البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علم الاجتماع

 موضوع النقاش : مع التحية إلى من أحب وأحترم    قيّم
التقييم :
( من قبل 8 أعضاء )

رأي الوراق :

 محمد جميل 
19 - يوليو - 2010
                                              إلى من أحب وأحترم..
كثيرون، بحمد الله، أولئك الذين يتحفوننا بمقالاتهم القيمة، وآرائهم السديدة، وأفكارهم النيرة ، في شتى حقول المعرفة... في الأدب والفلسفة والعلوم البحتة من فيزياء وكيمياء وفي علم الوراثة والطب.. وفي الرياضيات.. وفي التاريخ والجيولوجيا، وحين تقرأ لأحدهم في مجال تخصصه أو في أي مجال آخر تحس بنشوة وسعادة وهو يجول ويصول في بحثه ذاك، آتيًا عليه من الجوانب كافة.. عباراته سلسة وجلية، ومفرداته منتفاة بدقة ومهارة، ولا تأتي إلى نهاية الموضوع الذي يكتب إلا وقد صارت لديك فكرة تامة وشاملة عما يريد هو أن يوصل إليك.. فلا يسعك عندئذٍ إلى أن ترفع المقال، بحالة عفوية، وتقبله من شدة إعجابك به.. وتسأل نفسك أي عملاق وعظيم كان وراء ما قرأت وفهمت ووعيت... فتحمد الله سبحانه على وجود أمثال هذه المصابيح في طريق البشرية ليضيئوا أمام الناس الدروب إلى الكثير من المناهل المعرفية...
من جهة أخرى، ألقي نظرة أخرى، ومن زاوية ثانية إلى أسماء عديدة لبعض هؤلاء الذين ذكرت عنهم ما ذكرت آنفًا.. فتأخذني الحيرة، وأغدو وكأني أتقلب على جمر تتوهج عنه أسئلة كثيرة...
أقول في نفسي: لا مكان للعبثية في هذا الكون الفسيح.. كل شيء يسير بدقة وانتظام.. ولغاية مُحكمة.. ولم يختل نظام أي من مكوناته عبر العصور والأزمنة... يقول تعالى: " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثًا وأنكم إلينا لا تُرجعون" وقال " وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين * لو أردنا أن نتخذ لهوًا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين*" وأنظر إلى الإنسان فأجد أنه ربما يكون آخر المخلوقات في ترتيب خلق الأحياء.. لكنه كان أكرمها وأشرفها.. " ولقد كرّمنا بني آدم" ولهذا التكريم مظاهر كثيرة: منها ما هو خَلْقي فقد جعله الله في أحسن تقويم، ووهبه نعمة العقل التي تميز بها عمن سواه.. ومنها على المستوى الحياتي البيولوجي ومقوماته فقد هيأ له أفضل أنواع الأطعمة وأطيبها ليقوم بها جسمه، وعدّد أصنافها ومذاقاتها ووظائف تأثيرها الإيجابي في جسم الإنسان..ومنها ما هو خدمي.. فقد سخر الله للإنسان ما في السماء والأرض، كل في خدمته ولتحقيق سعادته.. ليتفرغ لما خُلق له وهو العبادة المتمثلة في إعمار الأرض ونشر العدل فيها ورفع الظلم.. ومنها ما هو إرشادي وتوجيهي فبين له طريق فلاحه وطمأنيته وسعادته، فأرسل الأنبياء وأنزل الكتب، وكان مع كل نبي من الحجة والبينة ما على مثله يقنع بنو قومه وعصره بما جاء به... وختم الأنبياء بمحمد صلى الله عليه وسلّم، وختم الكتب بالقرآن الكريم... وجعلهما للناس كافة، في حين كان كل نبي من قبل يُبعث في قومه فقط.
ومن الأسئلة الملتهبة التي تجيش في النفس أنك ترى العديد من أولئك الذين برعوا وأبدعوا فيما قدموه للبشرية قد أداروا ظهرهم للحقيقة التي من وضوحها وجلائها لا يُمكن أن يُعذروا فيما فعلوا .. وإدارة الظهر هذه تأتي على محورين:
الأول: على الإيمان بوجود خالق لهذا الكون مدبر عالم قوي لا يعجزه شيء ... والثاني: على الإيمان بهذا الخالق وفق الهدي القرآني... 
أما عن المحور الأول فلن نطيل النظر فيه.. فقليلون جدًا أولئك النشاز من أكابر العلماء في الغرب والشرق الذين لم يعلنوا صيحة مدوية عن ضرورة الإيمان بالخالق العظيم..ولو أردنا سرد أسمائهم وما قالوا في ذلك لضاق المجال....ولكن ماذا عن المحور الثاني... وهو بيت القصيد -كما يقولون-.. فالقرآن يقول عن نفسه:: "ألم* ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين" [ البقرة 1،2] و "كتاب أُحْكِمَتْ آياته ثم فُصِّلت من لدن حكيم خبير" [هود1] و " إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم " [الإسراء9] و " شفاء لما في الصدور" [يونس 57]وقد تحدى أن يؤتَى بمثله.. أو بمثل آية منه.. والمثلية هنا تشمل مثلية البيان والبلاغة.. ومثلية المعالجة لأدواء النفس والمجتمع.. ومثلية الأخبار الصادقة الماضية والحاضرة والمستقبلية.. ومثلية التشريع ونظام الحياة... ومثلية الإحاطة والشمول.... و.. ولما كان القرآن هو الكتاب الخاتم والمنزل هاديًا للبشرية كلها حتى قيام الساعة.. أقول أما يكفي أن يكون هذا حافزًا للعلماء الأفذاذ أيا كانت أفكارهم ومعتقداتهم إلى النظر العميق والموضوعي، ودراسة القرآن للوصول إلى الحقيقة الكبرى التي تفوق كل الحقائق التي أبرزوها في كتبهم ومقالاتهم.. أما سأل أحدهم نفسه؛ ماذا لو كان القرآن فعلاً هو كما يتحدث عن نفسه وعن الكون والإنسان والحياة...(وهو كذلك) ألا يستحق مثلُ هذا السؤال أن يُبحث عن جواب شاف له..؟ فالمسألة مسألة فوز وسعادة ونجاح أو خسران وشقاوة وفشل... كتاب جاء بمثل هذه المهمة الكبيرة الضخمة وهي هداية البشرية وإنقاذها، وأنه فيه الدواء الناجع لما تعانيه المجتمعات من علل وأمراض وانتكاسات،ويصف نفسه بأنه المهيمن على ما سبقه، وأن من تولّى عنه وأدار ظهره له سيلقى مصيرًا أسود في الدنيا وبعد الموت.. وأنه يدعو العقلاء وأولي النهى والمفكرين إلى تدبره وفهمه.. " أفلا يتدبّرون القرآن ولو كان من عندِ غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيراً"[النساء82] ويتحدى أن يؤتى بمثله أو بمثل بعضه.."قلْ لَئن اجتمعتِ الجنُّ والإِنْسُ على أنْ يأْتوا بِمثلِ هذا القرآن لا يأْتون بِمثلِه ولو كانَ بعضهم لبعضٍ ظهيرا"[الإسراء88].
 كتاب مثل هذا- وهو الوحيد- الذي فيه تلك الصفات.. ولم يُعرف ذلك عن أي كتاب سواه، ولا يوجد أصلاً ..ألا يستحق من منظري الفلسفة والاقتصاد والعلوم البحتة والتطبيقية، والطب واللغة وعلم الآثار والسياسة أن يعطوه الجهد والوقت الكافيين.. لسعادتهم هم أنفسهم وسعادة البشرية معهم.. هذا فضلاً عن أولئك الذين يؤمنون به ولكنهم لم يولوه الاهتمام والالتزام.. فتراهم - مع إعلانهم الإيمان به - هم في واد وهو في واد... هو ينهاهم عن الظلم، ولا يخجلون من موقعهم العلمي والأكاديمي، فتراهم يسوغون الظلم ويبرورنه لعتاته.. هو ينهاهم عن العبث وهدر الوقت والمال وتراهم في ذلك سادرون.. وهكذا... قال تعالى " اقترب للناس حسبهم وهم في غفلة معرضون* ما يأتيهم من ذكر من ربّهم مُحدَثٍ إلا استمعوه وهم يلعبون* لاهية قلوبهم.."[الأنبياء1-3] وقال " يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون". ومن الجور التعميم..فهناك من هُدي فاهتدى وهدى، وذُكّر فتذكّر وذَكّر... فيا من نجلهم من أعماق قلوبنا، على ما قدموا للبشرية..أنّى كنتم على وجه هذه الأرض.. ولأننا نحب لكم الخير؛ نذكّر أنفسنا وإياكم بضرورة الالتفات بجدية إلى هذا القرآن لنغنم من كنوزه، ونسعد في ظلاله، وتزيد عطاءاتنا بفضله.. ونفوز في دنيانا وآخرتنا.. وأسأل الله ألا نندرج فيمن شكاهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ربه: " وقال الرسول: ياربّ، إن قومي اتّخذوا هذا القرآن مهجورًا". [الفرقان30] وفقنا الله جميعًا لما يحبه ويرضاه.     
  
 2  3  4 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
خالق: اسم فاعل ، ومخلوق : اسم مفعول ، فكيف يكون المخلوق خالقاً؟!.    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
*"وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا {17/111}
" قوله تعالى: { وَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً } هذه الآية رادة على اليهود والنصارى والعرب في قولهم أفذاذاً: عزير وعيسى والملائكة ذرية الله سبحانه؛ تعالى الله عن أقوالهم!
{ وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِي ٱلْمُلْكِ } لأنه واحد لا شريك له في ملكه ولا في عبادته. { وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِيٌّ مَّنَ ٱلذُّلِّ } قال مجاهد: المعنى لم يحالف أحداً ولا ابتغى نصر أحد؛ أي لم يكن له ناصر يجيره من الذل فيكون مدافعاً. وقال الكلبي: لم يكن له وليّ من اليهود والنصارى؛ لأنهم أذل الناس، رداً لقولهم: نحن أبناء الله وأحباؤه.وقال الحسن بن الفضل:{وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِيٌّ مَّنَ ٱلذُّلِّ} يعني لم يذلّ فيحتاج إلى وليّ ولا ناصر لعزته وكبريائه. { وكبّره تكبيراً } أي عظمة تامة. ويقال: أبلغ لفظة للعرب في معنى التعظيم والإجلال: الله أكبر؛ أي صفه بأنه أكبر من كل شيء. قال الشاعر:
رأيتُ الله أكبر كل شيء
   
محاولة وأكثرهم جنوداً
" وكان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا دخل في الصلاة قال: «الله أكبر» " وقد تقدّم أوّل الكتاب. وقال عمر بن الخطاب: قول العبد الله أكبر خير من الدنيا وما فيها. وهذه الآية هي خاتمة التوراة. روى مطرِّف عن عبد الله بن كعب قال: افتتحت التوراة بفاتحة سورة الأنعام وختمت بخاتمة هذه السورة. وفي الخبر: " أنها آية العز " ؛ رواه معاذ بن جبل عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. وروى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا أفصح الغلام من بني عبد المطلب علمه «وقل الحمد لله الذي» الآية. وقال عبد الحميد بن واصل: سمعت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من قرأ وقل الحمد لله الآية كتب الله له من الأجر مثل الأرض والجبال لأن الله تعالى يقول في من زعم أن له ولداً تكاد السموات يتفطّرن منه وتنشق الأرض وتَخِرّ الجبال هَدًّا " وجاء في الخبر. " أن النبيّ صلى الله عليه وسلم أمر رجلاً شكا إليه بالدَّين بأن يقرأ «قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن» ـ إلى آخر السورة ثم يقول ـ توكلت على الحي الذي لا يموت؛ ثلاث مرات "." ( القرطبي).
" مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ" {19/35}
" نزّه الله سبحانه وتعالى نفسه المقدسة فقال: { مَا كَانَ للَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَـٰنَهُ } أي: عما يقول هؤلاء الجاهلون الظالمون المعتدون علواً كبيراً { إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }؛ أي: إذا أراد شيئاً، فإنما يأمر به، فيصير كما يشاء، كما قال:إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُنْ مِّن ٱلْمُمْتَرِينَ }
[آل عمران: 59 - 60]." ( ابن كثير).
" " لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ" {21/22}
" هذا تكذيب لهم في أن للّه شريكاً وولداً؛ أي هو المستحق للعبادة في السماء والأرض. وقال عمر رضي الله عنه وغيره: المعنى وهو الذي في السماء إلٰه في الأرض؛ وكذلك قرأ. والمعنى أنه يعبد فيهما. وروي أنه قرأ هو وابن مسعود وغيرهما «وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ اللَّهُ وَفِي اْلأَرْضِ اللَّهُ» وهذا خلاف المصحف. و «إلٰهٌ» رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف؛ أي وهو الذي في السماء هو إلٰه؛ قاله أبو علي. وحسن حذفه لطول الكلام" ( القرطبي).
" وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ"
{21/26}
" أراد به قولَهم إنَّ المسيح ابنُ الله، والملائكةَ بناتُ الله. قَوْلُهُ تَعَالَى: { بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ }؛ معناهُ: بل هم عبيدٌ أكرمَهم اللهُ بالطاعة واصطفَاهُم." ( الطبراني).
" وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ" {21/29}
" أي مَن يقُلْ مِن الملائكة إنِّي إلهٌ من دون اللهِ فذلك يَجْزِيْهِ جهنَّمَ، قال المفسرون: يعني إبليسَ لأنه أمَرَ بطاعة نفسهِ، ودعا إلى نفسهِ. قَوْلُهُ تَعَالَى: { كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلظَّالِمِينَ }؛ أي كما جَزَيْنَاهُ جهنمَ، نَجزي الظالمين الْمُشْركينَ." ( الطبراني).
" ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ" {31/30}
" أي: إنما يظهر لكم آياته؛ لتستدلوا بها على أنه الحق، أي: الموجود الحق الإله الحق، وأن كل ما سواه، باطل، فإنه الغني عما سواه وكل شيء فقير إليه؛ لأن كل ما في السموات والأرض الجميع خلقه وعبيده، لا يقدر أحد منهم على تحريك ذرة إلا بإذنه، ولو اجتمع كل أهل الأرض على أن يخلقوا ذباباً، لعجزوا عن ذلك، ولهذا قال تعالى: { ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ٱلْبَـٰطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْعَلِىُّ ٱلْكَبِيرُ } أي: العلي الذي لا أعلى منه، الكبير الذي هو أكبر من كل شيء، فكل خاضع حقير بالنسبة إليه." ( ابن كثير).
" وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ"
{51/51}
" ... هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ" {المدثر/56}
" ... في الترمذيّ وسنن ٱبن ماجه عن أنس بن مالك. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في هذه الآية: { هُوَ أَهْلُ ٱلتَّقْوَىٰ وَأَهْلُ ٱلْمَغْفِرَةِ } قال: " قال الله تبارك وتعالى أنا أهل أن أُتَّقى فمن ٱتقاني فلم يجعل معي إلٰهاً فأنا أهلٌ أن أغفر له " لفظ الترمذي، وقال فيه: حديث حسن غريب. وفي بعض التفسير: هو أهل المغفرة لمن تاب إليه من الذنوب الكبار، وأهل المغفرة أيضاً للذنوب الصغار، باجتناب الذنوب الكبار. وقال محمد بن نصر: أنا أهلٌ أن يتقيني عبدي، فإن لم يفعل كنت أهلاً أن أغفر له وأرحمه، وأنا الغفور الرحيم." ( القرطبي).
*د يحيى
28 - يوليو - 2010
من هي الأخت ( إيلي كوبر) ؟ وما السورة التي تعدل ثلث القرآن الكريم؟    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
إيلي كوبر...سورة الإخلاص كانت البداية لقراءة المزيد عن الإسلام طباعة ارسال لصديق
Imageالسبيل أونلاين - صحف - قالت السيدة البريطانية إيلي كوبر التى اعتنقت الاسلام في شهر فيفري من العام الجاري أن"كل الأفكار السابقة والمغلوطة،حين شاهدت المسلمين وقابلتهم،فأعجبتني أخلاقهم وحسن تعاملهم،وقد حزنت جدا على الأفكار السابقة المغلوطة التي قرأتها عن الإسلام والمسلمين،بعد أن أسلمت وعرفت هذا الدين...
العاشرة مساء بتاريخ 10 فيفري 2010 نطقت بالشهادتين
إيلي كوبر...سورة الإخلاص كانت البداية لقراءة المزيد عن الإسلام
السبيل أونلاين - صحف
قالت السيدة البريطانية إيلي كوبر التى اعتنقت الاسلام في شهر فيفري من العام الجاري أن "كل الأفكار السابقة والمغلوطة ، حين شاهدت المسلمين وقابلتهم، فأعجبتني أخلاقهم وحسن تعاملهم، وقد حزنت جدا على الأفكار السابقة المغلوطة التي قرأتها عن الإسلام والمسلمين، بعد أن أسلمت وعرفت هذا الدين العظيم على حقيقته".
وتضيف كوبر في حديث مع صحيفة الشرق الأوسط :"الإسلام دين سماوي،وتعاليمه سمحة.أسلمت إيلي عن قناعة داخلية،وهي تدعو الله أن يوفقها ويثبت خطاها" ، وهذا نصّ الحوار :
-- ما هو أول احتكاك لك بالإسلام والمسلمين؟ ومتى بدأت التفكير في التحول إلى الإسلام ؟
- كنت قد أعددت معسكرا للشباب من خلال عملي في مجلس الخدمات التطوعية في بارنت شمال لندن، وكان ثلاثة من أفراد المجموعة مسلمين، وكان الترتيب أن يسمح لوالدتهم بالقدوم إلى المعسكر ومساعدتي في تنظيمه. وبمرور الوقت، بدأت أتحدث مع الأم عن الإسلام، وطرحت عليها كثيرا من الأسئلة حول الزي والشريعة والإيمان والصلوات. منذ تلك اللحظة، بدأت رحلة البحث عن الإيمان، وبعد انتهاء المعسكر ظللت على اتصال بتلك العائلة، وكانوا سعداء بالإجابة على كل أسئلتي، وإن كانت سخيفة. ثم دعيت بعدها لتناول طعام الإفطار مع العائلة في رمضان. ثم توالت الزيارات، وفي إحدى الدعوات على طعام الغداء كانت زميلتي أمرينا تصلي الظهر بصوت عال، كان مذهلا لي أن أسمعها وهي تتلو القرآن، حيث صلت بسورة الكافرون وسورة الإخلاص، اللتين علقتا في ذهني. خلال تلك الفترة لم أكن أفكر في التحول إلى الإسلام، فقد كنت مهتمة بالدين وأسلوب الحياة، كما كان لدي كثير من الأفكار الخاطئة حول الدين، وكنت مندهشة من بساطة هذا الدين.
-- ما أكثر ما جذبك إلى الدين الإسلامي ؟
- أسلوب الحياة الذي يدعو إليه، والذي يشكل كل شيء، وأن عليك الإيمان بالمسيح والكتب السابقة. فقبل التحول إلى الإسلام كنت مسيحية، ودرست الدين المسيحي في الجامعة، لكن الإسلام قدم لي الصورة الواضحة والإجابة الشافية عن الأسئلة التي كانت عالقة في ذهني والأجوبة المنطقية للغاية.
-- هل هناك أثر عليك بشكل خاص، شجعك على التحول إلى الإسلام ؟
- أصدقائي وزميلتي وعائلتها، شكلوا جميعا عونا كبيرا بالنسبة لي في الإجابة على كل الأسئلة، التي كانت تدور في ذهني، وساعدوني في فهم الدين الإسلامي. ومن خلال الدعاء وفضل الله نطقت الشهادة قبل أربعة أشهر. كان ذلك بعد تناول وجبة الغداء مع عائلة أرمينا، وكنت أتحدث بعد الغداء على الأريكة، عن كيفية إيماني بكل شيء كنت أبحث عنه، حينها ردت أرمينا: حسنا، ففيم الانتظار؟ حينها نطقت الشهادتين.
-- أي الكتب قرأت لتتعرفي على الإسلام ؟
- الكثير من الكتب: "الجلي الإسلامي" ، وهو ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة الإنجليزية، وأيضا "الدليل الأساسي للإيمان في الإسلام" ، كما حصلت على كثير من الكتب عن طريق الإنترنت، وكان زوج أرمينا يدير بعض الجلسات في منزله لتعريف المبتدئين بالإسلام. كما حجزت دورة دراسية للتعريف بالإسلام، والمقامة في مسجد شرق لندن.
-- ماذا كان رأيك في الإسلام والمسلمين، قبل أن تصبحي مسلمة ؟
- كنت جاهلة بما يخص المسلمين، فقد نشأت في عائلة إنجليزية بيضاء، حيث تعلمت منذ الصغر أن الإسلام خاص بمن يعيشون في منطقة الشرق الأوسط فقط، وأن المسلمين إرهابيون، والكثير من تلك الأفكار السيئة عن الإسلام والمسلمين. كنت أشعر بذلك من ملبسهم، وما نشأت عليه أيضا أنهم غرباء، يمارسون طقوسهم في سرية، وأنني لن أجرأ على الكلام معهم.
-- هل تصفين لي اليوم الذي أصبحت فيه مسلمة؟ وهل تتذكرين اليوم والوقت؟
- نعم، كان ذلك في العشرين من فبراير (شباط) 2010 في الساعة العاشرة مساء، على الأريكة في منزل أرمينا. لكن قبل النطق بالشهادتين كنت أعيش حياتي لله، وبدأت في التفكير والتصرف كمسلمة، لكني كنت خائفة من نطق الشهادتين، لأني كنت أخشى التفريط في أشياء معينة، إذ كل القوانين والتشريعات مختلفة. وبعد وجبة برياني، كنا نتحدث على الأريكة، وشرحت لهم سبب خشيتي من التشريعات الإسلامية، لكن أرمينا ردت علي بالقول «لا تركزي على التشريعات والقوانين، بل ركزي على الإيمان بالله»، وسألتني: لماذا الانتظار؟ حينئذ نطقت الشهادتين، فكانت تقولها، وكنت أكررها وراءها.
ما إن نطقت الشهادتين حتى أحسست بارتياح كبير، وتولد داخلي العزم والتصميم، وبدا كل شيء واضحا، فيما يتعلق بالغرض من حياتي، وسبب وجودي على الأرض. وقال كثير ممن التقيتهم بعد أن نطقت الشهادتين: إن نورا يشع من داخلي. وقد أطلق البعض علي لقب نور، أحدهم قال لي: إن وجهي يضيء بنور الإيمان.
-- ماذا كان رد فعل أسرتك وأصدقائك على تحولك إلى الإسلام؟ وهل كانوا داعمين، أم مثبطين لك؟
- كان رد الفعل مختلطا، فقد كان أصدقائي أكثر دعما لي، لكنهم بطبيعة الحال كانوا قلقين في البداية، لكن ما إن أجبت على أسئلتهم، تقبلوا الأمر، وكانوا داعمين جدا. ولسوء الحظ ، لم يتبق كثير منهم حولي في الوقت الحالي، وهو أمر شاق على النفس جدا. ما يحزنني أن الأفكار الخاطئة ووسائل الإعلام ساعدت بطبيعة الحال في رسم صورة نمطية عن المسلمين. أيضا قدمت عائلتي دعما كبيرا، لكن لا أعتقد أنهم يفهمون الصورة كاملة بشأن الإسلام، لكننا على تواصل جيد، وهم سعداء لأنني سعيدة بالدين الجديد .
إيلي كوبر...سورة الإخلاص كانت البداية لقراءة المزيد عن الإسلام طباعة ارسال لصديق
Imageالسبيل أونلاين - صحف - قالت السيدة البريطانية إيلي كوبر التى اعتنقت الاسلام في شهر فيفري من العام الجاري أن"كل الأفكار السابقة والمغلوطة،حين شاهدت المسلمين وقابلتهم،فأعجبتني أخلاقهم وحسن تعاملهم،وقد حزنت جدا على الأفكار السابقة المغلوطة التي قرأتها عن الإسلام والمسلمين،بعد أن أسلمت وعرفت هذا الدين...
العاشرة مساء بتاريخ 10 فيفري 2010 نطقت بالشهادتين
إيلي كوبر...سورة الإخلاص كانت البداية لقراءة المزيد عن الإسلام
السبيل أونلاين - صحف
قالت السيدة البريطانية إيلي كوبر التى اعتنقت الاسلام في شهر فيفري من العام الجاري أن "كل الأفكار السابقة والمغلوطة ، حين شاهدت المسلمين وقابلتهم، فأعجبتني أخلاقهم وحسن تعاملهم، وقد حزنت جدا على الأفكار السابقة المغلوطة التي قرأتها عن الإسلام والمسلمين، بعد أن أسلمت وعرفت هذا الدين العظيم على حقيقته".
وتضيف كوبر في حديث مع صحيفة الشرق الأوسط :"الإسلام دين سماوي،وتعاليمه سمحة.أسلمت إيلي عن قناعة داخلية،وهي تدعو الله أن يوفقها ويثبت خطاها" ، وهذا نصّ الحوار :
-- ما هو أول احتكاك لك بالإسلام والمسلمين؟ ومتى بدأت التفكير في التحول إلى الإسلام ؟
- كنت قد أعددت معسكرا للشباب من خلال عملي في مجلس الخدمات التطوعية في بارنت شمال لندن، وكان ثلاثة من أفراد المجموعة مسلمين، وكان الترتيب أن يسمح لوالدتهم بالقدوم إلى المعسكر ومساعدتي في تنظيمه. وبمرور الوقت، بدأت أتحدث مع الأم عن الإسلام، وطرحت عليها كثيرا من الأسئلة حول الزي والشريعة والإيمان والصلوات. منذ تلك اللحظة، بدأت رحلة البحث عن الإيمان، وبعد انتهاء المعسكر ظللت على اتصال بتلك العائلة، وكانوا سعداء بالإجابة على كل أسئلتي، وإن كانت سخيفة. ثم دعيت بعدها لتناول طعام الإفطار مع العائلة في رمضان. ثم توالت الزيارات، وفي إحدى الدعوات على طعام الغداء كانت زميلتي أمرينا تصلي الظهر بصوت عال، كان مذهلا لي أن أسمعها وهي تتلو القرآن، حيث صلت بسورة الكافرون وسورة الإخلاص، اللتين علقتا في ذهني. خلال تلك الفترة لم أكن أفكر في التحول إلى الإسلام، فقد كنت مهتمة بالدين وأسلوب الحياة، كما كان لدي كثير من الأفكار الخاطئة حول الدين، وكنت مندهشة من بساطة هذا الدين.
-- ما أكثر ما جذبك إلى الدين الإسلامي ؟
- أسلوب الحياة الذي يدعو إليه، والذي يشكل كل شيء، وأن عليك الإيمان بالمسيح والكتب السابقة. فقبل التحول إلى الإسلام كنت مسيحية، ودرست الدين المسيحي في الجامعة، لكن الإسلام قدم لي الصورة الواضحة والإجابة الشافية عن الأسئلة التي كانت عالقة في ذهني والأجوبة المنطقية للغاية.
-- هل هناك أثر عليك بشكل خاص، شجعك على التحول إلى الإسلام ؟
- أصدقائي وزميلتي وعائلتها، شكلوا جميعا عونا كبيرا بالنسبة لي في الإجابة على كل الأسئلة، التي كانت تدور في ذهني، وساعدوني في فهم الدين الإسلامي. ومن خلال الدعاء وفضل الله نطقت الشهادة قبل أربعة أشهر. كان ذلك بعد تناول وجبة الغداء مع عائلة أرمينا، وكنت أتحدث بعد الغداء على الأريكة، عن كيفية إيماني بكل شيء كنت أبحث عنه، حينها ردت أرمينا: حسنا، ففيم الانتظار؟ حينها نطقت الشهادتين.
-- أي الكتب قرأت لتتعرفي على الإسلام ؟
- الكثير من الكتب: "الجلي الإسلامي" ، وهو ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة الإنجليزية، وأيضا "الدليل الأساسي للإيمان في الإسلام" ، كما حصلت على كثير من الكتب عن طريق الإنترنت، وكان زوج أرمينا يدير بعض الجلسات في منزله لتعريف المبتدئين بالإسلام. كما حجزت دورة دراسية للتعريف بالإسلام، والمقامة في مسجد شرق لندن.
-- ماذا كان رأيك في الإسلام والمسلمين، قبل أن تصبحي مسلمة ؟
- كنت جاهلة بما يخص المسلمين، فقد نشأت في عائلة إنجليزية بيضاء، حيث تعلمت منذ الصغر أن الإسلام خاص بمن يعيشون في منطقة الشرق الأوسط فقط، وأن المسلمين إرهابيون، والكثير من تلك الأفكار السيئة عن الإسلام والمسلمين. كنت أشعر بذلك من ملبسهم، وما نشأت عليه أيضا أنهم غرباء، يمارسون طقوسهم في سرية، وأنني لن أجرأ على الكلام معهم.
-- هل تصفين لي اليوم الذي أصبحت فيه مسلمة؟ وهل تتذكرين اليوم والوقت؟
- نعم، كان ذلك في العشرين من فبراير (شباط) 2010 في الساعة العاشرة مساء، على الأريكة في منزل أرمينا. لكن قبل النطق بالشهادتين كنت أعيش حياتي لله، وبدأت في التفكير والتصرف كمسلمة، لكني كنت خائفة من نطق الشهادتين، لأني كنت أخشى التفريط في أشياء معينة، إذ كل القوانين والتشريعات مختلفة. وبعد وجبة برياني، كنا نتحدث على الأريكة، وشرحت لهم سبب خشيتي من التشريعات الإسلامية، لكن أرمينا ردت علي بالقول «لا تركزي على التشريعات والقوانين، بل ركزي على الإيمان بالله»، وسألتني: لماذا الانتظار؟ حينئذ نطقت الشهادتين، فكانت تقولها، وكنت أكررها وراءها.
ما إن نطقت الشهادتين حتى أحسست بارتياح كبير، وتولد داخلي العزم والتصميم، وبدا كل شيء واضحا، فيما يتعلق بالغرض من حياتي، وسبب وجودي على الأرض. وقال كثير ممن التقيتهم بعد أن نطقت الشهادتين: إن نورا يشع من داخلي. وقد أطلق البعض علي لقب نور، أحدهم قال لي: إن وجهي يضيء بنور الإيمان.
-- ماذا كان رد فعل أسرتك وأصدقائك على تحولك إلى الإسلام؟ وهل كانوا داعمين، أم مثبطين لك؟
- كان رد الفعل مختلطا، فقد كان أصدقائي أكثر دعما لي، لكنهم بطبيعة الحال كانوا قلقين في البداية، لكن ما إن أجبت على أسئلتهم، تقبلوا الأمر، وكانوا داعمين جدا. ولسوء الحظ ، لم يتبق كثير منهم حولي في الوقت الحالي، وهو أمر شاق على النفس جدا. ما يحزنني أن الأفكار الخاطئة ووسائل الإعلام ساعدت بطبيعة الحال في رسم صورة نمطية عن المسلمين. أيضا قدمت عائلتي دعما كبيرا، لكن لا أعتقد أنهم يفهمون الصورة كاملة بشأن الإسلام، لكننا على تواصل جيد، وهم سعداء لأنني سعيدة بالدين الجديد .
الإخوة الكرام:
 
هل لكم في كتابة اسمِها ؛ لِتُسبِّحوا بحمدِ ربِّكم وتَستغفروه ؟ جزاكم الله خير الجزاء.
*د يحيى
28 - يوليو - 2010
الاسم العلم والصفة واللقب    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تحية طيبة لصاحب هذا الملف المفيد، الأستاذ الفاضل ، محمد جميل، وتحية طيبة لشيخي العزيز يحيى مصري، أبي بشار ؛ شاكرا له مجهوده النافع. وهذا تعليق على المشاركة التي أولها:
السؤال
" أود طرح نقطة حرجة أرقتني و لم أجد لها حلاً، وكلما سألت ذا علم قوبلت بأجوبة، مثل (ملحد، كافر، منافق) ...
حول الاسم العلم، والصفة.
    الذي سأل عن" أحمد" أين هو باعتبار أن سيدنا محمد صلوات الله عليه اسمه محمد، وقع في ظن خاطيء لأنه لم يفرق بين الصفة والاسم العلم. فمحمد اسم علم يدل على النبي بين الناس ، وهو اسم سماه به جده عبد المطلب كما ذكرت المصادر، وقد ذكر في القرءان أربع مرات، وهو كذلك اسم تسمى به عدد من الناس في الجاهلية. أما" أحمد"، فهي صفة منحها الله سيدنا محمدا، تدل على أنه أحمد الناس لله تعالى كما هو معلوم. وللنبي أسماء (صفات) عديدة كما جاء في الآثار؛ منها الأمين، والصادق، والحاشر، والماحي، والعاقب، والبشير، والنذير...الخ.  وكذلك سيدنا عيسى عليه سلام الله، فله صفة وله اسم علم . فالمسيح صفته، وعيسى هو اسمه العلم عليه. ويجوز أن يتقارب اسم العلم مع اسم الصفة في المعنى، مثل "محمد" و" أحمد". فأسماء العلم لا تخلو من معان، ويجوز أن تكون الصفة هي اسم العلم نفسه. فالأسماء في الأصل تدل على صفات أفعال وأخلاق المسمى ، فكيف إذا كان المُسمي هو الله جل وعلا! لقد سمى الله سيدنا يحيى بهذا الاسم، فيحيى اسمه العلم، وهو أيضا اسم صفته عليه السلام، والذي لم يجعل الله له سميا .
   ولكن هناك من أسماء العلم ما لا يطابق معناه صفات صاحبه بطبيعة الحال، فيكون عندها الاسم على غير مسمى. ومن أسماء العلم أيضا أسماء مجهولة المعنى ، مثل " طه" و "يسن" ، وهي من الحروف المقطعة في أوائل بعض سور القرءان، وكذلك "إل ياسين " في الآية من سورة الصافات: " سلام على إل ياسين"، فمن قائل : إنه سيدنا إلياس ( وهذا هو القول المعقول الذي يقتضيه السياق) ، ومن قائل: إن "إل ياسين" هو (إدراسين!!) ، أي إدريس عليه السلام، ومن قائل : إنها، أي الآية: " سلام على آل ياسين" ، وإن ياسين هو النبي محمد، وإن السلام يعود على آله؛ ولذا، فإن العديد منا، وعلى زعم بعضنا أن الأسماء المذكورة هي أسماء للنبي، يتسمّون بها باعتبارها من أسمائه عليه السلام.
ومن الأسماء ألقاب تلقب بها آباؤنا السابقون، واستعملناها نحن أسماء أعلام لا ألقاب في عصرنا، وهي ألقاب تعطي معنى الصفات الحميدة، كما لقب يوسف بن أيوب بصلاح الدين، ومحمود بن زنكي من قبله بنور الدين...الخ، وهي ألقاب كانت في محلها الصحيح بالنسبة إلى هذين الرجلين؛ فنور الدين، وصلاح الدين، أعادا إعادة واقعية، فريضة من أهم فرائض الدين، ألا وهي الجهاد، ضد عدوان الفرنجة الصليبيين المعتدين وغيرهم من الظالمين.
وتوضيحا للسائل الذي سأل، ولمن هو في حكمه، أقول: أسم سيدنا محمد هو: الأحمد، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، صلوات الله ورحمته وبركاته عليه وعلى آله وصحبه الطيبين البررة، كما هو اسم صلاح الدين، يوسف بن أيوب، رحمه الله وغفر له، مع الفارق بين النبي الرسول، وبين صلاح الدين.
الاسم بمعنى الصفة مرة أخرى:
المشركون الذين كانوا يسمون الملائكة تسمية الأنثى ، يعني أنهم كانوا يصفونها بصفات الإناث . وكذلك منحوا الأوثان أسماء (صفات) الألوهيه المؤنثة : ففي سورة النجم : " إن هي إلا أسماء سميتموها انتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان..." . وفي سورة الرعد: " وجعلوا لله شركاء قل سموهم" بمعنى هاتوا لي صفاتهم التي تجعلهم آلهة مع الله بزعمكم...
وأسماء الله الحسنى هي صفاته المقدسة، واللذين يلحدون في أسماء الله إنما ينكرون صفات الألوهية، والله هو اسمه العلم جل وعلا . وفي سورة الحج: " ...هو سماكم المسلمين من قبل..." أي أطلق الله عليكم صفة الطاعة والانقياد لأوامره تعالى وميزكم بها، ومن ثم أصبحت الصفة: (المسلمون)، اسما علما على أمة محمد صلوات الله عليه. نسأل الله تعالى أن يصبح الاسم العلم الدال على هذه الأمة مساويا ومعادلا لاسم صفتها التي سماها به ربها.
لقد أطلت في الشرح والتفسير لأمر واضح لا يخفى على الكثيرين؛ ولكن السائل المذكور، على افتراض حسن نيته، دعاني إلى الإطالة، التي أرجو أن لا تسبب للقراء الأعزاء نوعا من الملالة، والسلام عليكم ورحمة الله..
 
*ياسين الشيخ سليمان
29 - يوليو - 2010
 2  3  4