البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : اخترت لكم من قراءتي في هذا اليوم    قيّم
التقييم :
( من قبل 46 أعضاء )

رأي الوراق :

 د يحيى 
20 - نوفمبر - 2010
" في حديث أَبي مريم: دخلتُ على معاوية فقال: ما أَنْعَمَنا بك؟؛ أَي ما الذي أَعْمَلَكَ إلينا وأَقْدَمَك علينا؟ وإنما يقال ذلك لمن يُفرَح بلقائه، كأنه قال: ما الذي أَسرّنا وأَفرَحَنا وأَقَرَّ أَعيُنَنا بلقائك ورؤيتك"( لسان العرب/ نعم).
" وحكى اللحياني: يا نُعْمَ عَيْني؛ أَي يا قُرَّة عيني؛ وأَنشد عن الكسائي: صَبَّحكَ اللهُ بخَيْرٍ باكرِ** بنُعْمِ عينٍ وشَبابٍ فاخِرِ
قال: ونَعْمةُ العيش حُسْنُه وغَضارَتُه، والمذكّر منه نَعْمٌ، ويجمع أَنْعُماً" ( نفسه).
 
·     "...تقول: أنْعَمَ الله عليك من النِعْمَةِ، وأنْعَمَ الله صباحَك من النُعومَةِ.
وأنْعَمَ
له، أي قال له نَعَمْ.
وفعل كذا وأَنْعَمَ، أي زاد.
وأَنعمَ
الله بك عيناً؛ أي أقرَّ الله عينَك بمن تحبُّه"
( الصحاح في اللغة).
·    
عبر الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم عن سعادته الكبيرة لوجوده في سورية حالياً واصفاً إياها بأنها معشوقته لافتاً إلى أنه أقام فيها خمس سنوات كاملة لدرجة أن المصريين كانوا يطالبونه حينها بالعودة ويتهمونه بالتخلي عنهم وكان يجيبهم بأن مصر وسورية بلد واحد.
وأوضح الشاعر نجم أن قصائده انعكاس حقيقي للحراك الثقافي والاجتماعي والسياسي وهو ما زال يرى في قصائده التي كتبها في سبعينيات القرن الماضي من أجمل ما كتب معتبراً أنها حرّكت السكون لافتاً إلى قصائد أخرى أمثال «الليل ع الطريق» و«جيفارا مات» التي لحنها المبدع الشيخ إمام.‏‏‏
وأضاف انه لا ينظر إلى جمال الشعر انطلاقا من الصور المكثفة والتنميق اللغوي وما إلى هنالك من بلاغيات الشكل وإنما بمقدار ما تستطيع كلمات تلك القصائد أن تؤثر في الناس وتحرك كوامنهم فهو مع الشعر الثوري المتمرد على كل شيء.‏‏‏
كما ركز صاحب البحر بيضحك ليه على أن الأمل كله بات بيد الشباب العربي الذي يستطيع أن يمتلك ناصية الإبداع الحقيقي لافتاً إلى أن القصيدة تكون حقيقية بمقدار ما تكون شابة فالأمر لا يتعلق بعمر مبدعها بل بزخم الصدق الذي فيها وقدرتها على التواصل مع متلقيها والتأثير فيه. وتحدث العم أحمد كما يحب أن يطلق عليه عن ذكرياته في دمشق وكيف ألقى القصائد على مدرج كلية الآداب بدمشق حينها مع حضور كبير وحماس منقطع النظير إضافة إلى علاقته مع المبدع الشيخ إمام وطاقته الموسيقية الكبيرة وكيف لحن قصيدة جيفارا مات في الوقت ذاته والتي ألقاها نجم أمامه غير مصدق أن هذا الثوري قد مات فعلاً.
إخوتي السراة : ما رأيكم أن تختاروا معلومة  من مطالعتكم اليومية تهدونها إلى هذا الموقع العامر، وتقبلوا امتناني.
 12  13  14  15 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
المجاهد آق سنقر البرسقي     ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
http://www.islamstory.com/المجاهد-آق-سنقر-البرسقي
*د يحيى
2 - يناير - 2011
http://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/03-Questions-Related-to-Theology-and-Dogma__Al-Lahoot-W    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

سؤال: لماذا تقولون إن المسيح ابن الله؟!

 
الإجابة:
كبداية، كلمة أو مصطلح "ابن الله" لا يعني الولادة الجسدية من الله -حاشا- ولا يعني أن الله له صاحبة كما يفهم بعض البسطاء..  ولكنه مصطلح لاهوتي، وها هوذا عرض عام له..

# المسيح ابن الله لحقيقتين:

* الأولىالمسيح أصلاً هو كلمة الله المولود من الله منذ الأزل وقبل خلق العالمين.  وحيث أن كل مولود هو إبن لِمَنْ ولده، فيكون المسيح هو إبن الله.  لذلك كل من يؤمن أن المسيح كلمة الله فبالضرورة يؤمن أنه ابن الله.  أما حقيقة أن المسيح كلمة الله فترجع إلى أن أول صفة تؤكد ألوهية الله هو أنه الخالق.  وإذا لم يكن الله خالقاً ما استحق أن يكون إلهاً للكون!  لأن إله الكون بالضرورة هو خالقه.  والخلق لا يصدر إلا من قوة عاقلة والقوة العاقلة تخلق بالكلمة.  إذاً الله كخالق هو قوة عاقلة وله كلمة هو قدرته الخالقة الصانعة.  وكلمة الله قدرته الصانعة قائم في ذات الله ومولود منه منذ الأزل، وبه خلق الخلق وبع تعامل مع الأنبياء وبه بتجسده فدى العالم.  فإن كان المسيح حسب إعتقاد الكل أنه هو كلمة الله فيكون مولوداً من الله، ومن ثم هو ابن الله بالضرورة.
St-Takla.org           Image: An ancient mosaic of Jesus Christ face صورة: لوحة فسيفساء قديمة (موزاييك) تصور وجه المسيح
St-Takla.org Image: An ancient mosaic of Jesus Christ face
صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة فسيفساء قديمة (موزاييك) تصور وجه المسيح
وهذه الحقيقة يؤكدها ويوضحها الانجيل المقدس "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله.  كل شيء به كان والكلمة صار جسداً.  الله لم يره أحد قط، الإبن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خَبَّر" (إنجيل يوحنا 1:1-18).
* والحقيقة الثانية:  إنه لما جاء الوقت المناسب لخلاص العالم، نزل الكلمة من السماء وحلَّ في بطن العذراء مريم وولدته من غير أب بشري، فلذلك تُنْسَب بنوّته لله.  إذاً المسيح هو إبن الله الأزلي بالطبيعة والجوهر ككلمة الله.  وهو إبن الله المتجسد في الزمان من القديسة مريم.
ونستنتج من هذا أن ابن الله ليس ولداً ولده الله من زوجة أو امرأة كما يظن البعض.  الأمر الذي لا يقول به ولا يعتقد به أبسط المسيحيين معرفة بدينه.  لأن الله كلما قلنا جوهرٌ روحي وكلمته جوهر روحي أيضاً.  ولذلك ولادته ولادة روحية، وهي ولادة أزلية.  أما تجسده من القديسة مريم وظهوره لنا في شخص المسيح فهو أمر حادث في الزمن بغرض قيام الله كما سبق وقلنا برسالة معينة هي خلاص العالم.  إذاً المسيح وُجد في الزمن بتجسده، ولكنه هو السابق على الزمن في جوهره الروحي كابن الله الأزلي.  هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.
وبنوة المسيح لله هذه إنما هي بنوة فريدة من نوعها ولا تضاهيها أو تناظرها بنوة أخرى في الوجود.  لذلك يسمى المسيح كلمة الله "الإبن الوحيد الجنس" ولا أحد من البشر يملك أن يدَّعي لنفسه ما هو للمسيح في أزليته وبنوّته لله.  لأن جميع البشر حادثون في الزمن لأنهم مخلوقون من أب وأم بشريين، ولا تنطبق على أحد منهم صفة البنوة لله أو صفة الأزلية أو أنه موجود قبل الخلق.  وإن صار ادعاء بوجود مثل هذا الإنسان لصار المؤمنون يؤلِّهونه، ومن ثم يصيرون مشركون بالله.
وفي الاعتراف بالمسيح ابناً لله مجد وغنى عظيم.  فقد أعلن لنا الكتاب أن "من اعترف بيسوع المسيح هو ابن الله، فالله يثبت فيه وهو في الله" (1يو15:4).  كما أعلن أيضاً "كل مَنْ ينكر الابن ليس له الآب أيضاً.  ومن يعترف بالإبن فله الآب أيضاً" (رسالة يوحنا الأولى 23:2). (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) وهذا يعني أن من يؤمن بابن الله فإنه ينال عطية أبوة الله.  ومن لا يؤمن بابن الله فسيخسر أبوة الله له وهي خسارة عظيمة.  لأنه فرق كبير بين إيماني بالله كخالق فقط وسيد كل الخليقة فلا أعدو بإيماني هذا أكثر من أن أكون أحد مخلوقاته مثل البحر والجبل والشجرة والبهيمة، وبين إيماني به كأب يمتعني بأبوته لي.
لأنه إن كان الله أبي فأنا إبنه.  وإن كنت إبناً لله فأنا أعظم وأغنى من كل أبناء رؤساء وملوك الأرض.  ولكن ليس غنى وعظمة أرضيين إنما غِنى ميراث أبدي لا يفنى ولا يتدنَّس ولا يضمحل محفوظٌ لي في السماء (رسالة بطرس الرسول الأولي 4:1). ( كنيسة الاسكندرية).
*د يحيى
3 - يناير - 2011
موقع الأنبا تكلا : تاريخ الكنيسة القبطية.الأرثوذكسية.....    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 

" تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

أحوال مصر إبان فتح العرب لمصر

علاقة المسلمين بالمسيحيين

 
كان موقف الرسول الذي تميز بالعطف على أهل الكتاب يرتبط إلى حد كبير بتفضيله آياهم على المشركين الذين كانوا ألد أعدائه، ولكن قيض للمشركين ان يختفوا من المسرح الإسلامى نتيجة للقضاء عليهم أو لاعتناقهم الاسلام وبالتالى ما لبث الذميون ان فقدوا الوضع الخاص الذي ميزهم به الرسول واصبحوا في نظر المسلمين الممثلين الوحيدين للكفر.
حقيقة ان نطاق التسامح كان كان يتسع في بعض البلدان بحيث شمل اشخاصا ليسوا بالفعل من أهل الكتاب بأى حال كما حدث في فارس حيث فسرت الآية الغامضة لصالح الزردشتيين أو فى الهند حيث كان المشتركون من الكثرة بحيث تعذر تحويلهم إلى الاسلام أو القضاء عليهم الا ان الفريقين اصبحا يتمتعان بالتسامح وفقا لنفس المبادئ المطبقة على المسيحيين واليهود ومن ثم لم يتحقق ما من شانه ان يعيد هاتين الجامعتين إلى وضعهما السابق باعتبارهما تشغلان مكانه وسطا لهذا اصبح المجتمع في شتى أنحاء العالم الاسلامى ينقسم إلى مجرد مسلمين وكفار [ أو ذميين ] وكانت شروط عقد الحاكم المسلم مع الذميين تضمن حياتهم والى حد ما أملاكهم وتسمح لهم بممارسة ديانتهم في مقابل تعهدهم بدفع الجزية والخراج وموافقتهم على تحمل بعض القيود التي تجعلهم يشغلون وضعا ادنى من ذلك الذي كان يتمتع به المسلمون وهذه القيود متنوعة.
St-Takla.org image: A Coptic Monastery: Saint-Bishoy-Monastery-Wadi-El-Natroun-Egypt صورة دير قبطي، دير الأنبا بيشوياذا الذمى لا يرقى إلى الوضع القانونى المخصص للمسلم. فلا تقبل شهادته ضد المسلم في محمكة القاضى ولا يحكم بالإعدام على مسلم قتل ذميا وعلى حين كان لا يسمح للذمى بان يتزوج مسلمة في حين كان يسمح للمسلم بان يتزوج ذمية ن وبالاضافة إلى ذلك كان الذميون يرغبون على ارتداء ملابس تختلف عن ملابس المسلمين حتى يسهل التمييز بين الطائفتين كما حرم عليهم ركوب الخيل وحمل السلاح وأخيرا فعلى حين كان يمكن تحويل كناءسهم إلى مساجد، وهو ما تم في حالات كثيرة كان يسمح لهم ببناء دور عبادة جديدة وكان أقصى ما يسمح لهم بعمله بهذا الصدد وهو ترميم ما تهدم من هذه الدور.
وكانت حركة التوسع التي ادت إلى قيام الامبراطورى العثمانى تشبه في بعض نواحيها الحركة التي أدت إلى قيام الخلافة التي أقامت أول دولة إسلامية عظمى وكلتا الحركتين آدتا إلى ان ضمت دار الإسلام أراضى واسعة كانت مسيحية من قبل كما أدت إلى خضوع إعداد كبيرة من الرعايا الذميين للحكام المسلمين إلا أن كلا من العالمين الإسلامي والمسيحي قد تغير خلال الفترة الفاضلة بين عصر الخلافة وبين العصر العثمانى والعالم المسيحى قد انقسم ما بين أرثوذكس وكاثوليك في حين أصاب التغيير العالم الإسلامي بفعل المؤثرات الصوفية.
وفى الواقع أن هخذا الالانقسام الكبير الذي حل بالعالم المسيحي قد أوجد الأرثوذكس في وضع يشبه المسيحيين الذين خضعوا من قبل للفاتحين المسلمين الأول وذلك لان معظمهم في سوريا وبلاد ما بين النهرين ومصر، كانوا مهرطقين من أنواع عدة نساطرة أو مونوفزيت وبالتالى خارجين على الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية [ وفي مصر على سبيل المثال ساعد الأقباط المونوفزيت العرب بالفعل أثناء الفتح (الكاثوليك) التي كانت لا تزال متحدة، بالظبط كما كان الأرثوذكي في العصور التالية معادين للكاثوليك ولهذا ففى كلتا الحالتين كان عدد كبير من المسيحيين الذين اصبحوا ذميين قد تحمسوا بشدة لوضعهم الجديد الذي مكنهم من تجنب سؤ أولئك الذين اعتبروهم مهرطقيين وحتى نهاية القرن الخامس عشر كانت حدود الفتوح العثمانية في أوربا تتمشى إلى أقصي حد مع حدود المذهب الأرثوذكس. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وكانت الطائفة الأرثوذكسية الكبيرة الوحيدة التي بقيت خارج نطاق سلطتهم هي الجماعة المسكونية ورغم أن قياصرة موسكوا اعتبروا أنفسهم منذ البداية ورثة لبيزنطة فأن امارة موسكو لم تكن في أوائل عهد الإمبراطورية من القوة بحيث تستدعى انتباه الأرثوذكس القاطنين داخل الدولة العثمانية. وكان موقف العثمانيين الأول من غير المسلمين الذين حاربوهم وانتصروا عليهم يختلف عن الموقف الإسلامي المعروف ولكنة كان من ناحية أخرى ينسبه إلى حد ما موقف المسلمين الأول الذين فتحوا سوريا من غير المسلمين وهو الموقف الذي كان خيرا من موقف خلفائهم واكثر تحررا.
وكان الفاتحون العثمانيون يشبهون العرب في تأثيرهم بدوافع الطمع والأمل في الاستحواذ على الأرض والغنائم بالاضافة إلى الحماسة الدينية.
وكان العقائد الدينية الاكثر انتشارا لديهم هي عقائد الطرق الصوفية الباطنية وحينئذ كان التصوف أميل إلى المساواة بين كل الأديان كما كانت الباطنية أميل إلى ترويج مبادئ ذات لون شبيه بالمسيحية ولهذا فليس من العجب ان نجد العلاقات القائمة بين المسلمين والمسيحيين خلال القرون الأولى من الحكم العثمانى كانت أوثق منها في عهد الأسر الحاكمة السابقة التي كانت تتمسك بالسنة أو في عهد الأسر الحاكمة التي قيض لها أن تسير على هذا المنوال فيما بعد حين تحول السلاطين إلى الأصولية السنية ولهذا ففى المعارك التي خاضها العثمانيون الأولى نجدهم يحظون بمساندة كبيرة من المسيحيين، كما تزوج كثير من السلاطين الأول أميرات مسيحيات وبالإضافة إلى ذلك فقد تحول كثير من المسيحيين إلى الإسلام أثناء غزو البلقان ورغم ان ذلك قد لا يكون دليلا على حسن العلاقات بين المسلمين والمسحيين إلا انه انه قد حدث بالفعل لأنه يوضح الانتقال فقد كان إيلاما في هذه الفترة مما اصبح عليه فيما بعد حين قضت السنية الإسلامية على أى حل وسط فيما يتعلق بالعقيدة. ويبدو لنا الواقع انه لولا هذه العودة إلى السنية أو التمسك بها لكان بإمكان احترام اتباع الديانتيت للأضرحة المشتركة أن يقضى القضاء على الخلافات والى ظهور عقيدة مسيحية صوفية بإمكانها التوفيق بين النقيضين.
ويبدوا ان التحول إلى الأصولية الإسلامية قد بدا اعادة السلطة إلى سابق وضعها في عهد محمد الول وكان ذلك ناتجا عن قمع تمرد باطنى خاصة وان ازدياد سؤ علاقات السلاطين بأنصارهم الأصليين قد تمخض عن نتائج منها ادخال نظام الدفشرمة.
ولا شك ان هذا النظام الذي كان يقتضى جميع الأود والمسيحيين للقيام بالخدمة في قصور السلاطين وجيوشهم قد جعل الأباء الذميين الذين حرموا من اولادهم يمقتون ساداتهم المسلمين. ورغم ذلك فقد كانت الدفشمة توفر في الواقع مجالا للوصول إلى أعلى مناصب الدولة.
ففى خلال القرنين الخانس عشر والسادس كان يشغل كل هذه المناصب عبيد السلطان الذين تحولوا إلى الاسلام وكان معظمهم قد جرى اقناصهم عن طريق الدفشرمة وفي كثير من الأحيان كان كبار الضباط الموظفين هؤلاء يسخرون سلطتهم لمصلحة أقاربهم الذميين. ولهذا ففى خلال هذه الفترة كان من المميزات كونهم قد ولدوا ذمييم صالحين للتجنيد، ومن ثم اصبح من المعتاد ان نجد آباء يسعون إلى اختيار أبنائهم حتى ولو كانوا غير صالحين، مما ترتب عليه ان أصبح السكان الذين ولدوا مسلمين مستاءين من استعبادهم عن تولى شئون الدولة.
وهكذا تلت الفترة الأولى التي كان فيها الابتعاد عن أصول الدين الاسلامى يسمح لمعشقيه بالإبقاء على علاقات حميمة مع المسيحيين فترة أخرى كان فيها نفوذ المسلمين والذميين في الإمبراطورية متوازنا بصورة مرضية وذلك نتيجة لتخفيض المناصب العليا في هذه الدولة الإسلامية لأشخاص ولدوا ذميين والى هنا نكون قد عرضنا للذميين، على الأقل للذميين المسيحيين، كما لو كانوا سيشكلون طائفة واحدة.
إلا ان الأمر لم يكن كذلك فما ذكرناه بالفعل عن الفشرمة، على سبيل المثال والدور الذى لعبة الذميون في الدولة خلال ازهى عصورها الأعلى الطائفة الأرثوذكسية، بل لا ينطبق عليها إلا ان الأغلبية العظمى من الذميين كانوا في أوائ لعهد الدولة ينتسبون اليها، وكان موقف المسلمين والحكومة من الذميين الآخرين حتى وقت لاحق يتوقف إلى حد كبير على موقفهم من الأرثوذكس ولا يغرب عن بالنا ان العثمانيين استولوا على أهم الأراضى التي قامت عليها امبراطوريتهم على الوجه التالى تقريبا: الركن الشمالى الغربى من آسيا الصغرى، معظم شبة جزيرة البلقان ما تبقى من آسيا الصغرى، القسطنطينية، أو وسط وجنوب بلاد اليونان، الشام ومصر والحجاز، وبمعنى أخر فعلى حين ان كل هذه الأراضى، باستثناء الحجاز كانت مسيحية يوما ما فقد بدا حكمهم في قسم كل منهما كان لا يزال مسيحيا ثم امتد إلى قسم كان في أيدى المسلمين لفترة تقرب من ثلاثة قرون وفي النهاية ضموا الجزء الباقى الذي كان كله، باستثناء فترة الحكم الصلبى في ايدى المسلمين منذ القرن السابع.
وأخيرا فلان بعض سكان هذه الأراضى من المسيحيين ظلوا تحت السيطرة الإسلامية فترة أطور من تلك التي أمضاها غيرهم ولان الكنيسة الأولى في الشرق كانت عرضة لنمو حركات الانشقاق فيها ولان المبشرين الأوائل كانوا أميل إلى ان يمنحوا الكنائس المحلية طقوسا تختلف عن تلك التي أصبحت أرثوذكسية فقد كان يمكن العثور في الامبراطورية العثمانية في الوقت الذي وصلت فيه إلى أقصى اتسلعها على كثير من تحدده الظروف التي خضعت فيها لسيطرتهم. ولما كانت هذه السياسات لم يتم تطورها بعد أن تحددت بحيث تؤدى إلى التماثل فقد بدا فيها بعض لبتارض وحتى يتسنى لنا تتبع الأسباب الكامنة وراء ذلك نجد لزاما علينا ان نستعرض موقف الطوائف الذمية خلال ثلاث مراحل تختلف وفي البداية سوف نستعرض خلال المرحلة التي كانت فيها الإمبراطورية تضم بالفعل الروميللى والأناضول، ثم خللا المرحلة التي أصبحت فيها تضم البلدان " الناطقة بالعربية " وأخيرا خلال مرحلة اضمحلالها.
على اننا قبل الخوض في ذلك نفضل ان نتوقف لكى نؤكد ان الحكومة العثمانية كانت في العادة تعامل الذميين على اختلاف أنواعهما باعتبارهم أعضاء في طائفة لا باعتبارهم افرادا. ويرتبط هذا ليس فقط بالتنظيم العام للمجتمع العثمانى الذي سبق ان رأينا انه كان تعاونيا بالضرورة، بل أيضا بطبيعة الشريعة التي رغم تنظيمها لعلاقات الذميين بكل من الافراد المسلمين والدولة الاسلامية إلا أنها باعتبارها قانونا مقدسا تكون التفرقة بين الذميين والمسلمين تقوم على اساس دينى، لم تسع إلى تحديد علاقات الذميين بعضهم البعض الأخر.
فهم يقعون خارج نطاقها الذي يشمل المسلمين وحدهم إلا اذا اتصل هؤلاء بغير المسلمين أو اذا وافق الذمييون حين يحتكمون إلى القانون على ان تطبق عليهم نصوصها. لهذا كانت تنظم علاقات الذميين (داخلية) حسب قوانين الأديان التي يتبعونها، وهنا أيضا نجدها تعتبر معتنقى كل من هذه الأديان وكأنهم يشكلون طائفة يشرف عليها القائمون على تقاليدهم الدينية........
الحاكم المسلم يرغم أفراد الذميين على التمشى مع القواعد التي سبق ان عرضناها، ولكن في مسائل اخرى كان الحاكم أميل إلى التعامل مع كل طائفة ذمية ككل وفي مثل هذه الحالات كان يمثل الطائفة كبار رؤسائها الذميين. البطاركة أو الحاخامات، وكان هؤلاء الرؤساء بدورهم يحصلون على مساندة الحاكم في فرض الانضباط مع اتباعهم. وملخص القول فان وضع الفرد الذي كان يرتبط ارتباطا كليا بعضويته في طائفة تتمتع بالحماية.
وكان يطلق على هذه الطائفة في المصطلح العثمانى اسم " مللت ".
ويبدو ان كلمة ملى العربية مشتقاة من الكلكة السريانية ملتات، وقد أشار اليها القران بمعنى دين وبخاصة في فقرة " ملة ابراهيم " وقد احتفظت بنفس المعنى في السياق العربى فيما بعد ولكن لما كان المصطلح المجرد " دين " لا ينفصل على الاطلاق بصورة ةاضحة عن مجموع معتنقيه فأنه يعنى كذلك " طائفة دينية " وفي المصطلح الإسلامى الوسيط ينطبق بوجه خاص على ديانة المسلمين وجماعتهم تمييزوا لهم عن أهل الذمة [ انظر دائرة المعارف الإسلامية ].
ولهذا كله يبدو لنا ان المعنى الذي أضافاه العثمانيون كان جديدا.
واستعمال الأتراك لكلمة " مللت " في الوقت الحاضر بمعنى " أمة " لم يحدث إلا في القرن التاسع عشر لا قبل ذلك وكان الموظف المسئول امام الدولة عن ادارتها يعرف باسم " مللت بش ". ورغم ان بعض التفصيلات الادارية
[ وربما أيضا المعنى الخاص للمصطلح ].
كانت من ابتكار العثمانيين فان النظام ذاته لم يكن كذلك اذا كانت جذوره مشتقاة من الممارسات العامة التي طبقتها الامبراطورية الرومانية وامبراطوريات العصور الوسطى التى درجت على السماح للطوائف الخاضعة لحكمها بان تحافظ على قوانينها الخاصة وان تطبقها تحت الاشراف العام لسلطة معترف بها مسئولة امام السلطة الحاكمة.
وكان جاثليق الكنيسة النسطورية في عهد الملوك الساسانين الذين حكموا فارس قبل الاسلام يكلف رسميا بان يشرف على كل مسيحى الامبراطورية.
ونحن نستدل على الاحتفاظ خلفائه بنفس الصلاحيات القانونية في عهد الخلفاء بعدد كبير من الأولة الثانوية الوثيقة التي وصلت إلى أيدينا وكانت تتعلق بتعين جاثليق نسطورى فى عام 1138 وبوجود عدد كبير من كتب القانون الخاصة بمختلف الطوائف المسيحية وكان يشرف على الطائفة اليهودية أو الطوائف اليهودية على اعتبار ان الربانيين كانوا يختلفون عن القرنين إكبار الحاخامات في بغداد ثم بعد ذلك في القاهرة وفي الدولة البيزنطية ذاتها كان للأرمن في القسطنطينية تنظيم مماثل وكذلك الحال بالنسبة إلى اليهود". ( كنيسة الاسكندرية : موقع الأنبا تكلا).
*د يحيى
3 - يناير - 2011
المشكوك في أمرهم !    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 

كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟

- الأنبا مكاريوس الأسقف العام

 المشكوك في أمرهم

 
St-Takla.org         Image: Question mark صورة: علامة استفهام
St-Takla.org Image: Question mark
صورة في موقع الأنبا تكلا: علامة استفهام
وليس صحيحاً ما يقال عن أن الأديرة تقبل إليها الهاربين أو المشكوك فيهم، ففى الأزمنة القديمة كانت الأديرة معزولة جداً، يبلغ فيها العيش حد الشظف، معرضة للغارات وهجمات البدو، ومن ثم فلم يكن من السهل أن يهرب إليها إنسان.
للتأكد من ذلك يطلب الدير من الشاب تزكية أب اعترافه (والتى تشبه إلى حد ما شهادة خلو الموانع التي يطالب بها كل من الطرفين عند الزواج) بل وحدث أن بعض الأديرة في وقت ما كانت تطالب بتوقيع قسم البوليس التابع له على التزكية، وربما كان السبب في ذلك ما نشرته الجرائد الرسمية عن شخص يدعى حافظ نجيب، والذي كان هاربا من عدة أحكام قضائية بالسجن، ولكنه استطاع أن يترهب بدير المحرق بل وأوشك على نيل درجة الأسقفية، لولا أن البابا كيرلس الخامس اكتشف أمره (كتاب اعترافات حافظ نجيب، تأليف سعدية الجبالى / دار النيل للطباعة – سنة 1946) ويروى القمص أنسطاسى الصموئيلى أنه في بداية إعادة تعمير دير الأنبا صموئيل في أوائل السبعينات أن تقدم إلى الدير شاب عرف منه أثناء الاعتراف أنه واقع تحت حكم قضائى وأنه مظلوم فيه فنصحه أن يعود ثانية إلى العالم لتسوية هذا الأمر قبل تقدمه ثانية للرهبنة. وقد يقبل الدير لصا تائبا ولكنه لا يقبل لصا هاربا.
فى المقابل نقرأ عشرات القصص عن الآباء الذين اختاروا شظف العيش داخل الدير طوعا، فهذا راهب في دير البراموس عاش سبعة عشر عاما لا يعرف أسماء الرهبان ولا كيف يصل إلى مرافق الدير، وآخر في دير السريان كان ينام في فناء الدير على أريكة متهالكة وثالث تنيح بسبب شدة النسك ورابع عاش في جبل سيناء 55 عاما لم يسمع عن الحربين العالميتين الأولى والثانية وخامس وسادس. ونقرأ عن رئيس دير في جبل أثوس لما رأى الدير قد اغتنى بسبب عطايا الأمراء قام ليلا واحرقه وألزم الرهبان ببنائه من جديد ليختبروا الحياة الرهبانية الحقة..".
 ( موقع الأنبا تكلا : كنيسة الاسكندرية).
*د يحيى
3 - يناير - 2011
مقالة ، علوانها ( الضمير) للبابا شنودة .    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 

عظات مكتوبة لقداسة البابا شنودة الثالث - التاريخ: عظة الأربعاء 8 ديسمبر 2010 في الكاتدرائية الكبرى بالعباسية بالقاهرة

الضمير

 
أريد أن أكلمكم الليلة عن الضمير. كثيراً ما يقابلني شخص ويسألني: لماذا (فلان) يتصرف بهذا الشكل؟! لماذا ينتهر ولا يراعي الغير في تصرفاته ولا يراعي التصرف بما يرضي الله؟! ألا يوجد ضمير؟!
فأقول له: لا يا حبيبي هناك ضمير. فيتساءل مرة أخرى قائلاً: إذاً لماذا يأتي بهذه الأفعال؟! أو لماذا تحدث تلك الأحداث؟!
St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الضمير ليس صوت الله:

أول حاجة أريد أن أقولها لكم إن الضمير ليس هو صوت الله في الإنسان كما يظن البعض فهذا فهم خاطئ. فصوت الله في الإنسان هو صوت الروح القدس لكنه ليس صوت الضمير لأن الضمير يمكن أن يخطئ والله لا يمكن أن يقود للخطأ.
St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

كيف يمكن للضمير أن يخطئ؟ سأعطيكم أمثلة على ذلك:-

 

الضمير الخاطئ قد يقود للقتل:

St-Takla.org Image: "La main (Les remords de conscience), The Hand [Remorse])," by Salvador Dali, 1930 صورة في موقع الأنبا تكلا: "لوحة الفنان سالفادور دالي: اليد، ندم الضمير
St-Takla.org Image: "La main (Les remords de conscience), The Hand [Remorse])," by Salvador Dali, 1930
صورة في موقع الأنبا تكلا: "لوحة الفنان سالفادور دالي: اليد، ندم الضمير
قد تخطئ فتاة وتحمل سفاحاً ثم تذهب إلى الطبيب طالبة المساعدة. ومن أجل مساعدتها يقرر الطبيب أن يقتل الجنين وهو في ذلك يعتقد  أنه يفعل هذا من أجل الرحمة ومن أجل أن يسترها من الفضيحة ولكن بالطبع هو في ذلك يقوم بجريمة قتل.  ثم يقرر أن يقوم بعملية تستر بكارتها التي ضاعت وهذه جريمة أخرى. هذا الطبيب أمام ضميره يظن أنه يقوم بعمل خير. ولكنه في الحقيقة قد ارتكب خطيتين، وضميره مستريح وموافق على ذلك، فالضمير قد يتوقف عن العمل بينما العقل يفكر ويبرر الخطايا.
St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الضمير الخاطئ قد يقود للكذب:

قد يقع الأولاد في خطأ فتخاف الأم عليهم من عقاب الأب. فتخفي خطأهم عن الأب وقد تلجأ في هذا إلى الكذب. ويعتاد الأولاد أن يخطئوا وأن لا يعاقبوا على خطئهم والأم تسترهم وهي في ذلك ضميرها الخاطئ مستريح لأنها تظن أن ما تفعله هو رحمة وعطف على أولادها بينما تصرفها هذا خاطئ وقد يؤذي أولادها في المستقبل.
St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الضمير الخاطئ قد يقود للمساعدة على الغش:

قد يغشش تلميذ زميله في الامتحان ويظن أنه بذلك ينقذه من الرسوب في الامتحان. بينما الغش خطية. ولكنه يبرر الغش بأنه يساعد زميله.
وما أكثر إن الضمير يأخذ أجازة ويترك العقل يفكر، والعقل يبرر وكله ماشي. أو الخطيئة تلبس الفضيلة.
St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الضمير الخاطئ قد يقود إلى الخطأ:

 فالمنظمين مثلاً من أجل النظام يطردوا هذا وينتهروا هذا وهم في ذلك يؤذون مشاعر الناس. وفي كل هذا لا يشعرون بأي خطأ لأنهم يحققون النظام المطلوب! ولكن لابد أن تعلموا أن الهدف السليم لكي يتحقق يجب أن تكون وسيلة تحقيقه سليمة أيضاً. ولكن كثيراً ما يكون للضمير أحكام مختلفة.
St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

أنواع الضمير:

الضمير أيها الآباء والإخوة له ثلاثة أنواع:-
 

1- الضمير الصالح:

الضمير الصالح مثل ميزان الصيدلي الكثرة تضره والقلة تضره  فهو ضمير مضبوط تماماً. وقد كان بولس الرسول يقول: "أنا بضميري الصالح أمام الله"، ونص الآية هو: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، إِنِّي بِكُلِّ ضَمِيرٍ صَالِحٍ قَدْ عِشْتُ للهِ إِلَى هذَا الْيَوْمِ»." (سفر أعمال الرسل 23: 1). فهذا هو الضمير الصالح.
St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2- الضمير الواسع:

وهذا الضمير يصف عن البعوضة ويبلع الجمل، فهو ضمير واسع يتسع لكل شيء. تجد صاحبه يقول: (يا عم ما تدققش، إفرجها شوية،  خليها تمر). وإذا كذب وواجهته بكذبه يرد عليك قائلاً: ( لا لا لا ده أنا كنت بضحك، دي نكتة). وبالمثل يصف أي خطيئة بأي فضيلة.
St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3- الضمير الضيق:

 الضمير الضيق يعتبر كل شيء خطيئة، فيحسب الخطية حيث لا يوجد خطية، أو يكبر حجم الخطية. ويطلقون عليه "الضمير الموسوس".
في الأيام الأولى لي في الدير. كان هناك راهب كلما أقابله يقول لي: "أنت يا أبونا زعلان مني؟" أقول له: "لا يا حبيبي مش زعلان". يقول لي: "الحمد لله الله يعوضك يا أبونا". ولم أكن أغضب منه في أي شيء ولكنه كان يخيل إليه أشياء غير موجودة.
St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الضمير يتأثر بالعقائد:

الضمير أيضاً يتأثر بالعقائد (بعقائد الناس)، ففي زمان الوثنية كان الذي لا يبخر للوثن ضميره يتعبه لأنه لم يبخر للوثن. وكانوا في كل عام يلقون بفتاة في النيل لكي يرضى النيل عنهم. وكان ضميرهم يتعبهم إذا لم يقوموا بذلك.
St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الضمير يتأثر بالتقاليد:

الانتقام للشرف والعرض نوع من التقاليد يتأثر بها الضمير:
فالضمير أيضاً يتأثر بالتقاليد. فهناك نوع من التقاليد مثلاً إذا وقعت أخت في زنا يصمم أخوها على قتلها اعتقاداً منه أنه بذلك يمحو عار الأسرة ويغسل الخطيئة بالدم. نوع من التقاليد. وضميره يساعده على القتل. وهو في ذلك يقوم بخطيئة قتل ويحرم أخته من فرصة التوبة.
St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الأخذ بالثأر نوع من التقاليد يتأثر بها الضمير:

العرف أو التقاليد في بعض البلاد تجعل الرجل يصمم أن يأخذ بثأر أبيه أو أخيه أو قريبه الذي قُتل. وإن لم يأخذ بالثأر يعتبر نفسه في عار. ضميره يقول له لازم تقتل. العرف أو التقاليد كده في بعض البلاد.
St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الضمير يتأثر ببعض الرغبات أو الشهوات:

الضمير أيضاً يتأثر ببعض الرغبات. فأحياناً يكون الإنسان أمام مشكلة أو أمام اتهام فيلجأ للكذب لأنه يرى فيه المخرج الوحيد من هذا الاتهام أو المشكلة. فيقول عن أشياء حدثت أنها لم تحدث وضميره يساعده على الكذب. ويعتبر أن هذا لون من الذكاء في الدفاع عن النفس ونوع من الحيلة ومن الدهاء. ضميره يساعده. أي أن رغبته في تبرئة ذاته أثرت على ضميره وأسكتت هذا الضمير.
أو شخص يلاقي إن المشكلة أو الطلب لا يحل إلا بالرشوة. بدون الرشوة لا فائدة. فيقول لا مانع أدفع رشوة واعتبرها ضريبة مفروضة علي وأنا بدفع الضريبة. يبرر لنفسه الرشوة للحصول على طلبه.
وهكذا ممكن الشهوة تقود الإنسان وتسكت الضمير. أي شهوة. مثل شهوة النجاح. ينجح بأي وسيلة ولو يسكت الضمير.
St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الضمير يتأثر بالمعرفة:

الضمير أيضاً يتأثر بالمعرفة. وبالمعرفة يستنير الضمير ولذلك هناك خطايا تسمى خطايا الجهل أي أخطأ لأنه يجهل. وعندما تزداد معرفته لا يخطئ مرة أخرى. هذا كله عن المعرفة الصالحة التي تقود إلى التوبة مثلاً.
لكن الضمير قد يتأثر بمعرفة خاطئة أو معرفة ملتوية مثل شخص يقابل آخر ويقول له أشياء خاطئة عن أناس معروفين لديه ويعطيه مشورة خاطئة في كيفية التعامل مع مثل هؤلاء الناس، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ويردد عليه هذا الكلام حتى يتأثر بالمعلومات الخاطئة التي تضله ويتأثر ضميره ويتصرف بطريقة خاطئة بناءاً على تلك المعرفة المضللة. فهناك أنواع من المعرفة تقود إلى الخطيئة.
St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الضمير يتأثر بالمرشدين:

الضمير أيضاً قد يتأثر بالمرشدين، فهناك أشخاص يطيعون مرشديهم مهما قالوا لهم ومبدأهم "الذين بلا مرشد يسقطون مثل أوراق الشجر". فتجد الشخص يتصرف بضمير مرشده وليس بضميره هو. يلغي ضميره ويضع أمامه ضمير مرشده.
ويترك للمرشد التصرف في ضميره فإما أن يلغي ضميره وإما أن يشكله. يشكل الضمير بالطريقة التي يريدها. مثال لذلك، قد يكون المرشد يحب الجدية فيقول له الضحك حرام خليك جد. بينما مرشد آخر يحب البشاشة يقول له خليك بشوش كده. وعلى حسب توجيه المرشد يتصرف الشخص. مرشد يعلم المرح ومرشد يعلم الرزانة.
الضمير أيضاً يتأثر بالمرشدين في موضوع مثل تنظيم النسل فبعض المرشدين يحللون تنظيم النسل والبعض الآخر يحرمونه وكما يقول المرشد يشتغل الضمير.
St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الضمير يتأثر بالبيئة المحيطة:

الضمير أيضاً يتأثر بالبيئة التي يعيش بها الإنسان.
مثال لذلك الأولاد الذين يخرجون في مظاهرة. فالذي يسير في مظاهرة لا يسير بضميره بل يسير بضمير الجماعة. هم يهتفون وهو يهتف معهم. فإذا اندفعوا في كلام يؤذيهم يندفع معهم ويقول كما يقولون.  ثم يُقْبَض على هذا الشخص ويُلْقَى في السجن. ثم وهو جالس في السجن وليس معه مَنْ كانوا يهتفون حوله في المظاهرة، يبدأ في التفكير بطريقة مختلفة (طريقة أخرى). لأنه عندما كان في وسط الناس كان يفكر بضمير الناس. يفكر بالانفعال والإثارة وبنفس طريقة الناس الذين كانوا حوله.
وهناك إنسان ضميره يتأثر بالصحف وبما يقرأه في الصحف وما يصدقه.
وهناك ناس وسط جيل معين له صفات معينة يكون ضميرهم متأثراً بصفات هذا الجيل. بينما من بين هؤلاء الناس يظهر بعض المصلحين يقفون ضد الاتجاه العام ويكونوا اتجاه جديد لأنهم أناس مصلحين.
St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

"الضمير" ليس هو "الإرادة":

بعد هذا نقول أن الضمير شيء والإرادة شيء آخر، وهناك فرق بين ما يريده الضمير وما يريده الشخص. فالضمير يشبه إشارات المرور. فإذا كانت العربة سائرة وإشارة المرور حمراء فعليها أن تقف. أي أن إشارة المرور ترشده ولكنها لا ترغمه فمن الممكن أن يكسر الإشارة ويسير. كذلك الضمير فإنه يرشد لكن لا يرغم.
ولذلك قيل مرة عن الضمير أنه "قاضي عادل" ولكنه لا يستطيع أن ينفذ أحكامه. الضمير يرشد فقط ولكن التنفيذ في يد الإرادة.
St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

نعمة الله تتدخل لإرشادنا ولكنها لا ترغمنا:

ماذا يفعل الإنسان إذا كانت إرادته شريرة وتضغط عليه؟ قد يكون الإنسان سائراً في اتجاه معين خاطئ وضميره غير قادر على إيقافه. هنا تتدخل النعمة، نعمة ربنا لكي ترشد الإنسان في طريق سليم تغير وجهته. ولكن النعمة أيضاً لا ترغم فله أن يقبل النعمة أو لا يقبل.
إذا قبل الإنسان النعمة يسير في الطريق الصحيح وإذا لم يقبلها فإنه يضيع".
*د يحيى
3 - يناير - 2011
الرد على الرد على الوثيقة !!!!!    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
"الإسلام نفسه يشهد للسيد المسيح فى كل جزء من القرآن يكفى معجزة خلق الطير ويكفى أن السيد المسيح هو الوحيد الذى لم يمسه إبليس من دون بنى البشر بما فيهم محمد ويكفى أن السيد المسيح هو الوحيد الباقى حى ولم يمسه الموت بما فيهم محمد الذى مات وأنتن كباقى المخلوقات فهل تتبع الميت أم الإله الحى الذى لا يموت".
 
سأهدَأ وأفترضُ أنّ الرّادَّ أميٌّ جاهلٌ وغيرُ حاقدٍ... فسيّدُنا إمام الأنبياء ورسولُ الرحمة، محمدٌ، صلى الله عليه وسلّم، لم يَمْسَسْه إبليسُ ، وأمّا أجسامُ الأنبياءِ فهي هِيَ كما دُفِنتْ ؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى قد حَرّمَ على الأرض أن تأكلَ أجسادَ الأنبياء. حسبنا الله ونعم الوكيل....
*د يحيى
3 - يناير - 2011
ثقافة الاطّلاع ليس غير    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
http://www.ebnmaryam.com/vb/t30143.html
*د يحيى
3 - يناير - 2011
لا شماتة    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
http://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=40343
*د يحيى
4 - يناير - 2011
لا عظيم إلا الله ن سبحانه وتعالى    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
 
سلسلة من أساليب التربية في القرآن الكريم

التعظيم

الدكتور عثمان قدري مكانسي

خلق الإنسان ضعيفاً ، إذا عطش وجاع بدا الإرهاق عليه ، وإذا مرض أَنّ وشكا ، وإذا أصيب جزع وخاف ، وإذا فقد عزيزاً بكى وتألم .
ولا يشعر الضعيف بالأمان إلا حين يلجأ للقويّ . وهل القويُّ سوى الله ؟!! وهل يحس بالراحة مَنْ خُلق من نطفة ثم علقة إلا إذا استند ركن ركين وعزٍّ منيع هو الله تعالى ؟!! .
ولا عظيم سوى الله ، ولا عظيم إلا مَنْ عظَّمه الله .
والله سبحانه وتعالى ينبهنا في كل سورة وآية إلى عظمته في نفسه ، وإلى عظمته في صفاته ، وإلى عظمته في بديع صنعه وخلقه ، وإلى عظمته في وحدانيته ، وإلى عظمته في قدرته .
والقرآن الكريم كتاب الله يسطر عظمة الله في السطور ، لينتقل أثرها إلى العقول والصدور والقلوب الحيّة ، فتعيشَ في كنفه سبحانه مؤمنة به ، منتمية إليه ، متوكلة عليه ، مسْلمةً قيادها له ، فإذا هي في الخالدين .
فالله سبحانه وتعالى (( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) ))(1) .ومن كانت هذه صفاته فكل ماعداه عبد ضغيف واهن .
(( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) ))(2) . غنها صفات الله العظيم الذي ينقاد كل شيء إليه صاغراً .
إنه إله عظيم ينبغي توحيده والاعتماد عليه : (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) ))(3) .
وهو الكامل كمالاً مطلقاً ، لا تشوبه شائبة (( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) ))(4) .
منه العلم ، وإليه العلم : (( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) ))(5) .
(( الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) ))(6) .
هو القيوم مالك كل شيء ، والمتصرف في كل شيء : (( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) ))(7) .
(( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83) ))(8) .
(( إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (116) ))(9) .
وفي القرآن الكريم أربع عشرة سجدة ، كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسجد حين يقرأ آياتها تعظيماً لله سبحانه وتعالى ، وإقراراً بربوبيته وألوهيته ، مثالها في سورة النحل : (( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50) ))(10) .
وفي سورة السجدة : ((إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15) ))(11) .
وفي سورة الإسراء : (( قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109) ))(12) .
ولا يسجد المسلم إلا لوجه الله الكريم العظيم .
وفي سورة الروم أمثلة كثيرة ووافية شافية على عظيم قدرته سبحانه : (( ... غلبت الروم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيَغلبون (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) ))(13) ،
(( فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19) ))(14) .
وانظر معي بتدبّر وتفكّر إلى عظمة الله في أفعاله :
1ـ فالله سبحانه خلقنا من تراب (( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) )) .
2ـ ورزقـَنا زوجات وآلف بيننا (( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) )) .
3ـ وكانت السماء لنا غطاء ، والأرض فراشاً ، وخالف بين ألواننا وألسنتنا (( وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22) )) .
4ـ وفضل الله علينا كذلك في تعاقب الليل والنهار ، لنرتاح في سكون الليل ، ونعمل في ضوء النهار (( وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) )) .
5ـ ومظاهر الطبيعة دالة على الترتيب والفائدة (( وَمِنْ آَيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) )) .
6ـ وأخيراً فإليه سبحانه مرجعنا (( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25) وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (26) وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) ))(15) .
والله سبحانه وتعالى أصل الحياة (( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ))(16) ،
ولا حياة بغير الله (( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا ))(17) .
ولذلك قرر سبحانه أنه المعبود ، لا رب سواه (( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) ))(18) .
وكلما كان الإنسان قريباً إلى الله ، داعيا إليه ، عاملاً بأمره ، منتهياً عما نهى عنه استمدَّ من عظمة الله عظمة .
فهؤلاء الأنبياء اصطفاهم ، فكرَّمهم ورفع مقاماتهم ، لأنهم كانوا أمثلة رائعة للعباد المؤمنين العاملين ، فخلّد ذكرهم في الدنيا والآخرة .
فمن تعظيم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قوله سبحانه : (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) ))(19) .
(( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) ))(20) .
(( إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) ))(21) . ومن كان الله معه فهو عظيم لأنه لجأ إلى العظيم سبحانه .
ومن تعظيم الأنبياء الكرام قوله سبحانه يمدحهم في سورة الصافات (( سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) )) ، (( سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) )) ، (( سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (120) )) ، (( سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) )) ، (( وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) ))(22) .
وكتاب الله الكريم كلام الله سبحانه ، أنزله ليكون نبراساً يهدي إلى الحق ، وإلى طريق مستقيم :
(( الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) ))(23) ،
(( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1) ))(24) . وكلام الله العظيم عظيمٌ .
(( حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) ))(25) .

وما أعجب هذا التعظيم الذي يجعل القرآن الكريم ذا منزلة عالية . . فهو :

1ـ لو كان كتابٌ من الكتب المنزّلة سيّرث بتلاوته الجبال ، وزعزعت عن أماكنها ، لكان هذا القرآن .
2ـ ولو كان كتابٌ من الكتب المنزلة شُقِّقَتْ به الأرض ، حتى تتصدع وتصير قطعاً ، لكان هذا القرآن .
3ـ ولو كان كتاب من الكتب المنزلة كُلِّم به الموتى ، فأحياها الله وأجاب ، لكان هذا القرآن .
(( وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى ))(26) .
وهذا القرآن كلام الله تعالى ، لم يفتره رسول عليه ، وحاشاه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يكون مفترِياً ، بل هو الصادق الأمين : (( الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3) ))(27) .

الهوامش:

(1) سورة الحديد ، الآية : 3 .
(2) سورة الحشر ، الآيات : 22 ـ 24 .
(3) سورة الإخلاص .
(4) سورة الصافات ، الآية : 180 .
(5) سورة الكهف ، الآية : 109 .
(6) سورة الرحمن ، الآيات : 1 ـ 4 .
(7) سورة الملك ، الآية : 1 .
(8) سورة يس ، الآيتان : 82 ، 83 .
(9) سورة التوبة ، الآية : 116 .
(10) سورة النحل ، الآيات : 48 ـ 50 .
(11) سورة السجدة ، الآية : 15 .
(12) سورة الإسراء ، الآيات : 107 ـ 109 .
(13) سورة الروم ، الآيات : 2 ـ 6 .
(14) سورة الروم ، الآيات : 17 ـ 19 .
(15) سورة الروم ، الآيات : 20 ـ 27 .
(16) سورة النور ، الآية : 35 .
(17) سورة يونس ، الآية : 5 .
(18) سورة طه ، الآية : 14.
(19) سورة الأحزاب ، الآية : 56 .
(20) سورة التوبة ، الآية : 128 .
(21) سورة التحريم ، الآية : 4 .
(22) الآيات : 79 ـ 109 ـ 120 ـ 130 ـ 181 .
(23) سورة البقرة ، الآيتان : 1 ، 2 .
(24) سورة الفرقان ، الآية : 1 .
(25) سورة فصلت ، الآيات : 1 ـ 3 .
(26) سورة الرعد ، الآية : 31 .
http://www.alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=52745
*د يحيى
6 - يناير - 2011
إشارات قرآنية معجزة في علم الجراثيم    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 

إشارات قرآنية معجزة في علم الجراثيم

الدكتور عبد الحميد القضاة*

هذه نتائجُ دراسةٍ للقرآنِ الكريمِ, الذي لا يشبعُ منهُ العلماءُ, ولا يَخلقُ على كثرةِ الرد, ولا تنقضي عجائبهُ, ولا تنتهي عِبَرُه، دراسةٌ على خلفيةِ تَخصصي في علم الجراثيم, ومع علمي الأكيد أن كتابَ اللهِ هو كتابُ هدايةٍ ورشدٍ, أوضحُ أوجهِ إعجازهِ لقارئيهِ عند النزولِ تمثلت بالفصاحةِ والبلاغةِ والبيانِ، وهذا ما بَرَعَ بهِ العربُ في ذلك الزمانِ، ومع هذا التفوقُ المميزُ للعربِ في حينهِ إلا أن بعضهم أدركَ الحقيقةَ, وبانَ لهُ الفرقُ بين الثرى والثريا, وآمن من الوهلة الأولى, وبعضهم أدركَ ذلك, ولكنهُ خسرَ الجولةَ بسببِ عنادِه.

وقد استدارَ الزمانُ دورتَه, وتقدمَ العلمُ تقدماً عظيماً, فظهرت للإنسانِ أوجُهٌ إعجازيةٌ مدهشةٌ جديدةٌ, كانت بالقرآنِ الكريمِ منذُ البدايةِ, ولكن عجزَ الإنسانِ وعلومهِ في حينه, لم تُسعفهُ أن يفهمها حتى وقتٍ قريب. وعلى هذا الأساسِ, فقد درستُ القرآنَ الكريمَ على خلفيةِ تخصصي, فوجدتُ إشاراتٍ كثيرة معجزة لا يفهمها إلا علماءُ الجراثيمِ بحكمِ التخصصِ, تُضيف بعضَ المعانيَ الجديدةِ على ما ذكرهُ السابقون, ولو مَر على هذهِ الآياتِ غيرهم، لما أدركوها من هذه الناحيةِ, لافتقادهم الخلفيةِ المُتخصصةِ، ولكنّهم ربما أدركوا منها نواحيَ فاتت غيرهم, ولهذا فإنّ أي دارسٍ متخصصٍ ومتدبرٍ للقرآنٍ الكريمِ على خلفيةِ تخصّصه، سيجدُ ما يُضيفُهُ لمكتبةِ الإعجازِ العلمي لهذا الكتابِ الذي لا تنقضي عجائبُهُ ولا تفنى عبرهُ.
ومثالُ هذهِ الإشاراتِ ما جاءَ بالآياتِ الكريمةِ التاليةِ التي تكونُ أكثروضوحاً من خلالِ الصورِ والشرحِ .

أولا : قول الله تبارك وتعالى : { فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ{38} وَمَا لَا تُبْصِرُونَ{39} إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ }" (الحاقة ). حيثُ أن الميكروباتِ, والتي تُقاس بالميكرون (وهو جزء من المليون من المتر) هي مما لا نبصرهُ، وعلمُ الميكروباتِ علمٌ كبيرٌ يحتاجُ منَ الإنسانِ عُمُرَهُ في دراسته, ومعَ هذا لن يَعرفَ منهُ إلا النُزر اليسير، هذهِ العظمة لهذا العلمِ,لم تظهر إلا للمختصين, ولم تُعرف إلا في القرنِ العشرين.....واللهُ تباركَ وتعالى الذي أقسمَ بذلكَ قبلَ أكثرَ من أربعةَ عشرَ قرناً, لا يُقسم إلا بعظيمٍ !!! وهكذا فمن يبحثُ عن الحقيقةِ من أصحابِ الاختصاصِ في علمِ الجراثيمِ ويعرفُ هذه الآيةِ الكريمةِ, لا شك أنها إما أن تكون سبباً يُدخله الإسلام العظيم, أو ترفعُ منسوبَ إيمانهِ إن كان من المسلمين أصلاً.

ثانيا : قول الله تبارك وتعالى { سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ } (يس 36). أثبتَ العلمُ حديثاً بالصورةِ تحتَ المجهرِ الإلكتروني,أن الميكروبات التي لا تُرى أصلاً بالعين المجردة, أثبتَ أن منها الذكر (f+ve ) ومنها الأنثى(f-ve ) ولكلٍ صفاتٌ تُميزه عن الآخرَ, أبرزها شعيرةُ الجنسِ عندَ الذكرِ
( sex pilus )، حيثُ أنها طويلةٌ أسطوانيةٌ مفرغةٌ,تنتصب عند الحاجةِ لتمرَ منها المادة الوراثية ُمن الذكر إلى الأنثى,...فسبحان الله أحسن الخالقين .

ثالثا : قول الله تبارك وتعالى { لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ } (التوبة 108). ثبتَ أن المسلمينَ, قد سبقوا كل شعوبَ العالمِ,حتى في القرنِ الواحدِ والعشرين، في استعمالِ الماءِ لإزالةِ باقي فضلاتِ الجسمِ عندَ التبولِ والتغوطِ، حيثُ ثبتَ أن عدمَ استعمالِ الماءِ يتركُ بقايا من الغائِطِ على الجلدِ والملابس ربما تلوثُ اليدَ فتكونُ سبباً في انتشار بعض الأمراض الجرثومية المعدية كالتفوئيد مثلاً، وقد ثبتَ أن الغرامِ الواحدِ من براز حاملِ جرثومةِ التيفوئيد فيه أكثر من خمسة وأربعين مليوناً من بكتيريا هذا المرض...وعلى هذه الآيةِ الكريمةِ تجربةٌ عمليةٌ علميةٌ أجريت في مختبراتِ علم الجراثيمِ في كليةِ الطبِ في جامعة مانشيستر في بريطانيا.

رابعا: قول الله تبارك وتعالى { فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون } (البقرة 59) . وقوله تعالى { فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ }" (الأعراف 162)...والرجزُ هنا هُو العذابُ الذي تم بإرسالِ اللهِ لجرثومةِ الطاعونِ التي قتلت الآلاف المؤلفة...

خامسا : قول الله تبارك وتعالى: { وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً } (الإسراء32)..إشارةً إلى سلسلةِ الأمراضِ المنقولةِ جنسياً والإيدز حيثُ يُصاب بجراثيمها مليونا إنسان يومياً....

سادسا : قوله تعالى: { وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً } (الكهف 18)...قلّبهم اللُه تباركَ وتعالى يمنةً ويسرةً ليمنعَ جراثيمَ الجلدِ من اختراقِ الجلدِ الضعيفِ في الأماكنِ المضغوطةِ ليمنعَ حدوثَ تقرحاتِ الفراشِ....

سابعا : قوله تعالى: { فلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ } (سبأ 14)...الدابة هي كلُّ شيءٍ يمشي الهوينا على الأرضِ,صغُرَ أم كَبُر, مميزٍ أو غَيرَ مُميز.وهذا ينطبقُ على الجراثيم كما ينطبقُ على الأرَضَةِ والمخلوقاتِ الأكبر, ولهذا فإنَّ الذي حَلَّلَ عصاةَ سيدِنا سليمان هو الأرضة كما ذكر علماء التفسير, وهذا كان صحيحاً ولازال ,حسبما تيسر لهم من العلم في حينه,ومع تقدم العلم ثبت ان الآرضه لاتستطيع هضم السليولوز وتحويله الى غذاء, اذن كيف تعيش داخل الخشب باعداد هائله ولا طعام لديها سوى مادة السليولوز ؟ والجواب انه ثَبَتَ علمياً وحديثا أنّ الآرضه تتعاوَنُ مع ميكروبات يسرها الله لتَعيشُ في بطنها مزوده بمواد كيماويه قادره على تحليلِ مادةِ السليولوز الموجودةِ في خشبِ المنسأةِ, فتُحولها إلى غذاءٍ (جلوكوز) تَستخرِجُ منهُ الطاقةَ لتستمرَّا.(الآرضه والميكروبات). في عملهما .

ثامنا : قوله تعالى : { أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (البقرة 259)...من المعروفِ علميا وعملياً أنّ أيّ طعامٍ أو شرابٍ يتحللُ ويفسُدُ بعدَ أيامٍ بفعل الجراثيمِ الموجودة عليه او في الهواء، ولكنَّ اللهَ القديرَ منعَ هذهِ الجراثيمِ من أن تُفسدَ طعامُ الرجلِ وشرابُهُ, رغم مرورِ مائةَ عام . ولكنّه في الوقتِ نفسِهِ سمحَ للجراثيمِ الموجودة في بطن الحمارِ من تحليلِ جسدهِ , فتحلّلَ وتلاشى حسبَ سُنةِ اللهِ في خلقِهِ , ولأن الجراثيمَ جندي مطيع من جنودِ اللهِ , والامر اولا وآخرا بيده سيرُها كما شاءُ , فقد منعَ الأولى من إفساد الطعامِ والشرابِ وسمحَ للأخرى أن تقوم بعملها لأنه على كل شيء قدير.
كلَّ هذهِ الآياتِ وغيرِها مدعَّمةٌ بالصورِ والحقائقِ تُثبتُ أنّها إشاراتٌ قرآنيةٌ معجزةٌ في علمِ الجراثيمِ. والخلاصةُ أن هذه دعوةٌ لكلَّ مختصٍّ أن يقرأَ القرآنَ بتمعُّنٍ وتدبرٍ على خلفيةِ تخصصهِ، فسيجدُ الكثير من المعاني والدلالات المعجزه التي ستزيده ايمانا, ويضيف من خلالها جديدا الى العلم والمعرفة البشريه.
ــــــــــــ
*أخصائي تشخيص الأمراض الجرثومية (بريطانيا)

عن مركز الشرق العربي
*د يحيى
7 - يناير - 2011
 12  13  14  15