الإخوة الأفاضل : انتبهوا جميعاً : يحيى بنُ معين ، مجهولُ الحالِ .
سبحان اللَّه .
هدِّئوا من روعكم .
لنستكشف الأمر ، ونرى ما يكون .
نعم ، هكذا قال أبو حاتم الرازيُّ في ‹‹ الجرح والتعديل ››
[2/90] لولدِهِ عبدِ الرحمنِ أبي محمَّد :
‹‹ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ بِشْرٍ الأَزْدِيُّ، روى عن يحيى بنِ معين ، روى عنه حسَّان بن حسَّان .
قال أبو محمد : سألتُ أبى عنه ؛ فقال : هو مجهول ، ويحيى مجهول ›› . انتهى .
قال ولدُهُ أبو محمد بنُ أبي حاتم الرازيُّ في‹‹علل الحديثِ
›› [2598] :
‹‹ سألتُ أبي عن حديثٍ رواه حسَّانُ بنُ حسَّان عن إبراهيمَ ابنِ بِشْرٍ عن يحيى بنِ معين عن إبراهيمَ القرشيِّ عن سعيد بنِ شُرَحْبيلٍ عن زيد بن أبي أَوْفَى ، قال : خرج علينا رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ؛ فقال :
‹‹ أين فلانُ بنُ فلانٍ بنِ فلانٍ ›› ، فما زال يتفقَّدهم ، ثم قام فحمد اللَّه وأثنى عليه ؛ فقال :
‹‹ إنِّي مُصْطَفٍ منكم ومؤاخٍ بينكم ، قم يا أبا بكر ! ـ فآخى بينه وبين عمرَ .... ›› .
فذكر حديثَ المؤاخاةِ وفضائلِ كلِّ واحدٍ منهم .
فسمعتُ أبي يقول:هذا حديثٌ منكر، وفي إسنادِهِ مجهولون
›› .
المجهولون في هذا الإِسنادِ : إبراهيم بنُ بشر ، ويحيى بنُ معين ، وإبراهيم القرشيُّ ، وسعيد بنُ شُرَحْبِيْلٍ .
ويحيى ليس هو ابن معين إمام الجرح والتعديل ؛ فبينهما أكثر من طبقة ، والمجهولُ قديمٌ .
والجهالة يطلقها أبو حاتم في الغالب ويريد بها جهالة الحال . وأما جهالة العين فنـزراً .
أمَّا حسَّان بنُ حسَّانٍ ، فليس بمجهولٍ .
قال أبو حاتم كما في ‹‹ الجرح والتعديل ›› [3/238] : شيخٌ منكر الحديث .
ووقع في ‹‹ الضعفاء ›› لأبي الفرج بنِ الجوزيِّ [35] ، و‹‹ الميزان ›› [51] ، و‹‹ لسانه ›› [1/39] : حسَّانٌ ، ليس مجهولاً . انتهى .
والحاصلُ : أنَّ يحيى بنَ معين أميرَ المؤمنين في الجرح والتعديل ما يستطيع أحدٌ أن يجهلِّه . فنقول : إنه يحيى بنُ معين دون يحيى بنِ معين . فكيف تُجَهَّل الشمس وأثرها يشعر به الأعمى فما بالكم بالبصير ، نسأل اللَّه أن يغفرَ لنا الزللَ والتقصير .
وقد ذكرتُ العنوانَ : ‹‹ انتبهوا : يحيى بن معين ، مجهول الحال ›› . وذلك من أجلِ الإثارةِ والجذبِ لتصفُّحِ الموضوعِ!
 
( المحجة). 
 
* من تعنى نال ما تمنى... وأهلاً ومرحباً بالصدوق الثقة الأستاذ زهير .