البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التربية و التعليم

 موضوع النقاش : اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.    قيّم
التقييم :
( من قبل 64 أعضاء )

رأي الوراق :

 د يحيى 
11 - مايو - 2010
                    اتفاق الشرائع مع القوانين وافتراقهما
السرقة محرمة في الشرع ، ومحرمة في القانون ، فمن ترك السرقة ، ممكن تقول : يخاف من السجن ، والمسؤولية ، ولك أن تقول : يخاف من الله ، ما الحقيقة ؟ الله أعلم ، لكن الذي يغضُّ بصره عن محارم الله ، يقيناً يخاف من الله ، لأنه ليس في الأرض كلها تشريعٌ أو قانونٌ ، يأمرُ بغض البصر ، إذن هنا افترقت الشريعة عن القانون .
الصيام ، بإمكانك أن تدخل البيت في أيام الصيف الحارة ، وأن تدخل الحمام بعيداً عن نظر أولادك وزوجتك ، وأن تشرب الماء النمير البارد ، من العداد رأساً ، ولا يدري بك أحد ، إذن الصيام عبادة الإخلاص ، ما دمت تمتنع عن أن تشرب قطرة ماء ، إذن أنت تُراقب الله عزَّ وجل .
يعني حكم العِبادات أحياناً ، من أجل أن تعلم أنك تحب الله ، من أجل أن تعلم أنك تعلم أن الله يُراقبك ، من أجل أن ترتفع معنوياتك ، من أجل أن تُحس أنك في رضي الله عزَّ وجل ، إذن لا تستغرب ، أنه يا أخي ما هذه الحياة ، كلها صراع ، نفسي تميل ، وفي الطريق نساءٌ كاسياتٌ عاريات ، والله يأمرني أن أغض بصري ، وضع غير طبيعي ، لا هذا هو الطبيعي ، لأنه خلقك للجنة ، وثمن الجنة ضبط الشهوات ، لأنه خلقكَ لحياةٍ أبدية لا تنتهي  وأن ثمن هذه الجنة :
 
( سورة النازعات )
 
فأنا أتمنى دائماً أن أوضح لإخواننا الشباب ، كما أنه ليس في الإسلام حرمان  ليس فيه تفلُّت ، الله قال :
 
( سورة الحديد : آية " 27 " )
 
هم كتبوها على أنفسهم ، هم اجتهدوا فأخطؤوا ، والدليل أنهم أخطأوا :
( سورة الحديد : آية " 27 " )
 
لم يتمكنوا ، لأنها خلاف الفطرة ، الترهُّب ، الرهبنة ، خلاف فطرة الإنسان   لذلك القصص التي تروى ، عن الرهبان في انحرافاتهم الجنسية ، لا تعدُّ ولا تحصى ، لأنهم ألزموا أنفسهم ، ما لا ينبغي أن يكون ، ما كتبناها علينا ، والدليل أنهم :
( سورة الحديد : آية " 27 " )
 
فالإسلام دين الفطرة ، فكما أن الإسلام ، ما كلفك ما لا تطيق ، كذلك ما أطلقك  إلى حيث تريد ، في منهج ، يعني تقريباً ، طريق ، الطريق عريض ، لك حرية الحركة في حدود هذا الطريق ، لكن بعد الطريق هناك ممنوعات .
فأجمل حياة يعيشها ، حياة القيم ، حياة المنهج ، حياة الدستور ، أنظر إلى السيارة أروع ما تكون وهي على الطريق المعبَّد ، لأن هذا الطريق صنع لهم ، وهي صنعت له ، فإذا سارت على الطريق المعبدَّ ، تجدها كلها مرتاحة ، لا يوجد أصوات أبداً ، أما إذا نزلت إلى الطريق الوعر ، تحس أن هذه الطريق ليست لهذه السيارة ، وهذه المركبة ليست لهذا   الطريق .
أردت من هذه المقدمة ، أن نربط الجزئيات بالكليات ، لا أن نبقى في هذه حرام  لماذا حرام ؟ أنت تعيش في مجتمع ، هناك أناس ليس لديهم وازع ديني إطلاقاً ، أما آتاهم الله منطقاً ، عندهم عقل ، فإذا ملكت الحجَّة ، بالمناسبة :
" ما اتخذ الله ولياً جاهلاً ، لو اتخذه لعلمه ".
 
( سورة الأنعام : أية " 83 " )
 
يعني يوجد قوة للمؤمن ، قد تكون غير مادَّية ، قد يكون مؤمن ، يعني  من أقل المراتب في المجتمع ، قد يكون موظف ، صغير جداً ، ضارب آلة كاتبة ، حاجب قد يكون  لكن قوته نابعةٌ من حجته ، لما ربنا قال :
 
( سورة الأنعام : أية " 83 " )
 
لكل مؤمنٍ من هذه الآية نصيب ، قوةٌ ، يجوز حاجب في دائرة ، يناقش المدير العام المتفلت ، الذي عقيدته فاسدة ، هذا الحاجب ، أقوى منه في المناقشة ، المؤمن ، يعلّم لماذا يغضُّ بصره ؟ يعلَّم لماذا يصوم ؟ يعلّم لماذا يصدق ؟ يعلّم لماذا يتكلَّم بالحق ؟ فنحن نريد مؤمن متمكِّن ، لا أريد مؤمن يطبِّق الإسلام إلى حين ، لو أنَّك عرفت الأمر الشرعي  من دون حيثيات ، من دون أن تربطه بالكلّيات ، من دون عقيدة صحيحة ، يمكن _أن تنطبق الأمرّ ، لكن مقاومتك هشة ، هشة ، يعني أدنى ضغط ، أو أدنى إغراء ، تجد مقاومتك قد انهارت ، لذلك كلّ إنسان يربي ، كل إنسان يبني إخوانه بناء ، إذا بنى النفوس بناء صحيح  بناء علمي ، بناء منطقي ، على أساس من العقيدة الصحيحة ، تجد هذا الأخ قوياً ، أي قوي في دينه ، أينما ذهب مستقيم ، الملاحظ لما ينبني إنسان بناء هش ، أو يبنى بناء نصِّي غير تعليلي .
يعني أنت عندما تعرف أن هذا الأمر مربوط ، بهذه العقيدة الصحيحة ، مربوط بهذه الكلِّية ، أي أنت مؤمن بخالق الكون ، أنت مخلوق للجنّة ، والجنّة ثمنها ، ضبط الشهوات الشهوات أودعت فيك لترقى بها إلى الله ، أودعت فيك ، هذا الذي أتمنى أن يكون واضحاً للكل.
 13  14  15  16  17 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
التغليب في تمييز العدد    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
 فطافت ثلاثاً بين يوم وليلة      وكان النكير أن تضيف وتجأرا
البيت للنابغة الجعدي (ديوانه:41، تحقيق عبد العزيز رباح، منشورات المكتب الإسلامي بدمشق ط . 1 سنة 1964).
وهو في وصف بقرة وحشية أكل السبع ولدها فطافت، وروايته هكذا:
       فجالت على وحشيها مستتبة * ...
وهو في : الخزانة:7/407 هارون، والمغني:867 ط. المبارك، وإصلاح المنطق:298 (تحقيق شاكر وهارون، دار المعارف مصر سنة 1956م)، وسيبويه:3/564 هارون، حاشية (5)، والأشموني:3/70 ط. عيسى البابي الحلبي سنة1366 هـ، والمقرب: 1/311 بلا نسبة.
و"النكير": الإنكار، وهو من المصادر التي أتت من فعيل كالنذير والعذير. وأكثر ما يأتي هذا النوع من المصادر في الأصوات كالهدير والهديل؛ أي: ما كان عندها حين فقده إلا الشفقة والصياح.
و"تضيف": مضارع أضاف؛ أي: أشفق. ويروى: أن تضيف بفتح التاء؛ أي: تعدل ههنا مرة، وههنا مرة.
يقول: كان نكيرها لما رأت الشلو أن تشفق وتجأر، لا شيء عندها غير ذلك.
والمعنى على الرواية الأولى: أي فطافت ثلاث ليال وأياماً، تطلب ولدها، وليس لديها من نكير إلأ أن تضيف وتجأر.
والشاهد فيه: تأكيد الثالث بقوله: "بين يوم وليلة".
وقد علم أنه أراد ثلاث ليال، والليالي مشتملة على أيامها . والقاعدة المفصلة التي أقرها المتأخرون أن العدد المركب إذا ميز بشيئين، كان الغلبة لمذكرهما إن وجد العقل،وإن فقد العقل فللسابق، بشرط الاتصال، نحو: عندي خمسة عشر جملاً وناقة، وخمس عشرة ناقة وجملاً، فإن فقد الاتصال كان الغلبة للمؤنث؛ نحو: عندي ست عشرة مابين ناقة وجمل، أو: ما بين جمل وناقة.
( شرح الرضي على كافية ابن الحاجب: تحقيق يحيى مصري).
*د يحيى
24 - يونيو - 2010
    كن أول من يقيّم
 
*د يحيى
24 - يونيو - 2010
اللقب في آثار العرب    كن أول من يقيّم
 
*د يحيى
24 - يونيو - 2010
تولستوي....    كن أول من يقيّم
 
*د يحيى
25 - يونيو - 2010
من دون تعليق    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
تحياتي لشيخي أبي بشار، واعتذر منه لقلة مشاركتي في هذه الاختيارات  من على الشبكة العنكبوتية، وشيخي ممن يقبلون العذر إن شاء الله . وهذا مما تيسر لي اختياره الآن، وهو من الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين رحمه الله
 س: ما قول فضيلتكم فيمن يسمح للخادمة سواء كانت نصرانية أو وثنية بأن تمارس عبادتها وصلاتها في بيت المسلمين وبعيدا عن أنظار الأطفال؟
 هذا خطأ؛ وذلك لأنه إذا احتيج إلى استقدام الكفار سواء كانوا رجالا كعمال أو نساء كخدم -اشترط عليهم ألا يظهروا دينهم وألا يعلنوا كفرهم، ولا شك أن إعلانهم يكون منه مزاولة عباداتهم، فالنصارى مثلا يعبدون الصلبان، فإذا كان معه صليب ينصبه ويتمسح به مثلا أو يرسمه على صدره منع من ذلك في بلاد الإسلام، وبالأخص في جزيرة العرب التي هي مهبط الوحي، فيمنع من ذلك.
 وكذلك يمنعون من إحداث الأماكن التي يتعبدون فيها، فيمنعون من بناء الكنائس التي هي معابد النصارى، وكذلك البيع والصوامع التي هي متعبدات لهم لليهود والنصارى ونحوهم، وهكذا أيضا متعبدات غيرهم، فالبوذيون لهم عبادات يتعبدون بها ولكن لا يمارسونها في البلاد الإسلامية ولا يقيمون معابدهم ولا يظهرون شعائرهم، كذلك الهندوس الذين هم وثنيون لا يمكنون في بلاد المسلمين من أن يظهروا شيئا من عباداتهم وشركياتهم، بل يمنعوا ذكورا وإناثا.
 فهذا الذي يمكن تلك الخادمة أو ذلك السائق مثلا من أن يزاول عبادته أو صلاته أو شركه أو كفره في بيته -مخالف للشروط التي تشترط على الوافدين وعلى جميع العمالة الذين يأتون بهذا السبب؛ لأنهم ما أتوا إلا لحاجتهم، يعني: فاقتهم وفقرهم دفعهم إلى أن يذلوا أنفسهم ويأتوا كخدام يخدمون بأجرة، فما داموا أنهم أذلة فينبغي أن نزيد في إذلالهم وأن نبعدهم عن دينهم؛ حتى يشعروا بعزة الإسلام وحتى يشعروا بذلهم هم وبهوانهم وحقارتهم؛ فهذا الذي يمكن الخادمة من مزاولة عبادتها قد فعل خطأ، فعلينا أن ننتبه لذلك وننبه الإخوة.نعم.
 
*ياسين الشيخ سليمان
28 - يونيو - 2010
نقلا عن جريدة "عرب تايمز"    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
من قلم د. ياسر العدل
 
 التفكير بالوكالة
 
تلقيت على بريدى الالكترونى خطابا من أحد طلابى السابقين بالجامعة، أخبرنى فيه انه تخرج من الجامعة وحصل على عقد عمل فى دولة خليجية، وانه الآن يغرف من المال غرفا، ويعانى من سوء المعاملة قهرا، وانه يشكرنى على ما أعطيناه من علم.
 فى الفقرة الهامة من الخطاب طلب منى تلميذى أن أكتب مقالا واحدا يظهر وجهة نظرى فى سيل من الأحداث، الأزمة المالية العالمية والكساد الاقتصادى، والقرصنة فى خليج عدن، وحالة الشتات العربى، والوضع فى السودان، ومشاكل عبودية وسخرة يتعرض لها المصريون فى الخارج، هكذا زحمنى تلميذى بكل هذه المشاكل وطلب رأيى فيها مجتمعة دون أن يقدم وجهة نظره فى واحده منها، وفى نهاية الخطاب أسرف فى مدحى وكاد أن يجعل منى القادر الوحيد على إصلاح كل فساد حول العالم.
 المديح من تلميذى وقع موقعا طيبا فى صدرى، لكن طلباته أصابت موقعا سيئا فى عقلى، ذلك بأنه يمثلا نموذجا صارخا لمنهج فكرى مريض غرسناه فى عقول خريجينا الجامعيين، انه منهج التلقين والتسميع دون فهم، تلميذى يريد منى أن أكون وكيلا عنه فى رصد الأحداث وتحليلها والتعبير عنها، لا يريد أن يبذل مجهودا بنفسه تجاه حل ما يواجهه من مشاكل، كأنه يخشى المسؤولية عن آرائه، هكذا يعيش تلميذى عصر تخلفنا المهين، يشعر كل منا بأزمات يجمعها فى بؤر شعورية ولا يبذل مجهودا فرديا فى محاولة حلها، إننا ننتظر المخلص والفادى والشهيد والأب الكبير ونسعى لتوريطهم فى الحلول، نأخذ على يديهم مزايا النجاح ونلقى عليهم مسؤولية الفشل، هكذا وجدتنى أدرك حجم المأساة التى شاركت فى صناعتها حين تخرج جامعاتنا هذا الصنف من البشر على هذا المستوى المتدنى حضاريا.
 الأصل فى المسائل أن يكون للإنسان مواقف وأن يكون قادرا على التعبير عن مواقفه بوسائله الخاصة، وأن يشارك الآخرين فى إيجاد الحلول، لكن أن يلقى مسئولية الفهم والتحليل والتعبير على أكتاف الآخرين فذلك هو التخلف الثقافى والحضارى بعينهما.
 إن أصل العطب فى خريجينا هو نظام تعليمنا الفاسد المتدنى فكريا وأخلاقيا، انه نظام يقدس ما لا يستحق القداسة، يبطل الفكر ويحاصر الإبداع، فلا ينتج غير عبيد يجأرون بالشكوى ولا يتقدمون بالحلول، انه نظام ينتج بلهاء يجلسون أمام شاشات العرض العام وشيخ الجامع وقسيس الكنيسة وكاهن المعبد وكاتب الأحجبة وحامل البوق الحزبى والوزير والخفير، انه نظام مريض ينتج شعوبا لا يشقيها جهل فكرى ولا يؤرقها تخلف حضارى.
 د. ياسر العدل
*ياسين الشيخ سليمان
28 - يونيو - 2010
حياك الله وبياك يا أبا احمد    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
                 حول فتوى ابن جبرين
قال " .... فاقتُهم وفقرهم دفعهم إلى أن يذلوا أنفسهم ويأتوا كخدام يخدمون بأجرة، فما داموا أنهم أذلة فينبغي أن نزيد في إذلالهم وأن نبعدهم عن دينهم؛ حتى يشعروا بعزة الإسلام وحتى يشعروا بذلهم  وبهوانهم وحقارتهم؛ فهذا الذي يمكن الخادمة من مزاولة عبادتها قد فعل خطأ، فعلينا أن ننتبه لذلك وننبه الإخوة....".
كلنا قرأ السيرة النبوية ، وكيف ذكّر سيدنا رسول الله ، صلوات ربي وسلامه عليه، وفد نجران النصارى بصلاتهم ، وكيف طلب إليهم أن يصلوها في الناحية الشرقية من المسجد....
هل أذلهم ، وأشعرهم بحقارتهم وبهوانهم؟
* منذ بضعة أشهرحصل نقاش حول دعاء القنوت في صلاة الفجر. قلت: " لقد لازمه عمر بن الخطاب طوال حياته، وتلك سنة من سنن الخلفاء الراشدين ، وقد ألزمنا بها رسول الله بعد وفاته " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي..."، وهذا هو الإجماع" ( موسوعة عمر،ص721).
...* وهكذا زارت عائشة قبر أخيها عبد الرحمن، وقالت : كان رسول الله ،صلى الله عليه وسلم، نهى ، ثم أمر بزيارتها"( صحيح البخاري بشرح العسقلاني3/148، وسنن ابن ماجه1/502-503).
*د يحيى
29 - يونيو - 2010
" ولو كنتَ فظاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك" الآية الكريمة.    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
*د يحيى
29 - يونيو - 2010
عليكم بالكرز يا سادة ، يا كرام    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
          الكرز يخفف آلام المفاصل ويخفض نسبة السكر في الدم
 ويعدّ مصدراً طبيعياً لإمداد الجسم بالبوتاسيوم والطاقة، حيث تحتوي الحبة الواحدة منه على أربع سعرات حرارية.

هذا، وإن ثمار الكرز غنية بمركبات كيميائية تعمل على خفض نسبة السكر في الدم، ويحتوي على مواد أخرى تحسن صحة القلب وتقلل من نشوء السرطان وتخفف من آلام المفاصل.

وإن تناول فاكهة الكرز يعمل على تقوية الذاكرة ، كما يمنع حدوث بعض أنواع السرطانات ، ويحافظ على صحة القلب .

*د يحيى
30 - يونيو - 2010
وصية أب لابنه.    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
ابني الحبيب ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
أسأل الله تعالى أن  تكون على خير حال.. وفي طاعة الله دائماً .. فأنت أوشكت بلوغ سن التكليف.. فينبغي لك أن تحافظ على صلاتك.. فلا تفوّت منها فرضاً وتؤديها على الوجه الأكمل من خشوع وطمأنينة وقلب حاضر متفرغ يرجو رحمة الله ويخشى عذابه.
واعلم يا بني أن الصلاة عماد الدين ..من فرّط فيها فقد أورد نفسه المهالك..  فلا تتكاسل عن أدائها ولاسيما صلاة الفجر والعشاء فبهما يعرف الصادق من المنافق.. وعوّد نفسك الصلاة بالمساجد  فاعتيادها شهادة إيمان، وهجرها علامة خذلان.. وصلاة الجماعة فيها الثواب الأعظم..  فالزم الجماعة ولا تصل منفرداً.
وحافظ على صلاة الجمعة فاذهب إليها مبكرا ً وأنصت إلى الخطيب متفكرا ..ً واعمل بما جاء فيها من النصائح ما استطعت، واجعل الموعظة جزءاً من خلقك ما حييت.. وداوم على صلاة القيام والنوافل فإنها الطريق إلى نيل الرضا وكسب ود المعبود..  فالصلاة يابني أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، فإذا قبلت قبل سائر العمل كله وإذا ردّت رد العمل كله.
ثم خذ من الصيام ما استطعت فإن كان صومك في رمضان قبل البلوغ مستحباً فإنك تؤجرعليه وكذلك والدك .. أما الصيام بعد بلوغك مبلغ الرجال فهو فرض يلزمك أداؤه ولا يسعك التفريط فيه .
وحافظ على صيام بعض الأيام كصوم الاثنين والخميس.. أو ثلاثة أيام من كل شهر وصوم عرفة وصوم ست من شوال والتاسع والعاشر من المحرم .. فالصوم رياضة للنفس تصوغها على منهج الله بالصبر عن المحرمات والمكروهات .. والتدريب على ترك الحلال والمباح مدة الصيام فلا تتحكم فيه شهوة .. ولا تقد نفسك إلى المهالك نزوة.. فتقوي بذلك عزيمتك أمام سلطان شهوتك.
ثم أوصيك بوالديك خيرا ً فطاعتهما من طاعة الله فالزم برهما.. ولا تقل لهما قولا ً لا يليق بهما..  ولا تحملهما من الطلبات ما لا طاقة لهما عليه.
 واعلم أنه قد انتهت مسؤوليتهما الشرعية عنك في النفقة بوصولك سن البلوغ فمالك عليهما من سبيل سوى محض فضل منهما يهبانك إياه .. فاستح أن تكثر عليهما الطلب .. وانته عن اختبار محبتهما لك بادعائك المرض أوالمبالغة في التأخير خارج المنزل..  فلقد وصى الله الولد ولم يوص الوالدين لفرط المحبة الفطرية المودعة بهما ..
فلا تعاملهما على نحو يفزعهما أو يثير قلقهما وأنت مطالب بترضية خاطرهما ..
واعلم أن العاق لأبويه لا تنتهي حياته في الدنيا إلا وقد شرب من نفس الكأس.. فلا يجد من يحسن إليه في كبره.. بل ربما لا يجد دارا ً للمسنين تؤيه .. كل هذا إلى جوار عقوبة الله في الآخرة تصليه .
ثم إنك يابني تتعلم في مدرستك لتعمل بعد التخرج وتعتمد على نفسك.. فخذ أمورك بجد ولا تستهن بالعلوم.. فتؤجل المذاكرة إلى وقت يضيق عن التحصيل.. بل طالع الدرس أولا ًبأول..واجلس إلى معلمك منتبها ً، فإن العلوم تؤخذ مشافهة وعلى يد أهلها.. ولا تطل العكوف على القراءة فتملها وروّح لنفسك كي تستعيد نشاطها .
وعليك باستثمار وقتك فيما يفيدك..  ولا تضيعه فيما لا يعنيك.. فدع كل أمر لا يعود عليك فعله بالثواب.. وانته عن كل فعل يجر عليك عقاب.. فذلك فعل العقلاء أولي الألباب .
وطالع سير ومغازي نبيك، عليه الصلاة والسلام، وعش أحداثها بشغاف قلبك.. وخذ العبر منها لنفسك .. واجعل من شذاها عطر روحك واستفد من التاريخ والتجارب وتعرف إلى ما وقع فيها من مثالب.. وابدأ من حيث انتهى الناس..  ولا تعد قط الكرة من حيث كان الخط أول مرة.. فالمسلم كيّس فطِن يعرف الشيء الثمين من العطين .
ووقر العلماء وأهل السبق والفضل.. وكذا جميع أقاربك من جهة الأصل.. وتفسح في المجالس.. ولا تتصدر.. وقم لكبار القوم ولا تتكبر.. واعلم أن طلب العز بمعصية الله ذل كبير.. وابتغاء المكانة بغير حق فعل حقير .. ومعرفة المرء لنفسه أمر عسير .
واحترم أشقاءك الكبار واجعلهم في مقام الآباء الأبرار.. وأحسن إلى صغار إخوانك واشملهم بكامل رعايتك.. ولا تنازعهم طعاما ً ولا شرابا ً ولا ملبساً .. بل فضلهم على نفسك يفضلوك على أنفسهم.. واسع إليهم يهرولوا إليك .
وصادق من أقرانك الأفضل.. وجنب نفسك منهم الأراذل .. فالمرء على دين خليله.. وأخطر ما يفسد الشباب قرين السوء فاحذره ، وإذا عجزت عن إصلاح ما اعوج من أصدقائك فذره .
وكافئ من أسدى إليك معروفاً..  واعلم أن اليد العليا خير من اليد السفلى.. فلا تنظر لما فوق إمكاناتك فتحزن..  ولكن انظر إلى من هو دونك فتحمد .. وتذكر أن ما عند الله خير وأبقى.. وأن ما عند الناس يبلى ولا يبقي .
وجالس من هم أكبر منك سنا ً وأكثر منك علما ً لتستفيد منهم وأصغ إلى مقالاتهم.. ولا تقاطع محدثك حتى ينتهي ..بل اجتهد في سنك هذه أن تكثر الاستماع لتتسع دائرة معارفك وتترعرع حصيلة معلوماتك .
وأقبل على أضيافك بوجه بشوش .. وليكن مكانك قبالة الضيف لا جواره.. ولا تضع ساقا ً فوق ساق .. وأحسن وفادته..  وأكرم نزله وقدم له الموجود بسخاء نفس من غير تكلف .. ولا ترفع صوتك فوق درجة الإسماع.. واجعل كلامك واضحا ً معبرا ً .. ولا تكن ثرثارا ً تطيل الحديث فيمل سامعك ويضجر مسامرك ، ولا تظهر التململ للضيف من إطالة مكث أو إفاضة حديث، بل احتسب ذلك عند الله تعالى.. واقتد برسولك محمد صلى الله عليه وسلم وهو يراوح بين قدميه وقد استوقفته عجوز تحدثه فلم يتبرم رغم إسهابها .
وتحل بالصدق في حديثك ولا تكذب ..وأحسن الظن بالناس ولا تحقق.. وتعود الصفح الجميل ولا تعتب.. وأوف بوعدك مع الخلق ولا تخلف .. واحفظ لسانك من السب والشتم وبذيء القول ، وعوّده جميل المنطق وحسن التعبير وفصاحة البيان .. وأفضل ما يساعدك على ذلك حفظ جوامع الكلم.. وعلى رأسها تأتي أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم....... أقوال العلماء والحكماء وأشعارهم .
وتنبه إلى أن حفظ القرآن في صغرك يقيك خرف العقل عند هرمك .
وشاور أصحاب الرأي وأهل الخبرة فيما عرض لك وأشكل عليك..  والزم  الاستخارة فإنه ما خاب من استخار ولا ندم من استشار .
واحفظ لجارك حقه وبادله الزيارة  وغض بصرك عن محارمه وتجاوز عن هفواته  وانصحه في سر لا في جهر.. وتصدق عليه إن كان فقيراً.. وهاده بما أمكنك ولو كان شيئا يسيرا ً..  وبادر في الإصلاح بين المتخاصمين من زملائك أو جيرانك وكن بينهما سفير خير لا سفير سوء .. لأن الأخير يفسد ذات البين بنقل كلام هذا إلى ذاك فيوقع بين الطرفين .
واكتم سر من استودعك سرا ً ولا تحدث به قط أحدا ً.. ولا تجلس في مجلس متناول الناس بالسوء ؟ بل انصح الحاضرين بالكف فإن لم ينتهوا فاهجر الجميع على الفور.. فذلك أحفظ لدينك وأنفع وأنكى لهم وأنجح .
وداوم على الرياضة البدنية فهي تفرغ الطاقة الغضبية.. وتروح عن النفس وتجدد النشاط وتقوي البدن.. فزاولها ما استطعت بهمة ولا تركن إلى الكسل فتفوتك فوائدها الجمة .
وتعلم حرفة تقع موقع الهواية من نفسك فلعلك تحتاج إليها أثناء دراستك فتستفيد بمزاولتها على سد نفقتك .
ولا تشغل نفسك بالسهر أمام التلفاز فذلك يضر بصحتك ويذهب بصفاء ذهنك ويضيع عليك صلاة الفجر الواجبة.. فاقتصر على رؤية البرامج الدينية والعلمية وتابع أخبار المسلمين في العالم فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم..  واعلم أن من كان يحفظ من أسماء الممثلين ولاعبي الكرة  القدم أكثر مما يحفظ من أسماء الصحابة والتابعين فهو قطعا ً من الهازلين الغافلين الذين يهتمون بسفاسف الأمور لا بمراشدها .
ونزّه نفسك عن الاستماع للأغاني والموسيقى فكيف بالذي سمع كلام الله ووعى حديث رسول الله أن تهفو نفسه إلى مثل هذا المجون الذي يحرك الغرائز ويثير الشهوة ويجر إلى الرذيلة.
ولا تقف عند نواصي الشوارع وقمم الطرق .. فإن دعتك إلى ذلك ضرورة أو حاجة فغض بصرك وأرشد الضال.. وافسح المجال أمام المارة .
ولا تغتر بقوتك فتعتدي وتظلم..  واعلم أن الله لن يدعك حتى يعتدي عليك وتظلم.. فكما تدين تدان .
ولا تكابر إن لزمك الحق وتواضع دائماً للخلق.. واعلم أن من إجلالك لله إكرام ذي الشيبة المسلم.. فانظر إلى الكبير بعين التقدير فهو الذي سبقك إلى الطاعة.. وانظر إلى الصغير بعين التفضيل فذلك الذي سبقته إلى المعصية.. فبين التقدير والتفضيل يذوب الكبر ويذهب العجب ويتبلور التواضع .
واحفظ أذنيك عن سماع الغيبة .. ولسانك من قول الزور والنميمة ..وعينيك من شر النظرة المسمومة.. وبطنك من أن تكون وعاءً لمحرم .
وحافظ على نظافة ملابسك .. وتبرع بالقديم الصالح منها إلى الفقراء..  واخدم نفسك بنفسك.. واستح أن تطلب من أحد والديك شراء ما تريد.. أو صناعة ما تحب و بادر أنت إلى خدمتهما حتى تنال رضاهما .
ولا تخجل من أن تحمل سلة الخضروات والفاكهة.. أو أن تقم (تكنس) منزلك أو تغسل ملابسك فكل ذلك دأب الرجال الذين يتحملون المسؤولية وتعقد عليهم الآمال  دون غيرهم .
وصل رحمك بالهدايا والزيارة وجميل القول .. وقف معهم في فرحهم لتهنئهم وفي ترحهم لتواسيهم .
ولا تجعل الغضب يسارع إلى قلبك وبادر إلى إزالة أسبابه.. واكبح جماح نفسك أن تعتدي قبل أن تستبين الأمر وتعلم فتعض أنامل الحزن على ما اقترفت وتندم .
وخالف نفسك والشيطان وقاومهما بسلطان الإيمان..  وحاذر أن تقارف الذنب.. فإن زلت القدم فبادر إلى التوبة.. وأكثرالندم والبكاء في الظلَم (بالليل) .
وتوكل على الله بعد أخذك بالأسباب وكأنك لم تأخذ بها.. وعلق نجاحاتك بتوفيق الله لك لا بذكاء عقلك وسَعة حيلتك .
واقبل هدية من أهداك ونصيحة من نصحك واشكر للجميع فضله.. ولا ترد سائلا ً ما استطعت وامدد يد العون للفقراء والضعفاء ولا تستح أن تجالسهم واقض لهم ما أمكنك حوائجهم .
وتضرع بالدعاء إلى الله تعالى فهو سلاح المؤمنين وذخيرة الشاكرين..  وبه يكف الله عنك بأس الظالمين.. ويرفع عنك البلاء وينزل الغيث من السماء ويشفي العليل من الداء ويرفع الله به درجة الآباء..
ولا تستعجل إن لم تستجب دعوتك فتترك الدعاء لساعتك.. واعلم أن من الدعاء ما يدخر ليكون ثوابا ً عظيما ً لك بعد انقضاء العمر.. وأحسن الظن بالله بعد إحسان العمل ..ولا تترك العمل ركونا ً إلى واسع رحمة الله فتصيبك خيبة الأمل فذلك فعل الغافلين ودأب المفترين.. وسلم بقضاء الله تعالى وارض به فلا يمنع حذر من قدر.. وما يقدره الله حتماً يسير لا دافع له ولا مجير.. فلن تؤخر نفسٌ إذا جاء أجلها ولن يفني عمر قبل بلوغ منتهاه..
ولا تنافس أحدا ً في أمر من أمور الدنيا .. واجعل سباقك إلى الآخرة لنيل المرتبة العليا.. واحفظ عقلك من سقيم الأفكار والمقالات الضالة.. واجعل هديك في كتاب الله واقتداءك بسنة نبيه ، عليه الصلاة والسلام، واتباعك لسلفك الصالح ..
وقف مع نفسك كل يوم آخر النهار وقفة تراجع فيها نفسك فترى مدى تقصيرك في حق ربك فهذا فعل الصالحين ومنارة السالكين على طريق رب العالمين.. " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا "..
وختاما ً يابني فهذه جملة نصائحي لك.. فدقق فيها النظر واعمل فيها الفكر.. واسترشد بها في حياتك وأنت في مقتبل  العمر.. تتحمل المسؤولية وتشق طريقك نحو غد أفضل وأمل أرحب..  سائلا ً المولى سبحانه وتعالى أن يسدد خطاك ويلهمك الرشد ويوفقك إلى بذل الغالي والنفيس نصرة لدينك وإعزازا ً لأمتك واستردادا ً لأرض الإسلام السليبة . واعلم أن توفيق الله لا يؤتي إلا بإخلاص العمل لله واتباعه سنة نبيه وشكر نعمته وقطع الآمال عن الدنيا ومد جسور الفلاح إلى الآخرة.
 
*د يحيى
30 - يونيو - 2010
 13  14  15  16  17