البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التربية و التعليم

 موضوع النقاش : اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.    قيّم
التقييم :
( من قبل 64 أعضاء )

رأي الوراق :

 د يحيى 
11 - مايو - 2010
                    اتفاق الشرائع مع القوانين وافتراقهما
السرقة محرمة في الشرع ، ومحرمة في القانون ، فمن ترك السرقة ، ممكن تقول : يخاف من السجن ، والمسؤولية ، ولك أن تقول : يخاف من الله ، ما الحقيقة ؟ الله أعلم ، لكن الذي يغضُّ بصره عن محارم الله ، يقيناً يخاف من الله ، لأنه ليس في الأرض كلها تشريعٌ أو قانونٌ ، يأمرُ بغض البصر ، إذن هنا افترقت الشريعة عن القانون .
الصيام ، بإمكانك أن تدخل البيت في أيام الصيف الحارة ، وأن تدخل الحمام بعيداً عن نظر أولادك وزوجتك ، وأن تشرب الماء النمير البارد ، من العداد رأساً ، ولا يدري بك أحد ، إذن الصيام عبادة الإخلاص ، ما دمت تمتنع عن أن تشرب قطرة ماء ، إذن أنت تُراقب الله عزَّ وجل .
يعني حكم العِبادات أحياناً ، من أجل أن تعلم أنك تحب الله ، من أجل أن تعلم أنك تعلم أن الله يُراقبك ، من أجل أن ترتفع معنوياتك ، من أجل أن تُحس أنك في رضي الله عزَّ وجل ، إذن لا تستغرب ، أنه يا أخي ما هذه الحياة ، كلها صراع ، نفسي تميل ، وفي الطريق نساءٌ كاسياتٌ عاريات ، والله يأمرني أن أغض بصري ، وضع غير طبيعي ، لا هذا هو الطبيعي ، لأنه خلقك للجنة ، وثمن الجنة ضبط الشهوات ، لأنه خلقكَ لحياةٍ أبدية لا تنتهي  وأن ثمن هذه الجنة :
 
( سورة النازعات )
 
فأنا أتمنى دائماً أن أوضح لإخواننا الشباب ، كما أنه ليس في الإسلام حرمان  ليس فيه تفلُّت ، الله قال :
 
( سورة الحديد : آية " 27 " )
 
هم كتبوها على أنفسهم ، هم اجتهدوا فأخطؤوا ، والدليل أنهم أخطأوا :
( سورة الحديد : آية " 27 " )
 
لم يتمكنوا ، لأنها خلاف الفطرة ، الترهُّب ، الرهبنة ، خلاف فطرة الإنسان   لذلك القصص التي تروى ، عن الرهبان في انحرافاتهم الجنسية ، لا تعدُّ ولا تحصى ، لأنهم ألزموا أنفسهم ، ما لا ينبغي أن يكون ، ما كتبناها علينا ، والدليل أنهم :
( سورة الحديد : آية " 27 " )
 
فالإسلام دين الفطرة ، فكما أن الإسلام ، ما كلفك ما لا تطيق ، كذلك ما أطلقك  إلى حيث تريد ، في منهج ، يعني تقريباً ، طريق ، الطريق عريض ، لك حرية الحركة في حدود هذا الطريق ، لكن بعد الطريق هناك ممنوعات .
فأجمل حياة يعيشها ، حياة القيم ، حياة المنهج ، حياة الدستور ، أنظر إلى السيارة أروع ما تكون وهي على الطريق المعبَّد ، لأن هذا الطريق صنع لهم ، وهي صنعت له ، فإذا سارت على الطريق المعبدَّ ، تجدها كلها مرتاحة ، لا يوجد أصوات أبداً ، أما إذا نزلت إلى الطريق الوعر ، تحس أن هذه الطريق ليست لهذه السيارة ، وهذه المركبة ليست لهذا   الطريق .
أردت من هذه المقدمة ، أن نربط الجزئيات بالكليات ، لا أن نبقى في هذه حرام  لماذا حرام ؟ أنت تعيش في مجتمع ، هناك أناس ليس لديهم وازع ديني إطلاقاً ، أما آتاهم الله منطقاً ، عندهم عقل ، فإذا ملكت الحجَّة ، بالمناسبة :
" ما اتخذ الله ولياً جاهلاً ، لو اتخذه لعلمه ".
 
( سورة الأنعام : أية " 83 " )
 
يعني يوجد قوة للمؤمن ، قد تكون غير مادَّية ، قد يكون مؤمن ، يعني  من أقل المراتب في المجتمع ، قد يكون موظف ، صغير جداً ، ضارب آلة كاتبة ، حاجب قد يكون  لكن قوته نابعةٌ من حجته ، لما ربنا قال :
 
( سورة الأنعام : أية " 83 " )
 
لكل مؤمنٍ من هذه الآية نصيب ، قوةٌ ، يجوز حاجب في دائرة ، يناقش المدير العام المتفلت ، الذي عقيدته فاسدة ، هذا الحاجب ، أقوى منه في المناقشة ، المؤمن ، يعلّم لماذا يغضُّ بصره ؟ يعلَّم لماذا يصوم ؟ يعلّم لماذا يصدق ؟ يعلّم لماذا يتكلَّم بالحق ؟ فنحن نريد مؤمن متمكِّن ، لا أريد مؤمن يطبِّق الإسلام إلى حين ، لو أنَّك عرفت الأمر الشرعي  من دون حيثيات ، من دون أن تربطه بالكلّيات ، من دون عقيدة صحيحة ، يمكن _أن تنطبق الأمرّ ، لكن مقاومتك هشة ، هشة ، يعني أدنى ضغط ، أو أدنى إغراء ، تجد مقاومتك قد انهارت ، لذلك كلّ إنسان يربي ، كل إنسان يبني إخوانه بناء ، إذا بنى النفوس بناء صحيح  بناء علمي ، بناء منطقي ، على أساس من العقيدة الصحيحة ، تجد هذا الأخ قوياً ، أي قوي في دينه ، أينما ذهب مستقيم ، الملاحظ لما ينبني إنسان بناء هش ، أو يبنى بناء نصِّي غير تعليلي .
يعني أنت عندما تعرف أن هذا الأمر مربوط ، بهذه العقيدة الصحيحة ، مربوط بهذه الكلِّية ، أي أنت مؤمن بخالق الكون ، أنت مخلوق للجنّة ، والجنّة ثمنها ، ضبط الشهوات الشهوات أودعت فيك لترقى بها إلى الله ، أودعت فيك ، هذا الذي أتمنى أن يكون واضحاً للكل.
 15  16  17  18  19 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
كم شاعراً في الجاهلية اسمه امرؤ القيس؟    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
سألَ العبّاس بن عبد المُطَّلِب عمر -رضي الله عنهما- عن الشُعَراء فقال: امرؤ القَيْس سابِقُهم، خَسَفَ لَهُم عَيْنَ الشِعْرِ، فافْتَقَرَ عن مَعانٍ عُوْرٍ أصَحَّ بَصَرٍ. وامرؤ القَيْس بن عابِس بن المُنذِر بن السِّمْط بن امرئ القَيْس بن عمرو بن مُعاوِيَة بن ثَوْرِ الكِنْديّ: جاهِليّ، وأدْرَكَ الإسلام، رضي الله عنه، وليس في الصَّحابة مَن اسمه امرؤ القَيْس غَيْرُه. وامرؤ القَيْس بن بَكر بن امرئ القَيْس بن الحارِث بن مُعاوِيَة بن الحارث بن معاوِيَة بن ثَوْرٍ الكِنْديّ: جاهِليّ، ولَقَبُه الذَائدُ. وامرؤ القَيْس بن عمرو بن الحارث بن معاوِيَة الأكبَر بن ثَوْر الكِنْديّ: جاهِليّ. وامرؤ القَيْس بن حُمام بن مالك بن عَبيدَة بن هُبَل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عَوْف بن عُذْرَة بن زيد بن رُفَيْدَة بن ثَوْر بن كَلْب بن وَبَرَة: جاهِليّ. وامرؤ القَيْس بن بحر الزُّهَيْريّ: من وَلَدِ زُهَيْر بن جَنَاب الكَلْبيّ. وامرؤ القَيْس بن ربيعة بن الحارِث بن زُهَير بن جُشَم بن بكر بن حُبَيْب بن عمرو بن غَنْم بن تَغْلب، وهو مُهَلْهِل الشاعِر المشهور، ويقال: اسْمُه عَدِيٌّ. وامرؤ القَيْس بن عَدِيّ الكَلْبيّ. وامرؤ القَيْس بن كُلاب بن رِزام العُقَيْليّ ثمَّ الخُوَيْلدِيُّ وهو خُوَيْلِد ابن عوف بن عامِر بن عُقَيْل. وامرؤ القَيْس بن مالِك الحِمْيَرِيّ. هؤلاء كُلُّهم شُعَراء.
*د يحيى
3 - يوليو - 2010
أسماء الأيام    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
العرب كانت تسمي الأيام بغير أسمائها ، فكانت تسمي الأحد الأول، والاثنين أهون، والثلاثاء جبار، والأربعاء دبار، والخميس مؤنساً والجمعة عروبة، والسبت شيار.
وكانوا يسمون أيام الشهر عشَرة أسماء كل ثلاث ليال اسم....
*د يحيى
3 - يوليو - 2010
موعظة بالغة    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
تحياتي إلى جميع الإخوة الأحباب،
مقالة وعظية مؤثرة، نقلتها لحضراتكم من هذا الموقع المفيد. فاللهم احسن بفضلك ورحمتك خاتمتنا جميعنا. وكاتب المقالة، وفقه الله، من المفكرين الأتراك البارزين، وهذا موقعه:
http://harunyahya.com/arabic/index.php    
 
موتُ الإنســــان
 هل أنت على وعي بأنّ كل يوم يمضي من عمرك يقرّبك إلى الموت أكثر فأكثر، أو يقرّب الموت إليك أكثر فأكثر، مثلما هو الأمر مع جميع الناس، أو ربّما يقرّبك أنت إليه أكثر من أي شخص آخر. وكما أخبر الله سبحانه وتعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةٌ المَوْت ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)، (سورة العنكبوت، الآية 57). فكلّ من على وجه هذه البسيطة، ومن سوف يعيش عليها في المستقبل سوف يواجهون الموت بدون استثناء. بيد أنه بالرّغم من هذه الحقيقة فإنّ الإنسان يرى نفسه لسبب من الأسباب، بمنأى عن هذا المصير. لو أمعنا التفكير في طفل يأتي إلى العالم ليأخذ أول نفس له فيه،ورجل على قيد لحظات من الموت يلفظ أنفاسه الأخيرة، فلا الذي ولد له دخل في ولادته ولا الذي يَموت كذلك اختار هذا المصير. فالأمر كله لله وبيده سبحانه، فهو المالك المتصرف وبيده القوة في نفخ الروح فيبعث فيها الحياة أو يقبضها فتنتهي بالموت. وقد صور الله تعالى حال بعض بني البشر تجاه الموت حين قال تعالى في سورة الجمعة في الآية 8: (قُلْ إِنَّ المَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ منه فَإِنَّهُ مُلاَقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فينبئكم بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).  يتجنب أغلب الناس التفكير في الموت, وخلال أحداث اليوم المتلاحقة, يغرَقُ الشّخص في دائرة متشعّبة من المواضيع المختلفة: فبأي جامعة سيدرس, وفي أيّ شركة سيعمل, وما لون اللّباس الذي سيرتديه في الصباح التالي, وما الّذي سيأكله؟ هذه هي أهم المشاغل التي تملأ أذهاننا. فالإنسان يعتقد أن الحياة لا تعدو أن تكون هذه الأشياء. لقد اُعتبر الحديث عن الموت أمرًا ثانويًا، وأيّ محاولة للحديث عن الموت كثيرًا ما تتعرض للمقاطعة من قبل الأشخاص الذين لا ترتاح أنفسهم ولا تطمئن لمثل هذا الموضوع, فعادة ما يعتقد الإنسان أنه لن يموت إلاّ بعد أن يتجاوز الخمسين أو الستين من العمر، أما الشباب فلا يريدون أن يخوضوا في مثل هذه المواضيع "المنغّصة". والحال أن أحدًا لا يضمن لنفسه أن يعيش ولو ثانية. فكل يوم تطالعنا الصحف والقنوات التلفزيونية بشتّى الأخبار عن الموت. وكل إنسان عادة ما يكون شاهدا على أقرباء له ماتوا، لكنه لم يفكر أن الآخرين سوف يكونون يومًا ما شهودًا على موته هو نفسه.  ولكن عندما يأتي الموت نجد أن كل "حقائق" الحياة تتلاشى فجأة, لن يترك الموت منك أي أثر. فكر في حالك الآن؛ عيناك اللتان تُفتحان وتُغمضان، حركات جسمك، قدرتك على الكلام، قدرتك على الضحك، بمعنى فكر في جميع وظائفك الحيوية. ثم فكر مرة أخرى في حالك وقد خرجت روحك وأصبح جسمك جثة هامدة، استحضر هذا أمام عينيك. سوف تصبح جثة هامدة لا تعرف ماذا يحيط بك وما يدور حولك، هكذا سوف ترقد. سوف يُحمل جسمك من قبل أناس آخرين، وسوف يعتبرونك مجرد "قطعة لحم". وعند إعداد التابوت الذي سوف تحمل فيه إلى المقبرة يتولى أحد الأشخاص تغسيلك، ثم يلفّونك في قماش أبيض، ثم توضع في تابوت من الخشب. وعندما تنتهي المراسم في الجامع تُحمل ويُذهب بك إلى المقبرة، وبعد ذلك توضع على قبرك قطعة من الحجر كتب عليها تاريخ ميلادك وتاريخ وفاتك. وسوف يلقى بك مع الكفن داخل الحفرة التي أُعدت لك، وتوضع فوقك قطعة من الخشب ثم يُهال عليك التراب. وبعد أن يواروك بالتراب جيدًا، تنتهي مراسم الدفن على هذا النحو. في الأيام الأولى تكون الزيارات إلى قبرك كثيرة، ثم تتناقص لتصبح مرة كل عام، وبعد ذلك تُنسى ولا يَحتفل بك أحدٌ. وبالإضافة إلى كلّ هذا سوف لن يكون لديك علم حتى بهذه الزّيارات. غرفتك التي مكثت فيها لسنوات، وسرير نومك الذي نمت فيه سوف يفقدانك. وبعد أن تغادر جنازتك المنزل بمدة سوف توزع أشياؤك الخاصة وتعطى إلى من هم في حاجة إليها. وسوف يذهب أهلك إلى إدارة النفوس ويطلبون شطب اسمك من هذه الدنيا.ربما يَذكرك بعض النّاس في الفترات الأولى بعد موتك، وربما كان هناك مِنْ خلفك من يبكيك. بيد أنّ الزمن كفيل بأن يُذهب ذِكرك من بين الناس شيئًا فشيئًا. وبعد عقود قليلة من الزّمن لن يبقى في هذه الدّنيا التي عشت فيها "زمنا طويلا" من يتَذكرك.ومع ذلك، وحتى أقاربك ومعارفك الذين تركتهم خلفك بعد موتك لا يفيد شيئًا إذا تذكروك أو نسوك لأنهم هم أيضًا سوف ينْفضّون من هذه الحياة ويغادرونها واحدًا بعد آخر. وفي الوقت الذي تتالى فيه الأحداث على الأرض يبدأ جسمك الموجود تحت التراب في عملية تحلل سريعة. سوف تهبّ الحشرات والديدان لتنهش جسمك، وسوف ينتفخ بطنك بسبب الغازات التي تملؤه، وهذا الانتفاخ سوف يسري في كل جزء من بدنك، ويصبح جسمك على هيئة لا يَعرفها أحد. وعلى إثر ذلك يحدث ضغط من قبل هذه الغازات على الحجاب الحاجز فتبدأ رغوة ممزوجة بالدّماء تخرج من فمك وأنفك. ومع تهرؤ الجسم يتناثر الشعر وتنقلع الأظافر من أماكنها وتتمزق راحة اليد وظهرها.بالإضافة إلى هذه التغيرات الخارجية، سوف يدبّ الفساد كذلك في الأعضاء الداخلية. وفي الواقع فإن الموقف المخيف سوف يحدث هنا، فالغازات المتجمعة في أنحاء البطن سوف تفجر أضعف نقطة فيها، ثم تنتشر من الجسم روائح كريهة لا يمكن أبدًا تحمّلها. وفي هذه المرحلة تبدأ العضلات في الانفصال عن أماكنها بدأً من الرأس، ثم يتحلل الجلد والأجزاء الأخرى اللينة منه، ثم يبدأ الهيكل العظمي في البروز. وبعد ذلك، يتحلل الدماغ تمامًا ويتحول شكله إلى شكل طين. أما العظام فينفصل بعضها عن بعض، ثم يبدأ الهيكل العظمي في الانفراط ... وتتواصل هذه العملية على هذا النحو إلى أن يتحول جسمك إلى خليط من التراب والعظام. نعم، لن يكون من الممكن العودة ولو لثانية واحدة إلى الحياة التي كانت قبل الموت؛ التقاء مع الأسرة، ولقاء مع الأصدقاء ولهوٍ معهم، ولن يبقى أمل في الترقّي إلى أعلى المناصب. نعم، إن الجسد سوف يتناثر في القبرِ، ويُصبح عبارةً عن هيكل عظمي. وباختصار، فالجسم الذي يمنحك هويتك، وبه تقول "أنا" سوف ينتهي بنهاية كريهة جدًّا. وأنت، باعتبارك روحا في حقيقتك سوف تكون قد غادرت جسدك منذ زمن. أما الجسم الذي خلفته وراءك فإنه سوف ينتهي إلى مصير مُرعبٍ للغاية.حسنا، ما هو السبب في كل هذا؟  لو شاء الله تعالى ما أحال جسم الإنسان بعد الموت إلى هذه الحالة،بيد أن لهذا الأمر معنى كبيرًا.أولا، يتعين على الإنسان أن يفهم أن حقيقته ليست عبارة عن بدن، وأن هذا البدن لباسٌ أُلبسه لوقت محدّد، وعليه أن يفهم ذلك من هذه النهاية المُفزعة.وعليه كذلك أن يَشعر أنّ وراء هذا الجسم وجود آخر.ثانيا، على الإنسان أن ينتبه إلى فناء بدنه، وعليه أن يفكر في الأشياء التي يتمسك بها في هذه الدنيا الفانية وكأنه سيعيش فيها أبد الدهر، وعليه أن يتأمل في عاقبة هذا البدن الذي يدفعه لكي يَحني قامَتَه من أجل تلبية جميع رغباته. هذا الجسم، لابد وأن يتمزّق يومًا تحت التّراب، سوف يفسد ويصبح عبارة عن هيكل عظمي. قد لا يكون ذلك اليوم بعيدًا، ربما يكون على بعد قدم..لكن بالرغم من كل هذه الحقائق فإن في داخل الإنسان ميلٌ إلى ألا يفكر في الأشياء الكريهة التي تنفر منها نفسه، هناك رغبة في تجاهل مثل هذه الأمور واعتبارها غير موجودة. وهذا ما يتجلى جيدًا، وبشكل خاص عندما يتعلق الموضوع بالموتِ.ومثلما ذكرنا، فالموت لا يذكره الناس إلا عند فقدان أحد الأقارب أو في ذكرى موت أحدِِهم. فالجميع تقريبًا، يرون الموت بعيدًا عنهم. فهل الذين يموتون وهم يسيرون في الطرقات أو ينامون على فرشهم يختلفون عنه في شيء؟ أم لأنه "مازال شابًا"، وسوف يعيش"طويلا"؟ ولكن كم من الناس تعرضوا لحوادث وهم ذاهبون إلى مدارسهم أو كانوا يسرعون من أجل المشاركة في اجتماع مهم فهلكوا، وكم من الناس تلقّفهم مرض لم يكن يخطر على بالهم فماتوا في وقت لم يكن في حسبانهم على الإطلاق، وهؤلاء جميعًا قبل موتهم ربّما كانوا أيضًا يرون أنّ الموت بعيدٌ عنهم. فبينما كانوا يعيشون بين الناس، إذ بالصّحف في اليوم التالي تذيع خبر وفاتهم فيَبهتُ الناس لأن هذا الأمر لم يكن يخطر ببالهم.ومن الغريب أنكم أنتم أيضًا قد لا تضعون احتمال موتكم بعد تقرأوا هذه الأسطر بمدة قصيرة؛ فالأمور التي يَجب أن تُعمل والأعمال التي ينبغي أن تَتم تجعل الموتَ بالنّسبة إليكم أمرًا سابقًا لأوانه ولم يحنْ موعدُه بعد. والواقع أن كل هذا هُروب من الحقيقة، وقد أخبرنا الله تعالى أنه لنْ يجديَ صاحبه شيئا: (قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمْ الفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَو القَتْلِ وَإِذًا لاَ تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً) (سورة الأحزاب: 16).على الإنسان أن يدرك أنه جاء إلى هذه الدنيا "عاريًا"، وسوف يخرج منها "عاريًا". ولكنه بعد أن يولد بمدة قصيرة يبدأ في التمسك بالنعم التي تُمنح له-لسدّ حاجياته- تمسكًا مبالغًا فيه حتى يصبح الحصول على هذه النعم أكبر هدف في حياته.والحال أنّه لا أحد يمكن أن يحمل معه بعد موته لا ملكه ولا ماله الذي كان يملكه.كلّ ما في الأمر أنه سوف يُلف في خرقة بيضاء من بضعة أمتار ويُوارى فيها التراب. ويأتي الإنسان إلى هذه الدنيا "عاريًا" ويخرج منها كما دخلها"عاريًا"، ولن يرافقه إلى الآخرة سوى إيمانه بالله تعالى أو إنكاره له.
 
Jun 11, 2009
*ياسين الشيخ سليمان
3 - يوليو - 2010
لقاء مفيد    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
الدكتور عكام لـ "إسلام أون لاين": مؤسسات التقريب أشبه بالمحالِّ التجارية
نشر موقع "إسلام أون لاين" على الإنترنت، وفي صفحة (ثقافة وفن) يوم الأربعاء: 18/6/2008 لقاء مع الدكتور الشيخ محمود عكام مفتي حلب، تحدث فيه عن عدة مواضيع من أهمها: التشيُّع والتسنُّن، والتقريب بين المذاهب الإسلامية، وعلاقة السياسات المحلية والأجنبية بالخلافات والمذاهب الإسلامية... وفيما يلي نص اللقاء:
الشيخ الدكتور محمود عكام
مفتي حلب: مؤسسات التقريب أشبه بالمحال التجارية
أكد المفكر الإسلامي السوري الدكتور محمود عكام مفتي حلب رفضه القاطع لموضوع الدعوة إلى التشيُّع، أو التسنُّن، بحيث يكون امتداداً لدولة ما ضمن دولة أخرى، ورأى أن ذلك يعدُّ تجاوزاً لا يقره القانون الدولي، ولا يرضى به العرف العالمي العام السليم؛ معلنا في الوقت نفسه رفضه شعار التقريب بين المذاهب، أو لإنشاء مؤسسات تقريب، معتبرا أن مؤسسات التقريب القائمة حالياً في القاهرة أو إيران أو الرباط وغيرها هي في النهاية (محالٌّ تجارية) يفيد منها القائمون عليها ماديًا !
وقال عكام في حوار مع "إسلام أون لاين" رداً على ما يشاع عن موضوع التشييع في سوريا: فيما يخص التشيع أو التسنُّن، فنحن مع الحرية في ممارسة دعوة كل طائفة أو مذهب إلى مبادئه، شريطة أن تكون فرص الدعوة لجميع الفرق متكافئة، وألا تتدخل الدولة باعتبارها صاحبة السيادة والسلطان؛ لتكون بجانب مذهب في مواجهة مذهب، وعلى ألا تكون أيضاً الدعوة إلى التشيع أو التسنن امتداداً لدولة ما ضمن دولة أخرى، فذلك يعدُّ تجاوزاً لا يقره القانون الدولي, ولا يرضى به العرف العالمي العام السليم.
معايير ضرورية
وأشار مفتي حلب وخطيب الجامع الكبير، أنه حين تمارس الدعوة إلى مذهب ما وفق المعايير السابقة؛ يجب أن تتجلى الممارسة بأدبيات الأمر بالمعروف، وأدبيات الحوار من احترام مشاعر الطرف الآخر، وعدم الإساءة بالألفاظ المزعجة، وبعبارة وجيزة على جميع الدعاة من أي طرف كانوا التحلي بـ﴿وَقُولُوا لِلنّاسِ حُسْناً﴾، و﴿ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾، و﴿اِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾، و﴿وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾، و﴿وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلاّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ فما بالك إذا كانت المجادلة مع أهل كتابكم نفسه يا مسلمون، وهذه الأدبيات قد ذكرناها في الآيات القرآنية الشريفة.
وفيما يخص العودة إلى شتم الصحابة من قبل الشيعة، اعتبر الدكتور عكام: إن مسألة شتم الصحابة ما هي إلا فتنة ابتدعها الأعداء، ومارسها السفهاء، وتفرَّق وتعادَى على أساسها العلماء، وغدت في النهاية معيارًا فريدًا يُعنْوِن بها السني رفضه للشيعي، ويحتسبها الشيعي تعبيرًا وحيدًا عن الولاء لأهل البيت - عليهم السلام - فهل هذا إلا امتراء؟! وقال: كلنا يعلم أن المسلم لا يشتم، وليس من عادته الشتم، حتى لمن يستحقه، فكيف بشتم ثلة مصطفاة بالإجمال وقد اختارهم الله - إجمالاً - أصحاباً لخير خلقه محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وحول وجود قبر أبو لؤلؤة المجوسي قاتل الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أكد عكام أن هذا القبر ليس حديث العهد، كما يزعمون، ولم يُبنَ أيام الثورة الخمينية، بل هو قديم، إن كان ثمة قبر، وأضاف موضحاً: أنا لا أعرف وليس عندي علم بهذه القضية.
وتوقف الدكتور عكام عند إثارة موضوع القبر بحد ذاته في هذه المرحلة بالذات، وقال: "السؤال لماذا يُثار اليوم وهو من قبلُ قائم ؟ والجواب عندي: لأن الدولة في إيران أصبحت دولة دينية بحتة بعنوان مذهبي، فعلى الطرف الآخر السني المناوئ إظهار العيوب والمسلَّمات والثغرات، فيها للحديث عن (قبر أبي لؤلؤة) وسواه. وعلى كلٍ: فأنا أطالب الدولة الإيرانية الراهنة بإزالة ما يبعث على سوء العلاقة بين المسلمين عامة، فإن كان هذا الأمر صحيحًا (أعني وجود قبر لأبي لؤلؤة) فعلى حكومة الجمهورية الإسلامية إزالته ومحوه، وبذلك يزيلون بؤرة ومكمنًا يولِّد فيروسات البغضاء والشحناء بين المسلمين، ولا سيما أنهم في إيران يتحدثون عن الوحدة الإسلامية كمطلب إسلامي وسياسي وإستراتيجي.
مصحف فاطمة
واستنكر مفتي حلب ما يشاع حول وجود مصحف غير المصحف المتواجد بين أيدي جميع المسلمين باسم السيدة فاطمة الزهراء، وقال: "إن مصحف فاطمة ما هو إلا مصحف تفسير وفهم، كمصحف ابن مسعود، وليس بمصحف يوازي مصحف المسلمين وقرآنهم، فلا تجعلوا من هذا الأمر مثار خلاف وإشكال، وهو في حقيقته لمعة نور لدى سيدة نساء العالمين فاطمة رضي الله عنها، فقد أفرغت فيه تفسيرها وتأويلها لآيٍ من الذكر الحكيم"...
وحول العلاقة بين الشيعة العرب وإيران قال الدكتور عكام: "المشكلة في السياسة عندما يخدمها الدين وينظر إليها على أنها تجليه الأكبر بل الأوحد، ولهذا فإن النظام السياسي الديني المذهبي سيزيد من حدة الصراعات الدينية في العالم، وأما علاقة الشيعة العرب مع إيران فهي علاقة وطيدة لأنهم جميعًا يؤمنون بالسياسة جزءاً هاماً، بل أهم من مذهبهم ودينهم، ومن ثمّ فعليهم موالاة من يوافقهم النظرة من أبناء طائفتهم الشيعية، وبما أنه ليس ثمة نظام سني بالمعنى المراد عند أهل السنة، أي ليست السياسة نابعة من المذهب السني على تنوع توجهاته الفقهية، فإن فئة أو فئات من أهل السنة قامت لتعلن الحرب على الشيعة والدولة الشيعية ومن يرتبطون بالدولة الشيعية، وسعوا جاهدين لتأسيس دولة سنية ندية لشيعة.. وهذا ما تسعى إليه (القاعدة) وسائر الحركات المنتمية لها في توجهاتها من جند الشام وفتح الإسلام و... إلخ، وكذلك سائر الحركات الإسلامية السياسية في مختلف أصقاع الدنيا.
السياسة والمذاهب
وأكد مفتي حلب أن الخلافات بين المذاهب الإسلامية لن تنتهي ما دامت هذه الأخيرة تنتهج السياسة وتستخدم مفرداتها وتحاول أن تتحدث عن دولة منتظرة تعنونها بعنوان مذهبها، وهذا ما هو عليه الحال - وللأسف الشديد - لدى الشيعة والسنة. واعتبر أن للسياسات المحلية في الدول العربية والإسلامية لها كل الأثر على الصراعات المذهبية، لأن هذه السياسات - بشكل عام - يهمها وجودها واستمرارها في الحكم، فإذا اقتضى أمر استمرارها إثارة النزاع بين المذاهب فستستمر، وإذا لزم أمر بقائها وتمكنها تأجيج الصراع المذهبي وهكذا..
وأكد عكام أن السياسة اليوم تجهد في إِتْباع الأديان لها كمؤيد وداعٍ، وهذا يدفع للتعامل معها - أي مع الأديان والمذاهب والفرق - وفق ما تقتضيه مصلحتها، فالرئيس المصري صرح في يوم من الأيام بأن ولاء الشيعة في البلاد العربية لإيران، وكأنه بذلك يُحرِّض السنة في البلاد العربية على الشيعة، والملك عبد الله ملك الأردن قال يوما: "إن ثمة محاولات من إيران وسوريا لتوليد هلال شيعي يغطي العراق والأردن ولبنان وسوريا" وهو بذلك يبغي إثارة حفيظة السنة في هذه البلاد ضد الشيعة وهكذا.. كما أن هناك محاولات من إيران لربط الشيعة في البلاد العربية بها ربطاً ولائياً على مستوى الدين والسياسة والحكم، وهذا بدوره يؤدي إلى شعور بالغربة بالنسبة إلى المواطن السوري السني مثلاً مع المواطن السوري الشيعي وهكذا، فكلاهما متباينان في الولاء المطلق على حد زعمهم.
وأضاف: "لقد تعلمنا، ونحن صغار، أن الملوك يحكمون الورى، وأن العلماء هم من يحكمون على الملوك، فما بال العلماء اليوم صاروا خداماً للملوك، ومؤتمرين بأمر سياستهم، ومسوِّغين لهم أفعالهم وأقوالهم التي لا يرتضيها الصدق وتأباها العدالة... وقال: "أؤكد مرة أخرى أن خلاصنا في حسر الإسلام عن رقعة السياسة، وإيضاح العلاقة بين الإسلام والسياسة بشكل علمي موثّق محقّق وتبيان المساحة التي يلتقي فيها الإسلام مع السياسة".
ولم ينفِ الشيخ عكام دور السياسات الأجنبية في تأجيج الصراعات المذهبية في العالم العربي والإسلامي، وقال: "لا شك في أن التدخلات الأجنبية الأثيمة الاستعمارية تسعى إلى تفريق الصف العربي والمسلم وهذه عادتها القديمة وديدنها الحديث، فحين ترى المسلمين جاهزين للافتراق على أساس المذهبية فستغذي النعرة الطائفية والمذهبية وستسعى جاهدة لدس أناس، أو استئجار عملاء يندسون ويثيرون النزاعات ويقولون للناس: الشيعي كافر بمعايير السنة، والسني كافر بمعايير الشيعي، والصوفي كافر بمعايير السلفي، والسلفي كافر بمعايير الصوفي، فهيا جميعاً لقتال الكفار الذين يلونكم، فهم أشد خطرًا من الكفار البعيدين الغربيين !!
أرفض شعار التقريب
وأعلن مفتي حلب رفضه لشعار التقريب بين المذاهب وقال: "إن شعار التقريب بين المذاهب شعار مرفوض بالنسبة إلي، بل إن أنشئت له المؤسسات فهو أشد رفضاً، لكنني أدعو إلى رفع شعار الموضوعية والنزاهة في البحث والدراسة، وبناء الحكم على أسس صحيحة، وإعطاء الشهادة بعدها التحقيقي، كما أدعو إلى إنشاء مؤسسات علمية متخصصة يتم انتقاء أفرادها وطاقمها على أساس من كفاءة معتبرة فيما يخص العلم أو الشأن أو الفرع أو الاختصاص الذي تم إنشاء هذه المؤسسة أو تلك لدعمه وتعميقه وتقويته".
وأضاف عكام قائلاً: "أقول هذا وأنا لا أعرف ماذا يعني (التقريب) الذي يطرحونه اليوم ؟ فهل تقريب يصل إلى حد (الاندماج) ؟ أو حد الاعتراف ؟ أو حد المهادنة ؟ أو حد المراوغة ؟ دعونا يا هؤلاء من التقريب، وعرّفونا وعرّفوا لنا (المسلم) وبينوا لنا حدوده وأبعاده، واذكروا بوضوح معاييره ومعايير الخارج عن دائرة الإسلام بعلمية وأمانة وتوثيق وتحقيق، فالأمر يحتاج إلى إعادة تحديد وتعريف وتبيان فيما يخص المصطلحات الإسلامية عامة، والمصطلحات ذات الصبغة الحساسة خاصة".
وقال: "إننا على يقين من ناحية أخرى أن أعضاء مجامع التقريب يخشى بعضهم بعضاً، ويجامل بعضهم بعضاً، ويختانون فيما بينهم، ويسعى كل واحد منهم - إلا من رحم ربي - إلى إيجاد المسوِّغات لوجوده في هذا المجلس يقولها ويذكرها ويرصفها أمام جماعته وأفراد مذهبه.. حينما يختلي بهم إنا معكم، إنما نحن مستهزؤن".
وأكد أن التقريب بين المذاهب عنوان مرفوض، و قال: "فلنستبدل به (التعاون) المنصبّ على تمكين العلم والمعرفة والحوار والتقوى وخوف الله - عز وجل - وحينها فما يبتغيه المخلصون في التقريب ومن التقريب حاصل هنا.. فـ ﴿وَ اعْتََصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا﴾ ويا هؤلاء وحدوا الحبل الذي تعتصمون به وحدّدوه.
وحول دور مؤسسات التقريب القائمة قال: "إن مؤسسات التقريب القائمة حاليًا في القاهرة أو إيران أو الرباط أو.. لا تعدو أن تكون واجهات ولافتات ترفع أمام الله ليعبر مؤسسوها وأعضاؤها عن قيامهم بما أوجب الله عليهم من جمع الصفوف وتوحيد الكلمات، وكذلك ما هي إلا جلسات مخملية تتسع للمجاملات الإسلامية التي لا تسمن من جوع ولا تغني من فقر، وأيضًا هي في النهاية محالٌّ تجارية يفيد منها القائمون عليها ماديًّا وتكاد تكون سوقًا الإقبال عليها ضعيف، ولا رواج لها لدى عامة الناس"، وقال: "نحن لا نريد مؤسسات تقريب، بل نبغي مؤسسات علم ومعرفة لا تخضع للسياسة، ولا تطولها السياسة، ولا تسخرها السياسة، بل هي التي يجب أن تحكم السياسة وتهديها وترشدها إن كانت السياسة تبغي رشدا".
إسلام بمذاهب
وانتقد الشيخ عكام الدعوة إلى إسلام بلا مذاهب وقال: "إن تحدثنا عن إسلام بلا مذاهب تحدثنا عن خيال وفنتازيا؛ لأن هذا غير ممكن، بل إن طبيعة الإسلام أن يفرز مذاهب وينتج فرقًا وطوائف، لكننا نرغب إسلاماً بلا جهل، وإسلاماً بلا خيانة، وإسلاماً بلا تعصب، وإسلاماً بل تعنت، وإسلاماً بلا اتهام، وإسلاماً بلا كل الرذائل المؤدية إلى العداوة والبغضاء بين المسلمين، كما نرغب في إسلام حاكم على كل الصفات والألقاب الناتجة عن التمذهب التي تتبع في الذكر والتعريف بالإسلام ولا يتبعها الإسلام".
وبعبارة أخرى: "نريد إسلاماً حاكماً على الشيعية عند الشيعي وإسلاماً حاكمًا على السنية عند السني، ونرفض إسلاماً تحكمه الشيعية وتسيطر عليه، وإسلاماً تحكمه السنية وتطغى عليه أيضًا... وهكذا... فلنلتقِ دون ألقاب، أفلا يكفينا الإسلام من أجل اللقاء المؤدي إلى التعاون، أما الألقاب والمذاهب والطوائف فهي لإغناء العقل والقلب وإشباع حاجات الناس في ميادين التشريع، وإلا فسحقاً لها".
ورفض الشيخ عكام الحل الذي يطرحه البعض والمتمثل بإقامة نظام ديمقراطي قائم على المساواة في المواطنة والحقوق، بعيداً عن التقسيم المذهبي والطائفي. وقال: "الحل - في رأيي - يكمن في قناعة أهل الدين في هذا الذي قلته وليس في عملية إقامة نظام ديمقراطي لأننا إن أقمنا نظاماً ديمقراطياً وبقي أهل الدين على اعتقادهم بأن السياسة تشكل القسم الأهم من الدين فلن نستفيد شيئاً، بل سنزيد الطين بلة".
*د يحيى
5 - يوليو - 2010
مفتي حلب د/ محمود عكام ، حفظه الله ، وسدد خطاه.    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
في المال حق سوى الزكاة
فضيلة الأستاذ الشيخ:
فرض الله عز وجل الزكاة على الأغنياء، فإن لم تكفِ الزكاة فهل هناك حق في أموال الأغنياء غير الزكاة ؟ وشكراً لكم.
 
الأحد 13/6/2010
نعم أيها السائل، في المال حق سوى الزكاة عندما لا تكفي الزكاة، فقد صحّ عن ابن عمر رضي الله عنهما قوله: "في مالك حق سوى الزكاة" وصحَّ عن الشعبي ومجاهد وطاووس قولهم: "في المال حق سوى الزكاة"، وقال ابن حزم: "وفرض على الأغنياء من أهل كل بلد أن يقوموا بفقرائهم ويجبرهم ولي الأمر على ذلك إن لم تقم الزكوات بهم - أي تكفيهم - فيقام لهم أي للفقراء من أموال الأغنياء بما يأكلون من القوت الذي لا بد منه، ومن اللباس للشتاء والصيف ومن المسكن.." وبرهان ذلك قوله تعالى: (وآتِ ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل)، وقوله تعالى: (وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب..) فأوجب تعالى حق المسكين وابن السبيل كما أوجب حق القريب "نفقة القرابة".
وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم من طرق كثيرة: "من لا يرحم الناس لا يرحمه الله" وقال صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه" ومن ترك أخاه يجوع ويعرى وهو قادر على إطعامه وكسوته فقد ظلمه وأسلمه، وقال صلى الله عليه وسلم: "أطعموا الجائع وفكوا العاني وعودوا المريض" وجاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: "لو استقبلت من أمري ما استدبرت لأخذت فضول أموال الأغنياء فقسّمتها على فقراء المهاجرين"، وقال الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه: "إن الله تعالى فرض على الأغنياء في أموالهم بقدر ما يكفي فقراءهم، فإن جاعوا أو عروا فبمنع الأغنياء وحق الله تعالى أن يحاسبهم يوم القيامة ويعذبهم على ذلك".
فيا أيها الأغنياء ادفعوا زكوات أموالكم، فإن لم تكفِ الزكاة الفقراء - وهذا واقعنا - فعليكم واجب كفاية حاجات إخوانكم الفقراء والمرضى والمشرَّدين، نعم إنه واجب، وستسألون يوم القيامة عن ذلك وستحاسبون، فهلا أسرعتم وادَّاركتم، والله يوفقكم لما فيه خيركم.
*د يحيى
5 - يوليو - 2010
التصدق على غير المسلم    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
حكم الصدقة على غير المسلم
أستاذنا العلامة وفقه الله:
أريد أن أسألكم: هل تجوز الصدقة على غير المسلم، وهل تقبل الصدقة إذا كانت من كسبٍ حرام، وهل المنّ يبطل الصدقة ؟ وشكراً لكم.
 
الخميس 1/4/2010
أ- تجوز الصدقة على غير المسلم، وتجوز الهبة له والهدية، ويثاب الفاعل لكل هذه الأمور، وقد أثنى الله على قومٍ فقال: (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً) والأسير غير المسلم. وقال تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) وعن أسماء بنت أبي بكر قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة، فقلت: يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي راغبة أفأصلها ؟ قال: "نعم صلي أمك".‏
ب- وأما الصدقة من مال حرام من حيث كسبه فالله لا يقبل الصدقة إذا كانت من حرام، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال عز وجل: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم)" رواه مسلم.
فليحرص الناس على كسب الحلال والتصدق من هذا الكسب وكذلك الإنفاق منه على مَن يعولون، وخير الناس من اكتسب من حلال وأنفق في حلال وعمل يبتغي الحلال. فاللهم ارزقنا رزقا حلالاً طيباً.‏
ج- والصدقة - يا أخي السائل- تبطل ويذهب أجرها إذا منّ المتصدق على من تصدق عليه أو أذاه بطريقة الإعطاء أو بصيغة الكلام المصاحبة للإعطاء. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنِّ والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس)، وقال تعالى: (قولٌ معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى)، وها نحن أولاء نؤكد على الأغنياء ضرورة التصدق وفق الآداب والتعاليم السامية الإنسانية التي جاء بها ديننا الحنيف.
*د يحيى
5 - يوليو - 2010
الأجرة على الطاعات.    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
 حكم أخذ الأجرة على الطاعات
أستاذنا العلامة:
سمعت مرة أن أخذ الأجرة على القيام بالطاعات والعبادات كالإمامة في الصلاة وتعليم القرآن لا يجوز فهل هذا صحيح ؟ ولكم الشكر والتقدير.
 
الخميس 10/12/2009
ذهب بعض الأئمة كأبي حنيفة وأحمد بن حنبل رضي الله عنهما إلى عدم صحة الإجارة على الطاعات كقراءة القرآن والإمامة والأذان وتعليم العلوم الشرعية، فهذه طاعات وعبادات ينبغي أن تؤدَّى لوجه الله، واستدل هؤلاء بمثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوا القرآن ولا تأكلوا به" أخرجه أحمد، وبما روي عن عثمان بن أبي العاص أنه قال: "آخر ما عهد إلي رسول الله أن لا أتخذ مؤذناً يأخذ على الأذان أجراً" أخرجه الترمذي وسواه.
وذهب آخرون من الأئمة كالمالكية والشافعية ومتأخري الحنفية والظاهرية إلى جواز أخذ الأجرة على تعليم القرآن الكريم وعلى الأذان وعلى الإمامة لأنها أي الأجرة مقابل التزام محدد في وقت محدد ومكان محدد، واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال له بعضهم إن فلاناً اخذ على كتاب الله أجراً فقال: "إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله" أخرجه البخاري. فدل الحديث على جواز أخذ الأجرة على قراءة القرآن، وقيس عليه الآذان والإمامة وما شابه، وقد استقرت الفتوى في عصرنا على هذا القول فقد قل أو ندر من يعلّم أو يؤم أو يؤذن متطوعاً أو متبرعاً وعلى سبيل الحسبة، فكان لا بد من الأجرة حتى لا تضيع مثل هذه الشعائر و القضايا الهامة.
وقد قال صاحب كتاب الاختيار، وهو حنفي المذهب ومن المتأخرين جداً: "يجوز الاستئجار على التعليم والإمامة في زماننا وعليه الفتوى لحاجة الناس إليه وظهور التواني في الأمور الدينية وكسل الناس في الاحتساب، فلو امتنع الجواز يضيع حفظ القرآن و..." انظر الجزء الثاني من الكتاب الصفحة (60)، فاللهم وفقنا للقيام بما يجب أن نقوم به على خير وجه يرضيك يا رب العالمين
*د يحيى
5 - يوليو - 2010
غاب عنها زوجها وطلبت التفريق.    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
التفريق بسبب غياب الزوج
أستاذنا الأكرم:
هل يجوز التفريق بين المرأة وزوجها إذا كان الزوج غائباً ؟ أي هل يحق لها طلب التفريق لهذا السبب، وشكراً.
 
الأحد 25/10/2009
بالنسبة للتفريق بين من غاب عن زوجته فقد كان رأي الفقهاء ما يلي:
- ذهب الحنفية والشافعية إلى عدم جواز التفريق بين الزوج وزوجته لغيابه مطلقاً.
- وذهب المالكية والحنابلة إلى جواز التفريق بينهما إذا طلبت الزوجة بشروط:
أ- أن تطول غيبة الزوج، وقدَّر الحنابلة ذلك بستة أشهر على الأقل، وقدَّرها المالكية بسنة.
ب- أن يلحق الزوجة من هذه الغيبة ضرر شديد نفسي أو جسمي أو جنسي أو اجتماعي أو ...
ج- أن تكون غيبة الزوج لغير عذر مشروع وإلا فلا، والعذر المشروع طلب علم، أداء فريضة، تجارة مشروعة. وهذا رأي الحنابلة، أما المالكية فقد سوَّوا بين الغيبة بعذر مشروع والغيبة لغير عذر، وأجازوا للزوجة طلب التفريق في كلا الحالتين لأن الضرر واقع عليها في الحالين:‏
د- أن يكتب إلى الزوج للرجوع إلى زوجته أو نقلها إليه، ويمتنع عن ذلك أو يمتنع عن الرد، فإن امتنع عن نقلها أو امتنع عن الجواب أو تعذرت الكتابة إليه لجهل عنوانه أو لسبب آخر، فإن القاضي يجيبها إلى طلبها والفرقة عند الحنابلة للغياب فسخ وهي عند المالكية طلاق بائن.
أما قانون الأحوال الشخصية فقد ذهب في المادة 109 منه إلى جواز التفريق بين الغائب وزوجته بعد مرور سنة من غيبته بشرط أن يكون غيابه بلا عذر مقبول، وألحق القانون السجين بالغائب بشرط أن يكون الحكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات فأكثر، ولا يحق لها طلب التفريق بسبب السجن إلا بعد مرور سنة على السجن فعلاً، وقد عدَّ القانون التفريق للغيبة طلاقا رجعياً.
نسأل الله أن يوفق بيوتاتنا لتحتضن الرحمة والوداد.
*د يحيى
5 - يوليو - 2010
فوائد الصلاة والسلام على سيدنا محمد، صلى الله عليه وآله وسلم...(1)    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
فوائد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم -1
سيدي فضيلة الشيخ: أسمع كثيراً دعوة من الشيوخ للإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فما فائدة هذه الصلاة، وما آثارها، وشكراً كبيراً لكم.
 
الأحد 26/7/2009
للصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم فوائد كثيرة وآثار طيبة عديدة، وها نحن  أولاء نذكر منها ما يسعفنا به المقام، فإليكها يا أخي السائل.
1- الفائدة الأولى: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سببٌ للقرب من النبي يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة) رواه الترمذي.
2- الفائدة الثانية: هي سببٌ لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم بصاحبها شفاعةً خاصة، فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من صلى عليَّ حين يصبح عشراً، وحين يمسي عشراً، أدركته شفاعتي يوم القيامة) رواه الطبراني.
3- الفائدة الثالثة: هي زكاةٌ للمصلي وطهارة له، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (صلوا عليَّ فان الصلاة علي زكاة لكم) رواه ابن أبي شيبة.
4- الفائدة الرابعة: تقوم مقام الصدقة من الأجر والثواب لدى من لا يستطيع التصدق، قال صلى الله عليه وسلم: (أيما رجل مسلم لم يكن عنده صدقة فليقل في دعائه: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، وصلِّ على المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات فإنها زكاة) رواه ابن حبان.
5- الفائدة الخامسة: هي سبب لكفاية الهمّ، فقد قال رجل للرسول صلى الله عليه وسلم: (أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك ؟ قال: إذن يكفيك الله تبارك وتعالى ما أهمك من دنياك وآخرتك) رواه أحمد.
6- الفائدة السادسة: هي سببٌ للبراءة من النفاق ومن النار، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (من صلى علي مِئة كتب الله تعالى له بين عينيه براءة من النفاق وبراءة من النار) رواه الطبراني.
*د يحيى
5 - يوليو - 2010
اللهم صلّ وسلّم وبارك على أسعد مخلوقاتك ؛ سيدنا وحبيبنا محمد وآله وصحبه أجمعين.    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
7- الفائدة السابعة: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سبب عظيم في قضاء الحاجات في الدنيا والآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: "من صلَّى عليَّ كل يوم مئة مرة قضى الله له مئة حاجة، سبعين منها لآخرته وثلاثين منها لدنياه" رواه الحافظ ابن منده.
8- الفائدة الثامنة: هي سبب في فتح أبواب الخير ونفي الفقر، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كثرة الذكر والصلاة علي تنفي الفقر" رواه ابن نعيم.
9- الفائدة التاسعة: هي أمان لصاحبها من أهوال يوم القيامة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس إن أنجاكم يوم القيامة من أهوالها أكثركم عليّ صلاة في دار الدنيا" أخرجه أبو القاسم التيمي.
10- الفائدة العاشرة: هي سبب عظيم في نزول الرحمة، لأنك بذكر الرحمة المهداة فأنت تستنزل الرحمة من الله الذي قال عنه الله سبحانه وتعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
11- الفائدة الحاديةَ عشْرةَ: هي سبب عظيم في محبة العبد النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وفي محبة النبي صلى الله عليه وسلم العبدَ المصلِّيَ عليه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن أولى الناس بي يومَ القيامة أكثرُهم علي صلاة" رواه ابن حبان.
12- الفائدة الثانية عشرة: هي سبب عظيم في إجابة الدعاء، وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا أراد أحدكم أن يسأل الله تعالى فليبدأ بحمده والثناء عليه بما هو أهله، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يسأل بعد، فإنه أجدر أن ينجح أو يصيب" أخرجه الديلمي.
13- الفائدة الثالثة عشرة: سبب في نيل الثواب العظيم المضاعف، فعن علي أمير المؤمنين كرم الله تعالى وجهه مرفوعاً: "من صلى علي صلاة كتب الله له قيراطاً والقيراط مثل أحُد" رواه صاحب الجامع الصغير وحسّنه.
فاللهم اجعلنا ممن يكثرون من الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله....

*د يحيى
5 - يوليو - 2010
 15  16  17  18  19