المستنصر وابن معرة النعمان ( غربي حلب بستين كيلاً)     ( من قبل 2 أعضاء ) قيّم
"حدث أن بذل المستنصر لأبي العلاء ما ببيت المال بالمعرة من الحلال فلم يقبل منه شيئاً وقال: لا أطلب الأرزاق وال = مولى يفيض عليّ رزقي إن أعط بعض القوت أع = لم أن ذلك فوق حقي وقال أيضاً: غربت بذمي أمّةٌ = وبحمد خالقها غريت وعبدت ربي ما استطع = ت ومن بريّته بريت وفرتني الجهال حا = شدةً عليّ وما فريت سعروا علي فلم أحس= وعندهم أني هويت وجميع ما فاهوا به= كذبٌ لعمرك حنبريت وقال أبو العلاء عندما علم أنهم يقولون إنه زنديق : أستغفر الله في أمني وأوجالي = من غفلتي وتوالي سوء أعمالي قالوا هرمت ولم تطرق تهامة في = مشاة وفدٍ ولا ركبان أجمال فقلت إني ضريرٌ والذين لهم = رأيٌ رأوا غير فرضٍ حج أمثالي ما حج جدي ولم يحجج أبي وأخي = ولا ابن عمي ولم يعرف منىً خالي وحج عنهم قضاءً بعدما ارتحلوا = قومٌ سيقضون عني بعد ترحالي فإن يفوزوا بغفرانٍ أفز معهم = أو لا فإني بنارٍ مثلهم صال ولا أروم نعيماً لا يكون لهم = فيه نصيبٌ وهم رهطي وأشكالي فهل أسر إذا حمت محاسبتي = أم يقتضي الحكم تعتابي وتسآلي من لي برضوان أدعوه فيرحمني= ولا أنادي مع الكفار أمثالي باتوا وحتفي أمانيهم مصورة = وبت لم يخطروا مني على بال وفوقوا لي سهاماً من سهامهم = فأصبحت وقعاً عني بأميال فما ظنونك إذ جندي ملائكةٌ = وجندهم بين طوافٍ وبقال لقيتهم بعصا موسى التي منعت = فرعون ملكاً ونجت آل إسرال أقيم خمسي وصوم الدهر آلفه = وأدمن الذكر أبكاراً بآصال عيدين أفطر في عامي إذا حضرا = عيدالأضاحي يقفو عيد شوال إذا تنافست الجهال في حللٍ = رأيتني من خسيس القطن سربالي لا آكل الحيوان الدهر مأثرةً = أخاف من سوء أعمالي وآمالي وأعبد الله لا أرجو مثوبته = لكن تعبد إكرامٍ وإجلال أصون ديني عن جعلٍ أؤمله = إذا تعبد أقوامٌ بأجعال *وقد كان الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد يقول في أبي العلاء انه في حيرة .. وهذا أحسن ما يقال في أمره لأنه قال في داليّته التي في “سقط الزند” : خلق الناس للبقاء فصلت = أمةٌ يحسبونهم للنّفاد إنما ينقلون من دار أعما = لٍ إلى دار شقوةٍ أو رشاد ثم قال في "لزوم ما لا يلزم": ضحِكنا وكان الضحك منا سفاهةً = وحقّ لسكان البسيطة أن يبكوا تحطمنا الأيام حتى كأننا = زجاجٌ ولكن لا يعاد لنا سبك". ( كشكول يحيى). |