البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : المجون ليس من الادب    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :

 nadia 
30 - سبتمبر - 2010
باسم الله الرحمان الرحيم
لطالما قسمت القصائد مند القدم - بالنظر الى اسلوبها - الى عفيف و ماجن
لكنني ارى ان لا مكان لما يمكن ان يوصف بالمجون في الادب عموما ايا كانت لغته وهدا راجع اساسا الى ماهية الادب فالادب سمو ورفعة و ارتقاء بالروح والوجدان الادب هو كل ما يربط المرء بانسانيته الادب هو صلة الانسان بفطرته اللتي انشاه الله تعالى عليها
وهدا بالضبط ما يجعل خروج الشاعر او الكاتب او الاديب عموما عن العفة في القول خروجا عن الادب نفسه
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الأدب رفعة..    كن أول من يقيّم
 
جوابي للأستاذ زين وفقه الله: من الضرورة مراجعة الأصل، على أقل تقدير إذا أردت أن أدعو ابني حمزة لقراءة الكتاب ألا أخجل في تعريفه على أدبنا الذي نفتخر به ليل نهار.
جميل صدقي الزهاوي شاعر عراقي لا يشق له غبار وفيلسوف عصره، كنت قد وجدت صورته هنا في وراقنا، بحثت عن شعره وسيرته وتبين أنه يحمل سيفه مدافعاً عن السفور محارباً الستر وتعاليم الدين:
مزقي يا ابنة العراق الحجابا *** واسفري فالحياة تبغي انقلابا
مزقيه واحرقيه بلا ريــث *** فقد كان حارساً كذابـــا
كتبت هذين البيتين تعليقاً على صورة الشاعر التي عنونها واضعها بـ(من أحسن شعراء العصر) مستغرباً ومنكراً على الشاعر شاعريته التي أنفقها بسبيل غير سبيل المؤمنين، وباختصار أنني لم أجد التعليق منشوراً على رغم مرور قرابة خمسة أيام على ذلك!!!. (وربما لي عودة على مشاكل الوراق الفنية التي لا تنتهي).
المهم أنني تذكرت الشاعر هذا حين قال أستاذنا وحبيبنا ياسين مستنكراً: (فأي شاعرية تجد سبيلها إلى القلوب في شعر فيه من الإلحاد في الدين ما فيه، أو فيه من المغالاة في المجون ونشر القبائح الشيء الكثير؟!).. وكذلك حين قال صاحب اللسان: (الأَدَبُ: الذي يَتَأَدَّبُ به الأَديبُ من الناس؛ سُمِّيَ أَدَباً لأَنه يَأْدِبُ الناسَ إلى المَحامِد، ويَنْهاهم عن المقَابِح)، فنعم الشعر الذي يدعو إلى مكارم الأخلاق، وبئس ما يدعو لغير ذلك، فـ:(ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا بالفاحش ولا بالبذيء) كما ورد في الحديث الصحيح، هذا مع ضرورة أن يكون الأدب رفعة ترفع من قدر الإنسان ولا تحط من كرامته بالامتهان.
ولي عودة أخرى بإذن الله.
*أحمد عزو
5 - أكتوبر - 2010
بانت سعاد    كن أول من يقيّم
 
 أما ما يخص (بانت سعاد) أيها الكريم زين الدين، فإن كعباً كان يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره الغزل في النساء ولاسيما الغزل الذي يصف جسد المرأة ومشيتها وتدللها، ومع ذلك قدم كعب عليه ويحمل في جعبته (سعاد) التي أعجب بها النبي عليه الصلاة والسلام، لدرجة أن خلع بردته وألبسها كعباً.
وعلى رغم علم كعب بموقف الإسلام وموقف نبي الله ومحاربته للتغزل بهذه الطريقة فإنه قال ما قال، أليس هو عليه الصلاة والسلام الذي قال عن امرئ القيس إنه (حامل لواء الشعراء في جهنم) بسبب تشببه الفاحش بالنساء.
وهذا يرجعنا إلى التفسير الذي فسره لنا في بداية التسعينيات الدكتور وهبة الرومي أستاذ الأدب الإسلامي في جامعة دمشق من أن سعاداً في قصيدة كعب كناية عن الدنيا، وهو التفسير الأقرب إلى النفس والواقع، فمن غير المعقول أن يجامل النبي صلى الله عليه وسلم كعباً، معاذ الله، فإن النبي لا يهمه كعب ولا غيره حتى يجامله في دين الله، وكيف يكون ذلك وهو لم يجامل كبار قريش مع حاجته الماسة للمجاملة في بداية الدعوة.
*أحمد عزو
5 - أكتوبر - 2010
ولا الضالين    كن أول من يقيّم
 
أما في (ولا الضالين) أستاذنا وشيخنا ياسين، فالشيء بالشيء يذكر، فقد كان في حينا إمام جليل وهو الشيخ أحمد، رحمه الله، كان يقرأ في إحدى الصلوات الجهرية إحدى الآيات التي فيها كلمة (الضالين)، أظنها تلك التي في سورة الواقعة (وأما إن كان من المكذبين الضالين)، وطبعاً لا بد أن يمد كلمة الضالين في ألفها الثانية كما تلفظ في سورة الفاتحة، وبعد أن لفظها الإمام على شكلها الصحيح قال بعض المأمومين (آآآآآآمين)، فما كان من الشيخ رحمه الله إلا أن عنفهم -بعد انتهاء الصلاة طبعاً- على عدم تركيزهم.
*أحمد عزو
5 - أكتوبر - 2010
إذا أجاد الشاعر لم يُطالَب بالاعتقاد !!!    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
شكرا لأساتذتنا الأفاضل على التكرم بالتعقيب على هذا الموضوع ، 
فيما يتعلق بملاحظة الأستاذ منصور مهران ، فلا شك في وجاهتها ، مع الإشارة أننا قصدنا ألف ليلة وليلة من حيث التمثيل لا غير ، ويمكن على هذا المنوال سَوْق نماذج أخرى ، 
هذا وقد أفدت ، كالعادة ، من تعليقات أستاذينا الفاضلين ياسين الشيخ سليمان ، الذي نحمد الله على عافيته ، وأحمد عزو ، الأخ العزيز الذي لم يغب عن خاطرنا ....
كما يجب التنويه ، بتعقيب شيخنا ومعلمنا يحيى ، ولكن في موضع آخر ، إذ يبدو أنّه أدرج سهوا في ملف بابا شنودة ... ولعل عنوان التعليق (لا تذبحوا الأدب بسكين مثلّم) يغني عن المقال ....
 
في كتاب الوساطة بين المتنبي و خصومه ، يقول الجرجاني : " فلو كانت الديانة عاراً على الشعر ، وكان سوء الاعتقاد سبباً لتأخر الشاعر ، لوجب أن يُمحى اسمُ أبي نواس من الدواوين ، ويحذف ذكره إذا عُدّت الطبقات، ولَكان أولاهم بذلك أهل الجاهلية، ومن تشهد الأمة عليه بالكفر، ولوجب أن يكون كعب بن زهير وابن الزِّبَعري وأضرابُهما من تناول رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وعاب من أصحابه بُكْماً خرساً، وبِكاء مفحمين؛ ولكنّ الأمرين متباينان، والدين بمعزل عن الشعر. "
هل كان هذا الرأي فاتحة لدعوى فصل الدين عن الشعر ، ثم عن الأدب عامة ، إذ نجد قدامة بن جعفر يقول: "إذا أجاد الشاعر لم يُطالَب بالاعتقاد" والآمدي يحكم أن : "ليس الشعر عند أهل العلم به إلاَّ حُسْنَ التأتي وقرب المأخذ واختيار الكلام. وهي صفات ألصقت بهيئة المبنى والتشكيل".
 
يبدو لي ، كما أشار إلى ذلك الأستاذين ياسين وأحمد ، أن الإشكال يكمن ، حين الحديث عن الأدب ، في تعلّقه بمعلمين مختلفين ، الأول إبداعي والثاني أخلاقي ...
ولا شك أن هذا الارتباط لم يأت من مصادفة أو فراغ ، فالأدب هو في بدايته ومنتهاه ، نظم بديع يرقى بالذائقة ويهذبها ... 
غير أن التطور التاريخي والحضاري ، لا سيما في احتكاك الأمة العربية مع الغرب ، ساق لهذا المعني مضامين أخرى ، غيّرت من فحوى المصطلح ومضمونه ... وقد فصل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله ، هذه المسألة بشكل بديع في كتابه " مشكلة الثقافة " ... ليؤكد ، أن إدراك كنه الكلمات في عصرنا ، لا يجب أن يقتصر على الرجوع إلى لسان العرب ، على أهميته ، بل بالارتكاز أيضا على " العكاز الأجنبي " (كما يسميه ايضا محمد عابد الجابري رحمه الله) ....
إن الانفصال بين الأدب كقيمة والأدب كصنعة ، لم يبرز بحدة سوى في العصور المتأخرة ... لذا لا نجد أثرا كبيرا وصدى مترددا لرأي الجرجاني في كتابات القدامى ... بينما تقفز هذه الثنائية بحدّة في قراءتنا للتراث القديم ، وفي إبداعات هذا العصر .... وانظر مثلا ، كيف يمكن قراءة رواية من قبيل " موسم الهجرة إلى الشمال " اعتمادا على المقياس الإبداعي وحده ، وهو أمر قد لا يستقيم ، حين يكون المتلقي في بداية سني فطامه الأدبي الأولى ....
وللحديث بقية
 
 
*زين الدين
6 - أكتوبر - 2010
هو شاعر في الحالتين ، والذهب ذهب وإن يصدأ.    ( من قبل 9 أعضاء )    قيّم
 
الشعر ديوان ، والديوان حياة ، والناس خطاؤون ، وخيرهم من لبى داعي مولاه في كل سحَر.... يستغفر ، فيغفر له ، ويتوب ، فيتوب عليه حتى لو بلغت ذنوبه عنان السماء ، وربنا الرحمن الرحيم القريب السميع المجيب  قد أوحى إلى نبي الرحمة أن يقول : " التائب من الذنب كمن لاذنب له " ، وأن يقول أيضاً : " التائب حبيب الرحمن" ، بل إن الله ، سبحانه وتعالى ، قد بشّر عباده المؤمنين التائبين بأنه سيبدّل سيئاتِهم حسناتٍ.... الله أكبر...." ألم يقل ربنا : " إن ّ الحسنات يُذهبن السيئات" ؟ بلى واللهِ قد قال...
إنّ العبرة في الخاتمة... وهاهوذا أبو نواس ... قال ما قال ، و قطّع الأوصال ، وجهِل وأغضب ربه ، ولكنّ الله هداه ، فقال شعراً ، تارة تائباً ، وأخرى داعياً ، وفي كلتا الحالتين كان شاعراً، وبقي يحمل اسم شاعر.... ثم ما يدرينا أنّ الزهاوي قد تاب وندم وأناب ، وكم من مخطئ كانت أخته وبنته وحليلته متبرجة متزينة ، يتأفف من الحجاب وربات الحجاب، ثم هداه الله الهادي ، فتاب وأناب ، بل على العكس ، فإن ( السيّد الأدب ابن الأدب) ليفخر بذلك الشاعر في الحالين ....
إننا نرى قسّاً كان زانياً ، يشرب الخمرة ، ثم يصلي يوم الأحد في الكنيسة ، ويتمثل قول أبي نواس أيام طيش الشباب:
             خيرُ ذا بشرّ ذا  ***   فإذا اللهُ قد عفا
وهذا القسيس دخل في دين الله ، ثم أبوه ، ثم زوجته ، وهو من ( سياتل) قُربَ ولاية ( فرجينيا) ، والآن هو داعية مسلم ، وله مواقع:
islamtoday.com
islamtomorrow.com
islamalways.com
إن التاريخ ماض وحاضر ومستقبل.... والذهب ذهبٌ وإنْ يصدأ.
 
*د يحيى
7 - أكتوبر - 2010
رأي في "بانت سعاد"    كن أول من يقيّم
 
 من وحي مشاركة أستاذنا أحمد عزو:
 
تحياتي لأساتذتنا مرة أخرى، وأشكرهم على ما يمتعوننا به من فوائد جمة،
من المعلوم أن ذكر المرأة في مطالع القصائد العربية من الجاهلية وحتى نهاية العصر العثماني كان أمرا محتوما في الكثير من القصائد.   والتعبير بـ "بانت سعاد" اشتهر لدى مجموعة من الشعراء الجاهليين والمخضرمين، وتبعهم على ذلك شعراء كثيرون  فضمنوه أشعارهم.  وقد مزج الشعراء بين الغزل والمدح في قصائد كثيرة بادئين بالغزل كما هو معلوم . ولما كان كعب بن زهير من المخضرمين، فلا عجب أن ينتهج نفس نهج سابقيه بذكر المرأة في مطلع قصيدته في مدح النبي الأكرم(ص) . والأبيات التي وصف فيها سعادا لم تخرج، عندي، عن الغزل بالمحبوبة غزلا خاليا من المجون . فقوله مثلا: هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة...الخ، ليس فيه ما يجعله مستهجنا في ذلك العصر إن لم يذكر الشاعر اسم امرأة بعينها؛ خاصة وأن قومه اعتادوا على التغني بجمال المرأة الجسماني ، واعتادوا على ذكر المواصفات التي يمكن أن تتمتع بها المرأة حتى تعد من ربات الجمال . ولو عقدنا مقارنة بين بانت سعاد وجميع قصائد الغزل الصريح، لتبين لنا أن "بانت سعاد" كالملاك بين الفساق؛ مقارنة بباقي القصائد المذكورة. وكلنا نعلم أبيات الإمام ابن القيم رحمه الله، وهو من مشاهير السلف الصالح، والتي تغزل فيها بجمال الحور العين تغزلا يقترب من المجون، فلنتأمل. أما النبي الأكرم (ص) فأظنه لم يكن متشددا مع الناس مثلنا. فقد كان يساير الناس في ما اعتادوا عليه إن لم يكن فيه إثم وإغضاب لله جل وعلا؛ لذا، فإن الذب عن" بانت سعاد"، أو حذف بعض أبياتها، ربما يشيع عنها تهمة المجون ، وهي منه براء.
ومع إعجابي بما ذكره أخي الأستاذ أحمد عن الدكتور وهبه الرومي من أن سعادا يمكن أن تكون هي الدنيا ، وأتمنى أن يكون ذلك صحيحا، ففي ذلك سبق لكعب بن زهير في مجال الاستعارة ،والكناية عن المحبوبة بالدنيا الخداعة، إلا أن ما أفهمه من تاريخ الشعر عند العرب الأقدمين، وما أتبينه من ثقافتهم لا يؤيد كثيرا ما ذهب إليه الدكتور وهبة . ولو كانت " بانت سعاد" قصيدة رمزية صوفية في مدح النبي الأكرم، كقصائد البرعي أو ابن الفارض، لكان ذلك المذهب ممكنا.
وبهذه المناسبة أقدم لحضراتكم هذه الأبيات من قصيدة بالغة الجمال والتأثير، وذات قافية رنتها مشجية، وفيها من أجناس البديع ما فيها، وموضوعها شدة اللوعة من النأي، والاشتياق إلى المحبوبة، والشكوى من طول الفراق، وفيها المدح أيضا، وهي من القصائد الفريدة في العصر العثماني، للشيخ فتح الله ابن النحاس الحلبي(ت 1050 تقريبا)، وقد تغنى مغنون عديدون* بأبيات من هذه القصيدة:
بـات  سـاجـي الـطـرف والـشـوق iiيُـلِـحُّ والـدجـى  إن يـمـض جـنـحٌ يـأتِ iiجـنـحُ
فــكــأن الــشــرقَ بــابٌ لــلـدجـى مــالـه خـوفَ هـجـوم الـصـبـح iiفـتـحُ
يــقــدح الــنــجـمُ لـعـيـنـي iiشـرراً ولــزَنــدِ  الـشـوق فـي الأحـشـاء iiقـدح
لا  تــســل عــن حـال أربـاب iiالـهـوى يــا ابــن وُدي مــا لـذاك الـحـال شـرح
يــا نـدامـاي وأيـامَ الصبـا هـل  لـنـا رجـع وهـل لـلـعـمـر iiفـسح!
صــبّــحـتـكِ  الـمـزن يـا دار iiالـلـوى كــان  لـي فـيـك خَـلاعـات iiوشـطـح**
حــيـث لـي شـغـل بـأجـفـان iiالـظـبـا ولــقــلــبـي مـرهـم مـنـهـا iiوجـرح
كــل عـيـش يـنـقـضـي مـا لـم iiيـكـن مـع  مـلـيـحٍ مـا لـذاك الـعـيـش iiمـلـح
وبــذات  الــطــلــح لـي مـن iiعـالـجٍ وقــفــة أذكــرهـا مـا اخـضـلَّ طـلـح
يـومَ  مـنـا الـركـب بـالـركـب iiالـتـقـى وقــضــى حـاجـتـه الـشـوق iiالـمـلـحُّ
قــربــت  مــنــا  فــمـاً  نـحـو  فـم iiٍ واعـتـنـقـنـا فـالـتـقـى كـشـح iiوكـشح
وتزودتُ  الشذى  من  مرشفٍ بــفــمـي  مـنـه إلـى ذا الـيـوم iiنـفـح
يــا تـرى هـل عـنـد مـن قـد iiظـعـنـوا أن عــيــشــي بــعــدهـم كـد وكـدح
كــنـت  فـي قـرح الـنـوى iiفـأنـتـدبـت مــن مــشـيـبـي كـربـة أخـرى iiوقـرح
كــم أداوي الــقـلـب قـلـت iiحـيـلـتـي كــلــمــا  داويـت جـرحـا سـال جـرح
ولــكــم  أدعــو ومــا لــي iiســامـع فــكــأنــي  عــنــدمــا أدعـو iiأبَـحُّ
غُرْبةُ  الأوطان  أوْدتْ   كبدي                                       واعتراني ألَم منها وبَرح
حَسَّنوا  القولَ  وقالوا  غُربة                                        إنما الغُربةُ للأحْرار iiذبْح
ومنها في مدح محمد بيك بن فروخ، أمير الحاج الشامي، وكان يقطن بنابلس:
فـإذا قـيـل "ابـن فـروخ" iiأتى سـقـطوا  لو أن ذاك القول iiمزح***
بـطـل لـو شـاء تمزيق iiالدجى لأتـاه  مـن عـمود الصبح iiرمح
كـم  سـطـور بـالـقـنا iiيكتبها وسـطـور  بـلسان السيف iiيمحو
بــأبـي أفـدي أمـيـري iiإنـه صادق  الطعن، جرئ القلب، iiسمح
كـل  مـا قـد قـيل في iiترجيحه في الندى أو في الوغى فهو الأصح
وإلى لقاء قريب..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* لمن يحبون الاستماع إلى القصائد المغناة بالإيقاعات الخليجية المرقصة الساحرة، التي يصاحبها التصفيق الموقع، والتي تروح عن النفس فتنسيها الهموم ولو ساعة، عليهم بهذا الرابط. ففيه صوت:" بات ساجي الطرف" . ولنغفر للمغني عدم التزامه حركات الإعراب في القصيدة بشكل صحيح:
** خلال بحثي في الموسوعة الشعرية تبين لي أن شاعرا نجديا اسمه محمد بن عثيمين(ت1363هـ) ذكر في قصيدة له حنينه إلى شبابه وخلاعاته وأشطاحه حين قال: لا يُبعِدِ اللَهُ أَيّامَ الشَبابِ وَما       فيهِنَّ لي مِن خَلاعاتٍ وَأَشطاحِ
وقد جاء في ترجمته: " ...ويقال أنه أتلف شعره العاطفي قبل وفاته، مخافة أن يعاب عليه.".
أما ما لوناه باللون الأحمر من أبيات ابن النحاس، فيحتمل أنه من شطحات الشعراء الذين يهيمون في كل واد، ولا يشترط وقوع ما ذكر على وجه الحقيقة المؤكدة. وكم من مدع ادعى وادعى وشط به الخيال في مواقف العشق والغرام خاصة، أو في مواقف البطولة ؛ ولكنه لم يقل لنا : صدقوني. ومع ذلك، فلن اقسم على ان شيئا مما ذكره الشاعر لم يحصل.
*** ابن فروخ هذا ذكره المحبي وغيره من انه كان شجاعا وقد تمكن من إرهاب العربان الذين كانوا يغيرون على قوافل الحاج الشامي، وصار مجرد ذكر اسمه مثارا للرعب والجزع . وذكرت الكتب أن ابن فروخ قتل مملوك ابيه في بيت المقدس، الموكل بالسلطة في غيابه، ليستتب الأمر له . وكانت بينه وبين ابيه مشاحنات.
 
 
*ياسين الشيخ سليمان
10 - أكتوبر - 2010
نريد للشعر تعريفا يتفق والفطرة    كن أول من يقيّم
 
من وحي مشاركة أستاذنا زين الدين، التي بعنوان: إذا أجاد الشاعر لم يطالب بالاعتقاد:
ربما لم أستوف عرض أفكاري حول الشعر والشاعرية ومتى يكون الأديب أديبا حقا في مشاركاتي السابقة . ولما عرض لنا أستاذنا الأديب الأريب زين الدين أقوالا للجرجاني وغيره تفيد ما أفادته أقوال الثعالبي أيضا رأيت أن أفصل هذا الأمر من وجهة نظري، وأوضحه . فلم يكن يخطر ببالي أن أخرج شعراء الجاهلية ، أو أي شاعر من أي دين كان من دائرة الشعر . ولكني كنت أعيب شعر المجون والخلاعة، وانه لا يعد شعرا في نظر الأخلاق الحسنة والحياء العام. ولما قلت: إن قول الثعالبي فيه نظر، وقلت: " ولكن معنى ما قاله الثعالبي من أن الديانة وسوء الاعتقاد ليسا من عيار الشعر ولا حكما على شاعرية الشاعر لا يتلاءم مع معنى الفطرة التي فطر الله الناس عليها " لم أكن أقصد اختلاف المعتقدات والديانات نفسها بحيث يكون المسلم هو الشاعر ويكون غيره من غير المسلمين ليس بشاعر أبدا. فهذا لا يمكن لأحد الذهاب إليه ؛ وإنما قصدت التركيز على الفطرة مستوحيا معنى ما قالته الأستاذة صاحبة الموضوع: " الأدب هو صلة الإنسان بفطرته التي أنشاه الله تعالى عليها" ، وهذا القول الصائب هو ما جعلني أهتم بالحكم على الأدب كقيمة إنسانية رفيعة المستوى وذات أثر تربوي خطير في تنشئة الأفراد، وفي تصحيح  مسيرة الشعوب التي يهمها مصيرها في الدنيا والدين. وليس على الأدب كصنعة لها آليات معينة، ولم يخطر ببالي أن أعد الأخطلين، او أبا ماضي، أو طاغور، أو شكسبير، أو الألوف من أمثالهم خارجين عن صفات الأدب والأدباء .
يكون الأدب أدبا ما تماشى مع الفطرة بغض النظر عن المعتقد:
لقد فطر الله سبحانه الناس على الخير، فلا يتصور من يخالف فطرة الله أن يكون أديبا ولو كان محسوبا على الإسلام اسما لا جوهرا. وهناك فرق بين اتباع شهوات الغرائز، وبين مخالفة الفطرة . فأبو نواس مثلا اتبع ما اشتهته غرائزه وشهواته الحيوانية، وقال في هذا الاتباع الشعر الكثير، ولن يحكم على هذا الشعر أحد بأنه ليس من الشعر رغم أن مضمون بعضه مشين معيب  ولا يرغب الشخص الحييَ بمطالعته، بل إن من النقاد من حكم على شعر أبي نواس بعد توبته بأنه أقل قيمة شعرية من شعره الماجن. أما مخالفة الفطرة، فأعني بها ارتكاب الآثام التي تخرج الشخص من صفة الإنسانية . ومتى ما خرج من صفة الإنسانية، فكيف يكون من الشعراء؟! وما الفرق بينه وبين شر الدواب؟! فالقتل مثلا بغير حق وإنما لإشباع شهوة القتل، والظلم والعدوان وهضم الحقوق، والتسلط والقهر، والنفاق والغدر، والطمع والجشع، والكبر والتعالي على الناس، والافتخار والاعتزاز بالعرق والجنس، والكذب وشهادة الزور، وزرع الفساد بين الناس بأشكاله المتعددة، والحسد والحقد، إلى غير ذلك الكثير مما يخالف الفطر السليمة كل ذلك لا يمكن لمن يرتكبه أن يكون أديبا أو شاعرا حقيقيا أبدا؛ سواء كان على الإسلام أو اليهودية أو النصرانية أو على أي دين آخر، وسواء عاش في الجاهلية أو في الإسلام . فلا يتصور ممن هذه حاله أن يطرب لتغريد الطيور، ولا لسجع الحمام، ولا للشفقة على المساكين والاستجابة لأنات الموجعين، ولا للتألم من حال المظلومين، ولا يستجلي جمال الأخلاق الحميدة، ولا يحس بمحاسن الصداقة والود المتبادل بين الأكارم، ولا يأبه لجوع الفقراء، ولا لصرخات المعذبين المقهورين، ولا يعترف لأحد بفضل، ولا يفرج كربة عن مكروب....إلى العديد العديد من هذه الصفات المخالفة للفطرة كما قلنا . فصاحب هذه الصفات لو افترضنا جدلا أنه امتلك أدوات الشعر وآليته فكيف يكون شعره؟!
إن أقوال من قالوا بعزل الشعر عن المعتقد إن كانوا قصدوا بالمعتقد اختلاف ما يسمى بالأديان فقولهم صحيح ؛ سواء كانوا من القدماء او من المعاصرين . أما إن كانوا يعنون بعزل الشعر عن أي أمر آخر بما فيه اخلاق الفطرة، وقاموا باختراع آليات للشعر من اتبعها كان شاعرا ومن لم يتبعها لم يكن شاعرا، فإننا نجرؤ على نقدهم لغير صالحهم. فنقول: نحن نريد آليات جديدة للشعر غير التي ابتدعتموها.
للحديث بقية..
*ياسين الشيخ سليمان
11 - أكتوبر - 2010
تعذيب القطط والشعر    كن أول من يقيّم
 
 
قبل بضعة أسابيع طالعت على الإنترنت خبرا مفاده أن شخصين أمريكيين حكم على احدهما بالسجن مع الأشغال مدة ثماني سنين، وذلك لقيامه بحرق قطة وهي حية، وعلى رفيقه الذي تستر عليه مدة ثلاث من السنين . وعجبت من حال ذلك الشخص الدابة، الذي حرق القطة لمجرد التسلي والتلهي بمنظرها وهي تشتعل، وقلت لنفسي: حقا إنه من شر الدواب عند الله! . وأتساءل الآن: هل يمكن لهذا المجرم أن ينظم شعرا يجد صدى عند احد من ذوي الإحساس المرهف من الناس؟! بالطبع لن يجد أحدا من بني الإنسان ينفعل من شعره إلا إذا كان ممن يتلذذون بتعذيب القطط . وهؤلاء لا شك أنهم قلة ، ولن يكون الحكم على الشعر معتمدا على أقوال معذبي القطط أبدا.
إن الشعر إذا خلا من القيم الوجدانية النبيلة لا يمكن عده شعرا ذا قيمة ؛ ولكنه إن حفل ببعض المجون النابع من الرغبة في إشباع الغرائز ، كرغبة الرجال بالنساء، والتغزل بما ذكره يخرق الحياء والعفة ، يبقى تحت مسمى الشعر ، ولا يخرج صاحبه من دائرة الشعراء مع انه يبقى في دائرة الشعر الماجن الخليع وحده .
إننا بإمكاننا أن نضرب أمثلة شعرية لبعض الشعراء من القدماء أو من المحدثين والمعاصرين تبين مدى ما وصل إليه بعضهم من انحطاط فكري وخلقي معا؛ ولكننا نعف كما يعف سراة الوراق الأكارم عن ذكره، فهو شعر لا يجوز أن نتناوله في المنتديات الأدبية..
ولقد فطن القدماء ممن ألفوا في تراجم الأعيان دون أن يتوكؤوا على العصا الأجنبية إلى أن هذا النوع من الشعر لا ينقص من قيمة الشاعرية لدى الشاعر أو الأديب المترجم له، بل إنهم غالبا ما يترحمون عليه، ويرجون له المغفرة، بينما لا نجدهم يترحمون على قاتل أو ظالم ؛ وإنما ينهون الترجمة له بقولهم مثلا: لا رحمه الله، أو أراح الله البلاد والعباد منه ، أو ما يشبه هذه المعاني.
ونحن عندما نستشهد بلسان العرب أو بأقوال الجاحظ، أو بكتب أخرى تراثية فإننا لا نستشهد بمؤلفيها أنفسهم؛ وإنما نستشهد بالثقافة السائدة في عصورهم ، ونستقريء أفهامهم وعقولهم وعواطفهم ونطالع خلافاتهم وحججهم، ولا يمنعنا هذا من أن نستشهد بثقافات إنسانية أخرى في عصور متعددة. فالثقافة الأجنبية المعاصرة لا بد من استيعابها لندرك أخطاءنا من جهة، ولندرك محاسن ثقافتنا من جهة أخرى . أما ما قاله الجرجاني، والثعالبي، وابن المعتز وغيرهم، فقد كان الإيمان به سائدا بين العديد من الكتاب القدماء، وعلى الأخص من كتبوا تراجم الأعيان كما قدمنا.
ويبقى القول في أن آراء كل ناقد ليست منزلة من السماء، فهي عرضة للأخذ والرد، وللقبول أو الرفض.
 
*ياسين الشيخ سليمان
11 - أكتوبر - 2010
رؤية شاعرية    كن أول من يقيّم
 
 
مما طالعته في السابق من اختلاف في معنى الشعر أذكر أن أديبا أو ناقدا أجنبيا قال ما معناه: ليس على الشعر والشاعر قيد على الإطلاق؛ لا ديني ولا أخلاقي ولا حتى عقلي، ولا أي أمر آخر. فالشعر الحقيقي، على حد قوله، هو ما يعبر به الشاعر عما في نفسه بصدق وبالطريقة التي يراها فنية أدبية مناسبة.  فعلى هذا، يكون الناس المجانين شعراء، وذوو النزوات التي لا تعترف بما فطرنا الله عليه شعراء، ويكون من الشعراء من يرى مخالفة الفطرة أمر واجب ولا يرى أن هناك فضائل وان هناك رذائل.. بل وتكون الحيوانات المفترسة من أجلة الشعراء والصدّيقين، فهي تعبر عن غرائزها بصدق تام.
إن ما نسميه بالأدب والشعر إذا لم تستجب له المشاعر الفياضة والقلوب الحانية وتنفعل منه ، ولا يثير فيها كوامن الأشجان، ولا يهزها ليروح بها إلى الاهتمام بمعنى الإنسانية في الإنسان ، فلن ينال من التقدير والاهتمام أكثر مما تناله سفاسف الأمور ، التي ليس لها أدنى مطمع في جواهر الأمور، وإنما محل طمعها القشور
*ياسين الشيخ سليمان
11 - أكتوبر - 2010
من الشعراء الحقيقيين من كان على دين الشيوعية    كن أول من يقيّم
 
ومن الذين يعدون في الشعراء أيضا أناس لم يكونوا على دين من الأديان، ومنهم من لم يؤمن ببعث ولا نشور، وذلك راجع إلى عدم الاقتناع العقلي، فالهدى هدى الله؛ ولكن أشعارهم اهتمت لآلام الإنسان وأحزانه، وكرهت الظلم والجور والعدوان، وعافت القهر والتسلط، ونادت بالعدالة والمساواة ، فجاءت أشعارهم موافقة للفطرة من هذه الجهة دون شك. ومن هؤلاء الشعراء من انتمى للحزب الشيوعي من المسلمين أنفسهم؛ طمعا منه بتحقيق العدالة ولو على يد الشيوعية.
ولقد كان توفيق زياد من مدينة الناصرة بفلسطين أحد هؤلاء الشعراء، وكان منضما إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي،  وهذه إحدى قصائده المؤثرة:
عـذب  الجمّالُ iiقلبي عندما  اختار iiالرحيلْ
قلتُ:  يا جمالُ iiصبراً قال:  كل الصبر عيل
قلت: يا جمّالُ iiقصدُكْ قال: صحراءُ الجنوبْ
قلت:  ماذا ضم iiحملك قـال:  علكاً iiوطيوب
قلت:  ما داؤك قل لي قـال:  شوقاً iiللحبيبْ
قلت: هل زرت iiطبيباً قـال:  تسعين iiطبيب
قلت:  يا جمالُ iiخذني قـال: لا، حملي iiثقيلْ
قلت:  يا جمال iiأمشي قال: لا، دربي iiطويل
قلت:  أمشي ألف iiعام خـلف  عينيك iiأسافرْ
قـالَ: يا طير iiالحمام حنظلٌ عيش iiالمهاجر
عـذب  الجمال iiقلبي عندما  اختار iiالرحيل
كـلـمـا  خلف دمعاً فـوق  خـديّ iiيسيل
أبيات شعرية صادقة، تعبر عما في نفس ناظمها من معنى سام اصدق تعبير، وهي عندي في معناها أقرب إلى نفسي من كل معلقات الشعر العربي القديم.
 
*ياسين الشيخ سليمان
11 - أكتوبر - 2010
 1  2  3