البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : عالم الكتب

 موضوع النقاش : كتاب الأسوس (كتاب النصيرية المقدس) ؟    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 زهير 
6 - أكتوبر - 2010
جعفر الكنج الدندشي:
* دكتوراه في الدراسات العربية والإسلامية من جامعة ستراسبورغ / فرنسا
* عضو كتاّب الموسوعة البريطانية (اللغة الفرنسية)
* عضو مركز الأبحاث في تاريخ الأديان (جامعة ستراسبورغ)
* مدرّس في ثانويات فرنسا .
* صدر له ديوان شعر بعنوان : مهاجر آخر.
* مجموعة قصصية مصوّرة باللغتين الفرنسية والعربية : مكّة المكرّمة قبل الإسلام ـ عام الفيل)
__________
قرأت له اليوم نشرته القيمة لكتاب (الأسوس) الذي يعتبر (كما يقول) كتاب النصيرية المقدس، أو أشهر كتبها الدينية. وقد اعتمد الدندشي في نشره مخطوطته الوحيدة في العالم وهي التي تحتفظ بها المكتبة الوطنية بباريس، وتاريخ نسخها عام (1206هـ) أي ما يعادل (1790م) واسم الناسخ الشيخ جابر ابن الشيخ غريب، ونقلت من قرية (رأس بعيلة) من قضاء صافيتا ولاية طرابلس في لبنان حاليا
قدم الدندشي لدراسته هذه بقوله (ص50) : (ليس الهدف من هذه الدراسة إعادة خلق الحزازات فهذه الحزازات موجودة بطبيعتها، وليس لوضع أي كان في قفص الاتهام فجميعنا متهمون، وبالنتيجية جميعنا أبرياء، ولكن إذا أقدمنا على أحداث كالتي مرت في النصف الثاني من القرن العشرين فهذا يعني أننا لسنا إلا مجرمين في حق الوطن والدين والمجتمع، فإن كان الدفاع عن الوطن شرفا وسيظل كذلك فإن الاقتتال جريمة في كافة أشكال الحروب الأهلية والطائفية والسياسية على حد تعبير جمال عبد الناصر).
وسأنشر في التعليقات القادمة صفحات من هذه الدراسة ثم من الكتاب الأصلي بعدما أنوه إلى مسألتين:
الأولى: أن كتاب الأسوس حسب ما ورد في مقدمته كتاب كلف الله النبي سليمان بن داود (ع) بجمع حكماء الدنيا لتأليفه، ويقوم بالتعريف بالكتاب الإمام علي الرضا برواية ابن الخدري عن محمد بن إبراهيم البغدادي عنه وكان قد أملاه من حفظه في مجلس المأمون العباسي فجعل له ولاية العهد من بعده.
أما متن الكتاب فيشهد أنه صدى مذهب مسيحي غامض، ربما في أواخر القرن الثاني الهجري، وترد فيه مقاطع تنسب إلى الإنجيل ولكنها لم ترد في أي من الأناجيل الأربعة، كما ترد بجوار كل مقطع آيات قرآنية ويقال في الاستشهاد بها : (كما في الكتاب العربي) أما أسلوب الكتاب فهو شبيه بالحوار الأفلاطوني ويرجح أن يكون من تأليف المفضل بن عمر الجعفي فأسلوب الكتاب هو نفسه أسلوبه في كتابيه (الهفت والأظلة) و(الصراط) بل وردت في كتابه (الهفت) مقاطع حرفية من الأسوس (ص 29 و30)
ويفهم من بطاقة التعريف بالمخطوطة أنها مترجمة عن اللغة اليونانية، وقد سجل الأصل اليوناني في الوراق (80) ويعلق الدندشي على هذا بأنه قد يعتبر كتاب الأسوس أقدم كتاب ترجم إلى العربية عن اليونانية مع التغييرات التي أوردها أتباع المذهب النصيري على مدى السنوات في هذا الكتاب.  ويرى الدندشي في الكتاب أنه المخطوطة الوحيدة عن الديانة النصيرية التي يمكن وضعها في حيز النقاش إذا ما قيست بالمخطوطات الأخرى
المسألة الثانية قول الدندشي في المقدمة (ص22): (أما عن الفرائض في هذا المذهب فهي تختلف كليا عن فرائض الأديان والمذاهب المجاورة لها، وبشكل خاص الإسلامية منها، فهم يقومون بفرائض ظاهرة كما يقومون بفرائض باطنية فالعبادات الظاهرة تتلاءم مع الوسط الديني الذي يعيش ضمنه الفرد العلوي، ففي المجتمع الإسلامي يمارسون العبادات الإسلامية وفي مجتمع مسيحي يمارسون العبادات المسيحية، وهذا يعتبر عندهم تقية، منطلقين من فكرة وهي: انهم يعتبرون أنفسهم الجسد وباقي الأديان والطوائف ما هي إلا اللباس، فأي لباس يلبسه المرء لا يضره. ووجود القداسات في العبادات النصيرية دعت الأب اليسوعي هنري لامانس لكتابة مقاله (النصيريون هل كانوا نصارى)
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
درجات التعليم الثمان    كن أول من يقيّم
 
قال الدندشي تحت عنوان:
 (درجات تعليم الديانة العلوية النصيرية في العالم الجسماني)
يحق للفرد الاطلاع على تعاليم المذهب بعد فترة الرضاعة، وذلك بعد سن الرشد، ومن جانب آخر فإن التعرف على المذهب يعني بالنسبة لهم ولادة جديدة روحانية تشمل درجات ثمان
1- درجة الممتحنين وهي للبادئين بالتعرف على أسرار الديانة، فإذا شعر المعلم أو المولى بأي شك قد يؤدي إلى إفشاء سر من الأسرار تركه، وإن وثق به علمه بعض الأسرار الدينية كسر (ع – م – س) =يشرح الدندشي هذا السر (ص20) بأن (ع) يعني سر أن مرتبة الألوهية محفوظة لعلي (كرم الله وجهه) في الباطن والمعنى حيث يعتقدون أن الله حل في جسد علي بن أبي طالب منذ ولادته حتى خلص عبد الرحمن بن ملجم (قاتل علي) اللاهوت من الناسوت، ويليه في المرتبة النبي محمد (ص) ويلقب بالاسم أو الحجاب أو العقل الفعال وقد خلقه علي (وهو المعنى) من نور ذاته، ويرمز له بحرم (م) ويأتي في الدرجة الثالثة درجة الباب وهو الصحابي سلمان الفارسي، خلقه الحجاب حسب معتقدهم من نور نوره، ويسمى أيضا بالسبب القديم والنفس الكلية ويرمز له بالحرف (س) هذا الثالوث يسمى بسر (ع ـ م ـ س)
2- درجة الناجين: خلال هذه الدرجة ينال المرشح قسطا أوفر من التعاليم السرية وتعتبر هذه الفترة أيضا نهاية لمرحلة الشك والريب، يتعرض خلالها الفرد لضغوط نفسية كي يتخطى مرحلة الضعف الداخلي نفسيا فإذا مر بها بنجاح ينتقل إلى المرحلة التالية
3- درجة المختصين: خلال تلك الفترة يرفع الشيخ الغطاء عن بعض الأسرار ولكنه يشرحها بشكل فلسفي مفصل فإذا تقبل التلميذ جميع التعاليم دون أن تنبث منه علامات الشك يرفع إلى المرتبة التالية
4- درجة النجيب: خلال هذه المرحلة يجب على التلميذ أن يثبت قدراته بالسيطرة على الشهوات بشكل عام، والسيطرة على الغريزة الجنسية بشكل خاص، وذلك من خلال امتحانات نفسية وفلسفية بآن واحد وخلال فترة لا بأس بها يعود تقديرها للشيخ المسؤول عنه حتى ينتقل إلى الدرجة اللتالية
5- درجة النقيب: خلال هذه الفترة التعليمية يعتبر الطالب من أهل الصفاء، وخلالها يترآى له الأيتام الخمسة (انظرهم ص 21 وهو المقداد بن الأسود، ويحتل عندهم مرتبة الابن خلقه سلمان الفارسي وهو خلق الأيتام الأربعة  وهم: أبو ذر الغفاري، وعبد الله بن رواحة، وعثمان بن مظعون النجاشي، وقنبر بن كادان) وينتقل بعدها إلى
6- مرتبة اليتيم وهي أيضا مرتبة الطائفين حول البيت الحرام، وكذلك تسمى بمرتبة الشاهدين، يتعرض خلالها التلميذ لامتحانات فلسفية ودينية قاسية جدا تشمل على ما يدور في عالم السماوات فإذا استطاع تخطيها يعطى لقب المهدي ويترأى له الباب أي سلمان الفارسي فيقوده إلى الدرجة التالية
7- درجة الباب: خلال هذه الفترة يأخذ الطالب العلم والحكمة من ممثل الباب مباشرة دون أن يفصل بينها أي فاصل يراه بعينه ويراجع معه جميع التعاليم التي تعلمها وذلك من المرتبة الأولى حتى الدرجة السابعة، في تلك الفترة أيضا لديه حرية الحضور والغياب وله كل ما يطلب وكل ما يتمناه ذلك لأنه أصبح في هذه الدرجة سببا من أسباب الله وهو في المحلة الكبرى، واعتبارا من هذه المرحلة أيضا عنده الخيار للقيام بواجبات العبادة أو عدم القيام بها، ومن ثم ينتقل إلى الدرجة الثامنة والأخيرة وهي:
8- درجة الاسم: خلال هذه الفترة يتحدث الطالب مباشرة مع ممثل الاسم فيكون قد حصل على العلم كله في العالم الجسماني الصغير وكذلك على الحكمو وفلسفتها ويمكنه أن يطلب وأن يحصل على كل ما يطلبه أي إمام وأن يحصل عليه، وهو يعتبر في هذه المرحلة ابن ميمون القداح واعتبارا من هذه المرحلة يصبح إباحيا
قال (ص39) (في عام 1960 خلال فترة الوحدة بين سوريا ومصر وبعد أن حل حزب البعث خلاياه ضمن الجيش تم تشكيل اللجنة العسكرية من أكثرية من الضباط العلويين الذين ينتمون إلى الطبقة الفقيرة أو الوسطى أو أبناء المشايخ والذين اجتمعوا برجال الدين في قرية القرداحة وكان منهم محمد عمران وصلاح جديد وحافظ الأسد وعزة جديد وقد نال محمد عمران رتبة الباب فخريا، وعزة جديد رتبة النقيب وإبراهيم ماخوس الذي كان صلة الوصل مع زكي الأرسوزي رتبة الباب وحافظ الأسد رتبة النجيب.
قال (ص37 وخلال الفترة التاريخية لما يسمى بحركة 23 شباط والتي حملت نور الدين الأتاسي لرئاسة الدولة ورئاسة مجلس الوزراء أحيانا وكذلك الأمانة العامة لحزب البعث، ولم يكن له من الأمر شيء كما هو معروف حيث كان أمر البلاد في تلك الفترة بين يدي صلاح جديد ..
قال (ص 41) (وعندما يهدد الخطر الطائفة من قبل طائفة أخرى فإن الخلافات العشائرية تةضع جانبا كما حصل في شهري آب وأيلول 1966 عندما وصل الخلاف إلى القمة بين صلاح جديد وسليم حاطوم الذي كان يتزعم الضباط الدروز في الجيش فإن حافظ الأسد (قائد الطيران ووزير الدفاع في تلك الفترة) هو الذي فك أسر صلاح جديد الذي كان محتجزا في جبل الدروز (جبل العرب) مع نور الدين الأتاسي من قبل سليم حاطوم ومع العلم بان حافظ الأسد هو الذي أطاح بصلاح جديد بعد أربع سنوات ولكنه لم يتجرأ بالقضاء على حياته بل أبقاه تحت الإقامة الجبرية إلى يوم وفاته .... ورغما عن أن بعض أصابع الاتهام توجهت إليه في مسألة اغتيال محمد عمران لكن ذلك لم يثبت لأن عمران كان في لبنان عام 1971م)
*زهير
6 - أكتوبر - 2010
أصداء الكتاب    كن أول من يقيّم
 
بحثت عن محقق الكتاب فرأيت حوارا ساخنا قد نشب بينه وبين المشرف على موقع (العلويون الأحرار) الأستاذ سام حامد علي أقتطف منه هذه المداخلات:
 
السيدات والسادة في موقع العلويين الأحرار:
السلام عليكم ورحمة الله.
لقد فوجئت بموقعكم وتحرركم الفكري! لأول مرة أصادف هذا الموقع ومنه أعيش آمالاً جديدة بمساهمة بعض الإخوة العلويين لمحاولة وضع بعض الحدود للتعصب الطائفي الذي يناطح الإسلام من جميع الجوانب، ولي أمل كبير بمساهمتكم الفكرية.
ولا أخفي عنكم بأنني أعمل حول المذاهب الباطنية وبشكل خاص العلوية النصيرية منذ أكثر من ربع قرن, وقد أصدرت كتابين في هذا الموضوع باللغة العربية بالإضافة إلى أطروحة الدكتوراه, ولم تكن غايتي ابداً قضية فضح الطائقية أو الغلاة بقدر غيرتي على الوحدة الوطنية في بلاد الشام والعروبة. وإنني اضع إمكانياتي العلمية المتواضعة في خدمتكم وخدمة كل من يسعى كي تتحاشى بلادنا الشهيدة حرباً طائفية في المستقبل، ولكم فائق الاحترام.
               جعفر الكنج الدندشي
 
 
 
 
رد وتقدير على رأي أكاديمي وباحث عالمي بموقع العلويين الأحرار؛ وإطلالة خاطفة على أهم النقاط الواجب مراجعتها في دراساته وأبحاثه عن العلويين استناداً للغايات التي كُتبتْ وأُجريتْ من أجلها تلك الدراسات والأبحاث.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وخاتم المرسلين، وآله الطيبين، وصحبه المنتجبين، ومَن آل إليهم بإحسان إلى يوم الدين؛ وبعد!
 
الأخ العزيز، الأستاذ الدكتور، جعفر الكنج الدندشي المحترم:
السلام عليكَ، ووالديكَ، وإخواننا الكرام في حمص العراقة والأصالة وفي بلاد الغربة، وسائر المسلمين، ورحمة الله وبركاته؛ وبعد!
تلقيتُ رسالتَكَ الكريمة ببالغ السرور والرضا لِما حملته من نفَسٍ إنساني إسلامي كريم.. فحيَّاك اللهُ وبيَّاك من أخٍ مؤمن غيور، وصديق ناصح شفوق..
 
سيدي،
قرأتُ لحضرتك الكريمة ــ منذ زمن غير قريب ــ كتابين، هما: مدخل إلى المذهب العلوي النصيري مع تحقيق كتاب الأسوس[1]، ومبدأ الثنوية في المذهب العلوي النصيري مع تحقيق كتاب الصراط[2]. وقد أَوليتُ قراءتي تلك كل الاهتمام، حتى أنني عنيتُ بدراسة الدراسة وتدقيق التحقيق وتوثيق التدقيق..، وقد حاولتُ ــ آنذاك ــ إيجاد طريقة ما للتواصل مع حضرتك لمناقشتك ببعض أهم النقاط التي أراها تحتاج إلى مراجعة في دراستيك فلم أُفلح!
 
سيدي الكريم،
يصعب عليَّ، وربما على كل مُنصفٍ لنفسه مُلزمٍ لها جادة الحق، أن يناقش مضمون كتابيك "الكريمين" في مقامٍ كهذا، فكل كتاب يحتاج إلى مراجعة متأنية لِما تضمنَّه من مواد غير مثبتة ولا تخلو من سقم وتصحيف ولِما استفضتَ به وتفضَّلتَ من بحث وتنقيب وتحليل واستنتاج[3]..
فمن ناحية المادة المنقولة، التاريخية والعقائدية.. فيعوزها الدقة والتوثيق!
فتاريخياً، لا يوجد مصادر تاريخية معتبرة تتحدث بإسهاب عن المراحل التي تفضَّلتَ بالمرور عليها تاريخياً، لا سيما مرحلة نشوء المذهب، ومرحلة استلام ــ مَن سميتهم ــ "العلويين" الحكم في سوريا!
وعقائدياً، ليس ثمة مصدر واحد مسؤول يتبنَّى شيئاً مما قدّمته، ولا فكرة واحدة مما طرحتها، وإنما هناك بعض الدراسات التي تتلاقى في بعض توجهاتها العرفانية الصوفية مع بعض مصطلحات وتسميات ما أتيتَ به!
ولعمري، إنْ كان الهدف من الدراسة خيراً فإنه يتمثَّل بإحدى غايتين!
الأولى، هداية الضالين وردع المُضلِّلين.
الثانية، رفع الظلم عن المظلومين وكشف الستار عن المخادعين.
وما أظن أنك حققتَ كمال الغايتين، أو تمام إحداها، بدراستيك ــ الكريمتين ــ!
فلا "الضالين"، المفترَضين انهدوا. بمعنى: لم نرَ أثراً للهداية، لا باعترافات، ولا بازدياد الإقبال على طريق الحق..
ولا الظلم عن المظلومين انكشف أو انحسر!
لقد ازداد الطينُ بلّة ــ سيدي الكريم ــ!
فالمتطرِّفون من قطبي الإسلام، السنة والشيعة، قد وجدوا بكتابات ــ حضرتك ــ مادة جديدة يستعملونها في تطرّفهم وعبثهم بالإسلام وأهله؛
والمتزمِّتون من أبناء الطائفة العلوية وجدوا فيها شبحاً جديداً يُخوِّفون به أبناء طائفتهم من الاندماج بإسلامهم الأم الأصيل!
وهذا ليس عتباً على حضرتك، والعتب من المحبة، ونحن نحبك كل الحب ونحترمك؛ وليس نقداً لدراساتك الرفيعة ولا انتقاصاً لشخصك الكريم ولا بخساً لجهدك الكبير.. وإنما توصيف واقع بصدق وشفافية؛ فصديقك مَن صدقك، وأخوك مَن وفى بحقك ونصحك ولازمك..
 
أخي الحبيب!
من نفحات رسالتك الكريمة استلهمتُ أطيب ما يُصاغ من كلام حق ومشاعر صدق..
ومن طيب ما لمستُ من أصلك في رسالتك اللطيفة بنيتُ أجمل الأحلام في تجسيد أصدق أخوة وأطهر صداقة..
فأرجو أن يكون ظني بمحله، وأملي بمكانه، وأن تتلقى رسالتي "الودية"، الصادقة، هذه برحابة صدر، وأن تتفهمها على الأصل الذي انبنت عليه..!
 
سيدي،
لعلَّك اطلعتَ ــ بروح الجدية ومسؤولية الأمانة الإسلامية والإنسانية ــ على مضمون وجوهر صفحاتنا الأساسية. ولعلَّك اهتممتَ ببعض أهم مواضيعنا النقدية[4]، الذاتية[5] والخارجية[6]..
ولعلَّك أيضاً أبحرتَ في نوادر ردودنا[7] وأجوبة[8] الأسئلة والاستفسارات الموجّهة إلينا..
فهل رأيتَ في شيء من طرحنا أيَّ تقية أو مواربة أو شذوذ عن الخط الإسلامي؟
وهل لمستَ التوجُّه الجديد، المسؤول والواعي والصادق، من كثير من شبابنا وشاباتنا فضلاً عن بعض رجالنا وسيداتنا نحو الإسلام الواحد الأصيل؟!
هلا لمستَ ماذا يفعل الانفتاح والصدق والحب، وماذا تفعل الصراحة والأمانة والشفافية..؟!
لقد صدقنا الجميع وكسبنا الجميع!
صدقنا مع الله أولاً وأخيراً، أو كما يقال: مع الله أولاً ومع أنفسنا ثانياً ثم مع الآخرين.. فكانت النتيجة الحميدة، فانهالت الاتصالات المباركة علينا من كل حدب وصوب، وعُشقت العلوية الحقيقية وأهلها، ورجع الفصيل إلى أمه وآب..
هذه ليست أحلام؛ وإنما واقع!
قد لا تكون النسبُ عالية لكنها مرضية وواعدة ومشجعة. وهذه حقيقة أكيدة.
بوجود أمثالك، سيدي الكريم، الغيورين على الدين، الطيبين المتراحمين.. تُستَسهل الصعاب وتهون..
بوجودكم ننجح ونحقق أحلامنا الإنسانية الإسلامية الجميلة..
 
سيدي،
لا يسعني وأنا أختم رسالتي المتواضعة هذه إلا أن أُعبر لك عن خالص حبي وتقديري واحترامي لشخصك الكريم، وأن أتمنى على حضرتك الكريمة دوام التواصل والمتابعة..
 
عشتم وعاش الحق والإسلام..
 
المخلص
سام محمد الحامد علي
"العلويون الأحرار"

 
*زهير
6 - أكتوبر - 2010
رد الأستاذ الدندشي    كن أول من يقيّم
 
الحمد لله وحده ولا إله إلا هو الفرد الصمد..
والسلام على خاتم المرسلين وآله وصحبه وكل مَن بايعه على دينه إلى يوم القيامة. اللهم آمين.
أما بعد.
سيدي سام حامد علي
تلقيتُ كتابك الكريم وقرأته عدة مرّات قراءة علمية وإنسانية، فوجدتُ فيه الكثير مما يؤدي لتحقيق آمالنا المنشودة، ووجدتُ ــ لأول مرة ــ مَن يُشاركني وجهة النظر القريبة والبعيدة نحو المستقبل في هذا الظرف الصعب الذي تجتازه العروبة والإسلام, بالإضافة للطف الحديث والاحترام المتبادل في كل كلمة كتبتموها لشخصنا المتواضع. وأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن أكون على مستوى الثقة التي أودعتمونا إيّاها
بلى يا سيدي، كنت أتوقع، عندما بدأتُ أبحاثي عن المشكلة الطائفية، أنه لا بدّ أن يصل هذا الموضوع الخطير إلى عقول بعض الوصوليين من جانب والمتعصبين من جانب آخر، وبهذا المعنى أرسلتُ كتاباً للسيد الرئيس بشار الأسد مع نسخٍ من كُتبي محذّراً أن هذا الموضوع يجب دراسته من قِبَل أهل العلم قبل أن تناله أيدي الوصوليين والمتعصبين وكذلك أرسلتُ الكتاب إلى وزير الدفاع، آنذاك، مصطفى طلاس، الذي كان يجيبني بلطف على كل حوار في الشعر(والشعر ديوان العرب) ولكنه لم يجبني عن هذا الموضوع... المهم شاءت الأقدار، ولله المشيئة، أن أجد موقعكم البارحة،  ثم تلقفتُ رسالتكم الغراء ، فردّدتُ من الأية الكريمة قوله تعالى: لا تقنطوا من رحمة الله.
إنني يا سيدي أقرّ وأعترف بأنني لم أصل إلى الحقيقة المطلقة بكتاباتي. ومَن الذي يمتلك الحقيقة المطلقة بين البشر؟ ولكنني حاولت قدر استطاعتي الإبحار في هذا الخضم المعقّد بشكل علمي، ولستُ أدري إلى أيّ مدى نجحتُ أو فشلتُ في طرح هذا الموضوع؛ كما حاولتُ الدخول في خضم أو مستنقع ما يسمى بمشكلة الحجاب الإسلامي، بحكم وجودي في فرنسا منذ 34 عاما, ولا أدري هل أفلحتُ أم لا! وبالنتيجة لا أخفي عنكم أنني لم أطلع سوى على القليل من المقالات التي نشرتموها في موقعكم: "العلويون الأحرار" والسبب أنني اكتشفت الموقع البارحة فقط. وسيكون شرفاً لي أن أطلع على محتوياته كي أشارك في توجيه نفسي أولاً ومن ثم الإعانة في توجيه الآخرين. فعسى أن ننجو وأمثالنا من روح التعصب وبذورها، كي نستبدلها بروح التدين. ولا أخفي عنكم أن أكثر ما يشغل اهتمامي هو الوطن والإنسان الذي يعيش فيه، رغماً عن أنني حُرمت منه منذ 33 سنة.
أخيراً وليس آخراً, أرجو أن تتقبلوا أخوّتي الصادقة، وأن تتأكدوا بأنني منكم في معركتكم الفكرية الخالية من حمل السلاح ــ لأنّ الاقتتال جريمة والقتال شرف ــ؛ ولسوف أستشيركم وأطلب منكم الإعانة في كتاباتي في المستقبل، للهدف الذي نصبوا إليه كلينا وهو الحوار الصادق المفتوح ومع التزامي شخصياً بأن الاعتراف بالخطأ فضيلة.
أما عن شخصكم الكريم، فقلائل أولئك الذين يخطون رسائلهم بلطف وتهذيب ورقة كالذي تتبعونه..
يمكنكم يا سيدي إن شئتم نشر هذه الرسالة إذا كان فيها منفعة للناس.
أخوكم جعفر الكنج الدنشي
*زهير
6 - أكتوبر - 2010
سطور من الكتاب    كن أول من يقيّم
 
هذا مقطع اخترته من كتاب الأسوس (ص 133 طبعة الدندشي):
جعل اليهود جوهر الرب كجوهر الجنة، ومريم حجاب احتجب بها الله عن تأدية الولادة، وهو في الكتاب العربي (جعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم سنكتب شهادتهم ويسألون عما قالوا) ومما جهلوه عذاب الكرة، وأظنها العلم والقدرة، وحكموا بالأنوثة على الذكور، وجهلوا أمر الحجاب، ثم أوضح الكتاب العربي بالندى للمسيح بالتجلي به باللاهوتية فقال (إذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا) يعني اليهود حين ضربوا مثل الرحمن أو ولدت مريم بالأنوثة، والإنجيل يدل على ما هو أشرح من ذلك وأوضح لأنه يقول في الإنجيل (نزله إليكم متجليا في حجاب، فأريتكم نفسي بالبشر وبالولادة، ثم عملت عمل اللاهوت فلم يكن عندكم ما تميزون به بين من يفعل فعل الألوهية وبين من يفعل فعل الإنسانية ثم أكدتُ حجتي بارتفاعي إلى موضعي في السماء، ثم إني أظهر في الأرض بعد فترة وأبدي العلم والقدرة) (1)
________
(1) علق الدندشي بقوله: لم نجد هذه العبارة في كتاب العهد الجديد ولكن هذا لا يمنع أن تكون موجودة في أناجيل لم تعترف بها الكنيسة فإن العلوية النصيرية من أكبر ورثة المذاهب الدينية المختلفة التي انتشرت في بلاد الشام بعد وفاة المسيح عليه السلام حتى دخول الإسلام بعد ستة قرون والتي زاوجت بين مختلف الأديان والمذاهب في المنطقة حيث كانت تموج بالحركات الدينية تخطى عددها العشرات
*زهير
6 - أكتوبر - 2010
اعتناق النصيرية    كن أول من يقيّم
 
قال الدندشي في مقدمته للكتاب (ص23) (لقد أصبح الباب موصودا اليوم أمام كل من يريد اعتناق المذهب النصيري إن لم يكن مولودا من أب وأم نصيريين، ما خلا الفرس حيث يفيدنا سليمان أفندي الأذني (الأضني) في كتابه (الباكورة) بما يلي: (ولا يقبلون أحدا من الطوائف الغريبة إلا إذا كان من أهل العجم لأن أهل العجم يعتقدون بألوهية علي بن أبي طالب)
يجب أن نضيف بأن النصيريين العلويين لا يفشون أسرار ديانتهم لنسائهم لأنهم يعتقدون بأن الله خلق لهم النساء من ذنوب الأبالسة)
 
*زهير
7 - أكتوبر - 2010
النصيرية: ديانة مستقلة    كن أول من يقيّم
 
قال (ص23): (ومن الملفت للنظر أن استشهادهم بالإنجيل والفلاسفة يتكرر في أكثر كتب العقيدة وهذا لا يعني مطلقا أن عقيدتهم خليط من ديانات مختلفة بل هي ديانة منفردة كليا عن الديانات السماوية كلها ، ويمكن تصنيفها من بين المذاهب الوارثة للفلاسفة في العصر الهلنسي والتي انتشرت بشكل واسع في مصر وسورية ولبنان، بعد التزاوج الفكري الذي نتج عن لقاء الفلسفة اليونانية بالفكر الديني في سورية، وهي أيضا تشكل تيارا من تيارات الديانات الفارسية التي سبقت الإسلام كالزرادشتية والمانية والمجوسية)
*زهير
7 - أكتوبر - 2010
النصيرية ومذاهبها الأربعة    كن أول من يقيّم
 
قال (ص22) : (وينقسم المذهب العلوي النصيري إلى أربعة تيارات، أو إذا صحت التسمية إلى أربعة مذاهب، وهي تختلف فيما بينها على ما يرمز إليه الثالوث (ع ـ م ـ س) بالنسبة للشمس والقمر والسماء والهواء.
1- فتيار الحيدرية يرون أن عليا هو السماء التي تضم كل شيء ومحمدا (ص) هو الشمس وسلمان الفارسي هو القمر
2- أماالشمالية (أو الشمسية) فيعتقدون أن عليا هو الفجر الذي خلق الشمس من نور ذاته والشمس عي محمد، ومحمد خلق القمر من نور نوره الذي هو سلمان، ويستندون باعتقادهم هذا على السورة الخامسة من كتاب المجموع
3- وتيار الكلّازية (أتباع الكلازي) فيرون بأن الإمام علي هو القمر والنبي محمدا هو الشمس وسلمان الفارسي هو السماء
4- وطريقة الغيبية أو من يسمون (عبدة الهواء) فيعتبرون أن عليا (رض) هو الهواء وحين تهب الريح يقولون: السلام عليك أبا الحسن
*زهير
7 - أكتوبر - 2010
مقاطع من كتاب الأسوس    كن أول من يقيّم
 
وأعود هنا لنشر مقاطع من كتاب الأسوس، وقد ورد المقطع التالي (ص 81) من نشرة الدندشي وهي (ص9) في متن الكتاب: (أما ترى الكتب كيف نطقت على ألسن النبيين عليهم السلام أنه دخل على إبراهيم الخليل في هيئة واحدة ومثل واحد (قارن بالكتاب المقدس التكوين 17 – 18) حتى ظن إبراهيم أنهم ملائكة فاتخذ لهم طعاما، فلما تبين له أمرهم ذكر الميثاق بثلاثة أشخاص فآمن بالديان وجعل الأديان واحدة وذكر الميثاق وكفاه المؤنة للواحد الذي ظهر بثلاثة أشخاص بالقدرة والمشيئة التامة، فبشر بها ولده ودل عليها، ثم جاءت الأنبياء من ولده كلهم مطيعون للقدرة الإلهية والكلمة الناطقة التي نطقت على ألسن الأنبياء، فآمن إبراهيم بذلك وآمن ولده بطاعته ونطقت الروح عنه، وغير كلمته ونجاه من النار وصارت عليه بردا وسلاما)
 
ص82 ( قال السائل بقي علي معرفة شيئاً
قال العالم: نعم ظهوره بالأنبياء ومعرفة القبلة والصلوات وصلاة الشروق والغروب والصلاة الوسطى وصلاة الظهر حتى تعرفه بهذه الصلوات الأربع كما عرفتْ الملائكة الأربع أشخاص ...)
 
ص83 (قال الأصل الأكبر القديم الأعلى الأعظم في كل شيء وهو يخبر بعض تلاميذه: إنما الناس ثلاثة: عالم رباني ومتعلم على سبيل النجاة ومقصر في النار،، وقال: إن الإنسان على صورته كما قال في الإنجيل: تعالوا نخلق إنسانا على صورتنا وأمثالنا فأراد أن يظهر قدرتنا في الصورة التي هي على صورته وأظهرها في الجماد والأموات)
قال السائل: إذا كانت صورتهم على صورته ثم رآه من يجهله مع من هو على صورته لا يدري أيه الرب من العبد
 
ص98 قال السائل : فلم ظهر بعد أن اختفى وبعد أن ظهر لم فعل ذلك ؟
قال العالم: إن الشهادتين أفضل من الشهادة الواحدة والجهل قد يكون معه الشك، فلما أظهر قدرته اطمأنت القلوب الشاكة وأخبرهم أنه كما كان يكون وكما يكون كان، وأنه يظهر ويُظهر قدرته وعلمه كيف يشاء وأنه ظهر بعد الأنبياء الذين نبأوا عنه بالأوصياء كقول أشعيا النبي صلى الله عليه حيث قال: البتول تحمل وتلد نبيا ويدعى اسمه عمانويل الذي برحمته الرب أظهره إلى الناس وأخبرهم أنه يفعل ما لم يكن في أيدي الأنبياء عليهم السلام من القدرة وأنه يظهر قدرته كيف يشاء فلا يستعظمك واتبع أمر ربك وأجبه من حيث ما دعاك وكن مستمعا لصوته واقصد إليه بالطلب مليا وفيا، أي كلما سمعت داعيا إليه اطلبه عند دعوته فإذا أظهر  شيئا من قدرته فهي شامخة وأمره تام قائم لا يزول، وحجته ظاهرة وعلامته بينة ونهيه أبدا وعلومه معجزة)
*زهير
7 - أكتوبر - 2010
مكانة المتنبي عند النصيرية    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تزعم النصيرية أن المتنبي كان واحدا من رؤسائهم في بلاد كلب ما بين بعلبك وحمص، في البلدة التي ذكرها في شعره وسماها (نحلة) وقال:
ما مُقامي بِأَرضِ نَحلَةَ إِلّا
كَمُقامِ المَسيحِ بَينَ iiاليَهودِ
وقد اختلف الشراح هل هي (نخلة) أم (نحلة) ورجح أبو العلاء أنها بالحاء المهملة.
قال الأستاذ عبد الغني الملاح في كتابه (المتنبي يسترد أباه) (ص 18) : وحدثني الشاعر العراقي (رشدي العامل) أن النصيرية يحتفلون سنويا بميلاد المتنبي احتفالا دينيا و(رشدي العامل) من الطائفة ذاتها.)
وكتاب الملاح هذا (دراسة في نسب المتنبي)  خلاصته أن المتنبي ابن المهدي المنتظر عند الشيعة وذهب فيها إلى أن المهدي المنتظر توفي بين عامي 326 و329 وأن السبب الرئيسي الذي أدى إلى تصفية المتنبي قوله في مدح ابن العميد:
فَـإِن  يَـكُنِ المَهدِيُّ مَن بانَ iiهَديُهُ
فَـهَـذا وَإِلّا فَالهُدى ذا فَما iiالمَهدي
هَلِ الخَيرُ شَيءٌ لَيسَ بِالخَيرِ غائِبٌ
أَمِ  الرُشدُ شَيءٌ غائِبٌ لَيسَ iiبِالرُشدِ
ومن المحير أن المتنبي وأهم رجالات النصيرية (المفضل بن عمر الجعفي) من عشيرة واحدة هي (جُعفِيّ) ومن بلدة واحدة هي الكوفة، و(جعفي) التي نُسبا إليها هي أيضا القبيلة التي ينتسب إليها الإمام البخاري بالولاء، وهي بطن من (سعد العشيرة) من (مذحج) وإحدى القبائل التي جمعت أشعار بنيها في كتاب مفرد، لا يزال في عداد الكتب المفقودة، وقد ذكره الآمدي في (المؤتلف) وياء جُعفيّ كياء كرسيّ فإذا نسبت إليها قدرت حذف الياء المشددة وإلحاق ياء النسب مكانها، وتجمع على جُعف.
ونقل الخطيب البغدادي عن علي بن المحسن التنوخي عن أبيه قال: حدثني أبو الحسن محمد بن يحيى العلوي الزيدي قال : (كان عبدان والد المتنبي يذكر أنه من جعفي وكانت جدة المتنبي همدانية صحيحة النسب لا أشك فيها وكانت جارتنا وكانت من صلحاء النساء الكوفيات قال التنوخي قال أبي: فاتفق مجيء المتنبي بعد سنين إلى الأهواز منصرفاً من فارس فذكرته بأبي الحسن فقال: تربي وصديقي وجاري بالكوفة وأطراه ووصفه وسألت المتنبي عن نسبه فما اعترف لي به وقال: أنا رجل أحيط القبائل وأطوى البوادي وحدي ومتى انتسبت لم آمن أن يأخذني بعض العرب بطائلة بينها وبين القبيلة التي أنتسب إليها وما دمت غير منتسب إلى أحد فأنا أسلم على جميعهم ويخافون لساني قال واجتمعت بعد موت المتنبي بسنين مع القاضي أبي الحسن بن أم شيبان الهاشمي الكوفي وجرى ذكر المتنبي فقال: كنت أعرف أباه بالكوفة شيخاً يسمى عيدان يستقي على بعير له وكان جعفياً صحيح النسب قال: وقد كان المتنبي لما خرج إلى كلب وأقام فيهم ادعى أنه علوي حسني ثم ادعى بعد ذلك النبوة ثم عاد يدعي أنه علوي إلى أن أشهد عليه بالشام بالكذب في الدعوتين وحبس دهراً طويلاً وأشرف على القتل ثم استتيب وأشهد عليه بالتوبة وأطلق.
أخبرنا التنوخي حدثني أبي قال حدثني أبو علي بن أبي حامد قال سمعت خلقا بحلب يحكون وأبو الطيب المتنبي بها إذ ذاك أنه تنبأ في بادية السماوة ونواحيها إلى أن خرج إليه لؤلؤ أمير حمص من قبل الأخشيدية فقاتله وأنفره وشرد من كان اجتمع إليه من كلب وكلاب وغيرهما من قبائل العرب وحبسه في السجن حبساً طويلاً فاعتل وكاد أن يتلف حتى سئل في أمره فاستتابه وكتب عليه وثيقة أشهد عليه فيها ببطلان ما ادعاه ورجوعه إلى الإسلام وأنه تائب منه ولا يعاود مثله وأطلقه قال: وكان قد تلا على البوادي كلاماً ذكر أنه قرآن أنزل عليه وكانوا يحكون له سوراً كثيرة نسخت منها سورة ضاعت وبقي أولها في حفظي وهي: (والنجم السيار والفلك الدوار والليل والنهار إن الكافر لفي أخطار امض على سننك واقف أثر من كان قبلك من المرسلين فإن الله قامع بك زيغ من ألحد في دينه وضل عن سبيله). قال: وهي طويلة لم يبق في حفظي منها غير هذا قال: وكان المتنبي إذا شوغب في مجلس سيف الدولة ونحن إذ ذاك بحلب نذكر له هذا القرآن وأمثاله مما كان يحكى عنه فينكره ويجحده.
قلت أنا زهير: وأبو الحسن الزيدي العلوي المذكور في الخبر، رئيس الطالبيين في عصره، كان من رجالات عضد الدولة ابن بويه وناب عنه في بغداد ثم غضب عليه وصادر امواله وسجنه وبقي في السجن حتى أيام شرف الدولة ابن عضد الدولة، فأطلقه من السجن وكان من خواصه حتى توفي يوم  10/ ربيع الأول/  390 ومولده سنة 310هـ وهو محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين بن أحمد بن يحيى بن الحسين بن الشهيد زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب . وفي (الفرج بعد الشدة) قصة نادرة من أخبار حبسه في قلعة خست بنيسابور وصاحب (الفرج بعد الشدة) هو راوي خبر أبي الحسن مع المتنبي. وعلويات المتنبي كثيرة لا مجال لذكرها هنا وأشهرها قصيدته في مدح طاهر بن الحسن بن طاهر بن يحيى وهي التي يقول فيها:
إِذا عَلَوِيٌّ لَم يَكُن مِثلَ طاهِرٍ       فَما هُوَ إِلّا حُجَّةٌ لِلنَواصِبِ
ومنها قطعة مشهورة اختلف رواة الديوان والشراح في شأنها، ولم ترد في نشرة الموسوعة للديوان،وذكرها أبو العلاء في ختام السيفيات من (معجز أحمد) والثعالبي في (يتيمة الدهر) في أخبار (سيف الدولة)  وهي:
يا سيف دولة ذي الجلال ومن له
خـيـر الـخلائق والعباد iiسميّ
انـظـر  إلى صفّين حين أتيتها
فـانصاع  عنها الجحفل iiالغربيّ
فـكـأنّه جيش ابن حربٍ iiرعته
حـتّـى كـأنّـك يا عليّ، iiعليّ
 
وقال في شرح البيت الأول: (إن عنى بذي الجلال، الله تعالى فهو في هذا الموضع قبيح، لأنه لا يقال: دولة الله تعالى. وإن عنى به الخليفة فهو أشنع، لأن هذا الوصف لا يطلق على غير الله تعالى. يقول: يا سيف الدولة من هو كذلك، يا سمي خير البرية وهو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه).
*زهير
9 - أكتوبر - 2010
المتنبي وعلوياته    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
يبدو ان معظم علويات المتنبي وأخباره مع العلويين قد استئصلت من ديوانه في وقت قديم، وكل ما يرد منها في نشرة الموسوعة هو عمل خاص لا علاقة له بديوان المتنبي المطبوع، ويمكن الرجوع إلى هذه الزيادات في الفصل الأخير من كتاب (معجز أحمد) وهو من عمل المحقق لا علاقة له بمتن الكتاب، وأهم هذه العلويات هجاؤه لحيدرة قاضي طرابلس في قطعتين، تقع الأولى في (15) بيتا وفيها قوله:
أولادُ حـيدَرَة الأصاغِرَ iiأنفُساً ومـنـاظِراً ومخابراً iiوجدودا
سودٌ  ولَو بهرَ النجومَ بياضُهُم قُـلٌّ ولَو كثروا الترابَ عديدا
بُـلِيتَ  بما يجدونَ كلّ iiبخيلَةٍ حـسناءَ كيلا تستطيعَ صدودا
شـيءٌ كلا شيءٍ لو اَنّك منهُمُ في  عسكَر مَجرٍ لكنتَ iiوحيدا
أسرِف فإنَّك صادِقٌ في شتمِهِم في  كلِّ شيءٍ ما خلا iiالتحديدا
والثانية قوله يهجو آل حيدرة
يـا آل حـيـدرة المعفّر iiخدّهم عبد المسيح على اسم عبد مناف
تـربا  الكلاب بأن يكون أباً لها ويـريـن عـاراً شدّة iiالإقراف
لا  تـجمعوا لغة النّبيط iiوتيهكم وأصـولـكم وأسامي iiالأشراف
ومن هذه الزيادات أخبار سجنه في حمص وقد جمعها البديعي في (الصبح المنبي) قال: (ولما اشتهر أمره وشاع ذكره، وخرج بأرض سلمية من عمل حمص في بني عدي قبض عليه أبن على الهاشمي في قرية يقال لها كوتكين، وأمر النجار بأن يجعل في رجليه وعنقه قرمتين من خشب الصفصاف، فقال المتنبي:
زعـم الـمـقيم بكوتكين iiبأنه مـن  آل هاشم بن عبد iiمناف
فـأجبتُه مذ صرتَ من iiأبنائهم صارت قيودُهم من الصَّفصاف
ولما صار معتقلاً في الحبس كتب إلى الوالي:
بـيـدي أيـها الأمير iiالأريبُ لا لـشـيء إلا لأنـي iiغريبُ
أو  لأمّ لـهـا إذا iiذكـرتـني دم قُـلـب بـدمعِ عينٍ iiيذوب
إن  أكـن قبل أن رأيتك iiأخطأ ت فـإنـي عـلى يديك iiأتوب
عـائـبُ  عـابني لديك iiومنه خُلقتْ في ذوي العيوب العيوبُ
قيل: كان للوالي الذي حبس المتنبي ولد صغير فسمع به، فدخل لينظره، فرآه منزعجاً من القيود مضطرباً، فقال له: اصبر كما صبر أولو العزم من الرسل: وهذه موضوعة، لأنها نقلت عن أحد أبناء الخلفاء العباسية، وكتب إليه من السجن قصيدة يستعطفه بها أولها:
أيا خَدّد الله وردَ الخدودِ         وقدّ قدودَ الحسانِ القُدودِ
يقول في أثنائها في استعطاف ذلك الأمير والتنصل إليه مما اتُّهم به:
لقد حال بالسيف دون الوعيدِ وحالت  عطاياه دون الوعودِ
فـأنجم  أموالهِ في iiالنحوسِ وأنـجـم سُؤّاله في iiالسعود
ولـو لـم أخفْ غيرَ أعدائهِ عـلـيـه لَـبشرتُه بالخلود
قيل: ولما وصل الوالي إلى هذا البيت وهو:
و بـيـض مـسـافرة لا iiيقمـ ن لا في الرّقاب ولا في الغُمودِ
قال: لقد تصبب عرقا، وتقلب أرقاً حتى استنبط هذا المعنى من قول أبي بكر النحوي المعروف ببرمة وهو:
وبـيـض تسافر ما إن تقيم لا في الرقاب ولا في القُرُبْ
بـطـيء  رضـاهن iiلكنها غـداة اللقاء سِراعُ iiالغضبْ
إلى أن قال:
أمـالـك  رقـيّ وَمنْ iiشأنُه هـبات اللُّجَيْن وعتقُ iiالعبيدِ
دعـوتُك  عند انقطاع iiالرجا ء والموت مني كحبل الوريد
دعـوتـك  لما براني iiالبلى وأوهـن  رجليّ ثِقْلُ iiالحديد
وقـد كان مشيهُما في iiالنعالُ فقد  صار مشيهُما في iiالقيود
وكـنت من الناس في مَحْفل فـها أنا في محفل من iiقرود
تـعـجل فيّ وجوبَ الحدود وحِـدّي قبل وجوب السجودِ
أي إنما تجب الحدود على البالغ، وأنا صبي لم تجب علىّ الصلاة بعد ويجوز أن يكون صغر أمر نفسه عند الوالي، لأن من كان ضبياً لم يظن به اجتماع الناس إليه للشقاق والخلاف. ومنها:
وقـيل عدوتَ على iiالعالمي ن بـين ولادي وبين iiالقُعودِ
فـمـالكَ  تقبلُ زورَ iiالكلام وقـدرُ  الشهادة قدرُ iiالشهود
فـلا  تـسمعنّ من الكاذبين ولا  تـعـبأنّ بِمحك iiاليهود
وكن فارقاً بين دعوى أردت ودعـوى  فعلت بشأو iiبعيد
وفي جود كفيك ما جُدتَ iiلي بنفسي ولو كنتُ أشقى iiثمودِ
وكتبت إلي أبي دلف سجان الوالي الممدوح بالقصيدة السابقة وقد بره في السجن:
أهـونِ بـطول الثَّواء iiوالتَّلفِ والـسـجنِ  والقيد يا أبا iiدلفِ
غـيـرَ  اختيار قبلتُ بِرَّك iiلي والجوعُ يُرضي الأسودَ بالجيِف
كـن أيَّـهـا السجن شئتَ iiفقد وطـنتُ  للموت نفسَ iiمُعتَرف
لـو كـان سكناي فيكَ iiمنقصةً لـم يـكن الدُّر ساكنَ iiالصَّدفِ
 
*زهير
9 - أكتوبر - 2010
 1  2