البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : إشراقة    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )

رأي الوراق :

 محمود العسكري 
25 - سبتمبر - 2010
( إشراقة )
هذه قطوفٌ شهيَّةٌ من ثمرات المطالعة الحرة ، أحببت أن أهديَها لكم إشراقةً مع مَبْرِق كُلِّ صبحٍ وليدٍ ، لتكون سفيرًا وبشيرًا بين القلوب التي تواثقت على محبة المعرفة وإجلال الحكمة ؛: أن لا تترجَّل عن جوادها ، وأن لا تبرح الرقعة بين أوراقها ومدادها . هي اختياراتٌ قيِّمةٌ عندي ، ولكنها بين أيديكم فاحكموا فيها بما شئتم ! .
ولديَّ طلبٌ عند الإخوة الأعزاء : وهو أن هذا الملف للقراءة فقط دون المشاركة مع الاكتفاء بالتقييم ، وإذا كان من تعقيبٍ = فمن خلال موضوعاتي الأخرى ؛ من أجل الحفاظ على الترتيب والتنسيق والانتظام .
- جاء في الأثر النبوي : (( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل )) .
- يشيع استعمال قطاف بمعنى قطوف ، والأفصح : أن القطاف زمن القطف .
- إشراقة : اسم مرة ، مشتق من مصدره بزيادة التاء ؛ لأنه زائد على الثلاثي .
 1  2  3  4 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
(2/1) : أحاديث جامعة - ب -    كن أول من يقيّم
 
- تميم الداري . (( من قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطار ، والقنطار خير من الدنيا وما فيها ، فإذا كان يوم القيامة يقول ربك عز وجل : اقرأ وارق بكل آية درجة ، فيقرأ آية ويصعد درجة ؛ حتى ينجز ما معه من القرآن ، ثم يقال له : اقبض ؛ فيقبض ، ثم يقال له : أتدري ماذا في يديك ؟ ، فإذا في يده اليمنى : الخلد ، وفي يده اليسرى : النعيم )) .
- عبد الله بن عمرو . (( من قرأ القرآن فرأى أن أحدًا أعطي أفضل مما أعطي = فقد عظم ما صغر الله ، وصغر ما عظم الله ، وليس ينبغي لحامل القرآن أن يسفه فيمن يسفه ، أو يغضب فيمن يغضب ، أو يحتد فيمن يحتد ؛= ولكن يعفو ويصفح لفضل القرآن )) .
- كان أبو عبد الرحمن السلمي إذا ختم عليه الخاتم القرآن أجلسه بين يديه ، ووضع يده على رأسه ، وقال له : يا هذا اتق الله ! ؛ فما أعلم أحدًا خيرًا منك إن عملت بما علمت .
- أبي موسى الأشعري . (( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحان ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر )) .
- عائشة . (( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق = له أجران )) .
- عبد الله بن عمر . (( لا حسد إلا في اثنتين : رجلٌ آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ، ورجلٌ آتاه الله مالاُ فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار )) .
- عثمان . (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )) .
- سئل سفيان الثوري عن الرجل : يغزو أحب إليك أو يقرأ القرآن ؟ ، فقال : يقرأ القرآن ؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) ، ومكث أبو عبد الرحمن السلمي يعلم القرآن في مسجد الكوفة أربعين سنة بسبب هذا الحديث ، وكان إذا روى هذا الحديث = يقول : ذلك الذي أقعدنـي مقعدي هذا .
- أبي هريرة . (( يا أبا هريرة علم الناس القرآن وتعلمه ؛ فإنك إن مت وأنت = كذلك زارت الملائكة قبرك كما يزار البيت العتيق )) .
- ابن عباس . (( إن الذي ليس في جوفه شيءٌ من القرآن كالبيت الخرب )) .
*محمود العسكري
2 - أكتوبر - 2010
(2/2) : أحاديث جامعة - ج -    كن أول من يقيّم
 
- ابن عمر . (( تفتح أبواب السماء لخمسة : نزول الغيث ، وقراءة القرآن ، ولقاء الزحف ، والأذان ، والدعاء )) .
- (( إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد ، قالوا : يا رسول الله ؛ فما جلاؤها ؟ ، قال : تلاوة القرآن )) .
- أبي سعيد الخدري . (( من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي = أعطيته أفضل ثواب الشاكرين )) .
- (( ما تكلم العباد بكلام أحب إلى الله من كلامه ، وما تقرب إليه المتقربون بأحب إليه من كلامه )) .
- عبد الله بن مسعود . (( اقرؤوا القرآن فإن الله تعالى لا يعذب قلبًا وعى القرآن، وإن هذا القرآن مأدَُبة الله؛ فمن دخل فيه فهو آمن، ومن أحب القرآن فليبشر)) .
- ابن عباس . (( أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل )) .
- عبد الله بن عمرو . (( الصيام والقرآن يشفعان للعبد ، يقول : الصيام منعته الطعام والشهوات بالنهار ؛ فشفعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل؛ فشفعني فيه ، فيشفعان)).
- أبي موسى الأشعري . (( إن من إجلال الله تعالى : إكرام ذي الشيبة المسلم ، وحامل القرآن ؛ غير الغالي فيه ولا الجافي عنه ، وإكرام ذي السلطان المقسط )) .
- أبي ذر . (( لأن تغدو فتتعلم آية من كتاب الله تعالى = خيرٌ لك من أن تصلي مئة ركعة )) .
معاذ الجهني . (( من قرأ القرآن وعمل به ألبس والداه تاجًا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا ، فما ظنكم بالذي عمل بهذا ؟! )) .
- علي . (( من قرأ القرآن فاستظهره فأحل حلاله وحرم حرامه = أدخله الله الجنة ، وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار )) .
- معاذ بن جبل . (( من قرأ القرآن ، وعمل بما فيه ، ومات مع الجماعة ؛= بعثه الله يوم القيامة مع السفرة )) .
- أبو سعيد الخدري . (( إن من شر الناس رجلاً فاسقًا يقرأ القرآن لا يرعوي إلى شيء منه )) .
- جابر . (( القرآن شافعٌ مشفَّعٌ ، وماحلٌ مصدَّقٌ ، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار )) . [ ماحل ؛ أي : مجادل ] .
*محمود العسكري
3 - أكتوبر - 2010
(2/3) : تضمين ، وأسماء المدينة    كن أول من يقيّم
 
هذه نتفٌ من شعر أبي الحسن الفالي ( بالموحَّدة ) ت 448 هـ ، قرأتها في كتاب ( صفحات من صبر العلماء ) لعبد الفتاح أبي غدة جزاه الله خيرًا ، وقد تَمَّثل في آخر كل نتفةٍ ببيتٍ من تلاد الشعر ، لكني لا أعرف لمن هذه الأبيات التي تمثَّل بها .
-       قال في أساه لبيع نسخةٍ من كتاب الجمهرة لابن دريدٍ :
أَنِسْتُ بِهَا عِشْرِينَ حَوْلاً وَّبِعْتُهَا ، v لَقَد طَّالَ وَجْدِي بَعْدَهَا وَحَنِينِي ! ،
وَمَا كَانَ ظَنِّي أَنَّنِي سَأَبِيعُهَا v وَلَوْ خَلَّدَتْنِي فِي السُّجُونِ دُيُونِي ،
وَلَكِن لِّضَعْفٍ وَّافْتِقَارٍ وَّصِبْيَةٍ v صِغَارٍ عَلَيْهِمْ تَسْتَهِلُّ شُؤُونِي ،
فَقُلْتُ - وَلَمْ أَمْلِكْ سَوَابِقَ عَبْرَتِي - v مَقَالَةَ مَكْوِيِّ الْفُؤَادِ حَزِينِ :
(( وَقَد تُّخْرِجُ الْحَاجَاتُ يَا أُمَّ مَالِكٍ v كَرَائِمَ مِن رَّبٍّ بِهِنَّ ضَنِينِ )) .
-       ومن شعره أيضًا :
لَمَّا تَبَدَّلَتِ الْمَجَالِسُ أَوْجُهًا v غَيْرَ الَّذِينَ عَهِدتُّ مِنْ عُلَمَائِهَا ،
وَرَأَيْتُهَا مَحْفُوفَةً بِسِوَى الأُلَى v كَانُوا وُلاةِ صُدُورِهَا وَفِنَائِهَا ،=
أَنشَدتُّ بَيْتًا سَائِرًا مُّتَقَدِّمًا ؛ v وَالْعَيْنُ قَدْ شَرِقَتْ بِجَارِي مَائِهَا :
(( أَمَّا الْخِيَامُ فَإِنَّهَا كَخِيَامِهِمْ ، v وَأَرَى نِسَاءَ الْحَيِّ غَيْرَ نِسَائِهَا )) .
-       ومن شعره أيضًا :
تَصَدَّرَ لِلتَّدْرِيسِ كُلُّ مُهَوَّسِ v بَلِيدٍ تَسَمَّى بِالْفَقِيهِ الْمُدَرِّسِ ،
فَحُقَّ لأَهْلِ الْعِلْمِ أَن يَّتَمَثَّلُوا v بِبَيْتٍ قَدِيمٍ شَاعَ فِي كُلِّ مَجْلِسِ :
(( لَقَدْ هَزُلَتْ ؛ حَتَّى بَدَا مِنْ هُزَالِهَا v كُلاهَا ، وَحَتَّى سَامَهَا كُلُّ مُفْلِسِ ! ))
هذه فوائد من فاتحة كتاب ( فيض الفتاح ) للشنجيطي ؛ عبد الله بن إبراهيم .
-   من الأمم السابقة من كان يهلك بالمعاصي وهو مؤمن ؛ كقوم هُودْيا ، بضم الهاء ، وسكون الواو ، وسكون الدال المهملة ، وبعد المثناة من تحت ألفٌ مقصورة ، قوم قبل قوم نوح عليه السلام ، مؤمنون أهلكهم الله بعصيانهم .
-   قال عن المدينة : إن الشامي ذكر لها في سيرته نحو مئة اسم ، ثم ذكر منها : ( طَيْبة ، طَيِّبة ، طائب ، البارة ، برة ، البَحِيرَة ، البحر ، البلاط ، البلد ، تَنْدَد / يَنْدد ، الجابرة ، الجبارة ، جَبارِ ، جزيرة العرب ، الجُنَّة ، الحبيبة ، الحرم ، الخيِّرة ، ذات الحُجَر ، ذات الحِرار ، السلفة ، الشافية ، طباطب ، العاصمة ، العذراء ، العراء ، العروض ، الغراء ، الفاضحة ، القاصمة ، قبة الإسلام ، المجبورة ، المحبورة ، المحروسة ، المحفوفة ، المرحومة ، المرزوقة ، المسجد الأقصى ، مضجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، المطيَّبة ، المقدسة ، الناجية ، نَبْلاء ) . 
*محمود العسكري
4 - أكتوبر - 2010
(2/4) : إرادة الدنيا بعمل الآخرة - أ -    كن أول من يقيّم
 
هذه كلمةٌ مستلَّةٌ من كتاب ( القول المفيد ) للشوكاني ؛ محمد بن علي - غفر الله لنا وله ، في الرثاء لحال العلماء من أفاعيل المتعصِّبة ، وهو يرسم صورة شبيهةً بالتي تشكاها أبو الحسن الفالي آنفًا .
(( فإن العامي لا ينظر إلى أهل العلم بعين مميزة بين من هو عالم على الحقيقة ومن هو جاهل ، وبين من هو مقصر ومن هو كامل ؛ لأنه لا يعرف الفضل لأهل الفضيل إلا أهله ، وأما الجاهل فإنه يستدل على العلم بالمناصب ، والقرب من الملوك ، واجتماع المدرسين من المقلدين ، وتحرير الفتاوى للمتخاصمين ، وهذه الأمور إنما يقوم بها رؤوس هؤلاء المقلدة في الغالب - كما يعلم ذلك كل عالم بأحوال الناس في قديم الزمن وحديثه ، وهذا يعرفه الإنسان بالمشاهدة لأهل عصره ، وبمطالعة كتب التاريخ الحاكية لما كان عليه من قبله ، وأما العلماء المحققون المجتهدون - فالغالب على أكثرهم الخمول ؛ لأنه لما كثر التفاوت بينهم وبين أهل الجهل = كانوا متقاعدين لا يرغب هذا في هذا ولا هذا في هذا ، ومنزلة الفقيه من السفيه كمنزلة السفيه من الفقيه ، فهذا زاهد في حق هذا وهذا أزهد منه فيه ، ومما يدعو العلماء إلى مهاجرة أكابر العلماء ومقاطعتهم = إنهم يجدونهم غير راغبين في علم التقليد الذي هو رأس مال فقهائهم وعلمائهم والمفتين منهم ؛ بل يجدونهم مشتغلين بعلوم الاجتهاد ، وهي عند هؤلاء المقلدة ليست من العلوم النافعة ؛ بل العلوم النافعة عندهم هي التي يتعجلون نفعها بقبض جرايات التدريس وأجرة الفتاوى ومقررات القضاء ، ومع هذا فمن كان من هؤلاء المقلدة متمكنا من تدريسهم في علم التقليد إذا درسهم في مسجد من المساجد أو في مدرسة من المدارس = اجتمع عليه منهم جمع جم يقارب المائة أو يجاوزها من قوم قد ترشحوا للقضاء والفتيا ، وطمعوا في نيل الرياسة الدنيوية ، أو أرادوا حفظ ما قد ناله سلفهم من الرياسة وبقاء مناصبهم والمحافظة على التمسك بها كما كان عليه أسلافهم ، فهم لهذا المقصد يلبسون الثياب الرفيعة ، ويديرون على رؤسهم عمائم كالروابي ، فإذا نظر العامي أو السلطان أو بعض أعوانه إلى تلك الحلقة البهيمية المشتملة على العدد الكثير والملبوس الشهير والدفاتر الضخمة = لم يبق عنده شك أن شيخ تلك الحلقة ومدرسها أعلم الناس ، فيقبل قوله في كل أمر يتعلق بالدين ، ويؤهله لكل مشكلة ، ويرجو منه من القيام بالشريعة ما لا يرجوه من العالم على الحقيقة المبرز في علم الكتاب والسنة وسائر العلوم التي يتوقف فهم المعلمين عليها ولا سيما غالب المبرزين من العلماء وتحت ذيول الخمول إذا درسوا في علم بين علوم الاجتهاد ؛ فلا يجتمع عليهم في الغالب إلا الرجل والرجلان والثلاثة ، لأن البالغين من الطلبة إلى هذه الرتبة المستعدين لعلم الاجتهاد هم أقل قليل ، لأنه لا يرغب في علم الاجتهاد إلا من أخلص النية وطلب العلم لله عز وجل ، ورغب عن المناصب الدنيوية ، وربط نفسه برباط الزهد ، وألجم نفسه بلجام القنوع ، فلينظر العاقل أين يكون محل هذا العالم على التحقيق عند أهل الدنيا إذا شاهدوه في زاوية من زوايا المسجد وقد قعد بين يديه رجل أو رجلان من محل ذلك المقلد الذي اجتمع عليه المقلدون ؟! ، فإنهم ربما يعتقدون أنه كواحد من تلامذة المقلد أو يقصر عنه لما يشاهدون من الأوصاف التي قدمنا ذكرها ، ومع هذا فإنهم لا يقفون على فتوى من الفتاوى أو سجل من السجلات = إلا وهو بخط أهل التقليد ومنسوب إليهم ؛ فيزدادون لهم بذلك تعظيما ويقدمونهم على علماء الاجتهاد في كل اصدار وإيراد ، فإذا تكلم عالم من علماء الاجتهاد والحال هذه بشيء يخالف ما يعتقده المقلدة قاموا عليه قومه جاهلية ، ووافقهم على ذلك أهل الدنيا وأرباب السلطان فإذا قدروا على الإضرار به في بدنه وماله فعلوا ذلك ، وهم بفعلهم مشكورون عند أبناء جنسهم من العامة والمقلدة ؛ لأنهم قاموا بنصرة الدين بزعمهم ، وذبوا عن الأئمة المتبوعين وعن مذاهبهم التي قد اعتقدها أتباعهم ، فيكون لهم بهذه الأفعال التي هي عين الجهل والضلال من الجاه والرفعة عند أبناء جنسهم ما لم يكن في حساب . وأما ذلك العالم المحقق المتكلم بالصواب = فبالأحرى أن لا ينجو من شرهم ويسلم من ضرهم ، وأما عرضه فيصير عرضه للشتم والتبديع والتجهيل والتضليل ، فمن ذا ترى ينصب نفسه للانكار على هذه البدعة ويقوم في الناس بتبطيل هذه الشنعة ؛ مع كون الدنيا مؤثرة وحب الشرف والمال يميل بالقلوب على كل حال ؟! ، فانظر أيها المنصف بعين الإنصاف : هل يعد سكوت علماء الاجتهاد على إنكار بدعة التقليد مع هذه الأمور موافقة لأهلها على جوارها ؟! ، كلا والله فإنه سكوت تقية لا سكوت موافقة مرضية ... )) .
*محمود العسكري
5 - أكتوبر - 2010
إرادة الدنيا بعملل الآخرة - ب -    كن أول من يقيّم
 
وهذه كلمة ثانية من الكتاب المذكور في التحذير من مغبة القضاء .
(( فيا أيها القاضي المقلد : ما الذي أوقعك في هذه الورطة ، وألجأك إلى هذه العهدة التي صرت فيها على كل حال من أهل النار إذا دمت على قضائك ولم تتب ! ، فإن أهل المعاصي والبطالة على اختلاف أنواعهم = هم أرجى لله منك وأخوف له ؛ لأنهم يقدمون على المعاصي وهم على عزم التوبة والإقلاع والرجوع ، وكل واحد منهم يسأل الله المغفرة والتوبة ويلوم نفسه على ما فرط منه ويحب أن لا يأتيه الموت إلا بعد أن تطهر نفسه من أدران كل معصية ، ولو دعا له داع بأن الله يبقيه على ما هو متلبس به من البطالة والمعصية إلى الموت يعلم هو وكل سامع أنه يدعو عليه لا له ، ولو علم أنه يبقى على ما هو عليه إلى الموت ويلقى الله وهو متلبس به لضاقت عليه الأرض بما رحبت ؛ لأنه يعلم أن هذا البقاء هو من موجبات النار ، بخلاف هذا القاضي المسكين فإنه ربما دعا الله في خلواته وبعد صلواته أن يديم عليه تلك النعمة ويحرسها عن الزوال ويصرف عنه كيد الكائدين وحسد الحاسدين حتى لا يقدروا على عزله ولا يتمكنوا من فصله ، وقد يبذل المخذول في استمراره على ذلك نفائس الأموال ويدفع الرشا والبراطيل والرغائب لمن كان له في أمره مدخل فجمع بين خسراني الدنيا والآخرة ، وتسمح نفسه بهما جميعا في حصول ذلك فيشتري بها النار ، والعلة الغائية والمقصد الأسنى والمطلب الأبعد لهذا المغبون ليس إلا اجتماع العامة وصراخهم بين يديه ، ولو عقل لعلم أنه لم يكن في رياسة عالية ولا في مكان رفيع ولا في مرتبة جليلة ؛ فإنه يشاركه في اجتماع هؤلاء العوام وتطاولهم إليه وتزاحمهم عليه كل من يراد إهانته إما بإقامة حد عليه أو قصاص أو تعزير ، فإنه يجتمع على واحد من هؤلاء ما لا يجتمع على القاضي عشر معشاره ، بل يجتمع على أهل اللعب والمجون والسخرية وأهل الزمر والرقص والضرب بالطبل أضعاف أضعاف من يجتمع على القاضي ، وهو ذو زهو لركوب دابة أو مشي خادم أو خادمين في ركابه ، فليعلم أن العبد المملوك والجندي الجاهل والولد من أبناء اليهود والنصارى = تركب دواب أنزه من دابته ، ويمشي معه من الخدم أكثر ممن يمشي معه ، وإذا كان وقوعه في هذا العمل الذي هو من أسباب النار على كل حال من طلب المعاش واستدرار ما يدفع إليه من الجراية من السحت ؛= فليعلم أن أهل المهن الدينية كالحائك والحجام والجزار والإسكافي أنعم منه عيشًا وأسكن منه قلبًا ؛ لأنهم أمنوا من مرارة العزل غير مهتمين بتحويل الحال ، فهم يتلذذون بدنياهم ويتمتعون بنفوسهم ويتقبلون في تنعمهم هذا باعتبار الحياة الدنيا ، وأما باعتبار الآخرة فخواطرهم مطمئنة ؛ لأنهم لا يخشون العقوبة بسبب من الأسباب التي هي قوام المعاش ونظام الحياة لأن مكسبهم حلال وأيديهم مكفوفة عن الظلم فلا يخافون السؤال عن دم أو مال ، بل قلوبهم متعلقة بالرجاء ، وكل واحد منهم يرجو الانتقال من دار شقوة وكدر إلى دار نعمة وتفضل ، وأما ذلك القاضي المقلد فهو منغص العيش منكد النعمة مكدر اللذة ؛ لأنه لما يرد عليه من خصومة الخصوم ومعارضة المعارضين ومصادرة الممتنعين من قبول أحكامه وامتثال حله وإبرامه في هموم وغموم ومكابدة ومناهدة ومجاهدة ، ومع هذا فهو متوقع لتحويل الحال والاستبدال به وغروب شمسه وركود ريحه وذهاب سعده عند نحسه ، وشماتة أعدائه ومساءة أولياءه ، فلا تصفو له راحة ولا تخلص له نعمة ، بل هو ما دام في الحياة في أشد الغم وأعظم النكد ، كما قال المتنبي :
[ أشد الغم عندي في سرور - تنقل عنه صاحبه انتقالا ]
ولا سيما إذا كان محسودًا معارضًا من أمثاله فإنه لا يطرق سمعه إلا ما يكدره فحينًا يقال له : الناس يتحدثون أنك غلطت وجهلت ، وحينًا يقال له : قد خالفك القاضي الفلاني أو المفتي الفلاني فنقض حكمك وهدم علمك وغض من قدرك وحط من رتبتك ، وقد يأتيه المحكوم عليه فيقول له جهارًا أو كفاحًا : لا أعمل على حكمك ونحو ذلك من العبارات الخشنة ، فإن قام وناضل عن حكمه ودافع فهي قومة جاهلية ومدافعة شيطانية طاغوتية قد تكون لحراسة المنصب وحفظ المرتبة والفرار من انحطاط القدر وسقوط الجاه ، ومع ذلك فهو لا يدري هل الحق بيده أم بيد من نقض عليه حكمه ؛ لأن المسكين لا يدري بالحق بإقراره وجميع المتخاصمين إليه بين متسرع إلى ذمه والتشكي منه وهو المحكوم عليه يدعي أنه حكم باطل وارتشى من خصمه أو داهنه ويتقرر هذا عنده بما يلقيه إليه من ينافر هذا المقلد من أبناء جنسه من المقلدة الطامعين في منصبه أو الراجين لرفده أو النيابة عنه في بعض ما يتصرف فيه ، فإنه يذهب يستفتيهم ويشكو إليهم فيطلبون غرائب الوجوه ونوادر الخلاف ويكتبون خطوطهم بمخالفة ما حكم به القاضي ، وقد يعبرون في مكاتبتهم بعبارات تؤلم القاضي وتوحشه ، فيزداد لذلك ألمه ويكثر عنده همه وغمه هذا يفعله أبناء جنسه من المقلدين ، وأما العلماء المجتهدون فهم يعتقدون أنه مبطل في جميع ما يأتي به لأنه من قضاة النار فلا يعرفون لما يصدر عنه من الأحكام رأسا ، ولا يعتقدون أنه قاض لأنه قد قام الدليل عندهم على أن القاضي لا يكون إلا مجتهدا ، وأن المقلد وإن بلغ في الورع والعفاف والتقوى إلى مبلغ الأولياء فهو عندهم بنفس استمراره على القضاء مصر على المعصية )) .
*محمود العسكري
6 - أكتوبر - 2010
(2/6) : فتنة الألقاب    كن أول من يقيّم
 
هذه قصيدةٌ لمحمد رضا الشبيبي ، منقولة من كتاب ( تغريب الألقاب العلمية ) لبكر أبو زيدٍ ، -غفر الله لنا ولهما !- :
فتنة الناس - وقينا الفتنا ! : v باطل الحمد ومكذوب الثنا ،
رُبَّ جُهْمٍ حولاه قمرًا ، v وقبيحٍ صيراه حسنا ،
أيها المصلح من أخلاقنا ، v أيها المصلح ؛ اَلداء هنا ! ،
كلنا يطلب ما ليس له ، v كلنا يطلب ذا حتى أنا ! ،
ربما تعجبنا مخضرَّة ؛ v أربعٌ في الأصل كانت دمنا ،
لم تزل ويحك يا عصرُ أَفِقْ v عصر ألقابٍ كبارٍ وكُنى ،
حكم الناس على الناس بما v سمعوا عنها وغضوا الأعينا ،
فاستحالت وأنا من بعضهم v أذنِي عينًا وعيني أذنا .
أخطأ الحق فريقٌ يائسٌ v لم يلومونا ولاموا الزمنا ،
خسرت صفقتكم في معشرٍ v شروا المال وباعوا الوطنا ،
يا عبيد المال خيرٌ منكم v جهلاء يعبدون الوثنا .
إنني ذاك العراقي الذي v ذكر الشام وناجى اليمنا ،
إنني أعدُّ نجدًا روضتي v وأرى جنة عدنِي عدنا .
*محمود العسكري
7 - أكتوبر - 2010
(2/7) : ليست أحاديث نبوية    كن أول من يقيّم
 
مختارات من كتاب : الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث ، للغزي (ت 1143 هـ)
آخر الطب الكي .
اتق شر من أحسنت إليه .
اخشوشنوا وتمعددوا .
اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين .
أنا أفصح من نطق بالضاد .
أنفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب .
إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن .
تحية البيت الطواف .
حب الوطن من الإيمان .
حسنات الأبرار سيئات المقربين .
حكمي على الواحد حكمي على الجماعة .
خير البر عاجله .
خير الأسماء ما حُمِّد وعُبِّد .
خير الأمور أوساطها .
زيادة الدرجة الرفيعة في الدعاء بعد الأذان .
قول صدقت وبررت بعد قول المؤذن : الصلاة خير من النوم .
كنت نبيًّا وآدم بين الماء والطين .
الدنيا مزرعة الآخرة .
الناس على دين ملوكهم .
الناس نيام ، فإذا ماتوا انتبهوا .
لا تمارضوا فتمرضوا ، ولا تحفروا قبوركم فتموتوا .
*محمود العسكري
8 - أكتوبر - 2010
(3/1) : نسبة رسالة    كن أول من يقيّم
 
هذه رسالة قرأتها في (نهج البلاغة) ، وقرأتها من قبلُ منسوبةً إلى ابن المقفع في (الأدب الكبير)، وهي بمذهبه في الإنشاء والترسُّل = أشبه ، على أنها في نهج البلاغة في فصلٍ بعنوان:(فصل نذكر فيه شيئًا من غريب كلامه المحتاج إلى التفسير) ، وليس في هذه الرسالة إلا المعانـي القريبة والألفاظ الواضحة .
(( كان لي فيما مضى أخٌ في الله ، وكان يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه ، وكان خارجًا من سلطان بطنه ، فلا يشتهي ما لا يجد ، ولا يكثر إذا وجد ، وكان أكثر دهره صامتًا ، فإن قال بذَّ القائلين ، ونقع غليل السائلين ، وكان ضعيفًا مستضعفًا ، فإن جاء الجدِّ فهو ليث غابٍ وصِلُّ وادٍ، لا يدلي بحجة حتى يأتي قاضيًا ، وكان لا يلوم أحدًا على ما يجد العذر في مثله = حتى يسمع اعتذاره، وكان لا يشكو وجعًا إلا عند برئه ، وكان يقول ما يفعل ، ولا يقول ما لا يفعل ، وكان إذا غلب على الكلام لم يغلب على السكوت ، وكان على ما يسمع أحرص منه على أن يتكلَّم ، وكان إذا بدهه أمران ينظر ؛: أيهما أقرب إلى الهوى = فيخالفه ، فعليكم بهذه الخلائق فالزموها وتنافسوا فيها ، فإن لم تستطيعوها ؛ فاعلموا : أن أخذ القليل خيرٌ من ترك الكثير )).
*محمود العسكري
9 - أكتوبر - 2010
(3/2) : يقال : رفيق ؛ لا : طبيب    كن أول من يقيّم
 
جاء في كتاب ( الأسماء والصفات ) لأبي بكر أحمد بن الحسين ؛ البيهقي بلدًا ، نقلاً عن الحليمي في كتابه ( المنهاج في شعب الإيمان ) :
(( ومنها ما جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : [ لا تقولوا الطبيب ولكن قولوا الرفيق فإن الطبيب هو الله ] ، قال ومعنى هذا : أن المعالج للمريض من الآدميين وإن كان حاذقًا متقدِّمًا في صناعته ؛= فإنه قد لا يحيط علمًا بنفس الداء ، ولإن عرفه وميزه ؛= فلا يعرف مقداره ، ولا مقدار ما استولى عليه من بدن العليل وقوته ، ولا يقدم على معالجته إلا متطبِّبًا عاملاً بالأغلب من رأيه وفهمه ، لأن منـزلته في علم الدواء كمنـزلته التي ذكرتها في علم الداء ، فهو لذلك ربما يصيب وربما يخطئ ، وربما يزيد فيغلو ، وربما ينقص فيكبو ، فاسم الرفيق إذًا أولى به من اسم الطبيب ؛ لأنه يرفق بالعليل فيحميه ما يخشى أن لا يحتمله بدنه ، ويطعمه ويسقيه ما يرى أنه أرفق به .
فأما الطبيب : فهو العالم بحقيقة الداء والدواء ، القادر على الصحة والشفاء ، وليس بهذه الصفة إلا الخالق البارئ المصور ، فلا ينبغي أن يسمى بهذا الاسم أحدٌ سواه ، فأما صفة تسمية الله جَلَّ ثناؤه ؛= فهي أن يذكر ذلك في حال الاستشفاء ؛ مثل أن يقال : اللهم إنك أنت الممرض المصح ، والمداوي والطبيب ، ونحو ذلك ، فأما أن يقال : يا طبيب - كما يقال : يا رحيم أو : يا حليم أو : يا كريم ؛= فإن ذلك مفارقة لآداب الدعاء ، والله أعلم )) . [ 1/155 ] .
*محمود العسكري
10 - أكتوبر - 2010
(3/3): حركة تقوم مقام الجملة !    كن أول من يقيّم
 
*محمود العسكري
11 - أكتوبر - 2010
 1  2  3  4