البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : الشذا الفياح من نور الأقاح    كن أول من يقيّم
التقييم :

رأي الوراق :

 محمود العسكري 
28 - نوفمبر - 2010
بسم الله الرحمن الرحيم
( الشَّذَا الْفَيَّاحْ مِن نَّوْرِ الأَقَاحْ )
Ÿ- لعبد الله بن إبراهيم، العلوي نسبًا، الشنقيطي بلدًا، غفر الله لنا وله (ت 1233 هجرية)؛= منظومةٌ جيِّدةٌ في البلاغة اسمها : ( نور الأقاح )، لخَّص فيها مباحث كتاب : ( تلخيص المفتاح )، وشرحها بكتابٍ كبيرٍ سماه : ( فيض الفتاح ) مطبوعٍ في نحو ست مئة صفحةٍ ، لكنه يرتفع عن حاجة المبتدئين من الطلبة ، فهذا شرحٌ آخر له ثلاث غايٍ ؛ إذا سُئِلَ عن الغاي التي كتب لأجلها هذا الشرح :-
أ) ضبط نظم نور الأقاح ، وتنميقه ، وذلك غير معتنًى به في طبعته المطروحة في الأسواق .
ب) التذكير بمنهج الدراسة والتحصيل العلميِّ المتدرِّج عند طلبة العلوم السابقين ؛ إذ يصعدون مِعْراج المعارف درجةً درجةً بالحفظ والتفهُّم ، فيبدؤون بدراسة المتن على حِدَةٍ، ثم شرحه كذلك، ثم حواشيه كذلك ، ولبدئهم بحفظ المتون المختصرة وفهمها = يتسَنَّى لهم تحصيلُ كثيرٍ من العلوم الشرعية والعربية والعقلية والطبيعية ؛ بلا تَهْويشٍ للفكر أو تشتيتٍ لِهِمَّة القلب .
ج) تحرير العبارة من ربقة التقليد ، فكثيرٌ من العبارات في كتب البلاغة تنقل بنصِّها من تلاد كتب هذا الفن كالمختصر السعديِّ ، وتتطابق على إيرادها بألفاظها كثيرٌ من الحواشي ، وهذا تضييقٌ قد يعسر به الفهم ؛ وإن كان المقصود منه خلافَ ذلك ؛= بجذب الانتباه إلى وجاهة تلك العبارة المنقولة ، ولكن تنويع العبارات وتغايرها فيه شَحْذٌ للخاطر وإثارةٌ للتفكير ، وعَوْنٌ في تهدِّي المعرفة وتلطُّفِها إلى الدارس ، وترقٍّ به إلى منـزلة المناظرة والنقاش ؛ لا سِيَّما إذا حُرِصَ مع تنويع العبارة على أصالتها وجزالتها وتحريرها ، وأنها لا تَسْخُف إلى الحدِّ الذي يَضْطَرُّ إليه مُعَلِّم الصبيان في تفهيمهم ، وأنها كذلك : لا تُمْسَخُ عن وجهها الرصين ؛= كما قد يجترئ من يجترئ تنفيقًا لبضاعةٍ مُزْجاةٍ .
Ÿ- فهذا شرحٌ للإسعاف بحاجة المبتدئين ، يقتصر على حلِّ الألفاظ ومُهِمَّات الفوائد ، ولم يُكْثر فيه من الأمثلة الْمُخَرَّجَةِ ؛ فتقصِّي ذلك سيكون في كتابٍ مُجَاورٍ ، مع التنويه ثانيةً على أن عبارة هذا الشرح : عبارة تدريسٍ وتفهيمٍ ، وليست عبارة تحريرٍ وتحقيقٍ ، ولذا : لا ينبغي أن ينقل منه شيءٌ على وجه الاعتماد ألبتة ، لكن لعلَّ هناك مجموعًا لبعض الأبحاث على طريقة القوم .
Ÿ- والله وليُّ التوفيق .
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
مقدمة علم المعاني - ب    كن أول من يقيّم
 
-       ( ص ): مَا احْتَمَلَ الصِّدْقَ وَضِدَّهُ: الْخَبَرْ،vوَغَيْرُهُ الإِنشَا لَدَى أُولِي النَّظَرْ،
وَاسْتَلْزَمَ الإِنشَا لَهُ ، وَالصِّدْقُ v طِبَاقُهُ الْوَاقِعَ ؛ وَهْوَ الْحَقُّ ،
وَالْكِذْبُ عَكْسُهُ ، وَقِيلَ : الْكَذِبُ v خِلافُهُ لِلاعْتِقَادِ يَجِبُ ،
وَالصِّدْقُ عَكْسُهُ ، وَإِن لَّمْ يَعْتَقِدْ v فَذَاكَ قُلْ وَاسِطَةٌ وَّلْتَجْتَهِدْ ،
وَكَوْنُهُ وِفَاقَ ذَيْنِ : اللافِظُ v بِهِ هُوَ الرَّاغِبُ بَلْ وَالْجَاحِظُ ،
وَالْكِذْبُ عَكْسُهُ وَغَيْرُهُ جُلِبْ v وَاسِطَةً لَّيْسَتْ بِصِدْقٍ أَوْ كَذِبْ،
وَبَعْضُهُمْ صِدْقًا وَّكِذْبًا ذَا وَرَدْ. v وَقَدْ أَبَى الْخَبَرَ قَوْمٌ أَن يُّحَدّْ .
وَالْحُكْمُ بِالنِّسْبَةِ مَدْلُولُ الْخَبَرْ، v وَبَعْضُهُمْ ثُبُوتُهَا عَنْهُ اشْتَهَرْ،
وَمَوْرِدُ الْكَذِبِ ذَاتُ الاِسْتِنَادْ، v وَذَاتُ تَقْيِيدٍ عَلَى رَأْيٍ تُزَادْ.
-   ( ش ) : الكلام البليغ : هو الكلام الفصيح المطابق لمقتضى الحال ، ولذلك ؛ لا بد أن يكون هذا الكلام صادقًا ؛ فإن كان كاذبًا : لم يكن بليغًا بمرَّةٍ ؛ إذ هو ليس مطابقًا للواقع أصالةً حتى يكون مطابقًا لمقتضى الحال بالتبعية ! ، ولذلك قُدِّم هذا المبحث لمعرفة ما الصدق وما الكذب وما الكلام الذي يمكن وصفه بهما وما لا يمكن وصفه .
-       والكلام من الحيثية المذكورة على قسمين : خبر وإنشاء .
-   فالخبر : ما احتمل الصدق والكذب لذاته ، بمعنى أنه كلام إن تفكرنا في معناه جوز العقل أن يكون هذا الكلام صادقا وأن يكون كاذبا ، بقطع النظر عن حقيقة الأمر ، فمثلاً قولنا السماء فوقنا هذا كلام من حيث ذاته قضية تحتمل الصدق والكذب ، لكنه صادق قطعا باعتبار التحقق في الخارج لا باعتبار مفهوم الكلام لذاته . وقولنا الأرض فوقنا هذا كلام من حيث ذاته قضية تحتمل الصدق والكذب ، لكنه كاذب قطعا باعتبار عدم التحقق في الخارج لا باعتبار مفهوم الكلام لذاته .
-   أما الإنشاء : فهو ما لا يمكن وصفه بالصدق أو بالكذب نظرا إلى أن معناه لا يتحقق إلا بعد النطق به ، وليس هناك من شيءٍ ماضٍ نرجع إليه لنقول بأنه صدق في الإخبار عنه أو كذب ، فمثلاً قولنا اقرأ مفهومه وهو طلب القراءة لا يحصل إلا بعد نطق هذا الأمر وليس له وجود قبل ذلك كي نصفه بصدق أو كذب ، وهذا أيضا باعتبار ذاته ، فقد يوصف الإنشاء بالصدق أو الكذب لأمر خارج عنه ، فمثلا : عندما يسألك إنسان عن شيء فتقول له كاذب سؤاله من حيث هو سؤال لا يوصف بصدق ولا كذب ، ولكن وصفته بالكذب إشارة إلى أن هذا السائل يدعي الغباوة أو الجهل وهو على خلاف ذلك وهذا أمر خارج عن مفهوم السؤال .
-   أما الصدق : فهو مطابقة الخبر للواقع ، يعني أن يكون المفهوم للكلام عقلاً مطابقٌ للحقيقة في الخارج ، فقولك النار حارقة ، هذا خبر صادق ، لأن النار في الحقيقة حارقة.
-       وأما الكذب : فهو مخالفة الخبر للواقع ، كقولك الحسك لين الملمس .
-       بقيت أبحاثٌ ستشرح تتميمًا لشرح النظم لكنها لا تهم الطالب فلا بأس أن يضرب عنها صفحًا .
-       فللصدق والكذب تعريفات أخر غير ما تقدَّم .
-   قال النظَّام ومن شايعه / إن الصدق : ما طابق اعتقاد المتكلم ، والكذب : ما خالفه ، ولا اعتداد بالواقع . فمثلاً / إذا قال المتكلم : السماء تحتنا ؛ واعتقاده كذلك ؛= فهو صادق - وإن كان كلامه مخالفًا للواقع قطعًا ، وإن قال : السماء فوقنا ؛ واعتقاده ليس كذلك فهو كاذب - وإن كان كلامه مطابقًا للواقع قطعًا . فإن لم يكن معتقدًا لشيءٍ ؛ بل هو شاكٌّ متردِّدٌ ؛= فإن الكلام حينئذٍ لا يوصف بالصدق ولا بالكذب ، بل هو واسطةٌ بينهما .
-   وقال الجاحظ والراغب وأشياعهم / إن الصدق : ما طابق الواقع واعتقاد المتكلم معًا ، والكذب : ما خالفهما معًا . وثمَّة أقسامٌ أربعةٌ تسمى واسطةً ليست بصدقٍ ولا كذبٍ :
1)    مطابقة الواقع ومخالفة الاعتقاد .
2)    مطابقة الواقع بلا اعتقادٍ .
3)    مخالفة الواقع ومطابقة الاعتقاد .
4)    مخالفة الواقع بلا اعتقادٍ .
-   هذان تعريفان مغايران لما تقرَّر ، لكن - كما سبق ؛ العبرة في البلاغة : بمفهوم الكلام ذاته، دون الأمور الخارجة عنه ، واعتقاد المتكلم خارجٌ عن مفهوم الكلام ، فلا علاقة له لوصف الكلام بالبلاغة أو عدم وصفه بها .
-       بقيت مسألتان أخيرتان :
-   الأولى / ما مدلول الخبر ، أي ما ماصدق الخبر ، هل هو الحكم بالنسبة ثبوتا أو انتفاء ، أم أن ماصدقه هو ثبوت النسبة ذاته أو انتفاء النسبة ذاته ؟! ، قولان ، والفرق بينهما أن الأول يعني في قولنا مثلا زيد قائم = الحكم بقيام زيد ، والثاني يعني = أن زيدا قائم فعلا، الأول يحتمل الصدق والكذب على سعة ، أما الثاني فهو لا يعني إلا صدق هذا الخبر وحسب أما الكذب فهو احتمال عقلي لا أكثر وهذا القول الثاني هو قول القرافي وارتضاه التفتازاني في المطول
-   الثانية / ما النسب التي يرد فيها الوصف بالصدق والكذب ؟ ، اتفقوا على النسبة الإسنادية ، وزاد البعض النسبة التقييدية وهو الراجح .
*محمود العسكري
29 - نوفمبر - 2010
أحوال الإسناد - أ -    كن أول من يقيّم
 
( أحوال الإسناد )
-       ( تعريف الإسناد )
-       (ص): الاِسْنَادُ: ضَمُّ كِلْمَةٍ أَوِ الَّذِي v فِي حُكْمِ كِلْمَةٍ لأُخْرَى، فَاحْتَذِ؛=
إِذَا يُفِيدُ الْحُكْمَ بِالْمَفْهُومِ v مِن ذِي لِذِي ، وَضِدِّهِ الْمَعْلُومِ .
-   ( ش ) : الإسناد هو : إثبات شيء لشيء أو نفيه عنه ، مثال : حضر محمد ولم يحضر عليٌّ ، هاتان جملتان فعليتان ، الأولى أثبتت الحضور لمحمد ، والثانية نفت الحضور عن علي ، مثال آخر : محمد مجتهد وعلي غير مجتهد ، هاتان جملتان اسميتان ، الأولى أثبتت الاجتهاد لمحمد والثانية نفت الاجتهاد عن عليٍّ ، هذا هو الإسناد بلا تشقيقٍ للعبارة .
-       ( قصد المخبر من خبره )
-       (ص): قَصْدُ الَّذِي مَقْصُودُهُ أَن يُّعْلِمَـ اvإِفَادَةَ الْحُكْمِ لِمَن قَدْ كَلَّمَـ ا،
أَوْ كَوْنِهِ يَعْلَمُهُ ، وَفَاِئدَهْ v ذَاكَ ، وَذَا لازِمُ تِلْكَ الْفَائِدَهْ ،
وَعَالِمٌ بِذَيْنِ لَيْسَ يَعْمَلُ v يُلْقَى لَهُ مِثْلَ الَّذِي قَدْ يَجْهَلُ ،
-   ( ش ) : للمخبر غيره قصدان : أن يفيده بالحكم إذا كان المخاطب جاهلاً به ، أو أن يومئ إليه بأنه هو المخبر عالمٌ بالحكم إذا كان المخاطب عالِمًا به ، فمثلاً : قولك : التلبينة علاجٌ نبويٌّ ؛= فائدةٌ لمن لم يكن يَعْلم ذلك ، فإن كان هو عالِمًا بذلك = فأنت أردتَّ الإلْمَاع إليه بأنك أنت المتكلم عالمٌ مثلَه بهذه القضية ، وهذا المقصود يُسَمَّى لازم الفائدة، إِذْ لو أخبرت بأمرٍ أنتَ جَاهِلَهُ فإنَّك هاذٍ .
-   ومن لم يعمل بعلمه خوطب كالجاهل ؛ كما تقول للعالم التارك للصلاة : الصلاة واجبة ، فأنت بخبرك هذا لا تقصد فائدة الخبر ، ولا لازمها ، لأنه عالمٌ بوجوب الصلاة ، وعالمٌ بأنك عالمٌ ، ولكنك تقصد اعتبارًا إقناعِيًّا ، فأنت تُلَمِّحُ له باستغرابك واندهاشك لتركه الصلاة ، وتوبِّخُه توبيخًا خفيًّا بإلقاء الخطاب إليه عفْوًا هكذا كالجاهل بلا مؤكِّداتٍ ولا مجادلاتٍ .
-       ( تأكيد التركيب قدر الحاجة لإنكار المخاطب فائدة الخبر ، مع إخراج الكلام على مقتضى الظاهر )
-       (ص) : فَأَوْرِدِ التَّرْكِيبَ قَدْرَ الْحَاجَةِ، v فَاسْتَغْنِ عَن مُّؤَكِّدَاتٍ جَاءَتِ=
لِلْحُكْمِ إِنْ ذِهْنُ الْمُخَاطَبِ خَلا v مِنْهُ ، وَمَا تَرَدُّدٌ فِيهِ انجَلَى ،
وَإِن يَكُن تَرَدُّدٌ فِيهِ حَسُنْ v تَوْكِيدُهُ بِوَاحِدٍ وَكُن فَطِنْ
وَوَاجِبٌ لِمُنكِرٍ بِحَسَبِ v إِنكَارِهِ ، وَطَلَبِي ذُو الطَّلَبِ ،
وَأَوَّلٌ لِلاِبْتِدَاءِ يَنتَسِبْ ، v وَعَزْوُ ثَالِثٍ لِلاِنكَارِ يَجِبْ .
-   ( ش ) : إذا كان المخبر قاصدًا فائدة الخبر أو لازمها فينبغي له أن يأتي بكلامه على وفاق حال المخاطب ، ولحال المخاطب ثلاثة أضرب :
1)    ابتدائي : وهو المخاطب الخالي الذهن ، ويستغني الكلام عن المؤكدات في حقه .
2)    طلبي : وهو المخاطب الذي عُلِمَ أن لديه ترددًا في الخبر ، وهنا يستحب ويطلب التأكيد له بمؤكد واحد .
3)    إنكاري : وهو المخاطب المنكر للخبر ، وهنا يجب في حقه تأكيد الكلام له بأكثر من مؤكد بحسب قوة إنكاره .
أمثلةٌ للإيضاح : ( الغيبة معصية - إن الغيبة معصية - والله إن الغيبة لمعصية ) .
*محمود العسكري
21 - ديسمبر - 2010
أحوال الإسناد - ب -    كن أول من يقيّم
 
-       ( المؤكدات )
-       (ص): بِـ: قَدْ، وَإِنَّ، اللامِ، نُونٍ؛ أَكِّدَا، vكَـ: قَسَمٍ، وَجُمْلَةِ الإِسْمِ بَدَا،
وَصِلَةٍ ، وَمَا عَلَى التَّنبِيهِ دَلّ :v كَأَنَّ ، لَكِنْ، إِنَّمَا، لَيْتَ، لَعَلّ،
وَالسِّينِ ، وَالْعِمَادِ ، وَالْبَا فِي خَبَرْ v لَيْسَ، وَتَكْرِيرٍ لِّنَفْيٍ قَدْ ظَهَرْ،
كَذَاكَ تَقْدِيمُ الَّذِي فِي الْمَعْنَى v قَدْ فَعَلَ الْفِعْلَ، وَأَمَّا يُعْنَى،
-       ( ش ) : هذه جملةٌ من المؤكدات نذكرها مسرودةً مع الأمثلة :
1)    قد التحقيقية : قد أفلح المؤمنون .
2)    إنَّ : إن الله يغفر الذنوب جميعًا .
3)    لام التقوية : لَخَلْق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس .
4)    نون التوكيد : أطعمنَّ المسكين .
5)    القسم : والله ما ظلمت مؤمنًا .
6)  الجملة الاسمية : القمر بادٍ ، ( عُدِل عن الفعلية إلى الاسمية لتأكيد دوام بُدُوِّ القمر ، فلا يفهم أن ذلك أمرٌ عارضٌ ، إذا كان الشأن في ذلك الوقت أن يحتجب بالغيم ) .
7)    حروف الصلة والزيادة : كفى بالله شهيدًا ( الأصل : كفى الله شهيدًا ) .
8)  حروف التنبيه [ ألا – ها – كأن – لكن – إنما – ليت – لعل – السين ] فهذه الحروف تفيد معانيها الأصلية من التحضيض والتشبيه والاستدراك والتمني والرجاء والتوقع والاستقبال ، وتفيد أيضًا تأكيد القضية التي دخلت عليها ، بحيث إنها استحقت ضميمةً أخرى من الحروف إلى أصل معناها .
9)    العماد - ضمير الفصل - : وأولئك هم المفلحون .
10)                      الباء في خبر ليس وما : أليس الله بكاف عبده ؟ .
11)                      التوكيد اللفظي بتكرير اللفظ : هو هو القاتل .
12)                      تقديم الفاعل المعنوي : - لاحق -
13)                      أما الشرطية : وأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم .
-       ( تأكيد الكلام لإنكار المخاطب لازم فائدة الخبر )
-       ( ص ) : وَأَكِّدَنْ إِن يُّنكِرَن مَّا قَدْ لَزِمْ v فَائِدَةَ الْخَبَرِ سَامِعٌ عُلِمْ .
-   ( ش ) : من دواعي تأكيد الكلام إنكار لازم فائدة الخبر ، وهو كون المخبر عالِمًا بها ، كما تقول : إنك لصديقي الأثير ، لمن شكَّ في كونك مُعْتَدًّا بصداقته .
*محمود العسكري
21 - ديسمبر - 2010
أحوال الإسناد - ج -    كن أول من يقيّم
 
-       ( تأكيد التركيب ولكن مع إخراج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر )
-       ( ص ) : وربما يخرج للكلام v عَلَى خِلافِ ظَاهِرِ الْمَقَامِ ،
فَجَعْلُ خَالٍ مِّثْلَ سَائِلٍ حَرِي v إِذَا مَضَى مُلَوِّحٌ بِالْخَبَرِ ،
وَغَيْرُ مُنكِرٍ كَمُنكِرٍ جُعِلْ v إِذَا عَلَيْهِ وَصْفُ إِنكَارٍ عُقِلْ ،
وَمُنكِرٌ كَغَيْرِ مُنكِرٍ صَدَعْ v لأَِجْلِ مَا إِذَا تَأَمَّلَ ارْتَدَعْ .
-   ( ش ) : تخريج الكلام على الأحوال الثلاث السابقة : الابتدائي والطلبي والإنكاري ،= يسمى إخراجًا للكلام على مقتضى الظاهر ، لكن قد يخرَّج الكلام على خلاف هذه الأحوال تحصيلاً لمعانٍ لطيفةٍ بهذه المغايرة ، ويسمى هذا إخراجًا للكلام على خلاف مقتضى الظاهر .
-       ولهذا ثلاثة أضرب :
1)  تنـزيل خالي الذهن منـزلة السائل : فيؤكد له الكلام بمؤكد واحد مع أنه غير سائل ، وهذا في موضع تقديم ما يشير إلى الخبر ، بحيث إن من شأن المخاطب أن يكون كالمتشوِّف له المتردِّد فيه لأجل هذا التلويح المتقدِّم ، فمثلاً : حضر من الطلاب مجموعة وغابت البقية ، إن البقية غير مجتهدين ، فالجملة الأولى من شأنها أن تثير تساؤلاً عن سبب غياب البقية أهو لاجتهادهم بحيث لم يحتاجوا إلى المجيء أم لكسلهم وتهاونهم ؟ ، فجاءت الجملة الثانية مؤكدةً على تقدير أن هذا التساؤل قد ثار في نفس المخاطب .
2)  تنـزيل غير المنكر كالمنكر : فيؤكد له الكلام كأنه منكرٌ ، مع أنه ليس كذلك ، ولكن لَمَّا بدت على المخاطب أمارات تشي بكونه منكرًا ، نُزِّل منـزلة المنكر ، كأن تقول لطالبٍ جاء متأخرًا على تُؤَدَةٍ : إنَّ التأخير ينقص من درجاتك في المواظبة ، فالطالب يعرف ذلك ، ولا يحتاج إلى تأكيد الكلام له ، لكن لما كان مجيئه على هَوْنٍ ورِسْلٍ شأن غير العارف بهذا الأمر أو المنكر له ؛= فقد أُكِّدَ له ، وفي هذا تعريضٌ بغباوته وقلة اكتراثه أو توعُّده مثلاً ، وغير ذلك من المعانـي اللطيفة التي تظهر بتأمُّل السياق .
3)  تنـزيل المنكر كغير المنكر : فيلقى إليه الخطاب مغسولاً من المؤكدات مع أنه منكرٌ ، والمنكر يحتاج إلى التأكيد ، وهذا إذا كان معه دلائل تقْضِي بأن إنكاره محض مكابرة وتغافلٍ ، كأن تقول لمنكر الإسلام : الإسلام حق ، لأن معه أدلةً متى أولاها قليلاً من النظر عرف حقيَّة الإسلام ، فكان إنكاره بلا مسوِّغٍ .
-       ( مجيء إِنَّ لغير التأكيد للمخاطب )
-       ( ص ) وَقَد تَّجِي إِنَّ لِخُلْفِ الظَّنِّ - وَأَن يَّصِحَّ النَّظْمُ أَوْ لِلْحُسْنِ
-   ( ش ) : لا يجب في كل مؤكدٍ أن يكون الشكُّ أو الإنكار في جهة المخاطب ، بل قد يكون من جهة المتكلِّم ، وذلك إذا كان ظَنُّه السابق خلافَ ما صارت إليه الأمور ، كأن تقول : أحسنت إلى فلان ثُمَّ إِنَّه جَعَل جزائي ما ترى ، فالمخاطب مستمعٌ للقصَّة ولا يقضي بشيْءٍ .
-    وقد تدخل إِنَّ في الكلام حيث لا يصح بدونها ، فإن ضمير الشأن لا يصح في الجملة الشرطية بدونها كقوله تعالى : (( إنه من يتق ويصبر )) .
-       وقد تدخل إِنَّ في الكلام للتحسين ، كالنكرة الموصوفة فإنها تحسن مع إن ، كقول الشاعر :
[ إِنَّ دهرًا يلفُّ شملي بليلى - لزمانٌ يَهُمُّ بالإحسان ]
-       ( تنبيه )
-   أدرج الناظم في باب أحوال الإسناد : المجاز العقلي ، أُسْوَةً بمن سبقه إلى ذلك ، ولكن رُئِيَ : أنَّ الأفضلَ إرجاؤه إلى علم البيان مع المجاز المرسل والاستعارة ، فذلك المكان أليق به ؛ وهذا أيضًا أسوةٌ بمن سبق إلى ذلك ، والنكات لا تتزاحم .
*محمود العسكري
21 - ديسمبر - 2010
 1  2