مكانة المتنبي عند النصيرية     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
تزعم النصيرية أن المتنبي كان واحدا من رؤسائهم في بلاد كلب ما بين بعلبك وحمص، في البلدة التي ذكرها في شعره وسماها (نحلة) وقال: ما مُقامي بِأَرضِ نَحلَةَ إِلّا |
| كَمُقامِ المَسيحِ بَينَ iiاليَهودِ | وقد اختلف الشراح هل هي (نخلة) أم (نحلة) ورجح أبو العلاء أنها بالحاء المهملة. قال الأستاذ عبد الغني الملاح في كتابه (المتنبي يسترد أباه) (ص 18) : وحدثني الشاعر العراقي (رشدي العامل) أن النصيرية يحتفلون سنويا بميلاد المتنبي احتفالا دينيا و(رشدي العامل) من الطائفة ذاتها.) وكتاب الملاح هذا (دراسة في نسب المتنبي) خلاصته أن المتنبي ابن المهدي المنتظر عند الشيعة وذهب فيها إلى أن المهدي المنتظر توفي بين عامي 326 و329 وأن السبب الرئيسي الذي أدى إلى تصفية المتنبي قوله في مدح ابن العميد: فَـإِن يَـكُنِ المَهدِيُّ مَن بانَ iiهَديُهُ |
| فَـهَـذا وَإِلّا فَالهُدى ذا فَما iiالمَهدي | هَلِ الخَيرُ شَيءٌ لَيسَ بِالخَيرِ غائِبٌ |
| أَمِ الرُشدُ شَيءٌ غائِبٌ لَيسَ iiبِالرُشدِ | ومن المحير أن المتنبي وأهم رجالات النصيرية (المفضل بن عمر الجعفي) من عشيرة واحدة هي (جُعفِيّ) ومن بلدة واحدة هي الكوفة، و(جعفي) التي نُسبا إليها هي أيضا القبيلة التي ينتسب إليها الإمام البخاري بالولاء، وهي بطن من (سعد العشيرة) من (مذحج) وإحدى القبائل التي جمعت أشعار بنيها في كتاب مفرد، لا يزال في عداد الكتب المفقودة، وقد ذكره الآمدي في (المؤتلف) وياء جُعفيّ كياء كرسيّ فإذا نسبت إليها قدرت حذف الياء المشددة وإلحاق ياء النسب مكانها، وتجمع على جُعف. ونقل الخطيب البغدادي عن علي بن المحسن التنوخي عن أبيه قال: حدثني أبو الحسن محمد بن يحيى العلوي الزيدي قال : (كان عبدان والد المتنبي يذكر أنه من جعفي وكانت جدة المتنبي همدانية صحيحة النسب لا أشك فيها وكانت جارتنا وكانت من صلحاء النساء الكوفيات قال التنوخي قال أبي: فاتفق مجيء المتنبي بعد سنين إلى الأهواز منصرفاً من فارس فذكرته بأبي الحسن فقال: تربي وصديقي وجاري بالكوفة وأطراه ووصفه وسألت المتنبي عن نسبه فما اعترف لي به وقال: أنا رجل أحيط القبائل وأطوى البوادي وحدي ومتى انتسبت لم آمن أن يأخذني بعض العرب بطائلة بينها وبين القبيلة التي أنتسب إليها وما دمت غير منتسب إلى أحد فأنا أسلم على جميعهم ويخافون لساني قال واجتمعت بعد موت المتنبي بسنين مع القاضي أبي الحسن بن أم شيبان الهاشمي الكوفي وجرى ذكر المتنبي فقال: كنت أعرف أباه بالكوفة شيخاً يسمى عيدان يستقي على بعير له وكان جعفياً صحيح النسب قال: وقد كان المتنبي لما خرج إلى كلب وأقام فيهم ادعى أنه علوي حسني ثم ادعى بعد ذلك النبوة ثم عاد يدعي أنه علوي إلى أن أشهد عليه بالشام بالكذب في الدعوتين وحبس دهراً طويلاً وأشرف على القتل ثم استتيب وأشهد عليه بالتوبة وأطلق. أخبرنا التنوخي حدثني أبي قال حدثني أبو علي بن أبي حامد قال سمعت خلقا بحلب يحكون وأبو الطيب المتنبي بها إذ ذاك أنه تنبأ في بادية السماوة ونواحيها إلى أن خرج إليه لؤلؤ أمير حمص من قبل الأخشيدية فقاتله وأنفره وشرد من كان اجتمع إليه من كلب وكلاب وغيرهما من قبائل العرب وحبسه في السجن حبساً طويلاً فاعتل وكاد أن يتلف حتى سئل في أمره فاستتابه وكتب عليه وثيقة أشهد عليه فيها ببطلان ما ادعاه ورجوعه إلى الإسلام وأنه تائب منه ولا يعاود مثله وأطلقه قال: وكان قد تلا على البوادي كلاماً ذكر أنه قرآن أنزل عليه وكانوا يحكون له سوراً كثيرة نسخت منها سورة ضاعت وبقي أولها في حفظي وهي: (والنجم السيار والفلك الدوار والليل والنهار إن الكافر لفي أخطار امض على سننك واقف أثر من كان قبلك من المرسلين فإن الله قامع بك زيغ من ألحد في دينه وضل عن سبيله). قال: وهي طويلة لم يبق في حفظي منها غير هذا قال: وكان المتنبي إذا شوغب في مجلس سيف الدولة ونحن إذ ذاك بحلب نذكر له هذا القرآن وأمثاله مما كان يحكى عنه فينكره ويجحده. قلت أنا زهير: وأبو الحسن الزيدي العلوي المذكور في الخبر، رئيس الطالبيين في عصره، كان من رجالات عضد الدولة ابن بويه وناب عنه في بغداد ثم غضب عليه وصادر امواله وسجنه وبقي في السجن حتى أيام شرف الدولة ابن عضد الدولة، فأطلقه من السجن وكان من خواصه حتى توفي يوم 10/ ربيع الأول/ 390 ومولده سنة 310هـ وهو محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين بن أحمد بن يحيى بن الحسين بن الشهيد زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب . وفي (الفرج بعد الشدة) قصة نادرة من أخبار حبسه في قلعة خست بنيسابور وصاحب (الفرج بعد الشدة) هو راوي خبر أبي الحسن مع المتنبي. وعلويات المتنبي كثيرة لا مجال لذكرها هنا وأشهرها قصيدته في مدح طاهر بن الحسن بن طاهر بن يحيى وهي التي يقول فيها: إِذا عَلَوِيٌّ لَم يَكُن مِثلَ طاهِرٍ فَما هُوَ إِلّا حُجَّةٌ لِلنَواصِبِ ومنها قطعة مشهورة اختلف رواة الديوان والشراح في شأنها، ولم ترد في نشرة الموسوعة للديوان،وذكرها أبو العلاء في ختام السيفيات من (معجز أحمد) والثعالبي في (يتيمة الدهر) في أخبار (سيف الدولة) وهي: يا سيف دولة ذي الجلال ومن له |
| خـيـر الـخلائق والعباد iiسميّ | انـظـر إلى صفّين حين أتيتها |
| فـانصاع عنها الجحفل iiالغربيّ | فـكـأنّه جيش ابن حربٍ iiرعته |
| حـتّـى كـأنّـك يا عليّ، iiعليّ | وقال في شرح البيت الأول: (إن عنى بذي الجلال، الله تعالى فهو في هذا الموضع قبيح، لأنه لا يقال: دولة الله تعالى. وإن عنى به الخليفة فهو أشنع، لأن هذا الوصف لا يطلق على غير الله تعالى. يقول: يا سيف الدولة من هو كذلك، يا سمي خير البرية وهو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه).
|