البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : يوميات المرحوم خليل السكاكيني    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 زهير 
4 - مارس - 2010
تحية طيبة أصدقائي الأعزة.
قرأت في الأيام الماضية الكتاب السابع من يوميات المرحوم خليل السكاكيني، منشورات مؤسسة الدراسات المقدسية ويقع في (500) صفحة، وهو يغطي الأيام من 27/11/ 1939- وحتى 31/12/1941).
وموضوعه العام مناجاته زوجته (سلطانة) بعد وفاتها إثر مرض عضال يوم 3/10/ 1939م وقد خصها أيضا بكتاب مفرد نشره في ربيع عام (1940) وسماه (لذكراك) وسيتكرر ذكره في كثير من هذه اليوميات.
وكان قد اقترن بها يوم 13/1/ 1912م وأنجبت له ثلاثة اولاد، هم : (سرّي ودمية وهالة) واحترق قلبه على وفاة ولده "سري" فتوفي بعده بثلاثة أشهر يوم 13/ آب/ 1953 ومولده: ليلة الثلاثاء 10/1/ 1878م
 والكتاب جزء من موسوعة ضخمة صدر منها حتى الان سبعة مجلدات، يمكن التعرف على بعضها عن طريق هذا الرابط:http://www.jerusalemquarterly.org/publicationDetails.aspx?id=14
ولكني لا اجد الفرصة سانحة لقراءة وتلخيص كل هذه المجلدات حاليا، وربما أتفرغ لذلك في وقت لاحق، وأما خليل السكاكيني فواحد من اعلام العرب في العصر الحديث، وهو في المسيحية بمنزلة محمد رشيد رضا في الإسلام، وقد بدرت منه كلمات في ساعات هزله، تؤخذ عليه (بلا شك) ولكن من تصفح مجموع هذه اليوميات يرى أن الأجواء التي ندت فيها تلك الكلمات كانت أشباهها تتعالى كالأعاصير في كل صحيفة ومجلة ، أقول هذا كيلا يأتي من ينكر علي إكباري لهذه الشخصية الفذة، وينقل إلى هنا تجديفات السكاكيني ولعناته التي تنبأ بها في هذا الكتاب وفي كتابه " "ستلحقني اللعنات إلى القبر"
سنرى في هذه اليوميات مفكرا استثنائيا، واديبا نخبويا، وفيلسوفا حداثيا، وعاشقا مجنونا، وأبا حنونا، وإنسانا عصاميا، ومربيا مستقلا، ووطنيا من الطراز الرفيع، ومؤمنا بالله، يشكره عند كل نعمة، ويستعيذ به من الشر وأهله.
قد يقوم من يسخر مني فيقول: وهل في إيمان خليل السكاكيني من شك، وهو الذي أنفق شبابه في محاولة إقناع الكنيسة الأرثوذكسية بضرورة تعريب الصلاة في الكنيسة، فكان ذلك سبب ما وقع بينهما من العداء، وسوف نرى ذلك بكل تفاصيله في ثنايا هذه المختارات التي اخترتها من كتابه (موت سلطانة)
وقد تعرض في هذه اليوميات لمعظم الحوادث العالمية والوطنية، وتخللتها تراجم نادرة وأخبار طريفة، ونكات ومنتخبات، وكتب ومنشورات، ومراسلات اصدقاء من كبار رجالات العرب، منهم محمد علي الطاهر، وأكرم زعيتر وعجاج نويهض، ومنصور فهمي، وبندلي جوزي، ومعروف الرصافي ورستم حيدر، وحسن الكرمي وآخرين من يهود وإنكليز وفرنسيين وأتراك وصداقات طويلة ومتشعبة كانت حصيلة تنقلاته بين مسقط رأسه في القدس، وسجنه في دمشق وعمله في مصر وأمريكا وإنكلترا، وكان لما عاد من أمريكا عام 1919 قد عين مديرا لدار المعلمين في القدس لكنه استقال احتجاجا على تعيين "هربرت صموئيل" اليهودي الأصل ليشغل منصب المندوب السامي لبريطانيا في فلسطين. وانقطع للكتابة في الصحف ورعاية مدرسته التي افتتحها عام 1909م وجددها وطورها لاحقا عام 1925 ليصبح اسمها المدرسة الوطنية، ثم عام 1935 لتتحول إلى (كلية النهضة) وغني عن القول كتابه "الجديد" والذي كان مقررا في مدارس فلسطين والأردن حتى عام 1976 وكان أكبر مصدر رزق له حسب ما تقوله لنا هذه اليوميات.
وقد لحقه شؤم دعوته (تعالوا ننقرض) فانقرض نسله، بل الله ثراه وغفر لنا وله.
وأنوه أخيرا بأن كل ما يتعلق بالقدس في يوميات السكاكيني قد جمعت في كتاب مستقل من إعداد الدكتور أحمد حامد، في سياق فعاليات مؤتمر "حضور القدس في المشهد الأدبي الفلسطيني المعاصر"
 7  8  9 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
دخول اليابان الحرب    كن أول من يقيّم
 
الاثنين 8/ 12/ 1941
أعلنت اليابان الحرب على أمريكا وبريطانيا، وهذا يؤيد قولي إن الإنسانية برهنت على أنها لا تصلح للحياة، فإذا انقرضت فلا أسف عليها.
 
الثلاثاء 16/ 12/ 1941
في الساعة الرابعة والربع من مساء اليوم سمعنا مذياع بوستن في أمريكا الشمالية يذيع باللغة العربية بلسان أحد المهاجرين لأول مرة عن موقف سورية ولبنان من هذه الحرب
 
*زهير
14 - مارس - 2010
ومن الذين أدركوا الشيخوخة وهم في عداد الأطفال    كن أول من يقيّم
 
السبت 20/12/ 1941
جاءني تلفون بعد الظهر من عادل جبر من القنصلية العراقية يدعوني لزيارة القنصل الجديد لم يسعني إلا التلبية وجاء ونحن هناك الشيخ يعقوب الأزبكي والقاضي عبد الحميد السائح
من جملة المواضيع التي عرضنا لها "الشباب والشيخوخة" فقلت: معنى الشباب السرور والنشاط والأمل ومعنى الشخوخة الانقباض والعجز واليأس، فمكن كان مسرورا نشيطا آملا فإنه في شباب ولو بلغ أقصى العمر، ومن كان منقبضا عاجزا يائسا فإنه شيخ ولو كان في مقتبل العمر. والناس أربعة أنواع:
منهم من ينتقل من الطفولة إلى الشيخوخة فلا يعرف الشباب
ومنهم من يدرك أقصى العمر وهو لا يزال في عداد الأطفال، ومنهم من يعيش في شباب دائم لا يعرف شيخوخة، فهو ينبت مع كل جيل، ومنهم من يتدرج من الطفولة إلى الشباب إلى الشيخوخة
ومن الذين أدركوا الشيخوخة وهم في عداد الأطفال المرحوم أحمد زكي باشا والمرحوم موسى كاظم باشا ومن الأحياء الأمير أمين أرسلان وإحسان بك الجابري، وذكرت شيئا من طرائف طفولتهم، ثم تكلمنا عن الشيب وما قال الشعراء فيه ...إلخ
 
ويظهر أن أبا العلاء اتخذ الشعار نفسه عند وفاة أبيه فقال:
نقمت الرضى حتى على ضاحك المزن
*زهير
14 - مارس - 2010
اليومية الاخيرة في هذا الكتاب    كن أول من يقيّم
 
 
31/12/ 1941
مرت أيام لم أر فيها عادل جبر واليوم فهمت أنه سافر إلى مصر بصحبة يهودي ولعلي أعرف الحقيقة بعد رجوعه
*زهير
14 - مارس - 2010
لا فض فوك ، ولا عاش حاسدوك ، وترحّم معي مع المتولي الشعراوي.    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم
 
تحياتي لك يا أستاذي زهير
 
" مصدر الشرف للإنسان أن يحس ويشعر بتجلي الله عليه بعبوديته له، وسبحانه عندما أراد أن يتجلى على نبينا الخاتم صلى الله عليه وسلم ويسري به إلى المسجد الأقصى؛ قال:
سُبْحَانَ ٱلَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَىٰ ٱلْمَسْجِدِ ٱلأَقْصَى ٱلَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ }[الإسراء: 1]
ولم يقل: " سبحان الذي أسرى برسوله " ولكنه قال: { سُبْحَانَ ٱلَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ }؛ لأن " العبودية " عطاء علوي من الله، فكأن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم عندما تناهى في العبودية لله نال تناهي الخير، فمن إذن يستنكف أن يكون عبداً لله؟ لا يستنكف المسيح ذلك، وكذلك الملائكة لا تستنكف أن تكون عبيداً لله. { وَلاَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ٱلْمُقَرَّبُونَ } ويسمون ذلك ارتقاء في النفي، مثلما يقول فلاح: لا يستطيع شيخ الخفر أن يقف أمامي ولا العمدة.
إذن فالملائكة في الخلق أحسن من البشر. ولذلك قال الحق: { لَّن يَسْتَنكِفَ ٱلْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً للَّهِ وَلاَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ٱلْمُقَرَّبُونَ } وقال بعض العلماء: إن خواص البشر أفضل من خواص الملائكة، وعوام الملائكة أفضل من عوام البشر والأصل في اللغات أن توضع الألفاظ أولأً لمحسّات، ثم تنتقل من المحسّات إلى المعنويات؛ لأن إلف الإنسان في أول تكوين المدركات له إنما يكون بالحسّ، كما قال الحق:

وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }[النحل: 78]
إذن مادام سبحانه قد قال: { لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً } فالذي يأتي من بعدها إنما يأتي كوسيلة للعلم، وهي حواس السمع والإبصار والقدرة على تكوين الخبرة. ومثال ذلك عندما ندرس في الفقه موضوع الغصب. والغصب هو أن يأخذ أحد حق غيره قهراً وعلانية، وهو غير السرقة التي يأخذها السارق خفية. وغير الخطف؛ لأن الخطف هو أن تمتد يد لتشد شيئاً من أمام صاحبه ويجري الخاطف بعيداً، أما الغصب فهو الأخذ عنوة.
وكلها - الغصب، والسرقة، والخطف - هي أخذ لغير الحق، والغصب مأخوذ من امر حسيّ هو سلخ الجلد عن الشاة. وسُمِّيَ أخذ الحق من صاحبه غصباً، كأنه أخذ للجلد. ونُقل المعنى من المُحسّات إلى المعنويات. وفي الآية التي نحن بصددها يقول الحق: { لَّن يَسْتَنكِفَ ٱلْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً للَّهِ وَلاَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ٱلْمُقَرَّبُونَ }. و " يستنكف " مثلها مثل " يستفهم " ، ومثل " يستخرج ".
إذن فهناك مادة اسمها " نكف " ، و " النَّكْف " عملية حسّية تتمثل في أن يزيل الإنسان دمعة العين بأصبعه. ولنفرض أن إنساناً يعلم أن له كرامة في البيت وجاء له ظرف نفسي جعله يبكي، فدخل عليه ابنه أو زوجته، فهو يحاول إزالة الدمع بأصبعه. " واستنكف " معناها أزال " النَّكْف ".
لنكف معناه أن يزيل الدمع بأصبعه. وإزالة الدمع بالأصبع تعني أن صاحب الدمع يستكبر أن يراه أحد باكياً لأنه مقهور على أمر قد كان، وهذه العملية لا تحدث إلا عندما يريد الإنسان أن يستر بكاءه عن أحد.
وانتقلت هذه الكلمة من المعنى الحسيّ إلى أي مجال فيه استعلاء، مثلما يستنكف إنسان أن يسير في طريق إنسان آخر، أو أن يجلس مع آخر، أو يجلس في مقعد أقل من مقعد آخر.
ويشرح ذلك المعنى الدارج بأن المسيح لا يجد غضاضة أن كان عبداً لله، ولا يستكبر على ذلك بل هو يُشرف به. والملائكة المقربون أيضاً تشرف بهذا الأمر، والملائكة المقربون هم الذين لا يعلمون شيئاً عن هذا العالم وليس لهم عمل إلا التسبيح لله؛ لأنهم عرفوا العبودية لله. وهي عبودية ليست لمن يَسْتَذِل، لكنها لمن يُعزّ، وليست عبودية للذي يأخذ ولكنها للذي يعطي. والذي يستنكف من ذلك لا يعرف قيمة العبودية لله؛ لذلك لا يستنكف المسيح أن يكون عبداً لله، ولا الملائكة المقربون.
ويضيف الحق: { وَمَن يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً } المستنكفون؛ أو الذين على طريقة الاستنكاف، ومن يشجعهم على ذلك، كل هؤلاء يصيرون إلى جهنم.
ويقول الحق بعد ذلك: { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ... }
 
*د يحيى
16 - مارس - 2010
قبل أن ننقرض    كن أول من يقيّم
 
قرأت بالكثير من المتعة التي تشوبها الحسرة هذا الملخص القيم الذي تفضل علينا الأستاذ زهير بتقديمه مشكوراً . والمتعة أتت بالدرجة الأولى من سحر المشاركة والتمكن من الدخول إلى هذا الفضاء الخاص والعام جداً في الوقت عينه ، لأن مذكرات خليل السكاكيني منحتنا إمكانية التواصل مع زمنه العام في عطفته التاريخية ومع فضائه الحميم الخاص المتعلق بحياته الشخصية . وكنت كلما قرأت فقرة ، تذكرت والدي رحمه الله لأنه لو كان كاتباً لكان كتب مذكرات جيله ، الذي تلا جيل السكاكيني ، بنفس الروح المتشائمة والموقف النقدي ، وهذا الشعور بالخيبة والعجز عن إحداث أي تغيير ملموس يذكر في محيطه العام والخاص . كان أبي قد عاصر نكسات أخرى ، وكان في وطنيته وانفتاحه على التجديد ، وفي رغبته في تحطيم الأغلال السياسية والاجتماعية التي تحكم علاقاتنا العامة والخاصة ، وفي نقده لرجال الدين ، وغضبه من رؤية البشر يساقون كقطعان الماشية وراء التقليد الأعمى ، كل بحسب طائفته التي ينتمي إليها بالولادة ، لمجرد أن هذا الشعور بالانتماء يهدىء من خوفهم ويمنحهم أماناً كاذباً ، يتماهون مع المجموع لكي يشعروا بالقوة والأهمية التي لم يتمكنوا من الحصول عليها على المستوى الفردي والذاتي . فمجتمعاتنا الشرقية ، ورغم أجيال تتالت منذ السكاكيني وحتى اليوم ، لم تنجح في ترك هامش من الحرية للإنسان الفرد لكي يتمكن من بناء شخصيته المستقلة ، ولكي يشعر بأنه قادر على التفكير والحكم على الأمور بنفسه دون الرجوع إلى تلك المرجعيات التي أثبتت عجزها وفشلها في مواكبة تغيرات العصر وهي بتشرذمها وضعف موقفها الأخلاقي فقدت كل مصداقيتها وقدرتها على الفعل ، اللهم إلا في تهويش الراغبين في سماع طبول الحروب الطائفية .
 
إن إحساس هذا الرجل العربي الغيور على مصالح أهله ووطنه ، وشعوره بالخيبة والحسرة لما يحدث من حوله ، هو شعورنا اليوم تماماً ، ورغبته لا تزال رغبتنا ، وهي تتلخص في أن نتمكن يوماً من تحطيم هذه الأغلال السياسية والدينية ـ الاجتماعية التي تتحكم بمصائرنا وتشد بنا نحو القاع ، قبل أن ننقرض .
 
وكل الشكر لأستاذنا الفاضل زهير ظاظا وكل التحية أيضاً .
 
*ضياء
17 - مارس - 2010
إنها ضياء خانم    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
من الذي يكتب هذا الكلام العذب والآسر معا، ومن يقوى على مثل ذلك غير الأستاذة ضياء خانم، هذا كان تساؤلي وأنا أقرأ هذا التعليق في برنامج الإدارة حيث كما تعلم الأستاذة ضياء لا يظهر اسم الكاتب في ذلك البرنامج أثناء مراجعة أحدث التعليقات:
كل الشكر لك أستاذتي الغالية، ويرحم الله الوالد ومن كان على شاكلته من رفض الامتهان والذل الذين يراد لنا قسرا أن نتاورثهما جيلا بعد جيل، ولا أزال أردد كل وقت مشاعر اعتزازي وفخري أني أصدرت ديواني باسم امراة لا يربطني بها إلا محبة الأدب الرفيع واستشراف غد مشرق، والاعتداد بشرف الكلمة وكرامة الموقف، وكل الشكر لأستاذنا وحبيبنا الدكتور يحيى مصري الحلبي على كلماته الطيبة والغالية متمنيا أن أجد الفرصة لنشر طائفة من رسائل السكاكيني إلى ولده سري، وهي رسائل تحبس الأنفاس بروعتها وأصالتها وبأهمية المواضيع التي تتناولها،  تحياتي لكل الأخوة والأصدقاء وإلى اللقاء
*زهير
17 - مارس - 2010
أستاذي زهير، أستاذتي ضياء ...... لكما مودتي.    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أخي زهير: لقد جاءت كلماتك ماء زمزم في عيد ميلادي . أسعدك الله يا أصيل ، وسلامي وتحياتي لأختي الغالية الست ضياء خانم ....
*د يحيى
18 - مارس - 2010
يوميات تستحق منا الاهتمام    كن أول من يقيّم
 
التحيات الطيبات للأخت الفاضلة ، أستاذتنا ضياء خانم ، وإلى أساتذتنا وشيوخنا : زهير ظاظا، أحمد عزو، د.يحيى مصري الحلبي ، وإلى جميع سراة الوراق ومرتاديه؛ معتذرا للجميع عن تقصيري غير المتعمد في زيارة الوراق وسراته، الذين أكن لهم كل محبة وتقدير وعرفان بجميل ما يتفضلون به علينا من فوائد جليلة؛   وآملا عودا قريبا بإذن الله.
وأشكر أستاذنا الجليل الغالي، زهير ظاظا، على نشره هذه اليوميات النادرة  مع تعليقه على بعضها بالألوان أو بالكتابة، والتي تطلع السيدات والسادة،الذين يرتادون موقع الوراق، على نواح عدة  لهذه الشخصية المقدسية الفذة، التي اشتهرت أكثر ما اشتهرت ، حتى بين غالب الفلسطينيين الذين يعرفونها، بأنها شخصية تربوية تعليمية  وحسب، من خلال كتابها " الجديد في اللغة العربية " ، وبأنها ذات فضل كبير على أجيال عدة من طلاب المدارس في فلسطبين وفي غيرها . هذا ، ولما كانت أستاذتنا الكبيرة ضياء خانم قد لخصت بكلماتها المضيئة النيرة حياة المرحوم خليل السكاكيني الفكرية، ووضحت ما تنم عنه مذكراته اليومية من نواحي شخصيته  ؛ فإنها لم تدع لنا ما نقوله سوى كلمات لا تخرج عن نطاق ما تفضلت به على أية حال .فرحم الله والدها ورحم كل غيور على دين الله، وعلى وطنه وأمته وإنسانيته.
إن كل يومية من هذه اليوميات  تقريبا يمكن أن تدفع مطالعها للتعليق عليها  واستجلاء شخصية كاتبها ومسيرة حياته ، التي يمكن أن نفيد منها الكثير.
ويتبين لي من بعض اليوميات المذكورة أن السكاكيني كان يكره الحروب إلا إذا كانت لضرورة قصوى ، وحق له ذلك. وكان يحترم المرأة احتراما فائقا في زمن كانت المرأة فيه إذا ذكرت في محضر من الرجال قال ذاكرها للحضور : " أجلــّكم الله".. وما أجمل قوله مثلا: حضر فلان وسيدته... وذهبت أنا وسيدتي...
وكان السكاكيني كما بدا من يومياته رجلا وطنيا حرا ، وذا وعي على سياسات الدول، وناقدا اجتماعيا متمكنا تعينه على ذلك نفس لا تطيق اعوجاجا، ولا ترى سبيلا أهدى من الصدق.. الصدق مع النفس ، والصدق مع المجتمع ، والصدق بالتالي مع الله عز وجل .
ترى لو يبعث السكاكيني ليعش هذه الأيام العصيبة، وير ما يحل ببيت المقدس خاصة ، وبفلسطين والوطن العربي والإسلامي عامة، فماذا عساه يفعل؟! هل تكفيه دعوته للانقراض أم تكون له دعوة أخرى؟!لقد ذكرتني الدعوة للانقراض بصديق لي قديم (معلم في مدرسة ثانوية) قال لي مرة وقد أخذ منه التشاؤم واليأس كل مأخذ : "سوف يأتي يوم لا يبقى فيه من العروبة والعرب سوى بضعة أشخاص يضعهم الأجانب في قفص للفرجة عليهم ، ولمحاولة الحفاظ على هذا الجنس من الانقراض كما يحافظ على أجناس من المخلوقات توشك أن تنقرض.". تشاؤم مرعب ، ويأس قتال .. وما دفع ذلك المعلم إلى قوله الذي قال إلا ما يراه ويلمسه من سوء حال أمة كان الأحرى بها ، لو صدقت مع الله كالذين صدقوا معه، أن تظل على رأس الأمم جميعا في العزة والمجد والكرامة.
إن ما يحل ببيت المقدس وفلسطين الآن من تهويد، وما حل  ويحل بمقدساتها من تدمير على مر الاحتلال شديد، وهي التي بارك الله حولها بأن جعلها مثوى الأنبياء وأصحابهم، ومهوى الأصفياء وأتباعهم ، ثم جعلها مسرى عبده الأكرم، محمد صلى الله عليه وسلم، لحقيق بنا أن نأخذه بعين العبرة والاعتبار، فنعيد النظر في حالنا التي نحن فيها كيف كانت وكيف آلت إلى ما آلت إليه من ذلة وهوان!
لقد كان خليل السكاكيني خادما مخلصا للغة العربية ، خدمها بعقله وبعاطفته وبسعة اطلاعه، وكان يرى في استعمال اللغة للتعبير عن الفكر والعاطفة سبيلا للحفاظ عليها ودافعا لتطورها ، ولا يرى في معرفة ألفاظها وقواعدها وحدهما سبيلا إلى ذلك ، وقد أصاب في رؤيته تلك دون شك .
وإلى حضراتكم الرابط التالي، الذي يلقي ضوءا على ثقافة السكاكيني التربوية التعليمية:
وأخيرا ، أكرر شكري لأستاذنا زهير على جهوده المباركة وعطائه الثر ، وأهنيء شيخي يحيى بذكرى يوم مولده ، وآمل أن تكون عقباه وعقبانا جميعنا عند الله حسنة إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*ياسين الشيخ سليمان
18 - مارس - 2010
السلام على الكرام    كن أول من يقيّم
 
كل عام وأنت بخير يا أستاذ يحيى وعقبال المئة وثلاث سنوات وتحياتي للعائلة الكريمة والوالدة الصابرة وتحياتي لأستاذي وشكري له على كلماته التي لا أستحقها قطعاً رغم انها تثلج صدري وتحياتي الغامرة لأخينا الغالي ياسين الشيخ سليمان وعائلته الكريمة حفظهم الله جميعاً ورعاهم بفضله واعذروني على بطاقتي المستعجلة .
*ضياء
21 - مارس - 2010
وعايكم السلام    كن أول من يقيّم
 
وعليكم السلام يا سادة يا كرام، وجعله الله عاما مباركا أستاذنا يحيى مصري الحلبي، وعقبى احتفالنا بعيد ميلادكم المائة، وأبارك لأستاذنا ياسين الشيخ سليمان تخرج نجله الحبيب، ونجاح المشروع، وأنا أقضي هذه الأيام بقراءة (موسوعة أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين) سأكتب نبذة عنها في مجلس عالم الكتب، تحياتي وشكري لكم مجددا وإلى اللقاء
*زهير
21 - مارس - 2010
 7  8  9