أستاذنا أغلى علينا من كل غالٍ     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
نون الجماعة لا غنى لنا عنها حين نتشرف بمخاطبة أستاذينا : زهير ظاظا، ومحمود الدمنهوري، باركهما الله ونفعنا بفضلهما على الدوام. ومن المؤسف أنني لم انتبه لـ (أسواق الذهب) في الوراق ، مع أنني كثيرا ما أتمنى أن أقرأ لأحمد شوقي شيئا من النثر ؛ لأتعلم كيف يكون نثر شاعر جليل القدر، واسع المعرفة، غزير الاطلاع حكيم، وذي موهبة عزت على الكثير من الشعراء والكتاب، وإذا بهذه الهدية الجليلة تعلمني أن ذهب شوقي ليس كأي ذهب. فهو الذهب الإبريز بلا ريب. هذه الهدية التي أهدانيها أستاذنا زهير هي حقا أغلى عندي من الذهب نفسه بكثير؛ بل هي أغلى ما يمكن أن يتهادى به الإخوان الأحباب ، ولا أغلى منها إلا أستاذنا نفسه، فهو أغلى علينا من كل غال.. والهدية من مقدار مهديها بطبيعة الحال. ولقد عودنا أستاذنا الغالي على هداياه الكريمة السخية النافعة، ومنها ديوانه الرائع، الذي نعده من كنوز الشعر وذخائره . فجزاه الله خير الجزاء، وأجزل له الثواب على ما يتكرم به على الأحباب. وجزيل الشكر أزجيه للأستاذ الدمنهوري الذي تفضل وأمتعنا ببلاغته وحسن بيانه وصائب نظرته. فهو والله قليل النظير بين ذوي الفكر والأدب والشعر والموسيقى. وقد سعدت كثيرا بإطرائه أستاذنا زهير، بأسلوب راق رائق صادق لا تكلف فيه. لقد كان توقيت إخراج هذه الهدية الحافلة بالحكمة والموعظة أكبر سلوى لنفسي المرهقة بعد مطالعتي قبل يومين خبر التعصب القبلي الباكستاني، وما جرى لتلك الفتاة المسكينة من عذاب لا تطيقه الجبال؛ لما فيه من آلام وأهوال... وعسى أن تكون هذه الهدية النافعة تذكيرا لي بوجوب الصبر على مصاعب الحياة ومصائبها. إن أمة نجد فيها من مثل أولئك الأشرار، أعمام وأخوال الشيطان، الذي شكلوا محكمة قبلية قضت بما قضت به على تلك الفتاة البريئة، ثم لا يحيق بهم بطش العدالة، لهي أمة حكامهما والمتنفذون فيها أولى بهم أن يقتلوا أنفسهم؛ تكفيرا لهذه الجريمة التي لا يُصدّق حدوثها. أما الخواطر المتفرقة التي ابتدأ بها أستاذنا زهير، فلم أكن أتوقع أن تكون بهذا الكم الهائل من الحكمة ؛ فهي كثيرة العدد، وكل واحدة منها لا تشبه أختها . ولو أردنا أن ننتقي منها ما يمكن أن يكون مميزا لانتقيناها كلها. وأما ما لونه أستاذنا من سجع شوقي، فقد أعجبني كثيرا، إذ نبهني إلى جماله وحكمته بذائقته وبصيرته التي لا تخيب أبدا. أكرر شكري وامتناني، وسوف أقضي أياما في مطالعة روائع هذه الذخائر؛ راجيا أن أفيد منها فائدة عملية عظيمة. |