البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التربية و التعليم

 موضوع النقاش : اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.    قيّم
التقييم :
( من قبل 64 أعضاء )

رأي الوراق :

 د يحيى 
11 - مايو - 2010
                    اتفاق الشرائع مع القوانين وافتراقهما
السرقة محرمة في الشرع ، ومحرمة في القانون ، فمن ترك السرقة ، ممكن تقول : يخاف من السجن ، والمسؤولية ، ولك أن تقول : يخاف من الله ، ما الحقيقة ؟ الله أعلم ، لكن الذي يغضُّ بصره عن محارم الله ، يقيناً يخاف من الله ، لأنه ليس في الأرض كلها تشريعٌ أو قانونٌ ، يأمرُ بغض البصر ، إذن هنا افترقت الشريعة عن القانون .
الصيام ، بإمكانك أن تدخل البيت في أيام الصيف الحارة ، وأن تدخل الحمام بعيداً عن نظر أولادك وزوجتك ، وأن تشرب الماء النمير البارد ، من العداد رأساً ، ولا يدري بك أحد ، إذن الصيام عبادة الإخلاص ، ما دمت تمتنع عن أن تشرب قطرة ماء ، إذن أنت تُراقب الله عزَّ وجل .
يعني حكم العِبادات أحياناً ، من أجل أن تعلم أنك تحب الله ، من أجل أن تعلم أنك تعلم أن الله يُراقبك ، من أجل أن ترتفع معنوياتك ، من أجل أن تُحس أنك في رضي الله عزَّ وجل ، إذن لا تستغرب ، أنه يا أخي ما هذه الحياة ، كلها صراع ، نفسي تميل ، وفي الطريق نساءٌ كاسياتٌ عاريات ، والله يأمرني أن أغض بصري ، وضع غير طبيعي ، لا هذا هو الطبيعي ، لأنه خلقك للجنة ، وثمن الجنة ضبط الشهوات ، لأنه خلقكَ لحياةٍ أبدية لا تنتهي  وأن ثمن هذه الجنة :
 
( سورة النازعات )
 
فأنا أتمنى دائماً أن أوضح لإخواننا الشباب ، كما أنه ليس في الإسلام حرمان  ليس فيه تفلُّت ، الله قال :
 
( سورة الحديد : آية " 27 " )
 
هم كتبوها على أنفسهم ، هم اجتهدوا فأخطؤوا ، والدليل أنهم أخطأوا :
( سورة الحديد : آية " 27 " )
 
لم يتمكنوا ، لأنها خلاف الفطرة ، الترهُّب ، الرهبنة ، خلاف فطرة الإنسان   لذلك القصص التي تروى ، عن الرهبان في انحرافاتهم الجنسية ، لا تعدُّ ولا تحصى ، لأنهم ألزموا أنفسهم ، ما لا ينبغي أن يكون ، ما كتبناها علينا ، والدليل أنهم :
( سورة الحديد : آية " 27 " )
 
فالإسلام دين الفطرة ، فكما أن الإسلام ، ما كلفك ما لا تطيق ، كذلك ما أطلقك  إلى حيث تريد ، في منهج ، يعني تقريباً ، طريق ، الطريق عريض ، لك حرية الحركة في حدود هذا الطريق ، لكن بعد الطريق هناك ممنوعات .
فأجمل حياة يعيشها ، حياة القيم ، حياة المنهج ، حياة الدستور ، أنظر إلى السيارة أروع ما تكون وهي على الطريق المعبَّد ، لأن هذا الطريق صنع لهم ، وهي صنعت له ، فإذا سارت على الطريق المعبدَّ ، تجدها كلها مرتاحة ، لا يوجد أصوات أبداً ، أما إذا نزلت إلى الطريق الوعر ، تحس أن هذه الطريق ليست لهذه السيارة ، وهذه المركبة ليست لهذا   الطريق .
أردت من هذه المقدمة ، أن نربط الجزئيات بالكليات ، لا أن نبقى في هذه حرام  لماذا حرام ؟ أنت تعيش في مجتمع ، هناك أناس ليس لديهم وازع ديني إطلاقاً ، أما آتاهم الله منطقاً ، عندهم عقل ، فإذا ملكت الحجَّة ، بالمناسبة :
" ما اتخذ الله ولياً جاهلاً ، لو اتخذه لعلمه ".
 
( سورة الأنعام : أية " 83 " )
 
يعني يوجد قوة للمؤمن ، قد تكون غير مادَّية ، قد يكون مؤمن ، يعني  من أقل المراتب في المجتمع ، قد يكون موظف ، صغير جداً ، ضارب آلة كاتبة ، حاجب قد يكون  لكن قوته نابعةٌ من حجته ، لما ربنا قال :
 
( سورة الأنعام : أية " 83 " )
 
لكل مؤمنٍ من هذه الآية نصيب ، قوةٌ ، يجوز حاجب في دائرة ، يناقش المدير العام المتفلت ، الذي عقيدته فاسدة ، هذا الحاجب ، أقوى منه في المناقشة ، المؤمن ، يعلّم لماذا يغضُّ بصره ؟ يعلَّم لماذا يصوم ؟ يعلّم لماذا يصدق ؟ يعلّم لماذا يتكلَّم بالحق ؟ فنحن نريد مؤمن متمكِّن ، لا أريد مؤمن يطبِّق الإسلام إلى حين ، لو أنَّك عرفت الأمر الشرعي  من دون حيثيات ، من دون أن تربطه بالكلّيات ، من دون عقيدة صحيحة ، يمكن _أن تنطبق الأمرّ ، لكن مقاومتك هشة ، هشة ، يعني أدنى ضغط ، أو أدنى إغراء ، تجد مقاومتك قد انهارت ، لذلك كلّ إنسان يربي ، كل إنسان يبني إخوانه بناء ، إذا بنى النفوس بناء صحيح  بناء علمي ، بناء منطقي ، على أساس من العقيدة الصحيحة ، تجد هذا الأخ قوياً ، أي قوي في دينه ، أينما ذهب مستقيم ، الملاحظ لما ينبني إنسان بناء هش ، أو يبنى بناء نصِّي غير تعليلي .
يعني أنت عندما تعرف أن هذا الأمر مربوط ، بهذه العقيدة الصحيحة ، مربوط بهذه الكلِّية ، أي أنت مؤمن بخالق الكون ، أنت مخلوق للجنّة ، والجنّة ثمنها ، ضبط الشهوات الشهوات أودعت فيك لترقى بها إلى الله ، أودعت فيك ، هذا الذي أتمنى أن يكون واضحاً للكل.
 20  21  22 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الكاهن والدعاة    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
 مر ثلاثة من الدعاة إلى دين الله (الإسلام) بقومٍ كانوا يعبُدون النار والعياذ بالله....

فدعَوا القوم إلى عبادة الله الواحد، وترك عبادة النار، ولكن القوم لم يستجيبوا لهم.

وأتت جنود الملك وأخذت الدعاة وذهبوا بهم إلى الملك واستنكر الملك كلامهم .

ودعا الكاهن ليجادلَ الدعاة ويثبت أنهم على حق في عبادة النار

فقال الكاهن للدعاة :

سوف أسألكم عدة أسئلة يجب أن تجيبوا عليها فقال له الدعاة :

وإذا أجبناك عن الأسئلة هل تشهد
لديننا

فقال الكاهن : نعم.
 
 انزعج الملك وقال: كيف أيها الكاهن؟

فقال الكاهن : اطمئن يامولاي لن يستطيعوا الإجابة على الأسئلة.

فقال:

السؤال الأول ما الشيء الذي لا يعلمه الله؟

وما الشيء الذي يطلبه الله من العباد؟

وما الشيء الذي لا يوجد في خزائن الله؟

وما الشيء الذي عند البشر وليس عند الله؟

وما الشيء الذي حرمه الله على نفسه؟

حار الدعاه وظلوا يفكرون ، ولكن صاح أحدهم أنا أجيبك عن أسئلتك.
فقال:
الشيء الذي لا يعلمه الله الشريك في الملك.

" وجعلوا لله شركآء قل سموهم أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض"  (الرعد/ من33).

فسبحانه لا يعلم له شريك في الملك فهو الله  الواحد الاحد.

أما الشيء الذي يطلبه الله من العباد فهو القرض :

" إن تُقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعفْه لكم ويغفرْ لكم والله شَكور حليم" .

أما الشيء الذي لا يوجد في خزائن الله

فهو الفقر فسبحانه خزائنه مملوءه ينفق كيف يشاء.

أما الشيء الذي عند البشَر وليس عند الله:

فهو الزوجه والولد.

أما الشيء الذي حرمه الله على نفسه

فهو الظلم.

فبكى الكاهن وقال : نعم والله إنه الدين الحق كيف السبيل إلى دينكم؟

فقال الداعي : قل : لا اله الا الله محمد رسول الله.

فقال الكاهن: لا اله الا الله محمد رسول الله.
*د يحيى
30 - أغسطس - 2010
تمرة الصائم    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
هنيئاً للأبوين عندما ينشئان الأطفال تنشئة إسلامية.
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
 
*د يحيى
31 - أغسطس - 2010
لواء ركن ، ثم تقاعد، ثم دكتوراه، ثم رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط الاستراتيجية ( الآن)    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
د.أنور عشقي قررت أن أكون :لواء ركن دكتور فحققت ذلك بعد أن حولت أمنياتي إلى أهداف
حياة كل واحد منا جملة من النجاحات والإخفاقات . .
وأجمل شيء أن يترك الواحد منا الحديث عن نفسه، ويدع الآخرين يتحدثون عن إنجازاتهم ونجاحاتهم. حسنًا . . وعماذا هو يتحدث إّذن، عن إخفاقاته؟ ربما!
الفشل ليس عيبًا، فهو وقود الانتصارات . .
«المعرفة» تريد من هذا الباب أن تقول للشباب من الجيل الجديد إنه ليس هناك إنسان لم يذق طعم الفشل في حياته، نريد أن نقول لهم إن الجيل الذي سبقهم هو جيل إنساني يخطئ ويصيب . . ينجح ويفشل، ثم ينجح مع الإصرار.
ف: فرصة تمنحك إياها - المعرفة - لتسجيل اعترافاتك.
ش: شهادة.
ل: ليس عيباً أن تفشل . . ولكن العيب أن تزعُم أنك لم تفشل في حياتك!
وضيف هذا العدد هو : د.أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية.


ليس الفشل هو الطريق الوحيد للنجاح، لكن النجاح هو التحدي الكبير في مواجهة الفشل، فالمهزومون هم الذين توقفوا في مسيرتهم الحياتية نحو أهدافهم عند الصعاب التي يواجهونها ويندبون حظهم حتى يتجاوزهم الزمن.
إن النجاح هو تجاوز العقبات، ومواجهة التحديات، والإصرار على التوجه نحو الأهداف، والنجاح يتطلب أمورًا ثلاثة:
الأول: تحديد الهدف.
الثاني: التحلي بروح التحدي.
الثالث: تجاوز حالات الفشل وتخطِّي العقبات.
لقد كان الفشل الأول في حياتي الدراسية هو الذي علمني الإصرار على النجاح، وهو الذي أيقظ في نفسي روح التحدي، يوم كنت أدرس بمدرسة النجاح الأميرية بالمدينة المنورة.
كان والدي، يرحمه الله، مديرًا للمدرسة، فدعاني الأستاذ محمد إدريس مساعد المدير، وقال لي: هل علمت بالنتيجة؟ قلت: نعم، قال: هل تعلم ما فعلت؟ لقد وضعت والدك في موقف حرج أنت لم تسئ لنفسك فحسب، بل أسأت لوالدك، ماذا يقول عنه المدرسون؟
وماذا يقول الطلاب؟ وماذا يقول أهل المدينة؟ إنهم يقولون إنه يعلم أبناء الناس ويفشل في تعليم ابنــه. أدركــت وقتهـا عظم المسؤولية، فذاكرت حتى نجحت في الدور الثاني، فكان هذا أول فشل في حياتي.
بعد أن تخرجت في الكلية الحربية وأصبحت ضابطًا، التحقت بمعهد اللغات العسكري بالرياض في دورة للغة الإنجليزية، وجدت نفسي الوحيد الذي لا يعرف من هذه اللغة إلا بضع كلمات تلقيتها في المتوسطة، كنت في السادسة عشرة، على حين زملائي يتكلمون اللغة الإنجليزية بطلاقة.
كان مدير المعهد المقدم محمد آل الشيخ الذي أصبح فيما بعد مديرًا للمراسم الملكية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد،رحمه الله، وفي يوم الخميس ظهرت نتائج اختبار نهاية الأسبوع، فكنت الثاني من الأخير!!!
دعاني مدير المعهد مع زميلي الذي كان آخر الفصل وكان يكبرني بعشرين عامًا، وكان أيضًا يعاني من ضعف الحصيلة في اللغة الإنجليزية.
قال لنا مدير المعهد: إنكما لا تستطيعان الاستمرار في الدورة، ولابد أن تنسحبا منها. أدركت وقتها معنى الانسحاب، وعلمت أنه الفشل والفضيحة، فقلت للمدير: أنا لم أدرس اللغة الإنجليزية من قبل، وزملائي قطعوا شوطًا كبيرًا فيها، لكني أعدك أن أكون من الأوائل، بدأ الاستغراب على وجهه ثم قال: من الأوائل؟ قلت: من الأسبوع القادم.
وفي امتحان الأسبوع الذي يليه كنت السابع في الفصل، بعدها أصبحت الأول، وكنت من المنافسين على الأولية طوال الدورة، علمت وقتها أن الإصرار والمثابرة والاجتهاد هو الأساس في النجاح.
في هذه المرحلة تولدت عندي روح التحدي وأصبحت لا أجد من هو متفوق حتى أسعى إلى أن أكون مثله أو أتخطاه، فكانت النتيجة الحصول على أعلى الشهادات العسكرية شهادة الأركان.
وجدت من زملائي من درس في العلوم المدنية، فعقدت العزم على أن أدرس أيضًا، ثم حصلت على الدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية، لقد كنت أملأ فراغي بالمذاكرة والاطلاع، وكنت في مَهماتي العسكرية والسياسية أحمل كتبي معي في كل رحلة فأذاكر فيها وأنا في الزيارات الرسمية، وكنت أقطع بعض رحلاتي لأودي الامتحان حتى في مشاركتي مع وفد مؤتمر القمة مع الملك فيصل يرحمه الله كانت كتبي هي الرفيق الأول.
إن النجاح لا يتوقف على تجاوز العقبات والتحلي بروح التحدي، بل لابد من رسم الأهداف.
وهذا هو الأساس في التخطيط الاستراتيجي، لأن تحديد الهدف والمحافظة عليه من مبادئ الاستراتيجية التي أكد عليها (سان تزو) المفكر الصيني قبل ألفين وخمس مِئة عام في كتابه الشهير
 (فن الحرب)، وهي التي وضع أسسها النبي ،صلى الله عليه وسلم، حينما بدأ دعوته، فرسم هدفه عندما دعا إلى الإسلام فجمعهم، وقال « قولوا كلمة تحكمون بها العرب وتسودون بها العجم» قال له أبو لهب عشر وأبيك قال لا إله إلا الله محمد رسول الله، فكانت الهدف الاستراتيجي الذي سعى النبي صلى الله عليه وسلم لتحقيقه.
حينما كنت في العاشرة من عمري كنت في طريقي إلى المدرسة بحارة باب الشامي بالمدينة، كنت أسير مع أخي الدكتور طلال على الأقدام وكنت أكبره بأربعة أعوام، شاهدنا طابورًا من الجيش يسير على إيقاع الموسيقا، والغبار يرتفع من خلفه وأعجبت وقتها بقائد المجموعة المقدم حسن قواص.
أعجبت به كيف يتحكم في هذا الجمع من الجند يأمرهم بالوقوف فيقفون، ويأمرهم بالمسير فيسيرون ونحن نشعر بالخوف من جندي واحد. التفت إلى أخي طلال وقلت له: إن قدر لي الله وأصبحت مثل هذا القائد فسوف أشتري لك قلمًا، لم يمض على هذا المشهد سوى سبعة أعوام، حتى أصبحت مثل ذلك القائد، وفي ذلك المكان أقود طابور الجند بالموسيقا، ووفيت بوعدي وأهديت  القلم إلى أخي طلال عدة مرات لأنه في كل مرة يذكرني بالوعد، وينكر أنه تسلمه.
لقد علمت وقتها ماذا يعني تحديد الهدف والإصرار عليه، حتى لو كان الهدف أشبه بالمستحيــل؛ لأن الله، سبحانه،هو المعيــن للإنســان، وقــد قيـل في الأثر: لو تعلق شغف أحدكم بما وراء الثريا لنالها.
وفي المدينة المنورة قررت أن أكمل دراستي المدنية فقررت أن التحق بالثانوية نظام ثلاث سنوات، كنت في الثالثة والعشرين من عمري، وكنت قائدًا للمعسكر بالمدينة المنورة.
اقتضى الأمر أن أستعين بمدرس خصوصي، وأن أحضر بعض الدروس بمدرسة طيبة الثانوية ليلاً، اخترت الأستاذ محمد الخانجي وهو مدرس سوري لأتلقى عليه اللغة الفرنسية، فكنت أستعد للدرس وأراجعه قبل أن أحضر، لهذا أنجزت الكتاب الأول في خمس ساعات فقط مع الامتحانات، أما الثاني فقد أخذ مني ست ساعات.
وفي المدرسة الليلية استأذنت الأستاذ أحمد بشناق مدير المدرسة أن أحضر الدروس كمستمع، وسمح لي، أمد الله في عمره، ورزَقه الصحة والعافية، وقد تجاوز اليوم المِئة، قررت أن أكون طالبًا وأن أعمل بروح الطلاب، لهذا تحملت الإهانة والضرب، ولم أضجر ولم أتذمر.
كان من المواد التي حضرتها الرياضيات، وتعرضت في الحصة الأولى لحرج شديد، كان الأستاذ عصام قاسيًا معي، ففي أول تجربة دخل الفصل وقال من حل الواجب؟ فرفع بعض الطلاب أيديهم، ثم قال: من لم يحل الواجب؟ فرفع الباقي أيديهم، ثم سألني: لماذا لم ترفع يدك هل أنت من قوم لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، قلت له: حضرت مستمعًا وإن شاء الله في الحصة القادمة سأكون أول من ينجز الواجب، أجلسني بعد أن نهرني.
كتب مسألة على السبورة فقال في لهجة التحدي من يستطيع حلها؟ لم يتقدم أحد وبعد تكرار السؤال تقدم أحد الطلاب وحاول ففشل، ثم قال لي الأستاذ عصام قم أنت قلت له لا أعرف حلها، نهرني وطلب إليّ القدوم إلى السبورة، ولما اقتربت قال امسح السبورة، أراد أن يضحك علي الطلاب، لكن الطلاب استهجنوا عمله، وبكل هدوء مسحت السبورة، ثم عدت إلى مقعدي وقررت ألا أحضرَ بعد اليوم حصته، وأن ألتمس لنفسي مدرسًا خصوصيًا.
طلبت من مدرس اللغة الفرنسية أن يختار لي مدرسًا للرياضيات، فعدد لي بعض المدرسين الجيدين فرفضتهم، قال لي: إذن ماذا تريد؟ قلت أريد الأستاذ عصام فتعجب من قولي وقال عصام الذي فعل ما فعل قلت نعم، قال: لماذا وبروح التحدي قلت له أريد أن أعرفه من أنا، وبدأت معه في الدروس الخصوصية، لكن والدي، رحمه الله ،كان قد توفاه الله وشغلت عن الدراسة حتى لم يبق إلا أسبوع على الامتحانات، فجئت إلى الأستاذ عصام وذكرت له الظروف التي مررت بها، قال: إنك لن تستطيع أن تنجح، قلت له سأنجح إن شاء الله، قال: تفضل جرب وفي تلك الحصة التي استغرقت ساعتين ونصف، تلقيت منه اثنتي عشرة نظرية في الهندسة التحليلية، واستطعت حل عشر مسائل، ثم قال: هناك مسألة إن وفقت فيها فإني أضمن لك النجاح، ووفقني الله في حلها، ثم قال: لا يوجد طالب واحد في الثانوية استطاع حلها. إن روح التحدي تجعل الإنسان يصل إلى مبتغاه وعدم التوقف عند الفشل والعقبات تؤهله للنجاح، ومع أني لست من الأذكياء إلا أن الأستاذ عصام ظل يتندر بقدرتي على الفهم واجتهادي إلى أن عاد إلى وطنه.
بعد أن انتهيت من الثانوية، التحقت بجامعة بيروت العربية، واخترت دراسة القانون في كلية الحقوق، وحينما سافرت إلى بيروت للتسجيل وأخذ المواد، كان ذلك في يوم الجمعة وفي الطائرة قرأت المقال الأسبوعي لمحمد حسنين هيكل في الأهرام، وجدته يقول بأن موشي ديان الجنرال الإسرائيلي أرسل إلى ليدل هارت أبي الاستراتيجية يقول له: هل تعلم أن السبب في انتصارنا على العرب في حرب 1967م هو أننا هنا في إسرائيل قرأنا كل مؤلفاتك وفهمناها، والسبب في هزيمة العرب أنهم لم يقرؤوا مؤلفاتك، ومن قرأها منهم لم يفهمها.
ما إن وصلت إلى بيروت حتى ذهبت إلى مكتبة فيصل، التي كانت بجوار السكن الذي اخترته، أمام الجامعة الأمريكية وبحثت فيها عن كتب ليدل هارت فوجدت اثنين منها وقرأتهما، كان الأول يحمل عنوان (الاستراتيجية وتاريخها في العالم)، والثاني (الاختيار الصعب)، ومن يومها شغفت بالعلوم الاستراتيجية.
 في العام الذي يليه بحثت في نفس المكتبة عن كتب في الاستراتيجية فاخترت كتاب (فن الحرب) للكاتب الروسي الجنرال ستروكوف، وقرأت فيه وأعجبت به ووجدت أنه لواء ركن دكتور، قررت وقتها أن أكون كذلك فلم تمض سوى ستة عشر عامًا حتى كنت (لواء ركن)، ودكتوراً.
إن تحديد الهدف والإصرار عليه يُعدّ الأساس المهم في النجاح.
لقد حولت الأمنيات إلى أهداف، وتمكنت من الوصول إليها، وقد تمنيت أن أكون كاتبًا أسبوعيًا في أوسع الصحف العربية انتشارًا وأكثرها عراقة هي الأهرام واليوم مكنني الله أن أكون كاتبًا فيها بمقال أسبوعي وقد طويت السنة الرابعة وأنا أكتب فيها، وهناك الملايين يتمنون ذلك.
لقد قررت أن أقوم بتأسيس مركز للدراسات الاستراتيجية، ليكون خدمة للبحوث والدراسات، ووضع الحلول لقضايا الأمتين الإسلامية والعربية، وبلغني الله عز وجل مقصودي فأسسته، واليوم أكمل السنة الخامسة.
ومع كل ذلك، فلم أبلغ مرتبة النجاح؛ لأنّ هناك أحلامًا وأهدافًا لازلت أسعى إليها، إنني أتمنى للمملكة العربية السعودية التي تعدّ قلعة الإسلام الأولى، ومهد العروبة الأول أن تكون أكبر دولة في العالم، وأتمنى أن ينتشر الإسلام في أنحاء المعمورة، كما أتمنى أن يتحلى المسلمون بروح الإسلام وسماحته.
لقد كنت وأنا أتعلم وأعمل في الولايات المتحدة الأمريكية أسأل الله أن تصبح أمريكا دولة إسلامية ليس بالعنف والقهر، بل بالدعوة إلى الله، ولازلت أتمنى على الله أن يكون لي مسجد في كل بلد عشت فيه؛ ليشهد لي يوم القيامة، وأن يغفر لي الله ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وماهو كائن إلى يوم القيامة.
إن النجاح إذا كان لذات الإنسان، فليس بنجاح، بل النجاح الحقيقي يكمن في الإنجاز لما فيه صالح البشرية جمعاء، ووجدت أفضل السبل للإنسان أن يلتحق بركب الإسلام، فالذين سعَوا للنجاح لذواتهم لم يصلوا إلى أهدافهم، ولم يكتب لهم النجاح الحقيقي، لقد رأيناهم يتهاوون في النهاية لأنهم كانوا أنانيين، إنهم يعيشون بيننا، بنَوا مجدهم للترفع على الناس، وجمعوا الأموال للتعالي على الآخرين، لكنهم في النهاية فقدوا كل شيء " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا والعاقبة للمتقين" .وقد قيل: كثيرون هم الذين يصلون إلى القمة ثم يستسلمون إلى النوم فلا يلبثون أن يهووا إلى القعر.
إن هذه هي تجربتي أهديها إلى أبنائي الطلبة ورجال التعليم، ولكل قارئ قدر الله له أن يفتح صفحات (المعرفة).
 
جزاكم الله خيراً ياطيب يا متواضع. تشرفت بالتعرف إليه في ولاية فرجينيا، وأكل زادي مع أسرته..... وأدعو له بظهر الغيب ، وكفى به فخراً أنه من مدينة رسول الله، صلوات ربي وسلامه عليه.
*د يحيى
8 - سبتمبر - 2010
الأسرة المثالية : طبق حلوى حضّرتُه لمستقبل كل فتاة ستكون أمّاً......    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
http://www.e-happyfamily.com/index.jsp?inc=30&type=8&name=شبهات وردود
*د يحيى
18 - سبتمبر - 2010
يا عولمة يا عولمة !!!!!    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
                           المرأة المسلمة..ومخاطر العولمة
لا شك ان موضوع المرأة لا يزال من أخصب المواضيع التي يكثر بخصوصها وحولها الجدال والسجال والكلام الى حد التخمة الفكرية, فهو لم يعد موضوعا مرتبطا بيوم عالمي تخلد من خلاله نساء العالم يومهن , وينظمن تجمعا لتدارس قضاياهن وما يتصل بها , بل اصبح موضوع كل الساعات والمناسبات , وكأن المراة تعيش حالة مرضية تقتضي استنفار كل هذا الجهد الفكري والسياسي والثقافي لاعادة الاعتبار لكيانها وشخصيتها. نحن في هذا المقام لا نجهل ان ثمة واقعاً مريراً تعيشه المرأة في العالم المعاصر لاسباب ذاتية وخارجية نعلم جميعا العديد منها , ولكن الذي نعرفه معرفة جيدة هو أن تركيز الخطاب حول قضايا المرأة في المرحلة الراهنة بالذات ترتكز على خلفية أيديولوجية دولية تسعى من خلاله الى اخضاع كل نساء العالم , وخصوصا نساء العالم الاسلامي , الى نمط نسوي محدد المعالم لابد من اقتباسه والقبول بنموذجه وشكله المرفوض. ولكي ينجح المخطط لابد من عولمة المرأة , خطابا ونموذجا , وذلك بعقد المؤتمرات واللقاءات وتأسيس الجمعيات والمنتديات النسوية في مختلف بقاع العالم , ومنها على وجه الخصوص دول العالم الاسلامي الذي ترفض نسائه الحرائر , قبل رجالهن مبدأ المساومة من جل استنساخ نموذج نسوي غربي تكشف مجريات الواقع عن فشله في اقامة مجتمع سليم واسرة متكاملة قائمة على ارضية المساكنة بين الزوجين , فعاشت المرأة – وما تزال في هذا المجتمع – تعاسة لا حدود لها بعد مافقدت الصفات الاساسية المكونة لانوثتها في عالم اكرهها على دخول حلبة الصراع من اجل البقاء والحياة . المرأة والتحديات الحضارية : ان المتعاطي مع موضوع المراة لايخرج عن دائرة التعاطي مع مواضيع اخرى هي من نتاج العلاقة المشبوهة بالغرب , الذي قتل في الامة الكثيرمن العناصر الاسلامية للحصانة الثقافية , وملا فراغات ثقافاتنا بمرجعيات تعيش على اقتباس منهج ثقافي من خارج الذات لتقوم ما بالامة من اعوجاج يزيد حدة مع توالي تاريخ الانحطاط . فعولمة المراة مثله مثل عولمة الطفل , وعولمة الاسرة جزء من منظومة ترعاها منظمات الاستكبار العالمي التي لن تنجح في تمرير مخططاتها المدمرة للثقافة والعقائد ما لم توحد خطابها الموجه للشعوب المستضعفة , ويعتبر مشروع عولمة الخطاب حول المرأة أهم خطوة لتحقيق ما تصبو اليه تلك المنظمات التي تقتل في الانسان – يوميا – آدميته وشعوره بالاستقرار والسكينة . ان موضوع المرأة خاصة , والاسرة عامة , يشكل اكبر التحديات الحضارية الواجب التصدي لها بكل مسؤولية , كل بحسب تخصصه ومؤهلاته ومركزه , وامكاناته المادية والمعنوية , لان المعركة في النهاية معركة حضارية بين منظومتين في عالمنا الاسلامي : منظومة اسلامية تدعو الى اعادة الاشياء الى اصلها , والدعوة الى رد الانسان الى فطرته , ومنظومة تدعو الى التسيب في الفكر والسلوك , المؤدي الى موت الانسان بأسم الحرية . أكذوبة الدفاع عن المرأة : من هنا يكون الحديث عن موضوع المرأة والبحث في اشكالاتها العامة والخاصة , جزء من الجهد المبذول في مجال تصحيح الوعي الاسلامي من الزيف الثقافي الذي اصابه , والعمل على تبصير ابناء الامة , وخاصة منهم النساء , بحقيقة اكذوبة الدفاع عن المرأة وخطورة الانجراف وراء سراب تيار تحرير الوعي المسلم من قيم الدين الاسلامي ,, والجري وراء اطروحات وشعارات يتم استهلاكها يوميا على المستويات السياسية والثقافية والاعلامية لاخفاء حجم التبعية للغرب الامبريالي في نسخته الذي يجعل من التعامل في قضية المرأة وملحقاتها مهما اذا كان خارج اطار التوظيف النفعي والايديولوجي , الذي لن يحدث في نهاية المطاف سوى نتيجة واحدة هي مركزية المرأة التي تعطيها فرصة ابراز خطابها الاستعلائي تجاه الرجل , وهو خطاب لا يمس الرجل فقط , بقدر ما يمس – كذلك – مؤسسة الاسرة بشكل خطير بحيث سيصبح وجود المرأة , وفق خطاب العولمة والمركزية ,مجرد جسد هو رأس مالها في عالم يستهلك اكثر مما ينتج , فتتحول وظيفة المرأة من دائرة المشاركة في فعل العمران البشري الى دائرة التدمير والتخريب المدني , من خلال خطاب يعولم كل شئ , بعدما كانت تدافع عن حقها في الوجود . اننا لا ننكر ضرورة البحث في قضايا المرأة عامة , لان ذلك جزء لا يتجزأ من البحث عن مداخل التنمية والنهوض , ولكننا ننكر ان ينفصل هذا الموضوع عن موضوع الرجل اذا وضع هذا الاخير – في العالم الاسلامي – ليس بالوضع الصحيح , كما يتوجب عدم تغييب الذات والاقتصار فقط على ما عند الغير من مشاريع وتجارب , فلدى المسلمين الكثير من أمكانات البذل والعطاء والمبادرة , ان اقصاء المسلمين من منتديات الحوار حول المرأة دليل على عدم رغبة المنظمات النسوية التابعة لمنظمات الاستكبار العالمي في اشراكهم , وذلك دليل اخر على رفض العالم لكل ما له صلة بالثقافة الاسلامية التي يتهمونها بالرجعية والتخلف والقصور . لكن السؤال المهم في هذا الصدد الذي نوجهه لمتزعمي منهج عولمة المرأة من ابناء العالم الاسلامي هو : كيف تطلبون منا ان نطبق نموذجا غربيا يثبت الواقع اخفاقه في عقر داره ؟ لاريب انها ازدواجية نابعة من الانغماس في الحضارة الغربية الى حد الانبهار والذوبان , ولا خلاص من هذه الازدواجية سوى تطبيق المنهج الاسلامي في اعادة بناء شخصية الانسان المسلم الذي سوف يعيد النظر من منطلق الدينو الواقع . ان المجتمع الاسلامي – للأسف الشديد – ومنذ فترة طويلة يعيش هذه الازدواجية بحكم مجموعة من المستجدات والمتغيرات , لايمكن التخلص منها الا اذا تبنى رؤية صارمة تقوم على مبدأي الانتقائية والتوفيقية , اي انتقاء ما هو مفيد للمرأة والاسرة على وجه التحديد , وهو ما من شأنه ان يسير بالمجتمع نحو الامام بخطى ثابتة تكفل له الاستمرارية والتوفيق بين كل جديد , والمبادئ الراسخة في المجتمع , فليس كل ما هو صالح للغرب هو بالضرورة صالح لنا , وعليه فإن احترام الهوية والخصوصية هو السبيل الانجح للتخلص من هذه الازدواجية , وقبول الانسلاخ والرضوخ للغرب الذي لا يقبل بالتبعية المطلقة في اطار ما يسمى بالعولمة.
( منقول كما جاء).
*د يحيى
18 - سبتمبر - 2010
 20  21  22