البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : نداء أبي العلاء    قيّم
التقييم :
( من قبل 14 أعضاء )
 زهير 
13 - يونيو - 2010
ومنذ فارقت العشرين من العمر ما حدثت نفسي باجتداء العلم من عراقي ولا شامي:
وَما أَعودُ إِلى الدُنيا وَقَد iiزَعَموا أَنَّ الزَمانَ بِمِثلي سَوفَ يَحكيني
وارَحـمَتا  لِشَبيهي في iiحَوادِثِهِ يَنكيهِ  ما كانَ في الأَيّامِ iiيَنكيني
                                                      (أبو العلاء)
وبعد:
فهذه مختارات انتقيتها من (لزوميات أبي العلاء) لما كنت في الثلاثين من عمري، واغتنمت الفرصة في الأيام الفائتة فبيضتها (بفضل الله) لتكون هدية مني إلى أصدقائي في الوراق. (ولكن قد يستغرق نشرها في هذا المجلس أياما وأسابيع، فكلما رأيت فسحة من الوقت قمت بنشر قطعة منها إن شاء الله حتى تنتهي)
وقد بدا لي أن معظم اللزوميات هي في الأصل بيتان، عاد عليهما أبو العلاء بالزيادة في وقت لاحق، ويظهر الارتجال والعجلة في معظم هذه الزيادات، ولكني لم ألتزم (البيتين) في كل ما اخترت، إذ في اللزوميات ما يتعذر فيه الاختيار كاللزومية التي حدثنا فيها عن تنصر طارق، ولزوميته في لقاء صالح ابن مرداس، كما توصلت من خلال تاريخ وقائع بعض هذه اللزوميات كأخبار صالح بن مرداس الكلابي وحسان بن مفرج الطائي وسنان بن عليان الكلابي أن أبا العلاء شرع في كتابة اللزوميات بعدما تجاوز الخمسين بقليل، أي ما بين عام 415 وعام 420هـ  وقد صرح بذلك في مواضع عدة من اللزوميات كقوله:
حَـيـاتِيَ  بَعدَ الأَربَعينَ iiمَنِيَّةٌ وَوُجـدانُ حِلفِ الأَربَعينَ فُقودُ
فَما لي وَقَد أَدرَكتُ خَمسَةَ أَعقُدٍ أَبَـيني  وَبَينَ الحادِثاتِ iiعُقودُ
وقوله:
وَمـا الـعَـيشُ إِلّا لُجَّةٌ iiباطِلِيَّةٌ وَمَن بَلَغَ الخَمسينَ جاوَزَ غَمرَها
وقوله:
إِذا كُنتُ قَد جاوَزتُ خَمسينَ حِجَّةً وَلَـم أَلـقَ خَيراً فَالمَنِيَّةُ لي سِترُ
وقوله:
لَعَمري  لَقَد جاوَزتُ خَمسينَ iiحِجَّةً وَحَسبِيَ عَشرٌ في الشَدائِدِ أَو خَمسُ
أما موضوع هذه المختارات فهي تحكي معاناة أبي العلاء في بحثه عن الحق، ورجوعه بانطباعات وذكريات أودعها كلها في ديوانه (لزوم ما لا يلزم)  تعتبر أول رحلة من نوعها في تاريخ الديانات عامة، كما تعتبر أهم وأثمن تجربة عاشها مسلم في تاريخ الإسلام خاصة، وقد عبر عن ذلك أبلغ تعبير ابن الجزري (ت 1033هـ) بقوله:
إن كنت متخذا لجرحك مرهما فـكتاب رب العالمين iiالمرهم
أو كـنت متخذا صديقا iiسالكا سبل  الهدى فلزوم ما لا iiيلزم
 11  12  13  14  15 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
وحسبك من عمر أن طعن    كن أول من يقيّم
 
أَعِن بِجَميلٍ إِذا ما حَضَرتَ وَعِـد بِالسُكوتِ إِذا لَم iiتُعِن
هُـمُ ضَرَبوا حَيدَراً iiساجِداً وَحَسبُكَ  مِن عُمَرٍ إِذا طُعِن
*زهير
14 - يونيو - 2010
سنبس وبنو قرة    كن أول من يقيّم
 
يُـؤَدِّبُكَ الدَهرُ iiبِالحادِثاتِ إِذا  كـانَ شَيخاكَ ما iiأَدَّبا
بَدَت فِتَنٌ مثل سودِ iiالغَمامِ أَلـقَت  عَلى العالَمِ الهَيدَبا
وَمِن دونِها اِختَلَفَت iiغالِبٌ وَأَبـعَـدَ عُـثمانُها iiجُندُبا
فَلا تُضحِكَنَّ اِبنَةُ السِنبِسيِّ فَأَوجَبُ  مِن ذاكَ أَن iiتَندُبا
إِذا  عـامِرٌ تَبِعَت iiصالِحاً وَزَجَّـت بَنو قُرَّةَ iiالحَردَبا
وَأَردَفَ حَـسّانُ في iiمائِحٍ مَتى هَبَطوا مُخصِباً iiأَجدَبا
وَإِن فَـرَعوا جَبَلاً iiشامِخاً فَـلَـيسَ يُعَنَّفُ أَن iiيَحدَبا
رَأَيـتُ نَظيرَ الدَبى iiكَثرَةً قَـتـيرُهُم  كَعُيونِ iiالدَبى
صالح في البيت الخامس هو صالح بن مرداس الكلابي، وكلاب التي ينتسب إليها بطن من عامر بن صعصعة، وحسان في البيت الذي يليه هو حسان بن مفرج الطائي وقد ذكرناهما في تعليق سابق، وسيأتي كلام لنا مهم عن صالح.
 وجندب في البيت الثالث أبو ذر الغفاري (ر) وبنو قرة في البيت الرابع بطن من هلال، كان رئيسهم إذ ذاك (ماضي بن مقرب بن قرة) زوج الجازية أخت (حسن بن سرحان)...  وسنبس  بطن من طي أوكل إليهم الفاطميين تأديب بني قرة بعدما انزاحوا إلى الثائر الأموي أبي ركوة عام 397هـ  انظر أخباره في (الكامل) لابن الأثير في حوادث سنة (397هـ)  وما حكاه ابن خلدون تحت عنوان (خروج أبي ركوة ببرقة والظفر به)
*زهير
14 - يونيو - 2010
فقل ما شئت في كلبي هراش    كن أول من يقيّم
 
تَـنَكَّرَ  صالِحٌ فَضِبابُ iiقَيسٍ ضـبابٌ  يَتَّقينَ مِن iiاِحتِراشِ
غَدا  الخَصمانِ يَجتَذِبانِ iiأَمراً فَقُل ما شِئتَ في كَلبَي هِراشِ
وطَـوراً  يُـنسَبونَ إِلى iiمَعَدٍّ وَطَـوراً  يُنسَبونَ إِلى أراشِ
وأراش هو أبو أنمار: أراش بن عمرو بن الغوث ابن كهلان: يعني مرة يقولون نحن من معد ومرة يقولون نحن قحطانية من أراش
*زهير
14 - يونيو - 2010
ماخور المعرة    كن أول من يقيّم
 
تَـغَيَّبتُ في مَنزِلي iiبُرهَةً سَتيرَ  العُيوبِ فَقيدَ الحَسَد
فَلَمّا مَضى العُمرُ إِلّا الأَقَلَّ وَحُمَّ لِروحي فُراقُ iiالجَسَد
بُـعِثتُ شَفيعاً إِلى iiصالِحٍ وَذاكَ  مِنَ القَومِ رَأيٌ iiفَسَد
فَيَسمَعُ  مِنّي سَجعَ iiالحَمامِ وَأَسـمَعُ مِنهُ زَئيرَ iiالأَسَد
هناك عدة لزوميات تتعلق بقصة هذه اللزومية وسببها  أن امراة دخلت جامع المعرة تستنجد المصلين أن صاحب ماخور في المعرة حاول الاعتداء عليها، فهرع المصلون إلى الماخور وأحرقوه كما سيأتي وهي اللزومية التي يقول فيها:
أَتَـت  جامِعٌ يَومَ العُروبَةِ iiجامِعاً تَقُصُّ عَلى الشُهّادِ بِالمِصرِ أَمرَها
الجامع: المراة الجامعة للحسن، ويوم العروبة من أسماء يوم الجمعة:
فـلَـو لَـم يَقوموا ناصِرينَ iiلِصَوتِها لَـخِـلـتُ  سَماءَ اللَهِ تُمطِرُ iiجَمرَها
فَـهَـدّوا  بِـنـاءً كـانَ يَأوي iiفِناءَهُ فَـواجـرُ أَلـقَـت لِلفواحِشِ iiخُمرَها
وَزامِـرَةٍ  لَـيسَت مِنَ الرُبدِ iiخَضَّبَت يَـدَيـهـا وَرِجـلَـيها تُنَفِّقُ iiزَمرَها
أَلِـفـنـا بِـلادَ الـشـامِ إِلَفَ وِلادَةٍ نُـلاقـي بِها سودَ الخُطوبِ iiوَحُمرَها
فَـطَـوراً  نُـداري مِن سُبَيعَةَ iiلَيثَها وَحـيـنـاً نُصادي مِن رَبيعَةَ iiنِمرَها
أَلَـيـسَ تَـمـيمٌ غَيَّرَ الدَهرُ iiسَعدَها أَلَـيـسَ  زَبـيدٌ أَهلَكَ الدَهرُ iiعَمرَها
وَدِدتُ بِـأَنّـي فـي عِـمـايَةَ iiفارِدٌ تُـعـاشِـرُني  الأَروى فَأَكرَهُ iiقُمرَها
أَفِـرُّ مِـنَ الـطَـغوى إِلى كُلِّ iiقَفرَةٍ أُؤانِـسُ  طَـغـيـاها وَآلَفُ iiقُمرَها
فَـإِنّـي  أَرى الآفـاقَ دانَـت لِظالِمٍ يَـغُـرُّ  بَـغـاياها وَيَشرَبُ iiخَمرَها
وَلَـو  كانَتِ الدُنيا مِنَ الإِنسِ لَم iiتَكُن سِـوى مومِسٍ أَفنَت بِما ساءَ iiعُمرَها
تَـديـنُ  لِـمَـجدودٍ وَإِن باتَ iiغَيرُهُ يَـهُـزُّ  لَها بيضَ الحُروبِ iiوَسُمرَها
وَمـا الـعَـيـشُ إِلّا لُـجَّـةٌ باطِلِيَّةٌ وَمَـن  بَـلَغَ الخَمسينَ جاوَزَ iiغَمرَها
وَمـا  زالَـتِ الأَقدارُ تَترُكُ ذا iiالنُهى عَـديـماً وَتُعطي مُنيَةَ النَفسِ iiغَمرَها
إِذا يَـسَّـرَ الـلَـهُ الخُطوبَ فَكَم iiيَدٍ وَإِن قَصُرَت تَجني مِنَ الصابِ تَمرَها
وَلَـولا  أُصـولٌ فـي الجِيادِ iiكَوامِنٌ لَـمـا آبَـتِ الفُرسانُ تَحمَدُ iiضَمرَها
القصة كما رواها ابن العديم: 
وقال ابن النديم في (بغية الطلب) يشرح قصة اللزومية: (أخبرنا أبو اسحق ابراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سليمان قال: أخبرني أبي أبو اليسر قال: أخبرني جدي أبو المجد محمد بن عبد الله قال: كان ظهر بمعرة النعمان منكر في زمن صالح بن مرداس، فعمد شيوخ البلد إلى انكار ذلك المنكر، فأفضى إلى أن قتلوا الضامن بها، وأهرقوا الخمر، وخافوا فجمعهم إلى حلب واعتقلهم بها، وكان فيهم بعض بني سليمان، فجاء الجماعة إلى الشيخ أبي العلاء وقالوا له: ان الأمر قد عظم وليس له غيرك، فسار إلى حلب ليشفع فيهم، فدخل إلى بين يدي صالح، ولم يعرفه صالح، ثم قال له: السلام عليك أيها الأمير: (الأمير أبقاه الله كالسيف القاطع، لان وسطه، وخشن جانباه، وكالنهار الماتع قاظ، وسطه، وطاب جانباه، خذ العفو واأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين، فقال له: أنت أبو العلاء؟ فقال: أنا ذاك، فرفعه إلى جانبه، وقضى شغله وأطلق له من كان من المحبسين من أهل
المعرة، فعمل فيه- قال لي: قال لي أبي: قال لي جدي: وأنشدنيها لنفسه:
ولما مضى العمر إلا الأقل وحان لروحي فراق الجسد
بـعثت رسولاً إلى iiصالح وذاك مـن القوم رأي فسد
فـيسمع مني هديل iiالحمام وأسـع مـنه زئير iiالأسد
فـلا يـعجبني هذا iiالنفاق فـكم  محنة نفقت ما iiكسد
وقرأت هذه الحكاية في تاريخ أبي غالب همام بن المهذب المعري، وذكر أن اجتماع أبي العلاء بصالح كان بظاهر معرة النعمان قال: سنة سبع عشرة وأربعمائة فيها: صاحت امرأة في الجامع يوم الجمعة، وذكرت أن صاحب الماخور أراد أن يغصبها نفسها، فنفر كل من في الجامع إلا القاضي والمشايخ، وهدموا الماخور، وأخذوا خشبه ونهبوه، وكان أسد الدولة صالح في نواحي صيدا.
ثم قال: سنة ثماني عشرة وأربعمائة فيها: وصل أسد الدولة صالح بن مرداس إلى حلب وأمر باعتقال مشايخ المعرة وأماثلها، فاعتقل سبعون رجلا في مجلس الحصن سبعين يوما،وذلك بعد عيد الفطر بأيام، وكان أسد الدولة غير مؤثر لذلك، وإنما غلب تاذرس على رأيه وكان يوهمه أنه يقيم عليهم الهيبة، ولقد بلغنا أنه خاطبه في ذلك فقال له: أقتل المهذب وأبا المجد بسبب ماخور، ما أفعل وقد بلغني أنه دعي لهم في آمد وميافارقين، وقطع عليهم ألف دينار، واستدعى الشيخ أبا العلاء بن عبد الله بن سليمان رحمه الله بظاهر معرة النعمان
قال ابن العديم: (وبلغني في غير هذه الرواية أنه قال بيتين حين أطلق صالح أهل المعرة:
نجى المعرة من براثن iiصالح ربٌ يـداوي كل داء iiمعضل
ما كان لي فيها جناح بعوضة الـلّـه  ألحفهم جناح iiتفضل
*زهير
14 - يونيو - 2010
اختيارات رائعة    كن أول من يقيّم
 
أحيي أستاذنا أجمل تحية، وأشد على يديه الكريمتين؛ معجبا أيما إعجاب بما اختاره لنا من لزوميات المعري، التي تبين وبصدق ما ذكره أستاذنا  من القول:
أما موضوع هذه المختارات فهي تحكي معاناة أبي العلاء في بحثه عن الحق،
وبهذا يكون أستاذنا زهير قد أتى على أنصع الأدلة، التي كنا بحاجتها في ملف " الزندقة والإلحاد " في الوراق، لكي ننفي تهمة الزندقة التي ألصقت بالمعري ، إما زورا ، وإما جهالة وتنطعا، أو تسرعا وسوء فهم.
ولقد كنت نويت تكثير مشاركاتي في الملف المذكور، وأعددت لذلك بعض العدة مما سيظهر شيء منه في مشاركتي هذه؛ قاصدا إلى ما ِقصده أستاذنا؛ ولكنني لما طالعت هذا الملف المفيد الرائع، أحجمت عما كنت نويته. ففي ملف أستاذنا هذا من الإيجاز المعبر بدقة عن فكر المعري ما يكفي وزيادة فوق ما كنت أنوي المشاركة به. على أنني أود أن أذكر قولا، وأعلق عليه، قاله المرحوم الرافعي في " إعجاز القرءان والبلاغة النبوية" ، وذلك بعد أن نفى تهمة معارضة القرءان التي اتهموا بها المعري، قال:
"...وما نشك في أنه كان يستسر بهنات مما يضعف اعتقاده ولكن أمر القرءان أمر على حدة، فما هو عند البرهان عليه وراء القبر ولا وراء الطبيعة.". هذه التي دعاها الرافعي بالهَنات، ليته بينها ليريحنا من عناء استنتاجها، وحتى نستنير بصائب نظرته ودقة أحكامه
؛ إلا أن الهنات التي ذكرها ، ولم يشك في أن أبا العلاء كان يخفيها في نفسه، لا بد واستنتجها الرافعي استنتاجا من أدب أبي العلاء وفكره وفلسفته وأخباره، مما حفلت به الكتب التراثية الأدبية والتاريخية. فتلك الهَنات لم تكن ظاهرة واضحة ، وإلا ما كان ليقول" يستسرها ". والداعي الذي دعا الرافعي إلى الاستنتاج لا بد وأن كان منهج الشك لدى أبي العلاء، بل والارتياب أحيانا، الذي اتبعه المعري في برهة أو أكثر من برهات عمره المديد . وهذا الشك عند أبي العلاء لم يكن شك الجاحد المماري في الحق؛ وإنما هو شك الباحث عنه بما يقتنع به قلبه منه. والشك لدى أبي العلاء كان يتراوح أحيانا بين الظن والحيرة ، وأحيانا ينقلب إلى ارتياب ؛ وفقا لما يمليه عليه عقله من فهم، ثم كان ينقلب إلى يقين في بعضه، بعد روية وحسن تفكير ؛ مدعوما بنفس خيرة شفافة، وفطرة سليمة، تنشد الحقيقة بصدق وسلامة نية. وهذا اليقين الذي أعنيه هو الإيمان بالله تعالى وبما جاءت به الرسل الكرام من لدنه جل وعلا. وهو، أي الشك، وإن كان محمودا أحيانا في غير المعتقدات، فليس بمحمود فيها، بطبيعة الحال، عند المؤمنين، وهذا مما يمكن أن يعد من هنات المعري التي ذكرها الرافعي، ومما جعل من حملوا على أبي العلاء يطغون في حملتهم. فأبو العلاء المعري لم يكن يسلم بشيء من العلم النابع من التقليد وإن كان في المعتقدات، إلا بعد أن يعرضه على عقله. قال في (اللزوميات):
الـناسُ يَطغَونَ في دُنياهُمُ أَشَراً  لَولا المَخافَةُ ما زَكّوا وَلا سَجِدوا
فـي كُلِّ أَمرِكَ تَقليدٌ رَضيتَ به  حَـتّـى  مَقالُكَ رَبِّيَ واحِدٌ أَحَدُ
 فهو بهذا يعد، وبجدارة، عند من يضعون العقل في منزلة سامية قدام النص، مستنيرا فكريا إلى أبعد حدود الاستنارة، وباحثا عن الحق بوساطة الشك فيما يؤمن به الناس إيمانا موروثا. والمعري لهذا،فر من التقليد وكأن التقليد هو المجذوم يفر منه الناس فرارهم من الآساد، كما جاء في الخبر النبوي ، واتهم الناس أيضا بالجهل وبالكذب والاختلاق. قال المعري ، وقد ذكر هذا أستاذنا زهير:
لَقَد صَدِئَت أَفهامُ قَومٍ فَهَل لَها         صِقالٌ وَيَحتاجُ الحُسامُ إِلى الصَقلِ
وَكَم غَرَّتِ الدُنيا بَنيها وَساءَني         مَعَ الناسِ مَينٌ في الأَحاديثِ وَالنَقلِ
سَأَتبَعُ مَن يَدعو إِلى الخَيرِ جاهِداً         وَأَرحَلُ عَنها ما إِمامي سِوى عَقلي
أما الشك في التراث مما يتعلق بفروع الدين دون أصوله، مما حفلت به الكتب التي دونها العلماء في الفقه والتفسير وغيرهما من العلوم، فقد نزع المعري في بعضه إلى الريبة والتهمة ، واتهم الفقهاء بالتخبط والضلال. قال (اللزوميات):
وَكَم مِن فَقيهٍ خابِطٍ في ضَلالَةٍ         وَحِجَّتُهُ فيها الكِتابُ المُنَزَّلُ
وقال:
 وَيَنفُرُ عَقلي مُغضَباً إِن تَرَكتُهُ         سُدىً وَاِتَّبَعتُ الشافِعيّ وَمالِكا
وهذا يذكرني بكتاب المعري المفقود (تظلم السور) ،وكان هذا الكتاب موضوعا لمسابقة من مسابقات الوراق عرفنا الكتاب عن طريقها، والذي جعل المعري ينعى فيه على المفسرين والفقهاء ما فعلوه بسور القرءان على ألسنة السور والآيات نفسها.
أما تهمة الإلحاد يلصقونها بالمعري وهو القائل ( إضافة متواضعة لما ذكره أستاذنا في مختاراته من دعوة المعري إلى استئصال الملاحدة):
أَمّا المُجاوِرُ فَاِرعَهُ وَتَوَقَّهُ       وَاِستَعفِ رَبَّكَ مِن جِوارِ المُلحِدِ
لَيسَ الَّذي جَحَدَ المَليكَ وَقَد بَدَت       آياتُهُ بِأَخٍ لِمَن لَم يَجحَدِ
وَأَرى التَوَحُّدَ في حَياتِكَ نِعمَةً       فَإِن اِستَطَعتَ بُلوغَه فَتَوَحَّدِ
فهو اتهام يبدو في غير محله أبدا.
يبقى علي التعرض لأبيات المعري وقد وردت في (اللزوميات):
قُلتُم لَنا خالِقٌ حَكيمٌ         قُلنا صَدَقتُم كَذا نَقولُ
زَعَمتُموهُ بِلا مكانٍ         وَلا زَمانٍ أَلا فَقولوا
هَذا كَلامٌ لَهُ خَبيءٌ         مَعناهُ لَيسَت لَنا عُقولُ
هذه الأبيات تنبئ عما ذهب إليه في وقت من الأوقات من خطأ في تصور المكان والزمان وعلاقتهما بالله تعالى ، مما جعل ابن الجوزي يقول (المنتظم):
" انظر إلى حماقة هذا الجاهل، أنكر أن يكون الخالق موجوداً لا في زمان، ولا في مكان،ونسي أنه أوجدهما. وإنما ذكرت هذا من أشعاره ليستدل بها على كفره، فلعنه الله." .
والأبيات المذكورة تعني عندي أن أبا العلاء كان في مرحلة البحث الدقيق في الصفات الإلهية، وبدا حينها كبعض علماء الطبيعيات المؤمنين بما تطاله الحواس وحسب ، أو بدا كالمجسمة تقريبا. هو يؤمن بان الخالق حكيم، فحكمته تتجلى فيما خلق؛ ولكنه يحار في العلاقة بين تصوره للزمان والمكان، وبين ذلك والطبيعة الإلهية . ولا يستغرب هذا كثيرا من باحث يقع في الحيرة بين الطبيعة وما وراءها. ولكن هذه الحال لم تدم لدى المعري طويلا ، ويتبين ذلك من العديد من أشعاره.
ولعل سائلا يسأل: ولماذا الاهتمام إلى هذا الحد بتبرئة المعري مما اتهم به؟
والجواب: ليس مقصودنا المعري الإنسان لذاته؛ وإنما مقصودنا فكره وهو يبحث عن الحق، ففي هذا فائدة جلّى لجيلنا ولكل الأجيال.
والباحث عن الحق بصدق يجب أن يكون محل الإعجاب والتقدير، ولن يغمطه الله تعالى حقه من الهداية بطبيعة الحال. أما الذين اتهموا المعري، فمنهم ، لو لم ترد قصة أبينا إبراهيم عليه السلام، في القرءان، لقالوا إنما كان إبراهيم ملحدا ، أو كان شاكا ، أو ، وفي ألين الأقوال ، كان حائرا، ويقال إنه ربما تاب وأذعن. فإبراهيم أشار للشمس وهي بازغة وقال : هذا ربي...
وأخيرا،
أعتذر من أستاذنا على مقاطعة ملفه من قبل أن ينهيه ، فلم أطق صبرا على بيان ما بنفسي من إعجاب بالمعري وبملف أستاذنا. وإن رغب أستاذنا في وضع مشاركتي هذه في آخر ملفه بعد ان ينهيه، فهذا يعود له.
 
*ياسين الشيخ سليمان
14 - يونيو - 2010
صالح وأبو العلاء    كن أول من يقيّم
 
نفهم من الرواية التي حكاها ابن العديم أن ذلك اللقاء كان أول عهد أبي العلاء بصالح، إذ أن صالحا لم يعرفه ثم سأله: أنت أبو العلاء ؟ ...إلخ) ولكن في (سقط الزند) قصائد لا تزال غفلا، لم يبين أحد من الدارسين ممدوح أبي العلاء فيها، وقد تبين لي أن صالح بن مرداس هو المخاطب بواحدة منها، وأن أبا العلاء اضطر بعد مقتل صالح إلى طمس كل ما يتصل بصالح فيها، وهي قصيدته: (لولا تحية بعض الأربع الدرس)
فالقصيدة بلا مقدمة ولا تعريف، ولكننا نقف فيها على عدة شواهد يمكن الاستدلال بها على أنها في مدح صالح، فالقصيدة في مدح أمير حلب، ومناداته فيها بقوله: (أبا فلان) هي على وزن (أبا علي) وهي كنية صالح، وقوله فيها (يدعوك العدا أسدا) هو لقب صالح (أسد الدولة) فإذا صح أن هذه القصيدة في مدح صالح يكون مقتل صالح هو السبب الأكبر في قرار أبي العلاء أن يقضي ما تبقى من حياته وحيدا فريدا، ويدعونا ذلك إلى إعادة النظر في أخبار أبي العلاء، وأما القصيدة فهي:
لـولا تـحِيّةُ بعضِ الأربُعِ iiالدُّرُسِ مـا  هابَ حَدُّ لِساني حادثَ الحَبَسِ
لأنْـسَـيَـنّـكِ إنْ طالَ الزمانُ بنا وكـمْ حَـبـيبٍ تَمادى عهدُه iiفنُسي
يـا شاكيَ النُّوَبِ انْهَضْ طالباً iiحَلَباً نُهوضَ  مُضْنىً لحَسْمِ الداء iiملتمِسِ
واخْـلَـعْ حِذاءكَ إن حاذيْتَها iiوَرَعاً كـفِـعْلِ موسى كليمِ اللهِ في iiالقُدُسِ
واحـمِلْ  إلى خيرِ والٍ من iiرعِيّتِهِ أزكـى التحيّاتِ لم تُمْزَجْ ولم iiتُمَسِ
مُـقـبِّـلِ الـرّمْحِ حبّاً للطّعانِ iiبه كـأنـمـا  هوَ مَجْموعٌ من iiاللَّعَسِ
وأثْـبَتِ الناسِ قلْباً في ظَلامِ iiسُرًى ولا رَبِـيـئَـةَ إلا مِـسْمَعُ iiالفَرَسِ
قِـسْـنـا الأمـورَ فلمّا نال iiرُتْبَتَه مِـن  الـسّـعـادةِ سَلّمْنا ولم نَقِسِ
يا  فارسَ الخيلِ يدْعوكَ العِدى أسَداً ما  استُنقِذتْ من يديه عُنْقُ iiمُفترَسِ
أرى  جـبينَكَ هذي الشمسَ iiخالِقُها وقـد أنـارتْ بـنُورٍ عنه iiمُنْعكِسِ
ألانَ فـالْـهُ عـن الهَيْجاءِ iiمُغْتَبِطاً طـالَ امتِراؤكَ خِلْفَيْ نابِها الضَّبِسِ
ما رَبّةُ الغَيْلِ أُختُ الظّبْي فُزْتَ iiبها بل ربّةُ الغيلِ أُختُ الضَّيغَمِ الشرِسِ
أبـا فُـلانٍ دعـاكَ اللهُ iiمُـقْـتَدِراً أخـا  المكارِمِ وابنَ الصارِمِ الخَلِسِ
 ولا يمنع في هذه الحالة أن تكون في سقط الزند قصائد أخرى في مدح صالح، وأولى هذه القصائد بالترشيح قصيدتان، الأولى قصيدته التي مطلعها:
تُثْني عليكَ البلادُ أنّكَ لا         تأخذُ مِن رِفْدِها وتَرْفِدُها
وجاء في مقدمتها: (وقال مادحا بعض الأمراء معرضا بمدح كاتبه)
والثانية: القصيدة التي أولها:
إبْقَ في نِعْمَةٍ بَقاءَ الدّهورِ         نافِذ الأمرِ في جميعِ الأمورِ
وجاء في مقدمتها: (وقال وقد تزوج من كتب القطعة إليه وكان في داره جماعة من غلمانه فنقلهم منها عند دخول الحرم إليها)
وللأسف فإن (سقط الزند) غير منشور في الوراق. لذلك سأضطر إلى نشر القصيدتين في التعليق التالي.
*زهير
15 - يونيو - 2010
القصيدتان المشار إليهما في التعليق السابق    كن أول من يقيّم
 
والقصيدتان كما أسلفنا من (سقط الزند) ربما يكون صالح بن مرداس الكلابي العامري هو المخاطب بهما، وجاء في مقدمة الأولى: (وقال مادحا بعض الأمراء معرضا بمدح كاتبه):
تُـثْـني  عليكَ البلادُ أنّكَ iiلا تـأخـذُ  مِن رِفْدِها iiوتَرْفِدُها
مَنِ ارْتَعَتْ خيْلُه الرّياضَ iiبها وكان حوْضَ الصّفاء iiموْردُها
فـفي نَبات الرّؤوس iiتَسْرَحُها أنـتَ  وماء الجُسوم iiتُوردها
خـيْـلُكَ  طولَ الزّمان iiقائلةٌ أمَـا لِـذا غـايَـةٌ iiفيقْصدُها
كـم  بـمَكَرّ الظّعان iiتَحْبِسُها وكـم  وراء الـعَدُوّ iiتطْرُدُها
أعْـيُـنُـها لم تَزَلْ iiحَوافِرُها تَـكْـحَـلُـها والغُبارُ iiإثْمِدُها
إنّ لـهـا أُسْـوَةً إذا iiجَزِعَتْ فـي بِيضكَ الخالِياتِ iiأغْمُدها
لا رَقَـدَتْ مُـقْلَةُ الجَبان iiولا مَـتّـعَـهـا بالكَرى مُسَهِّدُها
فـالنّفْسُ  تَبْغي الحياةَ iiجاهِدةً وفـي  يَـمِين المَليكِ iiمِقْوَدها
فـلا اقـتِحامُ الشّجاعِ iiمُهْلِكُها ولا  تَـوَقّـي الجَبَانِ iiمُخْلِدها
لـكلّ  نفْسٍ من الرّدى iiسبَبٌ لا يـوْمُـهـا بَعْدَهُ ولا iiغَدُها
قُلْ  لعدُوّ الأميرِ يا غَرَضَ الدْ دَهْـرِ  ومن حَتْفُ نفْسِه iiدَدُها
هـذا  هوَ المَوْتُ كيْفَ iiتَغْلِبُه وفضْلُه الشمسُ كيْفَ iiتَجْحَدُها
سُـيُـوفُه  تَعْشَقُ الرّقابَ iiفما يُـنْـجَزُ حتى اللّقاء iiمَوْعِدُها
تَـكـادُ  مِن قبْلِ أن iiيُجَرّدَها يَـعْـتَـنِقُ الدّارِعِينَ iiمُغْمَدُها
يُرْوي  الظُّبى والرّماحُ iiناهِلةٌ مُـتّـصلٌ في الوَغَى iiتأوّدُها
كـأنّـهـا  شِـجْعَةٌ بها زَمَعٌ أو ذاتُ جُبْنٍ فالخوْفُ يُرْعِدُها
جـاءتْـكَ  لَـيْـلِـيّةٌ شَآمِيَةٌ كـأنـهـا بـالعِراقِ iiموْلِدُها
قـائِـلُها  فاضلٌ وأفْضَلُ iiمِن قـائِـلِـهـا الألْمَعِيُّ iiمُنْشِدُها
كـاتِـبُـكَ المُزْدَهي iiبمنْطِقِه صَـهْـوَةُ (1) حتى يَخِرّ جَلْمَدُها
أسْـهَبَ  في وَصْفِه عُلاكَ لنا حـتى  خشينا النّفوسَ تعْبُدُها
زَفَّ  عَـروسـاً حُـلِيُّها iiكَلِمٌ تُـنْـجِـدُهُ تـارةً iiويُـنْجِدُها
قـاضـيَـةً حَـقّهُ لديْكَ iiوما يُـنـسَـبُ إلاّ إليكَ iiسُودَدُها
وقال وقد تزوج من كتب القطعة إليه وكان في داره جماعة من غلمانه فنقلهم منها عند دخول الحرم إليها
إبْـقَ فـي نِـعْمَةٍ بَقاءَ iiالدّهورِ نـافِـذَ الأمرِ في جميعِ iiالأمورِ
خاضِعاتٍ  لكَ الكواكبُ iiتَخْتصْ ص  مَـوالِـيكَ بالمحَلّ iiالأثيرِ
لا  يُـؤثّرْنَ في الوَلِيّ ولا iiالحا سِـدِ  حـتـى تُـشِيرَ iiبالتّأثيرِ
وتَـهَـنَّ النُّعْمى السّنيّةَ iiوالْبَسْ حُـلَـلَ المَجْدِ والفَعَالِ iiالخَطيرِ
وتـمَـتّعْ بنَضْرَةِ العَيْشِ إذْ iiجَا ءتْكَ  في رَونْقِ الزّمانِ iiالنّضيرِ
خَيْرُ أيْدي الزّمانِ عند بَني الدّنْ يـا أتَتْ في أوَانِ خيرِ iiالشهورِ
كنتَ موسى وافَتْكَ بنتُ شُعَيْبٍ غـيرَ أنْ ليسَ فيكُما مِنْ iiفَقِيرِ
لـم  يكُنْ قَصْرُكَ المُنيفُ iiليَسْتَنْ زِلَ  إلاّ أعْـلـى بناتِ iiالقُصورِ
رَحَـلَـتْ  من فِنائِهِ شُهُبُ iiالغِلْ مـانِ خوْفاً من ضَوْء فَجْرٍ iiمُنيرِ
كـانَ كالأفْقِ حين هَمّتْ به iiالشم سُ  تَـنَـادَتْ نُـجومُه iiبالمَسيرِ
يـا لـهـا نِـعْـمَةً وليسَ iiببِدْعٍ أن  تَـحُوزَ الشّموسُ رِقَّ iiالبُدورِ
دُرّةٌ  مـن ذُراكَ تَـسْـكُنُ iiبحْراً وكـذا  الـدّرّ ساكنٌ في iiالبُحورِ
أنتَ شمسُ الضّحى فمنكَ يُفيدُ ال صّـبْـحُ ما فيه من ضِياءٍ iiونُورِ
قـد  أتـاكَ الـرّبيعُ يَفعلُ ما iiتأ مُـرُهُ  فِـعْـلَ عـبدكَ iiالمأمورِ
وكـسا  الأرضَ خِدْمَةً لكَ يا iiمَوْ لاهُ دونَ الـمُلوكِ خُضْرَ iiالحريرِ
فـهْيَ  تَخْتَالُ في زَبَرْجَدةٍ iiخَضْ راءَ  تُـغْـدى بـلُـؤْلُؤٍ iiمَنْشُورِ
وغـدَتْ  كلُّ رَبْوَةٍ تشتهي iiالرّقْ صَ بـثـوْبٍ من النّباتِ iiقَصيرِ
ظَـلّ لـلنّاس يوْمَ عَقْدِك هذا iiال أمْـرَ  عِـيدٌ سمّوه عِيدَ iiالسرورِ
إنْ  يـكُـنْ عِـيدُهمْ بغيرِ هِلالٍ فـالـهِـلالُ المُنيرُ وَجْهُ iiالأميرِ
راقَـهُـمْ  مَـنْظَراً وهَابوهُ iiخَوْفاً فـهْوَ مِلءُ العُيونِ مِلء iiالصّدورِ
سَـرّ أهلَ الأمصارِ والبَدْوِ iiحتى جـازَهُـم  عـامِداً لأهْلِ iiالقُبورِ
رَدَّ  أرواحَـهُـمْ فلولا حِذارُ iiاللهِ قـامُـوا  مـن قبْلِ يومِ iiالنّشورِ
لا تَـسَلْ عن عِداكَ أين iiاسْتَقَرّوا لَـحِـقَ الـقَوْمُ باللّطيفِ iiالخَبيرِ
حَـلَـبٌ  لـلَـوليّ جَنْةُ عَدْنٍ وهْـيَ  لـلغادرينَ نارُ iiسعيرِ
والعَظيمُ العظيمُ يَكبُرُ في عَيْنَيْ ِه مـنها قَدْرُ الصّغيرِ iiالصغيرِ
فـقُـويْقٌ في أنْفُسِ القَوْمِ بَحْرٌ وحَـصَـاةٌ مـنها تَطِيرُ iiثَبِير
1- صهوة: اسم جبل، حسب ما ورد في (ضوء السقط) وقد تبين لي أثناء مراجعة (ضوء السقط) المنشور في الموسوعة أنه ليس من تأليف أبي العلاء
*زهير
15 - يونيو - 2010
ابن فورجه    كن أول من يقيّم
 
ومن قصائد (سقط الزند) التي لا يعرف على وجه اليقين من المخاطب بها قصيدته التي جاء في مقدمتها (وقال يجيب أبا علي النهاوندي على قصيدة):
كفى بشحوب أوجهنا دليلا         على إزماعنا عنك الرحيلا
وقد تبين لي (وأرجو لو كنت مخطئا أن ينبهني سراة الوراق) أن أبا علي النهاوندي هذا هو (ابن فورجّه: أبو علي محمد بن حمْد البروجردي) صاحب كتاب (التجني على ابن جني) وقد نقل فيه عن أبي العلاء بصيغة ( أخبرني أبو العلاء ...إلخ) كما نقل عنه أبو العلاء في (معجز أحمد) ما يدعو إلى الشك في تاريخ مولد ابن فورجّه، وقد ترجم له الباخرزي في (دمية القصر) فقال" هو في الصنعة من الفحول، والتنبيه على فضله طَرَفٌ من الفضول، وشِعره فرخُ شِعر الأعمى، أعني شاعر معَرّةِ النُّعمان. وإن كان هذا الفاضل مُنزِّهاً عن معرّة العُميان. ....أنشدني لنفسه بالري سنة 440هـ....إلخ) ومن نوادر أخبار ابن فورجه قيامه بترجمة قصائد لشاعر فارسي مغمور هو (المعروفي) أورد الثعالبي قطعة منها في (اليتيمة)
 وفي هذه القصيدة يصرح أبو العلاء بأنه لم ير بغداد حتى دخل سن الكهولة، قال:
كلفنا بالعراق ونحن شرخ         فلم نلمم به إلا كهولا
وشارفنا فراق أبي عليٍّ         فكان أعز داهيةٍ نزولا
سقاه الله أبلج فارسياً         أبت أنوار سؤدده الأفولا
إلى أن قال:
ولو لم ألق غيرك في اغترابي         لكان لقاؤك الحظ الجزيلا
وفيها قوله:
فذلك شبه عزمك يا ابن حمدٍ         ولكن لا نبو ولا فلولا
*زهير
15 - يونيو - 2010
عالم السوء    كن أول من يقيّم
 
قَد حُجِبَ النورُ iiوَالضِياءُ وَإِنَّـمـا ديـنُـنا iiرِياءُ
وَهَـل يَجودُ الحَيا iiأُناساً مُـنـطَوِياً عَنهُمُ iiالحَياءُ
يا  عالمَ السَوءِ ما iiعَلِمنا أَنَ  مُـصَـلّـيكَ iiأَتقِياءُ
لا  يَـكذِبَنَّ اِمرُؤٌ iiجَهولٌ مـا  فـيـكَ لِلَّهِ iiأَولِياءُ
وَيـا بِـلاداً مَشى عَليها أُولـوا اِفـتِقارٍ iiوَأَغنِياءُ
إِذا قَضى اللَهُ iiبِالمَخازِي فَـكُـلُّ أَهـليكِ iiأَشقِياءُ
كَم  وَعَظَ الواعِظونَ iiمِنّا وَقامَ  في الأَرضِ iiأَنبِياءُ
فَـاِنصَرَفوا وَالبَلاءُ iiباقٍ وَلَـم  يَزُل داؤُكِ iiالعَياءُ
حُـكمٌ جَرى لِلمَليكِ iiفينا وَنَحنُ في الأَصلِ أَغبِياءُ
*زهير
16 - يونيو - 2010
أرائيك    كن أول من يقيّم
 
أُرائـيكَ  فَليَغفِر لِيَ اللَهُ iiزَلَّتي بِـذاكَ وَديـنُ الـعالَمينَ رِياءُ
وَقَد يُخلِفُ الإِنسانُ ظَنَّ عَشيرِهِ وَإِن  راقَ مِـنهُ مَنظَرٌ iiوَرُواءُ
إِذا قَـومُنا لَم يَعبُدوا اللَهَ iiوَحدَهُ بِـنُـصـحٍ  فَـإِنّا مِنهُمُ iiبُرَآءُ
*زهير
16 - يونيو - 2010
 11  12  13  14  15