(10/3): المعلقات - أ - كن أول من يقيّم
1- ليس في معلقة امرئ القيس شيء من شعر الحكمة ؛ لكن قوله : [ فإن تك قد ساءتك مني خليقة - فسلي ثيابي من ثيابك تنسل ] = قد يتمثل به في حسن المفارقة . وقوله : [ تجاوزت أحراسا إليها ومعشرا – علي حراصا لو يسرون مقتلي ] = قد يتمثل به في الاجتهاد لنيل الغايات الشاقة المخوفة . وقوله : [ فدع عنك شيئا قد مضى لسبيله – ولكن على ما غالك اليوم أقبل ] = لعله في عداد شعر الحكمة . 2- وفي معلقة زهير بن أبي سلمى أبيات كثيرة ؛ وهي : فلا تكتمن الله ما في نفوسكم - ليخفى ومهما يكتم الله يعلم يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر - ليوم الحساب أو يعجل فينقم ---- وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم - وما هو عنها بالحديث المرجم متى تبعثوها تبعثوها ذميمة - وتضر إذا أضريتموها فتضرم ---- ومن يعص أطراف الزجاج فإنه – يطيع العوالي ركبت كل لهذم ومن يوف لا يذمم ومن يفض قلبه إلى مطمئن البر لا يتجمجم ومن هاب أسباب المنايا ينلنه – ولو رام أسباب السماء بسلم ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله – على قومه يستغن عنه ويذمم ومن لا يزل يسترحل الناس نفسه – ولا يعفها يوما من الذل يندم ومن يغترب يحسب عدوا صديقه – ومن لا يكرم نفسه لا يكرم ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه - يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم ومن لم يصانع في أمور كثيرة - يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم ومن يجعل المعروف من دون عرضه - يفره ومن لا يتق الشتم يشتم ومن لا يجعل المعروف في غير أهله - يكن حمده ذما عليه ويندم ومهما تكن عند امرئ من خليقة - وإن خالها تخفى على الناس تعلم وكائن ترى من صامت لك معجب – زيادته أو نقصه في التكلم لسان الفتى نصف ونصف فؤاده – فلم يبق إلا صورة اللحم والدم ---- سألنا فأعطيتم وعدنا فعدتم – ومن يكثر التسآل يوما سيحرم 4- وليس في معلقة النابغة شيء . 5- وفي معلقة الأعشى قوله في ختامها : [ ذاك عيش شهدته ثم ولى - كل عيش مصيره للزوال ] - ومن لطائفها الثناء على الحبيبة العفيفة بأن لهوها ليس حديث الرجال . 6- ومن شعر لبيد - غفر الله لنا وله - قوله : فاقطع لبانة من تعرض وصله – ولشر واصل خلة صرامها واحب المجامل بالجزيل وصرمه – باق إذا ظلعت وزاغ قوامها - معناه : أن تقطع مودة المصانع المتكلف ، لكن تداريه بالحباء والعطاء . - وقوله : صادفن منها غرة فأصبنها – إن المنايا لا تطيش سهامها ---- لا يطبعون ولا تبور فعالهم – إذ لا تميل مع الهوى أحلامها |