهم الرأس، والجزة الصوف
بنصف درهم، والكساء بخمسة دراهم، والرطل السمن بربع درهم، ولم يوجد من يشتري الغلال لكثرتها؛ فإن البلاد طرقت وأهلها آمنون، وقد كسروا الخراج سنتين. ثم عاد العسكر في سادس عشر شهر رجب من سنة إحدى وسبعمائة، وقد خلت بلاد الصعيد
من أهلها بحيث صار الرجل يمشي فلا يجد في طريقه أحداً، وينزل القرية فلا يرى إلا النساء والصبيان؛ ثم أفرج السلطان عن المأسورين وأعادهم إلى بلادهم لحفظ البلاد.
 وعند عود الأمراء المذكورين من بلاد الصعيد ورد الخبر من حلب أن تكفور متملك سيس منع الحمل وخرج عن الطاعة وانتمى لغازان، فرسم بخروج العساكر لمحاربته؛ وخرج الأمير بدر الدين بكتاش الفخري أمير سلاح، والأمير عز الدين أيبك الخازندار بمضافيهما من الأمراء وغيرهم في شهر رمضان، فساروا إلى حماة فتوجه معهم نائبها الملك العادل زين الدين كتبغا المنصوري في خامس عشرين شوال. وتوجهوا إلى بلاد سيس وأحرقوا
الزروع وآنتهبوا ما قدروا عليه، وحاصروا مدينة سيس وغنموا من سفح قلعتها شيئاً كثيراً من جفال الأرمن؛ وعادوا من الدربند إلى مرج أنطاكية. ثم قدموا في تاسع عشر ذي القعدة...إلخ
 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
ترجمة ابن قلاوون في الدرر الكامنة    كن أول من يقيّم
 
سيرة الناصر ابن قلاوون كما رواها الحافظ ابن حجر في كتابه الدرر الكامنة، حتى آخر عام 702 ويلاحظ أنه سكت عن حوادث سنة 701 قال:
محمد بن قلاون بن عبد الله الصالحي الملك الناصر ابن المنصور ولد في صفر وقيل في نصف المحرم سنة 684 وشوهد منه أنه ولد وكفاه مقبوضتان ففتحتهما الداية فسال منهما دم كثير ثم صار يقبضهما فإذا فتحهما سال منهما دم كثير فأنذر ذلك بأنه يسفك على يديه دماء كثيرة فكان كذلك وأول ما ولي السلطنة عقب قتل أخيه الأشرف في نصف المحرم سنة 93 وعمره تسع سنين سواء واستقر كتبغا نائباً والشجاعي وزيراً ثم وقع بينهما وانفق الشجاعي في يوم واحد ثمانين ألف دينار وكاد أن يغلب ثم انتصر بيسري وبكتاش لكتبغا وحاصروا الشجاعي في القلعة فأغلقت أم الناصر باب القلعة وبقي الشجاعي محصوراً في دار الوزارة فأنفل جمعة فطلب الأمان فآل أمره إلى القتل وطلع كتبغا إلى القلعة وجددت العهود للناصر وخطب له بعد ذلك بدمشق ولولي عهده كتبغا واستقل كتبغا بتدبير المملكة إلى أن تسلطن في المحرم سنة 694 فكانت مدة سلطنة الناصر الأولى سنة إلا ثلاثة أيام خلع كتبغا في صفر سنة 69 فكانت مدة سلطنته سنتين وشهراً واستقر لاجين فكانت سلطنته أيضاً سنتين وشهرين وكان كتبغا قد جهز الناصر إلى الكرك بعد أن حلف له أنه
إذا ترعرع وترجل يفرغ له عن المملكة بشرط أن يعطيه مملكة الشام استقلالاً كصاحب حماة فلما قتل لاجين في شهر ربيع الآخر سنة 698 أحضروا الناصر من الكرك وتسلطن الثانية وله يومئذ أربع عشرة سنة وأربعة أشهر واستقر في نيابة السلطنة سلار واستقر بيبرس الجاشنكبرد ويدارا ولم يكن للناصر معهما حكم البتة واستقر آقش الأفرم نائب دمشق وحضر الناصر وقعة غازان سنة 699 بوادي الخزندار وثبت الثبات القوي وجرى لغازان بدمشق ما اشتهر وقطعت خطبة الناصر من دمشق إلى رجب فأعيدت ثم تحرك غازان في العود في سنة سبعمائة فوصل إلى حلب ثم رجع وفي ولاية الناصر ألسبت اليهود العمائم الصفر والنصارى العمائم الزرق وذلك في سنة سبعمائة وفي سنة 702 فتحت جزيرة أرواد من بلاد الفرنج وأحضرت الأسرى إلى دمشق وفي شعبان منها كانت وقعة شقحب وكان للناصر فيها اليد البيضاء من الثبات ووقع النصر للمسلمين وفي ذي الحجة منها وقعت الزلزلة العظيمة بمصر والشام والإسكندرية وذهب تحت الردم ما لا يحصى وغرق من المراكب العدد الكثير وهدمت الجوامع والمزارات وانتدب سلار والجاشنكير وأكابر الأمراء في إصلاح ما وهي من ذلك ... إلخ
*زهير
23 - ديسمبر - 2010
حوادث سنة 701 في تاريخ الذهبي    كن أول من يقيّم
 
أما الإمام الذهبي (673 – 748)  فقال في حوادث هذه السنة:
سنة إحدى وسبعمائة
دخلت وسلطان الإسلام الملك الناصر نصره الله، ونائبه سلار، ونائبه بدمشق الأفرم. فقتل بمصر على الزندقة الذكي المتفنن فتح الدين أحمد بن البققي. وما تحرك العدو العام.
وأسلم بدمشق ديان اليهود العالم عبد السيد وبنوه، وخلع عليهم النائب، وضربت وراءهم الدبادب وهم راكبون. وأسلم معه نسيم الدباغ وأولاده، والعابد جمال الدين داوود
الطبيب. وجاء دمشق جرادٌ عظيم فما ترك حشيشةً خضراء، وأكل أكثر ورق الأشجار، وأكل الدراقن، وبقي حبه في الأغصان، ورأيت بعض الحب قد أكل نصفه، وكان ذلك عبرة.
وفيها:توفي صاحب مكة، عز الدين أبو نمي محمد ابن صاحب مكة أبي سعد حسن بن علي بن قتادة الحسني، من أبناء السبعين، وكان أسمر، ضخماً، شجاعاً، سائساً، مهيباً. ولي أربعين سنةً. قال لي الدباهي: لولا أنه زيديّ لصلح للخلافة لحسن صفاته.
وماتت خديجة بنت الرضي عبد الرحمن بن محمد، عن أربعٍ وثمانين سنةً. روت عن القزويني، والبهاء، وجماعة. ومات بمصر علاء الدين علي بن عبد الغني بن الفخر بن تيمية الشاهد، عن اثنتين وثمانين سنةً. حدثنا عن الموفق عبد اللطيف، وابن روزبه.
ومات أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله العباس أحمد بن أبي علي بن أبي بكر بن المسترشد بالله العباسي في جمادى الأولى. وعهد بالخلافة إلى ابنه المستكفي بالله سليمان. كانت خلافته أربعين عاماً. ومات مسند الشام، تقي الدين أحمد بن عبد الرحمن بن مؤمن الصوري الصالحي الحنبلي، في جمادى الآخرة، عن أربعٍ وثمانين سنة. روى عن الشيخ الموفق حضوراً، وعن ابن أبي لقمة،  القزويني والبهاء، وأبي القاسم بن صصرى. خرجوا له مشيخة.
ومات الشيخ الابن محمد بن عثمان بن المنجا التنوخي، رئيس الدماشقة، عن إحدى وسبعين سنةً. ثنا عن جعفر الهمداني وغيره. وهو واقف دار القرآن. ومات شيخ بعلبك الحافظ شرف الدين أبو الحسين علي بن محمد بن أحمد اليونيني الحنبلي في رمضان، من ضربه مجنون في رأسه بسكين، فتوفي بعد ستة أيام عن إحدى
وثمانين سنةً. كان إماماً فاضلاً. كثير الفضائل والمحاسن. ثنا عن البهاء حضوراً، وعن ابن صباح، وابن الزبيدي، وعدة، ودرس، وأفتى.
ومات بمكة في العشرين من ذي الحجة مسند الوقت أبو المعالي أحمد بن إسحق بن محمد بن المؤيد الأبرقوهي، عن سبعٍ وثمانين سنةً. حدث عن الفتح بن عبد السلام، وأحمد بن صرما، وابن أبي لقمة، والفخر بن تيمية، وعبد القوي بن الحباب. وتفرد بأشياء. وكان مقرئاً، صالحاً، متواضعاً، فاضلاً. رحمه الله.
*زهير
23 - ديسمبر - 2010
حوادث جمادى الآخرة (701) في تاريخ ابن كثير    كن أول من يقيّم
 
قال ابن كثير ومولده في السنة نفسها (701هـ):
وفي سادس جمادى الآخرة قدم البريد من القاهرة، وأخبر بوفاة أمير المؤمنين الخليفة الحاكم بأمر الله العباسي، وأن ولده ولي الخلافة من بعده، وهو أبو الربيع سليمان، ولقب بالمستكفي بالله، وأنه حضر جنازته الناس كلهم مشاة، ودفن بالقرب من الست نفيسة، وله أربعون سنة في الخلافة، وقدم مع البريد تقليد بالقضاء لشمس الدين الحريري الحنفي، ونظر الدواوين لشرف الدين بن مزهر، واستمرت الخاتونية الجوانية بيد القاضي جلال الدين بن حسام الدين بإذن نائب السلطنة.
وفي يوم الجمعة تاسع جمادى الآخرة خطب للخليفة المستكفي بالله وترحم على والده وفي يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من جمادى الأولى قدم الصدر علاء الدين بن شرف بجامع دمشق وأعيدت الناصرية إلى ابن الشريشي، وعزل عنها ابن جماعة ودرّس بها يوم الأربعاء الرابع عشر من جمادى الآخرة.
وفي شوال قدم إلى الشام جراد عظيم أكل الزرع والثمار وجرد الأشجار حتى صارت مثل العصى، ولم يعهد مثل هذا، وفي هذا الشهر عقد مجلس لليهود الخيابرة وألزموا بأداء
الجزية أسوة أمثالهم من اليهود، فأحضروا كتاباً معهم يزعمون أنه من رسول الله (ص) بوضع الجزية عنهم. فلما وقف عليه الفقهاء تبينوا أنه مكذوب مفتعل لما فيه من الألفاظ الركيكة، والتواريخ
المحبطة، واللحن الفاحش، وحاققهم عليه شيخ الإسلام ابن تيمية، وبين لهم خطأهم وكذبهم، وأنه مزور مكذوب، فأنابوا إلى أداء الجزية، وخافوا من أن تستعاد منهم الشؤون
*زهير
23 - ديسمبر - 2010
حوادث سنة 701 في تاريخ أبي الفداء    كن أول من يقيّم
 
قال أبو الفداء(672 -732) وقد عاصر الحرب على الصعيد:
ثم دخلت سنة إحدى وسبعمائة.
ذكر وفاة الخليفة
وفي هذه السنة توفي أبو العباس أحمد، الملقب بالحاكم بأمر الله، المنصوب في الخلافة، وقد تقدم ذكر ولايته ونسبه في سنة ستين وستمائة، والخلاف في ذلك، ولما توفي الحاكم المذكور،
قرر في الخلافة بعده ولده سليمان بن أحمد، وكنيته أبو الربيع، ولقب بالمستكفي بالله.
ذكر الإغارة على بلاد سيس
وفي هذه السنة جرد من مصر بدر الدين بكتاش أمير سلاح، وأيبك الخزندار معهما العساكر، فساروا إلى حماة، وورد الأمر إلى زين الدين كتبغا نائب السلطنة بحماة، أن يسير بالعساكر إلى بلاد سيس، فخرج كتبغا المذكور من حماة، وخرجنا صحبته في يوم السبت الخامس والعشرين من شوال في هذه السنة، الموافق للثالث والعشرين من حزيران من شهور الروم، وسار العسكر صحبة زين الدين المذكور، ودخلنا حلب يوم الخميس مستهل ذي العقدة، ورحلنا من حلب ثالث ذي القعدة، ودخلنا دربند بغراس سابع القعدة من الشهر المذكور، وانتشرت العساكر في بلاد سيس، فحرقت الزروع ونهبت ما وجدت، ونزلنا على سيس وزحفنا عليها وأخذنا من سفح قلعتها شيئاً كثيراً من جفال الأرمن، وعدنا فخرجنا من الدربند إلى مرج أنطاكية، ووصلنا إلى حلب يوم الاثنين تاسع عشر ذي القعدة من هذه السنة، وسرنا إلى حماة ودخلناها يوم الثلاثاء السابع والعشرين من الشهر المذكور، الموافق للرابع والعشرين من تموز من شهور الروم، ودخل زين الدين كتبغا المذكور حماة وقد ابتدأ به المرض.
ذكر غير ذلك من الحوادث
في هذه السنة مات قبجي بن ردنو بن دوشي خان بن جنكزخان، صاحب غزنة وباميان وغيرهما من تلك النواحي، وخلف من الأولاد بيان، وكبلك، وطقطمر، وبغاتمر، ومنغطاي، وصاصي. فاختلفوا بعده واقتتلوا، ثم انتصر فيما بعد بيان بن قنجي واستقر
ملك غزنة على ما سنذكره.
وفيها توفي صاحب مكة الشريف أبو نمي محمد بن أبي سعد بن علي بن قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن حسين بن سليمان بن علي ابن الحسين بن علي رضي الله عنهم، واختلفت أولاده وهم: رميثة، وحميضة، وأبو الغيث، وعطيفة. وتغلب رميثة وحميضة على مكة، شرفها الله تعالى، ثم قبض بيبرس الجاشنكير على رميثة وحميضة في هذه السنة، وكان قد حج وتولى أبو الغيث على مكة، ثم بعد سنين أطلق حميضة ورميثة فغلبا على مكة، وهرب عنها أبو الغيث، ثم اقتتل حميضة ورميثة، فانتصر حميضة واستقر في مكة حرسها الله تعالى، ثم كان منه ما سنذكره إن شاء الله تعالى. ثم دخلت سنة اثنتين وسبعمائة.
*زهير
23 - ديسمبر - 2010
سيرة ابن قلاوون في الوافي للصفدي    كن أول من يقيّم
 
أما سيرة الناصر ابن قلاوون في (الوافي) للصفدي فهي من أطول سير الكتاب، إلا أني أكتفي هنا بما حكاه من حوادث سنة 701 قال:
وفي جمادى الأولى سنة إحدى وسبع مائة توفي أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله أبو العباس أحمد العباسي ودفن عند الست نفيسة وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى في الأحمدين، وتولى الخلافة أمير المؤمنين المستكفي بالله أبو الربيع سليمان بولاية العهد إليه من والده الحاكم، وقرئ تقليده بعد عزاء والده وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى في حرف السين في مكانه.
وفي سنة اثنتين وسبع مائة فتحت جزيرة أرواد وهي بقرب انطرسوس ..إلخ
*زهير
24 - ديسمبر - 2010