البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : عصر محمد في المصادر غير العربية    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 زهير 
1 - يونيو - 2010
عصر النبي محمد (ص) لا يزال يفتقر للبحث والتنقيب، وليس في وسع إنسان بمفرده أن ينجز هذا العمل مهما أوتي من قوة، ولو عملنا معا على إرساء أسس هذا المشروع فنكون قد ساهمنا بتأليف أهم كتاب يؤلف في تاريخ الإسلام، وللتعريف بالموضوع أقول:
نحن في حاجة ماسة لمعرفة تاريخ الشعوب وأشهر رجالاتها في عصر محمد (ص)  والوقوف على أهم الحوادث التي زامنت مولده (ص) سنة 570م حتى وفاته صيف 632م  بشرط أن لا يكون التاريخ العربي هو مصدر المعلومة وإلا صح فينا قول الشاعر:
وفسر الماء بعد الجهد بالماء

سنرى من خلال التعليقات القادمة أن فرنسا وإنكلترا كانتا في عصر محمد (ص) أقوى مملكتين في أوربا، بينما لم تكن ألمانيا وروسيا والنمسا والمجر قد وجدت بعد.
كنا في طفولتنا (نحن الدمشقيين) نعشق (هرقل) ولا يفوتنا حضور أي فيلم من أفلامه، نتزاحم ونتدافع على شبابيك التذاكر وتتقطع ألبستنا وتتبلل من عرقنا ودمائنا، بينما كانت صور هرقل المعروضة على بوابة السينما أحلى شيء نراه في العيد، ولكننا لم نكن نعلم أن هرقل هذا الذي نحبه هو رمز العداء للإسلام، وكان قد نصب قيصرا على الروم في السنة التي بعث فيها محمد نبيا، وتوفي بعد وفاة النبي (ص) بتسع سنوات (641م) ولما طرق اسمه سمعنا لدى دراستنا للسيرة النبوية فيما بعد، عاجلنا الأستاذ بالجواب بأن هرقل هذا غير هرقل الذي كنتم ترون أفلامه وأنتم أطفال، ولكنهما في المحصلة واحد.
وقد قمت كمحاولة اليوم في البحث في الشبكة عن طريق البحث عن السنوات (596 و597 و599 و600) فاستخرجت هذه المقتطفات من مواقع مختلفة وأتمنى ممن يقع في يده كتاب يفيدنا في موضوعنا هذا أن يتكرم به علينا وله منا كل الشكر والامتنان.
ولابد من التذكير مرة أخرى أن كل ما أنشره في هذا الموضوع من تعليقات منقول حرفيا وليس لي فيه غير النقل والاختيار.
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
البابا جريجوري الأول    كن أول من يقيّم
 
يطلق مؤرخو النصرانية مصطلح العصور المظلمة على الفترة من تولِّي البابا جرجوري الأول عام 590م حتى تولي شارلمان الإمبراطورية 800 – 840م  حيث شهدت العديد من الصراعات والانشقاقات التي أدت إلى الانهيار السياسي والانحطاط العلمي والثقافي للنصرانية. وإن تميزت بقوة التبشير النصراني، بالإضافة إلى شروق شمس الإسلام من جبال فاران (بمكة المكرمة) عام 610م حتى عمت أشعتها نصف العالم، وأخضعت العديد من الممالك النصرانية في مصر وأفريقيا والأندلس وصقلية ودول الشام وإيران، ومن أبرز شخصيات هذا العصر:
- البابا(*) جرجوري الأول 590 – 604م: الذي يلقب بجريجوري العظيم، لاهتمامه البالغ بتطوير الكنيسة(*) وإصلاحها، متأثراً بمبادئ وأصول الأديرة البندكتية التي نشأ فيها. بالإضافة إلى اهتمامه بالنواحي السياسية والإدارية، والدعوة للنصرانية حتى امتد نفوذ الكنيسة في عهده إلى أفريقيا وغاليا – فرنسا- ودخلت أسبانيا وإنجلترا في النصرانية بعد بعثة القديس أوغسطين عام 597م، وقد أصبحت الكنيسة في عهده أشبه بالحكومة المدنية العلمانية، وبذلك استطاع فرض سيادة البابوية على الأساقفة(*) الشرقيين في النواحي القضائية بما فيهم بطريرك(*) القسطنطينية، فحقق بذلك للبابوية قسطاً من السمو لم يسبق إليه مما كان لذلك الأثر البالغ في تذكية الصراع بين البابوية والإمبراطورية.
_________
التعليق منقول
*زهير
1 - يونيو - 2010
أوغسطين كانتربري    كن أول من يقيّم
 
أوغسطين كانتربري، القديس ( ؟ – 604م).
كان أول رئيس لأساقفة كانتربري. وكان سابقًا رئيسًا لدير القديس أندرو في روما. وقد استدعاه البابا جريجوري الأول ليقود جماعة من المنصِّرين إلى إنجلترا.
وفي عام 597م، نزلت الجماعة إلى اليابسة في جزيرة ثانيت، جنوب شرقي إنجلترا، ورحب بهم إيثيلبرت، ملك كنت. وقد حوَّلت مواعظ أوغسطين وحملاته التنصيرية، آلافًا من الإنجليز، بما في ذلك الملك، إلى الديانة النصرانية. وفي عام 601م، نصَّب البابا أوغسطين رئيسًا لأساقفة كانتربري
*زهير
1 - يونيو - 2010
مدينة كانتربرِي    كن أول من يقيّم
 
كانتربرِي (بالإنجليزية: Canterbury) مدينة تضمُّ مركزًا للحكومة المحلية في شرقي مقاطعة كنت في إنجلترا. عدد السكان 132,100 نسمة وتوجد المدينة على جانبي طريق واتلينج، وهو الطريق الروماني الذي يربط مدينة دوفر بلندن وتقع المدينة أيضًا على نهر أستور. وبالمدينة كاتدرائية كانتربري، وهي المعلم الرئيسي في المدينة، وتوجد جامعة كَنت في كانتربري.
استمد اسم المدينة كانتربري من كلمة سكسونية قديمة تعني مدينة كينتشمان. كما سَمّاها الرومان ديورفيرْنَم وقام الرومان بتحصينها في أوائل القرن الثالث الميلادي.
في عام 597م، سافر سانت أوغسطين من روما إلى كانتربري وأدخل الملك إيثلبيرت في المسيحية. وقام الملك بتشجيع أوغسطين ومساعدته في تنفيذ خططه لبناء كاتدرائية ودير في كانتربري. وأصبح أوغسطين أول رئيس أساقفة لكانتربري، وفي عام 1170م، قام أربعة من فرسان الملك هنري الثاني، بقتل القديس توماس بيكيت داخل الكاتدرائية. وأقام حواريو بيكيت ضريحًا تخليدًا لذكراه في الكنيسة، حيث يزوره الحجاج النصارى باستمرار. ويقال إن الشاعر الإنجليزي جفري تشوسر استقى قصصه المسماة حكايات كانتربري من هؤلاء الحجاج.
ومن بين أشهر الأنظمة التعليمية الأوروبية التي تطورت بها المدارس النظام التعليمي الإنجليزي الذي ترجع بداياته الأولى إلى كاتدرائية «كانتربري» التي أنشأها القديس «أوغسطين» عام 597م، ويشير مؤرخو التعليم إلى أن المنصرين أقاموا آنذاك نوعين من المدارس هما: المدارس الثانوية العلمية ومدارس الغناء، وركز التعليم في النوع الأول من هذه المدارس على اللغة اللاتينية، باعتبارها لغة العلم في جميع أنحاء أوروبا وقتئذ، بينما عول النوع الثاني من المدارس على تدريب الذكور ـ كبارًا وصغارًا ـ على الغناء والأناشيد والترانيم الكنسية، بغرض إعدادهم للمشاركة في مجموعات المنشدين داخل الكنيسة، ومساعدة القساوسة في أدوارهم وخدماتهم الدينية. وفي نهاية القرن السابع الميلادي، عمدت بعض المدارس الثانوية العلمية ـ مثل مدرسة مدينة يورك الشهيرة ـ إلى تدريس مناهج التعليم العام في القرون الوسطى، وبعد ذلك نشط المعلمون المتميزون والبارزون، فبادروا إلى إنشاء مدرستين جديدتين في مدينتي (أكسفورد) و(كمبردج) في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، وشكلت هاتان المدرستان نواتين للجامعتين الشهيرتين والوحيدتين في إنجلترا طوال ستة قرون تقريبًا،
*زهير
1 - يونيو - 2010
ملحمة بيوولف    كن أول من يقيّم
 
خضع الأدب الإنكليزي القديم إلى تأثير حضارتين: الحضارة الوثنية التي ارتبطت بالأنكلوسكسونيين، والحضارة المسيحية التي أتى بها المبشران أيدان Aidan وأغسطين Augustine إلى منطقتي نورثمبرية Northumbria وكنت Kent نحو عام 597م. ويظهر هذا التأثير جلياً في ملحمة «بيوولف» Beowulf الشعرية التي تعد أول ملحمة وأول عمل يكتب باللغة الإنكليزية القديمة وتتألف من 3182 سطراً، ويعتقد أنها تعود إلى القرن الثامن الميلادي، إلا أن أحداثها تدور في القرن السادس في اسكندنافية، ويصور فيها الشاعر المجهول قيم الشجاعة والفروسية والخلود المتأثرة بالحضارة الوثنية والقيم الأخلاقية المسيحية أيضاً. وتدور أحداث القصة حول بيوولف البطل الذي خلص ملك الدنمارك هرثغار Hrothgar من وحش يدعى غرندل Grendel بعد معارك دامية مع الوحش وأمه. وهذه الملحمة هي الملحمة الإنكليزية الوحيدة التي وصلت كاملة إضافة إلى بعض الأشعار البطولية والقصائد الغنائية الشعبية Lyrics باللغة الإنكليزية القديمة التي كان ينشدها شعراء أو مغنون في قصور النبلاء على أنغام موسيقى القيثارة في أثناء المآدب الفخمة.
 
*زهير
1 - يونيو - 2010
إثيلبرت    كن أول من يقيّم
 
وكان الملوك الأنجلو ـ سكسون الأوائل وثنيين، يعبدون عدة آلهة، وادَّعوا الانتساب إلى واحد من الآلهة هو وودن. وكان الملك إثيلبرت الذي كان ملكًا على كنت، عنـدما وصـل إليـها سانـت أوغسـطين عام 597م، هو أول ملك أنجلو سكسوني يتحول إلى النصرانية.
 
*زهير
1 - يونيو - 2010
الملك إدوين    كن أول من يقيّم
 
نورثمبريا. في أواخر القرن السادس الميلادي، كان لدى الإنجليز في نورثمبريا مملكتان هما بيرنشيا ودييرا. إلا أنه في عام 593م أصبح إيثيلفريث، ملك بيرنشيا حاكمًا على كل نورثمبريا حتى عام 616م، حيث أطاح به الملك إدوين سليل أحد ملوك دييرا. وحكم الأخير حتى عام 632م.
وكان أوزيو أحد أحفاد إدوين، سيدًا مطلقًا على جميع الممالك الإنجليزية بين عامي 654م و657م. وظلت نورثمبريا قوية حتى القرن الثامن الميلادي، إلا أن نفوذها على إنجلترا كان قد تضاءل قبل ذلك .
*زهير
1 - يونيو - 2010
الملك بيندا    كن أول من يقيّم
 
 برزت مملكة مرسيا في الأراضي الوسطى خلال القرن السابع والثامن الميلاديين. وكان أول ملك على مرسيا هو بيندا الذي ساعد على الإطاحة بإدوين ملك نورثمبريا عام 632م، وأصبح ملكًا على مرسيا نتيجة لذلك. وحكم ابنه ولفهير بين عامي 657م و674م. وكسب الاعتراف سيدًا مطلقًا على جنوبي إنجلترا. ثم أصبح إثيلبولد بعده سيدًا مطلقًا على كل الممالك الإنجليزية بين نهر همبر والقنال. وخلف إيثلبولد الملك أوفا عام 757م. وبنى سورًا دفاعيًا قويًا يفصل بين حدود إنجلتر وويلز.
*زهير
1 - يونيو - 2010
دير أميانوس (أو) دير تلعدا    كن أول من يقيّم
 
دير أميانوس( أو دير تلعادة – تلعدا الكبير ) :
يقع شمال قريةيقع شمال قرية تلعادة ، ويبعد عنها 1500م ، وبقرب برج السبع ( الدير الصغير ) وعلى شماله على بعد مئات الأمتار،
وفي السفح الجنوبي لجبل الشيخ بركات ويشرف على سهل دانا . إنه من أهم مراكز الحياة التوحّديّة السورية الإنطاكية ،
وكانت تلعدا في العهد البيزنطي مهد الرهبانيات في سورية الشمالية، من بعد دير جنديرس. والراهب أميانوس – أو العمّاوي،
نسبة إلى قرية عِمّا – عِمّ = ( عين ماء ) التي تقع خلف باب الهوى، وتدعى اليوم ( يني شهير أو البركة ) ، وهي قرية كبيرة كثيفة السكان.
أنشئ في أواسط القرن الرابع دير في تلعدا الواقعة إلى جانب سفح رابية عالية من جبل شيخ بركات.
ويعد أميانوس أول راهب عرفه التاريخ من دير هذه القرية . وقد أخذ عن تلاميذ مار أفرام في مدينة الرها – أورفا أساليب الحياة الرهبانية،
أمّ مغاور جبل الشيخ بركات في تلعدا، فقصدته جماهير من الشبان والرجال ليعتنقوا الحياة الرهبانية .
تاريخ الدير :
تشعبت مناسك كثيرة من هذا الدير ، كما يقول ثيودوريطس . وهناك كثيرون تخرجوا على يد أوسابيوس الإلهي ،
فأرسلهم بصفة مدربين إلى مناسك أخرى فملئ هذا الجبل المقدس كلّه بحدائق إلهية عطرة .
وإذا تطلعنا نحو الغرب والجنوب رأينا فروع هذه الفلسفة منثورة كالنجوم حول القمر ، تشيد بتسبيح الخالق، بعضها باليونانية وبعضها الآخر باللغة الدارجة في المنطقة .
كان أوسابيس ابن أخت ماريانوس ناسكاً فلعب دوراً هاماً في التطورات اللاحقة ،
واشتهر كثيراً حوالي عام (360م) فدعاه اميانيوس ليدير جماعته في تلعدا ، وتجاوزت شهرته حدود إنطاكية فجذب النساك من المناطق المجاورة ،
وفضّل يعقوب وأغريبا ، تلميذا يوليا نوس سابا الشهير في الرهاوية ، العيش كراهبين عاديين تحت إدارة أوسابيوس حوالي عام (367م) .
وجاء أيضاً ماروساس رئيس دير نخلة عام (400م) ، ولحق به تلميذه عباس . وأسس أوسابيوس عدة جماعات رهبانية ،
يونانية وسريانية ، على جبل الشيخ بركات وسمعان . وفي الجوار بنى تلميذاه أوسيبونا وأبيبون عام (370م) ديراً لعله دير برج السبع ، بقرب دير تلعدا وغربية .
وإلى هنا جاء من كيليكيا القديس سمعان العمودي عام (402م) ليقضي السنوات العشر الأولى من حياته النسكية . ولمّا مات أوسابيوس عام (406م) خلفه الراهب أغريبا من الرهاوية .
هذا وقد أقام تيودور يطس ، الراهب في دير نيقرتا بقرب أفاميا ، في الديرين . مرة أولى قبل سيامته الأسقفية عام (423م) ، ولاحقاً كأسقف قورش . وفي تلك الأثناء خلف داود أغريبا .
فساس رهبانه وقد بلغ عددهم 150 راهباً . وكان لهم مصلى مشترك يقوم بخدمته كاهن ، مما يعني أنهم كانوا يعيشون نساكاً متوحدين في الضواحي .
وكان لدير تلعدا فروع عديدة قد أنشأها أوسابيس وتلاميذه . وكانت جماعة أوسيبونا وابيبون مؤلفة من 80 راهباً
عندما زارها تيودوريطس في عهد خلفهما هيلودوروس. هذا وقد ازدهرت المنطقة وتثبتت الحياة التوحّديّة
.
ولما تناول تنظيم الحياة التوحيدية تجديد بناء كل الأديرة الموجودة ، أنشئت أديرة جديدة في نهاية القرن الخامس وأوائل القرن السادس ، فنالت قسطاً من الازدهار بانتشار المونوفيزية .
انحاز رهبان الدير إلى المونوفيزية ، كمعظم رهبان أديرة المنطقة . وقد ازدهر الدير ازدهاراً عظيماً . وحوالي عام (500م) أرسل فيلوسينوس مطران منبج المونوفيزي إلى رهبان تلعدا رسالة لاهوتية .
وأخذ يحتل مكانة مرموقة ، فكان بين عام ( 567 – 569م ) يذكر ، بعد دير بتابو ، في طليعة الأديرة في المراسلات بين مونوفيزيي القسطنطينية
ومونوفيزيي الشرق حول قضية ( تثليث الآلهة )، ثم في طليعة الأديرة السورية . وبنى سمعان بن باستوس ، رئيس الدير برجاً في برج سبع عام (572م) تحت حكم يوستينوس الثاني
.
ثم أضاف إليه الراهب يوحنان عام (601م) مدخلاً مسقوفا لسور تلعدا . وتخرج في دير أوسيبونا البطريرك السرياني المونوفيزي يوحنا الأول عام ( 631 – 648م ) وانتقل مار يعقوب الرهاوي ، وهو من كبار العلماء السريان ( 633 – 708م ) من دير أوسيبونا ، حيث علم اليونانية مدة 11سنة ، إلى دير تلعدا ومعه 7 تلاميذ له ، فأقام فيه تسع سنوات مكباً على تصحيح ترجمة العهد القديم ،ولما توفي دفن فيه ، ودرس فيه بنيامين مطران الرها عام ( 843 م) وقيل عام (837م) . وشيّد من جديد متّى بن اسحق ، رئيس الدير عام (858م) دير برج السبع ،
*زهير
1 - يونيو - 2010
دير مار كوركيس    كن أول من يقيّم
 
هي كنيسة مار كوركيس الحاليه المشيده في الجهه الشماليه من القريه والتي تحولت في العصور المتأخره الى مقبره.
انشأها الراهب كيوركيس في اواخر القرن السادس الميلادي والتي لازال بناؤها شاخصا لحد يومنا هذا وبذلك تعتبر اقدم بنايه في القريه كما كانت في فتره من الفترات مدرسة كبيره تعج بالرهبان تدرس فيها اللغه والفلسه والطقوس الكنسيه, وفيها خطت كثير من تراجم الاباء والقديسين الاوائل.
وكان مار كيوركيس راهبا في دير مار أوراهم الكبير في جبل الازل , وبعد ان مكث مدة طويله هناك , جمع الاب أوراهم الرهبان وخطب فيهم واوعز لثلاثةرهبان برعيتا و كيوركيس ويوحنان الذي كان شيخا كبيرا ان يبنوا اديرة جديده لهم في منطقة نينوى وبيت نوهدرا .
ان الراهب برعيتا كان من الرصافه وكيوركيس من كرمليس ويوحنا من الديلم وقد تعاونا هؤلاء الثلاثه في بناء ديرهم (دير برعيتا) الذي اشرنا اليه في موضوع سابق وبوشر بالبناء في 20 نيسان عام 563م وبقي كيوركيس مدة في ما في ديربرعيتا الذي كان رئيسا للشمامسه ومسؤولا عن الامور الماليه والخزينه وباشرافه ايضا تم توسيع الدير على نفقة احد المحسنين المدعو (خوذا هوي بن شبحي) من قرية باقوفا ( بيت قوبا)
والذي اعطى للربان كيوركيس ما قيمته سبعة قنطارات من النقود لكي يبني مذبحا ومعبدا ومسكنا للجماعه وقلايات للرهبان .
وبعد ان اتم كيوركيس خدمته في دير برعيتا أستاذن رئيسه الراهب برعيتا بان يخرج من الدير ويبني له ديرا ,فخرج الى جبل حزه في نواحي اربيل وحيدا يتقوت الثمار والحشائش وانتشر خبره بين الناس والرعاة وأبتداء يبريء الامراض واجتمع اليه جمع غفير وبنى ديرا لهم وتبرع له المؤمنون من اهل المنطقه باراضي واملاك اوقفوها للدير وعندما شعر ان نهايته قد قربت اراد ان يبني ديرا في منطقته فخرج من ديره وذهب الى حيث تقع كرمليس فبنى بالقرب منها ديره المعروف وكان ذلك قبل عام 596م اذ جاء في كتاب المجدل لعمرو بن متي وفي ايام البطريرك ايشوعياب الارزني المتوفي 596م .من القديسين مار ايليا صاحب دير سعيد بالموصل ربان برعيتا وتلميذه ربا ن جيورجيس وديره عند كرمليس ببلد الموصل والتحق في باديء الامر ثلاثة رهبان لم يذكر مؤلف مخطوطة برعيتا اسمائهم ويعتقد استاذنا الجليل حبيب حنونا انهم الربان يونان الربان يوحنا وشقيقه الربان يوسف ومن ثم كثر عدد الرهبان فيه .
وقد ألمت بهذا الدير كبقية الاديره الاخرى كوارث ونكبات جراء الغزوات والتي راحت ضحيتها الاف الانفس البريئه ومئات القرى والمراكز الدينيه والثقافيه , وكذلك فعل بقية الدخلاء لهذه المنطقه فتعرض هذا الدير للهدم والدمار غير ان ابناء القريه الغيارى كانوا دائما يقومون بترميم واصلاح ما خربه الاعادي ومن بين الترميمات المدونه التي جرت لهذه البنايه كانت سنة 1715 م اما الترميمات السابقه فهي بالحقيقه مجهولة لدينا
.
النقوش والزخارف والكتابات الكلدانيه الرائعه والتي تحيط بباب الهيكل تعود الى تجديد عام 2026 يونانيه\1715 ميلاديه.
الى الللقاء مع تاريخ دير اخر
.

عن كتاب كنيسة المشرق في وادي نينوى للاستاذ المهندس حبيب حنونا
*زهير
1 - يونيو - 2010
مَجمَع ساليق الحادي عشر عام 596 م    كن أول من يقيّم
 
خُلاصة تاريخية في مَجامِع كنيسة المشرق الكلدانية ما بين القرن الرابع والسادس ( لماذا عُقِدَت وماذا كانت أهدافُها) ؟
 مَجمَع ساليق الحادي عشر عام 596 م
الحلقة الحادية عشرة والأخيرة
             يروي التاريخ السعردي بأن كِسرى أبرويز الثاني كان في حداثةِ سِنِّه هاوياً بل مُغرَماً بمُراقبة النجوم ، واضعاً ثقتَه واتِّكالَه على حركاتِها  الى جانب انغماسِه بالمِلَذات حتى أُذنَيه  ، ولمّا استَتَبَّ له أمرُ المُلك بعد كثير مِن المُعَوِّقات ، أقدمَ على إطلاق سِراح كبار أعيان الدولة الذين كان والدُه هرمزود الرابع قد أمرَ بمُصادرةِ أموالهم ومُمتلكاتهم وزَجِّهم بالسجون ، فأكسبَه هذا العمل محبة الناس واغتباطِهم به .  وبالنسبة للنصارى لم يسمَح بإضطهادهم فحسب رغم كونه مُعادياً للبطريرك ايشوعياب ، بل شَمَلَهم برعايتِه وأغدقَ عليهم بسخاء لتجديد كنائسهم إكراماً وامتناناً لملك الروم موريقي الذي آزَرَه في مِحنتِه التي تحدثنا عنها في الحلقة العاشرة ، وفضلاً عن ذلك كان متزوجاً مِن إمرأتين مسيحيتين مريم إبنة موريقي ملك الروم وشيرين الآرامية مِن ميشان ، وقد شيَّدَ لمريم كنيستَين ولشيرين كنيسة عظيمة وقصراً فخماً في بَلاشبار وهو لازال قائماً حتى يومنا هذا ويُعرفُ بقصر شيرين . لم يبخل الملك كِسرى أبرويز الثاني بإكرام النصارى طيلة بقاء موريقي ملك الروم على قيد الحياة ، ولكنَّ الكلدان النصارى بعد اغتيال موريقي دَخَلَ الشغبُ الى نفوسهم وراحو يوقِعون ببعضهم البعض ، فتغَيَّرت نظرة الملك الفارسي تُجاههم فوصل به الإمتعاض الى الحد الذي سمح بإضطهادِهم .
 يذكرُ المؤرخان الكلدانيان عمرو وماري وكذلك جاءَ في التاريخ السعردي بعد وفاة البطريرك ايشوعياب الأروزوني ومرور عدةِ أشهر إكتمَلَ إجتماعُ مطارنة وأساقفة الكنيسة والنُبلاء النصارى المُقرَّبين مِن الملك وفي مُقدمتهم طجربَد درجرو وكان ذلك في أواخر خريف عام 591 م لإختيار خَلَفٍ له ، ومِن بعد استئذان الملك كِسرى أبرويز الثاني عقد آباءُ الكنيسة في المدائن اجتماعهم يوم الجمعة الثالثة مِن الصوم عام 596 م  ولما طال الخلافُ بينهم مدة قاربت الشهر دون الإتفاق على اختيار الخلف ، رفع طجربد الأمرَ الى الملك فأمر ملكُ الملوك كِسرى أبرويز بانتخاب سبريشوع اسقف لاشوم ،  وبحسب ما جاءَ بقصة حياة سبريشوع التي طبعها الأب بيجان ، بأن اختيار الملك لسبريشوع جاءَ وفاءً مِنه لِما لَقِيه مِن الاسقف سبريشوع مِن خِدمةٍ وتقدير وإكرام كبيرين عند عودتِه على رأس الجيش الرومي عِبرَ بيث كَرماي وهو في طريقه لمُحاربة مُغتصب عرشه بهرام جوبين ، والى إيمانِه أيضاً  بأن انتصارَه على خَصمِه المُغتَصِب كان بفضل دُعاء مار سبريشوع الذي طلبَه مِنه نَرساي القائد الرومي عند زيارتِه له  قبل التحام جيشه بجيش بَهرام ، بالإضافة الى ما جاءَ في التقليد بأن كِسرى أبرويز الثاني عند تَصَدّيه للعاصي باسطام واحتدام القتال بينهما ، أفزَعَته قوة مُقاتلي باسطام وكثرة عددِهم ، وبينما هو يُفَكِّر وكاد يَعمَدُ الى الهزيمة ، ظهرت أمامه بغتةً صورة شيخٍ راهبٍ قصير القامة مُمسكاً بيده عصا ، أوقفَ حصانه بقَبضِه على لجامِه وسحَبَه مِن على ظهره بقوة ودفعه لخوض الحرب بلا خوف فحالفه النصر ، وسرد هذه الرؤيا على مَسمَع زوجتِه شيرين ، فقالت له : إن الشيخ الذي ظهر لك هو سبريشوع اسقف لاشوم خادم الله المتَّقد الغيرة لإظهار مجد ه للبشر ، فوعد الملك بمكافأتِه في الوقت المُناسب ووفي بعهده عندما أمر بإختياره بطريركاً 
وعندما عَلِمَ الملكُ بغياب الاسقف سبريشوع عن اجتماع المطارنة والأساقفة المعقود في المدائن ، أمر فوراً بتوَجُّه فِرقةٍ مِن خَيالتِه الى لاشوم لإحضار اسقفِها سبريشوع ، ووصلَ الى المدائن العاصمة يوم الإثنين ثاني يوم الشعانين ، ونزلَ في قصر الملكة شيرين ، وفي اليوم الثالث مِن وصولِه وكان خميس الفصح اُصطِحبَ مار سبريشوع مِن قبل الآباء وجمع كبير مِن المؤمِنين بمَوكبٍ عظيم الى الكنيسة الكُبرى تَخلَّلته التراتيل والمزامير ورُسمَ بطريركاً ، ولدى انتهاء المراسيم خرج مار سبريشوع للسلام على الملك ، بيدَ أنَّ الإزدحام كان شديداً جداً عاقه مِن الوصول الى القصر الملكي إلاّ بعد مرور الساعات الثلاث الاولى مِن الليل ، فخرج لإستقباله العاملون في قصر شيرين حاملين الشموع والمباخير ومُرَنِّمين التراتيل، ودخل الى الديوان الملكي مصحوباً بالأساقفة وكبار وُجهاء المؤمنين ، وبعد السلام على الملك تَقَدَّم البطريرك بالدعاء له ، ثمَّ سأله الموافقة على تعيين مار ميليس اسقف شِنّا نائباً للبطريرك وأن يأذَنَ للأساقفة بالبقاء في المدائن شهراً إضافياً لكي يعقد مَجمَعاً كنسياً للتَداول في مُختلف شؤون الكنيسة فلَبّى الملكُ طلبَه .
وتَمَّ عقد مجمَع ساليق الحادي عشر في شهر أيار مِن نفس العام 596 م  وكانت هَرطقتا الحنانيين والمونوفيزيين أهم المواضيع التي بَحثَها الآباءُ المُجتمعون ، وكما أوضحنا في الحلقة السابقة بأنَّ الحنانيين كانو يُخالفون تفاسير العالم الكبير تِئودوروس المصيصي ويُنادون بطبيعتَين واقنوم واحد للمسيح نظيرَ الخلقيدونيين ، وكانت نصيبين مَقَرَّ تَرَكُّزهم حيث كان حنانا زعيمُهم قد تَولّى رئاسة مدرسة نصيبين الذائعة الصيت ، وقد أحدَثَت تعاليمُهم سجساً وبلبلة في الكنيسة الكلدانية النسطورية لمدة قرن مِن الزمَن أي منذ منتصف القرن السادس وحتى منتصف القرن السابع ، ولكي يوضَعَ حَدٌّ لهذا الخطر الجسيم ، يقول إيليا بَر شِنّايا في تاريخه ، أقدم آباءُ المجمَع على تعيين غريغور اسقف كُشكر مطراناً لنصيبين ، لشُهرتِه الواسعة وغِناهُ العِلمي وغيرتِه المُتَّقدة على الإيمان القويم ، وبسبب حِدَّة طَبعِه وصرامتِه المُفرطة أخفقَ في مُهِمَّتِه ، حيث أبدى قساوة شديدة تُجاه كُلِّ مَن يتحَدّاه ،  حيث يقول كويدي ، ما إن بَلغَه بأن رُهبان أديُرة سِنجار مُتشَبِّثون بهرطقة المُصَلّين حتى بادر الى طردِهم،  فتظلَّموا كما ذكر كتابُ السنهادوسات الى الملك مُلتمسين أن تُحَلَّ تَبَعِيَة أديُرتِهم عن سُلطة مطران نصيبين وتُربَط بسُلطة البطريرك ، في شهر آذار مِن عام 598 م قَدِمَ الى المدائن رهبان مِن دير بَرقيطي ودير حَذثا ودير آخر لم يُعرف إسمُه وقطعوا عهداً للبطريرك مار سبريشوع بأنهم لا زالوا وسيبقون أمينين على إيمان الكنيسة ومُقِرّين بتفاسير تِئودوروس المُفَسِّر وخاضعين لقوانين الرهبنة المصرية ولن يسعوا للتجوال في المدن والقرى أبداً فوافقَ مار سبريشوع على وضع اولئك الرُهبان تحت إشراف الاسقفَين بريخيشوع وآبا  ورَبطِهم بالكُرسي البطريركي كما طلبوا دون أن يُسمَح لأيِّ مطران أو اسقف التَدَخُّل في شؤونهم ، ولم يتوانى غريغور عن مُعاقبة جميعَ كهنةِ نصيبين ووُجهاءَها المُوالين لحنانا بمُنتهى الصرامة
                                                                                                 
  ولما علم غريغور بما قام به مار سبريشوع بصدد الرهبان ثَقُلَ عليه الأمر جداً مِمّا أدَّى الى قيام عداءٍ ونزاع بينه وبين البطريرك ، واستَغَلَّ ذلك أهالي نصيبين وقَدَّموا شكوى الى البطريرك ضِدَّ مطرانهم غريغور ، كما تَلقَّى البطريرك رسالة مِن حنانا ، يشرحُ فيها حقيقة مُعتقدِه وينتقد تَصَرُّفات غريغور ، فاضطرَّ مار سبريشوع كما يقول كويدي والتاريخ السعردي أن يطلب مِن الملك بأن يأمر بنفي غريغور  ، ويُضيف المصدران أعلاه بأنَّ أهالي نصيبين أعلنوا العصيان على الملك في شهر أيار لعام 599 م وقتلوا مُحافظ الحدود لأسباب لم تُعرَف ، فتَمَلَّك الغضبُ الملكَ كِسرى أبرويز الثاني لدى سماعِه الخبر ، وللحال أمر القائدَ  نكوركان أن يقود قوة كبير مِن أفراد الجيش ويستصحِبَ معه البطريرك سبريشوع وكُلاًّ مِن اسقف بيث كِرماي وحِدياب ونصبين لكي يطلبوا من أهالي نصيبين تقديم الطاعة للملك ، فتَحَدَّث البطريرك الى النصيبيين أن يفتحوا أبواب المدينة مؤكِّداً لهم السلامة والأمان دون أن يعلم بالشر الذي قد أضمره القائد نكوركان ، وما إن فتحوا الأبواب حتى هَجمَت القوات على السُكّان ونَكَّلوا بهم بمُنتهى الشراسة  وأعملوا في المدينة حَرقاً وتخريباً ونهباً وسلباً ، وقاموا بقتل جميع وُجهاء المدينة وأشرافِها ، وتَمَكَّنَ عددٌ كبير مِن الهرب الى بلاد الروم أما الذين أسِرَهم نكوركان فجاء بهم الى العاصمة ووُضِوا في السجون وماتوا فيها ، والبقية التي سَلِمَت تَعَرَّضت للذل والهوان . تأثَّر مار سبريشوع جداً وتَملَّكَه الحزنُ الشديد بما تَعرَّضَ له أهالي نصيبين ، وتَحَدَّثَ الى القائد نكوركان بأسفٍ مُعاتباً إيّاه على حَنثِه باليمين الذي قطعه له .
بالرغم مِن قيام نكوركان بإبلاغ الملك بتأثُّر البطريرك وحُزنِه لِما جرى لإهالي نصيبين وعتابه له لنَكثِه بوَعده ، إلاّ أنَّ الملك لم يُقَلِّل مِن مكانة البطريرك لديه وإظهار الإكرام له ، كما إنَّ الملك الرومي موريقي وبحسب ما ذكره المؤرخ ماري وما أوردَه التايخ السعردي أعرب عن اشتياقِه الكبير لرؤية مار سبريشوع حتى إنَّه بَعَثَ إليه بمُصَوِّر ليأخذ صورتَه ، ولم ينقطع عن مُراسلتِه وفي إحدى رسائله  أضاف الى طلب دُعائه طلباً يلتمسه فيه أن يبعث إليه قُلُنسوتَه ليتبَرَّكَ بها ، فطلب البطريرك مِن موريقي بالمُقابل أن يبعثَ إليه بجزءٍ مِن خَشب الصليب المقدس ، فأمر موريقي أن يُصاغَ صليبٌ مِن الذهب ويُرصَّعَ بالجواهر ويوضَعَ في داخلِه جزءٌ مِن خشب صليب المسيح له المجد وبعث به الى مار سبريشوع ، ولكن الملك كِسرى أبرويز عَلِمَ بأمر الصليب فاستولى عليه قبل أن يصل الى البطريرك ، ولم يفعل ذلك إلاّ لحُبِّه المُفرط لزوجتِه المؤمنة شيرين حيث نزعَ خشبَ صليب المسيح مِن داخله وأهداه لها ، وإذ عَلِمَ البطريرك بما فعله الملك أعادَ الصليبَ الى موريقي كاتباً إليه ما يلي : " حاجتي القصوى كانت ذلك الجزء مِن خشب الصليب المُقدس ،  فإنَّ الملك أبرويز أخذه وأهداه لزوجتِه شيرين التي يَكُنُّ لها الحُبَّ المُفرط، فإذا تَكَّرَّمَ جلالتُكم بجزءٍ آخر سأكون مُمتناً وإلاَّ فإن الذهب بدونه لا حاجة بي إليه " .
في هذه الأجواء قَرَّرَ الملك الرومي موريقي إرسال مبعوث له كسفير الى الملك الفارسي كِسرى أبرويز الثاني والبطريرك سبريشوع ، هو الاسقف بروبا الفيلسوف والعالِم والبليغ اللغوي باللغات اليونانية والآرامية والعِبرية ، يُسَمّيه التاريخ السعردي ( ماروثا ) والمؤرخ ماري يُطلق عليه ( فروا ) وكِلا الإسمَين مُحَرَّفَين مِن الأصل بروبا ،  وكما يذكر السمعاني وابن العِبري عُرفَ باديء الأمر بمونوفيزيتِه ولكنَّه نَفَر مِنها  ومالَ بقوةٍ الى الكثلكة فاختيرَ اسقفاً لمدينة خَلقيدونية ، وعند وصولِه الى المدائن أرسل الملكُ الفارسي لإستقباله طجربد درجرو أحد كبار رجال الدولة المسيحيين المُقَرَّبين إليه ومعه تِئودوروس اسقف كُشكُر ، وعَبدا اسقف بيث دارايي وبختتيشوع رئيس مدرسة المدائن فاستقبلوا بروبا بهُندامِه الجميل ، وعندما حان الوقتُ ليُقابل البطريرك للسلام عليه ، دَخل الى قِلاَّيتِه فوَجَدَ في زاويةٍ مِنها شخصاً جالساً على المِسح ( قطعة منسوجة مِن الشعر الخشن ) بثيابٍ رَثّة وعلى رأسِه قُلُنسوة ، سألَ مُرافقيه مُندهشاً مِن يكون الرَجُل ؟ فقالوا له إنَّه البطريرك مار سبريشوع ، فعقدت الدهشة لسانَه ، وكان البطريرك قبل وصول الاسقف بروبا قد جيءَ إليه بفتى أخرس واعمى فأبرأَه ، فازدادت حيرة الاسقف بروبا ونَطق قائلاً : "إنها الحقيقة يا خادم الله الصَفي ، فإن فَخرَ بِنتِ الملك كُلَّه مِن الداخل / مزمور 45 الترجمة البسيطة / والذين يلبسون الثيابَ الناعمة هم في بيوت الملوك / متى 11 - 8 " .
مكث السفير الاسقف بروبا ضيفاً على البطريرك مار سبريشوع لمدة شهرين يُرافقه الى ديوان الملك كِسرى ويَحضر القداس الإلهي الى جانبه ويتناول القربان دون تَرَدُّدٍ ، وقبل عودتِه الى بلاده ، قام الاسقف بروبا بزيارة مدرسة المدائن ، وأكرمَ تلاميذَها بمِنَح مالية ، كما إن البطريرك مار سبريشوع حَمَّلَه هدايا نفيسة وأطياباً فاخرة مِن التي تأتيه مِن الهند والصين ، ومِن جانبٍ آخر رَغِبَ الملك كِسرى أبرويز أن يبعث بسفير الى الملك الرومي موريقي يُرافق بروبا في طريق عودتِه ، فاختير لهذه المُهِمّة ميليس اسقف شِنّا ، ولدى مُقابلة السفير ميليس للملك موريقي لَقيَ مِنه ترحيباً كبيراً وإكراماً جزيلاً  ، وزَوَّده بذات الصليب الذهبي المُرصَّع بالجواهر المُعاد إليه بعد أن وضع بداخلِه جزءاً آخر مِن خشب الصليب المُقدس لجلبِه لمار سبريشوع البطريرك.                                                                                                    
 وكان سبريشوع مِن مواليد عام 524 م ومسقط رأسه هو قرية فيروز آباد في حدود شهرزور ، ويتحَدَّث عن مَولده المؤرخ ماري والتاريخ السعردي ، بأنه  كان مُنتخَباً منذ أن حَبِلَت به والدتُه ، فقد رَوَت والدَتُه القصة التالية : بأنها  حَلُمَت ليلاً  بأنَّها رُزقت أبناً ورأته على الكُرسي جالساً وبإزار مُلتحفاً وفوق رأسه تاجاً مِن الذهب مُنتصباً والجنود أمامَه سجوداً والمكان مِن حواليه بجمهور مِن الناس مُزدحماً يلتمسون مِنه تَبَرُّكاً  .
ولما أصبحَ سبريشوع  يافعاً طُلِبَ منه أن يكون للغنم راعياً ، ولم تمض إلا فترة غير طويلة حتى دَخَلَ الدير وغدا راهباً ، وما إن أتقن المزامير حتى انتقل الى مدرسة نصيبين في عهد رئيسِها أبراهام دبيث رَبّان ، فانكَبَّ لنهل العِلم دون أن يُهمل حياة التَقَشُّف ، وعندما أنهى دروسه في المدرسة لمدة تسع سنوات ، غادرها الى جَبَلٍ مِن جبال قردو ومكث فيه ثلاثة أعوام كما جاء في قصتِه ، وانتقل بعدها الى جَبَل شعران في منطقة بيث كِرماي وبقي مُختلياً فيه لمدة خمسة أعوام ، وكان الله يُجري على يده مُعجزاتٍ جَمّة فانتشر خَبَرُه بين الملأ وأضحى هدفاً لحَسدِ المجوس ، فأوعزوا الى مسؤول تلك الناحية لإلقاء القبض عليه وإرساله الى حاكم كرخ سلوخ ( كركوك الحالية ) وتَمَّ العفو عنه لفقدان أيِّ دليل ضِدَّه ، وفي أثناء بقائه في لاشوم وافت المَنِيَّة اسقفَها مار سابا ، فأجمع أهاليها على انتخابه اسقفاً لهم ، وبحسب ما ورد في قصتِه  بأن بختيشوع مطران كرخ سلوخ هو الذي رسمَه اسقفاً ، بينما يذكر التاريخ السعردي بأن رسامتَه قد تَمَّت مِن قبل البطريرك ايشوعياب ، ومَهما يَكُن فإنه كان اسقفا قديراً وفاضلاً  وغيوراً على إعلاء مجد الله ، ولعظمة تواضعِه ومَحبته لبني البشر وعُمق ايمانِه كان الله يُظهِرُ مَجدَه على يَدَيه، فذاع صيتُه كثيراً حتى أنَّ الملك الفارسي هرمزد الرابع بعث بمَن يُبلغه برغبته  في رؤيتِه  فلَبَّى طلبَه .
وعِقبَ عقد الصلح بين الدولتين الكبيرتَين والغريمتين آنذاك  الفارسية والرومية أيام الملك الفارسي كِسرى أبرويز الثاني وموريقي قيصر الروم ، جرى تبادل السفراء فيما بينهما ، فلم يكن يأتي سفير روماني  دون أن يذهب لزيارة مار سبريشوع في المدائن لنيل بركتِه ، بل إنَّ القيصر موريقي نفسَه بعث إليه هدايا نفيسة مُرفقاً معها رسائل طالباً فيها دُعاءَه وبَرَكَتَه ، كان سبريشوع مُتَّقِدَ الغيرة فاندفع يجوبُ البلاد المُجاورة بهِمَّةٍ نادرة يدعو الكثيرين مِن المجوس والوثنيين للإهتداء الى الديانة المسيحية الحَقَّة ، وقد إستَنجَدَ به نساطرة الحيرة عندما بدأ المونوفيزيون اليعاقبة بنشر بِدعتِهم بين أهالي الحيرة النساطرة ، فقدِمَ إليهم سبريشوع اسقف لاشوم المسموعُ النداء مِن قبل الرب يصحبُه ايشوع زخا رئيس الدير ، فَخزيَ اليعاقبة أمام تعاليمه وانبهر بها الملكُ النعمان ، فأمر بطرد اليعاقبة مِن مَملكتِه كما ورد في التاريخ السعردي .
في عام 602 م حَدث تَمَرُّدٌ في مملكة الروم إثر مؤامرة دَبَّرها أفرادٌ في الحاشية الملكية ، إستطاع المُتمَرِّدون قتل الملك موريقي ومُبايعة فوقا ملكاً بدلاً مِنه ، فاستعَدَّ الملك الفارسي كِسرى أبرويز الثاني للتحَرُّك والأخذِ بثأر حَمِيِّه الملك موريقي المغدور به  واستعادة المُدن التي كان قد تنازلَ عنها له ، فقاد بنفسِه حملة عسكرية وتَوَجَّه نحو مدينة دارا عام 604 م مُستصحباً معه البطريرك مار سبريشوع ، ولكنَّ البطريرك لم يستطع مواصلة السفر معه الى دارا لكُبر سِنِّه حيث كان قد ناهز الثمانين عاماً ، فاستبقاه الملكُ في نصيبين ، فداهمَه مرضٌ ثقيل كما يذكر كويدي والتاريخ السعردي لم يستطع جِسمُه المُتعَب مُقاومتَه ، وما إن إتَّصَلَ خبرُ مَرضِه بالملك حتى أوفدَ للحال مُرافقَه طجربد درجرو للإستفسار عَن صحَّتِه طالباً أن يَشمُلَه بدُعائه ، ولم يُمهِل المرض مار سبريشوع طويلاً فتُوُفِّيَ يوم الأحد المُوافق للثامن عشر مِن شهر أيلول لنفس العام 604 م ، وهو يوم تذكاره لدى الكلدان النساطرة . وبناءً الى توصية الملك تَمَّ تحنيطُ جُثمانِه وأُلبِسَ الثياب التي أُرسِلَت مِن قبل الملك كِسرى أبرويز وزوجتِه الملكة شيرين ، وعُطِّرَ بالمِسكِ والكافور ووُضع في تابوت ، وجاهدَ أهالي نصيبين ليُدفَنَ في مدينتهم ، كما حاولَ أهلُ الحيرة أخذَه لدفنِ عندهم ، بيد أنَّ تلاميذَه أبلغوا الملك بأنَّ البطريرك كان قد أوصاهم بدفنِه  بالدير المُشَيَّد مِن قبله في كرخ جدان مِن بيث كَرماي فأَذِنَ لهم بذلك  .

الشماس كوركيس مردو
في 9 / 7 / 2007
*زهير
1 - يونيو - 2010
 1  2  3