البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : العمارة و الفنون

 موضوع النقاش : حديث عن الموسيقى    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )

رأي الوراق :

 محمود العسكري 
2 - ديسمبر - 2010
هذه مقالةٌ كُتِبَتْ منذ فترةٍ طويلةٍ ، لكن أُرْجِئَ نشرها إلى اختمار بعض الآراء والأفكار ، وقد لُخِّص فيها جُمْلَةُ معارفَ مُقْتَبَسَةٍ وقتَ الاطِّلاعِ على تراث هذا الفنِّ ، وجملة تأمُّلاتٍ في هذا التراث ، ولعلَّ أهمَّ الآراء المختمرة : أن ثَمَّةَ تفرقةٌ ضروريةٌ لفَهْمِ الأشياء على حقائقها بين الإنسان ، وبين فنِّه كإضافةٍ لإنسانِيَّته ، وبين فنِّه كتزويرٍ طامسٍ لإنسانيَّته ، فالإنسان كمخلوقٍ كريمٍ غايتُه أن يحيى حياةً فطريةً بسيطةً تمنحه التكريمَ بعُبودِيَّته الحقَّةِ لله = يجب أن يأتي فنُّه إضافةً لإنسانيَّتِه في ومضاتٍ خاطفةٍ تحفز الروح لتصنع في الحياة : الخيرَ والحقَّ والجمالَ ، وليس أن يأتي مُخَدِّرَا لها لتستنيمَ في قَبْو صُورةٍ من الحياة : مشوَّهةٍ لاهيةٍ عابثةٍ ، قد لا يختلف أنموذجٌ فَنِّيٌّ عن آخر قيد أنملةٍ بالنسبة إلى القواعد الفنية ، لكن ؛ بالنسبة لإنسانٍ وإنسانٍ : قد يكون بينهما بَوْنٌ شاسعٌ ! .
مُعْرِبًا عن الشكر الخالص للأساتذة الأعزَّاء الذي كان لكتاباتهم ونَقَداتهم عن هذا الفَنِّ وعن غيره من الآداب في مواضيع سابقةٍ في المجالس = حافزٌ لارتياد آفاقٍ جديدةٍ لي من ألوان الثقافة كانت للروح والفكر غذاءً وفاكهةً .
 
بسم اللـه الرحمن الرحيم
 
حَدِيـثٌ عَنِ الْمُوسِـيقَا ...
( الرُّوحَانِيَّة . الفَلْسَفَة . أَرَقُ الْمِيلُودِيَّة )
------------------
[ الفن عمومًا يكتسب أبعاده بالقراءة ، ونقده بالتالي لا يمكن أن يكون نزيهًا عن النَّزعة الفردية ، والموسيقا بخاصَّةٍ هي لغة ينشئ المستمع معانيها ، وهذا المقال عنها هو شيءٌ من القراءة والنقد والتذوق ، ولعل الفكرة الجدية الجديرة بالاحترام هنا هي : أن الفن ليس للفن ، وإنما الشرف للفنِّ أن يكون في خدمة مبدأٍ سامٍ ونبيلٍ ].
·   برأيي ؛ أن أدفأَ الموسيقى عاطفةً وأصدقَها حديثًا عن الروح أشواقًا وآلامًا - وهي برأيي : البلاغة الموسيقية الأعلى- ؛= هي موسيقى عصر الباروك ، تلك الموسيقى التي كانت تُؤَلَّف أصالةً كنجوى من الروح الجميلة المرهفة الصادقة ؛ مصوِّرةً عواطفها الرقيقة تصويرًا ينمُّ عن الكثير من البراءة والطهر والتحليق في الفضائل الإنسانية ، ومن ثمَّ كانت حُرَّةً طليقةً ، لا تتولَّع بإحساسٍ فريدٍ ، ولا تستبدُّ بها فكرةٌ واحدةٌ ، وإنما هي - وحسب - فيضٌ من المشاعر والخواطر يهدر ويحتشد في عَرْصة روحٍ قد بلغت قمة النرفانا . [ من أهم النماذج أعمال كبار الموسيقين الإيطاليين النبلاء من أمثال الكاهن الأصهب / فيفالدي والوجيه / ألبينوني والقاضي / مارسيللو ، وهؤلاء الثلاثة بالأخص في أعمال الأوركسترا ، ويبقى دومينيكو سكارلاتي - كانت عرَّابته نائبة الملكة - عميدًا للآلات ذات الملامس / الهاربيسكورد والكلافيسان ، للاستماع مثلاً : Mandolin Concerto in C = فيفالدي ،  alergo in g minor = ألبينوني ، Concerto in d minor Oboe = مارسيللو ، sonata in f minor, k466 = سكارلاتي ، ولاحظ التعبير الموسيقي الرفيع مع الاقتصاد في الإيقاع اقتصادًا جميلاً ؛ خلافًا لهاندل وباخ مثلاً ] [ لا يخفى ولع باخ بفن الفوغا ، وماهِيَّته : استخدام اللحن الميلودي ذاتِه كإيقاعٍ يبدأ بعد عِدَّة موازير ويرافقه - مع مراعاة الهارمونية ضرورةً ! - ؛ فتحصل الكثافة اللحنية ، استمع مثلاً إلى : little fugue in g minor لباخ ] .
·   ارتباط الموسيقى في ذلك العصر ارتباطًا وثيقًا بالدين والعقيدة ( لا ننسى فخامة الأورغن الأنبوبي الكنسي : أضخم الآلات الموسيقية ) ، وتحررها أيضًا من فنون الأوبرا والباليه التي أَغْوَتِ الكثير من الموسيقيين بعد ذلك = هذان عنصران منحها الصدق والعمق في التعبير الخالص عن الروح ، وهيآ لها الانحصار فيه أيضًا .
·   وهذا التعبير الموسيقي - وإن بدا للوهلة الأولى تجافيه عن الفلسفة بل ربما تجافيه عن الواقع - هو الأرقى والأعمق فلسفةً وتأملاً ؛ لأنه لا يتعمَّد التعبير عنها ، بل يختزل مقدِّماتها ليصل إلى نتيجتها ؛ وهي : نفس بشرية سوية ، وهذا غاية ما ترنو إليه حكمةٌ أو فلسفةٌ .
·   لذا ؛ لم يكن لمعظم أعمال عصر الباروك ( باستثناء الأوبرات ولا غرو أن كانت أضعف المؤلفات الموسيقية في هذا العصر ؛ باستثناء الأوبرا الدينية / الأوراتوريو ) = أسماء أو عناوين ذات دلالة على المحتوى ، ولكن تصنيفاتٌ لنمط العمل الموسيقيّ ( مثل : سوناتا ، فوغا ، كونشيرتو غروسو ... إلخ ) ، وفي هذا تقدير لعظمة الموسيقى : ألا تحتكر فضاآتها الرحيبة لخصوصيِّة أيِّ شيْءٍ ؛ ولو كانت الفكرة أو الشعور الذي يخالج الموسيقيِّ عند ميلاد اللحن .
·   أما بعد هذا العصر ؛ فباستقراءٍ شخصيٍّ : أرى أن الأعمال من نوع الفانتازيا هي وحدها التي ارتقت إلى هذه الدرجة من التعبير الموسيقي .
·   بل ! ؛ لقد حالفها الحظ بانتقاء البيانو ، فروعة البيانو تكمن في إبراز قوة التآلفية الهارمونية في العمل الموسيقي ، والتوافق الهارموني هو طابع فلسفي منطقيٌّ في حد ذاته ، يشبهه في نَظَر ( أي : تفكير ) الفيلسوف : ترتب النتائج على المقدمات بشكلٍ تلقائيٍّ وعفْوِيٍّ يمنح الفكرة الْمُعَبَّر عنها القوة والأهمية ، والوضوح أيضًا وكأنها شيء من البديهيات ( الفيلسوف يشرح أفكاره دائمًا للآخرين على أنها بديهيات أو مُسلَّمات عندهم ) ، والتأليف الفانتازي –بخاصَّةٍ- ماهيَّتُه : توالي النوطات والتآلفات الهارمونية في السُّلَّم الموسيقي المختار على نَحْوٍ رتيبٍ ( يقارب ما يُسَمَّى : الصفَّ اللحني ) ؛= فتكون المحصِّلة : هذه الفانتازيا ، ( أما تعبير البيانو عن ميلودية لحن مفرد فهو تعبير متواضع إذا ما قورن بالآلات النفخية والوترية ) ، ( يستمع لأعمال الفانتازيا مثل : [ ضوء القمر : بيتهوفن ، Fantasia in D minor : موتسارت ،  Fantaisie Impromptu: شوبان ، Variations Sérieuses in D minor : مندلسون  ، Fantasy in C "Wanderer" : شوبرت ] ) .
·   يبقى أن نذكر أن الفانتازيا هي فكرة وهيأة للموسيقى ، وليس ضروريًّا أن تُسمَّى المقطوعة الموسيقية بـ[الفانتازيا] وإن كانت كذلك ، فقد يكون عنوانها مجرَّدَ تصنيفٍ لنمط تأليفها الموسيقيِّ ( كنماذج يستمع إلى : [Prelude No. 5 in C sharp minor : رخمانينوف ، Etude No. 12 in D sharp minor : سكريابين ،  adagio: صموئيل باربر ، افتتاحية  carmina burana : كارل أورف ] ) .
·   وكثيرٌ من الأعمال في عصر الباروك هي حقيقةً عند النظر من قبيل الفانتازيا وإلم تشتهر بهذا الاسم ، لأن طبيعة العصر ككُلّ كانت هي ذلك النوع من الموسيقا ، كما أنه قد وُجِدَتْ أعمال ( الفانتازيا ) بالمعنى المصطلح لهذا الاسم ( استمع إلى المقطع الثانِي من :  toccta and fugue in d minor : باخ ) .
·   وبموازة الفانتازيا ؛ = هناك الأعمال التي استلهمت الموسيقى الشعبية الهنغارية والسلافية ، فطبيعة تلك الشعوب – الغَجَر والنَّوَر -  في الأطراف الشرقية من أوروبا بعيدًا عن أبهة الفاتيكان وجلال قصر فرساي = جعلت من حياتهم كحُلُمٍ فانتازيٍّ تتماهى فيه ألوان الحياة سوداء وحمراء ، وبقدر ما كانت ألسنتهم لا تفقه شيئًا من لغة المعرفة وحذاقتها = كانت ألحانهم الرَّعَوِيَّة تَفْصِمُ عن أرواحهم البريئة الساذجة وعليها أَثَرُ الحكمة ( يستمع لـ : [ الرقصات الهنغارية : برامز ، الرابسوديات الهنغارية : ليست ، الرقصات السلافية : دفورجاك ] ) .
·   والنموذج المشابه لطبيعة تلك الشعوب الغجرية وألحانها = كان في أمريكا الجنوبية وفي الشعب البرازيلي - حيث نشأت في كرنفالات الشواطئ ألحان السامبا والتانجو ... ، وقد استُلْهِم ذلك الفلكلور الموسيقي               في أعمال فيلا لوبوس المهضوم حقه لأنه من العالم الثالث ( يستمع  إلى :  Bachianas Brasileiras No. 5 ) .
·   فاختلاط أمشاج الآلام بالآمال في هذه الموسيقى ( يتأمل تتابع الحركات الثلاث في الرقصات الهنغارية ) ؛ بل وقوف النوطة الواحدة على الشفير بين الجرح الباسم والبسمة الدامعة ؛= هو نوعٌ من المصالحة مع نواميس الحياة دون ممالأةٍ لآنِيَّةِ فكرةٍ أو عاطفةٍ ، مما هو نسبةً إلى الطبيعة البشرية : مجرَّدُ زيفٍ .
·   وهناك أعمالٌ جعلت من الفلسفة والميتافيزيقيا موضوعها أصالةً ، فاكتسبت العمق التأمليِّ بداهةً لضرورة الموضوع ؛= كسيمفونيات غوستاف مالر ( استمع مثلاً : إلى الحركة الرابعة من سيمفونيته الأولى ) ، لكن الجدير بالذكر : أن هذه السيمفونيات لم تشتهر إلا بعد منتصف القرن العشرين ، وبظني حتى الآن لم تأخذ مكانها اللائق ، ولهذا حديث آخر .
·   الموسيقا المرصودة للحزن هي أيضًا حازت أعماقًا فلسفية ، لأن الحزن وما ينطوي عليه من نظرة تشاؤمية للحياة هو بمثابة إعطاء فكرة غير تقليدية عن الحياة ، مما يتهيأ في هذه الأجواء أن ينداح الموسيقي في أغوارٍ تأمليةٍ ، وأيضًا في مثل موسيقا القداسات وامتداد الخيال فيها إلى الحياة الأخروية ، والوقوف عند رهبة الموت ، واحتكاك الرغبة بالرهبة فيها ؛= هذا ما يولد أيضًا شرارة الفلسفة ( استمع مثلاً : إلى افتتاحية قداس باخ الرائع في سلم سي الصغير ، وإلى مقطع lacrimosa من قداس الموت لموتسارت ) .    
·   ولكن ما الذي حدا بأولئك الموسيقيين آنفًا إلى استلهام الفلكلور الموسيقي الشعبي ؟ ، جوابي : هو البحث عن الميلودية ( ونعني بها في اختصار : البصمة  المميزة للحن ) ، فالميلودية التي تتمتَّع بالجِدَة والابتكار هي أكثر ما يُؤَرِّق أيَّ مُؤَلِّفٍ موسيقيٍّ ، ونقول : يُؤَرِّقه ؛ لأن الجِدَة والابتكار في لُغَةٍ تتأَلَّفُ من سبعة أحرف = أمرٌ يحتاج إلى ما يشبه معجزة الوحي ، وليس من قبيل ما تغني فيه الحيلة ، وما دام الأمر كذلك ؛= فالموسيقيون ما بعد عصر الباروك لم يستطيعوا المراهنة في الحصول على أطماعهم من الميلوديات الفريدة على مناجاة الروح وحدها ، فعالم الروح عالم حقائق كبيرة ، وهو خالٍ عن الكثير من التفاصيل الصغيرة المبعثرة في الحياة ، هذا من جهة ؛ ومن جهة أخرى : فالروح الموسيقية التي تحلق إلى هذا العالم وتجاوبه التغريد لا بُدَّ أن تمتلكَ من الرهافة واللطافة ما يقرب من الملائكية كي تستشفَّ خفاياه الرائعة ، والبشرية الضعيفة تعتذر عن الوفاء لهذا السمو ، وهم لا يريدون أن يكونوا مثل باخ أو تيليمان الذي له 6000 عمل موسيقي لم يعرف منها إلا القليل النادر ، لذلك كان لا بد من البحث عن سُبُلٍ جديدة .
·   وكان من تلك السبل أيضًا : تلحين الأوبرات والباليه ، فطبيعة المشاهد الحركيَّة للقِصَّة الْمُمثَّلة سواءً في الأوبرا أو الباليه = تُلْهِم الموسيقي الميلوديات المبتكرة المعبِّرة عن التفاصيل المختلفة في القصة ، ولهذا كان أغلب الموسيقيين الذين يلحنون الأوبرات تجفُّ قرائحهم عما سوى ذلك فيتخصَّصون فيها ، ولا شك يبدعون ( أمثال : بوتشيني - روسيني - بلليني - دونيزتي - فردي – فاجنر - شتراوس ) ، حتى وعندما يعمدون إلى التأليف الموسيقي سوى الأوبرات يبقى جو الأوبرات مسيطرًا عليهم ( يتأمل : افتتاحية قداس فردي ، Also Sprach Zarathustra : لشتراوس ) ، ومن المعروف أن فن الأوبرا في صميم نشأته فنٌّ شعبيٌّ ، وكان مبدأه عند الإيطاليين فلاحي أوروبه ، ولذلك كانت في أطوائه منذ البداية أنفاسٌ من الموسيقى الشعبية الإيطالية ، ( علاوةً على استلهام مندلسون لها في سيمفونيته الرابعة ، وهوجو وولف في السرينادا الإيطالية ، وآخرين ) .
·   وعودًا إلى الفلسفة ؛ نقول : باستثناء فاجنر من سائر الأوبراليين فهو الأكثر والأعمق فلسفةً ، وهذا يرجع برأيي ليس إلى تعمُّده ؛ ولكن إلى طبيعة انتقائه لموضوعات أوبراته ، فهو انتقاها من الأساطير الجرمانية القديمة ، حيث الآلهة الشتى ، والقوى المتصارعة ، ومبادئ الشرف والواجب ؛ مما هيَّأَ وأضفى على موسيقاه مزيدًا من التخيُّلية والتأمُّلية لا سيما في عمله الأهمِّ : ( الرباعية الأوبرالية : حلقة البيلونج ) ( استلهمت منها فكرة فيلم الأوسكار [ ملك الخاتم ] ) .
·   عمادة بيتهوفن لموسيقى الالآت في صدر القرن التاسع عشر لا سيما في ألمانيا ؛= جعلت من تلحين الأوبرا (وهو المجال الذي لم يجد فيه بيتهوفن الكثير من غايته) هي السبيل الأمثل لفاجنر إذا ما أراد النبوغ وذيوع الصِّيت دون أن ترهبه القامة السامقة لبيتهوفن .
·   والألماني الآخر الذي حاز الشهرة والتفوق ، ونعني به : مندلسون  ؛= يعزى ذلك إلى أن له الفضل في إعادة اكتشاف أعمال باخ بعد أن كانت لنصف قرنٍ حجابًا مستورًا ، واستلهامه بذلك لروح باخ في أعماله أكسبه التمايز والتغاير عن معاصريه ( قارن بين كونشيرتو الكمان الشهير له وبين مثيلاته من أعمال باخ مثل: thw duble violin concerto in d minor، violin concerto in a minor ولهذا فإلحاق مندلسون بشوبرت والكلاسيكيين من قبله أولى وإن كان متأخرًا عنهم في العصر الرومانسي حسب المنطق الزمنيِّ .
·   كان أيضًا من تلك الميلوديات المبتكرة : الإلحاح والاعتماد على تصوير العواطف الغزلية الرقيقة بين المرأة والرجل ( ومن نافلة القول أن مصطلح الرومانسية أوسع من ذلك ) ، وهو النهج الخاص بشوبان ، وبمقدار ما كان لشوبان في هذا من إبداعٍ ، والذي سايره فيه شومان ، لكن تحرر شومان وإحساسه بالحب كحالة روحانية تأملية وليس مجرد عاطفة قلبية = هيأ لموسيقاه أن تكون ذات بعد فلسفيٍّ تأمليٍّ لم يتهيأ للكثير من موسيقا شوبان ( يستمع مثلاً إلى : السيمفونية إيتودي ) ، ويحلو لي أن أشبههما في الشعر العربي ( مع فارق الموسيقا عن الشعر ) بإبراهيم ناجي وعلي محمود طه .
·   وعودًا إلى استلهام الموسيقى الشعبية بقي أن نذكر الأعمال المستقاة من الفلكلور الإسباني مثل : (السيمفونية الأسبانية: لالو - الكبريتشو الأسباني : كورساكوف ، المجموعة الأسبانية للبيانو : ألبينيز - الرقصات الأسبانية : جراندوس ، حدائق أسبانيا : مانويل دي فالا ) ، وأيضًا بعض أعمال مجموعة الخمسة (بالاكريف - كوي - موسورسكي - كورساكوف - بورودين ) التي سعت لإحياء الموسيقى الشعبية الروسية ، أو الأعمال التي اهتمت بالموسيقى الشعبية كنوع من النضال الوطني كما في بعض أعمال سميتانا وبارتوك ويوهان شتراوس ( خلافًا لجان سيبليوس مثلاً في عمله فنلنديا فهو عمل وطني لكنه لم يتطرق إلى المواضيع الشعبية ولم يستخدم الموسيقى الفلكلورية ) ، وكذلك بالاكرييف في عمله للبيانو islamy ، وإيفانوف في النبذات التاريخية القوقازية ، واستلهام خاتشوريان للموسيقا الشعبية الأرمينية ، والومضات الشرقية في أعمالٍ مثل : adieux de l'hotesse arabe لبيزيه ، وشمشون ودليلة لسان سيين كميل، وشهرزاد لكورساكوف ، وغيرها ( فللاستشراق في الموسيقا الغربية حديث آخر ) = إلا أنه ما من هذه الأعمال شيءٌ اكتسب الطابع الفلسفية الذي امتازت به الأعمال الهنغارية والسلافية ، لكن الاستلهامات الشرقية بلا شك أكثر روحانية .
... ( بقيَّةٌ لاحقةٌ )
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أرجو التعليق ، ولكم الشكر.    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
http://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=181648
*د يحيى
3 - ديسمبر - 2010
شكراً للأستاذ الدمنهوري ، وما أقدمه مشاركة تنم على احترام لك ولأسلوبك النظيف.    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :
 
حديث شائق وممتع عن تاريخ الموسيقى العربية وتطورها مع الموسيقي سهيل رضوان
حاوره : نبيل عودة 2007-05-16
" * الجاحظ : " الموسيقى كانت بنظر الفرس أدباً وبنظر الروم فلسفة ، أما بنظر العرب فأصبحت علما "* بغداد في عصرها الذهبى شهدت نهضة وتطور غير مسبوق في تارخ الموسيقى العربية وسائر الفنون والعلوم * فيلسوف العرب الكندي سمى العود " آلة الفلاسفة " * انتقال مركز الحضارة والموسيقى الى الأندلس ... بعد سيادة السلفية الدينية في عاصمة الخلافة بغداد *
***********
يشهد مجتمعنا العربي في إسرائيل حركة إبداع موسيقية واسعة وغير عادية تتمثل بزخم في البرامج الموسيقية وبروز مجموعه كبيرة من العازفين البارعين وأصوات غنائية مثقفة ممتازة .
فقط في الأشهر الأخيرة شهدت مدينة الناصرة مثلا ( ولا اخصص الناصرة عن غيرها من البلدات إلا لكوني من سكان الناصرة وشاهدت البرامج التي عرضت على مسارحها ) شهدت الناصرة برامج موسيقية متنوعة غربية وشرقيه .
كان أبرزها بلا شك حضور فرقة الفلهرمونيا الإسرائيلية بقيادة زوبين ماتا إلى الناصرة وتقديم أول عرض للفرقة في الوسط العربي .
ما لفت انتباهي بروز شباب وناشئين، اثبتوا حضورا موسيقيا ممتازا.
حقا تنشط في عدد من البلدات العربية فرقا موسيقية ، تشكل معلما حضاريا في مجتمعنا ، والملاحظ أن هناك ميل واضح للعزف الاوركسترالي في الفرق الشرقية الجادة.
في الناصرة ننشط منذ سنوات طويلة فرقة الموسيقى العربية ، التي أسسها الموسيقي الأستاذ سهيل رضوان قبل ما يزيد عن عقد ونصف العقد من السنين . وقدمت الفرقة منذ تأسيسها برامجا موسيقية وتثقيفية موسيقية واسعة النطاق ، ويمكن القول أنها تحولت إلى مدرسة موسيقية تحافظ على طهارة الموسيقى العربية يرفض إدخال الآلات الغربية . أي تحافظ على " طهارة " النغمة الشرقية . وكنت قد استمعت الى محاضرة قيمة عن الموسيقى العربية قدمها مدير فرقة الموسيقى الشرقية سهيل رضوان ، لفتت انتباهي بمضمونها الحضاري الهام .. وقررت أن أجري معه هذا الحديث الممتع ، عن الموسيقى العربية .. تاريخها وتطورها .. وأعترف أني استمتعت بالحديث ، وها أنا أنقله للقارئ العربي لما فيه من فائدة ثقافية ومتعة المعرفة .

سؤال : ما هي التأثيرات الدخيلة ، اذا صح القول ... أي تأثيرات من خارج الثرات العربي ، التي ساهمت في تشكيل التراث الموسيقي العربي ، كما وصلنا اليوم ؟
سهيل رضوان : تأثرت الموسيقى العربية منذ انطلاقتها الأولى بالعناصر الفارسية والبيزنطية . ويظهر أن التأثير الفارسي كان واضحا في أسماء المصطلحات العلمية وأسماء المقامات والدساتين ( الدوسات ) الذي ما زال سائدا في الموسيقى العربية الحديثة.. أي حتى ايامنا ...
بعد تشييد مدينة بغداد عام 762م على يد الخليفة المنصور ، بدأت المدينة بالتطور والتقدم السريع ، لتصبح مركزا حضاريا وثقافيا هاما يعج بالعلماء والأدباء والمؤرخين والشعراء والفنانين , وأصبحت بغداد قبلة الأنظار لرجال الفكر والعلم من جميع أنحاء المملكة الإسلامية الواسعة وحتى من أوروبا .
في عهد الرشيد ( 786 – 809 ) تحوّل بلاطه إلى منتدى لكبار العلماء والأدباء والشعراء والموسيقيين، حيث كانوا يتداولون في مواضيع البلاغة والشعر والتاريخ والفقه والعلم والطب والموسيقى. وانفق الرشيد الملايين من الدراهم على أصحاب الفن من الموسيقيين والمغنين ، مما أدى إلى حسد الشعراء والعلماء .

اذا عدنا الى قصص الف ليلة وليلة ، نجد تصوير رائع لهذه الصورة الساحرة من الحفلات الموسيقية المتألقة والتي شارك فيها كبار الموسيقيين والعشرات من القيان المحترفات في العزف والغناء .... حيث كانوا يرتبون في مراتب وطبقات خاصة في البلاط...
وكان يتم إعداد القيان إعدادا خاصا على يد مقين وبإشراف كبار المغنين ..
حيث كانت تتدرب وتتلقى دروسا خاصة في الغناء والشعر وروايته .

سؤال: أي كان هناك ربط بين الموهبة والدراسة ؟
سهيل رضوان : بالتأكيد .. كانت تروي الحاذقة منهن أربعة آلاف صوت فصاعدا. في عصر الرشيد تم اختيار المائة صوت ، وقد كلف بذلك ثلاثة من إعلام الفن في عصره.

سؤال: من هم ، هل اسمائهم معروفة ؟
سهيل رضوان : بالطبع .. إبراهيم الموصلي ، إسماعيل بن جامع وفليح بن العوراء . قاموا باختيار 100 لحن من ألحان العرب . . ثم طلب منهم الرشيد اختيار عشرة ألحان ثم ثلاثة ..
ويمكن أن نلاحظ هنا نشاط مدرستين موسيقيتين ، المدرسة الرومانسية والمدرسة الكلاسيكية في الموسيقى العربية.

سؤال : أي أفهم منك أن أصول الغناء المتقن وطبقات الأصوات والسلالم الموسيقية وضعت منذ ذلك الوقت ..؟
سهيل رضوان : هذا صحيح تماما ، في هذه الأجواء الممتعة في بغداد نشأ الغناء المتقن وظهرت روعة الأداء ، ومن المهم أن أضيف ان مجالس الغناء لم تقتصر على بلاط الخلفاء فقط ، بل سادت أيضا المجالس الغنائية في دور الإشراف .. وفي منازل الخاصة ، ودور كبار الموسيقيين التي تحولت إلى معاهد موسيقية . وكانت مجالس الأمراء والموسرين أكثر حرية وبدون ستارة ولا تكليف ، أما مجالس أصحاب القيان فكانت حرة مطلقة.
أما روعة المجالس الغنائية ، بالموسيقيين والمغنين والمغنيات ، فتألقت في بلاط الخليفة حيث كانت تضوع بأريج الطيوب وتعبق بالبخور والند والرياحين المنثورة هنا وهناك ، والخليفة يجلس فوق أريكة وثيرة وفوق رأسه جارية تذب عنه وتراوحه بالمروحة . ومن ورائه ستارة يجلس وراءها المطربون والمطربات والمغنون والمغنيات وقد ارتدوا الملابس الملونة ، ويجلسون في مراتب خاصة حسب مؤهلاتهم ، فمن ضارب على عود وطنبور ودف وزمر ... وأمام الستارة موظف خاص اسمه "صاحب الستارة" ، مهمته تبليغ الفرقة الموسيقية بما يرغب بسماعه الخليفة وصحبه من أغان ، وكان اذا طرب الخليفة وهزته نشوة الطرب واستحسن صوتا طلب إعادة الغناء .
سؤال : انت تكاد تقول لي أن العرب كانت منفتحة ومتحررة أكثر من أيامنا هذه ؟
سهيل رضوان : اذن اسمع ما نقله لنا المؤرخون ايضا ... يقولون أنه بالإضافة إلى مجالس الغناء ، وفي ليالي بغداد المقمرة في الصيف ، اشتهرت الأغاني التي كانت تؤدي على الحرّاقات التي كانت تنساب فوق نهر دجلة ، حيث كانت تقام السهرات العامة والشعبية الحرة غير المقيدة .. أي بالهواء الطلق وبلا حواجز بين المطربات والجمهور ...
ومن المهم أن أضيف انه في تلك الفترة الذهبية من العصر العباسي ، ومع التقدم الحضاري المستمر ، أصبح المواطن في الدولة العباسية يتطلع إلى الحياة الثقافية والفنية تطلعا جديدا ، وبدأ ينظر إلى الموسيقى كموضوع له قيمته الفكرية والإنسانية ، وأصبحت الغالبية السائدة من الفنانين من ذوي الثقافة الموفورة ، ويجيئني هنا قول للجاحظ ، قال فيه : " الموسيقى كانت بنظر الفرس أدباً وبنظر الروم فلسفة ، أما بنظر العرب فأصبحت علما ".

سؤال : اثرت شوقي ، وآمل شوق عشاق الموسيقى الشرقية أيضا ، لمعرفة المزيد عن المدارس الموسيقية التي نشأت في بغداد؟

سهيل رضوان: كما ذكرت نشأت مدرستين موسيقيتين .. المدرسة ( أو الحركة ) الرومانسية الإبداعية وقادها ابن جامع والمدرسة الكلاسيكية القديمة وقادها إبراهيم الموصلي . وبعد وفاة إبراهيم الموصلي قاد هذه الحركة ابنه إسحاق الموصلي ، وأصبح من المتشددين والمتعصبين لهذه المدرسة التقليدية.
أما ابن جامع قائد المدرسة الرومانسية فخلفه إبراهيم بن المهدي المقرب للبلاط ، وكان ابن جامع عربيا شريفا من مكة... وكان يحظى بثقافة عالية في الفقه ويحفظ القرآن عن ظهر قلب. ويقول عنه ابن عبد ربه في كتابه المعروف "العقد الفريد" : بالرغم من أن إبراهيم الموصلي كان منافسه إلا أن ابن جامع كان أشهرهما تعرفا بالغناء وأحلاهما وأعذبهما صوتا . وكان إبراهيم الموصلي من الكوفة من أصل فارسي ( 804 ) ولعب دورا هاما في بلاط هارون الرشيد وسماه بالنديم ، ولعب دورا هاما في قصص ألف ليلة وليلة. وأغدق عليه الرشيد المال والجوائز .
أما ابنه إسحاق فقال عنه الأصفهاني صاحب كتاب " الأغاني " : إن إسحاق الموصلي كان يرى في أي تغيير في الغناء القديم ، كما وصل إليه بتقاليده وأساليبه ... جرما شنيعا.


سؤال: أفهم أن بلاط الخليفة المسلم هارون الرشيد كان الحاضنة لتطوير الموسيقى العربية ؟
سهيل رضوان: تماما ، ولا بد من الإشارة إلى إبراهيم المهدي ( 779- 839) كان الأخ الأصغر للرشيد ( من أم أخرى ) وكانت له معرفة عميقة بالشعر والعلوم والفقه والجدل والحديث . وقال عنه الأصفهاني : "كان عالما موسيقيا ذا قدرة فائقة ومن اعلم الناس بالنغم والوتر وأطبعهم في الغناء وأحسنهم صوتا " ، وكان هو وإتباعه من كبار المجددين .
وفي كتاب "الأغاني " إشارة إلى حبه للتجديد في الموسيقى والغناء . جاء:
إن إبراهيم المهدي رغم انه كان اعلم الناس بالنغم والوتر وأطبعهم في الغناء وأحسنهم صوتا ، فقد قصر عن أداء الغناء القديم وعن انتهاجه في صنعته ، فكان يحذف نغم من ألاغاني الكثيرة العمل حذفا شديدا ويخففها على قدر ما هو أصلح له ويفي بأدائه ، فإذا عيب عليه أحد ذلك قال : " أنا ملك وابن ملك ، اغني كما اشتهي وعلى ما التذ ".
وقد لحق إبراهيم ابن المهدي جماعه من المتحمسين للتجديد والذين ضموا بينهم بعض المحترفين الذين تحدوا كل القواعد القديمة... أمثال : مخارق وعَلّوُّيَة اللذين بالغا في تحريم الغناء القديم ليبدلاه بأنغام فارسية . ومن ناحية ثانية كانت المدرسة الكلاسيكية القديمة تستخف بالمدرسة الحديثة وتصفها بأنها تتصرف بأقدس القواعد الموسيقية التي تركها لها السلف.
كان الخلاف بين إبراهيم المهدي وإسحاق الموصلي في المسائل المتعلقة بالأجناس والمقامات شديدا. فإبراهيم يسمي الطريقة الأولى ما كان يسميه إسحاق الطريقة الثانية والعكس بالعكس ، وكأن الناس من حولهم لا يفهمون شيئا ، بالطبع لن أتوسع في هذا الموضوع لأنه يخص دارسي علوم الموسيقي وتطورها .. لذلك نتحدث عن الخلاف بشكل عام ، وكان من الحدة الى درجة جعلت إبراهيم يكتب إلى إسحاق يقول : " وعسى من يحكم بيننا ، والجميع حمير " . اي بمعنى لا أحد يفهم بالموسيقى ليحكم من منا على صواب ومن على خطأ .
هناك جانب سلبي لهذا النزاع بين المدرستين الحق الضرر بتطور الموسيقى وتقدمها للأجيال اللاحقة. وبسبب هذا الصراع الفني ضاع الكثير من التراث الموسيقي القديم .
في أيام الخليفة المأمون ( 813 – 833 ) بدا التأثير العلمي في الموسيقى يظهر جنبا الى جنب مع الموسيقى العملية والغنائية وذلك بعد أن قام المأمون ببناء بيت الحكمة في بغداد وبدا بتنشيط ودعم التراجم عن المصنفات اليونانية القديمة . وكان المأمون شخصيا شغوفا بالعلوم الإغريقية حيث جمع في بيت الحكمة خيرة العلماء والمترجمين والمؤرخين ، ومنهم مثلا: يحيى بن أبي منصور وأبناء موسى بن شاكر( محمد واحمد والحسن ) الذين ادخلوا في خدمتهم احد كبار العلماء والمترجمين حنين بن إسحاق ، كما وعمل في بيت الحكمة يعقوب الكندي وثابت قرة والكثير غيرهم . وقد أدى ميل المأمون للمذهب العقلي إلى جعل مذهب المعتزلة مذهب الدولة مما وهب الفكر المستقل حرية واسعة .
سؤال : متى بدأ العرب يدونون النوتات الموسيقية ؟
سهيل رضوان : إن أول المؤلفات الموسيقية كتبت في آخر العصر الأموي على يد يونس الكاتب
(765) الذي عمل ككاتب للمدينة ، وكان كاتبا وشاعرا مجيدا وحاذقا في صناعة الموسيقى. ألف كتابين " كتاب النغم " و " كتاب القيان "، والعلامة الثاني الذي بحث في الموسيقى النظرية هو خليل بن احمد (791). وكان أشهر علماء البصرة اللغويين وألف أول معجم تحت اسم " كتاب العين " ، وكان كما هو معروف ، أول من ألف قواعد العروض في الشعر العربي ، بالإضافة إلى تأليف كتابين في الموسيقى
" كتاب النغم " و " كتاب الإيقاع " .
سؤال : سمعت ان العود آلة فارسية .. نقلها العرب عن الفرس .. ؟
سهيل رضوان : صحيح .. لهذا السبب ما زلنا نستعمل الاصطلاحات الفارسية .. ولكن من المفيد أن أذكر انه جرى تطوير أسلوب العزف على العود على يد منصور زلزل (791 ) وابتدع دساتين جديدة على عود جديد حل محل العود الفارسي وسماه الشبوط ( سمك نهري صغير الرأس وعريض في وسطه ) .
اجرى زلزل تعديلا على السلم الموسيقي بادخاله البعد الثالث الاوسط . قال ابن عبد ربه صاحب كتاب "العقد الفريد " : كان زلزل اضرب الناس للوتر ، لم يكن قبله ولا بعده ولا مثله .
اما الشخصية الموسيقية الهامة التي ظهرت وعايشت فترة الكندي وسبقته في البحث والدراسة في نظريات الموسيقى دون ان يتأثر بانجازات الاغريق فهو اسحاق الموصلي ( 767- 850 ) والذي اصبح عميد موسيقيي البلاط ، بعد وفاة والده ابراهيم الموصلي في الفترة الذهبية لهارون الرشيد ، حيث كان اسحاق على قدر كبير من المعرفة في الشعر والادب وعلم اللغة والفقه . وفي ايام المأمون نال اسحاق ، اعجاب المأمون وتقديره حتى قال عنه : " لولا ما سبق على السنة الناس وشهر به عندهم من الغناء لوليته القضاء عندي فانه اولى به واعف واصدق واكثر دينا وامانة من هؤلاء القضاة " (اسحق كان نصرانيا ). وسمح له ان يقف بين زمرة رجال العلم والادب في حفلات الاستقبال وسمح له بلبس السواد ( شعار العباسيين ) وهو امتياز كان مقصورا على العلماء .
وكما قلت سابقا ، عمل اسحاق على جمع النظريات الموسيقية التي جرى استعمالها في زمنه ويذكر له ابن النديم صاحب الفهرست عشرات الكتب من تاليفه خاصة بنظرية الموسيقى تشمل 18 دراسة مترجمة من الاغريقية ( من مجموع 104 مؤلفات في الموسيقى وصلنا فقط 11 ) : يذكر كتاب الاغاني بعض كتب وترجمات اسحق الموصلي عن الاغريقية ، منها : كتاب عن اخبار عزة الميلاد ، اغاني معبد ، اخبار حنين الحيري ، اخبار طويس ، اخبار سعيد ابن مسجح ، محمد بن عائشة ، الدلال ، الابحر , الغريض ، كتاب القيان ، كتاب الزفن ، كتاب الاغاني الكبير .

سؤال : اذا كان للثقافة الاغريقة تأثيرا على الموسيقى العربية ؟

سهيل رضوان : حقا يمكن القول ان الانطلاقة الثقافية الكبرى بدأت في ايام المامون ، وذلك بنقل علوم اليونان عن طريق الترجمة ، والتي لم يتقيد بها المترجمون حرفيا وانما غيروا وحسنوا والقوا ضوءا جديدا على كل موضوع مترجم . وبعد المأمون اعتلى الخلافة المعتصم ( 823- 842 ) وكان محبا أيضا للفنون والعلوم ، وشجع بصورة خاصة المترجمين عن اللغتين اليونانية والسريانية ... وتوطدت بينه وبين الفيلسوف الكندي علاقة متينة ، ثم جاء الخليفة الواثق ( 842- 847) وكان موسيقيا ضليعا بعلم الموسيقى وضاربا ماهرا على العود ، وانقلب بلاطه الى معهد موسيقي عميده اسحاق الموصلي ، وتواجد فيه كبار الموسيقيين امثال : مخارق – علوية ، محمد بن الحارث وعمر بن بانة .
وتابع الواثق دعمه وتشجيعه للمذهب المعتزلي الذي بدأه المامون وشجع الاداب والفنون الى ابعد حد .
وبموت الواثق عام ( 847 ) انتهت الفترة الذهبية من الحكم العباسي ، في نفس الوقت الذي كانت فيه اوروبا لا تزال متاخرة،وتعد ثقافتها همجية بالنسبة للعرب وانجازاتهم العلمية والثقافية .
باعتلاء المتوكل عام ( 847 ) بدأ بالعودة الى التمسك بشعائر الدين بصورة رسمية ، وحارب فكر المعتزلة وعاد الى السلفية الدينية، فصادر مكتبة الكندي التي اعتبرت مرجعا كبيرا للمؤرخين والعلماء .
وكان الكندي (874) ( ابو يوسف يعقوب بن اسحاق ) قد ولد في البصرة ولقب بفيلسوف العرب ، وكان اول من وجه عنايته الخاصة للظواهر الطبيعية من وجهة النظر العقلية .
الف الكندي ما لا يقل عن 265 عملا تناول فيها جميع فروع المعرفة ، منها 13 بحثا في علم الموسيقى وصلنا منها ستة ابحاث . وجميع ما وصلنا يؤكد لنا المنحى الاخلاقي والكزمولوجي ( الكوني ) والعلاجي للموسيقى . وكان الكندي اول من وضع الموسيقى ضمن العلوم الاربع ( علم الحيل ، الهندسة ، الفلك والموسيقى ) والتي تعد الطالب للدراسات العليا في الفلسفة وتربط الموسيقى بخصائص الكون سواء في نظرية الصوت او الفواصل او الموازين والايقاعات ، او مشاكل التأليف الموسيقي وربط الشعر بالموسيقى . واشار الكندي الى العود واهميته وسماه "آلة الفلاسفة " . ويؤكد تلك النظرة التي آمن بها فلاسفة الاغريق الذين رأوا في الآلة الموسيقية واجزائها صورة للانسجام الكامل الذي يحكم الكون .
كما واشار الكندي الى علاقة الموسيقى بطبائع الانسان الاربع من جهة ، وبالعناصر الطبيعية والكواكب والابراج من جهة اخرى . كما وربط الالحان في نغمات الآلة الى علم معاني الارقام التنجيمية ، وعالج انسجام الالوان والروائح وتأثيرها على نفس الانسان ، وربط بين نغمات السلم السبع والكواكب ، وربط بين بروج الفلك الاثني عشر والملاوي الاربعة والدساتين الاربعة واوتار العود الاربعة .
وهكذا دخلت الموسيقى في عصر الكندي مرحلة جديدة اذ لم تصبح مجرد ظاهرة فنية فقط بل واصبحت ثقافة مكتسبة ، فلم يعد العازف او المغني اداة تطريب بل كان لزاما عليه ان يعرف شيئا عن الشعر والتلحين وجنس النغم ومقامه وايقاعه .
اثرت كتابات الكندي على جميع من لحقه من الفلاسفة والمؤرخين وخصوصا الفارابي واخوان الصفا وابن سينا .
من مؤلفاته :
- رسالته الكبرى في التأليف ./
- في ترتيب النغم .
- رسالته في الايقاع .
- المدخل الى صناعة الموسيقى .
- خبر صناعة التأليف ( المتحف البريطاني ) .
- رسالته في اجزاء خبرية الموسيقى ( مكتبة برلين الرسمية )
- رسالته في اللحون ( مكتبة برلين الرسمية ).
- كتاب العزم في تاريخ اللحون ( المتحف البريطاني ) .
ابرز تلاميذ الكندي السرخسي ( 899) الذي الف "كتاب الموسيقى الكبير" والذي وصف بانه من اعظم الكتب . وبالطبع أثره أمتد الى العديد من المؤلفات والبحاث العلمية، تأثر به "اخوان الصفا وخلان الوفا" (القرن العاشر ) وهي جماعة سرية عملت في البصرة وكانت تسعى للوصول الى القداسة والطهارة الحقيقية .
المسعودي : (957 ) حجازي الاصل وكان مولعا بالاسفار ، الف كتاب "مروج الذهب " ، فيه فصل خاص عن تاريخ الموسيقى .
ابن سينا وابن زيلة (القرن الحادي عشر )
ابن زيلة – الف كتاب "الكافي في الموسيقى".
وابن سينا "رسالة في الموسيقى" ضمن كتاب "الشفا" وجاء ليكمل انجازات الفارابي .
صفي الدين الارموي ( القرن الثالث عشر ) الف كتاب " الادوار في الموسيقى ".
الرسالة الشرفية في النسب التأليفية .
بالطبع هذا النذر اليسير نفطة من بحر التراث الموسيقي العربي .. وبعدها انتقل مركز الحضارة العربية الى الأندلبس .
سؤال : هل تطورت الموسيقى الأندلسية دون تأثر بالمشرق العربي ؟
سهيل رضوان : أطلاقا لا .. بالرغم من العداء السياسي العميق مع الشرق ،الا ان العلاقات الثقافية والفنية ظلت وطيدة .
في القرن التاسع انتقل الى الاندلس الموسيقي الموهوب زرياب بعد ان كان متواجدا في بلاط هارون الرشيد ، حيث بهرت شخصيته الفذة الخليفة ، فتنبأ له بالتفوق والرئاسة . وفي احد مجالس الغناء امام الخليفة ، رفض زرياب ان يضرب بعود استاذه اسحاق الموصلي ، واخرج عوده واصر على استعماله بحجة انه يختلف في تركيبته عن عود اسحاق ، وتعلق به هارون الرشيد تعلقا شديدا مما اثار حسد اسحاق والذي عمل على ارغامه تحت التهديد بمغادرة بغداد ، فغادر الى قرطبة ووصل هناك عام ( 822 ) حيث اكرمه العاهل الاموي عبد الرحمن الثاني وادخله قصره .
وكان زرياب قد اضاف وترا خامسا الى العود ، واستعمل مضراب العود المصنوع من قوادم النسر عوضا عن الاداة التي كانت تصنع من الخشب ، واسس زرياب معهدا للموسيقى في قرطبه كان له اثر كبير على تخريج المئات من الطلاب الذين اموا المعهد من الشرق والغرب وحتى من اوروبا . وبقي معهده يعمل بعد وفاته بادارة ابنائه وتلاميذه .
ومنذ القرن العاشر انتقل مركز الصدارة في الثقافة والعلوم والفنون الاسلامية من الشرق الى الغرب ، من بغداد الى الأندلس ، وعمت النهضة الفنية والثقافة عدة مدن اخرى اشهرها اشبيلية ( التي لقبت بعروسة الاندلس ) وفيها ازدهرت صناعة الآلات الموسيقية المتقنة .
وترعرع فيها الموشح بعد ان ابدع الفنان الاندلسي اوزانا جديدة وتحرر من الاوزان التقليدية والقافية الملتزمة .
كما واشتهرت بلانسية وغرناطة من بعدها .
في بداية القرن الثاني عشر بدأت حركة نشطة لترجمة المؤلفات العربية في شتى المواضيع العلمية الى اللاتينية ، واشتهرت طليطلة بذلك حيث اقيمت فيها مدرسة خاصة للترجمة ( عمل فيها الكثير من اليهود ) .
يقول فارمر بانه بفضل هذه التراجم العربية تمكن الاوروبيون من التعرف فيما بعد على الكثير من المصنفات اليونانية القديمة التي فقدت . اي ان ثقافتهم ردت اليهم من الترجمة عن العربية .
في القرن الحادي عشر بدأت قلاقل سياسية في الاندلس ولكنها لم تقف عائقا في مسيرة الثقافة العلمية والفنية
في هذه الفترة وجد ابن حزم وابن رشد وابن باجه واطباء كابن زهر ومؤرخون كابن حيان .
اما عن التطور الموسيقي الحديث فنتركه لمناسبة أخرى ...".
*د يحيى
3 - ديسمبر - 2010
الموسوعة الموسيقية الميسّرة.    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
الموسيقى أشعة ساحرة تخترق حجب الظلمات فتبدد عن النفس آلامها؛ وعن القلب رزاياه، الموسيقى منعشة الأرواح والأكباد، أمر أجمعت عليه الشعوب في كل زمان ومكان، على تفاوت درجاتها وتباين أذواقها، وكلما تقدمت الشعوب بالمدينة وسارت في معارج الارتقاء والفلاح كلما عظموا هذا الفن الجميل وحسنوا فيه وأقبلوا عليه ونظروا إلى أهله نظرة العطف والإكبار والاحترام، والاعتبار لأن الموسيقى هي جزء من حياتنا القومية، وتعتبر في طليعة التطورات العالمية من حيث تأثيرها على الأخلاق والعواطف.
فالموسيقى الصحيحة هي اختلاجات المجتمع وصور حياته الناطقة، فهي مرآة الشعوب الناطقة بأجمل الألحان؛ حيث من خلالها أن تتعرف على شعب ما إذا ما تم الاستماع إلى موسيقاه.
ومن هنا كان لا بد لنا من إلقاء نظرة شاملة على هذه الحضارة الناطقة بأجمل الألحان للتعرف على نشأتها، تطورها، أشهر العاملين فيها...
وهذه "الموسوعة الموسيقية الميسرة" هي المرآة المعبرة عن تلك الحضارة حيث تضم بين طياتها كمّاً هائلاً من المعلومات التي تدور حول مواضيع شتى في عالم الموسيقى وهي تتألف من خمسة أجزاء جاءت مواضيعها على النحو التالي:
تتحدث المؤلفة في الجزء الأول عن الموسيقى في العصور القديمة-كالعصر الفرعوني، والصيني، الباروني، الهندي، الياباني، هذه العصور التي عرفت الموسيقى الدينية التي تلقى في المعابد وأمام الآلهة؛ كما تتحدث عن أشهر الآلات الموسيقية المستعملة في ذلك الحين كالطنبور، الكنارة، السينار...
أما الجزء الثاني فيضم بين طياته معلومات هامة عن الموسيقى الكلاسيك وأشهر الآلات التي استخدمت في تلك الموسيقى كآلات النفخ (أمثال: الفلوت، بيكولو...)، والآلات الإيقاعية (مثال: التمباني، والكاسات، واكسليفون)، والآلات الوترية (مثل: فيولا...) كما وتلقي المؤلفة من خلاله الضوء على أشهر عازفين ذلك العصر أمثال فردريك الأكبر، جورج فردريك، يوهان سباستيان، وذلك من خلال سرد مفصل لمسيرتهم الفنية وأشهر أعمالهم، والأسباب الكامنة وراء نبوغهم الفني.
أما الجزء الثالث فقد خصص للحديث عن الموسيقى الشرقية المقصود بها، مفهوم التخت الشرقي الآلات المستخدمة في الموسيقى الشرقية مثال العود، الناي، الطبلة، القانون، الدف، كما ويتناول هذا الجزء الحديث عن لويس أرمسترونج "ملك الجاز، وأصل موسيقى الجاز" والموسيقى العسكرية؛ نشأتها تطورها، أوجه استخدامها، كما وتتحدث المؤلفة عن العصر الكلاسيكي والتطورات التي رافقت ذلك العصر، وأشهر العازفين الذين ظهروا فيه أمثال هايدن، موتسارت، بيتهوفن، كما وتسرد المؤلفة أهم الأحداث التي رافقت ظهور الموسيقى والأسباب التي أدت إلى خروج الموسيقى من القصور إلى المسارح الكبرى ودور الأوبرا.
أما الجزء الرابع فيتناول سرد تفاصيل هامة، رافقة العصر الرومانتيكي كما وتتحدث فيه المؤلفة عن أشهر فنانون ذلك العصر أمثال: كامبل سان سانس، رمسكن كورساكوف، رومسكي كورساكوف، ايمانوا بلادي فالك، ريتشارد فامبز، شومان، يوهانش برامز، فرانس ليست، جياكو موبوتشي، وتتابع المؤلفة في الجزء الخامس الحديث عن فردريك شوبان، جوزبين فردي بيرت ليتش تسيكوفسكي، يوهان شتراوس ميادرفسكي. وقد جاءت تلك المعلومات بأسلوب قصصي مصور يجذب الطفل الناشئ ويمده بالعديد من المعلومات الهامة والمثيرة." ( منقول).
*د يحيى
3 - ديسمبر - 2010
الشيخ القارئ ( راشد العفاسي) والقراءات الرائعة بالمقامات     ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
 
 
*د يحيى
3 - ديسمبر - 2010
ترانيم قرآنية    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
 
 
المسك ختام ، وإلى لقاء.
*د يحيى
3 - ديسمبر - 2010
ذلك المثقف : مبتدأ وخبر ؛ لأنّ ( أل) في المثقف : كمالية.    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
بارك الله في إيمانك وعقلك وعلمك يا أبا حسن : الأستاذ محمود الدمنهوري....

محمود الدمنهوري

خبير في مجال: التعليم

 
 
  1. الكتب الأكثر مبيعاً
  2. مقالات مجانية
  3. المقالات الحديثة
  4. المقالات المختارة
  5. صوتيات ومرئيات
  6. برامج صوتية ومرئية
  7. كتب
  8. شعارات وأفكار
  9. مقالات محمود الدمنهوري في النجاح نت (31)
  10. استشارات رد عليها محمود الدمنهوري (0)
  11. معلومات الاتصال


السيرة الذاتية لـ محمود الدمنهوري
المؤهلات العلمية :
  • حاصل على ماجستير أصول الدين من جامعة وادي النيل 2007م
  • حاصل على ليسانس شريعة إسلامية من جامعة الأزهر 1989م .
  • حاصل على دورة في فريق العمل الناجح من مركز التميز 2005 حاصل على دورة في التعلم النشط والبيئة الصفية التفاعلية 2006م
  • حاصل على مدرب معتمد من إيلاف ترين – بريطانيا 2009م .
  • حاصل على دورة في التعلم السريع من مركز دبي للتعلم السريع- الدوحة 2009م
  • حاصل على دورة في العنف المدرسي من القمة للتدريب والتطوير - الدوحة 2009م
  • حاصل على دورة في التخطيط الاستراتيجي – الدوحة 2009م
  • حاصل على دورة في التقديم الحواري التلفزيوني من مؤسسة طومسون البريطانية بالتعاون مع مركز الجزيرة للتدريب – الدوحة 2009م
  • حاصل على دورة في المستوى الأول من برنامج الكورت " تنمية مهارة الإدراك لدى الطلاب " – الدوحة 2009م
 
الورشات :
  • ورشة في التعلم النشط ضمن الأسبوع التربوي الخامس لكلية التربية – جامعة قطر 2009م
  • ورشة في إجراء ونشر البحوث الإجرائية كلية التربية – جامعة قطر 2009م
  • ورشة في عشرة استراتيجيات لإدارة الفصل كلية التربية- جامعة قطر 2009م
 
                            الخبرات العملية
 
في مجال التدريب :
  • قدم دورة في التعلم باللعب 2006م - الدوحة
  • قدم دورة في الوسائل التعليمية 2006م - الدوحة
  • قدم دورة في الخطوات التسع في التعليم " نظرية جانج "2009م – الدوحة
 
في مجال التدريس:
  • درس في مصر الفقه والتفسير في المعاهد الأزهرية :
  • في معهد كفر الدوار الديني الإعدادي في عام 1991م
  • في معهد دمنهور الديني الثانوي من عام 1992 إلى1993م
  • سافر إلى الدوحة في أواخر عام 1993م وعمل مدرساً في مدارس الأندلس الخاصة الابتدائية للبنين حتى 2009م ومازال على رأس العمل حتى الآن يعمل مدرسًا ومشرفًا على المرحلة الثانية.
 
في مجال التأليف :
صدر له مجموعة من الكتب المدرسية منها :
  • أنشطة وتدريبات في اللغة العربية - الجزء الأول 2004م
  • أنشطة وتدريبات في اللغة العربية – الجزء الثاني 2004م
  • سلسلة كتاب الاختبار – الصف الأول  ( طبع طبعتين ) 5/ 2006سلسلة كتاب الاختبار – الصف الثاني ج1( طبع طبعتين ) 4/2005 م
  • سلسلة كتاب الاختبار – الصف الثاني ج2 ( طبع طبعتين ) 4/2005م
  • " الظواهر الإملائية " للصف الأول والثاني ( لم يطبع )
  •  " الوسائل التعليمية " البحث الفائز بالمركز الأول في مسابقة البحوث بالمدرسة 2004م.
 
 في مجال الإعلام :
 
  • عضو فريق البرمجيات بالحاسب الآلي بوزارة التربية والتعليم بدولة قطر 4/2005م
  • يعمل مذيع نقل خارجي  للشعائر الدينية في  إذاعة قطر منذ عام 1999م حتى الآن .
  • يعمل معد ومقدم برامج في إذاعة القرآن الكريم - الدوحة .
 
قدم العديد من البرامج على موجات إذاعة القرآن وصوت الخليج منها :
 
من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم /  أسماء الله الحسنى / سيرة نبي / الإعجاز العلمي / مرآة النفس / وصايا خالدة / صلاة قلب / عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين /  أسماء الله الحسنى / المجلة العلمية " برنامج أسبوعي "  / " دعاء السائلين "  مناجاة 
/ " وإنك لعلى خلق عظيم " /  إشراقات من إسلام ويب / برنامج منتدى الذاكرين / العديد من مقدمات الأشرطة الدعوية الصادرة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر/  مشروع الكتاب المسموع قدم العديد من الكتب المسموعة منها :  الأربعين النووية  للإمام النووي / التحقيق والإيضاح للشيخ عبد العزيز بن باز / صفة صلاة النبي e للشيخ الألباني / فقه الرقى والتعوذات / المحدث الصغير مختارات من صحيح مسلم /  عمدة الأحكام لابن قدامة /  أشرطة الاستماع في اللغة العربية للمرحلة الإعدادية بصفوفها الثلاثة لوزارة التربية والتعليم – قطر / القاموس الإشاري العربي للصم / قراءة التعليق لعشرات الأفلام الوثائقية . 


مقالات محمود الدمنهوري في النجاح نت (31)
*د يحيى
4 - ديسمبر - 2010
هذا هو ، وليس طالباً جامعياً كما تعرفنا إليه من سيرته الذاتية !!!!    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 

التخطيط والإعداد السليم للإلقاء

بواسطة: محمود الدمنهوري, بتاريخ: السبت, 13 يـونـيــــو 2009
Bookmark and Share   258 قراءة
 
إذا كنا نستطيع نقل الأفكار, والآراء بوضوح أثناء المواقف اليومية بدون الاستعداد لذلك, فلم نحتاج إلى الاستعداد لأداء الإلقاء؟ هناك سببان رئيسيان لذلك, هما:
 
أولاً: خلال إلقاء يستغرق مدة عشرين دقيقة, أو أكثر سنحتاج إلى نقل كمية كبيرة من المعلومات, تفوق كثيراً ما اعتدنا على نقله في جلسة يومية. فنادراً ما يحصل الحضور على فرصة أثناء الإلقاء لمقاطعة المتحدث, والاستفسار عن شرح لمعلومة ما, ولذلك علينا أن ننقل أفكارنا بأقصى درجة ممكنة من الوضوح. نريد أن نمنح الإلقاء تنظيماً يسهل متابعته, وأن نطرح الأفكار بطرق يستطيع الحضور فهمها, واستيعابها بسهولة ويسر.
 
ثانياً: إن لم نكن معتادين على أداء الإلقاء, فإن الموقف قد يكون مليئاً بالمفاجآت غير المحددة, التي تحدث قلقاً يصعب علينا أداء الإلقاء على النحو المطلوب, ونجد صعوبة في نطق كلماتنا, ولا نستطيع التفكير بوضوح. إن الاستعداد يساعدنا على إزالة الأمور المجهولة من الإلقاء. وفي الواقع, فإن الاستعداد للإلقاء يمنحك الثقة في الأداء بطريقة طبيعية أكثر.
 
دعنا ننظر إلى بعض هذه الأمور المجهولة. هنالك أربعة مكونات أساسية لأي إلقاء, والاختصار ح و/ م ر سوف يساعدك على تذكرها :
ح = الحضور,  و = الوسيلة,  م = المقدِّم,  ر= رسالتك.
 
يواجه المقدِّم محدود التجربة, والخبرة أموراً مجهولة في مجالات أربعة:
·        ماذا يتوقع الحضور؟
·        هل سيصغون إليّ؟
·        كيف ستكون ردود أفعالهم لما سأقوله لهم؟
·        كيف سأقف أمامهم؟
·        هل يجب عليّ استخدام الكثير من الشرائح؟
·        هل أتصرف معهم بطريقة رسمية؟
·        ماذا يحدث لو أنني نسيت ما أريد قوله لهم؟
·        هل سيفهمون ما سأتحدث عنه؟
 
إن الاستعداد يجيب على هذه الأسئلة, وعلى كثير غيرها مما يمكن أن يسبب المتاعب للمقدِّم قليل الخبرة, والتجربة (وحتى للمقدِّمين الذين اعتادوا على تقديم العديد من الإلقاءات). كما أن الاستعداد يساعدك على تجنب العديد من المآزق.
 
 بعض المآزق العامة التي تحدث في الإلقاء:
الحضور:
·        لم تفهم سبب تواجد الناس, ولم تزوّد الناس بالمعلومات التي يريدونها, أو يحتاجونها حقاً.
·        بالغت في تقدير المعرفة المتوفرة لديهم عن الموضوع, ولم يستطيعوا فهم الموضوع الذي كنت تتحدث عنه.
 
الوسائط:
·        قمت بإعداد الإلقاء مشدداً التدقيق على تفاصيل الموضوع, واخترت كلماتك بعناية, وقدمت الإلقاء كلمة بكلمة, فبدا الإلقاء مملاً, وتوقف الحضور عن الإصغاء إليك.
·        بدت الشرائح التي أعددتها باحترافية فائقة الروعة, ولكن حينما شرحت هذه الشرائح كان الحضور مهتمين بالشرائح أكثر من اهتمامهم بما كنت تتحدث عنه.
 
مقدِّم الإلقاء:
·        ركزت عينيك على ملاحظاتك المدونة بسبب قلقلك على نقل رسالتك بشكل صحيح, فشعر الحضور بأنهم مهملون من جانبك, ولم تلاحظ تشتت انتباههم عن الإلقاء.
·        لم تتوقف وقفات مؤقتة أثناء الإلقاء بسبب خوفك من إمكانية اعتقاد الناس بأنك نسيت ما أردت أن تنقله من معلومات إليهم,ولم تعط الحضور برهة من الزمن لكي يستوعبوا فكرة ما, قبل أن تبدأ في شرح الفكرة التي تليها.
 
الرسالة :
·        لم تكن واضحاً في عرض الرسالة التي أردت نقلها للحضور, ولم يعرف الحضور تلك الرسالة أيضاً.
·        شرحت أفكارك عن طريقة إعطاء أمثلة ممتازة, ولكنها لم تكن مناسبة للحضور, لقد فقد الحضور الاهتمام برسالتك, وفقدت رسالتك تأثيرها عليهم.
 
وبدراسة هذه الأمثلة ستلاحظ بأن الحضور هم دوماً بؤرة المشكلة, وذلك لأنك من خلالهم فقط تستطيع تحقيق أهداف إلقائك. فعليك عند الإعداد لأي إلقاء أن تبدأ بدراسة الحضور
*د يحيى
4 - ديسمبر - 2010
هل أنت أبو عبد الحميد ؟    كن أول من يقيّم
 
السلام عليكم يا أستاذ محمود
*د يحيى
4 - ديسمبر - 2010
تشرفنا يا أبا أحمد الطيّب    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم
 
تحيات حلب الشهباء لكل كريم أصيل ، وتحيةً واحتراماً مني ومن أسرتي للوالد الغالي ولك ولأهلك أجمعين.
*د يحيى
4 - ديسمبر - 2010
هدية حلب الشهباء إلى آل دمنهوري    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
http://www.youtube.com/watch?v=Sntjl3H-zRo&feature=related
*د يحيى
5 - ديسمبر - 2010
 1  2  3