شرح الغندجاني     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
وفي (فرحة الأديب) * للغندجاني (ت 430هـ) قال ناقدا شرح ابن السيرافي: قال ابن السيرافي قال مسكين الدارمي: ونـابغة الجعدي بالرمل iiبيته | | عليه صفيحٌ من رخامٍ iiموضع | أتى ابن جعيلٍ بالجزيرة iiيومه | | وقد فارق الدنيا وما كان يجمع | قال: أراد أن قبر النابغة بالرمل، وذكر حال الشعراء المتقدمين، وأنهم فنوا وذهبوا ولم يبق منهم أحد. يصغر أمر الدنيا وحقره. قال س: هذا موضع المثل: انظر بعينيك وهل يشفي النظر هذا الذي ذكره ابن السيرافي من تفسير هذا الشعر لا يجدي فتيلاً، وذلك أنه لم يأت بالبيتين على ولاء، وترك بينهما بيتاً، ثم أساء في قوله: إن قبر النابغة في الرمل. ولولا أن الشاعر أراد بهذا معنىً خفي على ابن السيرافي - ولم يرد رملاً من الرمال ههنا نكرة - لكان قد أصاب فيما قاله، ولكنه أراد ها هنا رمال بني جعدة، وهي رمال وراء الفلج. وإنما خص هذه الرمال أن فيها قبر النابغة الجعدي، لأنها بلاده. وذكر في هذه القصيدة شعراء، كل واحد منهم نسب قبره إلى بلده ومسقط رأسه، والأبيات تدل على ما قلت لك، وهي لمسكين بن عامر الدارمي: ولـسـت بأحيا من رجالٍ iiرأيتهم | | لـكل امرئٍ يوماً حمامٌ iiومصرع | دعـا ضـابئاً داعي المنايا iiفجاءه | | ولما دعوا باسم ابن دارة iiأسمعوا | وحـصـنٌ بصحراء الثوية iiبيته | | ألا إنـمـا الـدنـيـا متاعٌ ممتع | وأوس بن مغراء القريعي قد iiثوى | | لـه فوق أبيات الرياحي iiمضجع | ونـابـغـة الجعدي بالرمل بيته | | عـلـيه صفيحٌ من رخام iiموضع | ومـا رجعت من حميريٍّ iiعصابةٌ | | إلـى ابن وثيلٍ نفسه حين iiتنزع | أرى ابـن جـعيلٍ بالجزيرة iiبيته | | وقـد تـرك الدنيا وما كان iiيجمع | بنجران أوصال النجاشي أصبحت | | تـلـوذ بـه طيرٌ عكوفٌ iiووقع | ألا ترى أنه جعل بيت ابن جعيل بالجزيرة، لأنها بلاد بني تغلب، وجعل قبر النجاشي بنجران لأنه من اليمن بلاد بني الحارث بن كعب. وقد مات شماخٌ ومات iiمزردٌ | | وأي عـزيز لا أبا لك iiيمنع | أولئك قوم قد مضوا iiلسبيلهم | | كما مات لقمان بن عادٍ وتبع | ________ فرحة الأديب: كتاب للغندجاني تناول فيه بالنقد كتاب ابن السيرافي (شرح ابيات سيبويه) كما خصه بالنقد بكتاب آخر سماه (قيد الأوابد) في نقد كتاب ابن السيرافي (شرح أبيات إصلاح المنطق) |