البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : العامري وكتابه (نزهة الألباب)    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 زهير 
13 - يونيو - 2010
المرحوم محمد حسني العامري ( 1291 - 1374 هـ) ( 1874 - 1954 م) علم ضائع، ولا أعرف كيف نصل إلى أخباره في سنواته الأخيرة، وإلى معالم مسيرته العلمية بعد كتابه النفيس (نزهة الألباب في تاريخ مصر وشعراء العصر ومراسلات الأحباب) والذي نشره وهو في الثالثة والعشرين من عمره (مطبعة الهلال بالفجالة عام 1314هـ) وعلى الغلاف تأليف اللوذعي الأديب والشاعر اللبيب محمد حسني أفندي العامري كاتب جوازات (باسبورتات) السويس.
قضيت الأسبوع الفائت في قراءة الكتاب بعدما عثرت عليه منشورا في موقع خزانة التراث.
وفي مقدمة الكتاب أنه ابن الشريف الشيخ حسن خضر شريف العامري الحسيني، وذكر في المقدمة أنه افتتح الكتاب بذكر رسائل تاريخية بعث بها إلى صديق له اسمه (فاضل) تضمنت تاريخ مصر منذ الطوفان، وتوجها كما يقول بقصيدة نابغة العصر أحمد شوقي (وهي الرسالة التاسعة في الكتاب ص73 والقصيدة ألقاها شوقي في المؤتمر المشرقي الدولي الذي عقد في جنيف في سبتمر 1894م وهي 264 بيتا، وقد افتتحها بوصف ركوبه الباخرة التي أقلته إلى جنيف، فقال:
هَمَّتِ الفُلكُ وَاِحتَواها الماءُ         وَحَداها بِمَن تُقِلُّ الرَجاءُ
قال:
ثم أتبعت ذلك بذكر أجناس الحجاج الذين يمرون على السويس وشرحت صفاتهم وكمياتهم وأثبت بعض لغاتهم الغريبة، (وتجد هذا الفصل ص89) وفيها كلامه عن حجاج الكويت ومحبته لهم (ص 101) وحجاج بلاد الكيب (الكيف) أو (أفريقيا الجنوبية) (ص 102) وأهل شنقيط وفصاحتهم وارتجالهم الشعر (ص 107) وأهل ودّاي ص 108 (وهي برور لا بحار فيها) ويهود صنعاء (ص 111) وفي (ص 116- 118) نبذة مهمة عن الشعر الحميني بعث بها إليه صديق له من علماء جدة (أصله من عنيزة) واسمه مبارك بن مساعد البسام النجدي
قال: وبعد ذلك دونت سجايا العرب وحالة الشعر ببلاده والأدب، وطرزت هذا بأشعار العرب الحالية التي يدعونها (حمينية) وهي تتركب من لغتهم العامة، ويضمنونها الحكم والمواعظ وأخبار الوقائع والعوايد (انظر أمثلة من هذا الشعر ص 119 وما بعدها) وحديثه عنه (ص128) وقد شرع في الفصل الثاني ص 126 بذكر شعراء العصر، وذكر أنه أعلن عن ذلك قبل تأليف الكتاب في مجلة الهلال بعددها السابع من السنة الثالثة الصادر 1/ديسمبر/ 1884م وهذه صورة الإعلان:
أيـا شـعـرء عصري يا iiكرام أمـثـلـي  فـي محبتكم iiيضام
سـمـعت  نظامكم فغدوت iiصبا جـريـح الـقـلب منكم لا iiأنام
فـمـنـوا  أيـها الأدباء iiعطفا وداووا لـي جـراحـي يا iiكرام
فـبعض  النظم يشفي لي سقامي ويـشـكـركـم لساني iiوالعظام
لأغرس قولكم في أرض روضي ويـبـقـى  بـعـدم ثمرا iiيسام
وروضـي  ذا كـتاب iiمستطاب يـتـم  إذا أتـى مـنـكم iiنظام
فـهـيـا  واسـعفوني iiبالأماني فـمـن لـبى السؤال هو iiالهمام
سـلام  الله مـن حـسني iiدواما عـلى  الأدباء من بالشعر iiهاموا
وقد تكرم الكثير منهم فبعث إليّ المختار من أقواله وساعدني الأديب بكماله فصار يجمع الشعر من شعراء بلاده ويرسلها لعبده، ولكن ذلك لم يف بالمراد حيث اقتصر على بعض البلاد، لإن الإعلان لم ينشر بكافة الأقطار والأوطان، ولذا شمرت عن ساعد الجد، طالب الوصول إلى الحد، لتتم الفائدة ولو بأتعاب زائدة، ومن توفيق المنان ورضى جدي العدنان وجودي بالسويس محط رحال العيس حيث أمكنني بواسطة الواردين لها من كافة الأقطار الحصول على مقدار عظيم من أجود الأشعار.
سوف أنشر في التعليقات التالية مختارات من هذا الكتاب ولاسيما الفصول المتعلقة بشعراء عصره، مع الاعتراف بأن العامري لم يكن موفقا في إنجاز هذه الفصول، ولا في ترتيبها ولا في اختياره للشعر، باستثناء الشعر الحميني الذي اختاره له صديقه مبارك بن مساعد البسام النجدي  ولا أريد هنا أن أرهق هذه المقدمة بملاحظاتي لذلك أكتفي بالملاحظات التالية:
1-  الكتاب مشروع لم يكتمل وأهمل فيه عشرات البلدان العربية في عصره، وطائفة من كبارشعراء مصر من أمثال حافظ إبراهيم
2- لم يرجع إلى مصادر مطبوعة إلا في النادر واكتفى في معلوماته بمقابلاته التي أجراها مع  الحجاج في مكتبه في السويس، ومراسلاته التي وصلته جوابا على مشروعه في مجلة الهلال، ونرى أنه أكثر من ذكر شعراء حلب في القسم المتعلق بشعراء الشام بسبب أوراق في تراجم شعراء حلب بعث بها إليه الفاضل ميخائيل أفندي فتح الله الحمصي
 3- وهو من فينة إلى أخرى يعلن سخطه على الوقت الذي كان سببا في إهمال لقائه بشاعر أو بحثه عن ديوان فيكتفي في مرات كثيرة بذكر اسم الشاعر فقط. ولا يستبعد أن يكون هذا السبب هو الذي منعه من تبييض قصيدة عبد الفتاح الطرابيشي (1277 - 1330 هـ) (1860 - 1912 م)  حيث يقول في ترجمته : وله قصيدة تزيد عن الخمسين بيتا هي في بابها أحسن ما قيل في عصرها، تركتها رغم الإرادة ساخطا على الحال التي منعتني عن إثباتها كلها، وأحسن عزاء لي التمثل بقوله منها:
أخلاي قد جار الزمان وأهله علي ولي لم يبق خل iiمهذب
4- تركيزه فيما يختاره من الشعر على مدائح الخديو عباس حلمي الذي رفع الكتاب إلى سموه، ولعل هذا كان في مقدمة الأسباب التي دعت إلى كساد الكتاب وخمول مؤلفه.
 
وأخيرا أرى من الفائدة أن انوه إلى كلامه عن الكويت إذ افتتح بها ذكر العرب، ويفهم من حديثه عن الكويت أنه لم يكن قد سمع باسم الكويت قبل أن يلتقي موكب الحاج الكويتي عام 1312هـ وهو يفسر سبب مجيء أهل الكويت للحج عن طريق السويس، وسأنشر كلامه هذا في أول تعليقات هذا الملف
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
موكب الحاج الكويتي    كن أول من يقيّم
 
افتتح العامري حديثه عن العرب  بذكر أهل الكويت كما أسلفت في المقدمة، إذ قال تحت عنوان (العرب الكرام) (ص 100):
هذا الجنس المطبوع على كرم الأخلاق وكل جميل، يؤم أم القرى برّا في فيافي بلاده المعطرة كما هو معلوم، ولكن منّ المنان، واقتضت رحمته لبني الإنسان أن يمتع أنظارنا ويفرّح قلوبنا برؤية من تمسكوا بشيم جدودهم فلم يتمكن الأجنبي من المداخلة بينهم. ففي كل عام تتشرف السويس بما لا يتجاوز العشرات من أكابر العرب الكرام القريبين من السواحل البحرية مثل الحصى =الحسا= وعمان وغيرها. يأتون لها بحرا عن طريق البحر الأحمر بعد مرورهم على بومباي بالهند والمحيط الهندي ومنها يسافرون إلى جدة بحرا بعد أن يمكثوا بهذا الثغر أياما، تمر علي كليلة الوصل، أبكيها ساعة الفصل، أشنف سمعي بأقوال فصيحة وجمل صحيحة، نستنشدهم الأشعار المبينة عما في بلادهم من الأخبار. الغالب فيهم نحول الجسم وتوسط القامة وقمحية اللون أو سمرته الجاذبة للقلوب، وصفات خلقتهم وأخلاقهم عربية، يلبسون الجبة والقفطان والكوفية والعقال، ويتحلون بالأدب والكمال، وهذا ما جعلني أهيم في حبهم، وأقدم نفسي بنفسي للتعرف بهم والقيام براحتهم في حلهم وترحالهم، فإذا لمح طرفي على بعد ذا عقال ينجذب نحوه أكثر من انجذابه لذات خدر وعقال،
ومن ذلك أني شاهدت في شهر شوال سنة 1312هـ  أثناء انشغالي بأشغالي جماعةً في زي أهل نجد، فتعلق بهم قبل محادثتهم قلبي، وزاد الوجد ولكن تصبرت برهة حتى انتهزت الفرصة فوقفت لديهم وقدمت نفسي إليهم، فرأيت ثغورهم ابتسمت، وعلامات البشر على وجوهمم ارتسمت، وبعد التحية وتمتعي بألفاظهم الفصيحة النجدية، علمت أن بلدهم تسمى الكويت، والكبير فيهم يدعى الشيخ صالح (1) يعلوه الوقار، والجود والاعتبار، وصحبته الأماجد، الشيخ زائد، والشيخ إبراهيم والشيخ قاسم، والشيخ عبد الرازق، فلما استقر بنا الجلوس، وجرى حديثهم الفصيح مجرى الكؤوس، قمت أمدحهم بهذه الأبيات الارتجالية راجيا منهم غض الطرف عن الزلة والخطية.
فؤادي في هوى الأعراب iiعاني يـهـيم  بذكرهم دون iiالغواني
فـإن  آنستهم في الحي iiأسعى إلـيـهم  طوع شارات الجنان
كـأني إن حظيت بهم أتى iiلي مـحـب أبـتغيه مدى الزمان
وقـد  جـالست منهم كل iiشهم شـريف النفس مرفوع iiالمكان
فـهـذا صالح الأعمال iiيحكي بـهـيـبـته أميرا من iiعُمان
وزايــد ثـم قـاسـم آل ودّ وإبـراهـيـم  يبسم إذ iiيراني
و  عـبد الرازق الفطن iiالذكي يـشـيـر إلى المكارم iiبالبنان
فيا  أهل الكويت وأصل شوقي لـكـم  شكري بقلبي iiواللسان
لـقـد  ذكرتموني اليوم iiأهلي عريب الجزع أصحاب المثاني
فـهـل للقلب من وجدي شفاء وهـل بـعـد البعاد لنا iiتداني
وفـي الـتوديع أهديكم iiسلاما يـكرر  ما بقي الركن iiاليماني
 ____________
أقول أنا زهير: لا يخفى هنا أن كل هذه الشيوخ لا علاقة لهم بشيوخ الكويت الحكام في تلك الفترة، والمرجح أن الشيخ صالح المذكور هنا هو أمير عنيزة، وربما كانت إقامته في الكويت وهو الشيخ صالح اليحيى الصالح اليحيى (من أمراء آل الرشيد، من آل زهري بن جراح) آلت إليه إمارة عنيزة في نفس هذه السنة التي التقاه بها المؤلف 1312هـ 1894م وعزله عبد العزيز المتعب عام 1318هـ 1900م
*زهير
13 - يونيو - 2010
شوقية أخرى مجهولة    كن أول من يقيّم
 
ترجم العامري لأحمد شوقي (ص 157) فقال: (حضرة النابغة عزتلو أحمد بك شوقي الموظف بالديوان الخديوي السامي، منحه الله ذهنا حادا وقريحة جيدة وقادة وذاكرة حاضرة، خضعت له ملكة الشعر فأصبح يقوله بلا تكلف ويضمنه الحكم والمواعظ والأمثال العربية مما يجعله مفيدا وبليغا فصيحا، ومرشدا ومؤنسا مليحا، له قصائد كثيرة جدا وكلها مطولة، منها الهمزية التاريخية المسماة (مصر) التي أثبتها في رسائل نزهتي التاريخية وقصيدة قالها تهنئة للجناب العالي الخديوي بعيد مولد سموه الجليل سنة 1312هـ وقد عارض بها قصيدة البحتري المشهورة التي يقول فيها:
أخفي هوى لك في الضلوع وأضمر وألام  مـن كـمـد عـليك وأعذر
وهاك بعض أبياتها:
قلت أنا زهير: والقصيدة غير منشورة في الديوان لذلك أنقل هنا القطعة التي أوردها المؤلف برمتها وكان شوقي وقت كتابة القصيدة في السابعة والعشرين من عمره، وفي سقم القصيدة ما يفسر حذف شوقي لها من الشوقيات:
أشـكـو  هواك لـمن يلوم iiفيعذر وأجـادل  الـعذال فـيك وأكثر
وأبـيـت أجـتنب الرقيب iiوأتقي وأخـاف  ألـسـنة الوشاة iiوأحذر
وأصون ذكر هواك عن هذا الورى وأجـل سـرك أن يـذاع وأكـبر
وأردد الـزفـرات فـيك iiوأشتكي وأعـلـل  الـقلب الشقي iiوأصبر
وأنـيل جيد الدهر من غزلي iiومن دمـعـي  وأنـظـم للزمان وأنثر
الله فـي صـب قـضـى iiإنسانه سـهـرا  عليك ومن يحبك iiيسهر
(هـجـر الكرام إليك يا ابن iiمحمد ورحـابـك الـدنيا التي لا تهجر)
تـهـتـز من كرم وترتجل iiالندى وتـنـيل  من فوق الظنون وتغمر
وتـعـيـد عهد الجود بالنعم iiالتي يـحـيا الزمان ببعضها iiوالأعصر
وأعـدت لـلـنيل العلوم iiوعهدها والـعـلـم تـاج لـلبلاد iiومظهر
مـا جـل عـيب أو تناهت iiسوأة إلا وعـيـب أخـي الجهالة iiأكبر
وإذا  الـفـتـى لـم يحله iiعرفانه فـالـحـسن  أول شائن iiوالمنظر
أيـدت أعـلام الإمـارة بـعـدما طوت  الخطوب وأقسمت لا iiتنشر
قالت  حوادث مصر فصل iiخطابها حـتـى  تـسـاوى منذر iiومبشر
كـذبـت  حوادثها ووعدك iiصادق وحـبـاك  مـوفور وحلمك iiأوفر
يــوم هـو الأعـيـاد إلا iiأنـه حـسـب الـزمان به يتيه iiويفخر
بـاكـرت دار الـملك فيه بموكب قـام  الـسـراة له وخف iiالعسكر
راعـت  روائـعـه النهار iiجلالة فـالشمس تجفل والضحى iiتستأخر
فـالأرض  مـائجة المذاهب iiبالقنا والأفـق  حـال بالسيوف iiمجوهر
والـخـيـل تعجب بالكماة وتنثني وتـنـيف  تيها بالرؤوس iiوتخطر
ومـن الـسلامة في ركابك iiهاتف ومـن الـوجـوه مـهـلل ومكبر
عـبـاس يـا مولاي بلغت iiالمنى ورزقـت  مـلـك صنوفها تتخير
وبـقـيـت  تسعد بالبنين وترتقي وتـقـر عـيـنـا بالمراد وتظفر
إنـي  سـألـت لك العناية خفظها وقـبـول سـؤلـي بالعناية iiأجدر
ولحضرته قصيدة طويلة عنوانها (هناء الأنام بتذكار جلوس عزيز الإسلام) منها:
يودّ من الأرواح ما لا تودّه       ويفتك فيها مسرفا وهي جنده
قلت أنا زهير: القصيدة منشورة في ديوانه في الموسوعة باستثناء الأبيات الملونة بالأحمر:
يـودّ مـن الأرواح ما لا iiتودّه ويـفتك فيها مسرفا وهي iiجنده
نـمـير تواليه المحاسن iiورَّدا وتنهل منه النفس لو راق وِرده
مـروع  بإلمام النسيم iiمروع بماض خفيف ينزع اللب حدُه
إذا اسـتله في أنسه أو iiنفاره فـكـل فؤاد في البرية iiغمده
خـذوه بـنفسي إنه هو قاتلي ولا تـقـتـلوه إنني أنا iiعبده
ولا  تسألوه ما ذنوبي iiواسألوا قـبول  متابي قبل ذنب iiأعدّه
ولا  تـذكروني عنده iiبشفاعة فإن شفيع الواجد الصب وجده
فإن يك فيما يزعم الناس قد سلا فـمـا بـال قلبي عنده لا يرده
لحاني الذي لم يعرف السهد جفنه ولـم  تدر تقليب المضاجع iiكبده
وقـاطعني من كنت أرجو iiوفاءه وأيـن  أخـو الود الذي دام iiوده
فـيـا مدنيَ العذال ماشاء iiعِطفه ويا  مقصى العشاق ما شاء iiصده
أيُـمنح منك القرب من سار iiذمه ويمنع  منك اللفظ من سار iiحمده
ويـأوي  لظل من سواك iiرجاؤه ويعتنق  الحرمان من أنت iiقصده
أعوذ  بعيد الملك من أن يمرّ iiبي فـلا يلتقي بي في غرامك iiسعده
جلوس خديو العصر والملك الذي أبـوه  أبـوه فـي الفخار iiوجده
فـتـى  تشرق الدنيا إذا ذكر اسمه ويـهـتـز اشـياخ الزمان iiومرده
إذا  مـا الليالي نمن لم يغف iiحزمه وفوق سهاد الدهر في الخطب سهده
وإن يرتجل وعدا وفي الليل iiهجعه تجلى  على الصدق الصباح iiووعده
فتى  النيل أضحى عصمة بك iiملكه وكـان  سـلامـا في يمينك iiعهده
وشـعب  أطاش الدهر ثابت iiجأشه فـخـار  فـلـما جئته جاء iiرشده
فـلو  أن حالا دام لم ينقض iiالأسى ولـكـنـهـا  الأيـام حال iiوضده
أعباس مهلا في المعالي iiونيلها ومـر  يستمد النجم ما iiيستمده
لأنت لهذا العصر إن شاء أهله وإن لـم يشاؤوا مجده ثم مجده
 قال: وكلها درر من هذا القبيل تركت باقيها رغم النفس.
وقد نال صاحب الترجمة صوتا من اقتراح الهلال = يشير هنا إلى ما أعلنه جرجي زيدان من مسابقة للشعراء في الهلال وقد ذكرها المؤلف في مقدمة كلامه عن الشعراء= إلا أنه والحق يقال كوكب شعراء العصر ولست أبالغ إذا قلت إن شعره إلهام إلهي ولولا مراعاة ماليتي (ولم أقل نزهتي لأن نغمه هو نزهة الألباب) لاستمريت أكتب من شعره حتى يشهد الطرس لدى تاريخ العصر أن حضرة المترجم له جدير بما وصفناه به حفظه الله
*زهير
13 - يونيو - 2010
ناصر بن سالم    كن أول من يقيّم
 
وأول من ترجم لهم من الشعراء: (ناصر بن سالم بن سعيد بن سليمان)، وقصيدته الدالية التي مدح بها نجدا واهلها إجابة للسيد يعرب بن قحطان من عمان، وقد بعث بها إليه الشيخ مبارك المساعد المبارك البسام النجدي. وفيها قوله:
رجـال خضاب الكف والخف iiعندهم خضاب الخفاف البيض للضمر الجرد
 
*زهير
13 - يونيو - 2010
ابن رشيد    كن أول من يقيّم
 
وأتبعها بقصيدة من الشعر الحميني للعلامة الجليل عبد الله بن علي بن رشيد، والد الأمير محمد بن رشيد (صاحب نجد أثناء تأليف الكتاب) وهي مما بعثه إليه الشيخ مبارك المساعد المبارك البسام النجدي مع تفسير ما فيها من الألفاظ. وتقع في 46 بيتا، أولها:
الـحـمد للباري فزعْ من iiشكاله والحمد له ثاني على كل الأحوال
وفيها قوله:
يـا  ما طلبنا كل من به iiشكاله نبغي الركود من نجد ولا ضال
والشكالة أهل الرجالة، والركود: عدم الشقاق، وقوله : ولا ضال، أي فما حصل
ومن عقب ما عجز وعني بالغياله شبوا  لنا الحرب بالقيض iiصوّال
*زهير
13 - يونيو - 2010
سالم العطاس    كن أول من يقيّم
 
وترجم بعده (ص137) للشيخ سالم بن أحمد بن محسن بن أبي بكر العطاس مفتي مملكة جهور (1) الكائنة شمالي استراليا، وموطنه الأصلي حضرموت قال: (وقد ساعدني الحظ بمجالسة هذا العلامة والشاعر اللوذعي الفهامة في أوائل شهر رمضان المعظم سنة 1313 عند قدومه من جهور بقصد تغيير الهواء بالديار المصرية والأقطار العربية معالجة لمرض اعتراه في ساقيه منعه عن المشي عفا الله عنه، ومع شدة سقمه وكبر سنه البالغ 65 سنة كان يجلس كالشباب خالعا عذار الأوصاب عند شرحه المسائل العلمية وإلقاء القصائد الشعرية. فقد كنت في حضرته يوما ودخل علينا كل من الأماجد الشريف شرف وشقيقه الشريف محمد، نجلي الشريف عبد المحسن، من أشراف مكة المكرمة، قدما للسويس في ذلك اليوم من جهة الهند، وبعد السلام والتحية جلسنا جميعا حول أستاذنا ودار الحديث بينه وبيننا عن الممالك وأحوالها والأمم وأميالها، منها الملازمة لجانب الحيادة، ومنها الطامعة في الزيادة مع ادعاء السيادة، فلما اتسع مجال المقال وحمي وطيس الجدال، اعتدل الأستاذ من فراشه وصار يشرح ما يناسب الموضوع من الآيات المقدسة القرآنية، والأحاديث الشريفة النبوية، ومنها تدرح إلى ذكر الخلافات الإسلامية، وما جرى عند قيام الدولة الأموية من سفك الدماء الطاهرة بين كربلاء والسامرة، =ربما يريد سامراء= حتى لم يبق من أهل بيت النبوة غير النساء والأطفال، ثم بكى وقال: ونحن الحاضرون أبناؤهم فلنبك على ما أصابهم ..... واستمر الأستاذ يذكر الدول الإسلامية واحدة بعد الأخرى حتى وصل إلى وقتنا الحاضر، فتنفس الصعداء وقال: أما وقتنا الحاضر الذي يدعونه أهله بعصر الحرية والعدالة والمدنية فهو والحق يقال وقت القوة، أعني بها قوة المال الذي هو الآن العلم المفيد والرأي السديد والسيف الحديد، إن جار في حكمه وصف بالعدل، وإن تدنّأ فعينُ الفضل. ومن الأسف ارى كثيرا من المسلمين جدوا في تحصيل الشهوات الدنيوية واستعانوا على إدراكها بالانتماء لدعاة المدنية، ولكن الملام على أمراء الإسلام الذين تفرقوا بعد الاجتماع، ومالوا إلى الترف وتحسين المتاع فتزعزع بنيانهم وسهل للأجنبي الدخول بينهم والاستيلاء على أملاكهم ...إلخ ..... ولم يمكث هذا العلامة بالسويس إلا أسبوعين، وسافر إلى مكة المكرمة وقد أسفت لفراقه شفاه الله وعافاه. وله منظومات مطولة منها قوله في واقعة حال:
عـلا  عـلـويٌّ والـحوادث جمة وأمـسـت كـبود الساكنين بدادا
فـهـا أنـا كـالطير المبلل iiريشه تـجـللت  من تفريق فكري iiوسادا
كـأنـي  عـلى قفر ولا ثم iiمؤنس فـأمـسيت ما بين الوحوش iiكسادا
أسـاءل مـا بـين الحزوم ظباءها فـهـل  شـمـتمُ ليلى وإلا iiسعادا
وهل  زينب بالجزع أوطت iiركابها ولـن  يـظعنوا ما لم يكونوا iiرقادا
وهل دهمتهم في الوغى أسد الشرى عـلى البهم بالجرد السيوف iiجرادا
لـقـد ظـعنوا والحب في iiزفراته أراق  دمـا يـتـلو الدموع iiوعادا
وله من قصيدة يمدح بها الواثق بالله المهراجا أبو بكر ملك جهور المعظم رحمه الله.
ثم أورد القصيدة وهي 15 بيتا، ومنها:
مـلـيـك  جهور جوهري iiكلامه شجاع  إذا ما الخوف عمت iiذوابله
كـبـيـر مـقـام ما تعود iiحاجبا سوى العدل والسور المحصن نائله
بـإيـثـار  أبـناء الرسول iiمودة سـتصفو  إذا جاء الحساب مناهله
____
(1)جهور (أصلها بالعربي جوهر وتنطق اليوم جوهور، وهي ملاصقة لجاوه أسفل ماليزيا كما أفاد صديقنا الأستاذ عبد الله السريحي قال: وقد دخل أهل هذه البلاد الإسلام على يد المهاجرين إليها من أهل اليمن، ومنهم من خرج إلى بروناي وأشهرهم أسلاف سلطان بروناي الحالي حسن بلقية)
*زهير
13 - يونيو - 2010
فهد المهيزعي    كن أول من يقيّم
 
ثم ترجم للشاعر الشيخ فهد بن عبد الله المهيزعي النجدي من أهل الحصى =الحسا=
وأورد شيئا من شعره الذي راسله به.
*زهير
13 - يونيو - 2010
مبارك بن مساعد البسام النجدي    كن أول من يقيّم
 
ثم ترجم (ص 142) لصديقه الشيخ مبارك بن مساعد البسام النجدي، فذكر الخدمات التي أسداها له في تأليف هذا الكتاب، ثم ساق ترجمته وفيها أنه ولد في بلدة عنيزة عام 1258هـ ثم ذكر سياحته في بلاد الشام ودخوله حلب ومعرة النعمان وديار بكر والرها وأعالي جزيرة ابن عمر وعبر الدجلة بعد دخوله الموصل إلى السامرة ودخل بغداد مما يلي بلاد العجم ومما يلي بلاد العرب ... ودخل بلد سيدنا الزبير ومنها إلى الكويت ورأى بالبلدتين المذكورتين من أخيار العرب ثم عاد إلى وطنه عام 1276م ...
ومن شعره الذي أورده المؤلف قصيدة يتشوق بها إلى أهله وكان في مليبار في بلدة اسمها (تلّشيري) وأخرى في رثاء شيخه محمد بن حميد الذي توفي يوم 12 شعبان 1295هـ ودفن بالطائف وفيها قوله:
محمد بن حميد نور مذهبنا الـحنبلي به الزهاد تفتخر
وكان أحد الأشقياء قد هجا شيخه المذكور بأبيات منها:
لقد  نظرت عيناي بالحي iiكوسجا بخفي حنين جاء حاف من الشرق
حـقـيرا  ذليلا لا نعال ولا iiكسا كعبد  من السودان في ربقة iiالرق
فرد عليه بقصيدة طويلة، منها:
ومن  ذم من أعطى الكمال بنفسه فقد ظل غربا والكمال من الشرق
ثم أورد مطارحاته مع شعراء عصره وأصدقائه ومنها قصيدة لصديق له من أهل حلب، اسمه مصطفى بن خلف الفوعالي في التشوق إليه، وفيها قوله:
يـا بهجة الزمن القديم ومنية iiال الخلق الجديد زمان وصلك عيدها
قد  بنتُ عن أهلي فبانت iiمهجتي ومـبـارك  بن مساعد iiسيعيدها
 
*زهير
13 - يونيو - 2010
عثمان بن عبد الله والجوهري الأشرم    كن أول من يقيّم
 
ثم ترجم ص 149 للسيد عثمان بن الحبيب عبد الله بن يحيى، قال: المقيم الآن في بندر بتاوي بجزيرة جاوه لنشر العلوم الشرعية وإظهار فضل الديانة المحمدية. وأورد له قطعة في تقريظ كتاب (الدرر البهية)

ثم ترجم (ص 149) للشاعر الشاب عبد الواحد الجوهري الأشرم، قال: من عرب البادية، المقيم بمكة، منحه الله ملكة الشعر على حداثة سنه فكان يرويه ارتجالا بلا تكلف وما نلت من نظمه البديع غير تخميس الأبيات التالية):

قد ضاع وديَ معْ من لست أعرفه = وقل صبري عسى الرحمن يخلفه

وطال ليلي ودمع العين يردفه = هم علموني البكا ما كنت اعرفه

يا ليتهم علموني كيف أبتسم

وعاذلي عاذري لما رأى سهري = يا ليتهم علموا ما كان من خبري

ألفتهم في الصبا حتى دنا كبري =وأرضعوني لبان الحب من صغري

حتى إذا علقت روحي بهم فطموا

 

*زهير
13 - يونيو - 2010
مجموعة شعراء    كن أول من يقيّم
 
ثم ترجم للحبيب هاشم بن عبد الله بن يحيى المقيم في سربايا، ثم للشيخ محمد بن يوسف الخياط ثم للحبيب عبد الله بن علوي بن عبد الله العطاس الساكن بتاوي (ص151)
*زهير
13 - يونيو - 2010
رشيد السعدي    كن أول من يقيّم
 
ثم ترجم للسيد رشيد السعدي البغدادي صاحب مكتبة ومطبعة نخبة الأخبار في أكبرأباد بالهند: مر على السويس في منتصف العام الماضي قاصدا محل إقامته بعد سياحته في الممالك الشرقية والأوروباوية، وحصلت بننا معرفة في تلك الفرصة، ومن شعره قصيدة مدح بها سلطان زنجبار المعظم المرحوم السيد برغش بن السلطان السيد سعيد، منها:
مـا لـي تـعرّفني قدري iiوتنكري مـواطـن أنـا فيها الأمس iiمولود
فـمـا استقرت بي الوجناء في iiبلد وقـد  يـقـر حـسام وهو iiمغمود
مـا أبـت مـن سفر إلا إلى iiسفر تـشقى به النوق أو تغرى به iiالبيد
يـروعـنـي  كـل يوم من iiتقلبه هـوى  شـطون وعيش فيه iiتنكيد
حتى إذا ما وردت الزنج سرت إلى أعتاب  برغش حيث الجود iiموجود
ثم أورد له قصيدة في مدح باي تونس المعظم علي باي
*زهير
13 - يونيو - 2010
 1  2  3